فالعلم الذي لا ينوى به وجه الله هذا من العلم الظاف الذي لا ينفع صاحبه وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من اربعة من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن والا يسمع وورد المؤلف نماذج للنيات الفاسدة التي تكون في طلب العلم فبذلك ان بعض الناس يقصد به الشهرة وان يكون له منزلة عند الخلق وان يشار اليه بالبنان. ومن ذلك بعض الناس يريد ان يكسب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد هذا درس جديد نتدارس فيه شيئا من مباحث كتاب الفقيه والمتفقه للعلامة خطيب البغدادي رحمه الله تعالى ولا زال البحث في مسائل التفقه والتعلم ودراسة شيء من اداب هذا الباب قال المؤلف رحمه الله تعالى باب اخلاص النية والقصد بالتفقه القصد يراد به الارادة ماذا نقصد بالتفقه؟ نقصد بذلك ابتغاء رضا الله ورفعة الدرجة في الاخرة ابتدأ المؤلف هذا الباب بالترغيب في المبادرة الى التفقه والتعلم وعدم الانشغال بغير ذلك واستدل على ذلك بما ورد في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصحة والفراغ مغبون فيهما كثير من الناس وهكذا ما ورد في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وذلك بالتعلم وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ومما يغتنم به هذه الامور التعلم ومبدأ التعلم باخلاص النية وذلك لان العلم الذي يتعلم بدون نية التقرب لله هذا من العلم الذي لا ينتفع به فليعود بالظرر على صاحبه فان طلب العلم الشرعي عبادة والعبادات يجب ان يقصد الانسان بها وجه الله والدار الاخرة يدل على هذا عدد من النصوص التي اوردها المؤلف وكان من اوائلها ما رواه الامام مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن خير واحب الى الله من المؤمن المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير فاحرص على ما ينفعك ومما ينفع العلم الذي يبتغى به وجه الله. واستعن بالله ولا تعجز تم ذكر عن جعفر ابن حيان انه قال ملاك هذه الاعمال النيات فان الرجل يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله يعني عمل بلا نية وبال على صاحبه ومن ذلك العلم في جولات المجادلة التي تحصل بينه وبين الاخرين. وبعض الناس يريد ان يعرف وان اه وبعض الناس يريد ان يأخذ امالا وعوضا على طلب العلم واورد المؤلف حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء. ولا لتجتروا به المجالس. يعني تسحبونها الى انفسكم فمن فعل ذلك فالنار النار وهذا الحديث له شواهد ذكر بعضها المؤلف منها حديث ابي هريرة لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء او لتماروا به السفهاء او لتصرفوا به وجه وجوه الناس اليكم. فمن فعل ذلك فهو في النار. ولكن تعلموه لوجه الله والدار الاخرة واورد من كلام ابن مسعود لا تعلموا العلم لثلاث لتمار به السفهاء يعني تناقشوهم تتراد الحديث معهم ولا لتجادلوا به الفقهاء او تصرفوا به وجوه الناس اليكم وابتغوا بقولكم اليكم ما عند الله فانه يتبقى ويذهب ما سواه. فانما كان لله يبقى وما كان لغيره يفنى واورد المؤلف حديث ابي هريرة رضي الله عنه والذي ورد باسانيد يقوي بعظها بعظا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني رائحتها واورد من كلام الاوزاعي انه قال ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحل الحرمات بالشبهات ومن كلام الشافعي تفقهوا مع فقهكم هذا بمذاهب اهل الاخلاص لان الاخلاص ان يريد الانسان بنيته وجه الله وحده خالصا ولا تفقهوا بما يؤديكم الى ركوب القلاص نوع من انواع اه الدوابل فان عيسى ابن مريم اذا نزل لكم يطلب يا معشر الفقهاء يعني ان عيسى في اخر الزمان يبحث عن الفقهاء الذين يعملون لله ليكونوا معه ثم عقد المؤلف بابا في المبادرة في التعلم بحيث يتعلم وهو صغير السن ليبقى العلم في نفسه ولا يتأثر لان حفظ الكبير ينسى سريعا واورد من كلام ابن عباس ما بعث الله نبيا الا شابا. وما اوتي العلم عالم خير له منه وهو شاب وهذا الحديث في قابوس ابن ابي ظبيان في لين واورد عن قابوس هذا قال صلينا يوما خلف ابي ظبيان او والده. صلاة الاولى ونحن شباب كلنا من الحي الا المؤذن فانه شيخ فلما ان سلم التفت الينا ثم جعل يسأل الشاب من انت؟ من انت؟ فلما سألهم قال انه لم يبعث نبي الا وهو شاب ولم يؤت العلم خير منه وهو شاب فهذا دليل على تضعيف الاثر السابق وان الصواب انه من كلام ابي ظبيان وليس من كلام ابن عباس واورد عن موسى ابن علي عن ابيه ان لقمان الحكيم قال يا بني ابتغي العلم صغيرا فان ابتغاء العلم يشق على ان الموعظة تشق على السفيه كما يشق الوعث الصعود على الشيخ الكبير والمراد بهذا ان الشيخ الكبير يشق عليه صعود الاماكن المرتفعة آآ العشيرة ثم اورد عن عروة ابن الزبير انه قال انا كنا صاغر قوم ثم نحن اليوم كبار وانكم اليوم اصاغر وستكونون كبارا فتعلموا العلم تسود به قومكم ويحتاج اليكم واورد عن الفارة خير الفقه القبلي يعني في مقتبل العمر وشر الفقه الدبري يعني يكون في اخر العمر بعد تفصي الشباب عندي انا التقظي والصواب تفصي وقال غيره الفقه القبلي ما حاضرت به وحفظته والدبري ما كان في كتابك وانت لا تحفظه وسدل المؤلف على التفضيل التفقه في لصغير السن بانه قليل الاعمال. وبان ذهنه غير مشغول بامور اخرى. ومن ثم يثبت العلم في نفسه وينبغي به ان يحرص على استجلاب توفيق الله عز وجل له وآآ يقول بان العادة ان الكبير اذا طلب العلم صعب ان يتغير بهذا العلم بل تبقى اخلاق او الاولى معه. واستدل على عليه بقول الشاعر اذا انت اعياك التعلم ناشئا فمطلبه وشيخا عليك شديد وورد مرفوعا حفظ الغلام كالوشم في الحجر لكن اسناده اسناده ضعيف جدا وورد في امثلة العرب التعلم في الصغر كالنقش في الحجر والتعلم في الكبر كالخط على البحر اورد هذه اللفظة عن عدد من الاوائل تدل على هذا المعنى. وورد عن علقمة انه قال ما حفظت كان شاب فكأني انظر اليه في قرطاسنا ورقة تعم عمر قال جالست قتادة وانا ابن اربع عشرة سنة فما سمعت منه شيئا وانا في ذلك السن الا وكان له مكتوب في صدري واورد عن ابي اسحاق السبيعي قال كان يختلف شيخ معنا الى مسروق وكان يسأله عن الشيء فيخبره فلا يفهم فقال اتدري ما مثلك؟ ان كبير سن؟ قال مثلك مثل بغل هرم حطم جرب دفع الى رائض يعني معلم يعلمه كيف يركب فقيل له علمه الهملجة. الهملجة عدم انقياد الدابة للراكب عليها وقال ينبغي بمتعلم الفقه ان يقطع لائقه بان يشتغل بالعلم ويطرح ما يشغله عن تعلم العلم فان آآ الهموم والاعمال تجعل الانسان مشغولا الذهن ومن ثم لا يتمكن من التعلم ولهذا عقد بابا في هذا المعنى فهو رجاء عن بعض الفلاسفة انه قال العلم اجل من ان يشتغل عنه بغيره وان ابحني فتسئل بما يستعين على الفقه حتى يحفظ؟ قال بجمع الهم. و قال وبما يستعان على حذف العلائق العلاقة مع الاخرين قال باخذ الشيء عند الحاجة فقط بحيث لا يكون ممن يطلب فوق حاجته وورد عن الشافعي انه قال لا يطلب احد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح. المتكبر ومن يرى نفسه فهذا لا يستطيع ان يحصل العلم لكن من طلبه يعني من اراد ان يطلب هذا العلم فعليه بذل النفس وظيق العيش وخدمة العلماء فمن فعل ذلك افلح ولكن من طلب العلم بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء افلح اي تمكن من جمع العلم واورد عن ابي هريرة انه قال ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة والله الموعد واني كنت الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني فهذا دليل على ان من ترك العلائق واقل الطلبة في امور الدنيا فانه بان يحفظ وان يتمكن من العلم واورد عن ابي الدرداء قال كنت تاجرا قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم تزاوت التجارة والعبادة فلم تجتمعا فاخترت العبادة وتركت التجارة وقيل لا يتعلم العلم الا احد رجلين اما غني غني واما فقير فقير فقال بعضهم انا للفقير الفقير ارجى مني للغني الغني وقال من طلب العلم بالفاقة ورث الفهم فاقه الحاجة والفقر. وورد عن ما لك بن انس قال لا يبلغ احد من هذا العلم ما يريد حتى يضر به الفقر ويؤثره ويؤثره على كل شيء وقال الشافعي لا يدرك العلم الا بالصبر على الضر ولا يصلح طلب العلم الا لمفلس قيل ولا الغني المكفأ؟ يعني الذي يتولى جميع شأنه فقال ولا الغني المكفأ هكذا قال الامام الشافعي وجماعة من اهل العلم بعض اهل العلم قال المقصود في هذا عدم الاشتغال بامور اخرى فان من اشتغل بامور اخرى فهذا لن يتمكن من استيعاب العلم واورد عن الشافعي انه قال يحتاج طالب العلم الى ثلاث خصال طول عمر وسعة يد وذكاء قال الخطيب اما طول العمر فان اراد دوام الملازمة للعلم فان ما قصد به دوام الملازمة للعلم واراد بساعة اليد الا يشتغل بالاحتراف وطلب التكسب فاذا استعمل القناعة اغنته عن كثير من ذلك. ووردت مرفوعا القناعة كنز لا ينفد واما الزكاة فهو منحة من عند رب العزة والجلال. والله جل وعلا يهب ذلك لمن يشاء من عباده وقد اورد عن الفراء اني لارحم رجلين بليدا يطلب وذكيا لا يطلب واورد عن الشافعي انه قال الطبع ارض والعلم بذرة ولا يكون العلم الا بالطلب فاذا كان الطبع قابلا لنفسية الطالب تقبل التعلم زكى ريع العلم. وتفرعت معانيه قال المؤلف والبلادة اي عدم فهم الامور وعدم معرفة حقائق الاشياء وعدم التمييز في طريقة الربط بين المسائل العلمية فهذا داء عسير برؤه عظيم ظره واورد عن ابن المعتز ان المطر الكثير لا ينبت الصخر فهكذا البليد لا ينتفع بكثرة التعلم واورد ان رجلا جاء الى ابن شبرمة فسأله عن مسألة ففسرها له فقال لم افهم فاعاد. فقال لم افهم فقال له ان كنت لم تفهم لانك لم تفهم فستفهم بالاعادة. وان كنت لم تفهم لانك لا تفهم فهذا داء لا دواء له. لم تفهم الاولى يعني انه لم تفهم هذه الواقعة فقط واما لا تفهمي من شأنك ومن صفتك عدم القدرة على الفهم وسأل رجل ابا بكر بن الخياط عن مسألة فجعل يفهمه وهو لا يفهم فقال رأيت المبرد يوما يفهم رجلا من بني ثوابه معنى ما يعني في اللغة العربية ويريد انه اه فهم به وما كان يدري شيئا منه فكان يظهر انه فهم ولم يكن الامر كذلك فقال المبري ان شدني ابن عبد القدوس وان عناء ان تفهم جاهلا فيحسب جهلا انه منك افهم متى بلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم متى يرعوي عن سيء من اتى اذا لم يكن منه عليه تندم ثم عقد المؤلف فصلا فاختيار الاستاذ لانه استاذ الناصح الفاهم له اثر عظيم على الطالب فان الاستاذ يحل المشكل ويقوموا بربط المسائل ويبين منشأ الخلاف ويذكر اثار المسألة وكم من شخص لم يفهم المسائل لان استاذه لم يفهمها وبالتالي ينبغي ان نختار من الاساتذة من يكون لديه اهلية للتدريس وهذه الاهلية تكون بعدد من الامور اولها ان يكون من اهل الورع والتقوى والديانة والصيانة قال ابن سيرين هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون كما رواه مسلم وكذلك ينبغي ان يكون من صفة الاستاذ الصبر والحلم والتواضع والرفق بالمتعلمين ولين الجانب ومداراة الصاحب و ان يكون ممن يقول بالحق وان ينصح الخلق فان هذه الاوصاف اذا وجدتها في استاذك اولا استفدت منه العلم لانه بهذه الصفات تتمكن من الاستفادة من علمه وثانيا تستفيد من اخلاقه فانك تدرس عليه هذه الاخلاق وتنطبع في نفسك وقد اورد المؤلف من كلام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما يدل على هذا ونبه المؤلف الى انه ينبغي ان نأخذ العلم من افواه العلماء لا من الصحف فان كثيرا من الوعاظ وكثيرا من المتكلمين يأخذون العلم من الكتب. وبالتالي يقعون في اشكالات منها انهم لا لا ينطقون الالفاظ والاسماء والاعلام نطقا صحيحا ومنها انهم لا يميزون بين صحيح ما يروى وضعيفه ومنها عدم قدرتهم على الربط بين المسائل بعضها ببعض ومنها انهم يدخلون شيئا من المسائل في غيرها ومنها انهم ينزلون المصطلحات العلمية في غير مراد اهل الفن ولذلك لا زال اهل العلم ينهون عن الاخذ من اولئك الذين يكون علمهم مأخوذا من الكتب والصحف قال ابن قال سليمان ابن موسى لا تقرأ القرآن على المصحفيين او المصحفين ولا تأخذوا العلم من الصحفيين اي الذين اخذوا علمهم من الصحف واورد عن ثور ابن يزيد قال لا يفتي الناس الصحفيون وعن ابي جرعة لا يفتي الناس صحافي ولا يقرئهم مصحفي واورد عن الامام احمد انه سئل عن الرجل تكون عنده الكتب المصنفة فيها قول رسول الله صلى الله عليه يسلم واختلاف الصحابة والتابعين لكن الرجل ليس له بصر بالحديث الضعيف المتروك ولا بالاسناد القوي من الضعيف. فهل يجوز له ان يعمل بما يجده في هذه الكتب ويختار ما احب منها قال لا يعمل حتى يسأل ما يؤخذ به منها فهذا عامي فوجب عليه ان يسأل فيكون يعمل على امر صحيح وقال المؤلف ويحسن ان يكون الاستاذ ممن عرف بالفقه وتمييز المسائل فيكون ممن لديه قدرة في تفييم العلم واورد عن مالك رضي الله عنه انه قال لقد ادركت سبعين ممن يقول قال فلان قال رسول الله عند الاساطيل في المسجد النبوي قال فما اخذت عنهم شيئا وان احدهم لو اؤتمن على مال لكان به امينا لانهم لم يكونوا من اهل هذا الشأن اي من اهل الفقه. وان كانوا من الرواة ونقلت الاحاديث قال ويقدم علينا الزهري فيزدحم على بابه لانه من اهل الفقه ثم اورد المؤلف بابا في تعظيم المتفقه الفقيه. وهيبته اياه المتفقه الطالب. والفقيه هو والاستاذ يجب على الطالب ان يتقرب الى