قل هذه سبيلي بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين للعالمين سيدنا محمد النبي الامي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم هذا اذ اذكر فيه شخصيات عظيمة للمصريين واذكر فيه بعض اعمالهم بعض اثارهم بعض علومهم بعض ما قدموه من اياد بيضاء للاسلام والمسلمين وللحضارة الاسلامية واليوم اتحدث في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى عن الحافظ الكبير ابي الخير شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي المصري والسخاوي سخاويان مشهوران وكلاهما مصري علم الدين محمد بن عبد الصمد السخاوي تلميذ الامام الشاطبي وهو قبل آآ امامنا هذا نتحدث عنه اليوم بثلاثة قرون بل اكثر والامام الكبير الذي نتحدث عنه اليوم محمد بن عبد الرحمن السخاوي اما هذا الامام فقد ولد سنة احدى وثلاثين وثماني مئة في القاهرة واقبل على العلوم ودرس على المشايخ دراسة واعية حتى برز وفاق اقرانه وكان فصيحا لسنا عالما باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكتاب الله تعالى وبالتاريخ وعلم بالانساب وعالما باللغة والنحو وكان علمه الاعظم هو حديث وهو الحديث تحقيقا وتخريجا ومتنا والف كتبا كثيرة منها مثلا الاعلان بالتوبيخ لمن ثم التاريخ وهو كتاب حسن اثني عليه من الضوء اللامع لاهل القرن التاسع ترجم فيه لاهل القرن التاسع ومنها فتح المغيث في شرح الفية الحديث الحافظ العراقي وهي الفية الرائعة وشرحها رائع جدا اثنى عليه عدد من الائمة وقالوا اليه المنتهى آآ في التحقيق والضبط في هذا الشرح له كتب كثيرة وكثيرة جدا. الحافظ السخاوي هنا اه تردد ايضا على الحرمين الشريفين وافاد اهلهما تدريسا وتعليما وجاور فيهما مدة مددا عدة مرات جاور في الحرمين الشريفين الى ان استقر في مدينة رسول الله عليه افضل الصلوات واتم التسليم وتوفي بها سنة اثنتين وتسعمائة اي على رأس القرن العاشر ودفن بجوار بجوار قبر الامام ما لك في بقيع الغرقد في مدينة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد ان افاد الناس كثيرا ونفع الله تعالى به خلقا عظيما واختص هو بالتتلمذ على ابن حجر العسقلاني امام الائمة وشهاب الدين ابن حجر المشهور العسقلاني صاحب فتح الباري وكان عدد من علماء المسلمين كان بعضهم تلميذا مخلصا لاستاذه حتى عرف به فصار ما يذكر الاستاذ الا ويذكر تلميذ فمن ذلك مثلا الامام الكبير شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذا ذكر يذكر معه الامام الكبير ابن قيم الجوزي فابن القيم وابن تيمية مقترنان في اذهان الناس كذلك الحافظ العراقي ونور الدين الهيثمي فالهيثمي تلميذ للحرب العراقي وكثيرا ما يقترينان ولم يكونا يفترقان الا في القليل وكذلك ابن حجر عسقلاني والحافظ السخاوي فيقترنان دائما في الاذهان وهكذا. وهذا من باب استفادة التلميذ من العالم ورضاء التلميذ بذلك العالم بحيث يقصر نفسه عليه ليس معنى هذا لا يأخذ من مشايخ اخرين لا ولكنه يعجب بهذا العالم اعجابا كبيرا حيث يقصر اكثر اوقات اوقاته على هذا العالم ويكاد يفرغ نفسه له وهذا الذي حصل الحافظ السخاوي فان الحافظ ابن حجر كان كثيرا ما يثني عليه ويعلي من درجته امام الطلاب ويقول ليس في جماعتي مثله. رحمه الله تعالى وحري بهذا الوصف وهو ذكي بارع لسن اه محوي فصيح رحمة الله تعالى عليه هنا امر مهم في حياة السخاوي ما هو السخاوي الف كتابا سماه الضوء اللامع لاهل القرن التاسع كتب في حياة اه العلماء والصالحين والمجاهدين والامراء والوزراء الذين عاشوا في القرن التاسع الهجري من سنة ثمان مئة الى سنة ثمان مئة تسعة وتسعين الى تسع مئة واجاد فيه وافاد في ست مجلدات لكن المشكلة انه ذكر كثيرا من علماء زمانه بالسلب والتنقيص فهل يصح هذا هل يجوز هذا هنا اختلفت وجهات نظر الناس العلماء في هذه المسألة قالوا انه مؤرخ والمؤرخ يذكر ايجابيات الناس ويذكر نقائصهم قالوا لا ان هذا انما يكون فائدته متعينة حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة الرواة وضبطهم وعدالتهم حتى نقبل منهم الدين وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فما هي الفائدة من تجريح القرناء وهذا ينسحب الى عصرنا اليوم. هل هناك فائدة من ان يأتي عالم ويظل يقول في العالم الفلاني هناك مشكلة في العالم الفلاني هنالك نقص العالم الفلاني ليس بمخلص مثلا. العالم الفلاني حدثت حادثته في حياته وهي كذا وكذا هل هناك فائدة وفي الحقيقة هذا امر شائك يحتاج الى نظر طويل لماذا ان يدخل فيه غالبا غالبا حظوظ النفس مع ارادة ضبط العلم وضبط العلم هذي مشكلة مشكلة كبيرة الاقران المتعاصرون يحدث بين مشكلات فاذا جاء رجل وسار بينه وبين عالم اخر مشكلة قد يقدح فيه كثيرا بدون وجه حق قد يزيد في قدحه بدون داء وهذا الذي جرى للحافظ الامام السيوطي السخاوي فانه مثلا لما جاء ليترجم للسيوطي والسيوطي امام كبير ذكرت لكم الحلقة الماضية حياته ذكر له ذكر عنه ترجمة مظلمة جدا وتنقص قدره جدا والمشكلة ما هي؟ انه كانت بينهما مشكلة فلما جاء ليكتب حياته كتبها بطريقة سيئة غير مقبولة هنا يتداخل هذا الامر في اذهان العلماء عندما يكتبون فلا يكادون يراعون ما بينه وبين الاخرين مشكلات فتضطرهم هذه المشكلات الى ان يجوروا بقلمهم على المترجمين. وهذه حدثت في كتب كثيرة وينبغي على من يكتب تاريخ الناس ان يتنبه لهذا فاليوم عندنا يعني كثير للاسف ممن يتصدى لكتابة التاريخ او لمن يذكر حياة العلماء يقول في العالم الفلاني من هذه المسالب كذا وكذا. فيأتي اليوم العالم ويكتب عن سيرة حياة شخص سواء كان ميتا او روحيا فيقول به وبه وبه فللاسف اكثر هؤلاء الذين يكتبون لا يراعون الله تعالى فيقولون عنه النقائص الكثيرة وربما يعني ادخلوا في سيرته ما لا داعي له من ادخال وربما وصفوه صفات ليست فيه وربما شاركه حقده على هذا الشخص حادثة ما لسبب ما شاركه في الكتابة فجاءت الكتابة مظلمة لا تجوز شرعا فقضية خطيرة لذلك الامام السخاوي لما كتب الكتاب ذكر في نقائص لقوم عاش معهم وعرفهم وعابوا عليه انه لا داعي لذكر هذه النقائص. ما الداعي لذكرها واقول في النهاية اذا كان الشخص الكاتب يرى ان هذا الشخص الاخر فيه فعلا خطر على الاسلام والمسلمين في بدع غليظة في مشكلات كثيرة فليوضح هذا باسلوب لا يتعدى هذا الا تجريح الشخصي لا يتعدى هذا الى ادخال احقاده في الكتابة على هذا الشخص ويستشير العلماء والمشايخ والكبراء قبل ان يكتب لانه لا يأمن على نفسه ان يختلط هذا بذاك فتخرج الترجمة مظلمة تخرج ترجمة غير عادلة ليس فيها انصاف اه في الحقيقة هذا كثير في عالمنا اليوم. يجرحون العالم لاقل جرح ويحاولون خفض منزلته ويحاولون اقلال من درجته لا لشيء الا انه لم يوافقهم على منهجهم او لم يرضى منهم كذا وكذا فانتقموا منه في الكتابة ونشروا سيرته باسوأ اه حال وبين الناس وبين العوام وادى هذا الى ان يحصل تشوش كبير عند جمهور ولم يعودوا يعرفون الصالحة من الطالح وان الله وانا اليه راجعون. توفي الامام الكبير محمد عبد الرحمن السخاوي في المدينة. ودفن بجوار قبر الامام مالك سنة اثنتين وتسعمائة على رأس القرن العاشر. فرحمه الله تعالى وايانا واعلى درجته في عليين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته