الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا درس جديد نتدارس فيه كتاب الفقيه والمتفقه للعلامة الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى نتدارس فيه اداب التدريس المدرس يسعى الى ايضاح الدرس واسهام الحاضرين ومن ثم فلا بد ان يكون حاضر الذهن مستحضر المعلومة ومن هنا لابد ان يهيئ نفسه لذلك ومن ذلك الا يكون جائعا فان الجائع قد يشغله جوعه عن تفهم درسه فاذا كان المرء ينهى عن الصلاة في مثل تلك الحال كما امر النبي صلى الله عليه وسلم بتقديم العشاء على صلاة المغرب ولو كانتاقدوا قيمة في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الاخبثان وحينئذ ايضا نقول من اداب المدرس الا يكون مشتغلا زهنه بمدافعة الى اخبثين فان كان حاقنا قضى حاجته قبل درسه وهكذا اذا كان تعبا يحتاج الى راحة او كان سهرا يحتاج الى شيء من النوم فانه اذا درس في تلك الحال فقد يعطي من المعلومات ما قضوا مع الصواب وقد يخلطوا بعض المعلومات في بعضها الاخر قد امر النبي صلى الله عليه وسلم من فيه النوم ان ليأخذ راحته وان يرقد حتى يذهب عنه النوم لعله يذهب يستغفر ربه فيسب نفسه وهكذا اذا كان عنده امور تشغل قلبه فانه ينبغي ان يفرغ قلبه قبل ان يحضر لدرسه ثم بعد ذلك ذكر المؤلف فيما اذا كان عند الانسان دروس متعددة فماذا يفعل وبأيها يقدم؟ ان كان هناك اتفاق سابق فإنه يسير على ما يحصل عليه الاتفاق السابق وان لم يكن هناك اتفاق سابق قدم اصحاب الفضل منهم اما ان يقدم كبار السن واما ان يقدر يقدم اصحاب الفضل. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اراد ان يتكلم وهم جماعة كبر كبر واما اذا كان الدرس واحدا فحينئذ ينبغي ان يكون في وسطهم ليكون مشاهدا عند كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في خطبة الجمعة وفي غيرها من يقرب يقول من كان اسرع فهما واكثر علما فانه يقدمه كما يفعل ذلك في الصلاة كما في قوله صلى الله عليه وسلم ليلي منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ومن الاداب في الدرس ان يسكت الجميع وان يستمعوا للدرس فلا يشتغلوا بحركة ولا برفع الصوت ولا بانتقال من مكان الى مكان فقد كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا كانوا حوله كأن على رؤوسهم الطير سحب ان يبدأ بحمد الله المتابع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد انه في الخطب يبتدئها بحمد الله وفي الكتابة والرسائل يبتدئها بالبسملة. ولذلك خطبة الجمعة تبدأ بحمد الله تعالى لا وكتابة النبي صلى الله عليه وسلم الى ملوك اهل زمانه يبتدأها بالبسملة وبعد الحمد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء في النصوص التحذير من المجالس التي تخلو من ذكر الله ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم باعتبار تلك المجالس مجالس يتحسر اصحابها عليها لكونهم لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيه كذلك يستحب التمهل وعدم العجلة في القاء الدرس ليستوعب الجميع تمكنوا من الكتابة وليتمكنوا من المتابعة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تكلم تكلم وان كانت هو اعلم وان كان اعلى. هناك شرط العدالة وهناك شرط وهناك تفضيل بسبب الورع شرط العدالة اذا لم يوجد لن يعمل بقوله حتى ولو كان الاعلى الافقه الحافظ بكلام فاصل يحفظه من سمعه كذلك من الامور التي ينبغي بالمدرس ان يراعيها الفصاحة في كلامه واختيار الكلام واضح الذي يفهمه من لديه واذا كانت هناك الفاظ يتعلق بها حكم شرعي لكنه قد يستحيا منها فان العلم لا جاء فيه ولا ينال العلم متكبر ولا مستحم وكذلك يحسن اختصار الكلام بحيث تؤدى المعلومة باقل لفظ لان لا يكون ذلك من اسباب الظجر وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة كراهية السآمة وقد ورد في الحديث عليكم بالقصد فان الله لا يمل حتى تملوا. والا ان يوجد هناك داعي كما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما من الفجر الى غروب الشمس وكذلك يستحب تقريب الكلام وتوضيحه بذكر امثلته ونظائره حتى يكون ذلك ادعى لفهمه ولذلك ضرب الله عز عز وجل الامثال في كتابه وظرب النبي صلى الله عليه وسلم عددا من التشبيهات ففي حديث المظمظة للصائم قال النبي صلى الله عليه في حديث القبلة للصائم قال النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت لو تمضمضت؟ ومن الاحكام المتعلقة بهذا ان الانسان ينبغي به ان يختاروا الطريقة التي تفهم عنه فمرة يسرد الكلام ومرة يمثل ومرة يجعل الدرس بالاسئلة والاجوبة ومرة قد يرسم رسومات وقد يكتب بعض معلومات الدرس من اجل ان يكون ذلك من اسباب فهم الدارس وبقاءه وهكذا يحسن تلخيص الدرس بعض اهل العلم يستحبون ان يبتدأ قراءة ايات من القرآن قبل الدرس. ويذكرون ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هكذا يفعلون وكانوا يختمون الدرس بكفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يختم بعض دروسه بدعاء الله عز وجل من الامور التي ذكرها المؤلف مذاكرة الطلاب للدرس بعد الفراغ منه بحيث يعيد بعضهم على بعض الدرس ليكون ذلك ادعى لحفظه وبقاءه وهكذا يحسن كتابته وتدوينه بحيث لا يعول على فهمه وحفظه فقط بل دونه ليكون ذلك ادعى لبقاءه وهكذا يحسن مذاكرة المعلومات. فاذا جلست في مجلس مع احد من طلبة العلم فتقرب الى الله بمذاكرة العلم في ابوابه وفي سواء في اه مسائل الفقه او في الاحاديث النبوية او في تفسير كتاب الله عز وجل. وقد قال الزهري يذهب العلم النسيان وترك قل مذاكرة والاشتغال بمثل ذلك اولى من اشتغال الانسان باخبار عامة او بذكر الوقائع والحوادث القصص ونحو ذلك وهكذا ينبغي اختيار الانسان لزملائه الذين يذاكر معهم بحيث يكون ازعى لفهم الدروس وانشط ومن مسائل هذا ان اهل العلم المتقدمين كانوا يحرصون على المذاكرة في الليل فيذاكرون دروسهم لا وكان ذلك من شأنهم بل بعضهم لم يكونوا يقومون من الدل او من المذاكرة الا الى صلاتي الفجر ومن الامور التي يحسن الاعتناء بها ان يكون تدارس المسائل الشرعية من مسائل الفقه والحديث والتفسير والمعتقد ان يكون في الفقه فهذا هو شأن السلف الاول وذلك ان خير بقاع المساجد. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارس فيما بينهم الا حفتهم الملائكة وتنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده وينبغي طالب العلم وضع حلقة له في المسجد. حتى ولو لم يحضر عنده الا القليل ولو لم يحضر الا الواحد او الاثنان فانه بذلك ينشر العلم وبذلك يبقي محفوظاته من علم ويكون هذا من اسباب رضا الله جل وعلا عنه ثم ذكر ان من الامور التي ينبغي سلوكها طرح المسائل على الطلاب من اجل ان يكون ذلك من اجل ان يكون ذلك ادعى لتنشيط اذهانهم ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اتدري ما حق الله تعالى على العباد؟ قال الله ورسوله اعلم. قال اعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا. قالت اتدري ما حقهم على الله اذا فعلوا ذلك؟ قال الله ورسوله اعلم. قال ايعذبهم كما ورد ذلك في الصحيح وهكذا ايضا لا ينبغي اهمال صغار الطلاب فقد يكون من صغار الطلاب من عنده ذهن وقاد. يتمكن من التعلم. وقد يبز اقرانه ينبغي ان يعلم الادب هذا الصغير بحيث يكون آآ ليست مما يترتب عليه عمل او كانت من مسائل الاغلوطات فينبغي آآ اجتنابها ومن المسائل ايضا المتعلقة بهذا انه ينبغي عندما يسمع جوابا لم يعرف ان يطلب اعادته او شرح ذلك الجواب مستمعا صامتا غير مشتغل بلعب ولا بحديث واذا نظر الانسان الى بعض الصحابة الذين كانوا في عهد النبوة صغارا ثم بعد ذلك تركوه وعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصهم بشيء من العناية كمثل انس وابن عباس وابن عمر علم حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الامر ينبغي بالاستاذ ان يلاحظ هؤلاء الطلاب خصوصا اذا كبرت اسنانهم وان يتفقدهم في معلوماتهم وان يأذن لهم في التكلم والسؤال متى وجد منهم اهلية لذلك؟ وهكذا لو كان هناك مناظرات بعض الاساتذة يجعل الدرس على هيئة مناظرة. يناظر الطلاب بعظهم بعظهم الاخر من اجل ان يكون هذا ادعى لحفظ الدرس وبقاءه. خصوصا عند تدارس المسائل الخلافية واذا بلغ الطالب الصغير سنا ومرحلة وذكاء ووصل الى درجة علمية يحسن ادخاله في مثل هذه المناظرات ينبغي ايضا التنويه بصواب من يجيب بالصواب والرفع من شأنه. واذا القى سؤالا واضح سؤالا مهما يحتاج اليه ان يثنى على ذلك السائل من اجل ان تزداد رغبته في طلب العلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوب اصحابه ويحسن فعلهم متى وجد انهم متى وجد انهم اجابوا جوابا صحيحا. قال لابي ابن كابل لما سأله عن اعظم اية في كتابه الا قال اية الكرسي قال ليهنك العلم ابا المنذر وهكذا يحسن الطلاب الاهتمام بشأن الاستاذ الفقيه والتقرب لله عز وجل جل بالرفع من شأنه وتنبيه الامة للاخذ عنه. واذا حصل ان معلومة اخذت من لشخص يحسن بيان آآ زلك والتعريف بمن اخذ العلم عنه واما اذا اخطأ المتعلم فحينئذ ينبغي تعليمه باسلوب حسن و ببيان وجه الخطأ ووجه الصواب في تلك المسألة ويبين له ان الخطأ قد يحصل من كل احد الا من عصمه الله جل وعلا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر اصبت في بعض واخطأت في بعض من ذلك ما ذكره المؤلف هنا من عدد من الاحاديث فيما يتعلق تأويل الرؤيا كذلك قد يداعب الاستاذ من اخطأ من اجل ان يزيل عنه ما قد يجده في نفسه من حرج وقد فعل ذلك صلى الله عليه وسلم مع عدد من اصحابه ويبين له الخطأ باسلوب حسن ولفظ اللين ومعاملة رفيقة بلا تعنيف ولا رفع صوت فان النبي صلى الله عليه وسلم لم لما وجد ان معاوية ابن الحكم تكلم في اثناء الصلاة قال له صلى الله عليه وسلم ان صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. انما هي التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن ورد في خبر باسناد ضعيف علموا ولا تعنفوا فان المعلم خير من المعنف وهكذا اذا طرحت مسألة فيها غرابة او فيها عجائب لا يحسن ان يكون هناك ضحك لا من استاذ ولا من اه الطلاب. فلو القى احدهم مسألة غريبة او مضحكة ينبغي حفظ الادب في مجالس اه العلم. ومن الامور التي تتعلق بهذا ان الاستاذ قد يخطئ فاذا اخطأ الاستاذ لا يحسن المبادرة في الرد عليه وانما يسأل الاستاذ اسئلة بحيث يجعل ممن يكتشف الخطأ بنفسه او اذا لم يتمكن فانه آآ يرد ردا لطيفا في مثل هذه المسائل هكذا ايضا ينبغي التمييز بين التلاميذ والطلاب وبيان من هو اعلى في العلم وفي الحفظ وفي الذهن والذكاء بحيث يكون ذلك من اسباب التنويه بهذا الطالب ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي. ابي بكر وعمر من ذلك ايضا ينبغي تفقد الطلاب بحيث اذا وجدنا من لديه خصيصة في الفهم والبصيرة ان يخص دون غيره بشيء من الاوقات او من العلم او من اه التنويه بفظله ليرجع اليه ولذا كان اه جرير رضي الله عنه لا يحجب عن النبي صلى الله عليه وسلم واذا وصل الطالب الى مثل هذه المرحلة ينبغي به ان يغتنم جميع ما يتاح له من الوقت في طلب العلم من الامور التي تتعلق بهذا اختيار الالفاظ الطيبة وبين الاستاذ اه تلاميذه واختيار الادعية الحسنة. هكذا ايضا ينبغي اجتناب محادثة الفقيه او سؤاله عند وجود ما يغير شأنه من نعاس او غضب او شدتي فرح لان هذه الامور تغير فهم الانسان. وانظري الى قصة ذلك الرجل الذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح وهكذا لا ينبغي الطالب ان يتوقف عن السؤال عما يحتاج اليه من العلم وحتى لا يمنعه التكبر او يمنعه الحياء بل يلقي مسألته ومن المسائل المتعلقة بذلك ان الانسان يحرص عند القائه المسائل ان تكون من مما ينتفع به. ومما يكون له اثر وواقع. واما المسائل التي ليس اه من اجل ان يكون ما اخذه من العلم على وجهه. وهكذا اذا فعل الاستاذ الفقيه فعلا قد يستغرب منه او يكون على خلاف العادة يحسن ان نبه على السبب الذي جعله يفعل ذلك الفعل ففي حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل القى نعاله في الصلاة فلما فرغ اخبر اصحابه بان جبريل جاءه واخبره ان فيهما قذرا وهكذا لا مانع من ان يطلب التلميذ او الطالب تكرار المعلومة مرات متعددة متى لم يفهمها او لم يستوعبها ومن اجل ان ان يكون حينئذ ممن فهم العلم وابتعد عنه ما قد يجده في نفسه من شبهة قال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وجبت له الجنة. قال ابو الدرداء دنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق حتى قال له وان رغم انف ابي الدرداء وفي لفظ وان رغم انف ابي ذر. وهذا هو آآ الذي وقع في الصحيح ايضا ينبغي ان يحرص الاستاذ على ان يحرص على الاستاذ على آآ المداراة واحتمال ما قد يحصل من خطأ وجلل عند الطلاب وقال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وكذلك يحسن الطالب ان يتقرب لله بالصبر على ما يكون من اجساده فان الصابرين يوفون اجرهم بغير اه حساب. وانظر الى قصة موسى مع الخضر لو انه صبر لتعلم او لمر على قضايا كثيرة ومسائل متعددة ومن الامور التي ذكر المؤلف بعد ذلك بابا في من تصدى لفتاوى العامة ما ينبغي ان يكون عليه من الاوصاف وما يستعمله من الاخلاق والاداب اهل الفتوى هم اهل العلم من لم يكن من اهل العلم فلا يجوز له ان يفتي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم ان الله لا يقبض العلم بنزعه من دور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا بغير علم فظلوا واضلوا وكذلك من الامور التي يتميز بها اهل الفتوى ان يكونوا من اهل الاثر وان يكونوا ممن يعرف النصوص الشرعية كتابا وسنة والا يعتمدوا على مجرد رؤاهم وتصوراتهم واذهانهم وهكذا من صفات لانه اذا وجد او تكلم في العلم من ليس اهلا فحينئذ يقع خلل كبير في بواقع الناس وحينئذ كيف نعرف ان الشخص مؤهل للفتوى؟ هناك طرائق اولها نجد ان العلماء يرجعون الى شخص ويصدرون عن رأيه. وعندما يتنازعون يعودون اليه. فمن كان كذلك فهو من اهل العلم ومن الطرائق ايضا دلالة عالم معتبر لاخر ليرجع اليه ومن الدلائل فتوى شخص بمحضر من العلماء واقرار منهم وعدم اعتراض منهم عليه فمثل هذه من الامور التي تدلنا على ان هذا الشخص من اهل الفتوى. اما من لم يكن من اهل الفتوى فلا نزوله ان يتقدم ناقلا لحكم الله عز وجل وهو غير اهل لاخذ الاحكام من الادلة قال تعالى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى. قال تعالى ومن اضل ممن افترى على الله كذبا قد ورد في الحديث من افتي من افتى الناس بفتية يعمى عنها فانما اثمها عليه وتعرفون قصة ذلك الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا فسأل عابدا هل له من توبة فنفى ذلك لعدم علمه فاكمل به المئة ثم سأل عالما فقال ومن يمنعك من التوبة وذكر المؤلف شروطا لمن يصلح للفتوى. اول هذه الشروط البلوغ فان من لم يبلغ لا يجوز الاستناد على قوله وثانيها العقل فالمجنون لا يجوز الاعتماد على فتواه. وثالثها العدالة. لان من لم يكن عدلا وكان من اهل الفسق فانه لا يجوز ان يعتمد على قوله. قال تعالى ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا وقوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ومن ذلك ان يكون عالما بالاحكام الشرعية قادرا على استخراج الاحكام من الادلة والعلم الذي يشترط في اهل الفتوى ان يكون عالما بالقرآن وعالما بالسنة وعالما بمواطن الاجماع والخلاف وعالما القياس من اجل ان يتمكن من رد النوازل الجديدة على ما ذكر حكمه في النصوص قد قال حذيفة لا يفتي الناس الا ثلاثة. رجل قد عرف ناسخ القرآن ومنسوخه. وامير لا يجد بدا او احمق متكلف ولا زال اهل العلم يحذرون من الفتوى وكانوا يتدافعون الفتوى وكان كل واحد منهم يريد ان يكفى باب الفتوى مع عظم علمهم وكثرة محفوظاتهم. قال سعيد بن المسيب ان في العزلة لسلامة فانبلوا ان ترى ان ترى في مجالس السفهاء. فاذا اغتممت وحدك فادرس كتابا من فعل الفقهاء وكذلك ينبغي بالانسان ان يستمر في التعلم مهما وصلت مرحلته ومهما حصل من العلم فانه اذا لم يكن كذلك فانه حينئذ قد ينسى معلوماته ويتوقف في علمه ثم ذكر فصلا في ورع المفتي وتحفظه في الكلام فمن تحفظ المفتي الا يتكلم الا بحكم يبلغه عن الله عز وجل لان لا يكون ممن تكلم كلما فيما لا يعنيه وهكذا لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يجعلهم يأمنون من مكر الله عز وجل ديال ومن ادابه ان يحرص على ان يكون كلامه مبنيا على المصطلحات الشرعية. ويحسن ان يكون معتمدا فيه على النصوص من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الامور التي تنبغي بالفقيه ان يكون وريعا. بحيث يتنزه عن كل ما فيه شبهة ها او ماء يحتمل ان يكون ضارا في الاخرة. فان الناس يقتدون باهل الفقه ويسيرون على طريقتهم وكذلك لابد ان ينوي الانسان القصد الحسن بحيث يريد ارضاء الرب جل وعلا ويرغب في رفعة في الدرجة في الاخرة اما الاعتماد على الكتاب والسنة فهذا هو شأن اهل العلم الذين يسيرون على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وكلما كثر تلفظ الانسان بالنصوص الشرعية كان ذلك من اسباب عظم اجره ومن اسباب ربط الناس بالادلة الاصول ومن اسباب قناعة الناس بما يصدر عنه من فتوى ثم ذكر المؤلف ما يتعلق برزق اهل الفقه والفتوى من المدرسين والمفتين والقضاة ونحوهم فان الاصل ان المفتي لا يأخذ اجرة ممن يستفتونه لئلا يكون هذا سببا من اسباب التقليل من مكانته و وشأنه عندهم ولئن لا يكون من اسباب من اسباب اختيار الفقيه لما تهواه نفوس الناس. الا انه لا بأس ان يؤخذ فمن بيت المال فيعطى لهم فان الفتيا والتدريس والقضاء من الوظائف العامة التي يحتاج اليها عموم الناس وهذه الوظائف شأنها ان يعول عليها من باب المال من من بيت المال واذا كفي الفقيه التكسب والاحتراف كان ذلك من اسباب استمراره في التعلم والتعليم من اسباب نفع الله عز وجل به واما اذا لم يكن هناك بيت مال كما في بعض المواطن او بعض البلدان التي تكون امورهم ليست موافقة للشرع او تكون من البلدان التي يحكم فيها غير المسلمين فانه يحسن الفضل ان يجعلوا اوقافا تدر على هؤلاء تدر على الطلاب ليتفرغوا للدراسة وتدر على الاساتذة والمدرسين و المفتين من اجل ان يتفرغوا لفهم فتاواهم ويجيبوا ما يعرض لهم من المسائل لا زال لا زال خلفاء خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم في من الخلفاء الراشدين وفي عهد بني امية وبني العباس يفعلون ذلك ثم حذر المؤلف من التسرع الى الفتوى. المراد التسرع الجواب الجواب والافتاء في المسألة قبل لتمام النظر فيها. فلا يجوز للانسان ان يجيب في مسألة حتى يكمل النظر فيها. يستمع لكلام السائل اجتماعا كاملا وكذلك ايضا ينظر في الادلة نظرة فاحصة يطبق القواعد على هذه الادلة ليعرف حكم الله عز وجل في هذه المسائل ويحسن بالانسان ان يسعى لان يكفيه غيره باب الفتوى ولا زال السلف يحرصون على ان يكفوا باب جواب المسائل وان كان بعض وان كان البعض من الصحابة قد يطلب من الناس ان يسألوه من اجل ان يكون ذلك من اسباب اشتغال المجالس بالعلم او اذا كان الشخص قد انتهت اليه الفتوى ولم يوجد مثله في هذا الباب وهكذا ايضا ينبغي بالانسان ان يحرص على ان يتذكر موقفه بين يدي رب العزة والجلال ومن المسائل المتعلقة بهذا ان الاصل ان الفقيه لا يفتي في مسألة الا بناء على دليل اذا كان الدليل واضحا يمكن ان يفهم بينه لمن سأله. واما اذا كان خفيا لا يفهمه او ينزله على غير مراد المتكلم فانه لا يذكره وهنا مسألة عند الاصوليين هو ان المستفتي هل يحسن به ان يسأل المفتي عن الدليل للذي استند اليه في فتواه الجمهور يمنعون من هذا ويقولون لان في هذا تشكيكا بالمفتي والمستفتي ليس اهلا لفهم الدليل ولا معرفة لديه هل هو منسوخ؟ هل هو عام؟ هل ورد فعليه تقييد او تخصيص فكل فالمستفتي العامي ليس من اهل النظر في الدليل. لكن بعض اهل العلم قال لا بأس ان يذكر ان يسأل عن دليله لكن يكون في مجلس اخر غير مجلسه الاول ذكر المؤلف عددا من النصوص التي تدل على عظم موقع الفتوى انها مؤثرة في الامة و ذكر المؤلف بعده بابا فيما جاء في الاحجام عن الجواب اذا خفي على المسؤول وجه الصواب قال الله تعالى وفوق كل ذي علم عليم واورد عليه عددا من الاحاديث ان عددا من الصحابة كانوا يطلبون من السائل ان ينتقل الى غيرهم لكونهم لم يعلموا حكم الله في هذه هي المسائل قالت عائشة لما سئلت عن المسح على الخفين سل عليا ومتى يتعين على المفتي ان يجيب هناك في بعض المواطن لا يلزم المفتي ان يجيب منها اذا كانت المسألة غير واقعة المفتاحين اذ لا يلزمه ان يجيب وهكذا اذا كان المفتي لم يتمكن من الوصول الى الراجح في هذه المسألة. فحين يلزمه السكون وعاء السكوت وعدم الجواب. ومن ذلك المسائل التي تكون ارفع من ذهن السائل. وقد يكون الجواب مما يوقع ذهن السائل في شيء من الاشكال فحينئذ لا يتحدث الانسان بمثل هذا ومن ذلك ايضا لو كان السائل يسأل عن عمل غيره وفي هذه الحال لا يجيب اه هذا السائل وانما يجيبه بما يتعلق بعمله وكذلك اذا كان اه اذا كان الجواب في المسألة سينتج عنه خصومة ونزاع بين الناس ففي مثل هذه الاحوال لا يجيب خصوصا قضايا الخصومات. لان قضايا الخصومات يرجع فيها الى والمفتي انما يستمع لشخص واحد ومن ذلك ايضا ان المفتي لا يحسن به ان يجيب عندما يسأل عن اعيان لئلا يرتبط الحكم بتلك العين كاسم محل او اسم شركة او اسم مدينة فانه قد يتغير الشأن بالنسبة لذلك المحل قال هل يجوز لي ان اصلي بهذا الثوب؟ لا يقول هذا الثوب يجوز ان يصلى فيه او لا لانه قد تؤخذ الفتوى وتجعل عامة ومن المسائل المتعلقة بهذا ان الانسان يجتنب ما يكون جانبا للمال لمن يحضر فان الانسان قد يسأل عن مسائل دقيقة خفية لا يفهمه اكثر الحضور فيكون وهذا من اسباب عدم استمرارهم في التعلم وعدم استفادتهم من ذلك المجلس ما ذكره المؤلف ايضا باب اداب المستفتي فالمستفتي لابد ان يستفتي ولا يجوز له ان يقتصر على ما في ذهنه انه حكم الله. قال تعالى فاسألوا اهل للذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا ويرده الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم اذا عرضت مسألة فحينئذ هل يلزمه ان يسأل الافضل؟ او يجوز ان يسأل المفضول مع وجود الفاضل؟ الجمهور قالوا يجوز او ان يكتفي بسؤال اي واحد منهما ما دام الجميع مؤهلين للفتوى. وهناك من الزم ان يسأل الاوثق في علمه ودينه ولان الانسان في اموره الخاصة لا يسأل في كل فن الا الارفع من اصحاب الفن كما في اسئلته عن الطب او غيره من انواع العلوم من المسائل المتعلقة سدل المؤلف هذا القول بقول ابن سيرين هذا العلم دين فلينظر احدكم عمن يأخذ اذا وبناء على ذلك يحسن بالانسان قبل ان يسأل عن المسألة الفقهية ان يطلب ممن لهم اهلية ومعرفة الترجيح بين اعيان المفتين من هو الافضل؟ من هو الاعلم؟ ومن هو الذي يمكن ان يسأل؟ فاذا تساووا فانه يأخذ قول اكبرهم سنا واكثرهم اه دراسة للعلم من الاداب المتعلقة بهذا ان المستفتي اذا علم باقوال المفتيين لم يجز له ان يختار منها ما يوافق هواه لان هذا من اتباع الهوى وقد قال الله تعالى ولا تتبع الهوى فيذلك عن سبيل الله وان كما يأخذ بقول الاعلم والاورع والاكثر. لان هذه الصفات تجعل تجعلنا تجعلنا نغلب الظن ان من كان كذلك فهو اقرب للصواب لان حكم الله في المسائل واحد وقول هؤلاء اقرب لان يكون هو الموافق لحكم الله عز وجل ومن المسائل او من الاداب التي تتعلق بالمستفتي اختيار الالفاظ الحسنة وكذلك التأدب في الى فعال مع اه المفتي بحيث لا يسارعه في القول ولا يسكته للنطق ولا يستعجل عليه من المسائل ايضا توقيع العالم ومعرفة مكانته. وقد جاء في الخبر ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يعرف لعالمنا وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من اجلال الله اجلالا ذي السلطان المقسط والشيبة وحامل القرآن غير الغالي عنه ولا الجافي فيه ومن الامور التي تتعلق بهذا انه ينبغي اختيار اوقات الاستفتاء فلا يستفتي في اي وقت بل يستفتي في الوقت الذي يظن حضور ذهن المفتي يظن عدم انشغال وهذه نحتاج اليها في خصوصا مع وسائل الاتصال الحديثة فلا يتصل عليه في وقت يغلب على الظن انه وقت راحته وهكذا من الافعال التي قد يفعلها بعضهم ان المفتي اذا اجاب في مسألة قال المستفتي انا كنت اقول بذلك قبل فهذا ليس من اهل الفقه ولا من اهل الفتوى وقوله لا قيمة له لا عند الله ولا عند خلقه ومن المسائل التي تتعلق بهذا ان بعض المستفتين قد يكتب سؤاله في ورقة. بالتالي هناك اداب تتعلق بهذا منها ان يترك فراغا للجواب ومنها ان يكون السؤال واضحا ومنها ان لا يترك فراغ في الفاظ اه السؤال لئلا يكتب فيها شيء بعد ذلك. وهكذا ايضا ينبغي ان يكون السؤال واضح مقتصرا على مسألة بعينها ثم ذكر المؤلف بابا فيما يفعله المفتي في الفتوى والبلد اذا كان فيه اكثر من مفتي لم يلزم المفتي ان يجيب. وجاز له ان يحيل على غيره كما وكان الامر في شأن الصحابة رضوان الله عليهم. اما اذا لم يكن سواه وكان هناك فائدة عملية من جواب ذلك الاستفتاء فانه يلزمه جوابه لئلا يكون ممن يكتمون ما انزل الله من البينات والهدى وهكذا ايضا اذا جاء السؤال ينبغي الاستفصال عما في ذلك السؤال بحيث آآ اذا كان هناك كلمة غريبة او كان هناك لفظ محتمل لمعان متعددة سأل عن ذلك وينبغي ان يكون الجواب مشتملا على هذا التفصيل ومن الامور المتعلقة بهذا ان المفتي لا يعجل بالجواب حتى ينهي السائل سؤله لئلا يكون في السؤال بقية يتغير بها الحكم وهكذا ينبغي به ان يعيد اه التأمل في السؤال وان يفكر فيه من اجل ان يتمكن من اه الجواب بقدر ذلك السؤال وهكذا اذا كان عند الفقيه عدد من العلماء او الطلاب وجاءت المسألة ينبغي ان يشاورهم في المسألة من اجل ان يكون ذلك من مدارسة العلم ومذاكرته. وفي ذلك اقتداء بالسلف وامتثال لامر الله عز عز وجل في قوله وشاورهم في الامر وسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الاستشارة لاصحابه ومن المسائل المتعلقة في هذا ان بعض المسائل قد يكون فيها اشياء خفية قد يكون فيها عذوب وقد يكون فيها امور لا يحسن الاطلاع عليها وحينئذ المفتي لا يشيع هذه الاشياء ولا يتكلم بها ومثل هذه المسائل احسن الا يعرض الا يعرضها الفقيه على غيره وهكذا ايضا ينبغي بالفقيه الا يبادر في الجواب حتى يتفهم المسألة ولو كانت مما يقال انها مسألة سهلة او يسيرة وقد اثر عن عدد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل آآ هذا ومن من الامور التي يحسن بالمفتي ان يلاحظها التفصيل. هناك بعض المصطلحات تكون لها معاني متعددة ولها اجزاء كل جزء منها له حكم وبالتالي لابد من التفصيل في هذه المسائل ومن الامور