وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. قال اهل العلم لا يؤمن يعني الايمان الكامل لا يؤمن احدكم الايمان الكامل حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه تحب لاخيك ان تكون تحب لنفسك ان تكون ذا مال فكذلك احب لاخيك ان يكون زمان تحب لنفسك ان تكون ذا علم احب لاخيك ان يكون ذا علم تحب لاخيك تحب لنفسك ان يثنى عليك كذلك احب لاخيك ان يثنى عليه وهكذا في امور شتى وكثيرة. فطاردوا الحسد ان تفرح بما من الله جل وعلا به على اخوانه وكأن الله وكأن الله جل جلاله حباك بهذا. فان المؤمن ينبغي له ويستحب بل ويتأكد في حقه ان يحب لاخوانه ما يحب لنفسه. وقوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب فلأخيه ما يحب لنفسه يعني من الخير كما جاء ذلك مقيدا في رواية اخرى. فامور الخير بعامة احب لاخيك ما تحب نفسك ولا تحشد احدا على شيء من فضل الله ساقه اليه. في المال اذا انعم الله جل وعلا على اخيك بمال وصرت انت معدما مثلا او قليل المال وذاك في عز وفي مال وفير تستغرب من تصرفاته تستغرب من مشترياته تستغرب من احوالك تستغرب من كرمه الى اخر ذلك فاحمد الله جل وعلا على ان جعل اخاك بهذه وكانك انت بهذه المثابة ووطن نفسك على ان يكون ما انعم الله به على اخيك كانه انعم به عليك. كذلك في العلم من الناس من لا يفرح بما اتى الله جل وعلا اخاه من العلم. يسمع اخاه مثلا حقق مسألة تحقيقا جيدا او تكلم في مكان بكلام جيد. او القى خطبة جيدة جيدة. او اثرت الناس بتأثير في العلم حق العلم مساقا حسنا ونحو ذلك سيظل يعتمد في نفسه ذلك ولا يفرح ان كان اخوه بهذه المثابة وعلى هذه الحال هذا لا طوف بل من حقوق الاخوة ان تفرح لاخيك بالعلم. اذا كنت مثلا لست مثله في العلم او كنت متخلفا عنه في العلم وكان هو احد فهم او كان احد حفظا او نحو ذلك. فسبقك في ذلك فاحمد الله جل جلاله ان سخر من هذه الامة وان جعل من هذه الامة من يبذل هذا الواجب ويكون متقدما فيه. لا فكن حاسدا لاخوانك على هذا والحسد داء قاتل ومذهب للحسنات كما قال عليه الصلاة والسلام اياكم والتحاكم فانه يذهب الحسنات كما فانه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وهذا يكون تارة في العلم وتارة في المال وتارة في الجاه وفي امور كثيرة كذلك هذا وهذا صاحبا يرى هذا ان اخاه يقدم عليه ان اخاه له في المجالس كلمة ان اخاه له جاه انه مقدر وهو ليس كذلك فيحمله هذا على ان يكون في قلبه شيء على اخيه وهذا لا ينبغي بل يدخل في الحسد والواجب عليه ان يتخلص من الحسد لان الحسد محرم والذي ينبغي في حقه ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه وكأنه هو الذي من الله جل وعلا عليه بلال. كذلك في الدين والصلاح. من الناس من ينعم الله عليه بان يفتح له باب من ابواب غير في العبادة. فيكون كثير الصيام او كثير الصلاة. وقد سئل الامام مالك رحمه الله تعالى. فقيل له انت الامام انت مالك وشأنك في الناس بهذه المثابة ولا نراك كثير التعبد لا نراك كثير الصلاة لا نراك كثير الصيام لا نراك مجاهد اذا في سبيل الله. فقال الامام ما لك لهذا الذي اورد عليه هذا الايراد؟ قال ان من الناس من يفتح الله عليه باب الصلاة ومنهم من يفتح الله عليه باب الصيام. ومنهم من يفتح الله عليه باب الصدقة. ومنهم من يفتح الله عليه باب الجهاد في سبيل الله ومنهم من يفتح الله عليه باب العلم وقد فتح لي باب العلم ورضيت بما فتح الله لي من ذلك. الناس يختلفون فاذا رأى اخا له متعددا والناس يثنون عليه بتعبداته قد يحمله عدم الفرح بهذا في الثناء على اخيه ان يذكر عيبا من عيوبه ان اذكر مقالة نقطع فيها ان يذكر شيئا من الاشياء التي ينقص بها من قدره وهذا مخالف لما ينبغي في حقه وان يكون مع اخيه محبا له كما يحب لنفسه وان يسعى في ان يكون اخوه مثنى عليه ولو كان هو لا يعرف ليست المسألة بالمقام بين يدي الناس بل المسألة بالمقام بين يدي الله جل وعلا بل المسألة في تخليص القلب وتخليص النفس من ان يكون فيها غير الله جل جلاله. وقد ثبت في الحديث الصحيح في مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى طواليكم واجسامكم وانما ينظر الى قلوبكم واعمالكم. ينظر الى القلوب وينظر الى الاعمام قد يكون المرء غير معروف خفي. لا احد سيعرفه لكن هو عند الله جل وعلا بالمقام العظيم كما جاء في الحديث ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره