هو في قلب الرجل الاعظم وبه ثغر الكون تباسم حين اتى الدنيا صلى الله عليه وسلم هو يا كل الناس حياة يا بني عطية عطف يرحم باك محمد خير رسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم هو في قلب الرجل الاعظم. بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب. في هذه الحلقة الجديدة من السيرة النبوية الفرنسية. والتي نستعرض فيها سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وفضله واثره. من خلال اه كتابات وبحوث وتعليقات اه المؤرخين والباحثين والمستشرقين اه كنا توقفنا في الحلقة السابقة عند اه مرحلة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم. وكيف ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ في الدعوة الخاصة التي اه استمرت ثلاث سنوات والتي استقطب فيها اه عقيدة الاسلام واعلامه الكبار. يعني فريق العمل الذي حمل عبء هذا الدين وعبء الدعوة اليه. والثبات عليه والصمود في وجه الباطل حتى يعني بلغ هذا الدين مراحل التمكين. في هذه الحلقة نتحدث عن مم الجهر بالدعوة حينما آآ نزل امر الله تبارك وتعالى لنبيه وانذر عشيرتك الاقربين فبدأت مرحلة الجهر بالدعوة للاقربين ثم آآ بدأت فيما بعد مرحلة الجهر بالدعوة لعموم آآ القرشيين والمجتمع المكي. آآ في هذه اللحظة سنرى كيف آآ يعني كيف قرأ هؤلاء آآ المؤرخون والمستشرقون الفرنسيون حركة النبي صلى الله عليه وسلم وحركة المجتمع القرشي في صده وسجاله والرد عليه. بداية آآ كان من اول ما يلفت النظر هو آآ آآ الوضوح الذي تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم من انه لا يؤسس دينا جديدا لا يبتدع شيئا من عنده. لا يخترع آآ فكرة انما هو الرسول الاخير في سلسلة الرسالات السابقة. فهو مصدق لما جاء به موسى وعيسى. وهو امتداد لابراهيم واسماعيل آآ عليهما السلام. وكانت العرب تعرف دين ابراهيم وكان في الجزيرة العربية يوجد يهود ونصارى فهم يعرفون ايضا دماءهم الى آآ موسى وعيسى عليه السلام. فلذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم اعلن منذ البداية انه ليس منفردا بنفسه وانما هو اتمام لسلسلة النبيين من قبله. آآ يقول كلود كاهن المستشرق والمؤرخ الفرنسي ان الرسالة السماوية التي نطق بها النبي محمد رسول الله هي تماما الرسالة ذاتها التي حملها الرسل والانبياء قبله. من ادم الى المسيح الذي هو واحد منهم. وفي الاطار يلفت النظر آآ روجيه الجارودي الذي طبعا هو المفكر الفرنسي والفيلسوف المعروف الذي كانت له صولات وجولات مع آآ يعني اتهم آآ حوكم بتهمة معاداة السامية بعدما نشر آآ كتبه الاساطير المؤسسة للصهيونية وحفاروا القبور وهو ايضا الرجل اسلم في اخر حياته بعد ان قضى فترة في الشيوعية. وله العديد من الكتب لعل اشهرها واهمها مها كتاب وعود الاسلام ومنه ننقل آآ هذا الكلام. فجرودي ينتبه او يؤكد على معنى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء جديد. وانما جاء بما جاء به الانبياء قبلهم. يقول لم يدعي انه يؤسس دينا بل جاء ليرشد الناس بوحي من الله الى ان يتذكروا من جديد العقيدة الاصلية عقيدة ابراهيم. اعني الا نعبد الا الى واحدا وان ننبذ اذا المعتقدات الباطلة الطفيلية والطقوس التي لا حياة فيها. ولم يكن ذلك مجرد استبعاد بجميع اشكال الشرك بتعدد الالهة وعبادة الاوثان. وانما اخضاع كل سلطة وكل ملكية وكل معرفة لمفهوم النسبية مفهوم النسبية يقصد يعني يقصد هنا انه ليس هناك شيء آآ مطلق ليس هناك حق مطلق ليس هناك فكرة لا ليس هناك شيء يسمو فوق الله تبارك وتعالى. فالله هو الحقيقة المطلقة. فيتحدث هنا انه النبي صلى الله عليه وسلم انما عاد لتثبيت هذه الفكرة. هذه ترجمته هو او محاولته لشرح معنى لا اله الا الله. يعني ليس فقط آآ هدم الاوثان واستبعاد الباطل وانما اعادة الناس الى الله تبارك وتعالى. يواصل ويقول ان الله اكبر من اعظم الملوك واليه وحده يدان بالاجلال المطلق. فها هنا المبدأ بحق. لا يجوز التصرف فيه بالصمود في وجه كل طغيان وبمعارضة كل سلطة الاساس الالهي للمساواة بين جميع الناس من وراء اي تسلسل في المراتب الاجتماعية. يعني التوحيد آآ فكرة ان الله تبارك وتعالى واحد. وانه خلق الناس هذه الفكرة هي اصل فكرة المواساة بين الناس. وهذا امر آآ اشار اليه تكلم فيه بشكل جميل علي عزت بيجوفيتش رحمه الله. في كتابه الاسلام بين الشرق والغرب. يقول ان ليست حقيقة باي معيار مادي. يعني احنا لو وضعنا اي معيار مادي لقياس البشر فلن يكونوا ابدا متساويين هيكون فلان ازكى وفلان اقوى وفلان احسن وفلان اجمل وفلان اغنى فلان من نسب وفلان دائما. الاساس الحقيقي للمساواة بين الناس ان ان يؤمنوا بان الله الذي خلقهم واحد. هذا هو اساس آآ المساواة. ففكرة المساواة نفسها فكرة دينية فلذلك حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعي انه يأتي بفكرة جديدة فيقول هنري ديكاسري لم يعد هنالك وجه للاستغراب من وجود بعض التشابه بين القرآن والتوراة. فمحمد كعيسى قال بانه بعث تمم الرسالة من قبله لا ليبيدها. فلم يكن من امره الابتعاد عن من تقدمه. ولذلك كان يصرح على الدوام ام بانه يعيد على الناس ما نزل على الانبياء من قبله. في نفس هذا الاطار يتحدث ايميل ديرمنجا فيقول تشهد محمد في اقواله بالرسل الذين ظهروا قبله. ويذكروا انهم لم يصنع غير تكرار ما اتوا به وما انذروا به ويقص انباءهم ليدل على ان الله يجازي من يكفرون باياته. وآآ طبقا لهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يزعم لنفسه ميزة. وآآ يعني وهذا امر يعني انتبه اليه بلاشير آآ حين قال بانه آآ النبي صلى الله عليه وسلم يعني الملوك آآ والاباطرة في التواريخ القديمة كانوا يزعمون انهم آآ من نسل الالهة او انهم انصاف الهة او انهم اشباه الهة. او انهم مميزون بصفات كالدم الازرق مثلا كما كان منتشرا في اوروبا. اه لا شيء يتحدثون ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مصرحا دائما بانه مجرد بشر. وانه عبد لله تبارك وتعالى لا يزيد عن الناس في شيء الا ان الله اختاره ليوحى اليه ليبلغ هذه الرسالة. فيقول بلاشير ان محمدا عليه الصلاة والسلام لا يبدو في القرآن اطلاقا منعما عليه بمواهب تنزهه عن الصفات الانسانية. فهو لا يستطيع في نظر معاصريه مشركين ان يفخر بالاستغناء عن حاجات هي حاجاتهم. وهو يصرح بفخر بانه لم يكن سوى مخلوق هالك قل انما انا بشر مثلكم. يعني حتى المعجزات لم ينسبها النبي صلى الله عليه وسلم الى نفسه. وانما اه نسبها الى الله تبارك وتعالى. وحين كان يطلب منه ان يأتي بمعجزة فلم يكن يزعم انه هو بنفسه قادر عليها واحيانا كان يرفض هذا حين تكون يعني يكون السجال مع القرشيين سجالا لا يطلب منه الهداية وانما يطلب منه الاعلان اه يحاول اه ادوارد بروي المؤرخ في في مجلد اه القرون الوسطى من ضمن موسوعة تاريخ الحضارات العام. ان يلخص طاء الدعوة الاسلامية التي سمعها القرشيون. اوجز الاسلام في هذه الفقرة. يقول فيها فالله الذي يدعو والى عبادته هو الواحد الاحد القيوم الكلي القدرة. يدعو الانسان الى الطاعة والتسليم المطلق الى الاسلام. اذا ان الله كريم رحيم يعد عباده. ومن يسلم امره اليه اي المسلم بالجنة. ويبعث في قلبه الايمان الثقة بوعد الله وهو لا ينهى المسلم عن السعي وراء خيرات هذه الدنيا انما بالشكر تدوم النعم. اذ ان الله هو واهب ومقسم الارزاق. وهذا الموقف وهذه القناعة الداخلية لا تلزم صاحبها الا بالدعاء لله والشكر له. والسير على تعاليمه ووصاياه والجهاد في سبيله حسبما يدعو اليه نبيه ورسوله. والاعتصام بمكارم الاخلاق التزام حبل الفضيلة والتصدق للغير من اي لون او جنس كانوا. وفقا للتقاليد العربية المرعية والرفق بالمرأة هذه هي بايجاز الرسالة التي قام محمد يدعو اليها العرب في مكة باسلوب جزل وعبارة جمعت بين من الايجاز والاعجاز. هذه القيم التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم كانت ثورة كبيرة في المجتمع المكي كانت انقلابا في حياة المجتمع المكي. آآ الى هذا الانقلاب يشير آآ اريك يونس جوفروا باحث فرنسي معاصر آآ يعني لا يزال حيا ويخرج في الاعلام يعني شاهدته مرة على قناة فرنسا اربعة وعشرين وكتابه آآ المستقبل للاسلام الروحاني هو طبعا اسلم وفيه نزعة صوفية شديدة. آآ وكتابه هذا ترجمه المركز القومي للترجمة في مصر آآ هذا عنوانه المستقبل للاسلام الروحاني. فهو يحاول هنا ان يصف ما حصل في المجتمع المكي وكيف كانت هذه القيم بالنسبة اليه كثورة. يقول كان ظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية وفي القرن السابع الميلادي حدثا تفجيريا وثوريا بامتياز. لا ريب في ان الثورة التي اثارها الدين الجديد كانت في البداية ميتافيزيقية يعني روحية كما تشهد على ذلك تلك الانبجاسات الساطعة المتفجرة للسور القرآنية الاولى ذات الايقاع اي المرتج المتسارع اللاهث المتقطع. وهذه السور تهدف الى ايقاظ الكائن البشري واخراجه من سباته او خدره وخموده فهذه الصور من فكت تذكر مرارا وتكرارا بمبدأ التوحيد الالهي وكان ذلك في حد ذاته ثورة. طبعا هو يقصد بالسور الصور المكية. واغلب هذه السور المكية موجودة في الاجزاء الاخيرة من القرآن يعني جزء عامة وجزء تبارك. هذه حتى تجد ان الايات ايات قصيرة. فهو يتحدث عن مرتج لاهب وانه ما تذكر به هذه الايات من شأن اليوم الاخر والفات يعني او ايه تنبيه الناس الى حقيقة الكون وحقيقة اليوم الاخر وحقيقة الجنة والنار والعذاب هو مما يستهدف بحث وايقاظ النفوس. طبعا بدأ الجدال المرير في مكة وبدأ القرشيون يحاولون ان آآ يفاجئوا النبي صلى الله الله عليه وسلم بمماحكات وسجالات لفظية من ضمن من وصفوا هذا الامر كان هنري دي كاستري يقول احتاج الاسلام في الانتشار الى التغلب على قوة العوائد والتقاليد التي وجدها. وهو مانع يصادف كل دين جديد الا انه كان قويا للغاية عند العرب لتمسكهم بعاداتهم واعجابهم برسوم قبائلهم العريقة القديمة. وكان من الصعب جدا ان يعتنقوا دينا يرى اباءهم غير