فان هذا زيادة على كونه عمل صالح ذاتي فردي متعلق به من حيث اعتزازه هو اسلامه الا انه ايضا عمل صالح متعد ها في تمثيل الحق واظهاره وازالة الفتنة عنه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه الحمدلله الذي له الحكم في الاولى والاخرة وله الملك سبحانه وبحمده اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك انك حميد مجيد اما بعد فهذا مجلس جديد من مجالس معالجة القرآن لنفوس المصلحين وللتذكير فان هذه المجالس تنطلق من مظلة عامة وهي ان القرآن اعتنى بمعالجة نفوس المصلحين ودواخلها وتأسيسها وبنائها اكثر من حديثه ومعالجته للوسائل الاصلاحية الخارجية ونحن اليوم خاصة في ظل آآ ضيق كثير من الوسائل ان ان تكون صالحة في ظل اختلال موازين القوى وما الى ذلك. فان اعادة بناء النفوس المؤمنة والمصلحة هو من اهم ما ينبغي ومن اهم واجبات الوقت آآ في هذه المرحلة اه وصلنا في المجالس الى سورة الانفال واخذنا في الانفال عدة مجالس وكما سبق الحديث عنه ان مواطن الصراع بين الحق والباطل هي من اكثر المواطن التي تبتلى فيها النفوس وتختبر وتستخرج كوامنها ودواخلها ولذلك في هذه السلسلة سنمر اكثر ما نمر على الايات التي او المتعلقة باحداث في الجهاد في وقت النبي صلى الله عليه وسلم من مثل ال عمران وقد ابتدأنا بها وتناولنا الايات المتعلقة بغزوة احد في ستة مجالس وكذلك سورة الانفال وكذلك ان شاء الله سيأتي ستأتي مجالس مع سورة التوبة وكذلك سورة الاحزاب وهذه وامثال هذه السور والايات. اليوم عندنا من قول الله سبحانه وتعالى واعلموا ان ما غنمتم من شيء لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان. والله على كل شيء قدير اذ انتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب اسفل منكم ولو تواعدتم لا في الميعاد ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ان الله لسميع عليم. اذ يريكهم الله في منامك قليلا. ولو اراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر ولكن الى مشكلات ستواجه ذلك الفريق من اهل الحق وهذا من او في كتاب الله سبحانه وتعالى ومن الله سبحانه وتعالى فيه خلنا نقول يعني الفائدة التي نستفيدها الوعي باحوال بالنفوس واحوالها ان الله سلم ان الله انه عليم بذات الصدور واذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم ليقضي الله امرا كان مفعولا والى الله ترجع الامور الايات الاخيرة هذي تذكركم باي اية في سورة الانفال ايضا تشبهها في المعنى في سورة الانفال نفسها في اية اخرى تذكر بهذا المعنى صح ايش لا وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل باطل. وهنا ولو اراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر ولكن الله سلم وليقضي الله امرا كان مفعولا وليهلك من هلك هذي كلها في نفس المعنى. طيب اه هذه الايات فيها دروس عظيمة المصلحين دروس عظيمة للمؤمنين وفيها معالجات فيها آآ فهم لسنة الله سبحانه وتعالى وافعاله وتدبيره لعباده المؤمنين وما يتعلق اه قضايا الحق او الصراع بين الحق والباطل من جهة تقدير الله سبحانه وتعالى الان واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى هذه تفصيل لاي اية يا سلام يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول يعني هي متصلة بها سواء قلت تفصيلا او ايا كان هي متصلة بها و الدرس الاول المستفاد من هذه الاية هو ان التشريعات في الاسلام تشريعات في الاسلام هذي الان اية تشريع اليس كذلك؟ فان لله خمسه وللرسول وذي القربى الى اخره. التشريعات في الاسلام لا تأتي على شكل قوانين جامدة وكانها مواد دستورية معينة هكذا تعرض عرضا وتسرد سردا وانما التشريع في الاسلام والقوانين في الاسلام لا تنفك ابدا في عرضها عن معنى الايمان وان الايمان هو السبب الاساسي لامتثال هذه القوانين والتشريعات. وهذا فارق كبير فارق كبير بين السد القانوني العام وبين القوانين في اه الاسلام. اه ولاجل ذلك اه ليست كل القوانين في الاسلام يجب ان تؤخذ بمعنى فهم الحكمة منها وفهم العلة او فهم الفائدة او فهم وان كانت وان كانت هذه الشريعة جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد لكن الباعث للامتثال لا يتوقف على فهم الحكمة وانما المعنى الباعث للامتثال هو معنى الانقياد والتسليم لله سبحانه وتعالى. ولذلك ولذلك بعد ان ذكر الله سبحانه وتعالى تفصيل الغنائم هنا قال ايش ان كنتم امنتم واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه للرسول وذكر الاصناف ثم قال ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وهذا التأسيس مهم جدا وهو الباعث الاساسي للامتثال الباعث الاساس للامتثال للقوانين والتشريعات التي شرعها الله هو حياة القلب وايمانه وتصديقه واستحضاره لمراقبة الله سبحانه وتعالى ولذلك نجد في سورة البقرة حين ذكر الله سبحانه وتعالى احكام الخطبة والطلاق وما الى ذلك. قال سبحانه وتعالى ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء او اكننتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرون اولا حتى او اكننتم في انفسكم هذه هذي يعني لا علاقة لها او لا لا اتصال فيها بقظية القوانين الوظعية انه ما الذي تظمر في نفسك وما الذي تمام؟ اما الاسلام يأتي حتى ليحكم القضايا الداخلية. او اكنن انتم في انفسكم. علم الله انكم ستذكرونهن ولكن لا توعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله. الان هذه التشريعات ثم واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم. لذلك تشريعات في الاسلام لا ينبغي ان تفك ابدا عن الناحية الايمانية. وبالتالي بقدر احياء الايمان في النفوس والاستجابة لله ومبدأ الانقياد والتسليم بقدر ما ينعكس هذا في الواقع في واقع المسلمين على التزامهم التشريع ثم تأتي بعد ذلك الحدود لتكون ضابطة لحالات الانفلات وحالات المخالفة. وهذا منه يعلم خطأ من يظن ان اقامة الشريعة انما تبدأ وتكون وانما يساق الناس بقضية الحدود ويرتبط في الذهن ان اقامة الشريعة هي في قطع الايدي وفي الرجم وما الى ذلك. وهذه من الشريعة وجاءت بها. ولكن الناس لا يقادون بمثل هذا هذه تأتي فرع عن الاستجابة الاصلية. ولذلك اذا كان هدفك حقا ان تقيم الشريعة ها فلتحرص اول ما تحرص على ان تحيي الايمان في نفوس الناس وان تقودهم وتسوقهم بسياقة التسليم والانقياد لله سبحانه وتعالى انا ثم بعد ذلك سترى انعكاس هذا على التزامهم بما امر الله وابتعادهم عما حرم الله. ثم هناك من النفوس من ستغلبها اهوائها وستتبع وسوسة الشيطان. وهؤلاء قاموا عليهم الحد هؤلاء يقام عليهم الحد. طبعا هذا انا اتكلم بشكل منهجي عام اه التفاصيل على اه المتعلقة بها هذا امر اخر. متى وكيف والى اخره؟ هذا امر اخر لكن كتأسيس منهجي في فهم الحكمة وموافقة دعوة الانبياء هو في هذا المعنى وهذا المعنى كما قلت لكم هذا المعنى من يتأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى يجد انه معنى مركزي وهو ربط الاستجابة في التشريعات والقوانين الاسلامية بقضية الايمان والخوف من الله والخوف من عذابه والمعنى الداخلي المؤسس لذلك وانت ترى من نفسك انه متى ما زاد ايمانك انعكس هذا على استجابتك العملية في التزام بالاوامر وفي الابتعاد عن النواهي. ومتى ما ضمر الايمان في قلبك و لحقتك رياح الوحشة والجفاء والجفاف اه وجدت انعكاس هذا على قلة عملك العملي. وعلى ربما تهاونك واسترسالك في بعض الحدود لذلك هذه تفصيل الغنائم ان كنتم امنتم بالله. ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير طيب وهذا فيه حديث اطول من ذلك بكثير لكن نكتفي بهذا ثم قال الله سبحانه وتعالى اذا انتم بالعدوة الدنيا اه شفير الوادي الهنا الاقرب الى المدينة وهم بالعدوة القصوى والركب اسفل منكم الركب اللي هو القافلة التي خرج المسلمون اصلا لاجلها اللي هو كانت مع العير اللي كانت مع ابي سفيان اسفل منكم اي جهة البحر. جهة البحر طبعا اه ربما من نافلة القول القول بان اه جغرافيا المنطقة تلك هي اسفل من حيث الارتفاع من آآ منطقة بدر اللي هي جهة الوادي آآ الركب اسفل منكم اه وعموما العرب اصلا تستعمل استعمالات اسفل واعلى اعلى اعلى اعلى من كذا او اعلى كذا. اه عموما هذي استعمالات الركب ركب ابي سفيان كان اسفل من الاجتماع او منطقة الاجتماع يرحمك الله بين المسلمين والكافرين والمسلمون خرجوا لاجل ذلك الركض. والموقع الان ليس فيه ذلك الركب فهذا سبب الذكر ذكر الركب هنا والركب اسفل منكم اي ان القضية كلها انما يدبرها الله سبحانه وتعالى ويقدرها ليحصر هذا الاجتماع بينكم وبين المشركين ذوي الشوكة والبأس وان يحصل هذا القتال الذي هو من اعظم الصور التي تظهر الصراع بين الحق والباطل ومن اعظم الوسائل التي يعلى فيها الحق على الباطل هذه ارادة الله التي قدر لها سبحانه ودبر لها حتى تحصل بهذا الشكل وبهذه الطريقة وهي لم تكن في حسبانكم ولا في ارادتكم بل تودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم وقدر الله من الوسائل ما ازى المسلمين ازا ليشاركوا او ليقعوا في هذا في هذا الموقع والا لربما لم تحصل مثل هذه الواقعة ومن هذه الوسائل ان الله سبحانه وتعالى ارى نبيه عليه الصلاة والسلام رؤيا في منامه ان عدد المشركين قليل فقص النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه هذه الرؤية وكان وهذا طبعا فيه فائدة حتى في الرؤى انه الرؤيا قد تأتي على خلاف الواقع هي رؤيا من ام قد تأتي على خلاف الواقع ويكون فيها تحذير او اغراء للحث على فعل ما او للكف عن فعل ما طيب هنا فائدة لطيفة آآ ذكرها بعض العلماء اه في اثر ثبات القائد على الجند وذلك انه اه انه ذكر ان اول من سيستبشر بهذه الرؤية هو النبي صلى الله عليه وسلم فرؤية النبي صلى الله عليه وسلم العدو قليلا سينعكس عليه بالبشر والاطمئنان والانشراح وهذا بدوره سينعكس على المسلمين ايضا ارتياح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم ومتهللا مستبشرا اه منشرحا طيب ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا وهنا الدرس الثاني من هذي في هذا المجلس وهو ان المؤمنين في سيرهم والتزامهم بما امر الله سبحانه وتعالى وسعيهم في الاصلاح وللتمكين لدين الله سبحانه وتعالى لا ولن تقع الاحداث التي آآ يسعون لها او يخططون لها او لن تكون المراحل على وفق بالضرورة على وفق ما يسعى ويخطط له الانسان المصلح فهنا يقول الله سبحانه وتعالى ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ومن صور هذه البينة ومن اهم ما يدخل فيها في هذه الاية والله تعالى اعلم هو ان اهل الحق قد ظهروا عليكم يا اهل الباطل بكل تفصيل لان الله سبحانه وتعالى مطلع وشاهد وكما ان لك ارادة في نصرة دين الله فارادة الله في نصرة دينه اعلى واقوى وهي الغالبة ولان علم الله مطلق ولان علم الله متعلق الغيب والشهادة ولان علم الله سبحانه وتعالى متعلق بالماضي وبالمستقبل والحاضر فان الله قد يقدر لدينه ولعباده المصلحين من الاقدار ما لم يكن بالحسبان او في الحسبان ولم ليس في التخطيط ولا في الاعتبار ولا في الحسبان لاجل ان ايش يظهر الله دينه ويعز جنده ويعلي كلمته واضح ف ف اذا يعني هذا ايش الفائدة منها؟ الفائدة منها انك انت ايها المصلح انما تسعى للعمل لدين الله سبحانه وتعالى ولنصرته وللتمكين له. ثم بعد ذلك قد تقع بعض الاحداث والامور على خلاف حساباتك فلا تكره ما يقع طالما انك ملتزم فقد يكون ما وقع هو تقدير وتدبير من الله سبحانه وتعالى اعلاء كلمته واعزاز جنده سبحانه وتعالى الدرس الثالث وهو في قول الله سبحانه وتعالى ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة وان الله لسميع عليم. هذا الدرس الثالث فيه فائدة مهمة الا وهي ان وجود الحق وقوته وانتصاره على الباطن ومن حجج الله سبحانه وتعالى على خلقه من حجج الله سبحانه وتعالى على خلقه ولاجل ذلك من الرحمة بالخلق ان يظهر الحق وان يقوى وان يقمع الباطل ولذلك فان قول الله سبحانه وتعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين من صور هذه الرحمة القتال يوم بدر وقتل رؤوس المشركين في ذلك اليوم. وهذا من اعظم صور الرحمة من وجوه منها ان اولئك كانوا هم السبب الاكبر في اضلال المستضعفين وفي منعهم من الايمان وبالتالي حين يدخلون النار التي هي العذاب الحقيقي والخلود في ذلك العذاب سيتحاج الضعفاء والمستكبرون وسيقول الضعفاء الذين استكبروا انا كنا لكم تبع وهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء وسيقول وسيتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ها ورأوا العذاب وتقطعت النساب الى اخره الايات القرآنية في عرض الحوار بين المقدمين والمؤخرين بين القادة والجند قالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا. لذلك من الرحمة بهؤلاء الضعفاء حتى لا يلجوا ذلك العذاب الاشد ان ان يبعد اولئك المجرمون والظلمة والمتجبرون والمتكبرون المفسدون في الارض المضلون للخلق ان يبعدوا عن ان يكونوا هم المانعين لضعفاء الخلق. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسل الى هرقل يدعوه الى الاسلام قال فان توليت فان عليك اثم الاريسيين ها ف ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. اما اما وقد رأيتم وقد رأيتم هلاك الباطل وانتصار الحق بالرغم من قلة عدد اهل الحق وقلة عتادهم وانتصر اهل الحق وغلبوكم وعلو عليكم فبعد ذلك قد قامت البينة ويهلك حينئذ من يهلك عن بينة ويحيى حينئذ من حيا عن بينة فهذه بينة فوق البينة الاولى التي هي لا هذي هذي البينة التي هي علاء الحق هذي البينة الثانية البينة الاولى ما هي؟ لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول رسول من الله هذه البينة الاولى وما جاء معه من الكتاب والهدى البينة الثانية هي ما يظهر الله او ما يظهر من اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى على يد هذا الرسول وانتصاره على اهل الباطل هذه بينة فوق البينة وزيادة في ظهور الحق وزيادة في قطع العذر عن المشركين. ولذلك وبعكسه وبعكسه فان من اعظم صور الفتنة ومن اعظم سور الضلال ومن اعظم سور التباس الحق بين الحق والباطل هو ان يكون الحق ضعيفا وان يكون الباطل مستعليا ان يكون حملة الحق ضعفاء وان يكون حملة الباطل اقوياء ان يكون حملة الحق مضطربين متعاندين متذبذبين خوارين متماوتين. وان يكون حملة الباطل على جلد وصبر وقوة وبأس هذه فتنة. ولذلك في قول الله سبحانه وتعالى ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ما معنى ها وفي للذين ظلموا ايضا لماذا كان او ما صورة ان يكون اولئك المؤمنون فتنة للذين كفروا او للذين ظلموا ان يظهر عليهم ان يظهر عليهم الكفار فيكون بذلك فتنة بان يظنوا انهم انما ظهروا عليهم لانهم على حق فهذه صورة من صور الفتنة سورة منصور الفتنة. ولذلك اذا اعتز صاحب الحق ولو كان ضعيفا من حيث الملابسات المادية لكنه كان عزيزا ثابتا شامخا صابرا في مقام لم تكن الموجبات المادية او الاسباب المادية فيه موجبة لظهور الحق ولكن الحق ظهر وهذا من الادلة على انه حق وهذا من ادلته على انه حق والدرس الرابع المستفاد من هذه الايات هو ان التمييز بين الحق والباطل وبين اهل الحق واهل الباطل واقامة الحجج للتفريق بين هؤلاء وهؤلاء هو من مرادات الله ومحابه سبحانه وتعالى فان مما يحب الله سبحانه وتعالى ان يكون الحق متميزا عن الباطل وان مما يكره الله سبحانه وتعالى وذم لاجله بني اسرائيل كثيرا انهم يلبسون الحق بالباطل. ولبس الحق بالباطل له اكثر من صور. اكثر من صور. فمن جملة هذه الصور ان يلبس او ليلبس الملبس بين الحق والباطل من الناحية النظرية فيطرح اطروحات فيها حق وفيها باطل ويخلط بينهما ومن الصور ان يلتمس الحق والباطل من الناحية العملية اعني من حيث التباس اهل الحق باهل الباطل فهذا ايضا من الصور وهذا الالتباس لا يكون بمجرد المخالطة لا يكون بمجرد المخالطة فان شراء المؤمن من الكافر وشراء الكافر من المؤمن في بيع او شراء او ما الى ذلك هذا لا يؤدي الى الالتباس بين اهل الحق واهل الباطل. فان هذه معاملات دنيوية لا يظهر فيها هذا الالتماس لكن هذا يظهر بالموالاة والمعاداة يظهر بالاصطفاء والتقريب وما الى ذلك. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير. اي الا توقع التمييز بين الكفار والمؤمنين فيكون الكفار بعضهم اولياء بعض والمؤمنون بعضهم اولياء بعض والا حصل من عدم هذا التمييز فتنة وفساد كبير واذا كنا اليوم في عالم اكثر ما يؤثر فيه هو الافكار هو الافكار هذا المعطى الاول المعطى الثاني وكانت هذه الافكار وكان من سمات هذا العصر الذي نعيش فيه انه عصر اللعب بالمصطلحات وتغيير المفاهيم وتسمية الاشياء بغير مسمياتها فان من اعظم الواجبات واظهر المتطلبات على اهل الايمان ان يفكوا هذا الالتباس بين الحق والباطل وان يعيدوا تسمية الامور بمسمياتها وان يقشع او يسهم في قشع غمامة الافكار الباطلة المهيمنة على كثير من الاحوال والوقائع والاحداث ما صدقات الاسلامية كثير من الافكار العلمانية كان من الافكار الغربية كثير من الاشياء التي دخلت في مفاهيم الناس تحتاج الى فرز. هذا الفرز وليس متطلب من المتطلبات الفكرية هذا الفرز موافق لما يحب الله سبحانه وتعالى من التمييز بين الحق والباطل في صورته الاولى التي هي ايش من ناحية الافكار والمعاني والناحية النظرية وايضا من الصورة الاخرى اللي هي سورة الحملة هذي ايضا لها يعني صورتها ولها تفاصيلها. لكن تمييزه بين الحق والباطل في مثل هذه المعاني هو من ابهر ومن اهم الواجبات وهذا التمييز وان كان واجبا في كل وقت الا انه في وقتنا اوجب واذا كان في وقتنا اوجب وكان ما يستحق ان يوصف بانه اوجب في هذا الوقت فان هذا من اوجب الاولويات من اوجب الاولويات وليس هذا فقط خاصا بالافكار العلمانية وانما هناك كثير من الافكار التي تعد من الباطل فيها التباس في واقع الناس في واقع لمين؟ فلا صلاح لاحوال المسلمين ولا امكان لان ينتهضوا وينبعثوا ويديروا العجلة مرة اخرى الا اذا صفا المصدر الذي يستقوا الذي يستقون منه الافكار وآآ حتى تدور العجلة بشكل آآ صحيح طيب وان الله لسيع عليم اذ يريكهم الله في من امك قليلا ولو اراكهم كثيرا افشلتم ولتنازعتم في الامر ولكن الله سلم انه عليم اذاعة الصدور درس كم الدرس الخامس هو ان للاعداء وللاسباب المادية هيبة في النفوس هيبة في النفوس قد تؤدي الى التنازع والفشل والتأخر والتذبذب فهنا الله سبحانه وتعالى يقول يذكر انه ارى النبي صلى الله عليه وسلم ان الاعداء الذين سيلتقي بهم قليل العدد وانه لو اراه اياهم على كثرتهم لفشلتم ولتنازعتم في الامر لادى هذا الى والوعي بالطبيعة البشرية ولو كان هذا الانسان من اهل الحق ومن المقاتلين في سبيل الله ومن اعظم ما ميز المدرسة النبوية عن كثير من المدارس التي تنتسب الى النبي صلى الله عليه وسلم انها مدرسة مراعية للنفوس قريبة منها يعلم بها النبي صلى الله عليه وسلم احوال اصحابه وما يتعلق بهم وليس معناه هذا انه يغير يعني يكيف الدين على النفوس وانما معناه الوعي بتنزيل هذا الدين على هذه النفوس بل ان التشريع في ذاته انزله الله سبحانه وتعالى على كيفية روعي فيها احوال الناس وقبولهم ولينهم للحق. وتهيئتهم لذلك ولذلك فان الدرس المستفاد هنا هو اهمية ان يعي المصلح وهو يخاطب الناس وان يعي المربي وهو يهيئ الناس ويربيهم ان يعي احوالهم وملابسات والملابسات خلنا نقول الجواذب المنازع النفسية المؤثرة فيهم في عرف كيف يتحدث ومتى يتحدث وبما يتحدث ويسوس الناس سياسة صالحة يراعي فيها الحق يراعي فيها كيفية تلقي الخلق لهذا الحق يرحمك الله. ومن امثلة ما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين قيل له الا نقتل عبدالله بن ابي بن سلول وقد اثخن في المسلمين من جهة الكيد والمكر فقال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه يقتلوا اصحابهم مع ان في قتله مصلحة وهو كان منافقا ولكن في قتله مفسدة اخرى عرفت هذه المفسدة من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالناس ووعيه باحوالهم وعيه باحوالهم وكذلك في عدم هدم النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة واعادة هدم الكعبة واعادة بنيانها وبناءها مرة اخرى لان اهل مكة كانوا حديثي عهد بكفر فكان ذلك ربما يكون فتنة لهم وسببا في تركهم الاسلام فترك النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاجراء. ترك النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاجراء فهنا ايضا هذا يستفاد من هذا ان الله سبحانه وتعالى راعى نفوس المؤمنين فقدر الله تلك الرؤيا لنبيه صلى الله عليه وسلم ليكون من اسبابها تجاوز المشكلة النفسية التي ربما وقعت في المؤمنين اذا علموا ان الاعداء كثر او رأوا الاعداء فجاءت تلك الرؤية معالجة لهذا العارض الذي يقع في النفوس ونأخذ من هذا التقدير الالهي والتدبير الالهي مراعاة النفوس في الخطاب وفي آآ يعني خلنا نقول ميادين الصراع بين الحق والباطل الدرس السادس هو ان الرؤيا ان الرؤية من جند الله سبحانه وتعالى وان الرؤيا سبب من الاسباب حتى في سياقات الصراع بين الحق والباطل والنبي صلى الله عليه وسلم هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوحى اليه ومع ذلك كان من جملة ما يقدر الله له من وسائل في آآ نصرته وفي تأييد الرؤيا التي يريها الله سبحانه وتعالى اياهم ومن جملة الاهتمام بهذا المعنى ان الله ذكر هذا في القرآن فهاتان صورتان الصورة الاولى انه بالفعل كان ذلك اوحى الله على النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الرؤيا اراه تلك الرؤيا ثم ذكر الله هذا المشهد في القرآن الكريم فهذان امران يؤكدان مثل هذا المعنى. ومثل ذلك وان كان لم يذكر في القرآن الا انه فيه السورة الاولى وهي انه وقعت الرؤيا عموما في يوجد امثلة من يتأمل اه في في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سيجد اه امثلة في مثل هذا المعنى كانت الرؤيا فيها سواء للنبي صلى الله عليه وسلم او حتى لاصحابه آآ فيها لها دخل في سياق المدرسة النبوية وفي سياق الحركة الاصلاحية في وقت النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود الوحي مع وجود الوحي فاذا غاب الوحي غاب الوحي اه تكون الرؤيا من جملة ما يعني يؤيد الله سبحانه وتعالى به المؤمنين الصالحين الصادقين وهذا طبعا له حدوده وضوابطه وآآ منهجياته لان الناس فيه بين فريق مغال وبين فريق جاف والحق فيما بين ذلك والصواب في التوسط آآ بينهما والدرس كم الاخير؟ ها؟ والدرس السابع والاخير الدرس السابع والاخير في هذه الايات هو ان الله سبحانه وتعالى يؤيد عباده المؤمنين وينصرهم ويدبر لهم ويقدر من دقائق التفاصيل ما يكون سندا لهم واظهارا لهم ولدينه سبحانه وتعالى. وان العمدة في ذلك العمدة في حصول ذلك هي ان يكون المؤمنون على استقامة حقيقية وان يكون المؤمنون على عمل صالح ينصرون فيه وبه دين الله سبحانه وتعالى. ويعملون لاجله. فاذا كانوا اذا كانوا كذلك فليبشروا بعون الله وتوفيقه ومدده. فان الله سبحانه وتعالى لا يخذل جنده ولا يخذل من ينصره ولا يخذل من يحيا لاجل دينه. ومن يعيش لاعلاء كلمته لا بنية صالحة فقط حتى يوصف بانه كذلك وانما بتطويع الحياة ومنهجه فيها لتكون موافقة لمعالم مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المجالات. فاذا كان حال المسلمين كذلك فليبشروا بعون الله وتوفيقه ومدده وتأييده وتسديده ونصره وما الى ذلك من جملة تدبير لله لعباده المؤمنين نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال وان يغفر لنا ولكم. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين