القيام بترجمة مشاهير المحدثين. وبيان ابرز اللفتات في حياتهم العلمية والحديث عن اصحاب الكتب منهم مع بيان موجز لمناهجهم فيها. وتأثيرهم في الحياة العلمية والمعرفية للامة. برنامج مشاهير المحدثين العصور تقديم الدكتور لبيب نجيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين. اما بعد فهذه هي الحلقة الثالثة عشرة في هذا البرنامج المبارك باذن الله مشاهير المحدثين عبر العصور وفي هذه الحلقة نقف مع اخر الائمة الحفاظ اصحاب الكتب الستة وهو الامام النسائي رحمه الله تعالى واسمه احمد ابن شعيب ابن علي ابن سنان الخرساني النسائي نسبة الى نسب وهي مدينة قديمة ليس لها اثر اليوم وتقع على اطلانها الى الغرب اليوم مدينة اسمها عشق آباد عاصمة تركمانستان والنسبة الى مدينة نساء النسائي او النسوي وقد قيل ان هذه المدينة سميت بهذا الاسم لان النساء فيها تحارب دون الرجال كنيته رحمه الله ابو عبدالرحمن ولد رحمه الله تعالى سنة مئتين وخمسة عشر هجرية وتوفي سنة ثلاثمائة وثلاثة هجرية اي على رأس على رأس القرن ولذلك اعتبره كثير من العلماء انه مجدد عصره في علم الحديث ويعتبر ايضا النسائي رحمه الله تعالى اخر الائمة الستة اصحاب الكتب المشهورة ولادة ووفاة طلب النسائي رحمه الله تعالى العلم منذ صغره فارتحل الى قتيبة الى قتيبة في سنة مئتين وثلاثين وكان عمره نحو خمسة عشر سنة تقريبا واقام عنده سنة يسمع منه الحديث ولذا اكثر من الرواية عنه وسمع ايضا من هشام ابن عمار واسحاق ومحمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح وابي داوود السجستاني صاحب السنن واخرين من علماء حديث وائمة الحفاظ رحمة الله تعالى عليهم اجمعين قال عنه الذهبي كان من بحور العلم مع الفهم والاتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ اليه ولم يبقى له نظير في هذا الشأن ومما امتاز به النسائي رحمه الله عن الائمة ستة اصحاب الكتب المشهورة البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وابي داوود انه تولى القضاء بينما لم يتولى القضاء احد من هؤلاء فتولى القضاء وكان ذلك في حمص وقيل انه تولى القضاء ايضا في مصر وان توليه القضاء فيه دلالة ظاهرة الى تمكنه في علم الفقه لان من الامور التي يجب ان يتمتع بها القاضي ان يكون ذا دراية واطلاع في علم الفقه ولعل النسائي رحمه الله تعالى قد ظرب بسهم في كل باب ولذا يقول الدارقطني رحمه الله ابو عبدالرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من اهل عصره وانشد الحافظ العراقي رحمه الله تعالى ابياتا يمدح فيها الحافظ النسائي فقال وكلهم من رسول الله مشربه من مورد طيب ساقي الورود هني منهم امام نسأ احمد الثقة الجوال في الاثار والسنن اعظم به من تقي قانت ورع امام صدق على الاخبار مؤتمن كتابه السنن المشهور ان له في القلب وقفا على ما صح من سنن وكم له من تصانيف زكت وسمت اتى بها باختراع مبدع حسن فذاك مسنده ايضا له وكذا حديث ما لك العاري من الوهن منها الخصائص فيما خص سيدنا به عليا من الالطاف والسنن كان النسائي رحمه الله تعالى شيخا مهابا مليح الوجه ظاهرة دم حسن الشيبة وكان رحمه الله تعالى نظر الوجه مع كبر السن يوزر لباس البرود النوبية والخظر ويكثر الاستمتاع له اربعة له اربع زوجات فكان يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية وكان يكثر اكل الديوك تشترى له وتسمن وتقصى وكان رحمه الله تعالى حريص على ان يحدث بفضائل الشيخين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وارضاهما وحديث ايضا ان يحدث بفضائل امير المؤمنين عن ابن ابي طالب رضي الله عنه وكان اهل الشام عندهم شيء من النصب وهو انتقاص مكانة امير المؤمنين عن ابن ابي طالب رضي الله عنه يحدث صاحبه اي صاحب النسائي محمد بن موسى الميموني فيقول سمعت قوما ينكرون على ابي عبدالرحمن النسائي كتاب الخصائص وكتاب الخصائص هذا ذكر فيه النسائي رحمه الله تعالى كلما خص به النبي صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال سمعت ان قوما ينكرون على ابي عبدالرحمن النسائي كتاب الخصائص لماذا الف في خصائص علي رضي الله عنه؟ وترك التصنيف في فضائل الشيخين فذكرت له ذلك قال فدخلت دمشق والمنحرف بها يعني يبين السبب النسائي قال سبب انني الفت هذا الكتاب اي خصائص امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اني دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص ورجوت ان يهديهم الله تعالى قيل من القصص التي حصلت للحافظ النسائي رحمه الله تعالى انه عندما جاء الى مجلس احد حفاظ الحديث اسمه الحارث بن مسكين جاء في زي انكره هذا العالم انكره الحارث بن مسكين عليه قلنسوة وقباء وكان الحارث بن مسكين خائفا من امور تتعلق بالسلطان وهو لا يعرف النسائيين فخاف ان يكون النسائي عينا عليه اي جاء جاسوسا عليه فمنعه اي منعه من حضور المجلس فكان النسائي رحمه الله تعالى يأتي ويقعد خلف الباب ويسمع دون ان يشعر به الحارث ابن مسكين ولذلك عندما يحدث النسائي رحمه الله بالاحاديث التي سمعها من الحارث بن مسكين يقول قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وانا اسمع الف النسائي رحمه الله تعالى كتابه السنن وهو في الحقيقة اي هذا الكتاب كتاب السنن المتداول بايدي الناس هو مختصر منتقى ومجتبى من كتاب اخر اسمه السنن الكبير فصنف النسائي رحمه الله تعالى اولا كتابه السنن الكبير ثم انتقى منه كتاب السنن الذي هو بايدي الناس الان يقول ابن الاثير رحمه الله سأل الامير ابا عبدالرحمن النسائي عن سننه اي عن سننه الذي هو السنن الكبير. اصحيح كله؟ قال لا اي قال النسائي لا فقال له الامير فاكتب لنا منه الصحيح فجرد المجتبى او قال فجرد المجتنى قال الذهبي رحمه الله تعالى معلقا على هذه القصة هذا لم يصح بل المجتبى اي ما يسمى بالسنن الصغرى اختيار ابن السنين الذي هو تلميذ النسائي وليس انتقاء النسائي. هذا رأي الذهبي هذا رأي الحافظ الذهبي قال وهو المطبوع المتداول بايدي الناس في هذا الزمان اي هذا الكتاب الذي انتقاه ابن السني من السنن الكبرى للنسائي كما يقول الذهبي هذا الكتاب هو صار اليوم معروف بايدي الناس باسم سنن النسائي وكون السنن الصغرى هي احدى الكتب الستة هذا امر محل اتفاق وانما حصل الخلاف من الذي انتقى السنن الصغرى من السنن الكبرى. هل هو النسائي نفسه؟ او انتقاها ابن السنين. فالذهبي رحمه الله تعالى يقول ان الذي انتقاها هو التلميذ ابن السني. بينما من علماء الحديث يقولون ان النسائي نفسه هو الذي انتقاها وممن يقول بهذا الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى رحمة واسعة لقد كان النسائي رحمه الله تعالى صاحب عبادة مع تقدمه في العلم وامامته في الحديث فيقول محمد بن مظفر رحمه الله سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والامامة ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والاجتهاد وكان يصوم يوما ويفطر يوما رحمه الله ولم يكن احد في رأسي الثلاثمائة احفظ من النسائي وهو احدق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم. ومن ابي داوود ومن ابي عيسى الترمذي وهو جار في مزمار البخاري وابي زرعة الرازين قال الحافظ ابن كثير رحمه الله النسائي هو الامام في عصره المقدم على اضرابه واشكاله وفضلاء دهره رحل الى الافاق واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالائمة الحذاق خرج النسائي رحمه الله تعالى من مصر في اخر عمره قبل ان يموت باشهر والسبب في خروجه انه اراد الحج فمر على دمشق فسئل بها عن امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه واهل دمشق يحبون معاوية رضي الله عنه بينما يكنون يعني في الزمن السابق شيئا من الانتقاص لمقام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وكان النسائي كما تقدم قد صنف كتابا في فضائل امير المؤمنين علي ابن ابي طالب فلما جاءهم الامام النسائي طلبوا منه ان يحدثهم بفضائل معاوية رضي الله عنه فامتنع من ذلك فما زالوا يضربونه ويدفعونه في خصيتيه حتى اخرج من المسجد وسبب له ذلك الما مات بسببه رحمه الله ولذلك قال الذهبي رحمه الله حمل بعد ذلك الى الرملة. وهي مدينة بفلسطين وتوفي بها ودفن في بيت المقدس وكانت وفاة النسائي رحمه الله تعالى سنة ثلاثمائة وثلاثة هجرية وعمره نحو ثمان وثمانين سنة ولذا يعتبر النسائي رحمه الله تعالى اخر الائمة الستة وفاة واطولهم عمرا وهنا نهاية المطاف مع هذا العلم والحافظ الكبير والى لقاء قادم مع امام اخر من مع امام اخر من ائمة المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته القيام بترجمة مشاهير المحدثين. وبيان ابرز اللفتات في حياتها العلمية والحديث عن اصحاب الكتب منهم مع بيان موجز لمناهجهم فيها. وتأثيرهم في ايات العلمية والمعرفية للامة. برنامج مشاهير المحدثين عن العصور تقديم الدكتور لبيب نجيب