بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد النبي الامي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته محاضرة هذه فيها بيان لعوامل التدهور التي اصابت الدولة العثمانية وهذه العوامل عوامل عديدة ومتفرعة وطويلة السرد لكني ساحاول بهذه المحاضرة وما يليها من محاضرات ان اوجزها ايجازا واتي ببعض الامثلة المهمة وما فعلت ذلك ولا صنعته الا لاهمية هذا التاريخ لحياتنا اليوم ففيه العبر وفيه العظات وفيه بيان تام لكيفية سقوط الدول وكيف تسقط دولة مثل الدولة العثمانية دولة كبيرة القدر مرهوبة الجانب اعتبرتها عوامل وتتالت عليها احداث جعل سقوطها امرا محتما بل من المستغرب بقاؤه اه او بقاء الدولة الى ذلك الحد او الى ذلك الزمان الذي تهاوت فيه اولا لابد ان نعلم انه الى زمان سليمان كانت الدولة قوية. سلطان سليمان هو السلطان العاشر ويدعون المؤرخون يعني يدعون تلك المدة لمدة السلاطين العشرة بدون مدة السلاطين العشرة اي الذين كانوا اقوياء وكانت دولة في عهد مرهوبة الجانب عزيزة المقدار وكان لها الفتوحات الجليلة وتوسعت اكثر ما توسعت في زمن اولئك السلاطين العشرة اه في اخر عهد السلطان سليمان حدثت مشكلات عديدة وحدثت اخطاء كبيرة ادت الى بداية الضعف الذي اصاب الدولة. بدايات الاولى للضعف باخر عهده لما كبر وشاخ. وسأتي على هذه المسألة ان شاء الله تعالى ما السبب الحقيقي لضعف الدولة اول سبب لا شك هو مسألة الاستمساك بدين الاسلام وقلت في المحاضرة الماضية ان الاستمساك بدين الاسلام واعزاز جانبه ورفع رايته والعمل على التمكين له كان هو الشغل الشاغل لسلاطين الدولة العثمانية الاوائل لا شك في ذلك اتيت بذلك اتيت في ذلك على امثلة سبق ان ذكرتها فلا اعيد والسبب الذي ادى الى ضعف الدولة ثم سقوط الدولة هو البعد عن الدين والافتراق عن الدين شيئا فشيئا الى ان حدث الامر الذي لابد منه والله تبارك وتعالى ايها الاخوة والاخوات لا يجامل احدا ولو جامل احدا لجامل اصفياءه واولياءه كما ورد عتابهم في كتاب الله تبارك وتعالى الله سبحانه وتعالى له سنن من اخذ بها ارتقى وفاز ومن اعرض عنها اصابه الضنك في الدنيا وتعرض لعذاب الله في الاخرة نسأل الله العافية والسلامة ومهما استمسك الناس بالاسلام عاد ذلك عليهم خيرا في دنياهم واخراهم ومهما اعرضوا عنه كان ذلك سببا في فساد حياتهم وفي شقائهم في دنياهم واخراهم. هذا الذي جرى على الدولة الدولة العثمانية ونحن لسنا ليس بيننا وبين الدولة سبب ولا نسب وليس بيننا وبين الدولة ما يدعو الى مجاملتها انما هو الحق لا غير فنذكر او ذكرت في المدة او في المحاضرات الماضية جوانب من مزايا الدولة وجلالة اه اعمالها اه قدرها ولابد ان اذكر الان ايضا اه نقائص هذه دولة وما ادى بها الى السقوط والى الهوان الذي شهدته في اواخر عهدها الاسلام كان مستمسكا به وبقوة لكن بداية من عهد السلطان سليم الثاني الذي جاء بعد السلطان سليمان ظهر الخلل كبير في هذه المسألة بغض النظر عن اتهام السلطان سليم نفسه بانه كان يعاقر الخمر وانه كان كذا وبعض المؤرخين اورد هذا بعض المؤرخين محدثين ما رأيته الا للمحدثين نفى لكن نفي المؤرخين المحدثين كان نفيا ضعيفا وعلى اية حال لكن بدأ الافتراق منذ عهد ذلك السلطة. السلطان سليم الثاني ابن السلطان سليمان. القانوني ابن سلطان سليم الاول هذا طبعا الافتراق او البعد عن الدين لم يبدأ فجأة هكذا كعادة الامور انما بدأ شيئا فشيئا شيئا فشيئا اعظم ويكبر الى ان وصل الى ما وصل اليه كانت النكبة الكبرى ابتداء تقنين القوانين الغربية وادخالها في نظام الدولة وحدث ذلك منذ عهد السلطان محمود اه في القرن الثالث عشر هجري التاسع عشر الميلادي السلطان محمود ادرك صعوبة امر الدولة وتراجع شأنها وانها صارت ضعيفة وانها وانها فاراد السلطان ان يقوي الدولة لكن ما سلك الطريق الصحيح انما اتى بتنظيمات غربية وجعلها في اه دستور الدولة وليته اكتفى بهذا بل اتى بقوانين غربية ايضا وجعل مضمنة في دستور الدولة. فهنا ابتدأ الفراق بين الدولة وبين الاخذ بالاحكام الشرعية كاملة غير منقوصة لم يصل السوء الى ما وصل اليه بعد ذلك في عهد مصطفى كمال والهالك الذي جعل الشريعة مقصورة على الاحوال الشخصية. ثم الغى الاحوال الشخصية وجعل هناك قانونا مدنيا ووصلت الحالة الى درجة سيئة جدا لأ انما بدأ مزج القوانين الوضعية مع النظام الشرعي. في عهد السلطان محمود وفي عهد ابنه ايضا عبدالمجيد عبدالمجيد ابتدأ ذلك المزج واضحا جدا حتى ان الدولة نفسها تذكر او يذكر الذين كانوا يكتبون الرسائل ويصدرونها انه قد حصل اختلال في النظام الشرعي للدولة ولم تعد الدولة تأخذ بالشريعة كاملة كما كان العهد فيما مضى. وكان ذلك لاسباب وحوادث تعرضت لها الدولة. ومع ذلك كان ذلك هو سبب ضعف هذه الدولة كما هم يتكلمون وهم الذين نصوا على ذلك وليس مؤرخا غربيا او مؤرخا عربيا. هم يذكرون هذا وكان هذا في عهد السلطان عبد المجيد. ايضا يعني يذكرونه السلطان موجود ويقولون ان اه ابتدأ الخلل واخذ بعض القوانين الغربية وتركت بعض جوانب الشريعة الاسلامية وكان ذلك امرا لهم يقولون لابد منه بسبب الحوادث التي تعرضت لها الدولة. لكن كان ذلك بداية للخلل الكبير اللي طرأ عليها. هذا تقريبا نص كلامه. هم يقولون هذا الامر الثاني الذي اريد ان ابينه ان الدولة في الحقيقة وهذا امر واضح جدا وساذكر براهين عليه ان الدولة لم تكن دولة دعوة اينما كانت دولة عسكرية الدولة كانت دولة عسكرية ولم تكن دولة دعوة الان الناظر لو نظرنا الى زمن الصحابة رضي الله تعالى عنه وفتحهم البلدان وما صنعوا مع الشعوب نجد العجب الصحابة دخلوا مصر ودخلوا الشام ودخلوا العراق ودخلوا المغرب ابتداء من ليبيا واخذ من نافع واصل الى المحيط الاطلسي كما هو معلوم وعقبى على الاصح صحابي طيب كيف تحولت تلك البلاد الى الاسلام وهذه حوادث جليلة يعني يقول المؤرخون انه لم يمضي القرن الاول من الهجرة الا وتحول غالب اهل مصر الى الاسلام سبحان الله يعني الجيش جيش عمرو بن العاص كان اربعة عشر الفا والعرب الذين خرجوا من الجزيرة كانوا قرابة خمسة عشر الفا فهذه تسعة وعشرون الفا في بحر من البشر في مصر انذاك كيف يستطيع هؤلاء التسعة والعشرون الفا ان يؤثروا في ذلك البحر الخضم. هذا على فرض انه لم يلجأ احد سواء من الجيش الذي دخل او ممن خرج من الجزيرة واستقر في مصر هذا فرض بعيد طبعا كيف وكيف استطاعوا ان اه يدخلوا اهل البلاد الى الاسلام في العراق وفي الشام وفي المغرب وفي اماكن عديدة غير ذلك وذلك لان الصحابة رضي الله عنهم كانوا اهل دعوة وعرب الاوائل وهم صحابة ومن معهم من التابعين الذين فتحوا البلاد كانوا من العرب العرب الاوائل كانت طريقتهم في الحياة تختلف كل الاختلاف عن العثمانيين. حتى العثمانيون الاوائل في العرب اهم ميزة كانت عندهم في دخولهم تلك البلاد التواضع مع الناس التواضع العرب كانوا متواضعين كانوا يسكنون مع الناس في خططهم اي في حاراتهم وطرقهم كان العرب يتزوجون منهم كان العرب يتاجرون معهم ويشاركونهم في تجاراتهم وكان العرب يمتزجون به امتزاجا كاملا فتأثر الناس ورأوا من صفاء عقيدتهم وحسن اخلاقهم وعدلهم في معاملاتهم ما شجعهم على الالتحاق بهذا الدين العظيم وترك اديان او دين ابائهم واجدادهم وهذا من اهم الامور التي عملها العرب الاوائل في تلك البلاد وهذا طبعا يدل على سرعة تحول كيف تحولت مصر بسرعة والمغرب والعراق والشام الى الاسلام. بهذه الطريقة الدولة العثمانية لم تكن هكذا الدولة العثمانية كما قلت لكم في اصل نشأتها هي نشأة بدوية عسكرية صعبة وقوية ولان كان ذلك من عوامل النهوض والتقدم لاكتسحت بذلك مساحات كبيرة جدا في اوروبا وفي اسيا وافريقيا لكن كان ذلك على حساب الدعوة فكانوا اذا دخلوا البلاد دخلوا من علم من فوق ليس فيهم التواضع العربي الاول ليس فيهم تواضع العربي الاول الصحابة رضي الله عنهم ومن معهم من التابعين اذا ما كانوا هكذا فكانوا في الاكثرية الكافرة يستعلون على الشعوب اذا دخلوا ونعطيكم بعض الامثلة الواقعية جدا الظاهرة اليونان وقعت تحت سيطرة الدولة العثمانية اربعمائة سنة لكن لما خرج العثمانيون لم يكن هنالك اشد كراهة على اليونانيين من العثمانيين الصرب بقوا اكثر من اربع مئة سنة تحت الدولة وكانوا لما خرجوا طبعا فعلوا الافاعيل بالمسلمين في القرن الثالث عشر اخره وفي القرن التاسع عشر يعني ميلادي. وانظر ماذا فعل الصرب بالمسلمين في قبل عشرين سنة في البوسنة والهرسك طيب كيف انتم ملكتموهم اربعمائة سنة يعني اثني عشر جيلا تبجيل الفتح فهمنا انه يكون عادة يكره الفاتحين اولادهم احفادهم اثنا عشر جيلا لم يستطيعوا التأثير عليهم فبقي اكثر الصرب واليونان اكثرية كافرة طبعا على عقيدتهم وعلى كراهيتهم للعثمانيين والسبب الاكبر في ظني عدة امور اولاها انهم لم يكونوا دولة دعوة والسبب الثاني عدم التواضع وكان في استكبار على اهل البلاد المفتوحة. والسبب الثالث مظالم كبيرة حقيقية هذه تعرض لها اهل تلك البلاد على يد ولا في غاية السوء تحكموا في مقاليد تلك الديار حتى كرههم اهلها كراهية شديدة هذه حقائق وعلى كل منها امثلة طويلة وعديدة لكن حتى نفهم ماذا كان يجري. ولماذا هذا الموقف وكيف تحول اهل البلاد الى الاسلام مع وجود الصحابة بينهم التابعين وكيف استعصى اولئك على الاسلام. هذه يعني حقائق طبعا لابد ان نعرف ايضا ان كان هنالك تحريضات من دول الغرب الصليبي لاولئك على الثورات وعلى كذا لكن لو اطمئنوا الى العثمانيين ولو ارتاحوا لحكمهم ولو تواضع لهم العثمانيون وامتزجوا بهم تغيرت الاحوال تماما هذه ايضا نقطة مهمة ومهمة جدا حتى اقارن فقط يعني انظروا كيف تحولت مصر سريعا والمغرب والعراق والشام الى الاسلام فرنسا دخلت الجزائر وبقيت مائة واثنتين وثلاثين سنة. قرن وثلث القرن في الجزائر فلما خرجت خرجت يلعنها الناس ويلعنها التاريخ ويلعنها اللاعنون بسوء فعالها الى الغاية وسوء صنيعها مع الجزائريين في مآس وكوارث خطيرة جدا جدا ولم يتنصر من الجزائريين مع الترغيب والترهيب على مدار قرن وثلث القرن الا الفان وخمس مئة فقط الفان وخمسمائة لكن بقيت البلاد على اسلامها ودينها وعروبتها لكن انظروا الفارق الكبير في حال مصر والمغرب والشام والعراق مع الصحابة والتابعين رضي الله عنهم اجمعين اذا الشعوب التي فتحت بلادها عملت احسن معاملة من العدل والتواضع والرحمة الشفقة حسن خلق وحسن التعامل فاسلم الناس لكن هذا لم يكن مع العثمانيين وفي حالة العثمانية. بل كان القهر هو السائد فلما خف القهر والسلطان على الشعوب سارعت باحداث القلاقل والفتن التي لا تعد ولا تحصى في تاريخ العثمانية الاخير وهذا من اكبر الاسباب ادت انهيار الدولة كثرة ثورات تلك الشعوب على الدولة وكثرة محاولاتها الانفصال واستقلال عن الدولة. مما لا يحتمله طبعا اي نظام او اي دولة مهما بلغت من القوة فما وقد حدث ذلك في عهد الضعف للدولة العثمانية آآ اذا هذه الناحية الاسلامية ان الدولة لم تكن دولة دعوة بينما كان دولة عسكرية من الطراز الاول نعم. فلما ضعفت ضعفت الناحية العسكرية وهي لم تكن دولة دعوة فما استطاعت ان اه تستمر كما هو معلوم في سيطرتها على تلك البلاد التي فتحتها اه شيوع مظاهر من الفساد عجيبة هي الدولة واول ما شاع وانتشر هو الخمر الخمر اذ انتشر انتشارا معيبا في الدولة وفي عهد السلطان مراد الثالث اصدر مرسوما بالتضييق على الخمر ومنعه وشدد فيه لكن ما الذي قاوم هذا المرسوم؟ الانكشارية بتصور ان السلطان يمر بموكبه على وانكشار هؤلاء الجنود الذين اسسهم ارخان كما ذكرت لكم يمر يمر عليهم في ثكناتهم فيخرجون مم اواني الخمر وكؤوس الخمر ويشربونها امامه في تحد واضح له فلما اراد عقابهم اضطربوا عليه وحاصوا وتمادوا في الاضطراب والطغيان ولم لامره فاضطر اضطرارا لالغاء الامر والخمر ام الخبائث وانتشرت الاسف في الدورة انتشارا كبيرا في الجيش وفي الانكشارية. وفي بعض الاحيان في السلاطين وفي رؤساء او في موظفي كبار في الدولة وهذه من العيوب الكبيرة التي انتشرت وفي الدولة وظهرت هنا بعض المؤرخين حاول يعني اما ان ينكر هذا او ان يخفف من وقعي وهذا لا ينكر وهذا لا ينكر ولا يخفف من وقعه لان الخمر ام الخبائث كما هو معلوم حصل في عهد السلطان محمود زلة وزلة كبيرة هي المساواة بين المسلمين والنصارى واليهود وهذا غريب وعجيب المسلم لا يتساوى مع غيره ابدا فاولئك لهم حقوق وعليهم واجبات. هذا صحيح. لكن يصل الحد الى ان يتساووا مع المسلمين فهذا خطأ كبير حتى ان السلطان محمود قال لا اريد ان ارى تفرقة بين المسلمين والنصارى الا في المساجد والكنائس فقط فكل له معبده لكن ما عدا ذلك؟ لا. وسمح لهم بارتداء الطربوش فحصل لذلك فرحة عظمى عند النصارى. لانهم كانوا يتميزون عن المسلمين بيقولون سوى يعني مثل طاقية معينة. يعرف بها انهم نصارى فبعد ذلك لبسوا الطربوش وصاروا مثل سائر المسلمين. وادى هذا التهاون الى تمكين النصارى والى تجاوزهم حدهم في الدولة والى مطالبات كثيرة جدا وفساد عريض ليست مسألة مسألة طربوش ولا مسألة مساواة ظاهرة آآ لا مسألة هذا الى مطالب عديدة الى انصار النصارى بعد ذلك عامل هدم في الدولة كما سيأتي ان شاء الله تعالى انتشار المدارس اليونانية والارمنية والكاثوليكية في الدولة انتشارا كبيرا جدا عقب قل لي السلطان محمود ومن بعدي ابنه السلطان عبدالمجيد حتى اتسع الخرق على الراقع واصبحت تلك المدارس مراكز قوى في الدولة تعمد الى هدمها والمدارس الاجنبية شديدة الخطورة على اي دولة ان لم تحكم المسألة وتكون في آآ في حد محدد وآآ في ضوابط معينة واذا اتسع الامر في تلك المدارس اصبحت مراكز قوى في الدولة قد تؤدي الى مؤامرات وقد تؤدي الى كيد كما حصل في الدولة العثمانية اهم شي يميز ديننا الاعظم هو التفاف الناس حول الاسلام انا عربي لك انا مسلم ثم عربي التركي مسلم ثم تركي مسلم ثم كردي مسلم ثم فارسي مسلم ثم اوروبي. وهكذا اما ان يقدم الجنس والعصبية الجنسية على الاسلام فهذا الذي جرى في اواخر الدولة. كان سببا مباشرا للاسباب التي ادت الى انهيارها وهذا من اكبر الاسباب بالمناسبة وظهر هذا في زمن اه المتأخر في القرن الثالث عشر الهجري بدأ بداية ببعض الشعراء والادباء في الدولة الذين صاروا يكتبون الشعر والمقطوعات الادبية في تمجيد العنصر التركي وصار الامر اتسع يعني الى انصار ممجوجا يعني قالوا ان عنصر تركي هو احسن عنصر في العالم او العنصر السائد يعني كما قال هتلر في العنصر الاري الذي حكم به المانيا وقالوا انه عنصر تركي واحسن عنصر في العالم ويمتد من اواسط اوروبا الى الصين ومن كذا وصار يعني ممجوجا جدا كلام وان الاتراك هؤلاء هم كالشمس بالنسبة للدنيا وان العنصر لا نظير له ولا مثيل له وانهم وصاروا يتغنون بامجاد الترك وصاروا يقولون يعظمون جنكيز خان الوثني يعظمونه ويعدون الاب الروحي للاتراك هكذا فدخلت داخل تعظيم الوثني بتعظيم التركية وصل الامر الى تعظيم الوثنية وسار وسار يقولون جنكيز خان هو ابو الاتراك وهو الذي مكن لهم في الارض وانشأ حضارتهم. وكله كلام لا قيمة له وقد كانوا قبائل بدوية لا قيمة لها. انما الذي اعطاهم القيمة هو الاسلام. والذي رفعهم هو الاسلام. والذي جعل امبراطورية عظيمة هو الاسلام وليس جنك سخان ولا غير جنك سخان فصاروا يعظمون هذه الرموز جنكيز خان وتيمورلانك وو على انهم اتراك وعلى انهم شيء عظيم وعلى انهم ومزجوا مزجا اه معيبا بين الاسلام والقومية وجعلوا الاسلام حلقة من حلقات الحضارة التركية وصار شعراء الادباء يتغنون بهذا الى ان ظهر ساسة تاسة كبار في الدولة صاروا يأخذون بالقومية الطورانية ويفضلون الجنس التركي على غيره وحتى انه في مذكرات السلطان عبد الحميد في مسألة تعريب الدولة وهي مسألة في غاية من الخطورة والاهمية كان السلطان عبد الحميد يريد تعريب الدولة انقاذا لها ليصطف العرب مع الدولة فعرضه رجل اسمه سعيد باشا في الديوان وقال له اذا عربنا الدولة سينتهي العنصر التركي كان سلطان عبد الحميد يقول ولو وماذا يعني العنصر التركي لكن يبدو ان وجوبها بمعارضة لم يستطع معها ان ان يعمل بهذا المشروع. وهذا المشروع ان لم يحصل فيه قناعة عند اركان الدولة لا يمكن ان ينجح كما هو معلوم لابد ان يتضافر عليه اركان الدولة والا يعرقلونه ولذلك سلطان ما استطاع وجوب المعارضة فما استطاع ان يتقدم في هذا المشروع السلطان سليم كانت تراود الافكار كان يعرب الدولة لكن ما استمر الامر والا ان السلطان سليم كان سلطانا قويا كان يمكنه آآ عمل مثل هذا التعريب لانه كان الكلمة لا ترد لكن هو قدر الله الغالب ما عربت اه الدولة فصار مجموعة مثل سعيد باشا ومثل اه اه هذه هؤلاء الموظفين الكبار يعتزون بالقومية التركية وظهرت تغلبهم في مجلس المبعوثان الذي عقد عمله السلطان عبد الحميد في اوائل حكمه وهو مجلس البرلمان يعني وظهر فيه عدد كبير من هؤلاء القوميين الطورانيين واصبح اصبحت كلمة توران والطورانية يتغنى بها ويستدل بها على اصل الاتراك وعظمة الاتراك هنا حصلت ردة فعل من قبل بعض العرب وصاروا يؤلفون الجمعيات التي ترد على هذه النزعة وذلك الاتجاه فالفوا الجمعية القحطانية وطبعا الاسم هذا للاعتزاز بالنسب العربي والعجيب ان دخل فيها مجموعات كبيرة من النصارى بلكان نصارى مسيطرين النصارى العرب كانوا مسيطرين على مثل هذه الجمعيات. لانهم وجدوا الفرصة ذهبية وسانحة ليتخلصوا من السيطرة الاسلامية على الدول العربية وانها الاسلام هو الذي كان يقود الناس فوجدوا فرصة سانحة بان الترك ينادون التركية والقومية الترانية فنحن اذا عرب وننادي بالقامية العربية وصار الكل يقولون نحن كرد وسار الفرس يقول نحن فرس وقصة صارت قصة طويلة متشعبة من اعتزاز اولئك بقومياتهم وهو الامر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم دعوها فانها منتنة منتنة. اي دعوة الجاهلية والاعتزاز بالاباء والاجداد والاصل والنسب. امر منتن كما النبي صلى الله عليه واله وسلم صدا للنفوس عنه. لان النتن تكره وتشمئز منه النفوس. فوصفه بانه ها بانها هذه الدعوة دعوة الجاهلية لكن للاسف كان الامر قد اتسع اصبح هنالك مثلا تركيا جميت جون ترك او تركيا الفتاة هكذا ومثل مصر الفتاة التي ظهرت في مصر وجمعية الاتحاد والترقي والجمعية القحطانية وجمعية العربية الفتاة وهكذا ظهر جمعيات كلها تبنى على اصل قوي وليس للاسلام فيها نصيب وهذا طبعا ادى الى تدهور شأن الاسلامي في الدولة كما هو معروف القضايا ايضا مهمة لابد من الذكر ان الدولة العثمانية شجعت التصوف تشجيعا لا مزيد عليه بل نستطيع ان نقول انها كانت دولة صوفية تميل الى الصوفية ميلا كبيرا جدا تشجعهم وتؤثرهم وتقدمهم وتبني لهم التكايا والزوايا وآآ الخوانق يعني مثل جمع خانقاه وهي كلمة فارسية تعني مكان وجود هؤلاء الصوفية فكانوا في التكايا والزوايا وهي عدد ضخم جدا في الدولة العثمانية هذه الطرق الصوفية اشتد بلاؤها في زمن الضعف فانتشر في زمن الضعف شيء لم يكن معروفا من قبل في زمن السلاطين الاوائل وهو كثرة بناء المشاهد والاضرحة والمساجد على القبور وتشييدها والعناية بها والتنافس فيها تنافسا لا مزيد عليه من السلطان وولي العهد وام السلطان وبنت السلطان وكل واحد من اولئك ومن التجار الكبار ومن الاغنياء يبني نفسه مشهدا على قبره وضريحا ومزارا اصبح الامر متسعا ومتسعا جدا جدا وحتى زاد الطين بلة في اواخر عهد الدولة تعدى الامر لما يكون مثلا آآ في مسجد هناك في اسطنبول مسجد خوجة كان في هنالك جنزير جنزير معين مربوط بشجرة مثل حديد هكذا مربوط بشجرة شجرة سرو قديمة فكانوا يرون انهم اذا اتوا يعني هذا طبعا انتشار بعد ذلك الخرافات والبدع اذا اتى الرجل وجلس تحت جنزير انه لابد ان يذكر الحقيقة. فان ذكر غير ذلك انفك الجنزير وسقط عليه. والجنزير مربوط بمسجد ومربوط بشجرة ويعني قضايا خطيرة هل نظن هل تصدقون انه كان هناك مدفع في بغداد ذكر هذا محمود شكري الالوسي وهو مؤرخ بغدادي ورجل عظيم القدر والمنصحين الكبار في بغداد والالوسي معروفون ومشهورون فكان هناك مدفع فكان مدفع من بقايا مدفع العتاد الذي جاء به السلطان مراد قديما قبل مئات السنين الى بغداد فبقي المدفع في الميدان حتى ان الناس بدأت تقدسه وتعظمه وتجعل له النذور ندفع ندفع تجعل له النذور وتطلب منه طلبات بعرائض تضعها عنده الى هذا الحد من الخرافة مما اضطر يعني محمود شكري الوسي ليؤلف مؤلفا بشأن هذا المدفع وان يعني اصبح يعني امر لابد من ازالته ولابد من ايقاف ما يحدث عنده من مهازل طبعا انشاء المشاهد والاضرحة الكبيرة فوق القبور ادى الى ان الناس تأتي فتذبح عندها وتنذر آآ من النذور والاموال وطبعا التوسلات والاستغاثات والنداءات مما لا يمكن ان يقر في دين الاسلام. لا يمكن ولا ان يسوغ له ولا ان يعتذر له هذا لا يجوز ابدا هذا الصنيع لكن للاسف انتشر انتشارا كبيرا جدا في الدولة في عهدها المتوسط والاخير كما هو معلوم وهذا طبعا ادى الى نوع كبير من تمييع العقيدة ومن خدش جناب التوحيد الرسل جاءت فالنبي صلى الله عليه وسلم يعني على فراش الموت يقول على فراش الموت لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اتخذوا قبور انبيائهم على فراش الموت وهذا يحذر ما صنعوا تقول عائشة رضي الله عنها يحذر ما صنعوا واعيد هذا جذعا من جديد في زمن الدولة العثمانية التصوف هو ثلاثة اطوار مهمة لابد ان نعرفها سريعا حتى ننصف القوم ايضا لان ليس كل التصوف يعامل معاملة واحدة هناك تصوف الاول وصوف جنيد البغدادي ابي عثمان الحيري وذي النون المصري. تصوف اقرب ما يكون الى النبع الاول الى الاسلام الاول فكانت البدع فيه مختفية تماما والضوابط الشرعية فيه ظاهرة كما قال جنيد ان طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة فمن لم يحفظ الكتاب ولم يقرأ السنة فليس معنا. هكذا وكان شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب ومجموعة من علماء الاسلام يثنون على الجنيد حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية فيه كان آآ الجنيد رضي الله تعالى عنه سيد الطائفة اي سيد الطائفة الصوفية صوفية الاوائل كانوا بهم من الصفاء والبعد عن البدع والاخذ بالسنن والضوابط الشرعية امر معلوم وتناقل ذلك المؤرخون صوفية الطور الثاني كثر فيهم البدع والشطح في الاقوال والاعمال وآآ تداخلت مع صوفية الطور الاول مع صوفية الطور الثالث لكن لم يكن فيها مظاهر كفرية كما في الصوفية الطور الثالث الخطير جدا اه صوفي الطور الثاني يمثلها يعني في احسن تمثيل كتاب احياء علوم الدين الامام الغزالي وما وضعوا فيه من قواعد التصوف كما هو معلوم صوفية الطور الثالث هي الصوفية الخطيرة صفية ابن عربي وابن سبعين وصوفية ابن الفارد وجلال الدين الرومي هنا في تركيا في قونيا آآ صوفية خطيرة صوفية خطيرة وكثر فيها الغموض والاسرار والرموز والامور التي لا يعرفها الاسلام. من احسن او من اجل صفات دين الاسلام انه دين واضح دين واضح لا يعرف اسرارا ولا رموزا ولا غموضا ولا يعرف هذا هذه الطريقة بعرض هذا الدين. عندما تقرأ في كتبهم تصاب بالعجب العجاب وانت تقرأ كمية الاسرار والرموز والغموض الذي في كتبه والذي جذب اكثر غربيين الى الاسلام ووضوح هذا الدين وصفاء هذا الدين وعدم وجود اسرار وعدم وجود واسطة بين خالق ومخلوق ووضوح هذا الدين الى الغاية كما هو معلوم وهذا طبعا امر معلوم من دين الاسلام. لن يكون الطور الثالث هكذا بل كان طورا خطيرا جدا. وللاسف اقول ان السلاطين عثمانيين خاصة المتأخرين مالوا ميلا شديدا الى جماعة ابن عربي والى جلال الدين الرومي ويعني هذا امر معلوم من سير السلاطين بل من سير عامة موظفي الدولة وكبار موظفي الدولة الذين مالوا الى التصوف الخطير هذه ومليء بالرموز والغموض والاسرار ووحدة الوجود ووحدة الشهود والاتحاد والحلول وهذه قضايا خطيرة جدا. التي لا يعرفها دين الاسلام ولا علاقة لدين الاسلام بهذه القضايا يعني لا ادخل في قضايا التكفير والتي خاض فيها ائمة. يعني ابن حجر والسخاوي وبرهان دين بقاعي والائمة كبار كان يكفرون ابن عربي وكل من سار على طريقته تكفيرا واضحا جدا وليس من شأننا الان الدخول في هذه القضايا لكن نقول كم جر هذا التصوف على الاسلام من بلايا ورزايا ووبال شديد يعني غرس في المسلمين التواكل العجيب التواكل العجيب وكانت الدولة العثمانية مسؤولة عن هذا وايضا يعني قل قلت العناية بالزراعة والمهن والصناعة وكذا بدعوى ان هذه امور تبعد عن الله وان هذه امور دنيوية وان الانسان لا يتعلق بهذه القضايا بل يبقى مشدودا الى الله ويحاول ان يتخلص من الدنيا قدر الامكان. فادى هذا الى ضعف الدين وضعف الدنيا معه وصار الى تخلف كما هو معلوم وايضا بثوا قواعد عجيبة مثل لا تعترض فتنطرد صحيح الذي يعترض على على الله تعالى ينترض من ملكه هذا طبعا امر معلوم من الدين. لكن الاستعمال استعمال غير صحيح. يعني لا فانهم يقولون مثلا ان الذي جرى من احتلال هو امر الله الذي لا يعترض عليه كيف هذا الكلام ويستمرون في زواياهم وتكاياهم ولا يقاومون الاحتلال سواء الاحتلال الفرنسي او الاحتلال الانجليزي. وهذي بلية ما بعدها بلية وايضا يقولون اقام العباد فيما اراد. والصحيح ان الله اقام العباد فيما اراد. والذي لا احد يعترض على هذه القاعدة. لكن استخدم قد خطأ ان الله تعالى اقام العباد فيما اراد فلا ينبغي ان نتجاوز هذا الحد فنعترض على قضاء الله تعالى وقدره بدخول المحتل الى بلادنا. وهذا من امر من غاية العجب. لا يعرفه المسلمون. فان عمر رضي الله عنه ايام الطاعون في الشام قال نفروا قدر الله الى قدر الله طيب فيعني القيام والجهاد في سبيل الله من اصول دين الاسلام. وعدم تسليم العدو وتسليم هذا خيانة للاعداء انتشر في الناس يعني خاصة الولايات العربية الشام وفي مصر وفي المغرب هذا التصور العجيب بسبب شيوع الطرق الصوفية الغالية التي ادت الى هذا التواكل والى هذه القواعد التي لا يعرفها دين الاسلام ولا يفهمها هذا الفهم العجيب الغريب والذي يقرأ في كتب تراجم الرجال تسيير حياة الرجال يعني. التي اؤلفت في القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هذه الاربعة قرون بالزات القرن الحادي عشر فما بعده عندي الاف من التراجم عندي موجودة عندما تقرأها تقرأ اكثرها تقول انا لله وانا اليه راجعون. لا يمكن ان يكون هذا هو الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا يمكن ان يكون هؤلاء الرجال ممثلين للاسلام الصحيح اشياء غريبة جدا وتصرفات في غاية العجب والغرابة يدور عليها حياة المترجم ويعني حياة بعيدة عن ان تكون هي الحياة التي ارادها الله تعالى للمسلمين حياة بعيدة كل البعد وكانوا يقضون معظم اوقاتهم في الزوايا والتكايا بل نقول كل اوقاتهم في الرقص والذكر والطعام والشراب ولا يكادون يدرون شيئا عما يجري خارج التكاية والزوايا فلما جاء المحتل ايها الاخوة وجد المسلمين لقمة سائغة لقمة سائغة طبقات الشعب مسحوقة يعني مصر مثالا والشام وهذا اكثر ما يتضح في مصر والشام والتي آآ مصر ابتليت بالاحتلال الفرنسي ثم الانجليزي والشام ابتلي باحتلال فرنسي والجزائر ابتليت باحتلال فرنسا. مبكرا. وليبيا وتونس كما هو معلوم. وجدوا الناس على طبقات. طبقة تسعين في المية من الشعب طبقة مسحوقة مظلومة يجرد عليها ظلم ليس له نظير في اخذ الاموال حتى انه في سنة واحدة في مصر في زمن محمد علي سنة واحدة هاجر ستة الاف فلاح وترك ارضه وهاجروا الى الشام شدة ظلم محمد علي وفرض الضرائب والرسوم الخطيرة جدا على الفلاح الذي لا يستطيع مسكين ان يوفي بها فكان الفلاح يبقى طوال حياته يشتغل في حقنه وهو يعني فقير جدا جدا تجد قوت يومه الطبقة مسحوقة من ظلم السلاطين وظلم المماليك وظلم الملتزمين للارض والتزام الارض هذا نظام في غاية الخطورة لا يعرفه ولا يقر الاسلام فانها تقسم البلاد الى اه اقسام وكل قسم يجعل عليه ملتزم هذا الملتزم مهمته ان يعطي للباشا مجموعة من الاموال وانت تصرف كيف تخرج هذه الاموال من الفلاحين والمساكين؟ قال الفلاحون يجمعون ان لم يأتوا بالاموال يضربون بالسياط ضرب البهائم حتى يستخرج المال منهم وقد يقتلون اذا لم يعطوا المال من اين المال؟ ما عندهم اموال فكانوا يقترضون ويقترضون بالربا فشاع الفساد شيوعا كبيرة جدا فلما جاء المحتال وجد ان تسعين في المئة من الشعب هكذا وان عدد كبير من الصوفية في التكاية والزوايا وان الحكام في وادي والشعب في وادي والعلماء في وادي والصوفية في وادي صورة سوداء طبعا لتلك القرون المظلمة وخاصة القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين نعود ان شاء الله بعد الصلاة