القيام بترجمة مشاهير المحدثين. وبيان ابرز اللفتات في حياتهم العلمية والحديث عن اصحاب الكتب منهم مع بيان موجز لمناهجهم فيها. وتأثيرهم في الحياة العلمية والمعرفية للامة. برنامج مشاهير المحدثين العصور تقديم الدكتور لبيب نجيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى اليقين اما بعد فهذا هو اللقاء الثامن عشر لهذا البرنامج المبارك باذن الله تعالى مشاهير المحدثين عبر العصور ونقف في هذه الحلقة امام حافظ عظيم من حفاظ المسلمين ومحدث كبير من المحدثين حافظ البيهقي رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسمه احمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن موسى النيسابوري بنيته ابو بكر وذكر له رحمه الله تعالى اكثر من لقب. ومن تلك الالقاب التي ذكرت له انه لقب شيخ السنة وهذا اللقب لقبه به ولده ولد الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى في شهر شعبان سنة ثلاث مئة واربعة وثمانين من الهجرة وبدأ بسماع الحديث وعمره خمسة عشر سنة اي في سنة ثلاثمائة وتسعة وتسعين من الهجرة وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة اربعمئة وثمانية وخمسين هجرية اي انه عاش اربعة وسبعين سنة ولقد بدأ البيهقي رحمه الله تعالى بسماع الحديث من علماء بلده وبعد ان سمع منهم انطلق راحلا في طلب العلم ولقد بين البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه معرفة السنن والاثار. كيف كانت نشأته وطلبه للعلم فقال اني منذ ان نشأت وابتدأت في طلب العلم اكتب اخبار سيدنا المصطفى صلى الله عليه وعلى اله اجمعين واجمع اثار الصحابة الذين كانوا اعلام الدين. واسمعها ممن حملها. واتعرف احوال رواتها من حفاظها واجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها. ومرفوعها من موقوفها وموصولها من وهذه الكلمة التي بين فيها الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى كيف كانت نشأته وطلبه لعلم الحديث تبين ايضا انه كان مولعا بهذا الفن منذ منذ نعومة اظفاره لقد امتدت رحلة البيهقي رحمه الله تعالى من خراسان بقراها ومدنها الى العراق حيث دخل بغداد والكوفة ووصل الى الحجاز وقضى في رحلته نحو ثلاثين سنة. وهذه مدة طويلة يقضيها هذا الرجل في رحلته في طلبه للعلم وسماعه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان من ثمار رحلته رحمه الله تعالى ان بورك له في علمه. وصنف التصانيف النافعة مع انه لم يكن عنده سنن النسائي ولم يكن عنده سنن ابن حبان ولم يكن عنده جامع ابي عيسى الترمذي. لا لكن كان عنده عن الحاكم وقر بعير اي حمل بعير او نحو ذلك. وعنده ايضا سنن ابي داود ومع ما ذكر برز في طلب العلم وتحصينه وسبحان الله كيف ان هذا الحافظ الكبير لم تكن عنده هذه الامهات كسنن النسائي وسنن ابن ماجة وجامع ابن الترمذي ومع ذلك برز في علم الحديث. واليوم توفرت وسائل تحصيل العلم. فيمكن للانسان ان يتعلم وهو في بيته على مكتبه او سريره ولكن الهمم تقاصرت عن المعالي. لقد اكثر الحافظ البيهقي الاخذ عن شيخه ابي عبدالله الحاكم. حتى قال الذهبي رحمه الله تعالى انما حصله البيهقي عن الحاكم واقرأ بعير. وكان البيهقي رحمه الله تعالى انجب طلاب الحاكم الا انه كان اكثر تحريا في الحديث من شيخه الحاكم كما قال النووي رحمه الله تعالى وكانت رحلة البيهقي الى الانصار وبدايته المبكرة في طلب العلم من اسباب كثرة شيوخه الذين تلقى عنهم وسمع منهم وكانوا يقاربون المائتين. ولما عاد البيهقي رحمه الله تعالى الى قريته انقطع عن الناس مقبلا على الجمع والتأليف. فعمل كتابه المسمى بالسنن الكبير. في عشر مجلدات ليس لاحد مثله كما يقول الذهبي. وهو مطبوع الان في اكثر من عشرين مجلد ويعد هذا الكتاب من اكبر الكتب التي جمعت التي جمعت احاديث الاحكام. وجمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن مصنفاته ايضا كتابه معرفة السنن والاثار. وهنالك عشرات المصنفات الاخرى التي كان حافظ البيهقي رحمه الله في الفقه والحديث والعلل. ولقد اهتم البيهقي رحمه الله تعالى في مصنفاته بمذهب الامام الشافعي. فجمع نصوصه واستوعبها واورد ادلتها. حتى قال تاج الدين السبكي الله استوعب اكثر ما في كتب السابقين. ولا اعرف احدا بعده جمع النصوص لانه الباب على من بعده واذا جينا للحديث عن مصنفات الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى فان لها سمة وميزة عامة وهي انها مصنفات النظاف مليحة الترتيب والتهذيب. كثيرة الفائدة. كما يقول تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى. ومن مصنفات البيهقي كتابه السنن الكبير. وهو من اكبر مؤلفات شأنه شأن السنن الاربعة. سنن ابي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. يذكر الاحاديث الصحيحة والحسنة واذا ذكر ما فيه ضعف فانه ينبه عليه غالبا. ولقد بدأ كتابه السنن وفق ترتيب السنن المعتاد بابواب العبادات ثم ما والاها. لقد اورد الحافظ البيهقي في كتابه السنن الكبير ما تزيد على عشرين الف حديث وله كتاب السنن الصغرى اورد فيه اكثر من اربعة الاف حديث الا الا انه يذكر الحديث مرة واحدة دون تكرار. كصنيع الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه والبيهقي رحمه الله تعالى بهذه الطريقة انه الف السنن الكبير ثم انتقى منها كتابا اخر سماه السنن الصغرى تابع النسائي رحمه الله تعالى في طريقته. فالنسائي كما تقدم معنا عندما ذكرنا سيرته صنف السنن الكبرى ثم انتقى منها السنن الصغرى كما هو مشهور عند العلماء. وان كان الحافظ الذهبي يقول ان الذي انتقى السنن الصغرى من السنن الكبرى للنسائي ليس النسائي نفسه وانما تلميذه ابن السنين لقد كان البيهقي رحمه الله تعالى على سيرة العلماء قانعا باليسير متجملا في زهده وورعه. وكان رحمه الله الله تعالى كثير الصيام ولما دعا صيته وانتشرت كتبه وابهرت العلماء طلب منه الانتقال من بيهق وهي قرية التي كان يعيش فيها الى نيسابور. المدينة الكبيرة لسماع الكتب. فاتى في سنة احدى واربعين وعقدوا له مجلس السماع فحدثهم بكتابه معرفة السنن والاثار. وحظر المجلس عدد من الائمة. ثم عاد الى قرية بعد انتهائه من تحديثهم. وبعد سنوات طلبوا منه ان يعود مرة اخرى الى نيسابور. ليحدثه فعاد اليهم فلما تم السماع مرض رحمه الله وحظرته المنية فتوفي في نيسابور قبل ان يعود الى بلده الى قريته بيها توفي في نيسابور وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين واربعمائة. فغسل وكفن امن له تابوت ووضع فيه ثم نقل ودفن من ودفن في بيهق نقل من نيسابور الى قريته الصغيرة بيهة ودفن في بيهة وكان بين نيسابور وبيهق مسيرة يومين. وكان عمره رحمه الله تعالى عندما مات اربعة وسبعون سنة فرحمه الله تعالى رحمة واسعة لقد حاز الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى مكانة عالية استوجبت له ثناء استوجبت له ثناء الائمة والعلماء علي فيقول عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله كان البيهقي فقيها محدثا اصوليا اخذ العلم عن الحاكم ابي عبدالله النيسابوري وسمع على غيره شيئا كثيرا وجمع اشياء كثيرة نافعة نافعة جدا وجمع اشياء كثيرة نافعة جدا لم يسبق الى مثلها ولا يدرك فيها. وقال امام الحرمين ابو المعالي الجويني ما من فقيه شافعي الا وللشافعي عليه منة. الا ابا بكر البيهقي. فان المنة له على الشافعي بتصانيفه في نصرة مذهبه. قال الذهبي رحمه الله معلقا على كلمة امام الحرمين اصاب ابو المعالي. هكذا هو ولو شاء البيهقي ان اعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف لقد كان البيهقي رحمه الله تعالى منصفا لا يجامل في الحق ولو كان مع صديق قريب فمن ذلك ما ذكر عنه رحمه الله تعالى ان له علاقة صداقة وزمالة متينة مع والدي امام الحرمين وهو عبد وهو عبدالله بن يوسف الجويني وترافق مرة في سفرهما الى الحج ثمان عبدالله بن يوسف الجويني رحمه الله تعالى وهو والد امام الحرمين شرع في تأليف كتاب سماه المحيط لم يلتزم فيه بمذهب معين. ووالد امام الحرمين عبدالله بن يوسف كان فقيها ضليعا. الا انه لم يكن من علماء الحديث لم يكن محدثا فشرع في تأليف هذا الكتاب كتاب المحيط ولم يلتزم فيه بمذهب معين وكتب منه ثلاثة اجزاء فلما وقف عليها الحافظ البيهقي رحمه الله وجد فيها احاديث ضعيفة وامورا ينبغي التنبيه عليها فكتب ذلك في رسالة وارسلها الى الجوينيني. فلما وصلته الرسالة وقرأ فيها واطلع على الامور التي اخطأ فيها ونبهه عليها الحافظ البيهقي قال قال عبدالله بن يوسف الجويني رحمه الله هكذا يكون العلم. وترك تصنيف الكتاب. وهذا يعلمنا مدى انصاف علماء واحترامهم لبعضهم البعض. وكان عبدالله بن يوسف الجويني رحمه الله يعظم البيهقي. ولما صنف البيهقي رحمه الله تعالى كتاب السنن الكبير انفق رحمه الله مالا طائلا ليحصله. فلما قرأه ارتضاه واثنى عليه فرحم الله رضا البيهقي رحمة واسعة واعلى درجته في عليين. والى لقاء قادم مع علم اخر من اعلام المحدثين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته القيام بترجمة مشاهير المحدثين. وبيان ابرز اللفتات في حياتهم العلمية والحديث عن اصحاب الكتب منهم مع بيان موجز لمناهجهم فيها. وتأثيرهم في الحياة ايات العلمية والمعرفية للامة. برنامج مشاهير المحدثين العصور تقديم الدكتور لبيب نجيب