طوبة واللي كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون وهذه الحلقة سنناقش فيها آآ طبيعة جديدة. نحن تحدسنا في الحلقات السابقة عن اه شيخوخة الدولة وكيف تبلغ الدولة الهرم وكيف يتناقص مال السلطان ويضطر الى فرض الضرائب والمكوث والمكوث ثم ينقلب على حاشيته من الوزراء والامراء اه وتبدو هنا وكأن شمس الدولة تميل الى المغيب. ولكن يحصل احيانا ان تتجدد قوة الدولة. فكيف يحصل ذلك سنأخذ في هذه الحلقة اشهر مثالين او اشهر ظاهرتين تكررتا عبر التاريخ وهما الظاهرة الاولى ظاهرة ان يتخز الحاكم عصبة جديدة جندا واشياعا جدد يعني يغير تغيير كبير وجوهري في عصبة الدولة وقوة الدولة والظاهرة الثانية ان يظهر وزير قوي يجدد شباب الدولة ويمنعها ويؤجل سقوطها زمنا اخر نأخز المثال الاول يقول ابن خلدون. وربما يحدث في الدولة اذا طرقها هذا الهرم بالترف والراحة ان يتخير صاحب الدولة انصارا وشيعا من من غير جلدتهم ممن تعود الخشونة فيتخذهم جندا يكونون اصبر على الحروب واقدر على معاناة الشدائد من الجوع والشظف ويكون ذلك دواء للدولة من الهرم الذي عساه يطرقها حتى يتأذن الله فيها بامره طيب هنا يظهر هذا الحل حين يوجد حاكم قوي ويذو بصر ويقظ ويجد ان عصبة الدولة او عماد الدولة القوة التي قامت عليها الدولة تضعف وتنهار او بدأ يشيع فيها الفساد وبدأ يشيع فيها الترف وبدأ يشيع فيها الضعف. وحيث جاعت فيها هذا فانه يظهر فيها طموح السياسي والمنازعات والمنافسات على الملك وعلى النفوذ وعلى السلطان. فبالتالي يعني يحدث هذا التغيير الجوهري ويأتي باجناد اخرين. طبعا هذه الظاهرة حدست مبكرا في التاريخ الاسلامي منذ وقت المعتصم. المعتصم العباسي الذي هو الخليفة الثامن من خلفاء الدولة العباسية المعتصم هذا ازاح عماد الدولة العباسية الذي كان موجودا في هذا الوقت وهم الفرس واستبدل بهم الترك الترك في ذلك الوقت كانوا قوما اتغلب عليهم البداوة ويتعودون الخشونة وشظف العيش قوم مقاتلون اشداء محاربون فبالتالي كان استجلابه لهم هو تجديد لجيش الدولة بعدما آآ بدأ يظهر تظهر الازمات في طبقة الفرس. طبقة الفرس يعني كما تعلمون كما بدأ من ايام البرامكة سم قال سهل قال سهل كان ايه؟ البراميكا كانوا يمهرون الرشيد وال سهل كانوا ايام المأمون الحسن ابن سهل والفضل ابن سهل وحاولوا التسلطن على المأمون نفسه ثم قال طاهر بن الحسين وهؤلاء كانوا ايضا في عصر المأمون ثم جاء المعتصم وكادوا ان يدبروا عليه انقلابا. يعني الفرس كادوا ان يدبروا عليه انقلابا لكي يولوا ابن المأمون لاني آآ ام كانت فارسية كان آآ المأمون ابن جارية فارسية ولدته لهارون الرشيد فالترك الذين جاء بهم المعتصم جددوا بالفعل شباب الدولة واعطوا للدولة العباسية قوة اخرى. وظلوا جيلا اخر حتى نهاية عصر المتوكل على الله سم بدأوا وهم يغلبون على الخلفاء هنا حين يأتي هذه الطبقة الجديدة التي تغلب على الخلفاء. صحيح الدولة العباسية غلب عليها الترك ثم ويهين ثم السلاجقة لكن لم يفكر احد فيهم في ان يعزل الخليفة العباسية. يعني ظل الخليفة العباسي اه رجلا اه متمتعا المظاهر الشكلية او الحكم الاسمي بينما الحكم الفعلي كان موجودا لمن تغلبوا عليه هذه كانت لها مشاكل بالامور الداخلية وفي تسيير الدولة وفي قيمة الخلفاء لانه احيانا الخلفاء قتلوا في هذه المنازعات لكن مع زلك كان احتفاظ العباسيين بهذا المقام مما اعطى الفرصة لخلفاء عباسيين اقوياء ان يظهروا فيما بعد يعني مسل المعتضد بالله ومثل المكتفي بالله وحتى الناصر لدين الله وخلفاء الناصر لدين الله كزلك كان فيهم قوة يعني اكثر من خليفة عباسي استطاع ان يستعيد قوة الدولة رغم وجود المتغلبين منذ زمن طويل الذي نعنيه هنا او الذي يهمنا الان انه هذه العصب التي غلبت على الدولة يعني التي بدأت بالترك الذين استجلبهم المعتصم جددوا شباب الدولة وحاربوا في سبيل الدولة وحققوا انتصارات باهرة ومدوية وقوية وحافزوا على تماسك الدولة جيلا او اخرى ابن خلدون سيضرب المثل امثلة كانت في زمنه. فيقول وهذا كما وقع في دولة الترك بالمشرق فان غالب جندها من الموالي من الترك. فتتخير ملوكهم من اولئك المماليك المجلوبين اليهم فرسانا وجندا. فيكونون اجرأ على الحرب واصبر على الشظف من ابناء المماليك الذين كانوا قبلهم وربوا في ماء النعيم والسلطان وظله وكذلك في دولة الموحدين بافريقيا فان صاحبها كثيرا ما يتخذ اجناده من زناتة والعرب ويستكثر منهم ويترك اهل الدولة المتعودين للترف فتستجد الدولة بذلك عمرا اخر سالما من الهرم والله وارث الارض ومن عليها هذان المثالان اللذان ضربهما ابن خلدون هما من الامثلة التي خبرها هو ان هو ابن خلدون عاش في عصر المماليك فهو يتحدث عن انه المماليك الذين كانوا في مصر كانوا اصحاب السلطان كانوا يستجلبون الترك الذين يقدمون اليهم من البداوة من القوقاز ومن وسط اسيا لان ابناء المماليك الذين نشأوا في ظل السلطان وفي الطرف والنعيم لم يعودوا بتلك القوة. فكانوا المماليك انفسهم يستجلبون مماليك اخرين لكي يستزيدوا بهم ويتقوى بهم في جيوشهم وحروبهم واجنادهم ونفس هذا الكلام كان مع دولة الموحدين فان صاحب دولة الموحدين التي كانت في تونس في ذلك الوقت تونس والمغرب الادنى كان يستكثر من آآ الاقوام ذوي الخشونة من زناتة قبائل زناتة ومن العرب ويترك اصحاب الدولة لان اصحاب الدولة ايضا داخلهم الترف واصلا دولة المماليك نفسها دولة المماليك نفسها ماذا كانوا؟ كانوا مقاتلين اصحاب خشونة استجلبهم الايوبيون يعني استجلبهم الصالح الايوبي لكي يكون الطرف الاقوى في وقته لان وقت ايه وقت الصالح الايوبي كان هناك صليبيين وكان هناك ايضا بقايا تتار وكانت هناك منازعات داخل البيت الايوبي. فاصل المماليك والذين استجلبهم الصالح نجم الدين الملك الصالح نجم الدين الايوبي فبالتالي جددوا شباب الدولة ودافعوا عن مصر وامسكوا دولة الايوبيين زمنا سم تغلبوا وصاروا هم اصحاب دولة نأتي للحالة الثانية. الحالة الثانية هي حالة ان يظهر وزير قوي في سلطان في سلطان رجل ضعيف فيغلب عليه. يعني الحالة الاولى هي حالة السلطان قوي لكن الاجناد ضعفت. الحالة الثانية هي حالة انه السلطان نفسه هو الذي ضعف والوزير هو الذي تقوى. يقول ابن خلدون اذا استقر الملك في نصاب معين ومنبت واحد من القبيل القائمين بالدولة وانفردوا به ودفعوا سائر القبيل عنه وتداوله بنوهم واحدا بعد واحد فربما حدث التغلب على المنصب من وزرائهم وحاشياتهم. وسببه في الاكثر ولاية صبي صغير او مضعف من اهل المنبت يترشح للولاية بعد ابيه او بترشيح ذويه وخواله. ويؤنس منه العجز عن القيام بالملك فيقوم به كافله من وزراء بابيه او حاشيته ومواليه او قبيله ويوري عليه ويوري بحفظ امره عليه حتى يؤنس منه الاستبداد ويجعل ذلك ذريعة للملك من اشهر الامثلة التي وقعت في هذا ما وقع في مصر مثلا كافور الاخشيدي كان آآ يعني قائد الجيش ومدبر الدولة للاخشيد صاحب الدولة وهو الذي تولى فيما بعد وكان وصيا على ابن الاخشيد ولكنه كان هو القائم بالامر والحقيقة ان مصر عاشت في وقته آآ يعني فترة قوية وكانت مزدهرة واستطاع كافور الاخشيدي ان يحفظ مصر من الفاطميين والعبيديين وطول ما كان كافور الاخشيدي موجودا في مصر لم يستطع العبيديون الفاطميون ان يتغلبوا على مصر ابدا الفاطميون انفسهم ينقسم عهدهم اه الى عصر القوة وعصر الضعف. عصر الضعف هذا يسمى عصر الوزراء رئيس الوزراء ويبدأ بالوزير البدر الجمالي وهو مشهور في مصر وآآ تنسب اليه الجمالية المنطقة موجودة في القاهرة البدر الجمالي هذا من بداية هذه اللحظة سم ابنه من بعده حتى نهاية الدولة الفاطمية حين كان ابن زوريك وشاور ودرغام الذين كانت على يدهم نهاية الدولة لان الايوبيين آآ او يعني دولة الزنكيين بدأت تتمدد الى مصر في ذلك الوقت لتدفع عنها عدوان الفرنجة. لكن القصد يهمنا الان انه الوزراء غلبوا في النصف الثاني من الدولة الفاطمية وهم الذين احتفظوا بالدولة الفاطمية الى ان كان انهيارها على يد الايوبيين فهم جددوا شباب الدولة حصل نفس الكلام في الاندلس المنصور ابن ابي عامر. المنصور ابن ابي عامر آآ رجل من ابرع واعظم شخصيات التاريخ الاسلامي وصل الحكم بعرف يعني بحكم العرف والعادة والتقليد الى خليفة صغير وهو هشام المؤيد كان عنده حداشر سنة لانه آآ ابوه يعني انجبه ابوه الحكم المستنصر انجبه بعد كبرة فالمنصور ابن ابي عامر كانت له السلطة الفعلية تغلب على هشام وكان هو الوزير المدبر للدولة وبلغ بالاندلس ذروتها. يعني ذروة الاندلس هو الدولة العامرية التي اسسها المنصور ابن ابي عامر. المنصور ابن ابي عامر غزا ستا وخمسين غزوة كان يغزو صيفا ويغزو شتاء. يعني في ظرف اه سبعة وعشرين سنة حكمها غزى ستا وخمسين غزوة لم يهزم فيها قط ولذلك كان كان مجددا يعني آآ المنصور بن ابي عامر كان مجددا لشباب الدولة. ولو تصورنا ان الاندلس لم يكن فيها المنصور لنتصور ان عهد ملوك الطوائف كان قد جاء قبل هذا الوقت بخمسين سنة يعني نستطيع ان نقول ان منصور بن ابي عامر والدولة العامرية اجلت عمر ازدهار الاندلس نصف قرن اخر على الاقل وما حتى من يطالع الدولة العثمانية الدولة العثمانية ظهر فيها الوزير كوبريلي محمد وابنه احمد كانوا في عصر السلطان محمد الرابع يعني هذين الوزيرين قضوا عشرين سنة امسكوا بها الدولة العثمانية عن الانهيار لانه هذا العصر العصر ما قبل محمد الرابع عصر ابراهيم كان عصر هيمنة النساء فلذلك حصلت آآ يعني كادت الدولة العثمانية ان تسقط لولا مجهود هذين الوزيرين الذين جددا الفتوحات وامسكا بالدولة العثمانية واجلها انهيارها ازمانا اخرى آآ طبعا وهذا الكلام كما قلت مضطرد في العديد من تجارب التاريخ. هاتين الحالتين هما الحالتين الشهيرتين او هما الحالتان الشهيرتان ان يستبدل صاحب الدولة اجنادا اخرين بعماد الدولة الذي ظهر فيه الفساد او ان يظهر الوزير القوي الذي امسكوا بتلابيب الدولة ويجدد شبابها او يمنعها ويؤجلها من السقوط والانهيار المنصور ابن ابي عامر آآ كان مما يقوله في الفخر بنفسه والفخر بانجازه وما بلغ به شأن الدولة من الذروة القوة والمهابة آآ فقال مفتخر بنفسه ابياتا جميلة يقول فيها رميت بنفسي هول كل عظيمتك وغامرت والحر الكريم يغامره وما صاحبي الا جنان مشيع واسمر خطي وابيض باتر وابيض باتر يعني ما كانت عدته الا القلب القوي الشجاع والسيف والرمح فسدت بنفسي اهل كل سيادة وفاخرت حتى لم اجد من افاخر ولما مات المنصور ابن ابي عامر نقش على قبره آآ ابيات شعر مؤثرة وتكاد ان تكون صادقة كتب الرجل كتب الشاعر يقول اثاره تنبيك عن اخباره حتى كانك بالعيان تراه تالله لا ياتي الزمان بمثله ابدا. ولا يحمي الثغور سواه ويعني يمكن ان نقول انه من منصور ابن ابي عامر هذه امور نشرحها في حلقات اخرى لم يكن بعده مثله في الاندلس انا منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق