لابيها في موسى استأجره وابو بكر في عمر رضي الله عنهما حين استخلفه وفي رواية اخرى وامرأة فرعون حين قالت قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ان ينفع انا منزلة الحكمة قال الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وقال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين استعيني بالله وننطلق في آآ هذا المجلس الذي هو المجلس التاسع عشر من مجالس القراءة اه والتعليق على كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى كنا قد انتهينا يوم امس من منزلة العلم واليوم سنبدأ بمنزلة الحكمة ومنزلة الحكمة من المنازل المهمة في مدارج السالكين قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين وقال عن المسيح عليه السلام ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل الحكمة في كتاب الله نوعان مفردة ومقترنة بالكتاب فالمفردة فسرت بالنبوة وفسرت بعلم القرآن. قال ابن عباس هي علم القرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وامثاله وقال مجاهدي القرآن والعلم والفقه. وفي رواية اخرى عنه هي الاصابة في القول والفعل وقال الحسن الورع في دين الله كأنه فسرها بثمرتها ومقتضاها واما الحكمة المقرونة بالكتاب فهي السنة. كذلك قال الشافعي وغيره من الائمة. وقيل هي القضاء بالوحي وتفسيرها بالسنة اعم واشهر واحسن ما قيل في الحكمة قول مجاهد ومالك انها معرفة الحق والعمل به والاصابة في القول والعمل. وهذا لا يكون الا بفهم القرآن والفقه والفقه في شرائع الاسلام. وحقائق الايمان والحكمة حكمتان علمية وعملية العلمية الاطلاع على بواطن الاشياء ومعرفة ارتباط الاسباب بمسبباتها خلقا وامرا قدرا قدرا وشرعا. والعملية كما قال صاحب المنازل وهي وضع الشيء في موضعه. لما كانت الاشياء لها مراتب وحقوق تقتضيها شرعا وقدرا. ولها حدود ونهايات تصل اليها ولا تتعداها ولها اوقات لا تتقدم عنها ولا تتأخر. كانت الحكمة مراعاة هذه الجهات الثلاثة. بان تعطي كل مرتبة حقها الذي احقه الله الله لها بشرعه وقدره. ولا تتعدى بها حدها فتكون او فتكون متعديا مخالفا للحكمة. ولا تطلب تعجيلها عن وقتها فتخالف الحكمة ولا تؤخرها عنه فتفوتها وهذا حكم عام لجميع الاسباب مع مسبباتها شرعا وقدرا فاضاعتها تعطيل للحكمة بمنزلة اضاعة البدر وسقي الارض وتعدي الحق كسبيها فوق حاجتها بحيث يغرق البدر والزرع ويفسد. وتعجيلها عن وقتها كحصاده قبل ادراكه وكماله وقال ابن كيسان لا ترجون في عبادة الله ان يثيبكم على توكيلكم اياه خيرا وروح العبادة هو الاجلال والمحبة فاذا تخلى احدهما عن الاخر فسدت فاذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد وكذلك ترك الغذاء والشراب واللباس اخلال بالحكمة. وتعدي الحد المحتاج اليه خروج عنها ايضا. وتعجيل ذلك قبل وقته اخلال بها وتأخير قيره عن وقته اخلال بها. فالحكمة اذا فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي اه حقيقة هذا الكلام مهم جدا والانسان يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة حين ترى كثرة العاملين وكثرة اصحاب النوايا الحسنة ولكن الذين يوفقون ويسددون لاصابة او لفعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي هم قليل جدا اه ويؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا كثيرا ما يؤتي الانسان من قلة حكمته اه مع التنبيه الى انه اه الى انه الانسان يعني ليس كل من يدعي الحكمة او ليس كل فعل يلبس او يلبس لباس الحكمة فمعناه ان هو فعلا حكمة وانما الامر بما آآ يعني بما يكون فيه اعتدال وتوازن اه وخاصة فيما يتعلق بالاوقات على اية حال قال ابن القيم رحمه الله آآ فالحكمة اذا فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي. والله تعالى اورث الحكمة ادم وبنيه. فالرجل الكامل من من له ارث كامل من ابيه ونصف الرجل المرأة له نصف ميراث والتفاوت في ذلك لا يحصيه الا الله تعالى واكمل الخلق في هذا الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واكملهم اولو العزم واكملهم محمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا امتن الله سبحانه وتعالى عليهم وعلى امته بما اتاهم من حكمة كما قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وقال تعالى كما ارسلنا فيكم رسول منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. فكل نظام الوجود مرتبط بهذه الصفة وكل خلل في الوجود وفي العبد فسببه الاخلال بها. فاكملوا الناس اوفرهم منها نصيبا وانقصهم وابعدهم عن الكمال اقل آآ اقلهم منها ميراثا. ولها اي للحكمة ثلاثة اركان العلم والحلم والاناة وهذه مهمة للحكمة ثلاثة اركان العلم والحلم والانا. وافاتها واضدادها الجهل والطيش والعجلة فلا حكمة لجاهل ولا طائش ولا عجول ثم اه تكلم عن عدل الله سبحانه وتعالى وعلق اية اه يعني تعليقا جميلا جدا هو يتكلم عن عدل الله في حكمه حتى في قضية عذاب الكفار وما الى ذلك. لكن اذا ثلاث مئة واربعة وخمسين يقول اه ابن القيم يقول ولو بسط الله الرزق لعباده لفسدوا وهلكوا ولو علم في الكفار خيرا وقبولا لنعمة الايمان وشكرا له عليها ومحبة له واعترافا بها لهداهم الى الايمان ولهذا لما قالوا للمؤمنين اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اجابهم بقوله اليس الله باعلم بالشاكرين؟ سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول هم اي الشاكرين الذين يعرفون قدر نعمة الايمان ويشكرون الله عليها هذا حقيقة معنى يعني خطير جدا في فهم الحكمة الالهية انه اليس الله بانعم الشاكرين؟ يعني اليس الله باعلم بنفوس عباده ومن منهم سيشكر نعمة الايمان لو وهبها يعني سيكون شاكرا له فهو سبحانه ما اعطى الا بحكمته ولا منع الا بحكمته ولا اضل الا بحكمته. واذا تأمل البصير احوال العالم وما فيه من نقص رآه عين الحكمة وما عمرت الدنيا وما عمرت الدنيا الاخرة والجنة والنار الا بحكمته طيب ثم بهذا القدر ننتقل للمنزلة الثانية هذا فصل من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الفراسة. قال الله تعالى ان في ذلك لايات للمتوسمين قال مجاهد رحمه الله المتفرسين. وقال ابن عباس رضي الله عنه آآ للناظرين وقال قتادة للمعتبرين وقال مقاتل للمتفكرين ولا تنافي بين هذه الاقوال فان الناظرة متى نظر في اثار ديار المكذبين ومنازلهم وما ال اليه امرهم اورثه فراسة وعبرة وفكرا وقال تعالى في حق المنافقين ولو نشاءوا لاريناكم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول فالاول فراسة النظر والعين اللي هو فلا تعرفنهم بسيماهم والثاني فراسة الاذن والسمع اللي هو ولتعرفنهم في لحن القول هو يرتجز بكلمة عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه. اللهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزلا سكينة علينا وثبت الاقدام الا قيل ان العلا قد بغوا علينا وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول علق معرفته اياهم بالنظر على المشيئة ولم يعلق تعريفهم بلحن خطابهم في على شرط بل اخبر به خبرا مؤكدا بالقسم فقال ولتعرفنهم في لحن القول. وهو تعريض الخطاب وفحو الكلام ومغزاه واللحن ضربان صواب وخطأ. فلحن الصواب نوعان احدهما الفطنة ومنه حديث ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض هذا حديث معروف في البخاري اه ومن المهم جدا انه يعني نفهم وجوه معاني الالفاظ الشرعية. فاللحن لا يأتي على معنى واحد في الشريعة. وانما يأتي على معاني متعددة. بعضها يأتي بمعنى او حتى في اللغة العربية بشكل عام. يأتي بمعنى الصواب ويأتي بمعنى الخطأ. والصواب نفسه انواع النوع الاول هو الفطنة اه فلعل بعظكم يكون الحن بحجته من بعظ. الثاني التعريض والاشارة. وهو قريب من الكناية ومنه قول الشاعر وحديث الذه وهو ما وهو مما يشتهي السامعون يوزن وزنا منطق صائب وتلحن احيانا وخير الحديث ما كان لحنا والثالث فساد المنطق في الاعراب وحقيقته تغيير الكلام عن وجهه اما الى خطأ واما الى معنى خفي لم يوضع له اللفظ. يمكن هذا اشهر للحن اه كشهرة لغوية عامة والمقصود انه سبحانه اقسم على ما اقسم على معرفتهم من لحن خطابهم فان معرفة المتكلم وما في ضميره من كلامه اقرب من معرفته بسيماه وما في وجهه فان دلالة الكلام على قصد قائله وضميره اظهر من السيماء المرئية. والفراسة تتعلق بالنوعية بالنظر والسماع وفي الترمذي من حديث ابي سعد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله. فما الحديث فيه ضعف ثم قال فصل آآ والفراسة ثلاثة انواع ايمانية وهي المتكلم فيها في هذه المنزلة وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والحالي والعاطل والصادق والكاذب. وحقيقتها انها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده يجب على القلب كوثوب الاسد على الفريسة لكن الفريسة فعيلة بمعنى مفعولة وبناء الفراسة كبناء الولاية والامارة والسياسة وهذه الفراسة على حسب قوة الايمان فمن كان اقوى ايمانا فهو احد فراسة ثم قال في صفحة ثلاث مئة واثنين وستين وقال ابن مسعود رضي الله عنه افرس الناس ثلاثة العزيز في يوسف حيث قال لامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا. وابنة شعيب حين قالت او نتخذه ولدا. وكان الصديق رضي الله عنه اعظم الامة اعظم الامة فراسة وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووقائع فراسته مشهورة فانه ما قال لشيء اظنه كذا الا كان كما قال ويكفي في فراسته موافقته ربه في المواضع المعروفة هذا كلام اه جميل طبعا معروف والمواقف التي وافق فيها عمر ابن الخطاب آآ ربه سبحانه وتعالى والحديث في الصحيح في البخاري ومر به سواد بن قارب ولم يكن يعرفه فقال لقد اخطأ ظني او ان هذا كاهن او كان يعرف الكهانة في الجاهلية فلما جلس بين يديه قال له ذلك عمر فقال سبحان الله يا امير المؤمنين ما استقبلت احدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به؟ فقال وعمر ما كنا عليه في جاهلية اعظم من ذلك ولكن اخبرني عما سألتك عنه. فقال صدقت يا امير المؤمنين كنت كاهنا الجاهلية. ثم ذكر القصة. ثم في الصفحة التالية قال واصل هذا النوع من الفراسة من الحياة والنور الذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده فيحيي القلب بذلك ويستنير فلا تكاد فراسته تخطئ قال الله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كان ملكا بالكفر والجهل فاحياه الله بالايمان والعلم. وجعل له بالقرآن والايمان نورا يستضيء به في الناس على قصد السبيل. ويمشي به في الظلم والله اعلم هذا النوع الاول من الفراسل الفراسة الثانية فراسة الرياظة والجوع والسهر والتخلي فان النفس اذا تجردت عن العوائق صار لها من فراسة والكشف بحسب تجردها وهذي فراسة مشتركة مشتركة بين المؤمن والكافر ولا تدل على ايمان ولا على ولاية. وكثير من الجهال يغتر بها. ثم قال الفراسة الثالثة الفراس الخلقية وهي التي صنف فيها الاطباء وغيرهم. واستدلوا بالخلق على الخلق. لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله تعالى طبعا هنا ذكر نماذج على آآ اشياء خلقية تدل على اشياء خلقية ولكن اه برأيي انه مثل هذي الاشياء تحتاج الى اثبات اه الاثبات حقيقي يعني اثبات واقعي اثبات علمي اثبات طبي اه لانه قد تكون هذي من الاشياء المتداولة في تلك المرحلة وقد لا تكون اه صحيحة يعني مثلا قال الاستدلال على صغر الرأس الخارجة عن العاد على صغر العقل وبكبره على كبره وبسعة الصدر وبعد وبعد ما بين جانبيه على سعة خلق صاحبه بعد ما بستطيع وبضيقه على ضيقه وبخمود العين وكلام نظره على بلادة صاحبها وضعف حرارة قلبه الى اخر الكلام انا لا اظن انه اه اه هذا الكلام اه يعني يؤخذ هكذا على اطلاقه وانما قد يكون بعظها صحيح وقد لا يكون بعظها صحيح تحتاج القضية الى اثبات طيب ثم اخر صفحة ثلاث مئة وسبعة وستين قال وللفراسة سببان احدهما وللفراسة سببان احدهما جودة ذهن المتفر وحدة قلبه وحسن فطنته. والثاني ظهور العلامات والادلة على المتفرس فيه فاذا اجتمع السببان لم تكد لم تكد تخطئ للعبد فراسة واذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة واذا قوي احدهما وضعف الاخر كانت فراسته بين وبينه. وكان اياس بن معاوية من اعظم الناس فراسة وله الوقائع المشهورة وكذلك الشافعي رحمه الله وقيل ان له فيها تعارف ولقد شاهدت من فراستي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله امورا عجيبة وما لم اشاهده منها اعظم واعظم ووقائع فراسته تستدعي سترا ضخما اخبر اصحابه بدخول التتار الشام سنة تسعة وتسعين وست مئة وان جيوش المسلمين تكسر وان دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سد عام وان كنب الجيش وحدته في الاموال وهذا اه قبل ان يهم التتر بالحركة. ثم اخبر الناس والامراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام ان الدائرة والهزيمة وان الظفر والنصر والنصر للمسلمين. واقسم على ذلك اكثر من سبعين يمينا. فيقال له قل ان شاء الله فيقول ان شاء الله تحقيق لا تعليقا ثم قال ولما طلب الى الديار المصرية واريد قتله بعدما انضجت له القدور وقلبت له الامور اجتمع اصحابه لوداعه وقالوا قد تواترت الكتب بان القوم عاملون على قتلك فقال والله لا يصلون الى ذلك ابدا. قالوا افتحبس؟ قال نعم. ويطول حبسي ثم اخرج واتكلم بالسنة على رؤوس الناس. سمعته يقول ذلك ولما تولى عدو الملقب بالجاشنكير الملك اخبروه بذلك وقالوا الان بلغ مراده منك فسجد لله شكرا واطال وقيل له فقيل له ما بسبب هذه السجدة. قال هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الان وقرب زوال امره. قيل متى هذا؟ قال لا تربط خيول الجندي على القرط حتى او القرطي حتى تغلب دولته فوقع الامر مثل ما اخبر سمعت ذلك منه وقال مرة يدخل علي اصحابي وغيرهم فارى في وجوههم واعينهم امورا لا اذكرها لهم. فقلت له او غيري لو اخبرتهم فقال اتريدون ان كن معرفا كمعرف الولاة وقلت لهم وقلت له يوما لو عاملتنا بذلك لكان ادعى الى الاستقامة والصلاح. فقال لا تصبرون معي على ذلك جمعة او قال شهرا. واخبرني غير مرتين بامور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني واخبرني ببعض حوادث كبرى تجري في المستقبل ولم يعين اوقاتها وقد رأيت بعضها وانا انتظر بقية وما شاهده كبار اصحابه من ذلك اضعاف اضعاف ما شاهدته والله اعلم اه طبعا مثل هذي الاشياء اه يعني تناقش بعدة نقاط منهجية او ينظر اليها بعدة نقاط منهجية. اولا آآ هناك قاعدة شرعية متفق عليها وهي انه لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى اه الامر الثاني هناك قاعدة شرعية ايضا من قواعد اهل السنة والجماعة ان هناك كرامات للاولياء والكرامات هي اشياء خارقة للعادة. اه وقد انكر الكرامات بعض الطوائف مثل المعتزلة او بعض المعتزلة. اه ولكن هي ثابتة عند اهل السنة والجماعة ولها نماذج وامثلة في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لغير النبي صلى الله عليه وسلم اه وبعد النبي صلى الله عليه وسلم اه فمن القصص التي حدثت في وقت النبي صلى الله عليه وسلم قصة تكثير الطعام لابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وبعد النبي صلى الله عليه وسلم هناك قصص كثيرة للصالحين وغيرهم. آآ فهذه هذه نقطة وهي قد تكون من هذا الباب. الامر الثالث انه انه بعض الامور يعرفها الانسان من خلال آآ ما يلهمه الله او يفتح عليه الله من خلال معرفته آآ بسنن الله سبحانه وتعالى معرفتي بسنن الله يعني ابن تيمية لمن قال انه احنا منصورين في هذي المعركة لما نقول له قولوا ان شاء الله ويحلف سبعين يمين ان شاء الله وهو يقول ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا. هنا احيانا مثل هذه الامور آآ قد تكون من معرفته بسنن الله سبحانه وتعالى. يعني مثلا من الامور التي تؤيد هذا المعنى انه النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لن يسلط على آآ الامة عدوا من سوى انفسها فيستبيح بيضتها خلاص هذي سنة قضاها الله سبحانه وتعالى. الامة هذي لامة محمد صلى الله عليه وسلم لن يأتي عدو يفنيها. يستبيح بيضتها فلما جاء التتار في تلك المرحلة وقضوا على اكثر البلاد الاسلامية لم يبق لبلاد المسلمين الا الشام ومصر فقط. هذا الذي بقي فلعله من هنا من مثل هذه المعاني قال انه يعني يستحيل انه احنا انه نلزم او هذا يكون من الاشياء التي استند عليها هذي الامر الثالث اللي هو المعرفة بالسنن الالهية. الامر الرابع اه هو قضية قضية الرؤى الرؤى الصالحة. والله سبحانه وتعالى يعني هو الذي يري الانسان آآ المسلم الصالح الصالحة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها جزء من النبوة كما في الحديث الصحيح الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزء من النبوة وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة من الله او الرؤيا من الله والحلم من الشيطان وتجريده النصيحة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين وازالة نفسه من البين ومن جرب هذا عرف قدر منفعته وعظمتها وعظمها وساء ظنه بما يحسن به الغافلون ظنونهم من كثير من كلام الناس اه الى اخره يعني ينبغي الانسان انه يراعي كل هذي النقاط في مثل هذي القصص اللي هي ثابتة قطعا لانه الامام ابن القيم هو الذي يتحدث فيها بنفسه ويقول انا سمعته يقول كذا وصار وقع مثل هذا. بقي انا اقول تنبيها اخيرا نبه عليه ابن القيم رحمه الله ان ان من انكر كرامات الاولياء اه او عفوا لم ينبه ابن القيم اه والله ربما اشار له لكن انا اذكر ايضا ابن تيمية اظن ننبه على هذا في شرح الاصبهانية اللي هو ان انه انه هناك من انكر كرامات الاولياء حتى يحفظ مقام النبوة لانه النبوة عندهم انها لا يستدل عليها الا بالمعجزة آآ فانكار الكرامة آآ من باب حفظ دليل النبوة لكن هذا طبعا امر معروف لكن الذي ذكره المعنى الذي ذكره هو انه الاولياء في الحقيقة هي من دلائل النبوة يعني الاولياء انما اعطوا ما اعطوا من كرامات نتيجة اتباعهم لهذا النبي فهم ينتسبون اليه ويعتزون اليه ويتبعونه ويقرون بنبوته وبمقدار اتباعهم له يكون لهم او يكون لبعضهم من الكرامات فهي بالعكس هي مؤيدة للنبي وليست معارضة له حتى تنكر من باب حفظ معجزات الانبياء على اية حال. اه قال طيب اه يكفي هذا ننتقل للمنزلة التالية قال فصل المنازل اياك نعبد واياك نستعين. منزلة التعظيم. ما هي منزلة قصيرة اه ليست طويلة وايضا سنتجاوز اكثر ما فيها وننتقل للمنزل التالي ان شاء الله. قالوا من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التعظيم وهذه المنزلة تابعة معرفة فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلبين واعرف الناس به اشدهم له تعظيما واجلالا وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته ولا عرفه حق معرفته ولا وصفه حق صفته واقوالهم تدور على هذا فقال تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا قال ابن عباس مجاهد لا ترجون لله عظمة وقال سعيد ابن جبير ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته. وقال الكذبي لا تخافون الله عظمة. قال البغوي والرجاء بمعنى المخوف وهذا سبق معانا انه الرجاء يأتي بمعنى الخوف. فمالكم لا ترجون لله وقارا اي تخافون والوقار العظمة اسم من التوقير وهو التعظيم وقال الحسن لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة يعني حقيقة الحمد الثناء الناتج عن امرين الاجلال والمحبة اجلال الله سبحانه وتعالى لعظمته وصفاته والى اخره والمحبة الناتجة عن ملاحظة نعمته وغير ذلك طيب اه في ملاحظة مهمة في صفحة ثلاث مئة وثلاثة وثمانين يقول ومن العلل التي آآ توهن الانقياد ومن العلل التي توهن الانقياد يعني العلل التي آآ يقصد يعني العلل ذكر ذكر حكمة الحكم او علة الحكم الشرعي. يقول ان يعلل الحكم بعلة ضعيفة لم تكن هي الباعثة عليه في اه نفس الامر فيضعف انقياد العبد اذا قام عنده ان هذه هي علة الحكم. ولهذا كانت طريقة القوم عدم التعرض لعلل التكاليف خشية المحظور وفي بعض الاثار القديمة يا بني اسرائيل لا تقولوا لما امر ربنا ولكن قولوا بما امر ربنا وايضا فانه اذا لم يمتثل الامر حتى تظهر له علته لم يكن منقادا للامر واقل درجاته ان يضعف انقاده له. وايضا فانه اذا نظر اليه حكم العبادات والتكاليف مثلا وجعل العلة فيها هي جمعية القلب والاقبال به على الله فقال انا اشتغل بالمقصود عن الوسيلة فاشتغل بجمعية وخلوته عن اوراد العبادات اه فاشتغل بجمعيته وخلوته عن اراد العبادات فعطلها وترك الانقياد بحمله الامر على العلة التي اذهبت انقياده. وكل هذا من ترك تعظيم الامر والنهي وقد دخل من هذا الفساد على كثير من الطوائف ما لا يعلمه الا الله الا الله. فما يدري ما اوهنت العلل الفاسدة من الانقياد الا الله. فكم عطلت لله من امر واباحت من نهي وحرمت من مباح وهي التي اتفقت كلمة السلف على دمها. هذي هذي ملاحظة مهمة منهجية طيب ننتقل للمنزلة التالية قال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين فنزلت السكينة. هذه المنزلة من منازل المواهب لا من منازل المكاسب وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع الاول قوله تعالى وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم الثاني قوله تعالى ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين الثالث قوله تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها الرابع قوله تعالى هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم الخامس قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا السادس قوله تعالى اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين. وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذا اشتدت عليه الامور قرأ ايات السكينة. وسمعته يقول في واقعة من عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة ارواح شيطانية ظهرت له اذ ذاك في حال القوة قال فلما اشتد علي الامر قلت قلت لاقاربي ومن حولي اقرأوا ايات السكينة. قال ثم اقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة وقد جربت انا ايضا قراءة هذه الايات عند اضطراب القلب بما يرد عليه فرأيت لها تأثيرا عظيما في كونه وطمأنينته قال واصل السكينة هي الطمأنينة والوقار. والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف. فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات. ولهذا اخبر سبحانه عن انزالها على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الهجرة اذ هو وصاحبه في الغار. والعدو آآ فوق والعدو فوق رؤوسهم لو نظر احدهم الى ما تحت قدميه لرآهما. وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي احد منهم على احد. وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحتملها النفوس. وحسبك وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها وهو عمر حتى ثبته الله بالصديق. قال ابن عباس رضي الله عنهما كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة الا التي في سورة البقرة التي في سورة البقرة اللي هي اه ان اية الملك يأتيكم التابوت فيه سكينة وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما او رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه اذا ارادوا فتنة ابينا. وفي صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة اني باعثا نبيا اميا ليس بفضل ولا غليظ وفيها ثم اجعل السكينة لباسا طيب ثم ذكر الخلاف في السكينة التي نزلت على بني اسرائيل هل هي ريح هل هي اول عين او الى اخره ليست في صلب الموضوع آآ ثم قال في ثلاث مئة وستة ايوة هنا سبحان الله الموضع اه منزلة السكينة لم لم اجد وقتا لقرائتها اليوم قبل الدرس. وكنا قرأناها قبل فترة مع بعض الزملا. لكن سبحان الله المعنى اللي ذكرته قبل قليل في قضية الكرامات يعني هنا في في مزرعة السكينة في اعلى الصفحة ثلاث مئة وستة وتسعين يقول وكرامات الاولياء هي من معجزات الانبياء. لانهم انما نالوها على ايديهم وبسبب اتباعهم. فهي لهم كرامات وللانبياء دلالات. فكرامات الاولياء لا تعارض معجزات الانبياء حتى يطلب الفرقان حتى يطلب الفرقان بينهما. لانها من ادلتهم وشواهد بصدقهم. نعم الفرقان ما بين مال الانبياء ومال الاولياء من وجوه كثيرة جدا ليس هذا موضوع ذكرها. وغير هذا الكتاب اليق بها طيب ثم قال فصل السكينة اذا نزلت على القلب اطمأن بها وسكنت اليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار وانطقت اللسان او مكتسبة الوقار وان وانطقت اللسان بالصواب والحكمة وحالت بينه وبين قول الخنا والفحش واللوث والهجري وكل باطل. قال ابن عباس كنا نتحدث ان السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه وكثيرا ما ينطق صاحب السكينة بكلام لم يكن عن فكرة منه ولا روية ولا هبة ويستغربه آآ هو من نفسه كما يستغرب السامع له وربما لا يعلم بعد انقضائه بما صدر منه. واكثر ما يكون هذا عند الحاجة وصدق الرغوة من السائل والمجالس وصدق الرغبة منه هو الى الله والاسراع بقلبه الى بين يديه وحضرته مع تجرده من الاهواء وهذي لفتة ايضا مهمة جدا اه اكثر من يستفيد منها القائمون على الدعوة وارشاد الناس وتوجيههم انه هو يقول لك ترى قد ينزل الله عليك سكينة وانت تحدث الناس وهذه السكينة اه ربما تهتدي بها الى شيء من الحق يفتح عليك فيه لم يكن يفتح عليك في آآ في في يعني بسبب تحضيرك للمادة او بسبب تذكرك لها وانما آآ بسبب معاني معينة ارتبطت اه واشار هو الى معنى لطيف ايضا قال انه ترى صدق الحاضرين احيانا يكون سببا انه قال واكثر ما يكون هذا عند الحاجة وصدق الرغبة من السائل والمجالس يعني قد يأتي سائل يسألك والله يعلم صدقه وحاجته للعلم وما الى ذلك فيفتح الله عليك ما يكرمه به من العلم خاصة مع آآ مع وجود الصدق وكما قال اخراج النفس من البين اه طيب نذهب الى اربع مئة وواحد قال فصل فاذا حصلت هذه الثلاثة بالسكينة وهي النور والحياة والروح اه سكن اليها العصي وهو الذي سكونه الى المعصية والمخالفة لعدم سكينة الايمان في قلبه صار السكون اليها عوض سكونه الى الشهوات والمخالفات فانه قد وجد فيها مطلوبه وهو اللذة التي كان يطلبها من المعصية ولم يكن له ما يعيضه عنها فاذا نزلت عليه السكينة اعتاظ بلذتها وروحها ونعيمها عن لذة المعصية فاستراحت بها نفسه وهاج اليها قلبه ووجد فيها من الروح والراحة واللذة ما لا نسبة بينه وبين اللذة الجسمانية النفسية فصارت لذته روحانية قلبية بعد ان كانت جسمانية فانسلب منها وحبس عنها وخلصته فاذا تألقت بروقها قال تألق البرق نجديا فقلت له يا ايها البرق اني انت مشغول. واذا طرقته طيوفها الخيالية في ظلام ليل الشهوات نادى لسان حاله وتمثل بمثل قوله طرقتك صائدة القلوب وليس ذا وقت الزيارة فارجعي بسلام. فاذا ودعته وعزمت على الرحيل ووعدته ووعدته بالموافاة. تمثل بقول الاخر قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد وقلت الا ترجعي فاذا باشرت هذه السكينة قلبه سكنت خوفه. وهي قوله يسكن اليها الخائف وسلت حزنه فانه لا حزن معها فهي سلوة المحزون ومذهبة الهموم والغموم. وكذلك تذهب عنه وخم ضجره وتبعث نشوة العزم وحالت بينه وبين الجرأة على مخالفة الامر وبين اباء النفس والانقياد اليهم الله سبحانه وتعالى يعني كما ان الله سبحانه وتعالى يكرم الانسان بتيسير اموره وان يرزقه بعض الامور من الامور الدنيوية استجابة لدعائه او ايا كان من المواهب الالهية فان من اعظم المواهب الالهية ان يهب الله الانسان السكينة وكما ذكر ابن القيم هي في مقامات مختلفة ولها آآ يعني صور متعددة هذي الاخيرة ايضا هي لفتة جميلة وهي انه السكينة التي تنزل على التائب الذي هجر المعصية وكان سابقا يلتذ بالمعصية ثم يريد ان ان آآ يتشبث بشيء يعيظه عن تلك اللذة فينزل ينزل الله عليه سكينة يجد فيها من اللذة الروحية والسعادة والهناء والسكينة والسكون ما اه اذا برق له فارق الشهوة مرة اخرى اه يقول قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد؟ فقلت الا ترجعي طيب آآ ذكر الهروي سكينة الوقار نوع من انواع السكينة سكينة الوقار قال ابن القيم هي نوع من السكينة ولكن لما كانت موجبة للوقار سماها الشيخ سكينة الوقار قال اه يريد به الوقار والخشوع اه عفوا ذكر درجاتها واحدة من الدرجات سكينة الخشوع عند القيام للخدمة قال يريد به الوقار والخشوع الذي يحصل لصاحب مقام الاحسان ولما كان الايمان موجبا للخشوع وداعيا اليه قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟ دعاهم من مقام الايمان الى مقام الاحسان يعني اما ان لهم ان يصلوا الى الاحسان بالايمان وتحقيق ذلك بخشوعهم لذكره. الذي انزله عليهم قوله رعاية وتعظيما وحضورا هذه ثلاثة امور تحقق الخشوع في الخدمة. وهي رعاية حقوقها الظاهرة والباطنة فليس يضيعها خشوع ولا وقار طيب طيب نختم الحديث بمرور سريع على منزلة الطمأنينة اخر منزلة ونختم ان شاء الله قالوا من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الطمأنينة. قال الله تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ادم ملخص او شرح كلام الهرمي لكن ابن القيم يقول والذي يظهر لي في الفرق بينهما امران سوى ما ذكر احدهما ان ظفره وفوزه بمطلوبه الذي حصله السكينة بمنزلة من واجهه عدو يريد هلاكه فهرب منه عدوه وقال تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي. الطمأنينة سكون القلب الى الشيء. وعدم اضطرابه وقلقه الاثر المعروف الصدق طمأنينة والكذب ريبة. اي ان الصدق يطمئن اليه قلب السامع ويجد عنده سكونا اليه والكذب يوجب له اضطرابا وارتياب ومنه قول الله صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم البر ما اطمئن اليه القلب. اي سكن اليه وزال عنه اضطرابه وقلقه وفي ذكر الله ها هنا قولان بذكر الله في الاية الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. ايش المقصود بذكر الله؟ قال هناك هنا قولان. القول الاول انه ذكر العبد رب فانه يطمئن اليه قلبه ويسكن فاذا اضطرب القلب وقلق فليس له ما يطمئن به سوى ذكر الله ثم اختلف اصحاب هذا القول فيه فمنهم من قال هذا في الحلف واليمين اذا حلف المؤمن على شيء سكنت قلوب المؤمنين اليه واطمأنت ويروى هذا ابن عباس ومنهم من قال بل هو ذكر العبد ربه بينه وبينه يسكن اليه قلبه ويطمئن والقول الثاني ان ذكر الله ها هنا القرآن وهو ذكره الذي انزله على رسوله به طمأنينة قلوب المؤمنين فان القلب لا يطمئن الا بالايمان واليقين ولا سبيل الى حصول الايمان واليقين الا من القرآن فان سكون القلب وطمأنينته من يقينه واضطرابه وقلقه من شكه والقرآن هو المحصل لليقين الدافع للشكوك والظنون والاوهام فلا تطمئن قلوب المؤمنين الا به. وهذا القول هو المختار هذا الان ترجيح ابن القيم الذين امنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله اي بالقرآن وكذلك القولان ايضا في قوله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو له قرين. ايش المقصود بذكر الرحمن؟ قال الصحيح ان ذكره الذي انزله على رسوله وهو كتابه. من اعرض عنه قيض الله له شيطانا يضله ويسده عن السبيل ويحسب انه على هدى وكذلك القولان ايضا في قوله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. والصحيح انه ذكره الذي انزله على رسوله وهو كتابه. ولهذا يقول المعرض عنه رب لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى واما تأويل من تأوله على الحل على الحلف ففي غاية البعد عن المقصود. فان ذكر الله بالحلف يرجع اللسان الصادق والكاذب والبر والفاجر. المؤمنون تطمئن قلوبهم الى الصادق ولو لم يحلف ولا تطمئنوا قلوبهم الى من يرتابون فيه ولو حلف ولو حلف وقد جعل الله سبحانه الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم وجعل الغبطة والمدحة والبشارة بدخول الجنة لاهل الطمأنينة طوبى لهم وحسنه مئاب. وفي قوله تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك دليل على انها لا ترجع اليه الا اذا كان كانت مطمئنة فهناك ترجع اليه وتدخل في عباده وتدخل جنته. وكان من دعاء بعض السلف اللهم هب لي نفسا مطمئنة اليك قال صاحب منازل الطمأنينة سكون يقويه امن صحيح قال آآ ابن القيم قوله سكون يقويه امن اي سكون القلب مع قوة الامن الصحيح. الذي لا يكون امن غرور فان القلب قد يسكن الى امن الغروب ولكن لا يطمئن به بمفارقة ذلك السكون له والطمأنينة لا تفارقه فانها مأخوذة من الاقامة يقال اطمئن بالمكان والمنزل اذا اقام به وسبب صحة هذا الامن المقوي للسكون شبهه بالعيان او شبهه بالعيان بحيث لا يبقى معه شيء من مجوزات او مجوزات الظنون مجوازات الظنون والاوهام. بل كأن صاحبه يعاين ما يطمئن به فيأمن به اضطراب قلبه وقلقه وارتيابه واما الفرقان اللذان ذكرهما بينها وبين السكينة. فحاصل الفرق الاول ان السكينة تصول على الهيبة الحاصلة في القلب فتخمدها في بعض الاحيان فيسكن القلب من انزعاج الهيبة بعد السكون. وذلك في بعض الاوقات فليس حكما دائما مستمرا. وهذا يكون لاهل الطمأنينة دائما ويصحبه الامن والراحة بوجود الانس فان الاستراحة في السكينة قد تكون من الخوف والهيبة فقط والاستراحة في منزل الطمأنينة تكون مع زيادة انس وذلك فوق مجرد الامن وقدر زائد عليه. وحاصل الفرق الثاني ان الطمأنينة ملكة ومقام لا يفارق والسكينة تنقسم الى سكينة هي مقام ونعت لا يزول والى سكينة هي تكون وقتا دون وقت هذا حاصل كلامه فسكن روعه والطمأنينة بمنزلة حصن رآه مفتوحا فدخله وامن فيه وتقوى بصاحبه وعدته. فللقلب ثلاث احوال احدها الخوف والاضطراب والقلق من الوارد الذي يزعجه ويقلقه. الثاني زوال ذلك الوارد الذي يزعجه ويقلقه عنه وعدمه. الثالث ظفره فوزه بمطلوبه الذي كان ذلك الوالد حائلا بينه وبينه وكل منهما يستلزم الاخر ويقارنه فالطمأنينة تستلزم السكينة ولا تفارقها وكذلك بالعكس لكن استلزام الطمأنينة للسكينة اقوى من استلزام السكينة لاطمئن الثاني الفرق الثاني يعني ان الطمأنينة اعم فانها تكون في العلم والخبر به واليقين والظفر بالمعلوم ولهذا اطمأنت القلوب بالقرآن لما حصلت لها لما حصل لها الايمان به ومعرفته ومعرفته والهداية به في ظلم الاراء والمذاهب. واكتفت به منها وحكمته عليها وعزلتها وجعلته له الولاية باسرها كما جعلها الله فبه خاصمته اليه حاكمت وبه صالة وبه دفعت الشبهة واما السكينة فانها ثبات القلب عند هجوم المخاوف عليه وسكونه وزوال قلقه واضطرابه كما يحصل لحزب الله عند مقابلة العدو وصورته والله سبحانه وتعالى اعلى طيب وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال