الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة انها فتاة معاقة بها شلل نصفي. وعندها صعوبة في النطق. تقول ابتليت بذنب تفعله منذ الى الان وهذا الذنب لم يفارقها تقول عندما كبرت واستوعبت انه حرام حاولت التوبة عنه عدة مرات ولكنها تتوب وترجع علما انها تقول قد من صغرها والى الان فما العمل الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان التوبة وظيفة العمر. فلا يزال الانسان يطلب منه ان يتوب من كل ذنب يقع فيه حتى وان تكرر وقوعه في هذا الذنب في اليوم اكثر من الف مرة. فكلما وقع الانسان في شيء من الذنوب فالواجب عليه ان يعقب هذا الذنب توبة صادقة نصوحا مستجمعة لشروطها. وعودته لهذا الذنب مرة اخرى بعد ان تاب منها توبة نصوحا لا يعتبر ملغيا لتوبته الاولى. فاذا غلبت الانسان نفسه واعاد للذنب مرة اخرى فليعالج الذنب الثاني بالامر الذي عالج به الذنب الاول ولا يزاله الجير الانسان وديدنه في حياته. انه كلما وقع في ذنب بتوبة فكلما وقع الانسان في ذنب فليتبعه بالتوبة. وكلما عاد للذنب هذا او ذنب اخر فليتبعه توبة لقول النبي صلى الله لقول الله تبارك وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فالله لم يقل قل يا عبادي الذين اذنبوا وانما قال اسرفوا وهذا دليل على كثرة وقوعهم في الذنوب والمعاصي. فامرهم الله عز وجل بالا يقنطوا والا يملوا من كثرة التوبة لله عز وجل بسبب كثرة ذنوبهم. والا يغلبهم الشيطان على ان يقنط قلوبهم او ييأسه من رحمة الله عز وجل. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اذنب عبد ذنبا قال اللهم اني اذنبت فاغفر لي. فقال الله تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ فاستغفرني قد غفرت لعبدي. ثم اذنب ذنبا. فقال ربي اذنبت فاغفر لي. فقال الله تبارك وتعالى اذنب عبدي وعلم ان له ربا يأخذ بالذنب ويغفره فاستغفرني قد غفرت لعبدي. ثم اذنب ذنبا. فقال الله عز وجل قال في المرتين الاوليين ثم زاد فليعمل ما شاء. يعني اذا كان هذا هو ديدنه وهجيراه انه كلما وقع في الذنب واحس قلبه بحرارة الوقوع تاب وندم واقلع ثم ما عاد بعد ذلك للذنب بسبب تسلط شيطانه وضعف نفسه وغلبة طبعه فانه يجب عليه كذلك ان فاذا كان هذا هو هجير الانسان انه يتبع الذنب بالتوبة فانه لا خوف عليه باذن الله عز وجل. فالقضية في هذه الدنيا ليست الا نذنب وانما القضية ان نفرد الذنوب عن التوبة. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون. فكلما وقعت اية السائلة الكريمة في هذا الذنب الذي تعلمينه انت من نفسك فعليك ان تبادري بالتوبة بعده. ثم عليك بعد ذلك ان تستعيني بالله عز وجل على ان يخلصك من هذا الذنب فان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كقلب واحد يصرفها كيف يشاء كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. فاكثري من دعاء الله عز وجل ان يخلصك من براثن وشباك الشيطان في هذا الذنب. ثم عليك ايضا شيء ثالث. وهي ان تقطعي الاسباب التي تعينك على العودة لهذا الذنب فان شجرة هذا الذنب لابد وان يقطع ماؤها حتى تموت تلك الشجرة في قلبك اما اذا كانت هناك اسباب تسقي وتغذي هذه الشجرة فانك سوف ترجعين لهذا الذنب مرة اخرى. فذنبك الذي تفعلينه هذا لا بد ان يكون له اسباب فماذا فما دمت لا تزالين تقعين في هذه الاسباب فسوف تقعين في الذنب لكن عليك اذا اردت ان تقطعي وقوعك في الذنب اصلا من جذوره ان تقطعي اسبابه التي تعينك على الوصول اليه والله اعلم