الله عز وجل القيام بحق الاستاذ وهيبته اياه. قال البراء بن عازب لقد كنت اريد ان اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الامر فهو اخره سنتين من هيبته. ولقد كنت القاه كل يوم وورد عن ابن عباس مكثت سنة. وانا اريد ان اسأل عمر عن اية فلا استطيع ان اسأله هيبة له قال الشعبي اراد زيد ان يركب وان يضع رجليه في الركاب فامسك ابن عباس بالركاب فقال زيد لابن عباس تنحى يا ابن عم رسول الله قال لا هكذا يفعل بالعلماء كبراء واورد ان العدوي النحوي اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد واستدل على ذلك بقول الله تعالى واذ قال موسى لفتاه فسمى فتاة الذي استفاد فسمى الطالب الذي كان مع موسى واستفاد منه سماه فتاة. ولم كن مملوكا واورد عن علي رضي الله عنه عددا من الاداب التي تكون من الطالب مع استاذه. فمن لذلك قوله من حق العالم الا تكثر عليه السؤال والا تعنته في الجواب يعني لا تشق عليه طلب الجواب في الحال ولا تلح عليه اذا كسل اذا وجدت منه كسلا فلا تكثر عليه الطلب ولا تأخذ بثوبه اذا نهض ولا تفشي له سرا ولا تغتاب عنده احدا وان تجلس امامه يعني هذا من ادبه من حقه واذا اتيته خصصته بالتحية ثم سلمت على قوم عامة وان تحفظ سره ومغيبه ما حفظ امر الله فانما العالم بمنزلة النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء فانك لا تزال تستفيد من العالم. ولذا قال العالم افضل من الصائم القائم الغازي في سبيل لا واذا مات العالم شيعه سبعة وسبعون الفا من مقرب السماء. واذا مات العالم انثلم بموته في الاسلام سلمة لا تسد الى يوم القيامة وهذا الخبر فيه انقطاع ثم قال المؤلف باب ترتيب احوال المبتدئ بالتفقه. يعني ماذا يفعل وما هي ادابه عند مجلس التفقه فقال اولا ينبغي به ان يقرب من الفقيه بحيث يسمع كلامه ولا يخفى عليه شيء من لفظه وكذلك من شأنه ان يصمت ان يصمت للفقيه وان يصغي لكلامه. واورد عنه ابي عمر العلاء ابن العلاء اول العلم الصمت وثانيه حسن الاستماع وثالثه حسن السؤال ورابعه حسن الحفظ. وخامسه نشره عند اهله وقال الخليل حين اردت النحو اتيت الحلقة فجلست سنة لا اتكلم انما اسمع فلما كان في السنة الثانية نظرت فلما كان في السنة الثالثة تدبرت فلما كان في السنة الرابعة سألت وتكلمت وهذه الامور التي كانت من الاوائل من اجل ان يعرف الانسان طرائق هؤلاء الذين العلم فهؤلاء حصلوا العلم وما ذاك لله لان لديهم احوالا واعمالا مكنتهم من تحصيل العلم من ذلك الملازمة في الحضور بحيث لا تشغله المشاغل عن حضور مجلس العلم وهكذا لا يشتغل اه امور اخرى. بعضهم اذا حضر الدرس اشتغل مع زميله حديثا وكلاما وبعضهم قد يأتي وهو تعب فينام في آآ الدرس كذلك من الامور التي تتعلق بهذا التحظير للدرس قبل وجود الدرس والاستعداد له وهكذا المراجعة للدرس بعده وكذلك حفظ ما يحتاج الى اه حفظ ومن هنا قال اه بعضهم العقل الحفظ واللب الفهم والحلم الصبر قال جاءت امرأة الى حلقة ابي حنيفة وكان يطلب الكلام يعني يتعلم مسائل الكلام العقائد فسألته عن مسألة له ولاصحابه فلم يحسنوا فيها شيئا من الجواب فانصرفت الى حماد بن سليمان فقيه الكوفة. فسألته فاجابها فرجعت اليه. فقالت غررتموني سمعت كلامكم فلم لا تحسنوا شيئا. فقام ابو حنيفة فاتى حمادا فقال له ما جاء بك؟ قال اطلب الفقهاء. قال تعلم كل هم ثلاث مسائل ولا تزد عليها شيئا حتى يتفق لك شيء من العلم. يعني تتمكن من تحصيل معلومات كثيرة. قال ولزم الحلقة حتى فقه. فكان الناس يشيرون الى ابي حنيفة بالاصابع كذلك من الاداب المتعلقة بالمتفقه ان يتثبت فلا يأخذ شيئا الا اذا تأكد من انه علم صحيح ولا ينبغي به ان يأخذ معلومات كثيرة في الوقت القليل. بل يأخذ قليلا قليلا بحسب ما ما يتمكن من حفظه. ولذلك لم ينزل الله عز وجل القرآن جملة واحدة من اجل ان يبقى محفوظا في قلب النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك. ورتلناه ترتيلا واورد المؤلف من حديث جابر ان هذا الدين متين اي شديد طويل فاوغل فيه برفق ايدخل فيه بسهولة ويسر ولا تبغضي لنا نفسك عبادة الله فان المنبت لا ارظ انقطع ولا ظهرا ابقى. المنبت هو الذي يأخذ مركوبا فيسرع به سرعة شديدة ولا يجعله يستريح. فانه عما قريب يهلك تهلك هذه الدابة. وبالتالي لا يكون قد عرضا كبيرا في سفره ولم يبقي المركوب الذي كان يركبه ايضا من المسائل المتعلقة بهذا عدم الاستعجال في السؤال عن المسألة حتى ينهي الفقيه كلامه في المسألة لان في مرات قد يبقى عندك قد يأتيك اشكال فتسأل عنه وكان من مراد الفقيه ان يأتي الجواب هذا الاشكال في اواخر حديثه. فاذا استشكلت شيئا فاكتبه. فاذا انتهى الفقيه من درسه فاسأل ولا تعجل بالسؤال حال الشرح واستدل عليه المؤلف بقول الله عز وجل ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه ومثل لهذا بحديث انصر اخاك ظالما او مظلوما. قيل يا رسول الله هذا نصره مظلوما فكيف ينصر ظالما؟ قال تأخذ فوق يديه وكذلك من الامور التي تتعلق بالتعلم ان يتذكر الانسان وان يتدارس محفوظاته ما بين وقت واخر والمدارسة اما بالمراجعة بان يراجع الانسان ذلك بنفسه. واما بان يكون له زملاء يراجع العلم مع معهم واما بنشر هذا العلم وبثه في الناس واما باشغال الناس في مجالسهم بعرض هذه المسائل ومن ذلك ايضا المعلم ينبغي به ان يتعهد طلابه بحيث يسألهم عن المسائل التي القيت عليهم. فان وجدهم حفظوها واتقنوها. آآ وآآ وكان يتفقدهم بين مدة واخرى حرص عليهم وحرص على تعليمهم وكذلك من الامور المتعلقة طلب الفقه ان يحرص الانسان ان يأتي الى درس وهو نشيط لا يوجد هم في صدره. وان يكون عنده الية الفهم. اما لو جاء ولديه بهموم او عليه ديون او فيه النوم او كان قد فقد شيئا من حوائجه او عنده فرح شديد بسبب شيء مما اتى اليه. او كان آآ غضبا فحين اذ لا قد لا يفهم المسألة على مرادها قد اه يفهمها لكنها لا تثبت في قلبه حينئذ ينبغي بالانسان ان يلفت الى مجالس العلم وهو لديه اهلية للحفظ الفهم من الامور التي اه تتعلق بهذا ان الاستاذ اذا القى شيئا غريبا اه يستغربه ويستعجب منه ان لا بادري الى اه الانكار فيه حتى يعرف حقيقة كلامه ويعرف مراد استاذ بذلك فمرات قد ينزل الكلام على غير مراد المتكلم ومرات قد آآ يدخل فيه ما ليس فمنه اورد المؤلف عددا من الاثار في هذا اه اورد عن الشافعي انه قال الناس طبقات في العلم. موقعهم من العلم بقدر درجاتهم فيه. حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل ما عار كل عارض دون طلبه ثم ذكر باخلاص النية واورد عن يحيى بن كثير انه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم اورد عن بعض المتكلمين انه قال العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك. عن بعض الحكماء انه قال ان لم تصبر على تعب العلم صبرت على شقاء الجهل وقال بعضهم محب الشرف هو الذي يتعب نفسه بالنظر في العلم اذا نظرت الى جميع الفنون وجميع الاشغال وجدت ان الانسان لا يحصل فيها الا بعد تعب فصاحب التجارة لابد ان يبذل من ما له في مشاريعه التجارية من اجل ان يعود عليه العائد وهكذا الطبيب لن يصل الى درجة آآ درجة مرتفعة في الطب الا اذا بذل من نفسه ووقته شيئا كثيرا اه وهكذا ايضا في ما يتعلق بجميع احوال الناس لن يحصل الانسان الا بالبذل من نفسه اورد المؤلف بعد ذلك شيئا مما يتعلق بالمتعلم في حفظ اوقاته والحرص على ابعاد الصفات الذميمة عن نفسه فقال الحفظ له ساعات وبالتالي راعي هذه الساعات هذه الساعات بعضهم يقول هي ثابتة بالنسبة لجميع الناس. وبعضهم يقول بانهم يختلفون بان الناس يختلفون فيها بالتالي ينبغي للانسان ان يدرس احواله بنفسه المؤلف اختار ان للحفظ اماكن وازمنة ينبغي ان يلتزمها طالب العلم فقال بان اجود الاوقات هي الاسحار اواخر الليل قبل الفجر السدس الاخير من الليل ثم وقت انتصاف النهار ثم اوقات الغدوات يعني اوائل النهار بعد الفجر دون العشيات اواخر النهار قال وحفظ الليل يعني ما تحفظه بالليل يكون ابقى في ذهنك من حفظ النهار واورد اثارا عن بعضهم تدل على هذا المعنى ثم انتقل الى ذكر الاماكن فقال ينبغي ان تختار الغرف والمراد بها آآ ما كان مرتفعا دون السفل وكل موضع بعد مما يلهي فهو افضل وكل موعد وكل موقع آآ يبعده عن استماع الاصوات ها فهو افضل وكذلك اي موطن فيه ما يشد النظر فان الاولى تركه كما لو كان عندك شاشات او عندك صور نباتات او كنت في الحدائق فهذه الامور وهكذا لو كان فيه طيور فهذه الاشياء تشغل ذهنك عن تحفظ العلم وبالتالي يحسم بك ان تختار غيرها ايهما اولى ان تحفظ في وقت الجوع او في وقت الشبع؟ اختار المؤلف وقت الجوع بشرط الا يكون جوعا شديدا. واذا جاءه الجوع الشديد ينبغي به ان يقوم بسد اوعى تهلي يتمكن من فهم درسه ولا يكثر من الاكل واورد حديث المقدام ابن معدي كرب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن كسب ابن ادم اكلات يقمن صلبه فان كان لا محال فثلثا لطعامه وثلثا لشرابه وثلثا لنفسه وذكر عن الاوزاعي عن الاصمعي ان اعرابيا وعظ اخاه فقال يا اخي انك طالب ومطلوب فبادر الموتى واحذر الفوت وخذ من الدنيا ما يكفيك ودع منها ما يرضيك واياك والبطنة انها تعمي عن الفطنة وقيل لملك الروم ما تعدون الاحمق فيكم؟ قال الذي يملأ بطنه من كل شيء يجد ومن امثلة ذلك ان يحرص على تنظيف بدنه من السموم سواء اه تهيئة بدنه ان يخرج منها العرق او بعدم ابقاء اه البول والغائط في فان بقائها مؤثر على حفظ الانسان وفهمه ومن ذلك ان يخرج الدم الفاسد من بدنه ومن هذا ما يفعله بالحجامة والفصد والحجامة تكون في الرأس والفصل تكون في اه البدن ومن ذلك ان يحرص على سلامة بدنه في مراجعة الطبيب وباخذ الدواء الذي يتناسب مع حاله والا يقطع عادته في هذه الادوية. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد تداوى وامر الدواء فقال ان الله لم ينزل دان لانزل له شفاء فتداووا و ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لاسماء بنت عميس بماذا تستمشين قالت بالشبرم هو نوع من انواع النبات يتداوى به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حار بار يعني لا يتناسب مع حالتك اين انت من السنة فلو كان في شيء شفاء من الموت لكان السنا والمراد بالسنا الحبة السوداء واورد المؤلف اثرا عن هارون الرشيد بانه جمع اطباء وسألهم عما حال الانسان عن الدواء الذي لا يوجد فيه شيء من اه الداء واه اه اخبر انه اخبر للرشيد ان ان الدواء الذي لا داعي فيه ان تقعد على الطعام حال رغبتك في وشهوتك له. وان تقوم عنه ولم تقم بي اخذي شهوتك ورغبة منه ومن ذلك ان يجتنب الانسان الاطعمة الردية سواء كانت بسبب زراعتها في مواطن او كان ذلك بسبب فساد هذا الطعام وعدم وعدم بقائه على حالته. واورد ان آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ام المنذر معه علي قالت ولنا دوالي معلقة. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها. وقام علي ليأكل فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي مه انك ناقة يعني انه لا زال شفي قريبا ولا زال اثار المرض فيه. وحينئذ نهاهم عن الاكل من هذا الطعام لئلا يؤثر عليه فكف علي رضي الله عنه قالت وصنعت شعيرا وسلقا فجئت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني اصب من هذا فهو انفع لك و هذا فيه اشارة الى ان الحفظ له مساعدات من الغذاء ومن ما يتعلق بالدواء ومن اختيار المكان ومن اختيار الزمان ثم عقد فصلا فيما يحفظه الفقيه وبعض الناس يقول بان الناس يتفاوتون في مقدار ما يتمكنون من حفظه ومن ثم لا يصح ان نجعل قاعدة عامة للجميع بينما اخرون رأوا انه لابد من تقديره والمؤلف اختار المذهب الاول. ولذلك قال بان من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة. ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في ايام حينئذ لو اراد الثاني ان يحفظ مثل الاول للحقه الملل ولنسي ما حفظ ولم ينتفع بما حفظه وبالتالي ينبغي للانسان ان يتفقد حال نفسه وما يناسبه فيكون حفظه على مقدار ذلك واورد المؤلف ان انسا سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته. فقال كان يصوم حتى نقول له لا يفطر وكان يفطر حتى نقول لا يصوم. وما كنا نشاء ان نراه من الليل مصليا الا رأيناه ولا نشاء ان نراه نائما من الليل الا رأيناه كذلك من الاداب ان يحرص الانسان على ان يحرص على عدم الاشتغال بالتعلم حال ضعف اه نفسه بما يزيد عن عن قدرته فان من حمل نفسه ما لا تطيقه في ذلك اليوم فان هذا سيؤثر على تعلمه وسيؤثر على بدنه لكن لا تجعل ذلك الوقت الذي يضعف فيه بدنك خاليا من التعلم. لكنها لكن لا تتعلم فيه كثيرا ومثل له المؤلف بالطعام حال ضعف الانسان مرضه من غير ان يطعمه ولا يكثر منه من الامور التي اه استدل بها المؤلف حديث عبدالله ابن عمرو ما كان يكثر من الصوم والقيام بالليل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذا فعلت ذلك هجمت عينك ونقهت نفسك جاءك المرض ولعينك حق ولنفسك حق فصم وافطر وصلي ونم وهكذا قالوا ينبغي ان يجعل لنفسه مقدارا في العلم كلما بلغ ذلك المقدار وقف وقفة اياما لا يزيده في تعلمه وانما يعود اليه حفظا ومراجعة وتأملا. واستدل على وذلك بالبناء. فانه اذا امضى مدة عاد الى بناية ليتأكد من اتقانه من كونه من كونه محكما آآ يستقر ويبقى اورد حديث عبد الله بن عمرو السابق وان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعطاه رخصة فقال اني اجد بقوة وهي اقوى من ذلك. فقال فشددت فشدد علي ولا قبلت الرخصة من الرسول صلى الله عليه وسلم واورد ان امرأة كانت تكثر من الصلاة فقيل هذه فلانة لا تنام الليل تذكر من صلاتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه عليكم ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا قال وكان احب الدين اليه الذي يداوم عليه صاحبه. وهكذا ينبغي بالانسان ان يرتاح في من وقته ليتقن العلم ويحفظه واورد عن ذلك حكمة نقلت عن ال داود واثرا وخبرا عن قسامة بن زهير انه قال روج القلوب تعي الذكر ثم عقد المؤلف بابا في ذكر اخلاق الفقيه وادابه وما يلزمه استعماله مع تلاميذه واصحابه. بعد ان تكلم عن الطالب الاداب التي ينبغي ان يلتزم بها انتقل الى الاستاذ والاستاذ يختار من الاخلاق افضلها ومن الاداب احسنها لا يفرق في آآ مع هؤلاء فليستعمل الادب الحسن مع الجميع. وان كان للطالب من الحق ما ليس لغيره واورد المؤلف عددا من الاخبار الواردة في حسن الخلق كحديث اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا عزت ليتمم صالح الاخلاق. وحديث ان الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم وحديث اه وحديث اه قل فقالوا وحديث زيد ابن ثابت قالوا حدثنا عن بعض اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقال كنت جاره فكان اذا فنزل الوحي ارسل الي فاتيته فاكتب الوحي فكنا اذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا واذا ذكر الاخر ذكرها معنا. واذا ذكرنا الطعام ذكره معنا. فكل هذا احدثكم عنه وفي الحديث الاخر كرم المرء دينه ومروءته خلقه. وفي الحديث الاخر ما سئل ما خير ما اعطي انسان فقال الخلق الحسن في الحديث الاخر ان احبكم الى الله واقربكم الي احاسنكم اخلاقا وان ابغضكم الي وابعدكم مني مساوئكم اخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون والثرثارون الذين يكثرون الكلام والمتشدقون الذين لا يتحرزون فيما يتكلمون به تفيهقون قيل بان المراد به مدعي الفقه وقيل بانه من يختار من الالفاظ ما ما يظهر عند الاخرين انه صاحب فقه. واورد حديث من سعادة ابن ادم حسن الخلق ومن شكوته سوء الخلق وهذه الاخبار وان كان في بعضها شيء من الضعف لكنها يقوي بعضها بعضا اورد عنوانا في حسن مجالسة الفقيه لمن جالسه واورد عن جابر ابن سمرة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم انه كان طويل الصمت. قليل الظحك. وكان اصحابه ربما تناشدوا عنده الاشعار والشيء منهم امورهم فيضحكون وربما تبسم صلى الله عليه وسلم وقيل لابن عباس من اكرم الناس قال جليس الذي يتخطى الناس حتى يجلس اليه. لو استطعت الا يقع الذباب على وجهه لفعلت يعني ان هذا الجليس له حق عليك من ذلك ان تحسن مجالسته قال ابن عباس اكرم الناس علي جليسي ان الذباب ليقع عليه فيؤذيني واورد اثرا عن وهب ابن منبه الاقبال على الجليس والتوسيع له واحتمال اذاه واستئذانه في ما يتعلق بامور المجلس ونحو ذلك ذلك من الاداب التي تكون في المجلس. واورد عن سليمان ابن موسى مرسلا سوء المجالسة شح وفحش وسوء خلق وعن حبيب مرسلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جلس اليه جليس لم يقدم ركبته ولم يقم حتى استأذنه قال المؤلف او عقد المؤلف بعد ذلك بابا في استعمال التواضع ولين الجانب ولطف الكلام واورد من حديث ابي هريرة باسناد ضعيف اطلبوا العلم واطلبوا مع العلم السكينة والحلم دينوا لمن تعلم ولمن تتعلمون منه ولا تكونوا من جبابرة العلماء فيغلب علمكم جهلكم وقال ايوب السخطياني ينبغي للعالم ان يضع التراب على رأسه تواضعا لله. ومثل هذا ينبغي الا يقال به الا اذا ورد شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم بمشروعيته وقال الفضيل الله يحب العالم المتواضع ويبغض الجبار من تواضع لله ورثه الله الحكمة وهكذا وهذا التواضع يكون منشأه القلب ويؤثر على الاخلاق وجماع الامر عدم احتقار الاخرين وعدم استنقاص منزلتهم وعدم الحق وكذلك على الفقيه ان يحرص على اختيار الالفاظ الطيبة. فيخاطب بدين ويلاطف في السؤال والجواب يشهد لذلك قول الله جل وعلا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك واورد قال قلت لسعيد بن جبير المجوس يريني من نفسه ويسلم علي افأرد عليه؟ فقال سألت ابن عباس فقال لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه واورد عن عروة مكتوب في الحكمة ليكن وجهك بسطا وكلمتك طيبة تكن احب الى الناس من الذي يعطيهم العطاء وورد عن عليما لانت كلمته وجبت محبته. ثم ذكر ادبا مما يتعلق باداب الفقيه الا وهو استقبال الطلاب الترحيب والكلام الحسن واظهار الفرح واورد حديثا ان ابا سعيد قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سمعته يقول سيأتيكم اناس يتفقهون وجهوهم واحسنوا تعليمهم. قال فكان يجيب بمسائلنا فاذا نفذت حدثنا بعد حتى نمل اورد المؤلف هذا من عدد من الطرق. قال المؤلف ولمتفقهة العجم مزية على من يعني انه ينبغي الفقيه المعلم ان يوليهم من حسن الخلق اكثر مما يوليه لغيرهم وورد المول حديث لو كان الدين معلقا بالثريا تناوله رجل او رجال من الفرس استدل المؤلف بما ورد من حديث جابر من حديث جرير قال ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قط الا السماء في وجهي واورد المؤلف عددا من الاثار المتعلقة بهذا وهكذا ينبغي الفقيه ان يتألف الطلاب بمساعدتهم سواء فيما يتعلق اه فهم العلم او بمعرفة مواطن بحثه. او ازالة الشكوك والشبه التي قد ترد على ذهن للمتعلم او اه بما يستطيع او بالانبساط اليهم وحسن القول والخلق معهم قال ابو جمرة كنت اقعد مع ابن عباس فكان يجلسني معه على سريره فقال لي اقم عندي حتى اجعل لك سهما من مالي وقال اسماعيل ابن سعيد دخلت على حبة العرني فقدم الي طبقا عليه تمر دقل ورطبة والتمر الدقل الرديء فقال كل فلو كان في البيت شيء هو اطيب من هذا اطعمتك. فان عليا كان يقول اذا دخل عليك اخوك المسلم تطعيمه من اطيب ما في بيتك. وان كان صائما فادهنه. اي استعمل معه طيب الدهون واورد عن الحسن البصري وخيثمة شيئا من هذا. قال المؤلف ويحسن بالفقيه ان يخدم اصحابه بنفسه لان ذلك يصفي المودة ويلقي المحبة واورد ان النجاشي لما قدم وفده على النبي صلى الله عليه وسلم قام يخدمهم بنفسه. قالوا نحن نكفيك يا رسول الله قال انهم كانوا لاصحابنا مكرمين واني احب ان اكافئهم. لكن هذا الخبر ضعيف الاسناد جدا واورد عن ابن خلاد انه قيل لسيد في قومه بما ست؟ قال بكوني عبدا لهم اورد عددا من الاثار عن مجاهد بانه قال للاعمش لو كنت اطيق المشي لجئتك ومن الاداب ان يخاطبهم بكنيتهم اه ان يكرمهم اه توظيف في حي آآ الالفاظ والالقاب الجميلة التي تقال عنهم وقضى ورد من حديث عائشة مرفوعا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكني اصحابه اكراما لهم. وتسنية لامورهم واستلامة لقلوبهم. ومن ذلك ان الاستاذ يتفقد الطلاب. ويسأل عن من غاب منهم واورد المؤلف حديثا عن حديثا عن ابن ابي زيد انه كان يسأل آآ طلابه ويتفقدهم واذا مرض احدهم قال قوموا بنا حتى نأتيه في منزله نعوده و اورد المؤلف بعد هذا بابا في اداب التدريس وذكر فيه عددا من آآ الاداب ولعلنا ان شاء الله تعالى ان نترك آآ هذا آآ الفصل في يوم آآ اخر لله عز وجل لان اداب التدريس متعددة وفيها اشياء كثيرة اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للفقه والفهم كما اسأله جل وعلا ان يرزقنا حسن الخلق وطيب لا خوف اللهم يا حي يا قيوم فقهنا وعلمنا واجعلنا من اتباع نبيك صلى الله عليه وسلم اه نعتذر منكم الاسبوع القادم وان شاء الله يكون موعدنا الاسبوع بعد القادم نعم. رضي الله عنه اما يا طالب العلم الا العلم هذه الفضائل وذكره حتى وصل وماؤه الموادعة عندك الصفحة كم السبحة كم هذي ايش؟ سبعة ثمانية كم الرقم كم الرقم؟ خمس مئة وسبعة وثمانين اختيار الفقهاء الذين يتعلمون قال يا طالب العلم ان العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد واذنه الفهم لسانه الصدق حفظه الفحص وقلبه حسن النية وعقله معرفة الاشياء والامور الواجبة. ويده الرحمة ورجله زيادة زيادة او عندك زيارة العلماء وهمته السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وفاء وقائده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين سيفه الرضا وفرسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الادب وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف. وماؤه يعني ماء العلم الذي يبقى به الموادعة يعني عدم آآ الدخول مع الاخرين في آآ في اه نزاعات نحوه ودليله الهدى ورفيقه صحبة الاخيار محد عنده عقيب ولا شي بارك الله فيكم ووفقكم الله للخير وجعلكم الله من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد موعدنا ان شاء الله الاسبوع بعد القادم