مطهرين. آآ طبعا الفخر بالاباء والاجداد فحين يأتي رجل ويسفه من عقول ابائهم ويسفه من اديانهم. فكان هذا يعني آآ الدين للجديد بشكل عام يجد عوائق. لكن في مجتمع يفخر الابناء فيه بدين ابائهم وكان هذا هو مسار حديسهم فالعائق وهنا اقوى واكبر بكثير. آآ في نفس الاطار ايضا يتحدث فيقول كانت قريش تجادل محمدا على الدوام ولكن بلهجة الساخن تقريبا. فكان بعضهم ينكرون خلود الروح وبعضهم يقولون انها تعيش بعد خروجها من الجسم على شكل هامة تنعق حائمة حول القبر مخبرة الميتة بحوادث الاحياء. مطالبة بالثأر اذا كان الميت اذا وكانوا يذبحون احيانا ناقة على القبر او يقيدونها به لتموت جوعا فتكون مطية للميت في حياته المظلمة. ولكن ان قريشا التي هذا امرها كانت تبتسم مرتابة عند ذكر محمد للبعث. ليوم الحساب لساعة الفصل. فيروح لها البعث اف وما اليه من الامور التي هي من جوهر دعوته من المستحيل. فكان محمد يجيب عن ذلك بان عجائب الخلق معجزة اجاز البعث وبان البعث ليس اصعب من الخلق. يعني هو يقول ان هم انفسهم كانوا يؤمنون بالبعث وقت ما كان هذا الايمان بعث بلا تكاليف كانوا يؤمنون ويقيدون او يذبحون ناقة لكي يجدها الميت في عالمه الاخر. وآآ ان البومة او الحمامة آآ تطوف حول قبر الميت فتخبره باخبار الاحياء. يعني هم كان كانت لديهم بقايا من آآ الدين الحنيف فكانوا يؤمنون بذلك لكنهم كانوا يتقبلون هذا طالما لم يكن له تكاليف. فلما جاءهم محمد بفكرة البعث انكروها وكأنهم لم يكونوا مؤمنين بها. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم بان معجزة الخلق هي اسهل من اه يعني الخلق اكبر واعظم من البعث. والبعث نفسه هو اسهل واهون على الله تبارك وتعالى من الخلق فالذي انشأ من العدم يستطيع ان يعيد من المخلوق. اه يعلق اه دينية على هذه المساجلات مع المشركين فيقول واعترف المشركون في دخيلة نفوسهم بصحة تلك الملاحظات. فكلهم قد احسوا في قليل او كثير ان قد غزى قلوبهم ذلك الكلام العجيب الصادر من اعماق قلب الرسول الملهم. وكلهم كثيرا ما كانوا على وشك الخضوع لتلك الالفاظ الاخاذة التي الهمها ايمان سماوي ولم يمنعهم عن الاسلام الا قوة حبهم لاعراض الدنيا ولملاذهم وميولهم التي حاربها دين الجديد حربا شعواء. آآ هذه الملذات طبعا ايضا مما يشيع في آآ الكتابات الغربية ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اجتذب الناس اليه بانه اباح لهم شهوات الملذات يعني الدينية هنا يتحدث عن انه هذا غير صحيح وانما انما نفر العرب من هذه الافكار آآ ايثارا لما آآ اعتادوا عليه من الملذات والشهوات. وفي نفس الاطار نختم بكلام هنري دي كاستري الذي يقول فيه من الموانع التي قوت في العرب استعصائهم عن الاسلام ما اشتمل عليه من مبدأ قهر النفوس وتذليلها للواحد المعبود. فالقول بالمساواة بين الناس طرا امامه كان ثقيلا على اذان العرب مخالفا لتقاليدهم الاولية حتى يدينوا اليه بغير عناء. طبعا هذه المجادلات لم تتوقف عند حد النقاش الفكري وان انما انتقلت الى المحنة والتعذيب وهذا ما نراه ان شاء الله في الحلقة القادمة. نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما وعلمنا وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بجمعني بحبيبك يا رب اجمعني بحبيبك صلى الله عليه وسلم هو في قلب الرجل الاعظم