بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من برنامجكم في اروقة السيرة. في هذه الحلقة نتناول شيئا قد يغيب عن كثير من الناس وهو لماذا بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجزيرة العربية او لماذا اختار الله تبارك وتعالى العرب تنزل عليهم هذه الرسالة. هناك الكثير من يعني العلماء الذين اجتهدوا في محاولة استيضاح الحكمة من نزول الرسالة على العرب وهذا ينفعنا نحن الان في اننا نستطيع ان نعرف من هم الشخصيات الاقرب للدعوة. من هم آآ الشعوب والاقوام الاقرب لتلقي الرسالة. وكذلك من هم الابعد عن تلقي الرسالة الا فهذا ايضا يفيدنا في حركتنا المعاصرة فمما اشار اليه آآ بعض العلماء في هذا الامر ان العرب كانوا اه كانوا قوما على اه في شأن البساطة شأن البساطة والبعد عن الفلسفات العميقة التي كانت آآ مغروسة ومحفورة في نفوس الهند والروم والفرس وآآ هذه مشكلة آآ يعرفها الذين يحتكون بعالم المفكرين والمنزرين والفلاسفة. نادرا ما تجد آآ في هذه البيئات من ينفتح يعني ينفتح عقله وتنشرح آآ نفسه للحق ببساطة وانما يعني يرى المرء امامه كثيرا من الحواجز والحجب والمجادلات تحتاج ان تعرض الفكرة البسيطة في اسلوب فخم وبعبارات آآ معقدة وآآ ان آآ يعني تسبك العبارة واللفظ ان تحبط الاسلوب على هيئة توافق هذا النمط المعقد. العرب لم يكونوا كذلك. العرب لم يكونوا اهل فلسفة حتى ان اشعارهم كانت فيها الحكمة ولكن الحكمة البسيطة الحكمة العملية آآ وليس يعني مسلا لا يشتهر عن العرب ما يشتهر عن البيزنطيين يقولون جدل بيزنطي. آآ مثلا الهند فلسفات الهند فلسفات عميقة جدا وآآ كذلك الفرس الفرس لديهم اداب كبيرة وآآ يعني تراث من التنظيم وآآ فيه قدر يعني غير يسير من التعقيب. فالعرب كانوا قوما اهل بساطة وكانوا بعيدين عن الامور الفلسفية المغرقة في الفلسفة. فلذلك كانوا انسب من غيرهم لتلقي الرسالة. الامر الثاني انهم كانوا على الفطرة الاولى وكانوا اصحاب ارادة قوية. يعني هذا تبدى كثيرا منه ان تبدى في كثير من المواقف. منها مثلا آآ موقف سهيل بن عمرو في صلح الحديبية. منها موقف سيدنا عكرمة في اليرموك. منها قول اصحاب بيعة العقبة. منها قول سعد بن معاذ في بدر. كل هذه الاقوال اقوال تدل على قوم ذوي ارادة قوية يعني اه الامر امر الرجال. اذا اذا نطق الرجل بشيء كان عليه ان ينفذه فمسلا آآ ستجد سيدنا سعد بن معاذ يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر فيقول كأنك تقصدنا يا رسول الله فيقول نعم. فيقول امض لما امرك الله فوالله لا نعصيك ابدا. فلو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك. ما تخلف منا رجل واحد. انا طبق عند الحرب صبر عند اللقاء. ولعل الله ان يريك منا ما تقربه عينك. حينما مثلا نجد سيدنا عقبة بن نافع يخوض مياه البحار الاطلال المحيط الاطلسي لما انتهى من فتح المغرب ويقول لو اعلم ان خلفك ارضا لاقتحمتها بفرسي هذا حتى اصل اليها تجد مسلا اصحاب بائعة العقبة حين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا آآ يعني آآ كان بعضهم ينبه بعضهم. انظروا يا قوم على ما تبايعون هذا الرجل. انكم تبايعونه على حرب الاحمر والابيض من الناس. وان ترميكم العرب وعن قوس واحدة فتجد من يقول له امط عنا يدك فلقد اعطينا رسول الله عهدنا المسألة هنا انه العربي كان قوي الارادة. اذا قال كلمة آآ يعني انفذها. ولذلك اشتهر عند شوارع العرب مجموعة من الابيات التي قتلت صاحبها البيت يقوله الرجل فيلتزم به حتى لو كان في ذلك هلاكه فلذلك هذه قوة الارادة التي تنتج التي يتميز بها العرب كانت من احد اسباب نزول الرسالة عليهم الامر الثالث ان العرب كانوا بمعزل عن امراض المدنية والترف. العرب لم يكونوا قوما اهل طرف حال التي كان عليها آآ الفرس والروم وآآ اصحاب الحضارات. ونحن نعرف ان اهل الترف عادة ما يكونون اعداء الدعوات كذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون اه ولذلك نقرأ في القرآن الكريم اه قال الذين اترفوا فمسألة الترف مسألة تبعد بصاحبها عن استقبال الرسالة عن استقبال الدعوة التي هي موطن الجد وموطن البذل وموطن العطاء لذلك كلما كان الانسان مطرفا كان ابعد ذلك عن ان يتحمس للعقيدة ويتفانى في سبيلها وكلما كان على البساطة الاولى واهل ارادة وصاحب ارادة قوية كلما كان اقدر على ان آآ يعني ويتحمس لهذه العقيدة الجديدة وهذا ايضا يشير الينا الى الفارق بين الشباب والشيوخ يعني الشيوخ عامة الناس الذين كبرت آآ اسنانهم يكونون ابعد عن تقبل الدعوة. لماذا؟ لانه يقد جمدوا كثير منهم ربما ترف وصل الى الترف. آآ لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن الشباب فانهم ارقوا قلوبا وامضى عزيمة فالخلاصة ان العرب كانت كانت امة بكرا دافقة بالحياة مستعدة لحمل هذه الرسالة وظل هذا في اه عالمنا العربي حتى انه كثير من الرحالة الاجانب الذين جاؤونا في خلال يعني قبل مئة عام او قبل سبعين عام ذهبوا في بلاد البدو وفي بلاد الجزيرة العربية في العراق في الشام. كذلك حتى في الشمال الافريقي ونظروا في حياة البدو كانوا يرون ان هؤلاء العرب يعني آآ الكولونيل البريطاني لك تربود لي وله كتاب آآ جميل على ما فيه من اخطاء اسمه الرسول حياة محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الرجل كان متأثرا بالعرب في الشمال الافريقي واقام بينهم فترة وكتب عنهم بعض الكتب. فكان يقول ان العرب هم هم القوم الذين يمارسون اعظم ديمقراطية على وجه الارض. وان الديموقراطية بمعناها الحقيقي لا تكون الا في بلاد العرب. لانه شيخ القبيلة لا مثله مثل الرجل العادي من القبيلة لا يتميز احدهم عن الاخر الا بجليل الاعمال فلذلك هؤلاء الناس الذين لم تفت فيهم المدنية لم يهلكهم الطرف لم تستنزف عقولهم الفلسفات. كانت ارادتهم قوية كانوا اليق بنزول الرسالة عليهم. الامر الاهم وهذا ما اشار اليه عدد من العلماء وفي طليعتهم ابن خلدون ان اولئك العرب لم يستذلوا يعني لم تقهرهم الملوك كما كانت الملوك تقهر فارس والروم والهند والصين. هؤلاء القوم الذين لم يستذلوا وكانوا يرفضون ان ليستبد بهم ملك كانوا اليق لقبول الرسالة. لان الاسلام رسالة عزيزة تحتاج الى قوم ذوي انفة. والنبي صلى الله عليه وسلم انما قادهم بالحب وقادهم يعني صفاته الكاملة ولم يقدهم بالقهر والعسف فكان العرب اليق لنزول رسالة الاسلام عليهم من الشعوب المقهورة المغلوبة الذين استذلوا وان انتهكوا وقهارتهم ملوكهم في آآ فارس والروم والهند والصين وغيرها. والانسان اذا آآ يعني آآ عن احوال هذه البلاد في ذلك الوقت فسيجد عجبا ولكن لم يكن العرب على هذا النحو انما كانوا قوما معتزين انفسهم حتى كان ينشد شاعرهم وايام لنا غر طوال عصينا الملك فيها ان دينا. لهؤلاء بهذه الصفات كانوا اليق لنزول الرسالة عليهم. ونحن نحتاج ايضا ان ننظر فيمن ندعوه الى الاسلام وفي من ندعوه الى العمل للاسلام في هذه للشخصيات ومدى تمتعها بهذه الصفات. نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته