كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحار بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما حديثنا اليوم عن اختيار الحاكم في النظام الاسلامي وكيف جرى اختيار الخلفاء الراشدين اول كلمة نطق بها ابو بكر رضي الله عنه لما تولى الخلافة في اول خطبة له هي قوله يا ايها الناس وليت عليكم ولست بخيركم. هذه الكلمة الموجزة ينبني عليها اسس اختيار الحاكم في النظام الاسلامي في قوله رضي الله عنه وليت عليكم دليل على ان ابا بكر وهو خير هذه الامة وافضلها لم يرى لنفسه حقا لا بسابقة اسلامه ولا انفاقه ولا صحبته للنبي ولا جهاده ولا جهاده وحضوره كلها لم يرى لنفسه الحق في ان يتولى بهذا امر المسلمين دون ان يختاروه وبهذا الحقيقة قطع ابو بكر على كل احد ان يزعم ان له خيرية خاصة يصل بها الى هذا المنصب دون ان يختاره المسلمون فهو يقول وليت عليكم ولست بخيركم وفيها كذلك ان امر الخلافة في المسلمين انما يكون باختيار الامة يعني ليس لاحد ان يغتصب الخلافة ويولي نفسه وليس لاحد ان يزعم انه مولى من قبل السماء بنص يعني كما يزعم الشيعة او بشيء اختص به لم ينزل آآ لم تختاره فيه الامة وانما نزل امره من السماء. فهذا ابو بكر وهو افضل الامة لا يأخذ شرعية ولايته الا بان المسلمين هم من اختاروه وفي قوله ولست بخيركم عدد من الامور ففيها تواضعه رضي الله عنه حين يقول عن نفسه ولست بخيركم مع شهادة الجميع له بانه خير الامة وافضلها. حتى ان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول لو وزن ايمان الامة بايمان ابي بكر لرجح ايمان ابي بكر وهذه كلمة عظيمة جدا ان تكون الامة الصحابة والتابعون والمجاهدون والعباد والزهاد واولياء الله واصحاب العلم والفضل والسابقة والجود والكرم كل هؤلاء في كفة ثم يرجح بهم ايمان ابي بكر. ففي ذلك في قوله ولست بخيركم تواضعا منه رضي الله عنه وفيها كذلك جواز تولية المفضول في حتى في حال وجود الفاضل لانه امر الحكم والسياسة قد قد لا يناسبه آآ الشخص الذي يكون الاكثر ورعا وتقوى. وانما قد يناسبه الشخص الانسب للحكم والسياسة فاستخلص منها العلماء جواز تولية المفضول في وجود الفاضل المفضول في العلم والتقوى والخشية والفاضل في شأن السياسة والحكم وتدبير امر المسلمين هذه الكلمة التي قالها ابو بكر رضيت عليكم ولست بخيركم هي القاعدة التي بني عليها اختيار الحاكم في النظام الاسلامي. اصل هذا الموضوع يرجع الى اخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم. النبي لم يسمي احدا بالخلافة رغم وجود الداعي وانتفاء المانع. يعني رغم انه الامر مهم وضروري ولا شيء يمنع النبي من بيانه الفرصة متاحة وموجودة. فوجود الداعي وانتفاء المانع ثم لا يصرح النبي بمن يليه بمن يليه في امر الخلافة هو دليل على ان هذا الامر موكول للمسلمين ومتروك لهم. والا لو كان النبي صرح به لكانت الولاية تكون تشريعا ونصا ولا كونوا اختيارا من الامة لتصريح النبي بها الا ان النبي آآ صلى الله عليه وسلم قبل وفاته المحت تلميحا الى ابي بكر فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس وحين سمع صوت المسلمين يؤمهم آآ غير ابي بكر قال يأبى الله والمسلمون الا ابا بكر فكان الامر فيه تلميح وليس فيه تصريح آآ بولاية ابي بكر ليظل امر اختيار الحاكم موكولا للامة الاسلامية. وهذا كما قلنا مع وجود الداعي وانتفاء المانع وكانت النبي صلى الله عليه وسلم وصايا اخرى في ملك اليمين وفي الحفاظ على الصلاة وبان يجازى الوفد الذي يقدم على المسلمين مبايعا يعني كما كان يجازيه في وقته وانفاذ بعث بعث اسامة وغير ذلك مما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فلما توفي النبي كان امر خلافته مما شغل وجوه المسلمين فاجتمع له المهاجرون واجتمع كذلك الانصار في سقيفة بني ساعدة ولما بلغ المهاجرين اجتماع الانصار في سقيفة بني ساعدة خرج ابو بكر وعمر وابوه عبيدة ابن الجراح الى الانصار. قابلهم اثنان من الانصار فقالوا ما تريدون يا معشر المهاجرين؟ قالوا نريد اخواننا هؤلاء من الانصار فانظروا من تختارون تشاوروا تعددت آآ يعني لم يتفقوا على آآ شخص بعينه. ثم طلبوا من ابي بكر ان يرشح لهم احدا فاختار ابو بكر ان يكون الخليفة من بعده على جهة الترشيح هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا امضوا رأيكم ولا تبالو. قالوا لا والله بل لنأتينهم فلما ذهبوا الى سقيفة بني ساعدة كانت الفكرة لدى الانصار ان المدينة هي بلدهم وانهم القوم الاكبر فيها ومن الطبيعي ان الانصار نصروا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يظنون انه اذا مات النبي كانت زعامتهم فيهم هذا هذا كان تصورهم فلما آآ اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة كان المرشح لديهم للخلافة هو زعيم الخزرج سيدنا سعد ابن عبادة رضي الله عنه لما لحق بهم سيدنا ابو بكر وعمر وابوه عبيدة فقالوا لهم ما هذا يا معشر الانصار فعبر الانصار عن وجهة نظرهم قالوا نحن كتيبة الايمان وانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتم آآ المهاجرون انما نزلتم عندنا وقد دفت منكم دفة فاذا بهم يريدون ان يختزلون آآ من الامر وان يختزلون في بلادنا وان يحضنوننا من الامر فبين لهم ابو بكر رضي الله عنه ان خلافة النبي لم تعد رئاسة للمدينة فينفرد بها الانصار وانما صارت خلافة النبي رئاسة في كل العرب وان العرب لا يقبلون ان يخضعوا الا لاحد من قريش لما لقريش من مكانة في آآ آآ الجزيرة العربية كلها فقال لهم يا معشر الانصار انا والله لا ننكر فضلكم وما قلتم فيكم فانتم آآ به احق وانتم له اهل ولكنكم تعرفون ان العرب لا تخضع الا لهذا الحي من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا فلا تكونوا اول من صدع في الاسلام فهنا بدأت الفكرة اه فكرة ترشح الانصار للخلافة تجد هذه المعارضة التي آآ يعني ظهرت قوية لانه صار المسلمون امة في الجزيرة العربية فقال احد من الانصار وهو الحواد المنزر قال منا امير ومنكم امير. اذا يعني يكون هناك نوع من اقتصام السلطة فسيدنا عمر ابن الخطاب قال لا يكون سيفان في غمد لا يصلحان. الغمد الواحد لا يسع ان يكون فيه سيفان فحصل نقاش بين الصحابة واخذ ورد وهو امر تعالت فيه الاصوات وهذا شيء طبيعي جدا. ويحدث بين اي اناس في اهون امر ان يتنازعوا على امر وتعلوا اصواتهم فكيف بهذا الامر الكبير الضخم؟ امر خلافة النبي صلى الله عليه وسلم. والرئاسة في كل العرب والحفاظ على الدولة الا ان الانصار كانوا كالعهد بهم الموجودون عند المغرم والمفقودون عند المغنم. الحقيقة الانصار هم قوم يتمنى كل مصلح ان لو كفر بقوم مثلهم فخرج آآ زيد بن ثابت وهو من الخزرج يعني من قوم سعد بن عبادة وقال يا معشر الانصار قد كنا انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن انصار المهاجرين من بعده وبالتالي يعني انزاح الانصار الى ان يتنازلوا عن هذا الامر للمهاجرين حفاظا على هذه الدولة الاسلامية حفاظا على رئاسة العرب الذين لا يقبلون الا ان يكون الامر في قريش فحين ازن قال ابو بكر اني يعني ارشح لكم قد اخترت لكم احد هذين الرجلين عمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح فسيدنا عمر قال لا والله هذا لا يكون ولا اتأمر على قوم فيهم ابو بكر ثم قال فيما بعد والله لا ان تقدم عنقي فاضرب لا يقربني ذلك من اثم احب الي من ان اتقدم على قوم فيهم ابو بكر فكانت ان اجتمعت الاراء على خلافة ابي بكر رضي الله عنه فهكذا هذه البيعة تسمى بيعة اهل الحل والعقد يعني بيعة وجوه القوم. بيعة الزعماء الطبيعيين الذين يفرزهم المجتمع الاسلامي ثم كان في اليوم التالي البيعة العامة في المسجد حيث الامة تقبل يعني بيعة اهل الحقد بيعة اهل الحل والعقد هي ترشيح ترشيح من هؤلاء للامة لكن لا تنعقد البيعة للامام الا ببيعة الامة البيعة العامة. وللامة ان تقبل هذا الترشيح او لا تقبله ففي اليوم التالي بويع ابو بكر البيعة العامة وبذلك صار اول خلفاء المسلمين. هذا اختيار ابي بكر. ورؤوسنا يا رب فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنم وجواها كنا نرى امضى سيدنا ابو بكر عام عامين في الخلافة حتى اذا مرض وآآ يعني شعر بدنو اجله قال دعا الناس واستشار الصحابة وقال قد اطلق الله ايمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي ولا اظنني الا لماتي يعني اظن اني ساموت في مرضي هذا فان اتفقتم على آآ الخليفة كان ذلك احرى الا تختلفوا بعدي فلما ماتا آآ ابو بكر كان هذا الترشيح مما اجتمع عليه اهل الحل والعقد فاختاروا عمر رضي الله عنه ثم بايعه المسلمون اي البيعة العامة في المسجد او هذا ايضا اختيار عمر انما تم باختيار الامة لهم امضى سيدنا عمر في الخلافة عشر سنين ثم لما طعنه ابو لؤلؤة المجوسي في آآ ذي الحجة من سنة آآ ثلاث وعشرين من الهجرة اصيب سيدنا عمر وظل في اصابته هذه ثلاثة ايام حتى مات في هذه الثلاثة ايام رتب امر اختيار الخليفة من بعده يعني رتب كيف او نظام اختيار الخليفة من بعده وكان سيدنا عمر في اخر حجة له قد سمع رجلا يقول لان مات عمر لابايعن فلانا فانتبه الى هذه النزعة التي ظن بها بعض الناس ان من يسبق الى البيعة يستطيع ان ينال صور المسلمين فقال اني لقائمون العشية في الناس فمحدثهم حديثا المهم ان سيدنا عمر بناء على هذه الكلمة خطب خطبة طويلة وختمها بقوله الا لا يبايعن احد احدا دون مشورة المسلمين. فمن بايع رجلا دون مشورة المسلمين تغرة ان يقتل. يعني حكم عليهم اه سيدنا عمر بن الخطاب بالقتل لانهم يريدون ان يغصبوا الناس امرهم. امر خلافتهم فواجه سيدنا عمر يعني بعض ما ظهر من نزعة تريد ان او تحسب ان السبق الى البيعة آآ انما تنصاع له الامة ولم يكن الامر كذلك وانما كان امر الاختيار هو امر اختيار اهل الحل والعقد بشورة المسلمين سم مبايعة الناس. لذلك او رفضهم له فلما اصيب سيدنا عمر رضي الله عنه كان آآ من ابداعاته ايضا انه ابتكر نظاما جيدا للخلافة جعل الامر بين ستة من الصحابة. هم سيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي بن ابي طالب سيدنا طلحة ابن عبيد الله سيدنا الزبير ابن العوام سيدنا سعد ابن ابي وقاص سيدنا عبدالرحمن ابن عوف هؤلاء الستة هم بقية العشرة المبشرين بالجنة بعد ان ذهب منهم يعني يعني حذف منهم سيدنا عمر سعيد ابن زيد لان سعيد ابن زيد من قرابته سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وعمر هو عمر بن الخطاب بن نفيل فلانه من قرابته آآ استبعده. لانه وهؤلاء السبعة هم الاحياء من العشرة المبشرين بالجنة. لانه خلاص طبعا مات ابو بكر ومات عمر ومات في طاعون عمواس ابو عبيدة ابن الجراح ثم جعل معهم سيدنا عبدالله بن عمر وهو من فقهاء الصحابة جعله معهم كرأي استشاري ويعني ان يرجح اذا آآ تساوت الاراء في اختيار الخليفة فيكون لعبدالله الترجيح الواقع انه سيدنا عبدالرحمن بن عوف ابتدر زمام ادارة الامور يعني يشبه ان نقول بمصطلحنا المعاصر يعني كان هو رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات رئيس اللجنة المدبرة للانتخابات فسيدنا عبدالرحمن بن عوف قال آآ عرض عليهم في البداية ان يتنازلوا ان يتنازل بعضهم لبعض لكي ينحصر الاختيار فيتنازل سيدنا طلحة بن عبيد الله لعثمان بن عفان. وتنازل سيدنا الزبير بن عوام لعلي بن ابي طالب وتنازل سيدنا سعد بن ابي وقاص الى عبدالرحمن بن عوف فالانصار المرشحون ثلاثة بعد ان كانوا ستة فعبدالرحمن بن عوف سأل هل هل هناك من سيتنازل يعني مرة اخرى فسكت الشيخان عثمان علي رضي الله عنهما فقال عبدالرحمن اه انا اتولى هذا الامر لا يكون لي شأن فيه اتولى هذا الامر على ان يكون كلامه ملزما لهم فوافقا واشترط على نفسه ان انصح ان يكون انصح للمسلمين. فقضى سيدنا يعني عبدالرحمن ابن عوف تنازل الان وصارت الخلافة في اثنين فقط من الصحابة قضى سيدنا عبدالرحمن بن عوف ثلاثة ايام وهو يستشير اهل المدينة يستشير المهاجرين. يستشير الانصار. يستشير حتى النساء في البيوت. يستشيروا القوافل التي تعبر بالمدينة يستشير قادة الاجناد الذين حضروا للحج لانه حج بعضهم مع عمر رضي الله عنه. نحن الان في شهر ذي الحجة في سنة تلاتة وعشرين هجرة فلما يعني سيدنا عبدالرحمن استطلع اراء الجميع وجميع من طالته يده من المسلمين ثم جاء في اليوم الثالث وقال يا علي اني قد رأيت الناس لا يعدلون بعثمان احدا فاتق الله ولا تجعلن على نفسك سبيلا فاختارت الامة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وصار بذلك الخليفة الثالث بعد ابي بكر وعمر باختيار المسلم سيدنا عثمان بن عفان قضى في الخلافة اثنى عشر سنة يعني آآ تقبل بخلافته عام اربعة وعشرين للهجرة وظل الى عام اخر عام خمسة وثلاثين للهجرة فسيدنا عثمان لما حصل عليه التمرد المشهور ووقعت الفتنة التي انتهت باستشهاده رضي الله عنه وكان قد منع الصحابة من ان يدافعوا عنه وكان تقديره تقدير سيدنا عثمان انه يمكنه ان يضحي بنفسه لكي لا تكون مقتلة في المدينة ثم ان الخلافة من بعد من بعده لن تذهب الى احد متهم. لانه في المدينة جمهرة المهاجرين والانصار وبعض الذين كانوا قد تمردوا عليه كانوا ينادون بعلي خليفة فالامر في النهاية لن يصل الى يد هؤلاء المتمردين المتمردين او المفسدين وانما سيكون في المهاجرين والانصار وقد يكون لعلي رضي الله عنه. فاختار سيدنا عثمان الا تكون مقترة في المدينة وان يفدي الامة بنفسه وبالفعل بعدما قتل سيدنا عثمان طار اهل الفتنة بعضهم صار يتصور انه يمكنه نصب خليفة كما امكنهم قتل خليفة صار يتصور انه بالامكان نصب خليفة فذهبوا الى عبدالله بن عمر فلم يستطيعوا ذهبوا بعضهم الى طلحة وذهب بعضهم الى الزبير وذهب بعضهم الى علي رضي الله عنه فكان سيدنا علي يقول والله اني لاستحيي لاستحيي ان ابايع قوما قتلوا رجلا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان كيف لا استحي من رجل تستحي منه الملائكة واني لاستحي ان ابايع رجلا وعثمان قتيل ما زال لم يدفن بعد فذهبوا حتى دفن عثمان رضي الله عنه ثم عادوا اليه فدفعها عن نفسه وقال اني لكم وزير خير لكم مني امير. فقالوا لابد للناس من نظام ولا نعلم احدا احق بها منك. وكان هذا ايضا هو غالب ورأي المهاجرين والانصار لانه سيدنا علي كان الرجل الثاني بعد سيدنا عثمان قبل اثني عشر سنة فقام هنا سيدنا علي بامر رفض ان تكون بيعته بيعة خاصة كي لا يكونا للمتمردين فيها يد. وقال اما وقد قلتم فان بيعتي لا تكون الا بيعة عامة في المسجد فيحضرها المسلمون فكانت بيعة علي رضي الله عنه هي بيعة من المهاجرين والانصار ومن اهل المدينة وهم يعني خلاصة مسلمين وعامة المسلمين ومن اليهم امر المسلمين في ذلك الوقت وبهذا صار سيدنا علي بن ابي طالب الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين. فهكذا كان شأن اختيار خلفاء في عصر الخلافة الراشدة. وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء نبت حولنا الازهار لم نخش طاغوتا يحارب ولو نصب المنايا حولنا اسواق. وهكذا نرى ان اختيار الخلفاء الراشدين انما كان بامر من الامة. وهناك بعض الامور التي لابد من التنبيه عليها الامر الاول ان الخلفاء لم يطلبوا الخلافة لنفسهم. يعني ابو بكر رضي الله عنه قال والله ما كنت حريصا على الامارة يوما ولا ليلة قط ولا كنت راغبا فيها ولا سألتها الله عز وجل في سر ولا علانية وسيدنا عمر رضي الله عنه كان يقول والله لان اقدم فتضرب عنقي احب الي من ان اتأمر على قوم فيهم ابو بكر. سيدنا آآ آآ عثمان كذلك سيدنا علي كذلك كان يدافع عن نفسه حتى في زمان الفتنة وقوما يأتونه فيحملونه عليها الامر الثاني ان الصحابة انما اختاروا الافضل للامة ولم يفكروا في حسابات قبلية او عصبية. سيدنا ابو بكر كان من قبيلة تيم وسيدنا عمر كان من قبيلة عدي وهما من القبائل الضعيفة في قريش. حتى ان والد سيدنا ابو بكر آآ والد سيدنا ابي بكر رضي الله عنه انزعج لما علم ان رجال بني هاشم وبني امية وبني مخزوم قبلوا ان يتولاهم رجل من بني تيم وهم اضعف حيا في قريش الواقع ان الصحابة كانوا يختارون للامة اختيار الناصحين لها لا آآ يؤثر فيهم العصبية القبلية اختاروا ابو بكر ثم عمر ثم قدموه على علي رغم ان علي هو الاقرب نسبا للنبي صلى الله عليه وسلم ورغم ان بني امية قوم عثمان كانوا اه يعني الابطأ عن الاسلام من اه قوم النبي صلى الله عليه وسلم الامر الثالث ان الصحابة اجتهدوا ان يكون هذا الامر يتم في امن وسلام وكان آآ يحسم بالحوار ولم يشهد التنازع لم آآ يقم احد من الخلفاء الراشدين بالمنازعة على الخلافة او حمل السيف في سبيلها. او ان يرى لنفسه حقا فيها في الواقع ان الخلفاء الراشدين ضربوا المثل الكبير في الزهد والتجرد والحرص على مصلحة الامة والفرار من مغارم الخلافة فقد اعتبروها مغرما ولم يعتبروها مغنما. وهكذا كان الخلفاء الراشدون قدوة للمسلمين بل قدوة للبشر اجمعين اسأل الله تعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار البحارة بمعابد الافرنج كان اذاننا قبل الكتائب يفتح لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها سجدت والارض وكأن ظل السيف ظل خضراء تنبت حولنا الازهار لم نخشى يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسواق ندعو جهارا لا اله سوى الذي صنع الوجود وقد ورؤوسنا يا رب فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنام وجواها كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفار