قل هذه سبيلي بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلوات ربي وسلامه على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة الثانية والعشرين من برنامجكم شخصيات اندلسية وفي هذه الحلقة ساتي على ذكر القاضي العالم عبدالملك بن حبيب الاندلسي رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجته في عليين والحقنا به على احسن حال وهو ان ولد العباس ابن مرداس السلمي فهو عربي قح دخل اهله الى الاندلس اقاموا في طليطلة ثم جاءوا الى قرطبة واستقر بها ودرس رحمه الله تعالى وارتحل الى المشرق كعادة الاندلسيين ومكث اكثر من سنتين وعاد محمدا بعلم غزير لما مات مات عن ست وخمسين سنة سنة مئتين واحدى وثلاثين اه رحمه الله اي قبل الف ومئتي سنة من الان ولما نعي الى سحنون سحنون عالم كبير مالكي في تونس كان مشهورا قال مات والله عالم الاندلس بل والله مات عالم الدنيا مات عالم الدنيا هكذا سعة معرفته يعبر عن سعة هذه المعرفة وعن عظم هذا العلم ما جرى له في مصر في رحلته لما دنا من مصر كان المصريون من عادتهم ان يخرجوا يستقبل القوافل التي تأتي ينظرون الى الناس ويتخيرون طلاب العلم والمشايخ يتحدثون معهم ويختبرونهم فلما رأوه قادما وكان ذا منظر بهي جميل فقال احد القوم هذا خطيب وقال الثاني هذا فقيه وقال الثالث ذاك طبيب وقال الرابع هو شاعر فلما اقترب منه سألوه واخبروه بحدثهم وفراستهم فيه فقال كلكم قد اصاب كلكم قد اصاب واني احسن جميع ذلك والخبرة تعلم او تعرف او تعلم بالخبرة والخبرة تعلم دي الخبرة. خبرة يعني اختبار الانسان ويعلن بخبرته وما هو عليه من علم فلما دخل مصر آآ كانوا يأتون اليه ويسألون في هذه المسائل فيجيب احسن اجابة واعجبوا به ثم ارادوا ان يمتحنوه بمسائل من الحج في باب الحج يقتنصون بها فقهاء الاندلس لانهم يعلمون ان يعني فقه الحج في الاندلس ربما ليس له سوق رائجة اين المحج واين الاندلس وكذا فمسائل صعاب اعدوها له وفتحوه بها في اخر المجلس فاعتذر له وكان ذكيا وفهم مراده اعتذر لهم بما ينبغي للغريب عمله وانه على سفر ووعدهم في الغد وذهب الى رحله وسهر ليلته بتفقد مسائل الحج ومراجعتها ودراستها ثم اتوا اليه في اليوم التالي بادروه كلهم يبادروا بمسألة من صعاب مسائل الحج وهو يجيب عليها اجابة حسنة حتى رضخوا لعلمه حتى اقروا له بعلمه. رحمة الله تعالى عليه حتى قيل انهم هجروا حلقات العلم في مصر والتفوا حول عبدالملك بن حبيب لما مر بها رحمة الله تعالى عليه كان ايضا صواما قواما آآ حسن الصلة بالله تعالى احد الناس يقول ركبت معه البحر فهاج البحر وماج حتى كدنا نغرق تتعلق بحبال السفينة وناجى الله تبارك وتعالى. اللهم ان كنت تعلم اني انما خرجت ابتغاء وجهك ابتغاء رضوانك فسكن عنا هذا البحر سبحان الله العظيم قال فسكن البحر لا اله الا الله كرامة واضحة الله سبحانه وتعالى علم اخلاصه فاجابه في دعائه رحمة الله تعالى عليه وكانت صاحب تآليف كثيرة جليلة وصل منها قليل للاسف لان هذا حالنا ما يصل الينا الا القليل من الكتب خاصة كتب الاندلس لان النصارى احرقوا كثيرا جدا من هذه الكتب. كانوا كل ما يدخلون بلدة بلاد المسلمين يستولون عليها في عصر الضعف كانوا يجمعون الكتب يحرقونها في ميدان عام ثم يتهمون المسلمين ويرى العجب من هم الذين يحرقون الكتب؟ وانهم هم عمرو بن العاص هو الذي احرق مكتبة الاسكندرية هنا كذب ويصدق يعني المثل العربي امامتني بدائها وانسلت ولم يحرق عمرو بن العاص مكتبة الاسكندرية ولم يفعل ذلك وما ثبت هذا في التاريخ لكن هم ثبت بالتواتر انهم حراق الكتب وحراق المكتبات صارت حادثة اقف عندها مليا لاهميتها العظمى في زماننا هذا كانت هناك محظية من محظيات الامير عبد الرحمن جارية وكان لها ابن اخ هذا ان الاخ كان في يوم غيم مثل هذا اليوم هكذا فذكر كلاما فيه استهزاء بالذات الالهية فرفع الامر الى الامير عبد الرحمن فجمع القضاة طلب اليهم ان يتكلموا او يفتوا في شأن هذا الرجل. كيف نصنع به فاشار الفقهاء كلهم بان لا يجب عليه قتل الا عبدالملك ابن حبيب واصبغ ورفعت فتاواهم جميعا الى الامير اما الامير فمال الى قول اصبغ وابن حبيب وسفه اقوال الاخرين واتهم بعض القضاة الذين كتبوا وقال له اما انت يا فلان؟ فقد كان يحيى ابن يحيى يشهد عليك بانك زنديق يحيى ابن يحيى عالم الاندلس الاول وقاضيها الاول وصاحب المنزل العظمى في الاندلس قال هكذا قال يشهد عليك انك زنديق واما انت ايها القاضي فعندما جئنا نوليك قلت انك لا تصح القضاء فان كنت صادقا فاذهب وتعلم وان كنت كاذبا لا تصلح في هذه الفتوى واما انت وهكذا غضب الامير لان رجل يتعرض للذات الالهية ينبغي ان يقتل هذا يعني يسب الله تعالى الله عما يقولون علوا كثيرا ثم امر والي المدينة ان يخرج الى المدينة التي كانوا فيها يعني؟ ان يخرج بهذا الرجل مع اربعين من الغلمان ومعه عبدالملك بن حبيب واسبغ لينفذا فيه اه اه حكم القضاء خرجوا فعلا وهو يصلب على الخشبة فيقول اتق الله ابا مروان فاني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال الان وقد عصيت قبل ثم قال له عنه او قال فيه سب رجل سب ربا عبدناه ان لم ننتصر له انا لعبيد سوء. الله اكبر رجل تبا ربنا عبدناه ان لم ننتصر له انا العبيد سوء ثم صلب فما برح عبد الملك مكانه واصبغ الا وقد قتل الرجل هذه حادثة مهمة للغاية اليوم ايها الاخوة والاخوات يستهزأ بالله تعالى ويكفر بالله ويلحد به في اكثر بلاد الاسلام ولا منتصر اما لو سبة الذات ذات الحاكم والرئيس والامير والملك والوزير لا قلب لقلبت الدنيا رأسا على عقب ولو عقد اشد العقاب ورمي في السجن وخلد في السجن بينما يرى العجب على صفحات المجلات والجرائد يكفر بالذات العالية ويستهزأ بها ويقول احد الحداثيين هكذا بلا خوف من الله ولا من الناس ولا من سلطة حاكمة تنتقم منه يقول الله والشيطان وجهان لعملة واحدة انا لله وانا اليه راجعون الله والشيطان وجهان بعملة واحدة. هكذا يقول بكل وقاحة وجرأة على الله ولا يجد ما يصده من يرده يقول حداثي اخر كان الله رمادا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وعجل الله انتقام من هؤلاء لم يجدوا من يأخذ على من يأخذ على ايديهم ومن يجد لم يجد من ينتصر لله تبارك وتعالى من هؤلاء الكفرة المردة الذين طغوا وبغوا وافسدوا في البلاد وفعلوا الافاعيل سوداء هذا يسمى ادب الحداثة يا اخوة يا اخوات هذا حاصل في ادب الحداثة يسب الله تبارك وتعالى ويستهزأ به ويوضع في اشعار ماجنة في اشعار في سياق جزء من الله تعالى ولا يجد احد ولا يجد احد من الصالحين احدا اه يفزع اليه ينتصر الله من هذا الكافر انا لله وانا اليه راجعون هذا هذا حالنا اليوم وصل الامر بنا من الهوان والذل الى هذه الدرجة ثم يقولون لماذا لا ينصرنا الله في المعارك لماذا لا ينصرنا على اليهود لماذا لا ينصرون على الصليبيين في العراق؟ لماذا؟ وهل نحن اهل للنصر هل نستحق ان ننصر؟ ونحن نسمع سب الله تعالى ولا ننتصر له؟ انظروا ماذا فعل عبدالملك بن حبيب في الانتصار لله تبارك وتعالى والاصرار على قتل ذلك الرجل وعدم التحرك من مكانه حتى يقتل فرحمة الله تعالى على عبد الملك ابن حبيب واكثر الله في علماء المسلمين مثله مات سنة تسع وثلاثين ومائتين عن ست وخمسين سنة فمات في وقت سني مبكرا آآ دفن في مقبرة ودفن في مكان معين ثم بعد سنوات حفر بجواره يدفن شخص اخر فمد صاحب الكفن يده في داخل القبر فوجده كما هو يعني وضع يده على الكفن وجده كما هو لم يبلى ولم يتغير رحمة الله تعالى عليه ما تغير ابدا كما هو كان هذا الرجل في الدنيا صاحب منزلة جليمة وارجو ان يكون في الاخرة ذا منزلة جية ايضا كان اذا خرج من مسجد الجامع خرج ما وراءه ثلاث مئة من طلاب العلم يسألون عن الفقه وهناك مثال عن حديث والتفسير وبل هناك من يسأله عن الطب والشعر والادب والى هذا الحد وصلت منزلته رحمه الله تعالى وكان يلبس الملابس غالية الثمن اعزازا لاهل العلم وللفقهاء وكان يلبس تحتها مسوح الشعر مثل الصوف يعني تواضعا وانكسارا لله تبارك وتعالى كان هذا العالم يجمع فنون العلم على احسن وجه كان خاضعا منكسرا كان قد وصل في المنزلة الى درجة عالية وهكذا كان اكثر فقهاء الاندلس كانوا اه حسنيه الصلة بالله تبارك وتعالى. وفي الوقت نفسه كانوا حسنين منزلة من الحكام. ما جرى هذا فصام نكد الذي يجري اليوم ما بين الحكام والعلماء ان اكثر العلماء في شق بعيد قد ازري بهم وبشأنهم ما عاد يهتم بهم الحكام اكثر الحكام اكثر رؤساء اه لا يلتفت الى فتاواهم ولا يلقى لها بال. وانا لله وانا اليه راجعون. نحن نعلم ان اولي الامر هم العلماء والحكام فاذا ضعف شأن العلماء وآآ تراجع وظيفتهم ومهمتهم حصل ذلك انفصام النكد في حياة المسلمين وهذا الذي يجري اليوم فقد بقيت اكثر الشعوب الاسلامية بلا قيادة علمية موجهة وانا لله وانا اليه راجعون. الى اللقاء حلقة اخرى ان شاء الله مع شخصية اندلسية اخرى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته