الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون منهم على الاذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمى. فكم من قتيل لابليس قد احيوا؟ وكم من ضال تائه قد قد هدوه ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وبعد فانه يسر اخوانكم في خدمة الدين الخالص ان يستضيفوا فضيلة الشيخ الدكتور محمد هشام طاهري حفظه الله ورعاه في محاضرة بعنوان محنة الامام احمد احمد فليتفضل الشيخ مشكورا مأجورا الحمد لله ولي كل نعمة نحمده سبحانه رافع كل محنة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الا كعباده اختبارا ومحنة واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين وسيد المبتلين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم القيامة اما بعد فالحديث عن محنة الامام احمد حديث ذو ذو شجون وله فوائد عدة وعوائد كثيرة على عقيدة الانسان ومنهجه وصبره وبذله وعطائه كلنا نعلم ان الله تبارك وتعالى خلق عباده ابتلاء واختبارا الا ترى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا فالاصل بالانسان انه مبتلى اما بالسراء كالصحة والعافية والغنى والجاه واما بالظراء كالفقر والذلة والحبس ونحو ذلك اذا تيقن المرء المسلم انه في دنياه مبتلى يجعله ذلك يوطن نفسه على الصبر على البلاء الله جل وعلا يبتلي افرادا من هذه الامة بمشاء كيف شاء ويبتلي جماعات ودول وبلدان ونواحي ابتلاءات متنوعة كلنا نعلم ان المحن وجوهها متعددة فالحروب محن والجوع والسنون محن والاوبئة والامراض محن وظهور الكفر والبدع محن واذا كانت المحن واذا كانت المحن ذا وجوه متعددة فان الممتحنين ايضا انواع والوان واشكال منهم من يستشرف ويطلب المحنة ويظن نفسه غيورا ويظن نفسه صبورا حتى اذا ما وضع قدمه في اول بريقها اذا هو قد انزلق واصبح متابعا لاهل الفتنة والبلاء ومنهم من يتعوذ منها ويسأل الله العافية ثم اذا بلي وابتلي وجاءته المحن والاحن ربما يصبر وربما لا يصبر فالناس في البلاء على الوان واشكال تاريخ الامة تاريخ مليء بالابتلاءات والامتحانات سواء على صورة الافراد او على صورة المجتمعات فكم من مجتمع راقد خامل لا يتصور منهم ان يكونوا قادة وعزة وعزا للامة اذا بنا نفاجئ يجعلهم الله قادة خير وعز وتمكين ومثال واحد على هذا ان ننظر الى تاريخ التتار خرجوا من اقاصي بلاد الصين حتى ابادوا الدولة الخوارزمية ثم ابادوا الدولة الخراسانية ثم وصلوا بغداد وابادوا الخلافة الاسلامية ثم جاءوا الى الشام وسيطروا عليها سيطرة تامة ما بقي الا دويلة وليست هي بدويلة بل هي ولاية كانت تابعة للشام تسمى بدولة المماليك ما كان يخطر ببال احد ان ان تكون العزة منها هنا والنصر منها هنا على اولئكم الوحشيون الذين جاؤوا من البراري وكانوا يسفكون الدماء ويقتلون اهل الاسلام من التتار ومن معهم لكن الله تبارك وتعالى يحيي ما شاء بما شاء كيف شاء واما الابتلاء على سورة الافراد فتاريخ الامة تاريخ مجيد ربما نجد شخصا واحدا يقف في المحنة فيجعله الله امام الحق امام الهدى ومن هؤلاء الذين صبروا في البلاء وخرجوا من الامتحان والمحنة ذهبا خالصا وسقط افلاس الناس وسقط من كان يتزيا بزي العلم يرى من البعيد ذهبا فلما جاء البلاء اذا هم نحاس الى معانيهم يشبهون الذهب ولكنهم حين البلاء وحين العرض على الفتن وعلى المحن ظهر انهم ليسوا الا متشبهين بالكرام اذا قيل محنة الامام احمد فتصوروا معي ان المحنة عرفت بمحنة الامام احمد مع ان المحنة هذه كانت من الخليفة لعموم المسلمين وهذه المحنة التي سميت بمحنة الامام احمد والف فيها العلماء تأليفات وقد ذكر قصة هذه المحنة مستوى عبثا الامام الحافظ الذهبي في تاريخ الاسلام في ترجمة الامام احمد في سير اعلام النبلاء وهكذا فعل الحافظ ابو الفدى اسماعيل ابن كثير الدمشقي وهكذا فعل لا تديني السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى. لما جاء في ذكر الامام احمد ذكر هذه المحنة العظيمة واما المؤلفات المستقلة في هذا الباب فمن اوائل هذه المؤلفات مؤلف لابن عم الامام احمد وهو اسحاق حنبل ابن اسحاق ابن حنبل الشيباني وهو ممن عاصر شيئا من هذه الفتنة فافردا له تصنيفا وممن افرد في محنة الامام احمد مؤلفا الامام الحافظ المقدسي رحمه الله تعالى وكذلك ابو طاهر وغيرهم هذه المحنة صورتها ايها الاخوة ان خليفة المسلمين المأمون العباسي كان مولعا بالفلسفة والمنطق ذلك لان اخواله من الفرس اثروا علي وزينوا له هذه العلوم التي تفسد دين الناس بشهادة اليهود والنصارى والمسلمين علماء اليهود وعلماء النصارى وعلماء المسلمين كلهم اتفقوا على ان المنطق والفلسفة مفسدة للاديان وقد الف شيخ الاسلام الهروي رحمه الله كتابا سماه ذم الكلام واهله المأمون لما كان مولعا بالفلسفة والمنطق ترجم كثيرا من الكتب الهند وبقايا المجوس وكتب المنطق اليوناني الى العربية وبنى دارا سماه بيت الحكمة وقرب علماء المعتزلة الذين كانوا في الاصل على هذا المنوال وعلى رأسهم المشهور بابن ابي دؤاد ويسميه بعظ العلماء باحمد البدعة في مقابل احمد السنة احمد ابن ابي دهاد قاضي القضاة لما تولى المأمون الخلافة وقتل اخاه الامين انتصر لاخواله وجعل لهم الصولة والجولة وكانوا وكان جلهم اما رافضة واما معتزلة والرافضة في هذا العصر انقلبوا الى اعتزال واصبحوا في الاعتقاد على اعتقاد المعتزلة ولهذا تعلمون ان شيخ الاسلام لما الف كتابه العظيم في الرد على الحل سماه منهاج السنة النبوية في الرد على الرافضة والقدرية لانهم في باب الاعتقاد في باب الاسماء والصفات في باب المنهج في طلب العلم اصبحوا شيئا واحدا فزين له قاضي القضاة عقيدة قديمة موجودة عند المعتزلة. اخذوها عن الجهم ابن صفوان وهي بان صفات الله مخلوقة واظهر شيء في هذا احدثوه القول بان كلام الله مخلوق والقرآن من كلام الله اذا هو مخلوق ربما ان بعض طلبة العلم المبتدئين لا ينتبهون الى خطورة هذه القضية فاقول تذكيرا للمنتهين وتنبيها للمبتدئين ان هذه المسألة خطيرة جدا لان القول بها يعني ان الله لا يتكلم يعني ان الله لا يأمر ولا ينهى يعني ان الله لا يرسل كيف يرسل من لا يتكلم فباي شيء يرسله اذا كان لا يتكلم ومن الذي يأمر وينهى اذا كان الله لا يأمر ولا ينهى ومن الذي يخبر عما سيكون في الجنة وعما سيكون يوم القيامة وعما كان اذا كان الله لا يتكلم ومن الذي يفصل بين العباد يوم القيامة؟ فيقول للمحق انت محق والمبطل انت مبطل اذا كان الله لا يتكلم فقضية ومسألة القول بخلق القرآن مسألة خطيرة عظيمة. فيها ابطال الرسالات ابطال النبوات ابطال شرائع ابطال الالهيات ولذلك كان من عظيم قول الخليل عليه السلام لقومه ان قال لهم فاسألوه هم ان كانوا ينطقون هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرهن ما قال له قومه وانت ربك لا يشبع مسألة مسلم بها بين المشركين والموحدين ان الله يتكلم المشركون من قريش ومن اليهود ومن النصارى والمسلمون كلهم يقولون الله يتكلم وكلام الله صفة من صفاته تبارك وتعالى فبدأ المأمون يزين له اهل الباطل القول بخلق القرآن حتى اعتقده فلما اعتقده اراد ان يحمل الناس على هذا القول لانه خفي عن الناس الناس يقولون القرآن كلام الله ومعلوم ان الصفة اذا اضيفت الى الموصوف فهي تابعة له والامر كما قال ابو طالب المشكدان لما دخل على الامام احمد فقال للامام احمد يا ابا عبد الله ان في نفسي شيئا من القرآن فقال له الامام احمد اانت مخلوق؟ قال نعم قال فكلامك الا يكون مخلوقا؟ قال بلى قال الله مخلوق؟ قال لا. قال فكلامه لا يكون مخلوقا علمك مخلوق لانك مخلوق علم الله لو قلت مخلوق معناه انه لم يكن يعلم ثم صار يعلم وهذا امر خطير لما تقول ان الله لا يتكلم شبهته عياذا بالله اما بالاخرس العاجز عن الكلام او بما ليس قابلا للكلام من الناقصات كالجمادات او بالممتنعات فكل هذه مرارات عقدية لازمة لمن قال بان كلام الله مخلوق لكن اهل البدع اذا تقربوا الى السلاطين والحكام والملوك والامراء يزينون لهم الباطل بشتى الوسائل والعجيب انهم هم المقربون للحكام ثم يرمون اهل الحديث والسنة بانهم علماء السلاطين ما دخل الامام احمد في حياته على السلطة ومع ذلك كان يتهم بانهم من علماء السلاطين لا سيما في عهد المتوكل ما اخذ راتبا من السلطان فقال للمأمون خواص جلسائه لا بد من حمل الناس على هذا القول على القول بخلق القرآن فقال المأمون اني اخاف ان اظهر هذا القول ويزيد ابن هارون الواسطي حي وهو شيخ الامام احمد وكان يزيد ابن هارون امام واسط وعلم زمانه جبل شامخ من جبال السنة فقال له رجل من جلسائه انا لك به ابتليه فذهب الرجل ودخل مسجد الامام المحدث يزيد ابن هارون الواسطي فقال له يا ابا خالد ان امير المؤمنين يدعوك الى ان تقول ان القرآن مخلوق فقال الامام يزيد ابن هارون مباشرة كذبت ان امير المؤمنين لا يقول ما لم يقله احد قبله او كلمة نحوها فعلم ان يزيد لا يسكت عن هذا القول فرجع خائبا ثم توفي يزيد ابن هارون الواسطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وكان المأموم كالرقة فجلب اناسا سبعة او ستة فيهم يحيى بن معين وامثاله ونظراؤه ومحمد ابن سعد كاتب الليث من المشاهير فلما دعاهم الى دار السلطنة والخلافة قال لهم اني اعتقدت ان القرآن مخلوق فلتقولن بقولي او لافعلن وافعلن فهابه اولئك القوم فسكتوا فلما سكتوا رضوا رضي هو بقولهم وبعضهم ورى فكان الامام احمد يقول بعد غفر الله لهؤلاء لو وقفوا وقفة واحدة لما تجرأ على ما بعد ذلك المأموم فكان الامام احمد رحمه الله لا يعذر هؤلاء وها هنا يرد سؤال لماذا لم يعذرهم الامام احمد لماذا لم يعذرهم الامام احمد لان الله جل وعلا يقول الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان واين الاكراه الامام احمد يقول هذا ليس باكراه. فلذلك ما كان يعذره فلما اجاب هؤلاء النفر السبعة من اهل الرقة للمأمون تجرأ وازداد تعنتا على العلماء وشدة وبئسا على الفقهاء فامر مناديا ينادي الا يولي القضاء الا يولى القضاء ولا الافتاء ولا التعليم الا رجلا الا رجل يقول بقوله فنزعت من الناس الاعطيات ومنعت منهم الاوقاف فاجاب بعض الناس ترغيبا للمال واظهر كثير من الناس خوفا من انقطاع الاموال القول بخلق القرآن ولكن الامام احمد ومن معه من اهل العلم من اهل بغداد كانوا يجهرون القول بان القرآن كلام الله ذلك لان اهل السنة وان كان معتقدهم مقرر وثابت انه لا يجوز الخروج على ولي الامر وانه السمع والطاعة واجبة لولي الامر ولو كان مبتدعا ولو كان فاسقا ولو كان ظالما فكيف اذا كان دينا لكن هذا لا يعني هذا لا يعني ان الانسان يطيع ولي الامر في المنكر او في البدعة او في الظلم عياذا بالله تبارك وتعالى ولهذا نجد ان الامام احمد وغيره كانوا يظهرون القول بان القرآن كلام الله ليس بمخلوق حتى سمع الخليفة بان احمد بن حنبل ومحمد ابن نوح سجادة وعبد الله او عبيد الله بن عمر القواريري يقولون بان القرآن كلام الله ليس بمخلوق ويردون على من يقول بانهم فكتب المأمون وكان في وقته في طراسوس في ثغر من الثغور يقاتل العدو كتب الى واليه اسحاق ابن ابراهيم ان يدعو هؤلاء الاربعة على الى الى دار الولاية فان اجابوا بان الله ليس كمثله شيء والا فليقيد ايديهم وارجلهم ويسيرهم الى حتى يكلمهم بنفسه وورد كتاب الخليفة الى الوالي اسحاق ابن ابراهيم فاستدعى الامام ابي عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبل ابن اسد او ابن هلال ابن اسد الشيباني من ربيعة وهو من ذريتي اسماعيل ابن ابراهيم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام فاستدعى هؤلاء الاربعة فقرأ عليهم كتاب الخليفة فلما قال اسحاق فيما قرأ في الكتاب ليس كمثله شيء. قال الامام احمد وهو السميع البصير. يعني لماذا تقرأون ليس كمثله شيء وتتركون الذي بعد اذا كان من قولنا السميع البصير يلزم منه ان يكون الله مشبها بالخلق عياذا بالله فانتم تقولون بالتشبيه لان ليس كمثله شيء لا يعني نفي الصفة ليس كمثله شيء لا يعني نسي الكلام لان المعتزلة اسسوا للخليفة ان الله اذا تكلم يلزم من ان يكون مثل البشر لهات واسنان وهواء وفم وو الى اخره. من هذه الاشياء اللوازم الموجودة في المخلوق فكان الامام احمد اذا استدلوا هم باول الاية يكمل لهم الاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال بعض جلساء اسحاق ماذا يقول احمد قال انه يريد ان يقول ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق اي كما له سمع وبصر لا يشبه سمع المخلوقات ولا بصر المخلوقات سمع يليق به بصر يليق به. كذلك يتكلم جل في علاه كما يليق به وحينئذ اخذ اسحاق اخذ هؤلاء الائمة الاربعة وقيدهم في القيود ووضعهم في السجن ثم ارسل الى المأمون يخبره انهم ابوا الاجابة ثم ورد كتاب الخليفة لي ان سيرهم الي فبعد تصوروا معي كل هذه المدة والاغلال في ارجلهم وفي ايديهم حتى في السجن نكاية به وحتى يستجيبوا فاستجاب القواريري عبيد الله ابن عمر وسجادة وكان الامام احمد يعذر هذين الرجلين ويقول اسأل حبس كره والقيد كره والله يقول الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولم يجب محمد ابن نوح والامام احمد فسيرهما اسحاق وهما محبوسين في زاملتين على جمل الاغلال في ايديهما وارجلهما امام الدنيا يحبس وكان قد ورد الى الامام احمد رسالة بيد الربيع ابن سليمان تلميذ الشافعي من مصر قبل وقوع الفتنة في ورقة عليها ختم الشافعي فلما دخل الربيع المسجد ورأى الامام احمد اعطاه الرسالة فقال له الامام احمد اقرأتها؟ قال لا ففتح الرسالة وقرأها فبكى فقال له الربيع ما يبكيك قال هذه رسالة الشافعي الي يقول انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له اكتب الى ابي عبدالله ان الله سيبتليه ويمتحنه فليثبت فانه على الحق وروي له منامات كثيرة قبل وقوع الفتنة وفي اثناء وفي اثناء وقوع المحنة وبعد رفع البلية فسير اسحاق الامام احمد مقيدا في يديه ورجليه ومحمد بن نوح على زامنتين هذا في طرف البعير مربوط وهذا في الطرف الاخر مع الجند يقول الامام احمد رحمه الله حتى اذا وصلنا الى الرحبة وبتنا في اول الليل فلما كان اخر الليل واراد العسس يعني العسكر ان يتحركوا الى جهة قال جاءني رجل فقال له اانت ابو عبد الله احمد بن حنبل قال فسكت من كثرة التعب والمشقة قال فسألني الثانية فسكت الامام فقال له الثالثة انشدتك بالله اانت احمد ابن حنبل قال قلت نعم قال فقال لي اتق الله تثبت فان الناس ينظرون اليك فان انت اجبت فان الناس قالوا بقولك ووالله ما ثم الا ان تثبت على الحق فتقتل شهيدا او تبقى حميدا وكان الامام احمد يقول كلمة هذا الرجل نفعني الله به وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين قال فسألت عنه فقال انه رجل من ربيعة من اهل البادية يقول الشعر فقلت في نفسي رجل من اهل البادية يقول الشعر جاء الي اريد ان اثبت على عقيدة هي عقيدة عموم المسلمين ان القرآن كلام الله طيبة من اعظم من ذلك وفي الطريق تعب الامامان احمد بن حنبل ومحمد بن نوح واصيب بمرض وهما في الطريق فقال محمد بن نوح للامام احمد والله اني لاخشى ان دخلنا على هذا الرجل ان يفتننا شيء يا ابا عبدالله اثبت فوالله ما بيننا وبين الجنة الا الثبات فقال له الامام احمد انك لن تراه يقول بعض العلماء ذلك لان الامام احمد كان يدعو في اخر الليل الا يجمع الله بينه وبين المأمون فكان ينتظر احد امرين اما ان يموت فلا يراه او يموت المأمون فلا يراه يقول الامام احمد حتى اذا كدنا ان نصل الى طراسوس ونحن داخلون الى بلدة قد فتحت ابوابها ورجل خارج فقال اانت احمد بن حنبل؟ قلت نعم فقال ابشر فان المأمون قد مات قال فحمدت الله فسجدت له شكرا وانا في الاغلال ودعا له محمد ابن نوح لانه بشره بهذه البشارة فقال محمد بن نوح للامام احمد يا ابا عبد الله ما اراني الا مقتولا وانك ان رجعت فاثبت فما على وجه الارض احد ينظر اليه مثلك وجاء الكتاب الى الجند ان ارجع احمد ابن حنبل ومحمد ابن نوح الى بغداد وفي الطريق تأثر محمد ابن ابن نوح رحمه الله بالمرض الذي اصيب به وبالحبس والعجز والضعف حتى توفي وهو في الاغلال فكان الامام احمد رحمه الله اذا ذكره يبكي ويقول قد جاد بنفسه لله تبارك وتعالى ذاك الشاب يقول وثبتني الله بكلماته فصلى عليه الامام احمد في الطريق ودفن رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجيء بابي عبد الله مغلولا مقيدا جاء في بعض الكتب انه اركب في سفينة مع الاسرى من اليهود والنصارى امام الدنيا امام اهل السنة يوضع مع الاسارى من الكفار بالاغلال المقيدا حتى جيء به الى بغداد فوضع في دار قريب من دار الخلافة مسجونا شهرا لا يوصل اليه لا يصل اليه احد ثم امر به وسير به الى سجن العامة وكان اسحاق قد امر الا يفك قيده حتى في السجن محنة عظيمة وبقي الامام احمد في السجن شهرا وشهرين وثلاثة واربعة حتى صارت المدة ثلاثون شهرا سنتين ونصف ولم يكن مكثه في السجن مقيدا مغلولا فحسب بل كان يؤتى به الى مجلس الخليفة ابي اسحاق المعتصم بالله وكان كثير من جلسائه ووزرائه من يقول للمعتصم يا امير المؤمنين اقتله ودمه في عنقي يظن بعظ الناس انه اذا قال هذه الكلمة خلاص صارت دمه في عنقه والله لو قال الف شخص اقتلوا فلان ودمه في عنقه يحمل الاثم لكن الدم يكون في عنق من يقتله ويأمر بقتله ولا يبرأ بهذه المقالة لا حاكم ولا محكوم لا قاض ولا مقضي عليه فكانوا يأتون به كل يوم ويضربونه بالسياق بل ويضربه كل انسان من جلساء الحاكم حينما لا يستطيعون ان يجابروه بالحجة والبرهان دخل عليه دخل الامام احمد ادخل الامام احمد يوما وهو في اغلاله الى مجلس الخليفة فقام اليه الجلاد وضربه ضربا شديدا حتى قطع شيء من اذنه من شدة الضرب وانقطعت ثيابه التي عليه حتى قال بعض من نقل هذه القصة قال حضرت يوما احمد بن حنبل وهو يضرب في مجلس الخليفة يقولون له يا احمد قل القرآن مخلوق ونفك اسرك فكان لا يزيد على ان يقول ائتوني باية من كتاب الله او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب في احد الايام حتى انقطع حبل ازاره وسرواله فتمتم بكلمات يقول الراوي فرأيت ان الامام احمد بيديه المغلولتين يمسك ازاره لا يريد ان يرى احد سوءته وضرب في احد الايام ضربا شديدا حتى جاءه احد الناس فضربه بطرف السيف على رأسه حتى اغمي عليه ثم صب فوقه الماء قال الامام احمد فرأيت ابا اسحاق يعني المعتصم الخليفة قادما الي قال فقلت في نفسي الان ساستريح سيقتلني بالسيف وينتهي هذا البلاء فلما جاء الي قال احمد بن ابي دؤاد يا امير المؤمنين لا تقتله فانك ان تقتله في دارك يتخذه الناس اماما ويقتدون به ويقولون بقوله ولكن دعه يذهب فانه ميت من جراحاته فانه ان مات خارج دارك اختلف الناس فيه. منهم من قال اجاب حتى تركه الخليفة ومنهم من قال لم يجب وهكذا يصبح الناس في اختلاف فيه فلا يتخذونه اماما قال له المعتصم يوما يا احمد اي حيلة لي فيك قل كلمة مداراة مجاراة مكرها فيابى الامام احمد ويقول لهم ائتوني بكتاب او اية او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الامر العجيب فترك الامام احمد مرة اخرى في السجن وكان يأتي اليه في السجن من قوة السجن وبعضهم ربما يدفع الرشاوي للسجانين حتى يدخلوا الى الامام احمد ويداوون جراحاته وكانوا يخشون عليه ان يسمه قاضي القضاة بسم في دوائه فكانوا لا يأخذون الا دواء يعلمون من صنع وبقي الامام احمد رحمه الله بسجنه مدة خلافة المعتصم يؤتى به في بين كل يوم او يومين او اسبوع او اسبوعين ويناظرونه فيلجمهم فيضربونه ويجلدونه ثم يرجعونه الى السجن حتى مات المعتصم وتولى الواثق فجيء بالامام احمد مرة اخرى فما كان من الامام احمد الا الثبات الذي كان قبله بل وازداد ثباتا قال له قال الامام احمد للواثق يوما يا امير المؤمنين اهذا الذي تدعون الناس اليه شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ام لم يعلموه فقال الواثق ايقاظ القظاة احمد بن ابي دؤاد اجب احمد ابن حنبل فقال قاضي القضاة شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فقال الامام احمد يا خليفة المسلمين شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لم لم يدعوا الناس الي ولم يمتحنهم به فقال الواثق لابن ابي دؤاد لم لم يدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الي لم لم يقل للناس القرآن المخلوق لم لم يفتن الناس؟ يعني يمتحنهم به فقال ابن ابي دعاد اقول شيء لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فقال الامام احمد يا خليفة المسلمين شيء لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وعلمه هذا اللكع ابن لكع وكان المتوكل وهو ولي العهد جالسا فكان لما تولى يقول نفعتني هذه الكلمة ولكن الواثق ايضا لم يترك الامام احمد في حاله غير انه غير انه اخرجه من السجن وامره الا يغادر داره وان لا يحضر جمعة ولا جماعة والا يحدث احدا فمكث الامام احمد شهورا في داره فيما يسمى بالحجر لا يحدث احدا في هذه الفترة ورد الى بغداد اسد السنة ابن الفرات من بلاد الاندلس وكان يسمع الامام احمد ويأتيه على طريقة وعلى صورة المتسول فسمع من الامام احمد احاديث وورد البخاري رحمه الله عن الامام احمد في هذه الازمنة فسمع من الامام احمد شيئا ولكنه ما كان يحدث به لان الامام ما كان مأذونا له بالتحديد وهذا من ورعه ومن هذه المحنة التي ابتلي بها الامام احمد وفي هذا الزمان الذي كان مقيدا مغلولا مضروبا مسجونا كل يوم يعرض على البلاء اجتمع اليه فقهاء بغداد وارسلوا له وافدين منهم حنبل بن اسحاق منهم حنبل بن اسحاق وغيره وغيره وغيره قالوا يا ابا عبدالله ان القوم قد اجتمعوا اليك وانهم يأتمرون بامرك فمرهم يخرجون على هذا السلطان فيقضون عليه تأملوا معي تبعت الامام احمد في المحنة ما جعله المحنة والابتلاء يحيد عن السنة الغراء مع شدة البلاء قال لا ان النصوص لا تأمر بذلك ان النصوص تأمر بالصبر حتى يستريح بر او يستراح من فاجر تأملوا معي لو كان احد الثوريين اليوم وضرب في السجن لا ما ضرب بس منع من الكلام يقيم الدنيا ولا يقعدها الامام احمد يقيد ويحبس ويظرب ويسجن في سجن انفرادي ثم في سجن مع العامة وهو امام الدنيا ومع ذلك يقول لا لا تخرجوا عليكم بالسمع والطاعة فان النصوص لا تأمر بالخروج انما تأمر بالصبر والنبي صلى الله عليه وسلم قال والفرج مع الصبر وقال والصبر ضياء فماذا كانت النتيجة لمن؟ للامام احمد هذا الابتلاء العظيم والمحنة الشديدة تظهر لنا جليا اهمية الثبات على الحق لا نتزعزع عن الحق لاجل الحاكم والخليفة ولا نظلم انفسنا والحاكم فنخرج عليه لا يجوز ولو كان ظالما ولو كان فاسقا ولو كان مبتدعا داعية الى البدعة وانما ينصح له فكان الامام احمد يؤتى به مغلولا مسجونا مضروبا في مجلس الخليفة وهو ينصحه ويدعو لي خليفة وهو تحت السياط ما يقول له انت ظالم ظلمتني يدعو له بالصلاح وبعد رفع المحنة كان الامام احمد يدعو له مع انهم ماتوا وكان يقول انهم قد تأولوا. يعني ان اهل البدع زينوا لهم الباطل انتهت محنة خلق القرآن محنة مسألة القول بخلق القرآن انتهت كما هي سنة الله في الكون بنصر الحق ولو على يد رجل واحد في الدنيا ومات اولئك الدعاة شر موتة شر ميتة حتى ان اسحاق ابن ابراهيم والي بغداد القي في التنور فمات مسجورا احمد ابن ابي دؤاد اصيب بالفالج مات محبوسا في جلده وكل من شارك في هذه المحنة ذكر الامام الحافظ المقدسي انهم ماتوا شر ميتة فتولى الحكم المتوكل واول ما تولى الحكم بعد موت الواثق رفع الابتلاء والمحنة وامر الا يمتحن احد في مسألة القول بخلق القرآن فقرب الامام احمد واظهر الله السنة وكان الامام احمد يقول خرجنا من محنة الضراء الى محنة السراء فلما مكن الله لاهل الحق ما انتقم الامام احمد لنفسه من احد ابدا ما قال للخليفة عليك بفلان وفلان وفلان فانهم فعلوا بي وفعلوا جيء به ليتولى القضاء فابى لانه انما صبر لله عز وجل ما صبر للدنيا حتى يحكى في ترجمة الامام احمد ان ابنه صالح تولى القضاء وكان بينه وبين بيت صالح باب مفتوح من الحوش الخارجي فاغلق الباب تقول ام عبد الله زوجته الثانية كان الامام احمد صائما ولم يكن عندنا شيء نطعمه اليوم واليومين والثلاث هذا في حال الرخاء وفي اليوم الثالث اهدي الينا طحين قال فاسرعت فصنعت منه خبزا في تنور صالح ثم جيء بالخبز فلما جاء الامام احمد ليفطر وكان رحمه الله كثير الصيام حتى في سجنه كان كثير الصيام قال ابو عبد الله لام عبد الله هو ابنه الاكبر صالح يقول لما تولى القضاء ما تكنى به غضبا عليه فتكلى بابي عبد الله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الامام احمد كيف خبزتي وتنورنا غير مسجور فقالت خبزته في تنور صالح فابى ان يأكل الخبز الامام احمد رحمه الله نحسبه ونشهد له بما علمنا من اخباره وسيره انه رحمه الله نجح في الابتلاء والمحنة في الضراء والسراء رويت للامام احمد منامات كثيرة الرؤيا عاجل بشرى المؤمن من هذه المنامات ما ذكره المروذي وغيره ان الامام احمد رؤيا في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك قال فقال ان الله قال لي ادخل من اي ابواب الجنة شئت واسكن اين شئت فانك اوذيت في هذه المنامات بغض النظر عن تواترها وكثرتها لكن ما جعل الله للامام احمد من قبول في الارض دليل على قبول الله له فاذا قيل امام اهل السنة فلا ينصرف الا الى الامام احمد يقول علي ابن المديني رحمه الله ان الله عز وجل ثبت هذا الدين برجلين الصديق يوم الردة وباحمد ابن حنبل يوم المحنة وكان يقول ان وقوف احمد ابن حنبل يوم المحنة اشد من وقوف الصديق فقيل له كيف ذلك يا ابا عبد الله يكلمون علي ابن المدين فيقول لان الصديق وجد اعوانا واحمد بن حنبل لم يجد اعوانا كان يحيى ابن معين يقول ان الله رفع شأن احمد بثباته نسأل الله جل وعلا ان يثبتنا واياكم في القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ورحم الله الامام احمد خيرا جازاه عن الاسلام والمسلمين خيرا ونسأل الله تبارك وتعالى ان يعافينا واياكم من البلاء وان يعيذنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين لما توفي الامام احمد رحمه الله تعالى ذكروا انه يوم جنازته كان الذين صلوا عليه مئة الف الف يعني اهل بغداد كلهم مليون شخص حتى قال بعض العلماء بيننا وبين اهل البدع يوم الجنائز مات احمد ابن ابي دؤاد ولم يصلي عليه الا اقل من اربعين رجل ومات الامام احمد وصلى عليه اهل بغداد كلهم ما رؤية جنازة في بغداد مثل جنازة الامام احمد لا قبل زمانه ولا بعد زمانه رحمه الله رحمة واسعة اليوم موجود نعم اليوم موجود كثير من الناس ممن يقولون بخلق القرآن لكنهم لا يسمون انفسهم بالمعتزلة منهم اصحاب حزب التحرير اصحاب حزب التحرير ومنهم العلمانيين والليبراليين هم افراخ المعتزلة وهم افراغ المعتزلة ومنهم ايضا الاشاعرة والماتريدية ولكن قولهم ملتو ملبس على كثير من الناس والا فحقيقة قولهم ان القرآن مخلوق لانهم يقولون الكلام الذي ليس بمخلوق هو الكلام النفسي واما هذا القرآن الموعى في الصدور المسموع بالاذان المتلو بالالسن الموجود في المصاحف يقولون انه مخلوق عياذا بالله فهم لم يفرقوا بين الظرف والمظروف لم يفرقوا بين ما يؤدى به كلام الله وبين كلام الله فزعموا ان القرآن المخلوق عياذا بالله اليوم ايها الاخوة اشاعرة اليوم دعاة التجديد اليوم من امثال هؤلاء الذين يعيشون في بلاد الكفر ولا اجد غضاضة في ان اذكره كعدنان ابراهيم وامثالي هؤلاء كلهم على هذه الشاكلة وهذه الماثلة ولكنهم يلتوون في قولهم تلبيسا للعامة وغواية عياذا بالله للامة نسأل الله جل وعلا ان يعيذ المسلمين شهور هؤلاء الذين يلبسون عليهم دينهم الدليل على ان الامام احمد لم يكفر المأمون مع ان العلم مع العلم ان الامام احمد يكفر كل من قال بخلق القرآن. مرة ثانية يا شيخ عيسى الدليل على ان الامام احمد لم يكفر المأمون مع العلم ان الامام احمد يكفر كل من قال بخلق القرآن من قال ان الامام احمد يكفر كل من قال بخلق القرآن ولم يكفر المأمون فهذا لم يفهم القاعدة عند اهل السنة والجماعة ما هي القاعدة عند اهل السنة والجماعة في التكفير التفريق بين اللفظ العام وتنزيله على المعين الامام احمد يقول بالتواتر ثابت عنه وهو عقيدة المسلمين. من قال القرآن المخلوق فهو كافر من من الفاظ العموم من الفاظ العموم وليس المقصود بكلمة من فلان ابن فلان المقصود بكلمة من اي انسان نكرة من قال بان القرآن مخلوق فهو كافر هل من الفاظ العموم تنزيله على الافراد بحاجة الى شروط وموانع. ها وانتفاء موانع فالامام احمد الذي قال من قال قرآن المخلوق فهو كافر هو الذي كان يدعو للخليفة يدعو للمعتصم بالهداية ويدعو للواثق بالهداية وكان يقول ملبس عليهم هو الذي كان يقول للناس لا تخرجوا عليهم لو كانوا كفارا عنده ها يجوز الخروج ولا يمنع اه؟ اذا هذا اكبر دليل عملي انه ما كان يرى المأمون والمعتصم والواثق كفارا ما كان يراه بل انهما كفر ابن ابي دؤاد نفسه الذي الذي نستيقن انه داعية هذه الضلالة وامامها لماذا؟ لاجل التأويل فالتأويل مانع من موانع تكفير المعين كما هو معلوم من عقيدة اهل السنة والجماعة. الان ساضرب لكم مثالا ساضرب لكم مثالا لو قال قائل من زنا يجلد كلام صحيح ولا باطل اذا كان محصنا صحيح منزلة يوجد اذا كان غير محسن جيء برجل قالوا عنه انه زان وهو غير محصن. ما حكمه اه الجد نعم الجلد فلما جيء به الى القاضي قال القاضي لا. الشهود اربعة ثلاثة منهم شهدوا وواحد شهد بانه فوق المرأة ولم يشهد الواقعة فهل يقيم عليه حد الجلد لا اذا لاحظوا الان تعيين المسألة مختلف عن لفظ العقد لان تعيينها لابد من وجود الشروط وانتفاء الموانع وقد ذكرت هذا بالتفصيل في فصل خاص في كتابه تغييرات ائمة الدعوة في الرد على الخوارج بينت فيه ان اهل السنة والجماعة يفرقون بين اللفظ العام وبين تعيينه على المعين وذكرت هذا ايضا في محاضرة لي بعنوان براءة دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب السلفية من فكر الخوارج القاعدة وداعش نموذجا تمام قال رائع مثلا انا شاعرة يعتبرون من اهل السنة بعض الناس يقول لك الاشاعرة ليسوا من اهل السنة من قال الاشاعرة من اهل السنة فنحمل قوله على محمله اما انه يقصد بهم الاشاعرة الاولين الذين كان الخلاف بيننا وبينهم في صفات الافعال الذين كان الخلاف بينهم وبينهم في الصفات الفعلية وما كانوا ينكرون الاستواء ولا كانوا ينكرون الكلام ولا كانوا ينكرون الوجه واليدين والعلو لله سبحانه وتعالى فبعض اهل العلم كانوا يقولون عنهم انهم من اقرب الناس الى اهل السنة تبني فورك والباقي اللان وامثالهم. اما المتأخرين الاشاعرة فبالمعاني الجويني المنكر للعلو وان كان ثبت رجوعه الى قول اهل السنة. والرازي وان كان ثبت رجوع لاهل السنة ومن على شاكلتهم وامثالهم فهؤلاء ائمة الاشعرية المتأخرين ليسوا على طريقة الاشعرية الاولية بل هم في غالب ما يقولون مثل المعتزلة تماما. ينكرون الصفات الخبرية كالوجه واليدين والاصابع لله تبارك وتعالى وينكرون ما عدا الصفات السبع كلها من قال ان شاعر من اهل السنة يحمل قوله على ان مراده الاولين وانهم اقرب الناس لاهل السنة او ان ان نقول ان قوله شعر من اهل السنة يعني في الجملة من حيث انهم وافقوا اهل السنة في اثبات الصفات مثبتة حينما يعدون الاشاعرة هل هم من المثبت او من النفاق؟ فيعدون مع المثبتة للصفات ويعدون مع النفاة فيما نفى اما القول بانهم من اهل السنة على الاطلاق فهذا من قاله فقد اخطأ ذلك لانهم ليسوا في منهجهم في الاستدلال ولا في مسائلهم في مقالات الاعتقاد موافقين لاهل السنة والجماعة توفي من السنة اه واقترحوا بخلق القرآن كيف العمل وهذه هي استنحاص له وموجودة ان في مسلمين ومن منهج اه السنة وعلى هذه العقيدة كاملة عقيدة السنة الا انها مقتنع بخلق ما دام اقتنع بخالط القرآن ليس من اهل السنة خلاص خرج ربما الانسان يخرج من السنة بمقالة اضرب لك مثال الخوارج الذين كانوا في زمن عثمان خرجوا على عثمان وخرجوا على علي رضي الله تعالى عنهما هؤلاء الذين خرجوا ما هي المشكلة بينهم وبين الصحابة والتابعين؟ ما يندم بينهم وبينه مشكلة في مسألة واحدة مسألة الخروج للحاكم المسلم اذا اخطأ بس ولا لا؟ هل عندهم مشكلة في التوحيد؟ هل عندهم مشكلة في الصفات؟ هل عندهم مشكلة في الاتباع؟ لا والله. مشكلة واحدة فقط لا طيب اترك هذا الان الذين كانوا يفضلون عليا على عثمان كانوا يسمون بالشيعة لماذا خرجوا من السنة بشيء واحد قالوا عنهم انهم اهل تشيع لماذا قالوا عنا هادشي؟ لمسألة واحدة ما عندهم مشكلة اخرى لا عندهم عبادة قبور ولا عندهم اضرحة ولا عندهم توسل بدعي ولا ولا ما عندهم الا مشكلة واحدة يفضلون علي فسموا بالشيعة الاوائل فالرجل قد يخرج من السنة بمقالة باعتقاد واحد لان مسائل الاعتقاد مسائل اجتماعية. الخروج عن واحد منها من مسائل الاجماع خروج عن السنة كما ان منهج الاستدلال عند اهل السنة واحد فالخروج عن منهج الاستدلال من طريقة اهل السنة يخرج الرجل من الاستدلال نعم الحاكم بلسانه بعض الناس ويستدل وافعال بعض السلف الرد عليهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكلام الله حسن الله تبارك وتعالى يقول وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون فهذا الذي يتكلم على الحاكم نقول عدل لسانك واحسن حالك يأتيك الصديق وابو بكر وامثاله الله يقول وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسب الله يقول الله جل وعلا حرم على من؟ على موسى كليم الله وهارون النبي ومن معه من المسلمين حرم عليهم دخول البيت المقدس لماذا لان جلهم قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها تذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاتل اربعين سنة يتيهون في الارض عن بيت المقدس لانهم خالفوا نبيهم فموسى وها هو فهؤلاء يريدون يريدون حاكما ها يسير بصيرة عمر ابن عبد العزيز وهم يسيرون بسيرة المفسدين في الارض ما يمكن سنة الله في الكون الله يقول يا الذين امنوا واطيعوا الله واطيعوا الرسول والامر منكم ولذلك قيلت اهل السنة والجماعة ما جاء في الحديث. اسمعوا واطيعوا ليش ما قال اسمع وبس ليش ما قالوا اطيعوا بس؟ ليش جمع بين الامرين اسمعوا اي لا تشوشوا على اقوالهم باقوالكم اطيعوا لا تشوشوا بافعالكم فتخالفوا افعالهم بافعالكم اذا لا يجوز الخروج على الحاكم لا بالسمع ولا ولا بالفعل ولذلك كان السلف يقولون الخوارج ينقسمون الى قسمين طوارج قعدية وخوارج شورى. خوارج القعدية الذين جالسين في بيوتهم حاكم كافر حاكم. يجب ان نخرج عليه حاكم كذا وهو جالس ما يسوي شي ما غير بس يفسد اولاد المسلمين وبيوتات المسلمين ها يفسد عليهم دينهم واعتقادهم وللخوارج الشراب هم الذين يخرجون ويقتلون عياذا بالله تبارك وتعالى فالخروج قد يكون بالقول وقد يكون اما استدلالهم ببعض وقائع التي نقلت عن السلف فنقول عن ذلك تقول عن ذلك جوابها الجواب الاول ان نقول هذا الذي تنقلونه لابد من اثباته. لان ما ثبت عن رسول الله من السمع والطاعة متواتر. وهذا الذي تنقلونه احد امرين اما غير ثابت واما ثابت احد والاحاد لا يقابل بالمتواتر به هذه مسألة معروفة في الاستدلال عند التعارض الجواب الثاني ان نقول ان افعال السلف يستدل لها لا يستدل بها افعال السلف يستدل لها لا يستدل بها افعال السلف حجة لنا اذا كانت موافقة للسنة او اجماعا غير هذا ها شباب افعال السلف اذا كانت موافقة للسنة فهي حجة تفسير للسنة العملية او يجمع حجة. طيب اذا اختلفوا فنأخذ بأي اعمالهم بموافق السنة اذا لا يمكن الاستدلال بهذا ابدا الله يجازيك بخير وزي ما قلت اخر سؤال عشان نخطب المجلس. جزاك الله خير. هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي المرء على دينه الى كوكبة قال يصلح طلب من الله الدعاء بالابتلاء لا والله جيد انك ذكرتني بحديث جاء في مستدرك الحاكم وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو محموم. فقلت يا رسول الله ان المرض شديد عليك. قال نعم اشد الناس بلاء الانبياء. قال قلت ثم من؟ قال ثم العلماء قال قلت ثم من؟ قال ثم الصالحون وفي وفي سنن الترمذي وقال صحيح والنسائي وابن ماجة وفي صحيح ابن حبان ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يبتلى المرء على قدر دينه لكن هذا ليس معناه انك انت تسأل البلاء. لا انت تسأل الله متانة للدين زيادة الدين قوة الدين فاذا كان الله جل في علاه يريد لك قوة الدين زيادة الدين الثبات على الدين ربما يأتيك من طريق الابتلاء بالسراء وبالضراء ان سيأتيك اما ان الانسان يقول اللهم ابتليني عشان ابلغ مراتب كذا هذا غلط مال هذا اصلا يسأل الله البلاء هذا غلط عظيم. النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبتلى المرء على قدر دينه معناته انك انت اذا اردت ان تكون مرفوعا عند الله زد في دينك مو زد في طلب البلاء فنسأل الله جل وعلا ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب نتوب اليك الملتقى غدا ان شاء الله