في صلاة اخر الليل من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. تأمل معي يا عبد الله ان الله تبارك وتعالى احيانا لكي ندرك هذه المغفرات الثلاث. افنفوض الحمد لله الكريم المنان نحمده سبحانه اسبغ علينا نعمه في كل ان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المعبود بحق من صالح الانس والجان. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الحامد لربه في كل ان صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وجميع الخلان وبعد كما سمعتم من فضيلة الشيخ حمد عنوان هذه الكلمة ادراك نعمة نعمة ادراك رمضان ينبغي على كل مسلم ان يحسس نفسه بنعم الله تبارك وتعالى عليه هذه النعم الظاهرة والباطنة التي ان اردنا ان نحصيها فلا نحصيها وان اردت ان نعددها فلا نستطيع ان نبلغ منتهاها كما قال عز من قائل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فلو اخذت العشرات في المئات والمئات في الالاف فلا يستطيع احدنا ان يعدد نعمة الله عليه ولنتأمل من نعم الله عز وجل علينا في نعمة ادراك رمضان ان ابقانا احياء نتمتع في صوم هذا الشهر الكريم وفي طاعته وادراك خيراته وبركاته وكم من الناس كانوا معنا في مثل هذه الايام من الاعوام الماضية وقد اصبحوا تحت الثرى اذا بهم لم يدركوا رمضان. وقد جاء في الحديث الصحيح انه كان في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان اخوان احدهما مات في سبيل الله في المعركة والاخر عاش بعده سنة ثم مات في فراشه في بيته فقال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم للاول هنيئا له. واصبحوا يرثون الثاني لانه مات على فراشه فلما اخبر النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال اما انه فوق الاول بدرجات فتعجب الصحابة رظوان الله عليهم عن سبب ذلك فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ارأيتم كم صلى منذ ان مات اخوه؟ ارأيتم كم صام فدلنا هذا على ان ابقائنا احياء حتى ندرك رمضان في صحة وعافية هذه من النعم العظيمة من النعم الدينية والدنيوية فالانسان ابقى حيا يربي عياله فلم فلم ينتهوا. وكم من الناس ماتوا ويتمت او نادوا ورملت نساؤهم فينبغي على الانسان ان يحس بقدر نعمة الحياة وان يدرك ان الله انما ابقاه ليستعتب فارجع يا عبد الله وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون اتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتي الموت او من قبل ان يأتي احدكم الموت وفي اية وفي اية المنافقين يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني قليل فالواجب على الانسان ان يعاتب نفسه ما دام حيا يجدد العهد مع الله تبارك وتعالى. امتثالا لاوامره ازديادا للطاعة من فضائله ومن فضائل شرعه وخيراته وبركاته تبارك وتعالى ومما ينبغي ان يحسس انفسنا ونحن على ابواب رمضان ان ندرك ان الله تعالى امتن علينا فجعلنا رمضان معافين. وكم من الناس اليوم في المستشفيات مرضى اناس في غيبوبة ناس ليست عقولهم معهم كبروا في السن واناس مرضى يعالجون في الخارج لا يستطيعون فكون الانسان يدرك رمضان بعافية وتمام النعمة هذا يجعله يزداد شكرا لله تبارك وتعالى. وذلك بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. وان ان شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد لشديد. ينبغي على المسلم ان يحسس نفسه وينظر كيف ان الله ابقاه سميعا وبصيرا قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم. من اله غير الله يأتيكم به؟ فعلى الانسان يدرك ان كونه قد كبر ولا زال يسمع ويرى. وان كونه قد بقي حيا وهو معاصي في سمعه وبصره فهذه من نعم الله عليه. والواجب مقابلة هذه النعم بالشكر لله تبارك وتعالى وقد كان من عظيم دعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما احييتنا واجعله الوارث منا. ينبغي على كل واحد منا ان ينظر الى نفسه كيف ان الله ابقاه قويا واخرون قد ضعفوا ينبغي على كل واحد منا ان يدرك نعمة الله عليه وهو يدرك رمضان كيف ان الله جل وعلا جعله في وليس في شغل. فكم من الناس يأتيهم رمظان وهم في غم وهم ونكد ينبغي علينا ان ننظر الى من حولنا ممن ادركتهم رمضان وادركتهم هذه الايام والليالي وهم في خوف ووجل وهم في فزع وتحت الحروب. واما نحن فان الله انعم علينا بنعمة الامن والايمان. وهذه نعمة عظيمة. قال صلى الله عليه وسلم من اصبح امنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما سيقت له الدنيا ولذلك جاء رجل الى ابن مسعود وقال يا ابا عبد الرحمن الا تسأل لي الامير فيعطيني؟ قال اسأله زوجته يعطيك مالا تتزوج به؟ قال عندي زوجة قال اطلب منه مالا تشتري به دابة؟ قال عندي دابة. قال اطلب منه مالا تشتري به خادما؟ قال عندي خادم. قال اطلب منه مالا تبني به دارا؟ قال عندي دار. قال يا اخي كنا اذا ملكنا هذا كنا نعده من الملوك واما نحن فماذا عسانا ان نقول وفي بيت الواحد منا من الخدم والحشم كانه ملك من ملوك الزمان مع الامن والعافية والفراغ. حتى ان البعض لا يمل من الفراغ لم ينظر كيف يشغل فراغه فيما يرضي الله تبارك وتعالى فما دمنا على ابواب رمضان قد انعم الله علينا ونحن ان شاء الله ندرك رمضان فعلينا ان نجدد التوبة مع الله تبارك وتعالى ولنشكر الله على اطالة العمر. ونحن على الصحة والعافية والطاعة. فان النبي الكريم صلى الله عليه قال خير الناس من طال عمره وحسن عمله. ولذلك ينبغي على الانسان ان ينظر كل ما زاد عمر هل ازداد حسنا؟ هل ازداد طاعة ام لا تأمل معي من النعم العظيمة التي انعم الله بها علينا ان قد ادركنا مغفرة الله في شعبان فقد جاء في سند حسن ان شاء الله ان الله جل وعلا يغفر في ليلة النصف من شعبان لكل اهل الارض الا لمشرك او مشاحن وما ذاك الا ليقبلوا على الله وهم على طهر ونقاء وهم في شهر رمضان ليس ذنوب واثام حتى يكون صيامهم صيام طهر ونقاء. صيام صيام الصالحين المصلح فهذه المغفرة التي ادركناها هي من نعم الله تبارك وتعالى علينا. ينبغي علينا ان نحسس انفسنا بانا اذا ادركنا رمضان فان في ذلك ادراكا لفضائل رمضان وما ادراك ما طوال رمضان لو لم يكن من فضائل رمضان الا ان الله انزل فيه القرآن واوحى فيه الى النبي من عدنان صلى الله عليه واله وسلم لكان هذا دليلا على عظمة هذا الشهر كيف هذا الشهر شهر القرآن شهر الصبر شهر الصوم شهر الطاعة شهر المغفرة شهر القيام شهر التلاوة هذه الفضائل التي ندركها هي من نعم الله علينا ان ابقانا حتى ندرك رمضان كم سنصلي ما دام الله ابقانا هذا يجعلنا ندرك اننا نرتقي في مراقي العبودية. لان الانسان كلما ازداد صلاحا ازداد رقيا عند الله عز وجل كلما ازداد عبادة ازداد عبودية لله تبارك وتعالى. ولذلك الله جل وعلى امرنا ان نتسابق الى الخيرات وسابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. وامرنا بالمسارعة. فقال وسارعوا الى مغفرة من ربكم. واخبر جل في انه اصطفانا. ووالله هذه نعمة ما بعدها نعمة. ان الله اصطفانا. فجعلنا من اهل ومن اهل القرآن ليس هذا الاصطفاء لا بعقولنا ولا بذكائنا. فهناك اذكياء في العالم في طول النهار يعملون في امور نحن لا نستطيع ان نتقنها من علوم الدنيا يصنعون الصواريخ والكمبيوترات والطيارات وفي اخر النهار يسجدون لصنم صنعوه بايديهم. اما انت وانا المسلمون اختارهم الله واصطفاهم لكي يكونوا على التوحيد هذه نعمة عظيمة. فاذا ينبغي علينا ان نرتقي في في مراتب الاسلام قال الله عز وجل ثم ورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فالمسلمون مصطفون بنص هذه الاية اختيار من الله اصطفاء من الله اجتباء من الله تبارك وتعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. والله اصطفى امة محمد صلى الله عليه وسلم ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه واعيذك بالله ان تكون من هؤلاء وهم الذين لا يمتثلون الطاعات على الوجه الذي يؤدون به الفرض او انهم يرتكبون هنا المحرمات على وجه محرم. فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد. وهذا احسن من ذاك بكثير وهو الذي اتى الفرض وترك الحرام ومنهم سابق بالخيرات. ابقاك الله تبارك وتعالى تعالى حتى تدرك رمضان فتكون من اهل السباق. وقد فتح النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لاهل الاسلام ثلاثة مظامير للسباق في رمظان كل مضمار منه مؤد وموصل مؤذن وموصل الى رضوان الله ورحمته اولا يتعلق بالنهار قال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فراقب ايمانك راقب احتسابك في صومك. المظمار الثاني يتعلق بالليل من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. الثالث يتعلق بالعشر الاواخر من رمضان على انفسنا ارأيتم لو ان الجمعيات والاسواق والبنوك تعمل مسابقات بغض النظر عن كونها شرعية وغير شرعية سم انت وانا وغيرنا كلنا نتسابق الى ما وافق الشرع لاجل ان نغتنم الاسعار الرخيصة بجعلهم فكيف لا نغتنم الخيرات من رب البريات تبارك وتعالى؟ ينبغي علينا ان نشكر الله جل وعلا على ادراكنا لنعمة رمضان بان نعدد بان نعدد التلاوات في شهر القرآن بان تكثر من الصدقات والاطعام في شهر رمضان وان نستغفر وان نذكر الله تبارك وتعالى وندعوه وعلا ونحسن ونكون فيه من المحسنين. واحسنوا ان الله يحب المحسنين. اسأل الله جل في علاه باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يبلغني واياكم رمظان ونحن في عافية وايمان وان يعيننا في على الذكر والشكر وقراءة القرآن. وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والحمد لله رب العالمين