تعلمون انه في القرآن جاء وصف الظن او اذا جاء ذكر الظن في اكثر على اكثر من وجه جاء ذكره على على وجه الظن الشكي الذي لا دليل عليه ولا اه مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ونحن كما ذكرت البارحة نقترب من النهاية آآ ربما بقي غير هذا المجلس ربما بقي مجلس واحد او مجلس هام فقط نبدأ اليوم في منزلة البقاء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين استعينوا بالله تعالى ونبتدأ المجلس الخامس والعشرين من مجالس القراءة المقاصدية مع التعليق اللي على كتاب في صفحة ثلاث مئة واربعة وثلاثين من المجلد الرابع طبعة طيبة اه نفس الملاحظة التي ذكرتها في بداية درس امس هي ايضا موجودة اليوم طيب قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل قال الشيخ باب البقاء قال الله عز وجل والله خير وابقى البقاء الذي يشير اليه القوم هو صفة العبد ومقامه والبقاء في الاية هو بقاء الرب ودوام وجوده وانما ذكره مؤمن السحرة في هذا المكان لان عدو الله فرعون توعدهم على الايمان باتلاف حياتهم وافناء ذواتهم فقالوا له وان فعلت ذلك فالذي امنا به وانتقلنا من عبوديتك الى عبوديته ومن طلب رضاك والمنزلة عندك الى طلب رضاه والمنزلة عنده خير منك وادوم وعذابك ونعيمك ينقطع ويفرغ ويفرغ وعذابه هو ونعيمه وكرامته لا تنقطع ولا تبيد فكيف نؤثر المنقطع الفاني الادنى على الباقي المستمر الاعلى ولكن وجه الاشارة بالاية ان الوسائل المتعلقات والمحب ان ان الوسائل والتعلقات والمحبة والارادة تابعة لغاياتها ومحبوبها ومرادها فمن كانت غايته غاية محبته وارادته منقطعة انقطع تعلقه عند انقطاعها. وذهب عمله وسعيه واضمحل ومن كان مطلوبه وغايته باقيا دائما لا زوال له ولا فناء ولا يضمحل ولا يتلاشى دام تعلقه ونعيمه به بدوامه فالوسائل تابعة للغايات والتعلقات تابعة لمتعلقاتها. والمحبة تابعة للمحبوب فليس المحبوب الذي يتلاشى ويضمحل ويفنى كالمحبوب الذي كل شيء هالك الا وجهه الا وجهه. كل شيء هالك الا وجهه. فالمحب باق ببقاء محبوبه يشرف بشرفه ويعظم خطره بحسب محبوبه ويستغني بغناه. ويقوى بقوته ويعز بعزه ويعظم شأنه في النفوس بخدمته وارادته ومحبته. تالله لولا حجاب الغفلة والعوائد والهوى والمخالفات لذاق القلب اعظم الالم بتعلقه بغير الحبيب الاول ولذاق اعظم اللذة والسرور بتعلقه به فالله المستعان ننتقل الى منزلة التحقيق استدل الهروي على هذه المنزلة بقول اه آآ بالاية او لم تؤمن قال الله تعالى لابراهيم عليه السلام او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال الامام ابن القيم وجه تعلقه باشارة الاية ان ابراهيم صلى الله عليه وسلم طلب الانتقال من الايمان بالعلم باحياء الله الموتى الى رؤية تحقيقه عيانا فطلب بعد حصول العلم الذهني تحقيق الوجود الخارجي فان ذلك ابلغ في طمأنينة القلب ولما كانت بين العلم والعيان منزلة اخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بالشك من ابراهيم اذ قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. وابراهيم لم يشك صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشك ولكن اوقع اسم الشك على المرتبة العلمية باعتبار التفاوت الذي بينها وبين مرتبة العيان في الخارج. طبعا هذا الحديث من الاحاديث اللي التي اه تعتبر من الاحاديث المشكلة عند كثير من اهل العلم واختلفت اقوالهم واراؤهم في تفسيرها. ما معنى انه حديث صحيح نحن احق بالشك من ابراهيم فبعضهم قال اه اه نحن احق بالشك ابراهيم لو شك ولكنه لم يشك وبالتالي نحن ايضا لم نشك والى اخره من التفسيرات هنا هذا الكلام من الامام ابن القيم كلام عالي جدا في تحقيق القول في الحديث هو يقول ماذا يقول ان العلم نفسه واليقين درجات هناك يقين مبني على الخبر وهناك يقين مبني على المشاهدة وهناك يقين مبني على المباشرة يعني مثل ان يخبرك ثقة صادق بوجود عسل ثم وانت تصدق به يقينا فلو قلنا ماذا نسمي هذا التصديق بوجود العسل لقلنا هذا تصديق يقيني. جميل. ولكنه علم اليقين فاذا رأى العسل وشاهده انتقل من العلم اليقين الى عين اليقين من علم اليقين الى عين اليقين فانتقل الذي كان مؤمنا به مؤمنا به من جهة الخبر الى انه زاد على ذلك ان رآه. فاذا ذاق العسل انتقل الى مرتبة حق اليقين فابن القيم يقول لما كان بين التصديق وبين رؤية ما صدق به لما كان بينهما تفاوت من حيث منزلة اليقين سمى المنزلة الادنى شكا وان لم تكن شكا بحد ذاتها ولكن باعتبار نزولها عما هي اعلى منه سماها شكا يقول ولكن اوقع اسم الشك على المرتبة العلمية باعتبار التفاوت الذي بينها وبين مرتبة العيان في الخارج وباعتبار هذه المرتبة سمى العلم اليقيني قبل مشاهدة معلومه ظنا يعني مستندة له وجاء الظن في القرآن على اليقين ولكن لماذا سمي ظنا؟ ابن القيم هنا يقول لانه دون منزلة رؤية هذا اليقين الذي اوقن الذي الذي ايقنه او اوقنوا به. الذي ايقنوا به. طيب يقول هنا اتى بالايات اه قال تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون يظنون يوقنون طيب قال وقال تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وهذا الظن علم جازم كما قال تعالى واعلموا انكم مناقون لكن بين الخبر والعيان فرق وفي المسند مرفوعا ليس الخبر كالعيان ولهذا لما اخبر الله موسى انه قد فتن قومه وان السامري اضلهم لم يحصل له من الغضب والكيفية والقاء الالواح ما حصل له عند مشاهدة ذلك طبعا هذي القصة قصة موسى عليه السلام هي التي ورد فيها الحديث اصلا هي التي ورد فيها حديث ليس الخبر كالمعاينة ان الله سبحانه وتعالى اخبر موسى بانه انا فتنا قومك من بعدك واضلهم السامرين رجع موسى الى قومه غضبان اسفا لكن متى القى الالواح واخذ يعني حصلت له الحالة الانفعالية الشديدة لما رأى بعينه ما حصل طب هو كان مصدقا ام لم يكن مصدقا؟ كان مصدقا يقينا ام ليس يقينا يقينا. ولكن ليس الخبر كالمعاينة طيب هذا موضع لمن يعرف المسألة هذا الموضع جليل جدا والتحقيق هذا تحقيق ممتاز للغاية من افضل ما قيل في تفسير الحديث هذا الكلام من الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهو تحقيق عالي جدا طيب آآ ثم قال آآ بعد آآ صفحة واحدة تقريبا قال اذا عرف هذا فمصحوب العبد من الحق هو معرفته ومحبته وارادة وجهه الكريم وما يستعين به على الوصول اليه وما هو محتاج اليه في سلوكه في التحقيق هو تخليصه من المفسدات القاطعة عنه الحائلة بين القلب وبين الموصل اليه وتحصينه من المخالطة وتحصينه من المخالطات وتخليصه من المشوشات فان تلك قواطع له عن مصحوبه الحق وهي نوعان لا ثالث لهما عوارض محبوبة وعوارض مكروهة الان ايش الاشياء التي تقطع الانسان وتصرف وجهه عن الاعتقاد الحق؟ ايش هي هذي الاشياء يقول لك نوعان من العوارض عوارض محبوبة وعوارض مكروهة العوارض المحبوبة مثل ايش؟ مثل ما يتعلق به الانسان من مرادات والعوارض المكروهة مثل الابتلاءات التي تمر به من الفقدان والامراض والاسقام وما الى ذلك آآ نقل الكلام الجميل عن ابن تيمية سيأتينا بعد قليل في قضية العوارض المكروهة يقول فصاحب مقام التحقيق لا يقف مع العوارض المحبوبة فانها تقطعه عن مصحوبه ومحبوبه ولا مع العوارض المكروهة فانها قواطع ايضا ويتغافل عنها ما امكنه ما امكنه فانها تمر بالمكاثرة والتغافل مرا سريعا هذا كلام جميل جدا في التعامل مع الهموم يقول لا تقف مع العوارض المكروهة تغافل عنها تمر بالمكاثرة المكاثرة ايش هي المكاثرة المكاثرة اللي هي يعني عادة تطلق على على مثلا او عادة ما يستعملها الفقهاء في مسألة الماء انه اذا مثلا وقعت نجاسة على الارض مثلا مثلا في تراب او في بلاط فاذا كوثرت بالماء يعني صب عليها الماء الطاهر كثيرا. وقعت المكاثرة فزالت النجاسة آآ او او في اناء وقعت نجاسة فتصب يصب الماء يصب الماء في الاناء حتى يكثر يكثر ويفيض فبالمكاثرة هذه تغلب فهو يقول لك هنا الهموم تمر بالمكاثرة يعني اذا اذا زاحمتها باشياء اخرى من من الامور سواء البيئة الايمانية او حتى من الامور التعلل ببعض الامور المسعدة هذي المكاثرة وبالتغافل ايضا تمر مرا سريعا لا يوسع دوائرها وانما فانه كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالا فسيحا فصارت فيه وجالت ولو ضيقها بالاعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت. فصاحب مقام التحقيق ينساها ويطمس اثارها ويعلم انها جاءت بحكم المقادير في دار المحن. والافات قال لي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مرة العوارض والمحن هي كالحر والبرد فاذا علم العبد انه لا بد منهما لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك ولم يحزن فاذا صبر العبد على هذه العوارض ولم ينقطع بها رجي له ان يصل الى مقام التحقيق فيبقى مع مصحوبه الحق وحده فتهذب نفسه وتطمئن مع الله وتنفطم عن عوائد السوء حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه وتعود جوارحه متابعة للاوامر فيحس قلبه وهو فيحس قلبه حينئذ بان معية الله معه وتوليه له فيبقى في حركاته وسكناته بالله لا بنفسه وترد على قلبه التعريفات الالهية وذلك انما يكون في منزلة البقاء بعد الفناء والظفر بالمحبة الخاصة ويشهد الالهية والقيومية والفردانية فان على هذه المشاهد الثلاثة مدار المعرفة والوصول والمقصود ان صاحب مقام التحقيق يعرف الحق ويميز بينه وبين الباطل فيمسك بالحق ويلغي الباطل فهذه مرتبة ثم يتبين له ان ذلك ليس به بل بالله وحده مر حينئذ من حوله وقوته طيب ثم انتقل المؤلف الهروي رحمه الله الى منزلة التلبيس والامام ابن القيم تعقب عليه آآ بتسمية هذه المنزلة منزلة تلبيس طبعا هو ايش يقصد للتلبيس؟ هو اه يقصد انه الله سبحانه وتعالى اه لما جعل الحر والبرد والنار والامراض والاسباب الاسباب بشكل عام ايا كانت يقول هذا آآ هذه اشياء اشبه ما تكون بالفتنة للانسان. فاذا آآ اذا شاهد الاسباب فان هذا يكون تلبيسا عليه والمطلوب انه هو لا يشاهد ولا شيء من الاسباب يفنى عن الاسباب ويتعلق بالمسبب الواحد ويرى ان ان كل شيء بسببه هو سبحانه وتعالى اه فالنار لا تحرق بنفسها وانما تحرق بارادة الله ان تحرق وما الى ذلك. طبعا هذا الكلام فيه اشكال. من حيث اه تفريغ تفريغ الاسباب عن قواها التي اودعها الله فيها اه وهذي مبالغة طبعا والامام ابن القيم اعترض على امرين اعترض على المعنى وعلى اللفظ فاعترض على اللفظ من جهة التلبيس اه واعترض على المعنى من جهة الاسباب انه ليس صحيحا انه تحقيق التوحيد هو في تغييب قضية الاسباب اه سنقرأ كلامه في قضية بس اول شي نشوف شي من من كلامه عن كلام ابن القيم في الادب مع شيخه الهروي ليس شيخوخ بالمباشرة وانما اقصد شيخه يعني الشيخ الهروي يعني آآ ادبه مع انه اخطأ في هذه المسألة كما قال ابن القيم خطأ كبيرا يعني اه في صفحة ثلاث مئة واثنين وخمسين يعني بعد البداية بثلاث صفحات تقريبا قال اه شيخ الاسلام حبيبنا شيخ الاسلام طبعا يقصد الهروي هنا آآ شيخ الاسلام حبيبنا ولكن الحق احب الينا ولكن الحق احب الينا منه وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول عمله خير من علمه. يعني عمل الهروي خير من علمي وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول عمله خير من علمه وصدق رحمه الله فسيرته بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد اهل البدع لا يشق له فيها غبار. وله المقامات المشهورة في نصرة الله ورسوله وابى الله ان يكسو ثوب العصمة لغير الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. وقد اخطأ في هذا الباب لفظا ومعنى لفظا ومعنى لفظا اللي هي في في التلبيس والمعنى في قضية الاسباب اما اللفظ فتسميته فعل الله الذي هو حق وصواب وحكمة ورحمة وحكمه الذي هو عدل واحسان وامره الذي هو دينه وشرعه وتلبيسا ومعاذ الله ثم معاذ الله من هذه التلبيسة من هذه التسمية. ومعاذ الله من الرضا بها والاقرار عليها والذب عنها والانتصار لها. ونحن نشهد بالله ان هذا تلبيس على شيخ الاسلام الهروي يقصد فالتلبيس وقع عليه ولا نقول وقع منه ولكنه صادق لبس عليه ولعل متعصبا له يقول انتم لا تفهمون كلامه فنحن نبين مراده على وجهه ان شاء الله ثم نتبع ذلك بما له وعليه. فبدأ يفسر كلام الهرمي حتى يقول للمنتقد لا ترى انا فاهم كلامه بالضبط ايش هو. وايضا حتى بعد فهمي له كلامه غير اه صحيح طبعا الكلام اغلبه في قضية الاسباب اه ساقرأ اخر شيء تعقيب ابن القيم على ضرورة وجود الاسباب اه والا كما قلت هو ناقش شرح كلامه طويلا في شرح كلامهم بشكل عام اه في ضرورة عدم مشاهدة الاسباب طيب نروح لصفحة ثلاث مئة وثلاثة وسبعين اه ثلاث مئة وثلاثة وسبعين يقول فصل قد عرفت ان هذا الباب مبناه على محو الاسباب وعدم الالتفات اليها والوقوف معها ولهذا سمى المصنف نصبها تلبيسا ونحن نقول ان الدين هو اثبات الاسباب والوقوف معها والنظر اليها والالتفات اليها وانه لا دين الا بذلك كما لا حقيقة الا به فالحقيقة والشريعة مبناهما على اثباتهما على اثباتها. لا على محوها. ولا ننكر الوقوف معها. فان الوقوف معها اي مع الاسباب. فرض على كل مسلم لا يتم اسلامه وايمانه الا بذلك والله تعالى امرنا بالوقوف معها. بمعنى انا نثبت الحكم اذا وجدت اذا وجدت وننفيه اذا عدمت ونستدل بها على حكمه الكوني وقوفنا معها بهذا الاعتبار هو مقتضى الحقيقة والشريعة وهل يمكن حيوانا ان يعيشوا في هذه الدنيا الا بوقوفه مع الاسباب فينتجع مساقط غيثها ومواقع قطرها ويرعى في خصبها دون جدبها ويسالمها ولا يحاربها فكيف وتنفسه في الهواء بها وتحركه بها وسمعه وبصره بها وغذاؤه بها ودواؤه بها وهداؤه بها وسعادته بها وضلاله وشقاؤه بالاعراض عنها والغائها فاسعد الناس في الدارين اقومهم بالاسباب الموصلة الى مصالحها او مصالحهما واشقاهم في الدارين اشدهم تعطيلا لاسبابهما فالاسباب محل الامر والنهي والثواب والعقاب والنجاح والخسران وبالاسباب عرف الله وبها عبد الله وبها اطيع الله وبها تقرب اليه المتقربون وبها نال اولياؤه رضاه وجواره في جنته وبها نصر حزبه او نصر حزبه ودينه واقاموا دعوته وبها ارسل رسله وشرع شرائعه وبها انقسم الناس الى سعيد وشقي ومهتد وغوي فالوقوف معها والالتفات اليها والنظر اليها هو الواجب شرعا كما هو الواقع قدرا ولا تكن ممن غلظ حجابه وكثر طبعه فيقول لا نقف معها وقوفها من آآ من من يعتقد انها مستقلة بالاحداث والتأثير وانها ارباب من دون الله يعني كانه يقول انه لا تجعل القضية اما او مغالطة اما او يعني اما اني انا الغي الاسباب كلها او اني اذا اخذت الاسباب فمعناه اني انا سأرى انها هي المستقلة بالاحداث والتأثير وانها ارباب من دون الله لا هناك مقام بين ذلك فان وجدت احدا يزعم ذلك ويظن انها ارباب والهة مع الله مستقلة بالايجاد او انها عون لله يحتاج في فعله اليها او انها شركاء له فشأنك به فمزق اديمه وتقرب الى الله بعداوته ما استطعت والا فما هذا النفي لما اثبته الله والالغاء لما اعتبره هو الاهداء الاهدار لما حققه هو الحق والوضع لما نصبه والمحو لما كتبه والعزل لما لما ولاه فان زعمت انك تعزلها عن الرتبة الالهية فسبحان الله من ولاها هذه الرتبة حتى تجعل سعيك في عزلها عنها ويا لله ما اجهل كثيرا من اهل الكلام والتصوف حيث لم يكن عندهم تحقيق التوحيد الا بالغائها ومحوها واهدارها بالكلية وانه لم يجعل الله في المخلوقات قوى ولا طبائع ولا غرائز لها تأثير لها تأثيره اه لها تأثير اه موجبة ما او تأثير موجبة ما ولا ولا في النار حرارة ولا احراق آآ ولا في الدواء قوة مذهبة للداء ولا في الخبز قوة مشبعة ولا في الماء قوة مروية ولا في العين قوة باصرة ولا في الانف قوة سامة ولا في السم وقاتلة ولا في الحديث قوة قاطعة وان الله لم يفعل شيئا بشيء ولا فعل شيئا لاجل شيء فهذا غاية توحيدهم الذي يحومون حوله ويبالغون في تقريره فلعمر الله لقد اضحك عليهم العقلاء واشمت بهم الاعداء ونهجوا لاعداء الرسل طريق اساءة الظن بهم وجنوا عن الاسلام والقرآن اعظم جناية وقالوا وقالوا نحن انصار الله ورسوله الموكلون بكسر اعداء الاسلام واعداء الرسل. ولعمر الله لقد كسروا الدين وسلطوا عليه المبطلين. وقد قيل اياك ومصاحبة الجاهل فانه يريد ان ينفعك فيضرك فقف مع الاسباب حيث امرت بالوقوف معها وفارقها حيث امرت بمفارقتها. كما فارقها الخليل وهو في تلك السفرة من المنجنيق حيث عرض له جبريل اقوى الاسباب فقال لك قال اما اليك فلا ودر معها حيث دارت ناظرا الى من ازمتها بيديه. والتفت اليه التفات العبد المأمور الى تنفيذ ما امر به والتحديق نحوه ورعها. حق رعايتها ولا تغيب عنها ولا عنها بل انظر اليها وهي في رتبتها التي انزلها الله اياها واعلم ان غيبتك بمسببها عنها نقص في عبوديتك بل الكمال ان تشهد المعبود وتشهد قيامتك قيامك بعبوديته وتشهد ان قيامك به لا بك ومنه لا منك وبحوله وقوته لا بحولك وقوتك. ومتى خرجت عن ذلك وقعت في انحرافين لابد لك من احدهما. اما ان تغيب بها عن المقصود لذاته لضعف نظرك او غفلتك وقصور علمك ومعرفتك واما ان تغيب بالمقصود عنها بحيث لا تلتفت اليها والكمال ان يسلمك الله من الانحرافين فتبقى عبدا ملاحظا ناظرين الى المعبود والله المستعان وعليه التوكال ولا حول ولا قوة الا بالله هذا من الكلام الجميل والتحقيق العلمي المتوازن في باب زلة فيه اقدام طائفتين طائفة تلغي الاسباب وترى ان تحقيق التوحيد عدم الالتفات اليها وطائفة تتعلق بالاسباب تعلقا آآ شديدا وكبيرا وتنسى المسبب سبحانه وتعالى حسنا بعد ذلك ننتقل الى صفحة ثلاث مئة وثمانية وتسعين في منزلة التفريج اه هنا مسألة عارضة يتكلم عن مسألة الافتخار بالعمل الافتخار بالعمل وايضا هي مسألة فيها توازن من هنا ذكره آآ عادة يعني مر معنا الحديث عن آآ اخفاء العمل وما الى ذلك حتى انه في آآ قبل ذلك لا ادري اين بالضبط لكنه في في هذه المنازل التي في اليوم ذكر عن بعض السلف انهم يعني حتى اذا اخذه البكاء كان يحاول ان يوري آآ يعني يشعر به لكن هنا ايضا ذكر قضية في الموازنة فقال اه ذكر ايضا في هذه الدرجة ثلاثة امور الافتخار والسلوك والقبض فالافتخار نوعان مذموم ومحمود. فالمذموم اظهار مرتبته على ابناء جنسه ترفعا عليهم وهذا غير مراد. والمحمود اظهار الاحوال السنية والمقامات الشريفة بوحا بها اي تصريح واعلان لا على وجه الفخر بل على وجه تعظيم النعمة والفرح بها وذكرها ونشرها والتحدث بها والترغيب فيها وغير ذلك من المقاصد في اظهارها. كما قال النبي انا سيد ولد ادم ولا فخر وانا اول من تنشق عنه الارض يوم القيامة ولا فخر وانا اول شافع واول مشفع ولا فخر. وقال سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه انا اول من رمى بسهم في سبيل الله. وقال ابو ذر رضي الله عنه لقد اتى علي كذا وكذا واني ثالث لثالث الاسلام. وقال علي رضي الله عنه انه لعهد النبي الامي الي انه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق. وقال عمر عمر رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث وقال علي رضي الله عنه اشار الى صدره ان ها هنا علما جما لو اصبت له حملة. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وان زيدا ليلعب مع الغيمان. وقال ايضا ما من كتاب الله اية الا وانا اعلم اين نزلت وماذا اريد بها ولو اعلم ان احدا بكتاب اعلم كتاب الله مني تبلغه الابل لرحلت اليهم هذه الاثار طبعا هو اجمل لم يذكر فقهها على وجه التفصيل. وهي تحتاج الى فقه ايضا لانه بعضها اصلا لها مناسبات يعني احيانا يتهم الشخص فيدافع عن نفسه احيانا الى اخره من الحالات ثم قال وقال بعض الصحابة لان تختلف في الاسنة احب الي من ان احدث نفسي في الصلاة بغير ما انا فيه وهذا اكثر من ان يذكر والصادق تختلف عليه الاحوال فتارة يبوح بما اولاه ربه ومن به عليه لا يطيق كتمان ذلك وتارة يخفيه ويكتمه لا يطيق اظهاره. فتارة يقبض وتارة يبسط وينشط وينشط وتارة يجد لسانا قائلا لا يسكت وتارة لا يقدر ان ينطق بكلمة وتارة تجده ضاحكا مسرور وتارة باكيا حزينا وتارة يجد جمعية لا سبيل للتفرقة عليها وتارة تفرقة اللا جمعية معها وتارة يقول واطرباه واخرى يقول واحرباه بخل اه بخلاف من هو اه طبعا في وحدة من النسخ اه وحزنه بخلاف من هو على لون واحد لا يوجد على غيره فهذا لون والصادق لون نذهب الى اخر موضع في قراءة اليوم في منزلة الجمع اه الامام ابن القيم ايضا كما ذكرت في منزلة التلبيس آآ في ميزان التلبيس اعترض على الامام الهروي من جهة اللفظ ومن جهة المعنى وهنا في منزلة الجمع اعترض على بعض الامور ومن ذلك انه آآ اعترض على قوله في الصفحة اربع مئة وخمسطعش اعترض على قوله على قول الهروي والجمع غاية مقامات السالكين وهو طرف بحر التوحيد آآ فالامام ابن القيم هنا يعترض عليه فيقول وجه ذلك ان السالك ما دام في سلوكه طبعا اول شيء يشرح المعنى يشرح مراد الهروي بعدين يتعلق يعلق عفوا قال ان السالك ما دام في سلوكه فهو في تفرقة الاستدلال وطلب الشواهد فاذا وصل الى مقام المعرفة وصار همه هما واحدا لله وفي الله وبالله ينزل في منزلة الجمع ويشمر لركوب بحر التوحيد الذي يتلاشى فيه كل ما سوى الواحد فالجمع عنده نهاية سفر السالكين الى الله. وهذا موضع غير مسلم له على اطلاقه. وانما غاية مقام السالكين التوبة باه التي هي بدايات منازلهم. يعني هو يقول انه التوبة تعرف احنا من اوائل المنازل اللي مرت بنا في المجلد الاول التوبة آآ فالمهم ابن القيم يقول ارأيتم تلك المنزلة التوبة اللي كانت اللي هي بدايات منازلهم؟ يقول ترى هذي هي النهايات توب يقول ولعل سمعك ينفر من هذا غاية النفور وتقول هذا كلام من لم يعرف شيئا من طريق القوم ولا نزل في منازل الطريق ولا عمر الله ان كثيرا من الناس ليوافقك على هذا ويقول اين كنا واين صرنا؟ نحن قد قطعنا منزلة التوبة وبيننا وبينها مئة مقام فنرجع من مئة مقام اليها ونجعلها غاية مقام السالكين اسمع الان وعد ولا تعجل بالانكار ولا تبادر بالرد وافتح ذهنك لمعرفة نفسك وحقوق ربك وما ينبغي له منك وما له منك وما له من الحق عليك ثم انسب اعمالك واحوالك وتلك المنازل التي نزلتها والمقامات التي قمت فيها لله وبالله الى عظيم جلاله وما يستحقه ما هو له اهل. فان رأيتها وافية بذلك مكافئة له فلا حاجة حينئذ للتوبة والرجوع اليها. رجوع عن المقامات العلية وانحطاط من علو الى سفل نوع من غاية الى بداية وما ذلك ببعيد من كثير من المنتسبين الى هذا الشأن المغرورين باحوالهم ومعارفهم واشاراتهم وان رأيت ان اضعاف اضعاف ما قمت به من صدق واخلاص وانابة وتوكل وزهد وعبادة لا يفي بايسر حق له عليك ولا يكافئ نعمة من نعمه عندك وان ما يستحقه لجلاله وعظمته اعظم واجل واكبر مما يقوم به الخلق فاعلم الان ان التوبة نهاية كل عارف وغاية كل سالك وكما انها بداية فهي نهاية الحاجة اليها في النهاية اشد من الحاجة اليها في البداية بل هي في النهاية في محل الضرورة هذا الكلام من اجمل ما يمكن ان يقال خلاصة الكلام ويقول انتم تقولوا ان التوبة بداية المنازل وخلاص في بداية الطريق الواحد المسكين اللي يعني العاصي والهذا هو اللي يتوب ونعم حتى المؤمن يتوب ولكنه بعد ذلك سينتقل الى مقامات اخرى فيقول احنا الان قطعنا يمكن مئة مقام. ايش اللي ترجع الى منزلة التوبة؟ هو يقول لك تمام. لا تستعجل. خليك معايا وافتح ذهنك. واعرف ايش ايش اللي راح اقول لك اياه. فهو يقول تلك المنازل المئة اللي بين التوبة الى الان اللي نزلت فيها وقمت فيها ان رأيت بعد ما تعرفت عليها التوكل والتفويض والرضا والتسليم والصبر الى اخره كل ما مر اذا رأيت انك انت عملتها عملا تكافئ به ما يستحقه الله سبحانه وتعالى من من حق فخلاص لا ترجع للتوبة يعني اعتبر نفسك الان في مقام عالي واذا رجعت للتوبة فعلا انت نزلت وهو يقول نعم في مغرورين في مغرورين يعتقدون هذا الاعتقاد لكن لكن اذا انت بهذا البعد كل هذه المقامات عرفت حق الله اكثر وعرفت انه يستحق اضعاف اضعاف ما عملت فهنا ستدرك جيدا ان التوبة فيك فيك ومعك معك ولن تنتهي اه الا اليها آآ هذا كلام جليل جدا جدا للغاية يعني. ثم قال فاسمع الان ما خاطب الله به رسوله في اخر الامر عند النهاية وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر حياته اشد ما كان استغفارا واكثره قال الله تعالى ولقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم. وهذا انزله الله سبحانه بعد غزوة تبوك وهي اخر الغزوات التي غزاها صلى الله عليه وسلم بنفسه فجعل الله سبحانه التوبة عليهم شكرا لما تقدم من تلك الاعمال. وذلك الجهاد. وقال تعالى في اخر ما نزل ما انزل على رسوله اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم ما صلى صلاة بعدما نزلت عليه هذه السورة الا قال فيها سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وذلك في نهاية امره صلى الله عليه وسلم ولهذا فهم منها علماء الصحابة كعمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس انه اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلمه الله اياه فامره سبحانه بالاستغفار في نهاية احواله واخر امره على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم مقاما وحالا واخر ما سمع من كلامه عند قدومه على ربه اللهم اغفر لي الحقني بالرفيق الاعلى وكان صلى الله عليه وسلم يختم كل عمل صالح بالاستغفار في الصوم والصلاة والحج والجهاد فانه كان اذا فرغ منه اشرف على المدينة قال ايبون تائبون بربنا حاملون. وشرع ان يختم المختم المجلس بالاستغفار وان كان مجلس خير وطاعة. وشرع ان يختم العبد عمل يومه بالاستغفار فيقول عند النوم استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه وان ينام على سيد الاستغفار. يعني سيد الاستغفار اصح والعارف بالله واسمائه وصفاته وحقوقه يعلم ان العبد احوج ما يكون الى التوبة في نهايته وانه احوج الى التوبة من الفناء والاتصال وجمع الشواهد وجمع الوجود وجمع العين وكيف يكون ذلك اعلى مقامات السالكين وغاية مطلب المقربين ولم يأتي له ذكر في القرآن ولا في السنة ولا يعرفه الا النادر من الناس. ولا يتصوره اكثرهم الا بصعوبة ومشقة ولو سمعه اكثر من خلقنا ما فهموه. ولا عرفوا المراد منه الا بترجمة فاين في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم او كلام الصحابة؟ الذين نسبة معارف من بعدهم الى معارفهم كنسبة فضلهم ودينهم وجهادهم اليهم ما يدل على ذلك اشير اليه فصار المتأخرون ارباب هذه الاصطلاحات الحادثة بالالفاظ المجملة والمعاني المتشابهة. اعرف بمقام السالكين ومنازل السائلين وغاياتها من اعلم الخلق بالله بعد رسله هذا من اعظم الباطل وهؤلاء في باب الارادة والطلب والسلوك نظير ارباب الكلام للمعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم في باب العلم والخبر عن الله واسمائه وصفاته الان انتقل الى نظير يعني يقول كما اننا نعرف المعيار الحقيقي في منازل السلوك والمقامات بناء على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم من اتبعه من افاضل الخلق من اصحابه في منازل السلوك وانت قد سمعت ما قاله من ان النبي صلى الله عليه وسلم انما ختم عمره وختم مقاماته التي لن تصل اليها ولن يصل اليها احد آآ ختمها بالتوبة. بل وكان يدمن على الاستغفار صلى الله عليه وسلم في اخر عمره. وما صلى صلاة الا دعا فيها بالمغفرة بعد ان نزلت عليه تلك السورة. يقول اين هذا وما تزعمونه من ان غاية المطالب ونهاية السالكين ونهاية مدارج ومنازل السائرين هي الفناء والاتصال وجمع الشواهد وجمع الوجود وجمع العين وهي الفاظ تحتاج الى ترجمة حتى نفهمها ولم تأتي الى اخره ثم لما صور هذا المشهد انتقل الى مشهد اخر يوازيه وان كان ليس متعلقا بالسلوك وانه متعلق بمسألة ايضا مقام اخر في الدين او قضية اخرى حصل فيها نفس ما حصل في هذا ادعاء من ان تلك الالفاظ المتأخرة والمعاني المتأخرة هي المعيار وهي الدين وهي وهي بينما الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا اخر يقول وهؤلاء في باب الارادة هؤلاء يقصد اهل التصوف الذين زعموا الفناء والاتصال والشواهد النهائية لغاية المقام. يقول هؤلاء في باب الارادة والطلب والسلوك نظير ارباب الكلام من المعتزلة والجهمية من سلك سبيلهم في باب العلم والخبر عن الله واسمائه وصفاته. فالطائفتان بل وكثير من المصنفين في الفقه من المتكلفين اشد التكلف. وقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل ما اسألكم عليه من اجري وما انا من المتكلفين وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من كان منكم مستنا فليستنى لمن قد مات فان الحي لا يؤمن عليه الفتنة اولئك اصحاب محمد ابر هذه الامة قلوبا واعماقهم علما واقلهم تكلفا قوم اختارهم الله بصحبة نبيه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم فلا تجد هذا التكلف الشديد والتعقيد في الالفاظ والمعاني عند الصحابة اصلا. وانما يوجد عند من عدل عن طريقهم. واذا تأمله عارف وجده كلحم جمل غث على رأس جبل النار لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقد. في طول عليك الطريق ويوسع لك العبارة ويأتي بكل لفظ غريب ومعنى اغرب من اللفظ فاذا وصلت لم تجد معك حاصلا طائلا ولكن تسمع جعجعة ولا ترى طحنا في المتكلمون في جعاجع الجواهر والاعراض والاكوان والالوان والجوهر الفرد والاحوال والحركة والسكون والوجود والماهية والانحياز والجهات والنسب والاضافات والغيرين والخلافين والنقيضين والتماثل والاختلاف والعرض هل وما هو الزمان والمكان ويموت احدهم ولم يعرف الزمان والمكان ويعترف بانه لم يعرف الوجود هل هو ماهية الشيء او زائد عليها؟ ويعترف انه شاك في وجود الرب هل هو وجود النحض او وجود المقارن لماهية؟ ويقول الحق عندي الوقف في هذه المسألة. ويقول افظلهم عند نفسه عند الموت اخرجوا اه اخرج من الدنيا وما عرفت الا مسألة واحدة وهي ان الممكن يفتقر الى واجب. ثم قال الافتقار امر عدمي فاموت ولم اعرف شيئا وهذا اكثر من ان يذكر كما قال بعض السلف اكثر الناس شكا عند الموت ارباب الكلام ثم ذكر ايضا الفلاسفة وتكلفاتهم ذكر مصطلحاتهم ثم كذلك قالوا وكذلك المتكلفون من اصحاب الارادة والسلوك. الان رجع للارادة والسلوك نفس اللي بدأ فيهم وارباب الحال والمقام والوقت والمكان والبادية والبادية والوارد والخاطر والواقع والقادح واللامع والغيبة والحضور والمحق والحق والسكر واللوائح والطوارع والعطش والدهش والتلبيس والتمكين والتلوين والاسم والرسم والجمع وجمع الجمع وجمع الشواهد وجمع الوجود والاثر والكون والبون والاتصال والانفصال والمسامرة والمشاهدة هذا المعاينة والتجلي والتخلي وانا بلا انا وانت بلا انت ونحن بلا نحن وهو بلا هو. وكل ذلك ادنى اشارة الى تكلف هؤلاء الطائفة وتنطعهم. وكذلك كثير من المنتسبين لان الفقه له مثل هذا التكلف واعظم منه. فكل هؤلاء محجوبون بما لديهم موقوفون على ما عندهم خاضوا بزعمهم بحار العلم. وما ابتلت اقدامهم وكدوا افكار وكدوا افكارهم واذهانهم وخواطرهم وما استنارت بالعلم الموروث عن الرسل قلوبهم ما استناروا بالعلم الموروء ما استنارت بالعلم الموروث عن الرسل قلوبهم وافهامهم. فرحين بما عندهم من العلوم راضين بما قيد قيدوا به من الرسوم فهم في واد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه في واد والله يعلم انا لم نتجاوز فيهم القول بل قصرنا فيما ينبغي لنا ان نقوله ان نقوله فذكرنا غيظا من فيض وقليلا من كثير. وهؤلاء كلهم داخلون تحت الرأي الذي اتفق السلف على ذمه وذم اهله. فهم اهل الرأي حقا الذين قال فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه اياكم واصحاب الرأي فانهم اعداء السنن الاحاديث ان يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا واضلوا. وقال ايضا اصحاب الرأي اعداء السنن اعيتهم ان يعوها وتفلتت عليهم ان ان يروها. فاشتغلوا عنها بالرأي وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه اي ارض تقلني واي سماء تظلني ان قلت في كتاب الله برأيي او بما لا اعلم. وقال عمر رضي الله عنه يا ايها الناس ان الرأي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لان الله عز وجل كان يريه وانما هو منا الظن والتكلف. وقال ابن عباس رضي الله عنه من احدث رأيا ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة من رسول الله لم ير لم يرد ما هو على ما هو منه او لم يردد ما هو على ما هو منه اذا لقي الله عز وجل اه كانه المحقق يقول لم يدري آآ لم يدري ما هو من على ما هو منه اذا لقي الله عز وجل وليس لم يرد وقال عمر رضي الله عنه يا ايها الناس اتهموا رأيكم على الدين فقد رأيتني واني لارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيي اجتهد والله ما ال ذلك يوم يجندل اللي هو يوم صلح الحديبية والكتاب آآ يكتب او يكتب فقالوا تكتب باسمك اللهم فرضي الرسول صلى الله عليه وسلم وابيت فقال يا عمر تراني قد رضيت وتأبى؟ وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روينوه من طريق مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال اخبرنا سليمان ابن عتيق عن طرف بن الحبيب من الاحنف بن قيس عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا هلك المتنطعون؟ الا هلك المتنطعون؟ الا هلك المتنطعون. فان لم تكن هذه الالفاظ والمعاني التي تجدها او نجدها في كثير من كلام هؤلاء تنطعا فليس للتنطع حقيقة. والله سبحانه وتعالى اعلم هذا ايضا مقام تحقيقي عالي جدا من المقامات المنهجية المفاهيمية آآ الجميلة والمفيدة والتي يمكن ايضا الاقتباس منها الاستفادة منها في نظائرها مما يكون فيه اه شيء من التكلف. رجع الان ليؤكد المعنى الذي ابتدأ به وان التوبة هي غاية مقام سالكين وهي النهاية وهي هي المبتدأ وهي المنتهى يقول فصل فان لم يسمح قلبك بكون التوبة غاية مقامات السالكين ولم تسق الى شيء مما ذكرناه او ممن ذكرنا وابيت الا ان يكون تلاشي نهاية الاتصال في عون الوجود محقا وتلاشي علوم الشواهد في العلم اللبنية صرفا وجمع الوجود وجمع العين هو نهاية مقامات السالكين الى الله بحيث يدخل في ذلك كل سالك فاعلم ان هذا الجمع المذكور بمجرده لا يعطي عبودية ولا ايمانا فضلا عن ان يكون غاية كل نبي وولي وعارف فان هذا مراد ربه الديني الشرعي منه وهذا حظه مراده من ربه. وبالله التوفيق اه ولا يزال يناقش يعني ولا يزال يناقش في هذه المسألة اه يعني لكن ما قرأته هو اهم ما قيل وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جمع يحصل للصديق والزنديق وللملاحدة والاتحادية منه حظ كبير وحوله يدندنون وهو عندهم نهاية التحقيق. فاين تحقيق العبودية والقيام باعبائها واحتمال فرائضها وسننها وادائها والجهاد لاعداء الله والدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمل الاذى في الله في هذا الجمع. واين معرفة الاسماء والصفات فيه مفصلا؟ واين معرفتها يحبه الرب تعالى ويكره فيه مفصلا واين معرفة خيرين وشر الشريين فيه؟ واين العلم بمراتب العبودية ومنازلها فيه؟ فالحق ان نهاية السالكين تكميل مرتبة عبودية صرفا وهذا مما لا سبيل اليه لبني الطبيعة. وانما خص بذلك الخليلان عليهم الصلاة والسلام من بين سائر الخلق. اما ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه فان الله عز وجل شهد له بانه وفى. واما سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم فانه كمل مرتبة العبودية فاستحق التقديم على سائر الخلائق. فكان صاحب الوسيلة والشفاعة التي يتأخر عنها جميع الرسل ويقول هو انا لها. ولهذا ذكره الله سبحانه وتعالى بالعبودية في اعلى مقاماته واشرف احواله. كقوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا وقوله وانه لم مقام عبدالله يدعوه وقوله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ولهذا يقول المسيح حين يرغب اليه في الشفاعة اذهبوا الى محمد عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فاستحق تلك الرتبة العليا بتكميل عبوديته لله وبكمال مغفرة الله له. فرجع الامر الى ان غاية المقامات ونهايتها هو التوبة والعبودية المحضة. لا جمع العين ولا جمع الوجود ولا تلاشي الاتصال فان قلت فهذا الجمع انه ما يحصل لمن قام بحقيقة التوبة والعبودية قيل ليس ذلك بل الذي يحصل لمن قام بذلك هو جمع الرسل وخلفائهم وهو جمع الهمة على الله سبحانه وتعالى محبة وانابة وتوكلا وخوفا ورجاء ومراقبة وجمع الهمة على تنفيذ اوامر الله في الخلق دعوة وجهادا فهما جمعان. يعني يقول تبغاني ناخذ لفظ الجمع خذ المعنى الصحيح الموافق للشريعة في قضية الجمع. الجمع الاول هو جمع الهمة على الله من حيث الطلب يعني من حيث المحبة والانابة والتوكل والخوف والرجاء والجمع الثاني جمع الهمة على تنفيذ اوامر الله في الخلق اه جمع يعني فهما جمعان. جمع القلب على المعبود وحده وجمع الهم له على محض عبوديته. فان قلت فاين شاهد هذين الجمعين؟ قلت في القرآن كله فخذوا من فاتحة الكتاب في قوله اياك نعبد واياك نستعين وتأمل في قوله اياك ما في قوله او تأمل ما في قوله اياك من التخصيص لذاته المقدسة بالعبادة والاستعانة وما في قوله نعبد الذي هو للحال والاستقبال وللعبادة الظاهرة والباطنة من استيفاء انواع العبادة حالا واستقبالا قولا وعملا ظاهرا وباطنا والاستعانة على ذلك لا بغيره. ولهذا كانت الطريق كلها في هاتين الكلمتين. وهي معنى قولهم الطريق في اياك في اياك اريد بما تريد فجمع المراد فجمع المراد في واحد والارادة في مراده الذي يحبه ويرضاه فالى هذا دعت الرسل من اوله من اخرهم واليه شخص العاملون وتوجه المتوجهون كل الاحوال والمقامات من اولها الى اخرها مندرجة ضمن ذلك او في ضمن ذلك ومن ثمراته وموجباته فالعبودية تجمع كمال الحب في كمال الذل وكمال الانقياد لمرض المحبوب واوامره فهي الغاية التي ليس فوقها غاية. واذا لم يكن الى القيام بحقيقتها كما يجب سبيل فالتوبة هي المعول او هي المعول والاخية. وقد عرفت بهذا وبغيره ان حاجة اليها في النهاية اشد من الحاجة اليها في البداية. ولولا تسنن روحها لحال اليأس بين ابن الماء والطين وبين الوصول الى رب العالمين هذا لو قام بما ينبغي عليه ان يقوم به لسيده من حقوقه فكيف والغفلة والتقصير والتفريط والتهاون وايثار حظوظه في كثير من الاوقات حقوق ربه لا يكاد يتخلص منها. ولا سيما السارق على درب الفناء والجمع لان ربه يطالبه بالعبودية ونفسه تطالبه بالجمع والفناء. ولو حقق النظر مع نفسه وحاسبها حسابا صحيح ان نتبين له ان حظه يريد ولذته يطلب. نعم كل واحد يطلب ذلك لكن الشأن في الفرق بين من صار حظه نفس مرضاته الله ومحابه ومحابه احبت اه ومحابه. احبت ذلك نفسه او كرهته. وبين من حظه ما يريد من ربه. فالاول