بورقة بن نوفل كان رجلا يقرأ آآ في الكتب القديمة وتنصر وقرأ الكتاب بالعبرانية وكان لديه علم من علم اهل الكتاب فما ان آآ قصت عليه خديجة رضي الله عنها ما حصل مع النبي حتى آآ اراد ان يسمع من النبي نفسه ام من النبي نفسه ما حصل معه؟ فلما قص عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما حصل معه هنا نجد رجل ان ينطق بعلم بديع ولكنه يختار ذلك. فهذه المواقف وغيرها تذكرنا بضرورة ان ينتبه الانسان الى نفسه ونوازعها وان يراقبها وان يقهر نفسه على ان يحول علمه الى عمل وعلى ان آآ يعني يجرد نفسه لاتباع الحق قال له هذا هو الناموس الذي كان آآ يأتي موسى ابن عمران. ويا ليتني اكون فيها جذعا اذ يخرجك قومك. يعني يا ليتني اكون قويا في اليوم الذي سيطردك فيه ما تكن التكاليف والنتائج. اسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم. ولا تجعل لاحد سواك فيه شيئا يا رب العالمين. مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من في اروقة السيرة التي تتناول بعض الامور التي قد تغفل عنها اذهاننا ونحن آآ نقلب في قصة السيرة النبوية. آآ وينبغي ان آآ نركز عليها حلقة اليوم عن العلم والايمان. حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم فكان اول ما آآ فعلته السيدة خديجة رضي الله عنها ان ذهبت الى ابن عمها ورقة ابن نوفل قومك من مكة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اومخرجيهم؟ قال نعم. ما جاء احد بمثل ما جئت به الا عودي فهنا نرى ان ورقة ابن نوفل كان يعرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يعرفها النبي نفسه فكان يعرف ان النبي سيدعو وسيؤذى وسينتهي به الامر الى ان يخرج من مكة وكان يتمنى ان يكون موجودا يعني جزعا شابا في هذا اليوم حتى يكون من انصار النبي في ذلك اليوم وما لبث ان امن ورقة ابن نوفل ثم ما لبث ان مات رضي الله عنه فمات بعد ذلك بايام امن يعني كان الايمان بالنبي من اخر ما فعله في حياته. لكن هنا نرى كيف ساقه العلم الى الايمان كيف كان العلم الذي عنده من اهل الكتاب الذي يبشره بالنبي صلى الله عليه وسلم ساقه الى الايمان. شبيهه في هذا رجل من المدينة وهو عبدالله ابن سلام. وكان حبرا كبيرا من احبار اليهود فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وعرف فيه العلامات اسلم مباشرة كان لديه علم فعرف ان هذا هو النبي فاسلم فحصلت القصة المشهورة حين قال له يا رسول الله ان اليهود قوم بهت وانهم لو عرفوا انني قد اسلمت يقعون في. فجاء بهم النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ترون ابن سلام فيكم؟ قالوا حبرنا وابن حبرنا وسيدنا وابن سيدنا قال افتحون ان اسلم؟ قالوا معاذ الله ان ما كان له ان يسلم قال فاخرج عليهم فخرج عبدالله فقال لهم امنوا يا معشر اليهود فوالله انكم لتعلمون انه رسول الله الذي تجدونه مكتوبا عندكم فعادوا عليه بالقول وقالوا سفيهنا وابن سفيهنا وجاهلنا وابن جاهلنا فهنا نجد موقفا العلم فيه متحقق لدى الطرفين ولكن العلم ساق من كان ازكى نفسا الى الايمان وساق من كان اضيق نفسا الى الكفر. والعياذ بالله العلم وحده لا يفضي الى الايمان العلم وحده لا يفضي الى الايمان وانما يجب ان يكون لصاحب هذا العلم نفس لا تضيق بالحق لا تتكبر على الحق وهذا تكرر كما قلنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن اعجب ما جاء في ذلك. حيي بن اخطب. حيي بن اخطب هذا رجل من ومن احبارهم اه وتروي هذا عنه ابنته صفية بنت حيي ابن اخطب وهي ام المؤمنين رضي الله عنها تقول كنت احب اه او ولد ابي وعمي اليهما فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم يعني لما هاجر الى المدينة فسمع به حيي ابن اخطب وآآ عمها وكان اسمه ابو ياسر. فخرج الى فخرج الى المدينة خرجوا المدينة ثم فنظروا في النبي وعادوا قالت فلما خرجت اليهما اهش اليهما كما كنت افعل يعني لم يلقيا الي بالا وسمعت آآ عمي يقول لابي هو هو؟ قال نعم والله هو هو. اتعرفه وتثبته؟ قال نعم. اعرفه واثبته. قال فما تفعل؟ قال عداوته ما بقيت فهذا رجل عرف ان هذا هو النبي ومع ذلك ضاقت نفسه بالحق تكبرت نفسه عن الحق فقرر ان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم. وبالفعل ظل في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم حتى اخر لحظة من حياته ارض على النبي حتى هزم وقتل مع بني قريظة وكان حين قتل آآ قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك الان بنفسك؟ قال ما لمت نفسي في عداوتك وقال ملحمة كتبها الله على بني اسرائيل ومن يغالب الله يغلب يعني كان عنده من العلم ان هذا هو النبي وان من يغالبه سيغلب ومع زلك حمله كبره ان يستمر في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقتل ويذهب الى النار واغرب من هذا ما حدثنا به آآ سيدنا سلمة بن سلامة بن وقش الانصاري. وهذا رجل كان من اصحاب بدر يروي موقفا حصل قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يقول آآ كان لنا جار من اليهود. طبعا هو هو نفسه سيدنا سلمة من آآ قوم في المدينة اسمهم بني عبد الاشهل. فهذا الرجل آآ بينما كانوا هم جالسين في بني عبد الاشهل وكان سيدنا سلمة وهو اصغرهم سنا يقول فخرج علينا رجل من اليهود يعني ظل يذكرنا بيوم البعث والقيامة والميزان والجنة نار ويحدثنا عن هذا قال وهو يخاطب قوما اهل شرك. لا يرون ان هذا كائن فقلنا له يعني احقا ما تقول انت الكلام ده صحيح. قال نعم اي والله انه الحق ولا يودن احدكم يتكلم عن النار الان؟ يعني يود الذي يرى نار الاخرة ان لو اعيد به الى الدنيا يعني اشتعلت عليه اعظم نيران اهل الدنيا وانها اطبقت عليه يفضل الانسان يفضل ان يهرب من نار الاخرة بان يوضع في اتون او فرن وآآ تشتعل عليه اعظم نار في الدنيا فسيدنا سلمة يقول يعني وانا يومئذ احدث من في القوم سنا وكنت معهم على فناء اهله فقالوا وما علامة ما تقول؟ طيب يعني انت رجل تحدثنا الان عن الجنة وعن النار وعن الحساب والميزان. وما علامة ما تقول؟ قال فاشار بيده الى جهة مكة واليمن وقال نبي يبعث منها هنا فقالوا ومتى يبعث فقال فتفرس في القوم فنظر الي وانا احدث القوم سنا فقال اني استكمل هذا الفتى عمره يدركه يعني لو هذا الولد مش هيموت مبكرا هيدرك قال سيدنا سلمة فما هو الا يعني فما قلب الله الليل والنهار حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو فينا يعني هذا اليهودي موجود فينا قال فكفر به فقلنا له يا هذا اليس الست كنت تدعو اليه؟ الست كنت تحدث به؟ قال نعم ولكنه ليس بي. يعني مش هو ده النبي اللي انا كنت اه يعني احدث عنه يعني حجزه الكبر حجزه الكبر. شف هذا رجل يعرف صفة يوم القيامة. وصفة الجنة وصفة النار. ويعرف مبعث النبي الله وسلم. بلده ويعرف زمنه يقول ان يستكمل هذا الفتى عمره يدركه وبعث النبي وهو حي ومع ذلك لم يؤمن الخلاصة ايها الاخوة الاحباب ان الانسان لا يكفيه العلم الانسان لا يكفيه العلم لا يعني يغتر احد منا بنفسه ان حاز علما العلم قد يكون حجة حجة لك وقد يكون حجة عليك اذا لم يقهر الانسان نفسه على اتباع الحق ولو لم يكن راضيا به ولو كان كارها له ولو كان ضد مصلحته ولو كان ضد شهوته لو لم يحمل الانسان نفسه على اتباع الحق قهرا حتى تخلص نفسه لهذا الاتباع فان هذا العلم قد يكون وبالا وشرا. وقد رأينا وهذه الامثلة كثيرة في السيرة وكثيرة في حياتنا ايضا قد قد يرى الانسان الحق ولكنه يخالف مصلحته يخالف شهوته يخالف منصبه يؤثر على جاهه ينقص من ماله ايؤثر في ترفيه ورفاهيته فيرفض الحق ويختار الباطل حتى وان كان يعلم ان هذا امر نهايته الى النار