وقد اخبر الله عن خلق نبيه فقال وانك لعلى خلق عظيم. فاذا كانت هي مشيتها ودلها وهديها وسنتها وفق هدي وسمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي على خلق والشاهد من هذا الحديث قول ام هانئ وفاطمة تستره بثوب. دل على انها كانت تهتم بستر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وكانت تهتم بغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الابرار وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم كانت رضي الله تعالى عنها حيي عظيم الحياة ستيرة عظيمة الستر وكانت رضي الله تعالى عنها تستر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يعني انها احيانا تطرق الباب واحيانا ترفع صوتها بالسلام للاستئذان وكانت رضي الله تعالى عنها تذهب الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم اكثر من مرة لاجل السلام عنها وهذه الجملة والشهادة من عائشة وهي ذرة امها شهادة حق وهذه الشهادة تدلنا على انها بلغت منزلة سيدة نساء العالمين لانها صارت على خلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله الرحمة المهداة والنعمة المسداة. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد. فهذه المحاضرة بعنوان معاملة سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله تعالى عنها لابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم معاشر المؤمنات انا لما ننظر ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصف من دون بناته فاطمة بانها سيدة نساء العالمين ندرك ادراكا جليا بانها رضي الله عنها ما بلغت هذا المبلغ الا لعظيم تعاملها مع دينها ومع ربها ومع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وحري بالمسلمات الاقتداء بسيدة نساء العالمين وهي التي ينبغي ان نسميها بالسيدة الاولى بحق رضي الله تعالى عنها هذه المرأة التي وصفها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بانها سيدة نساء العالمين وانها رضي الله عنها من الكاملات من النساء فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم ابنة عمران واسيا ابنة مزاحم زوجة فرعون ولنبدأ بشيء من تعاملها مع ابيها لعلنا ولعل بناتنا ان يتعلمن كيفية التعامل مع الاباء ومع الكبار اول ذلك انها رضي الله تعالى عنها كانت لا تدخل على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع انه عليه الصلاة والسلام هو ابوها كانت لا تدخل الا بالاستئذان وجاء هذا في احاديث كثيرة عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها كانت اذا جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تستأذن كيف كانت تستأذن؟ جاء انها كانت تسلم فقد روى الدارقطني اسناد حسن عن علي رضي الله عنه قال قالت فاطمة رضي الله عنها جئت اسلم عليك يا رسول الله وعن عطى ابن السايب عن ابيه عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة رضي الله عنها بعث ماءها بخملة سادة ووسادة ادمن حشوها ليف. الادم يعني الجلد ورحائين وسقاء وجرتين فقال علي رضي الله عنه لفاطمة رضي الله عنها ذات يوم والله لقد سنوت حتى قد اشتكيت صدري ومعنى سنوت يعني اني عملت كثيرا وقد جاء الله اباك بسبي فكان علي رضي الله عنه يعمل ويأتي بالما الى البيت ويتعب قال وقد جاء الله اباك بسبي فاذهبي فاستخدميه. اي اطلبي منه الخدم فقالت رضي الله عنها وانا والله قد طحنت حتى مجلت يداي. مجالت يعني تورمت وانتفخت فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك يا بنية قالت جئت لاسلم عليك واستحيت ان تسأله ورجعت وهذا نفس صريح في انها ربما اذا رأت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله عن حاله ثم تنسى وتستحي فقال علي لها ما فعلت؟ قالت استحييت ان اسأله فأتياه جميعا فقال علي رضي الله عنه والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة رضي الله عنها قد طحنت حتى مجلت يداك وقد اتى الله بسبي وسعة فاخدمنا قال صلى الله عليه وسلم الذي لا يحابي والله لا اعطيكما وادعوا اهل الصفة تطوى بطونهم لا اجد ما انفق عليهم ولكني ابيعهم انفقوا او انفق عليهم اثمانهم فرجعا فاتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما اذا غطيا رؤوسهما تكشفت اقدامهما. واذا غطيا اقدامهما تكشفت رؤوسهما ارى تارة يعني اراد ان يقوم لدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فقال صلى الله عليه وسلم مكانكما الا اخبركما بخير مما سألتماني انتبهي يا امة الله النبي صلى الله عليه وسلم يخبر ابنته بخير مما سأله وكثير من نساء اليوم يشتك تشتكي من عدم وجود الخادمة او سفرها او عدم ملائمتها وتنسى هذا العلاج النبوي فقال صلى الله عليه وسلم لها وله الا اخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا بلى فقال كلمات علمه علمنيهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا واذا اويتما الى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين. واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبر اربعا وثلاثين قال فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم اصله في الصحيحين ورواه ابن سعد في الطبقات بهذا اللفظ وكانت رضي الله عنها اذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجعل وجهها في وجه ابيها ولا تعطي ظهرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا جنبها بل كانت رضي الله عنها تحب ان تقابل اباها بالوجه وتكلمه وتنظر اليه لعل ان يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فلا يحتاج الى حينما يكلمها ان يلتفت وهكذا الادب بالنسبة لبناتنا عليهن ان يجلسن في مقابلة ابائهن وهذا من حسن الادب اما مخاطبة سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها لابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما سمعنا في الحديث السابق كانت رضي الله عنها لا ترفع صوتها. وكانت لا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم الا بكلام لين لين ربما لو كان ثم ضجيج لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله اما ترحيبها اما ترحيب سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابيها. فشيء عجب وهكذا على البنت المؤمنة ان تقتدي بسيدة نساء العالمين وترحب بابيها عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت احدا كان اشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله تقول عائشة رضي الله عنها وكانت اذا دخلت عليه قام اليها فقبلها ورحب بها وكذلك كانت هي تصنع به صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود والترمذي اذا هذا الحديث فيه دلالة على انها كانت اذا دخل عليها ابوها كانت تقوم وكانت تقبل رأس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وربما تقبل يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وربما كانت لا تجلس حتى يجلس ابوها مع الترحيب الشديد والكلام الحسن الذي يدخل السرور على ابيها فكانت رضي الله عنها تقوم اذا رأت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لترحب برسول الله صلى الله عليه وسلم تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها كما في الترمذي وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته واجلسته في مجلسها وقول عائشة واجلسته في مجلسها فيه دلالة على انها رضي الله عنها كانت تكرم الرسول صلى الله عليه وسلم بان تجلسه في احسن مكان في بيتها ولو كان هذا المكان مكان اكرام خاص بها وكانت رضي الله عنها تقبل رأس ابيها وتقبل بين عيني ابيها. وربما قبلت يد ابيها فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته واجلسته في مجلسها هذا لفظ الترمذي وكان رضي الله تعالى عنها لا ترضى الا ان يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسها اكراما لابيها وهكذا على البنت المؤمنة ان تكرم ابيها بالقيام له وتقبيل رأسه او دينه او بين عينيه وتقبيل يده واجلاسه في المكان الكريم كذلك كانت رضي الله تعالى عنها اذا اصابها امر ما كانت تطرح الامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ابيه فكانت لا تقضي امرا حتى تشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا على المرأة المؤمنة والبنت التي تريد تجربة الكبار عليها ان لا تفعل شيئا فيه يحتاج الانسان الى التفكر والتأمل الا وقد شاورت اباها فانه واعلم واخبروا بامور الدنيا كذلك كانت رضي الله تعالى عنها لا تراجع اباها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الخبر فما كانت تراجع النبي صلى الله عليه وسلم في شيء. بل كانت تطبق عموم قول الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وكان من امرها رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اخبرها بخبر سلمت للخبر وما كانت تراجع ابدا ومن اعظم الادلة والشواهد على ذلك ان الصديق رضي الله عنه لما اخبر فاطمة بان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة قالت عائشة رضي الله عنها فما راجعت الصديق حتى ماتت يعني انها اذعنت لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت فاطمة رضي الله عنها وهي الابنة النقية التقية البارة كانت لا ترادد اباها في شيء هو يريدها وكانت رضي الله تعالى عنها ربما اظهرت البكاء امام ابيها وقد جاءت الروايات التي تدل على انها بكت عند ابيها. وبكاء البنت عند ابيها. شكاية للحال امر من طبائع البشر وليس هو امر ينكر بل ان البنت عليها ان تخرج ما في مكان نفسها لابيها لعل ان يكون عنده دواء لها قال يزيد ابن سنان حدثنا عقبة ابن رويم قال سمعت ابا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رجع من غزاة او سفر اتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة رضي الله عنها. ثم يأتي ازواجه فلما رجع خرج من المسجد تلقته فاطمة عند باب البيت تلثم فاه وهذا فيه دليل على انها رضي الله عنها كانت وجهها عن الاجانب فكانت تتلثم يعني في اصطلاحنا تلبس ما يستر فمها وانفها قال ابو ثعلب الخشني تلقته فاطمة عند باب البيت تلثم فاه وعينيها تبكي فقال لها يا بنية ما يبكيك فقال لها اي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يا بني ما يبكيك والنبي صلى الله عليه وسلم قد جاء من السفر وعليه امارات النصب والتعب فقالت يا رسول الله الا اراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك اذا هي بكت لاجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه دلالة على عظيم شفقتها على ابيها. وعظيم رأفتها على ابيها. كيف لا؟ وهي التي كانت تكنى بأم ابيها لانها كانت كالام بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله تعالى عنها فلما قالت يا رسول الله الا اراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك يعني صارت قديمة فقال صلى الله عليه وسلم فلا تبكي فان الله عز وجل بعث اباك لامر لا يبقى على ظهر بيت مدر ولا شعر الا ادخل الله به عزا وذلا حتى يبلغ حيث يبلغ او حيث بلغ الليل رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الاسناد وكانت رضي الله تعالى عنها تعلم وتعرف شغف العيش الذي كان يعيشه ابوها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تتألم لذلك تألما عظيم ولذلك كانت رضي الله تعالى عنها لا تطبخ اكلا الا وكانت ترسل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تخبز خبزا الا وكانت ترسل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمها بحاله عليه الصلاة والسلام وكانت رضي الله تعالى عنها ربما تستقبل اباها اذا ما قدم من سفر وربما تتلقى اباها رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ما اتى من ناحية فعن عكرمة عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ اقبلت فاطمة رضي الله عنها وقفت بين يديه فنظر اليها وقد ذهب الدم من وجهها وغلبت الصفرة على وجهها من شدة الجوع. فنظر اليها رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اذن يا فاطمة ثم ادني يا فاطمة فدنت حتى قامت بين يديه فرفع يده فوظع على صدرها في موظع القلادة وفرج بين اصابعه ثم قال اللهم مشبع الجاعة ورافع الوضيعة ارفع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم قال عمران فنظرت اليها وقد ذهبت الصفرة من وجهها وغلب الدم كما كانت الصفرة غلبت على الدم قال عمران فلقيتها بعد فسألتها. فقالت ما جعت بعد ذلك يا عمران؟ رواه البيهقي في دلائل النبوة ثم قال البيهقي والاشبه انه انما رآها قبل نزول اية الحجاب والله تعالى اعلم وكانت رضي الله تعالى عنها تجد موجة عظيمة اذا ما غاب عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم او لم يزرها في يوم او جاء ثم رجع فكانت تجد موجة عظيمة في ذلك وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى فاطمة رضي الله عنها فوجد على بابها سترا فلم يدخل عليها تأملن يا نساء المؤمنات هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم وجد على بابها سترا فلم يدخل عليها وقل ما كان يدخل الا بدأ بها. قال فجاء علي رضي الله عنه فرآها مهتمة. مهتمة اما بمعنى مغتمة فقال ما لك؟ فقالت جاء الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخل عليه فاتاه علي رضي الله عنه فقال يا رسول الله ان فاطمة اشتد عليها انك جئتها فلم تدخل عليها فقال صلى الله عليه وسلم وما انا والدنيا وما انا والرقم يعني لماذا وضعت السترة لماذا وضعت الستر على الباب؟ لماذا وضعت الزينة على الباب؟ كانها تتزين تأمل وتظهر زينة الدنيا في بيت سيدة نساء العالمين هذا لا يليق ولهذا قال وما انا والدنيا وما انا والرقم. والرقم معناه الثوب المنقش المزين المجمل فيا نساء المؤمنات اتقين الله لا تجعلنا الدنيا اكبر همكن ولا الثياب اعظم غمكن. ولا التزين هو انشغالكن فان هذا كله فان والصالحات الباقيات خير عند ربك ثوابا وخير عقبى فقال صلى الله عليه وسلم وما انا والدنيا وما انا والرقم قال فذهب الى فاطمة رضي الله عنها فاخبرها بقول ابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت فقل لرسول صلى الله عليه وسلم فما تأمرني به انظرن كيف انها تأتمر بامر ابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم قل لها ترسل به الى بني فلان. لماذا ترسل به؟ اي بالستر لا بلي فلان حتى يجعلوا منه ثوبا لانفسهم رواه الامام احمد في مسنده وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يدخل عليها وجاء علي فذكرت له ذلك فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اني رأيت على بابها سترا موشيا يعني مجملا بالوشم فقال ما لي وللدنيا فاتاها علي رضي الله عنه فذكر ذلك لها رضي الله عنها فقالت ليأمرني فيه بما قال صلى الله عليه وسلم ترسل به الى فلان اهل بيت بهم حاجة رواه البخاري في صحيحه يا نساء المؤمنات هذا الحديث العظيم من فوائده عظيم ائتمان فاطمة لامر ابيها. فعلى المسلمات كذلك ان يطعن ابائهن لا سيما في الامر العظيم ينبغي على المرأة المؤمنة والبنت التقية ان تغتم لعدم دخول ابيها عليها. لعدم مجيئه اليها فربما كان في خاطره شيء عليه فعليه ان تسأل. واذا كانت تستحي ان تسأل عليها ان آآ ارسل اليه من يسأله كالام او كالاخ او كالعم وكانت رضي الله تعالى عنها كما ذكرت لكن اذا طبخت البرمة كانت ترسل لرسول الله صلى الله عليه يوسف وكانت اذا صنعت عصيدة بيديها الكريمتين ارسلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت اذا ما رأت طبقا من فاكهة او غيره ارسلت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالجملة فما كانت تأكل طعاما حتى ترسل منه شيئا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في عرفنا حنا بالكويت انها كانت تنغص لا بد تترك نغصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت رضي الله عنها ربما اقول ربما لا تجد شيئا الا كسرة خبز فتأتي او ترسل كسرة الخبز الى ابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدموا اباها على نفسها. روى الامام احمد وابن سعد وابو داوود. والحارث ابن ابي اسامة برجال ثقار عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان فاطمة رضي الله تعالى عنها جاءت بكسرة بكسرة خبز الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ما هذه الكسرة؟ قالت قرصة خبزتها فلم تطب نفسي الا ان اتيك بهذه الكسرة فقال اما انه اول طعام دخل فم ابيك منذ ثلاثة ايام يا نساء المؤمنات عجبا لبعض البنات كيف يصبرن عن ابائهن؟ لا يتصلن ولا يسألن ولا وكانت فاطمة رضي الله عنها تجيء غدوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واذا لم تقدر كانت تجيء عشية الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع تيسر وسائل التواصل اليوم الا انا نجد بعض البنات ربما يعزفن عن الاتصال ابائهن والسؤال عن احوالي الاب وهذا شيء من الجفوة ما كان عليها النساء الاول لا سيما سيدة نساء العالمين. فقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها وعن غيرها ان فاطمة كانت تأتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت رضي الله تعالى عنها ربما اذا رأت اباها في شيء من المرض ان تكب وتلقي بنفسها على ابيها وهذا من حسن تعاملها مع ابيها وعظيم شفقتها به صلى الله عليه وسلم فكانت سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله تعالى عنها تنكب على ابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ما رأت اذا ما رأت المرظ عليه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت عن فاطمة رضي الله عنها انها قالت لفاطمة رضي الله عنها ارأيت حين اكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت دل هذا البلاخ على انها كانت تنكب على ابيها ثم اكببتي عليه فضحكتي قالت فاطمة رضي الله عنها اخبرني انه ميت من وجعه فبكيت. ثم اخبرني انني اسرع اهله به لحوقا وقال انت سيدة نساء اهل الجنة الا مريم بنت عمران فضحكت وهذا الحديث بهذا اللفظ رواه ابن شاهين وغيره وعن عائشة بنت طلحة عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قالت فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة رضي الله عنها فاكبت عليه. فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ثم كبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة قلت لها ارأيتي حين اكببتي على النبي صلى الله عليه وسلم رفعت رأسك فبكيت ثم اكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت. ما حملك على ذلك؟ قالت اني اذا لبذرة اخبرني انه ميت من وجعه هذا فبكيت ثم اخبرني اني اسرع عنه لحوقا به. فذاك حين ضحكت رواه الترمذي بهذا اللفظ واصله في الصحيحين وكانت رضي الله تعالى عنها تهتم بتجميل ابيها وكانت تهتم بتجميل ابيها لا سيما اذا كان اذا كانت معه في سفره بل ربما كانت تأخذ الثوب وتستر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثوب عن الناس وهو يغتسل كما جاء هذا عن ام هانئ بنت ابي طالب رضي الله عنها انها ذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قالت فوجدته يغتسل وفاطمة رضي الله عنها تستره بثوب. فسلمت وذلك ضحى نظيفة مهما نقول عن فاطمة رضي الله عنها وتعاملها مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الا انا نقول كانت سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها ابنة ابيها صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله تعالى من اكثر الناس تشبيها بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اعظم الناس سمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اكثر الناس دلا برسول الله صلى الله عليه وسلم. واشبه الناس مشية برسول الله صلى الله عليه وسلم واقرب الناس حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والصق الناس قياما وجلوسا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلوسه. كيف لا وهي ابنة سيد العالمين وامام المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم كيف لا وهي ابنة سيدة النساء خديجة الكبرى رضي الله تعالى عنها. والصفات الحسنة تورث بين الابوين قطعا ولابد من التأثير بين الوالد والولد كما هو مشاهد واقعة واذا كان اللبن والطعام مؤثرا في البدن فان انفاس الابوين مؤثرة وتوجيهاتهم محكمة ومحكمة والاولاد ينظرون الى والديهم ويتأثرون من فعالهم ولو كانوا قليلي الكلام ومن هنا ندرك عظيم صفات فاطمة رضي الله تعالى عنها سيدة نساء العالمين وتعاملها مع ابيها فلا شك انها من حيث النسب الكريم. ومن حيث النشأة الكريمة ومن حيث اكتساب الصفات الحميدة. ومن حيث العلم والعمل ومن حيث الاعتقاد والفعال فهي قد بلغت ذروة السلام على نساء العالمين واما من حيث الصفات الجميلة فكذلك تورث اكثرها ان لم نقل كلها ومن المعلوم جمال وصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا وكذلك جمال صفات سيدة نساء العالمين خديجة رضي الله عنها فلا يستريب عاقل ان فاطمة رضي الله عنها قد اكتسبت المعالي من الصفات الخلقية والخلقية وكانت رضي الله تعالى عنها صاحبة العقل الوقات وحسن السداد مع ما لها من حسن صورة وجمال خليقة وملاحة وجه وتمام قامة وفضائلها كثيرة على كل انثى سواء الموروثة او المكتسبة ما ينبغي علينا ان ننظر انها حتى كانت طبيبة. فقد جاء في الصحيحين ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لما اصيب يوم احد جاءت فاطمة رضي الله عنها والدم يخرج من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من شجة شج فيها فاخذت حصيرا فاحرقته لما رأت ان الدم لا لا لا يقف فاخذت الحصير واحرقته ثم اخذت الرماد ووضعته في موضع الجرح فتوقف الدم. وهذا يدلنا على عظيم علمها حتى في الطب نعم لم يكن من عادة العرب لا سيما الاشراف منهم انهم يذكرون شيئا كثيرا عن او وصافي نسائهم لكن هذا المنقول القليل من اوصاف ام من اوصاف ام الحسن والحسين فاطمة رضي الله تعالى عنها تدلنا على عظيم ما كانت عليه. وهذا الغيظ من ذاك الفيض هذا القليل من ذاك الكثير. ولهذا نقول ان فاطمة رضي الله تعالى عنها كانت من للنساء تقول عائشة رضي الله تعالى عنها كنت ارى انها من اعقل نسائنا هذه شهادة من من عائشة رضي الله تعالى عنها لفاطمة انها كانت من اعقل نساء العالمين. وكانت رضي الله تعالى عنها مشيتها لا تخطئ مشية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تقول عائشة فاقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي لا والله ما تخفى وشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية لا تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما رآها الا رحب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لها مرحبا بابنتي ثم يجلسها من بين يديه واذا لم يكن من بين يديه مكان اجلسا عن يمينه او اجلسها عن شماله. فعلينا معاشر المؤمنات ان نتقي الله سبحانه وتعالى وان نقتدي بسيدة نساء العالمين فاطمة في تعاملها مع ابيها نعرف قدر ابائنا وامهاتنا. فان الله سبحانه وتعالى يقول وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وبالوالدين احسانا ويقول جل وعلا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ويقول جل وعلا ووصينا الانسان بوالديه فهذه من الامور العظيمة الجليلة التي ينبغي على البنات وعلى الامهات وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات ان يبحثوا عن بر الاباء والامهات. نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتفاء باثار صحابته رضوان الله تعالى عليهم وال بيته الاطهار والصحابة