المتعلقة بهذا ان الفقيه ينبغي به ان يكون اول كلامه كلاما فصلا. يفهم عنه بحيث لا يكون في اوائل كلامه ما يحتمل معاني متعددة ومن الامور المتعلقة بهذا ان الفقيه يجتنب الالفاظ الصعبة والكلمات التي يعسر فهمها فليختار الكلام السهل اللين الذي يفهم واذا كتب جواب الفتوى ينبغي به ان يحسن الخط وان يجمله وان لا يدع فراغات فيما بينها هكذا ايضا المسائل التي قد يقع فيها شبهات عند الناس يحسن الفقيه ان لا يبادر الكتابة فيها ايظا قد يكون الفقيه متخصصا بعلم. لكنه تخفى عليه امور من علوم اخر وقد يكون فقيها لكن يخفى عليه شيء من تفسير ايات الله عز وجل. ومن ثم فعليه ان يحيل السائل الى يا اصحاب الاختصاص في تلك المسألة هل يجيب بذكر الحديث او الاية كثير من اهل العلم يستحسن انه اذا سئل عن مسألة فيها دليل واضح ان يذكر الدليل ليكون ذلك ليكون في ذلك تعليق السائلين بالادلة الشرعية من الامور التي تتعلق بهذا ان العامي لا يفتي ولو سمع الفتوى من المفتي فانه لا يفتي. قد ينقل الفتوى ويقول فلان افتى بكذا ثمانية افتي هو ويقول حكم الله كذا فهذا خطأ لانه لا يعلم هل اصاب ذلك الفقيه ام لم يصب قال المؤلف باب التمحل في الفتوى هناك في بعض المسائل يقع الناس في ورطات في اعمالهم بالتالي يحتاجون الى فقيه ليخرجهم من ورطات افعالهم فتجد بعض الناس يحلف يمينا جازما بانه لن يصل قرابته فيأتي الفقيه ويرشده الى ان طريق التخلص من ذلك ان يكفر عن يمينه ثم يصل قرابة وته هكذا قد ينذر الانسان نذرا عسيرا لكنه اذا جاء الفقيه ارشده الى طرائق يتمكن بها من الوفاء بنذره ولا يكون عليه من الصعوبة كما كان آآ في لفظ نادر. وقد اورد المؤلف عددا من عددا من الامثلة من اواخرها ما ذكره عن الشافعي انه سئل عن رجل حلف بالطلاق علق الطلاق على اكل التمرة وعلى رميها. فقال يأكل نصفها ويرمي نصفها وذكر المؤلف ان بعض العلم قد لا يخبر به خشية من وقوع الفتن او خشية من ان يكون ذلك سببا من اسباب ضلال الخلق او اتكالهم عليه. ولذلك فامتنع ابو هريرة من التحديث بكل ما عنده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ آآ لما قال له اخبر الناس قال لا تخبرهم لئلا لان لا يتكلوا فاخبر بها معاذ عند موته خشية من ان يكون ممن كتم العلم. واورد عن بعض السلف كابن مسعود من افتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون لانه عرظ نفسه لمخاطر عظيمة ولذلك فانه لا زال اهل الفضل والعلم يسكتون عن الجواب عن عدد من المسائل من الابواب التي ذكرها المؤلف هنا ان الفقيه قد يفتي بفتوى ثم بعد ذلك يتبين له انه قد اخطأ في هذه الفتوى. وان الصواب في غيرها. فحينئذ يلزمه ان الحق وان يعرف الناس برجوعه عن الفتوى فقد ورد عن ابيظ ابن حمال انه اشتقت واديا من النبي صلى الله عليه وسلم فاعطاه له. فقيل يا رسول الله اتدري ما اقطعته؟ اقطعته المال عد يعني الماء الكثير الذي يستقى فرجع النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا العطاء و رجع عن هذه الفتوى. وهكذا من الامور التي تتعلق بهذا عدم سكوت المفتي عن الفتواه التي اخطأ فيها اذا عمل المفتي بالفتوى فحين اذ لا بأس ان يستمرا عليها. اما اذا لم يعمل فانه يلزمه هو الاخذ فتوى المفتي الجديدة من المسائل المتعلقة بهذا ان فتوى المفتي متى كانت خطأ وعرف المستفتي انه خطأ لا يجوز له ان يعمل بها كما لو علم انه خالف نصا من الكتاب او السنة او الاجماع. ويجب تعريف المفتي بمخالفته لذلك. ولا يجوز للمفتين ان يستحدثوا اقوالا جديدة لم يكن اهل الازمنة الاولى قد قالوا بها ومن المسائل التي قد اه تتعلق بهذا ان الانسان قد يسأل اكثر من مفتي فمن يسأل اكثر من مفتي على نوعين. منهم من يريد الترخص والبحث عن الاسهل وما يوافق هواه. هذا مخالف للشرع لم يسر على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم واما من اراد ان يستوثق وخشي من وقوع الزلل والخطأ من المفتي الاول. فهذا جائز له لا حرج عليه فيه. فان اتفق الجوابان عمل بهما. وان اختلف الجوابان فحين اذ بين المفتيين بحسب ثلاث صفات العلم فان الاعلم قوله اوثق من غيره. والثانية الورع والتقوى فان صاحب التقوى يوفق بقول الصواب الحال الثالث او الامر الثالث الاكثرية وقد ذكر المؤلف خلافا فبعضهم يقول يختار الاشد وبعضه لان الحق ثقيل وبعضهم يقول يأخذ ليسهل القولين لان هذا هو صفة دين الله لكن في مرات كثيرة يظن ان هذا القول هو عيسى وهو الاسهل ولا يكون الامر كذلك. كمثل مسألة كمثل مسألة تارك الصلاة هل يكفر فان بعض اهل العلم قد يظن ان الاسهل هو القول بعدم تكفير تارك الصلاة. وهذا خطأ. بل القول بتكفيره هو الاسهل لان امر الجنة والنار الى الله. لكن الكلام هل يقضي الصلاة التي فاتته بعد توبته به او لا يقضي. فان كل ما يكفر بذلك فانه لا يقضي ما فاته من الصلاة وان قلنا لا يكفر فانه يجب عليه ان يقضي ما فاته من من اه الصلوات الدليل العارف لم يعتمد على قول ذلك الناقل. هكذا في الاحكام الشرعية نعم الشيخ شرايك عائشة تفتي ولا ما تفتي رضي الله عنه تمام هذه الفتاوى التي تكتب هي مكتوبة لمسائل وقعت لاشخاص باعيانهم من المسائل التي تتعلق بهذا ان من تأهل الترجيح بين الاقوال ومعرفة الراجح من المرجوح فحينئذ يلزمه ان ان ينظر في ادلة الاقوال ليختار ما يرى انه وهو الموافق للشرع ومن المسائل المتعلقة بهذا الامر ان يعلم ان العلم باقوال المفتين او اقوال الفقهاء لا يعد علما صحيحا العالم ليس عالما بمعرفة الاقوال. وانما يكون عالما بقدرته على التمييز بين الراجح والمرجوح من اقوال اهل العلم هذه نبذة عن هذا الكتاب و شرح اه كثير من ابوابه وهو كتاب مليء وفيه علم كثير اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم فهم كتابه والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا هذا والله اعلم الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين صلوا على النبي فسأل الاستفتاء للتعلم او يطمئن قلبه ذكرنا هذا فيما سبق وقلنا بان هذا ينبغي الا يكون في نفس المجلس ارساله في مجلس اخر بان لا يفهم منه استنقاص هذا المفتي وما سأله عن الفتوى الا لثقته ادنى شيء قد يؤثر فيه آآ ينبغي اجتنابه. بالتالي يسأل عن الدليل اذا لم اذا لم يذكره المفتي في نفس المجلس في محسنان الا يسأل عن الدليل في نفس المجلس. يسأل في مجلس اخر. نعم اشتراط الجروب اشتراك في الجروب غير البالة لا يقبل قوله. لو اقر على نفسه او شهد على غيره لم تقبل شهادته بالاتفاق فاذا كان هذا في حقوق الخلق هكذا في احكام الله جل وعلا نقل الاخبار كذلك لا يقبل نقله للخبر حتى يبلغ قد يحظر الواقعة لكنها لا تنقل عنه حتى يبلغ واضح فهمه ايش الصحابة بس حول تفسير بس ابن عباس كان بالغا الوقت لانه لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابنه اربعة عشر سنة فما جاء عهد عمر الا وقد بلغ لا ما يمنع دخول الصبي يمنع دخول ابناء ابناء ابناء الصحابة حتى ولو كانوا ابناء عشرين وابناء خمسة وعشرين كان اصحاب مجلس عمر الكهول نعم اختلفت بيئة التعلم عما مضى الوقت وآآ والان الطلاب يختلفون من مجلس الى مجلس نوجه هذا الكلام وينبغي ان نجعل هناك اوقاتا يعني ما ورد على الناس من اه طرائق في حياتهم واشتغال الناس بكسب المعيشة هذا الذي يجعل هناك انصراف عن الاستمرار في ملازمة اه الاستاذ وهذه الامور في الحقيقة ليست وليدة عصرنا الحاضر. بل هي موجودة في العصور الاول ولذلك يتميز بعضهم عن بعض مثلا ابن عباس كان يلازم وكان يذهب وكان وقرناؤه لم يكونوا كذلك وكانوا يشتغلون بما يشتغلون به ولذلك حصل ابن عباس ورجعت اليه الامة بالنسبة دكاترة الدرس في بعض ويقوله لادبه كثيرا وازا انطلقت مع الشيخ احاول الحفز لم لم يحصل كل فلا هو الافضل الذي سار عليه الناس ويسيرون من كان عنده حافظة اعتمد عليها ومن لم يكن كذلك اعتمد على الكتابة. لا زال الناس يكتبون الدروس. وينبغي بطالب العلم ان يتعلم السرعة في الكتابة ليتمكن من كتابة جميع درسه بذلك يكون قد اشغل جميع حواسه في الدرس بحيث اشتغلت يده واشتغل قلبه واشتغلت عينه اشتغلت اذنه ومتى كثر اشتغال الحواس ادى ذلك الى رسوخ العلم رجوعات الرسول صلى الله عليه وسلم ايش؟ ايش؟ الرجوعات. لا الرجوعات على نوعين يعني مثلا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشهيد يغفر له كل شيء ثم قال بعد ذلك الا الدين فان جبريل قد اتاني فاخبرني بذلك انفا هذا استدراك ليس نسخا اليس كذلك اه ترفع الصوت نعم قراءة شيء من القرآن في بداية المجلس وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأه كان بعدد من المجالس ويترك القراءة في مجالس اخرى لا يجوز النقل العامي وكانت النقل العامي للفتوى جائز لكن العامي الاخر لا يجوز له ان يعمل بنقله لماذا؟ لانه قد لا يفهم العامي مراد الشيخ وقد يكون الحكم مناطا بمسألة او بصفة لم ينتبه اليها ذلك العامي وبالتالي هذا بمثابة فالمنبه الذي ينبه الانسان لمراجعة العلماء وقد يعتمد عليه في وقت الظرورة كمن كان في برية ولم يجد خريجا هاديا فحينئذ قد يعتمد على نقل من ينقل والا فهذا الناقل قد يرى جبلا ويظنه غيره اليس كذلك؟ ويوقعك في وهم. فاذا تمكن من ان يجد والمسألة الجديدة التي تحدث للشخص قد يكون فيها مأخذ او صفة وبالتالي هو لا ينتبه الى انها مؤثرة في الحكم ومن ثم لا تكون تلك الفتوى منطبقة على حالته هذه الفتاوى التي تطبع من اجل التنبيه. تنبيه الاذهان. من اجل التعليم وليست مناجل الاخذ بما فيها ليعمل به البينات والزهور ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون البينات ما معنى هذا يعني هؤلاء بالبينات جار ومجرور تتعلق بماذا هل هي تتعلق بتعلمون فسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات واضح طيب للفساد والبعض من البعض ان يأتي الى شيخ قال الشيخ الفلاني هذا من سوء الادب يعني من سوء الادب معارضة قول المفتي المؤهل للفتوى بقول غيره لكن فلانا يفتي بكذا فهذا من المعلوم ان الفقهاء يختلفون وان كل واحد منهم لا يجوز له ان يفتي بقول غيره بل يجب عليه ان يفتي بقول نفسه وضرب اقوال الفقهاء بعضهم ببعض لا يجوز وهذا من سوء الادب نعم وهو لم يبلغ بعد ردة الاجتهاد على انه الفقهاء على خمسة مراتب كم مرتبة؟ خمسة مراتب. المرتبة الاولى المجتهد المطلق الذي لا يتقيد باصول امام ولا فروعه فهؤلاء هم علماء الاسلام وهم الذين يعول عليهم والثاني اصحاب الوجوه وهم الذين يقتصرون او يتقيدون باصول مذهبية ما لكنهم في الفروع قد يختارون ما ورد عن الامام وقد يختارون غيره والثالث اصحاب الترجيح وهم الذين يتقيدون باصول الامام وبفروعه لكنهم يرجحون بين الروايات الواردة عن الامام. فهؤلاء الثلاثة اصناف يفتون مطلقا ويجوز الاستناد على فتواهم والرابع اصحاب التخريج هم الذين يغيسون المسائل بعضها على بعض ويقيسونها على ما ورد عن ائمتهم ويخرجون المسائل على القواعد التي ذكرها الائمة والصنف الخامس اهل الحفظ الذين يحفظون اقوال الائمة او اقوال المفتين فهذان الصنفان الاخير ان هما من مواطن الظرورات اذا لم يوجد سواهم فانه يعمل باقوالهم واما اذا وجد غيره من اصحاب من اصحاب الانواع الثلاثة الاولى فانه يستند على اقوال اولئك ويترك اقوال هؤلاء الصنفين واضح فعل فعل بعض ائمة المساجد دام هذا حسن لانه ينبه الناس انبه الناس ويعيد عندهم التأمل في مثل هذه المسائل. نعم بالاقتصاد والاقتصاد والاستفسار اذا كان طالب العلم يفهم مثلا ولذلك حفظكم الله احيانا يحب المسائل موجودة هل يمكن ان يجددها مراجع وكذا يعني خاصة اذا قابل المساء شعيرة نعم الجواب ليس من اهل الفتوى هذا من اصحاب الحفظ وبالتالي فهو ليس من انما يعمل بقوله لم يوجد سواه هو من مواطن الضرورات هذا من المرتبة الخامسة اصحاب الحفظ ليحفظنا المسائل ويعرفون موطن بحثها ويفهمون هذه المسائل. هذا من المرتبة الخامسة اذا كان على كما تقدم عندما يوجد متعددون كلهم مؤهلون للفتوى يجوز اه سؤال اي واحد منهم ولو كان مفضولا لا زال الصحابة في عهد فيما بعد عهد النبوة يسألون المفضول مع وجود الفاضل هو لا يوجد يعني دليل يدل على الزام المتأهل للفتوى بالحصول على اجازة بالفتوى وانما الاصل وجود الشروط التي تقدم ذكر بعضها. فيشترط فيمن يكون مؤهلا للفتوى ان يكون عارفا والادلة الواردة في المسألة المجتهد فيها وان يعرف قواعد الاصول ويتمكن من تطبيقها وان يعرف مواطن الاتفاق والاختلاف وان يعرف باللغات العرب ما يمكنه من فهم الادلة لا من وجدت عنده هذه الصفات فهو متأهل للفتوى اسعد الله اليكم مرة اعلى عن ابن عمر رضي الله عنهما من رقب وجهه رق عينه. كما المقصود برقة الوجه اي باب تنفيذ دقيق على مراتب اصحابه كما هذا فيما يتعلق بالحياة الذي آآ يستحي لا ينال علما فاما من يسأل المسائل حتى ولا يستحي في العلم فحينئذ يعرف تفاصيل العلم يعني بين انفسهم وهو اعلم لكنه ليس بواحد لكنه اعلم شوف كيف تحلفوا اذا كنا عندنا عدل وعندنا ورع فالعدل العدالة الشرط ولو كان فقيها مجتهدا قادرا حافظا لكنه ليس بعدل فهذا يجتهد لنفسه ولا يجوز للاخرين ان يستندوا لفتواه لان لا يوثق بفتواه الثاني ان يكون عدلا يقل ورعه يعني لا يتنزه عن ما وقع فيه شيء من الشبهة ففي هذه الحال نقول يجوز الاستناد الى قوله والعمل بمن هو والعمل بقول من هو اورع منه افظل واولى احمد اليدوي اه المنع من الفتوى قد يكون لتحقيق مصلحة يراها صاحب الولاية فيلزمه ان يلتزم بذلك وقد يكون المنع من الفتوى منعا لبعض المسائل منع من الفتوى في بعض المسائل دون بعض كما قد يوجد من يمنع من الاستفتاء في باب الطلاق فلا يفتي في باب الطلاق الا كذا او في باب المناسك الا فلان وقد يكون المنع من نشر الفتوى بشيء من الوسائل ولن تفتي من جاءك لكن لا تنشر فتواك فلكل واحد من هذه حكمها والعاقل من علم ان السلامة في ان يكفى هذا الامر وفقكم الله للخير. نعم بل يجب عليه ان فاذا كانت فتواه الاولى عن خطأ وجب عليه التبليغ. اذا كانت فتواه الاولى عن اجتهاد حينئذ لا يلزمه في ست انعم اذا كانت عن اجتهاد هذا اجتهاد وهذا اجتهاد وبالتالي لا يلزمه ان يخبر من اذا كانت الفتوى مبنية على ان تحقيق المناط خطأ جو وقالوا له وين القبلة معه ظن ان القبلة من هنا قال من هنا ثم بعد ذلك انه مخطئ وان القبلة مع الجهة الاخرى بنا كلامه ليس عن يعني عن تحقيق مناطق بالتالي يلزمه ان يبلغ. الا اذا كان الثاني ايضا اجتهاد اذا كان اجتهادا حينئذ الاجتهاد الاول لا ينقض بالاجتهاد الثاني وبالتالي لا يلزمه التبليغ نعم في المسائل العامة صيام العيد تارك الصلاة ببساطة ان هي يعني يشتغل فيها ميزة ان هي يكون فيها آآ مشورة الجمع من بالنسبة عندنا مسألتان المسألة الاولى فيما يتعلق صدور الفتوى من جماعة هذا مغلب على الظن انها اقوى من او ارجح من قول غيرهم خصوصا انه هؤلاء اعلم واوراع ومجموعة فحينئذ اقوالهم احراها ان تكون هي الاقرب للحق وهناك فتاوى قد تسمى فتاوى جماعية لكن صوابها ان تسمى الفتوى المركبة كان عندنا فتوى جماعية تصدر من مجموعة كل واحد منهم ينظر للمسألة من اولها الى اخرها كما ذكرت قبل قليل هناك فتوى يسميها بعضهم جماعية وهي الفتوى المركبة تعتمد على قول محدث في التصحيح والتظعيف وقول لغوي في تفسير الالفاظ. وقول اصولي في القاعدة الاصولية وقول الفقيه فهذا يسمى فتوى مركبة وبعض مرات يصير معتمدة على قول طبيب او قول مهندس او قول اصحاب التخصصات الاخرى بعضهم يسميها فتوى جماعية اصوب ان تسمى فتوى كبه هو لم يسأل يعني كبار بنفسك. ولكن قرأ فتوى مكتوبة لكن في مسألة عامة. لابد ان يتأكد انها تنطبق على الكتاب القارئ وش تقولون هذا اخذ درس هذه السنة سعدنا بلقائكم وتقربنا لله عز وجل بمحبتكم والجلوس معكم واسأل الله ان لا يحرمنا جميعا الاجر والثواب وجعل الله وذلك في ميزان حسنات الجميع عندكم اقتراحات طيب هذا رقم ابو عبد الله عندكم اللي عنده اقتراحات يقترحها وبعد ذلك ان شاء الله نوازن بين هذه المقترحات بارك الله فيكم واسعدكم الله هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد