مرتبة عالية ويبعثون على مرتبة رفيعة. واورد المؤلف فيه من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يبعث الله كل عبد على ما مات عليه. وهكذا ايضا روى من حديث فضالة ابن عبيد المرفوعة من مات الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لنا ولكم التوفيق لخيري الدنيا والاخرة فما اسأله جل وعلا ان يرزقنا فقها في دينه وفهما لكتابه و حفظا لسنته وتدبرا لها وبعد فهذا هو الدرس الثاني من دراستنا في كتاب الفقيه والمتفقه للامام الخطيب ابي بكر علي ابن ثابت البغدادي رحمه الله تعالى بهذا الفصل في هذا اليوم نأخذ الابواب المتعلقة فضل العلم وفضل الفقه في الدين وفضل فقهاء الشريعة وذلك ان الفقه في الدين له اثر عظيم على العباد والفقهاء هم الذين ينشرون هذا الفقه وينشرون دين الله عز وجل وذلك ان كثيرا مما يحل بالمجتمعات المسلمة يمكن معالجته بطريق الفقه في دين الله عز وجل فالدماء تحقن ويمسك الناس عن سفك الدم الحرام متى وجد باذن الله العلماء الذين يرشدون الناس الى دين الله ويخوفون انهم من سوء العاقبة في الدنيا والاخرة وهكذا الفروج تحصن ولا يستبيحها الناس اذا كان الفقهاء يخبرون الخلق باحكام الله عز وجل فيما يتعلق بهذا الباب وهكذا الاموال يتوقف عن الاعتداء عليها متى وجد الفقهاء الذين يرشدون الخلق الى احكام الله ويخوفونهم من الله ومن سوء العاقبة في الدنيا والاخرة وهكذا ايضا العلماء يدفع الله بهم شرورا كثيرة تقع على النفوس فان ما يقع في النفس البشرية من امراض سواء من يأس او اكتئاب او غير ذلك من انواع امراض النفوس يدرأها الله عز وجل فقه الصحيح والعلم الشرعي الصحيح وهكذا يدرأ الله عز وجل ما يكون بين الناس من مشاكل وخصومات ونزاعات علماء الشريعة كذلك من اثار العلما على الامة ان يعيدوا الامة الى دينها والى ربها. فيكون هذا من اسباب سعادة الدنيا والاخرة فان من تمسك بشرع الله فانه سيكون سيكون الله معه وحينئذ ينصره في دنياه واخرته ويوالي عليه الخير كما قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرا وهم باحسن ما كانوا يعملون هكذا بعلماء الشريعة يصحح الله عز وجل اعمال العباد وعباداتهم التي يتقربون بها الى الله فكل عبادة ليست مبنية على فقه صحيح فانها حينئذ يخشى ان تكون مردودة على صاحبها لانها ليست على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته. وقد قال الله جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولذلك يقي الله عز وجل الامة بالعلماء شرا كثيرا. فهم الذين يجلي بهم رب العزة والجلال بل احوال الفتن ويعرف الناس بمآلات الامور. وهم يعرفون الفتن حال اقبالها بخلاف عامة الناس فانهم لا يعرفونها الا حال ادبارها وذهابها. وهكذا العلماء يبينون حقائق اولئك الذين يستخدمون الدين لتحقيق اهدافهم كذبا وزورا. فالعلماء الناس بحقيقتهم ويتقربون لله عز وجل ببيان حقيقة هؤلاء ومن هذا المنطلق عقد المؤلف هذه الابواب التي في فظل التفقه وفي الامر بالتفقه في دين الله والحث عليه والترغيب فيه. فان العلماء هم ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورسوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ بالعلم اخذ بنصيب وافل. ومن بطأ به عمله لم درع به نسبه ثم اورد المؤلف عددا من الاخبار النبوية الواردة في هذا الباب روى في اوائل هذا الباب حديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وقد ورد هذا الخبر من حديث جماعة من الصحابة وهو في الصحيح وفي هذا اثبات صفة الارادة لله جل وعلا وفيه ان الله يتفضل على بعض عباده منح لا لا يعطيها لغيرهم. وفي هذه في هذا الحديث ايضا ان الفقه في الدين فظل من رب العزة والجلال يمنحه من يشاء من عباده وانه نعمة من عند رب العزة والجلال ويدل الخبر ايضا على ان من لم يتفقه في الدين فانه لم يرد الله به خيرا مقدار ما ينقص عند الانسان من الفقه في دينه ينقص عنه ارادة الله الخير به وهذا الخبر قد اورده المؤلف باسانيد متعددة وفي بعضها زيادات مثلا في بعضها زيادة يلهمه رشده من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده. ثم اورد المؤلف حديث انس اذا اراد الله باهل بيت خيرا فقههم في الدين ورزقهم الرفق في معيشتهم ووقر صغيرهم كبيرهم وتلاحظون ان المراد بالفقه ليس الحفظ المجرد بل المراد به فهم احكام الشريعة والقدرة على تطبيق النصوص الشرعية على وقائع الناس. بحيث اذا كان هناك فعل من افعال الخلق تمكن الفقيه من تنزيل النصوص على افعال الخلق واورد المؤلف بعده حديث معاوية انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس انما العلم بالتعلم. اي العلم يناله الانسان ببذل الاسباب المودة الى اكتسابه العلم والعلم فيه جانبان جانب فعل العبد وهو السبب وجانب منحة رب العزة والجلال والله جل وعلا وهذا ليس في العلم خاصة بل في كل امور الدنيا حتى في الرزق هناك اكتساب وهناك توفيق ومن رب العزة والجلال. وهكذا في العلم. هناك بذل ثم بعد ذلك هناك منحة من رب العزة والجلال. ولذلك من اراد العلم فعليه ببذل اسباب ومعرفة الطرائق الموصلة اليه. ثم قال ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما يخشى الله من عباده العلماء فهم اهل الخشية العلماء هم الذين يخشون الله ويقدمون خشيته سبحانه على الخشية من غيره وكما قال تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله ثم هم لا يقدمون الاطماع الدنيوية على خشية الله عز وجل والخوف منه ثم قال صلى الله عليه وسلم ولن تزال امة من امتي على الحق ظاهري اي سيبقى طائفة من هذه ثم على الحق. ومن صفتهم ان يكونوا ظاهرين. يعلم بهم الناس ويعرفون طريقتهم. لا يبالون من خالفهم ولا من ناواهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون. يعني الى قيام في بعض الفاظ هذا الخبر انه كان يقول معاوية قبله اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع وذا الجد منك الجد من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ثم اورد المؤلف ايضا هذا الخبر بزيادة ان الخير عادة. اي يعتادها الانسان ويكررها والشر لجاجة اي خاطر في النفس يجعل النفس تقدم على انواع المعاصي وفي بعض الفاظ هذا الخبر زيادة يا ايها الناس تفقهوا فهذا امر بالتفقه مما يدل على ان الفقه يمكن للانسان ان يحصله. وفي بعض الفاظه زاد ومن لم يبالي الله لم يفقهه ثم اورد المؤلف بابا اخر في حديث تجدون الناس معادن اي اصنافا متفاوتة منهم من يكون بمثابة الذهب ومنهم من يكون بمثابة في الظرف ومنهم من يكون بمثابة المعادن الخسيسة. ثم قال خيارهم في الجاهلية اي من كان عنده صفات حسنة جميلة واخلاق فاضلة في الجاهلية فانهم يستمرون عليها في الاسلام وبالتالي يكونون من اهل الخيار متى كانوا من اهل الفقه قال تجدون الناس معادن. خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام. اذا فقهوا وتلاحظون ان القاف في هذا الحديث مظمومة ليس المراد به الفهم الواحد. وانما المراد به ان يكون الفقه سجية لهم وعادة يستمرون عليها ثم قال المؤلف فضل مجالس الفقه على مجالس الذكر المراد بمجالس الفقه تعلم الاحكام الشرعية من الحلال والحرام وتعلم كيفية استخراج هذه الاحكام من الادلة ثم اورد المؤلف من حديث عبد الله ابن ابن عمر ابن العاص قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد براء مجلسين احد المجلسين يذكرون الله يعني بانواع التسبيح والتهليل ويرغبون اليه. يعني بالدعاء والاخرون يتعلمون الفقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا المجلسين على خير واحدهما افظل من صاحبه اما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون اليه فان شاء اعطاهم وان شاء منعهم واما هؤلاء يعلمون فيتعلمون ويعلمون الجاهل وانما بعثت معلما فجلس معهم. هذا الحديث من رواية عبدالرحمن بن زياد الافريقي اكثر اهل العلم على تظعيفه في بعظ هذا الخبر زيادة وهذا افظل يعني الصنف الثاني المعلمين وفي بعضها زيادة. واما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل. هؤلاء افضل هؤلاء افضل بالتعليم ارسلت ثم قعد معهما واورد المؤلف ايضا من حديث انس باسناد فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف جدا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نجلس مع قوم يذكرون الله من غدوة الى طلوع الشمس احب الي مما طلع وقعت عليه الشمس ومن العصر الى غروبها احب الي من كذا وكذا. ثم اورد اثرا عن التابعي يحيى ابن ابي كثير في تفسير قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه قال مجالس الفقه ثم انعقد المؤلف بابا اخر في بيان ان حلق الفكر حلق الفقه هي رياض الجنة وروى من حديث ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا اي ارعوا انفسكم فيها. قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر وفي رواية قالوا يا رسول الله واين لنا برياض الجنة في الارض؟ قال حلق الذكر فان لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فاذا اتوا عليهم حفوا بهم المؤلف ذكر هذا الخبر ثم ذكر ان التابعين ان جماعة من التابعين فسروا حلق الذكر الواردة في هذا الخبر بانها مجالس تعلم الفقه. فقد قال عطاء ثاني مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام وزاد ابن راشد كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج واشباه هذا ثم اورد ايضا من كلام ابن مسعود مرفوعا قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا اما اني لا اعني حلق القصاص ولكني اعني حلق الفقه واورد ايضا من اه حديث الظحاك في قوله تعالى بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون؟ قال هو هذا مجلسهم. يتفقهون ثم اورد المؤلف فصلا في فضل الفقه على كثير من العبادات وذلك ان العبادات لا تصح الا بالفقه وبالتالي كانت كان الفقه هو منشأ صلاح احوال عبادات اورد المؤلف فيه عددا من الاخبار منها حديث ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج يطلب بابا من العلمي ليرد به ظالني لا هدى او باطلا الى حق كان كعبادة متعبد اربعين عاما ثم اورد من حديث ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا خير في قراءة الا بتدبر ولا عبادة الا ومجلس فقه خير من عبادة ستين سنة ثم اورد من حديث عبدالرحمن بن عوف قال يسير الفقه اي قليل الفقه خير من كثير العبادة وخير ما لكم ايسرها. وذلك ان قليلا عبادة في فقه وعلم خير من كثير هذا ينقصها الفقه والعلم. وكم من كفى وكم يحصل من تفاوت بين المصليين يصليان بجوار بعض بسبب تفاوت ما لديهم من الفقه الذي يجعل الانسان يحرص على تطبيق السنن في صلاته ويحرص على فهم ما يقوله وما يقرأ عليه في اثناء الصلاة وبالتالي يحصل للفقيه من التأثر صلاة ما لا يحصل لغيره. ثم اورد من حديث ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قليل الفطر فهي خير من كثير العبادة. وكفى بالمرء فقها اذا عبد الله. وكفى بالمرء جهلا اذا اعجب برأيه انما الناس رجلان. فمؤمن وجاهل. فلا تؤذين المؤمن ولا تجاور الجاني اي ثم اورد من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعلموا العلم فان تعلمه حسنة ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعلمه ممن يعلمه صدقة وبذله لاهله قربة وهو منار سبيل اهل الجنة في الوحدة هو منار سبيل اهل الجنة. والانس في الوحدة. والصاحب في الغربة. والدليل في الظلمة والمحدث في الخلوة والسنان على الاعداء يرفع الله به اقواما فيجعلهم في الخير قادة وفي هدى ائمة يقتدى بهم وترمق اعمالهم وترغب الملائكة في اخاءهم فباجنحتها تمسحهم وكل رطب ويابس يستغفر لهم حتى حيتان البحر وهوام الارض وسباع الرمل ونجوم والسماء الا ان العلم حياة القلوب الا ان العلم حياة القلوب من العمى ونور البصر من الظلم. به يطاع الله وبه يعبد الله وبه يحمد الله وبه توصل الارحام وبه يعرف الحلال من الحرام. وهو امام العقل والعمل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الاشقياء ولا خير في عبادة بغير تفقه ولا خير في قراءة بغير تعبد وتدبر. والقليل من التفقه خير من كثير عبادة. ولمجلس ساعة ولمجلس ساعة تفقه خير من عبادة سنة ثم اورد من كلام ابي هريرة وابي ذر انهما قال باب من العلم نتعلمه احب الينا من الف ركعة تطوعا وباب من العلم نعلمه عمل به او لم يعمل احب الينا من مائة ركعة تطوعات ثم نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا جاء الموت اذا جاء الموت طالب العلم وهو على هذه الحال يعني على طلب العلم وتعليمه مات وهو شهيد واورد من حديث من كلام ابي هريرة لن اعلم بابا من العلم في امر ونهي احب الي من من سبعين غزوة في سبيل الله عز وجل ثم روى عن معمر قال بلغنا عن ابي الدرداء قال مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة واورد من كلام يحيى ابن ابي كثير انه قال تعليم الفقه صلاة. ودراسة القرآن صلاة ثم اورد من كلام الامام احمد ابن حنبل رحمه الله انه سئل اي شيء احب اليك؟ اجلس بالليل انسخ يعني اكتب العلم او اصلي تطوعا. فقال اذا كنت تنسخ فانت تعلم به امر فهو احب الي ثم قال المؤلف تفضيل الفقهاء على العباد. جاء في عدد من النصوص تفضيل الفقيه على العابد ولم يفرق بين انواع العبادة سواء كانت العبادة بحج وعمرة او بصلاة او بجهاد او بغيرها من من انواع العبادات اورد المؤلف في هذا الباب حديث ابي الدرداء. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء لهم ورثة الانبياء ان يا لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم. فمن اخذ يعني به اخذ بحظ ثم اورد من حديث انس قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن العباد والفقهاء فقال يا رسول الله العباد افضل عند الله ام الفقهاء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيه افضل عند الله من الف عابد ثم اورد من حديث يحيى بن ابي كثير مرسلا لو ان هذه وقعت على هذه. يعني لو ان السماء وقعت على الارض. وزال كل شيء عن مكانه ما ترك العالم علمه ولو فتحت الدنيا على عابد لترك عبادة ربه تبارك وتعالى واورد من حديث ابي الدرداء ان رجلا قال يا رسول الله احدهما مقبل على عبادة ربه والاخر لا يزيد على الفرائض الا انه يعلم الناس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هذا العالم كفضلي على ادنى رجل منكم ولذلك قال المؤلف قلت ولا تصح العبادة الا بعد التفقه. واورد من نافع قال جاء رجل الى ابن عمر فقال يا ابا عبد الرحمن علمني شيئا انال به خيرا. قال تفقه في الدين فقال الرجل ما اراه فهم ما اراه فهم عني. فعاوده اي سأل ابن عمر مرة اخرى. علمني شيئا ننال به خيرا انما اسألك ان تعلمني شيئا انال به خيرا فقال ابن عمر ويح الاخر اليس الفقه في الدين خير من كثير من العمل ان قوما لزموا بيوتهم فصاموا وصلوا حتى حتى يبست جلودهم على اعظمهم لم يزدادوا ذلك من الله الا بعدا. اي انهم عبدوا هذه العبادات على غير الوجه الشرعي. فكانت وبالا عليهم. بسبب ان انهم تركوا واجب التعلم ثم اورد عن ضرار ابن عمرو قال ان قوما تركوا العلم ومجالسة اهل العلم صلوا وصاموا حتى بلي جلد وابدانهم على عمه وخالفوا السنة فهلكوا. قال فوالذي لا اله غيره ما عمل عامل قط على جهل الا كان ما يفسد اكثر مما يصلح. ثم اورد من كلام عمر ابن عبد العزيز قال من عمل على غير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. ثم اورد من كلام مطرف بن عبدالله بن الشخيد العلم افضل من العمل. الا الا ترى ان الراهب يقوم الليل فاذا اصبح زاد يعني انه يحصل منه ما يخالف ذلك فسره بعض رواته قال حتى اذا ضحى اشرك ثم قال المؤلف الرواية انه يقال للعابد ادخل الجنة ويقال للفقيه اشفع ما يدل على ان الفقيه يجعله الله عز وجل يوم القيامة يتفضل على قرابته وعلى امل له به صلة ومما يرغب في صحبة اهل العلم للاستفادة منهم من علمهم في دنيا والاستفادة من شفاعتهم يوم القيامة اورد المؤلف في هذا الخبر من حديث انس قال اذا كان يوم القيامة يقول تعالى للعابد ادخل الجنة فانما كانت منفعتك لنفسك. ويقال للعالم اشفع تشفع او تشفع فانما كانت منفعتك للناس. وروى من حديث من كلام ابن عباس قال اذا كان يوم القيامة يؤتى بالعابد والفقيه. فيقال يدخل الجنة ويقال للفقيه اشفع ثم عقد المؤلف بابا في الروايات التي فيها انهما عبد الله تعالى بشيء افضل من فقه ان في دين وروى فيه من حديث ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عبد الله بشيء من فقه في دين وفي لفظ افضل العبادة الفقه. وافضل الدين الورع وورد من حديث جماعة من الصحابة ثم اورد المؤلف من حديث علي ان رجلا من الانصار قال يا رسول الله اي عملي افضل. قال العلم بالله والفقه في دينه. فظن الرجل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفهم قوله فسأله الثانية فقال له مثل قوله الاول. فقال يا رسول الله اسألك عن العمل فتخبرني عن العلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ان العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره وان الجهل لا ينفعك معه قليله ولا كثيره. واورد من حديث انس مرفوع حسن العبادة الفقه. واورد من حديثه خير دينكم ايسره. وخير العبادة الفقه ثم اورد المؤلف ايضا بان فتية من بني ليث كانوا عبادا. وكانوا يروحون بالهاجرة الى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح بن محمد الليثي لسعيد هذه هي العبادة ولو ولو نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء الفتيان. فقال سعيد ما هذه العبادة؟ اسكت فان عبادة الله ليست بالصوم والصلاة. ولكن بالفقه في دينه والتفكر في امره ثم عقد المؤلف فصلا في الروايات الواردة في ان فقيها واحدا اشد على الشيطان من الف عام قبل فاورد من حديث ابن عباس قال فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. واورد من حديث ابي هريرة فقيه واحد اشد على الشيطان من الفي عابد. وقد ذكر المؤلف ان هناك وهما من بعض الرواة حيث جعل فهذا الخبر من حديث ابي هريرة وصوابه انه من حديث ابن عباس والذي ورد من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في السماء الدنيا بيت يقال له البيت المعمور حيال الكعبة وفي السماء الرابعة امر يقال له حيوان فيدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسه ثم يخرج فينتفض انتفاضة فيخر عليه سبعون الف قطرة فيخلق الله من كل قطرة ملكا. يؤمرون ان يأتوا البيت المعمور فيلجون فيه فيقفون ثم يخرجون منه فلا يعودون اليه ابدا يولى عليهم احدهم يؤمر ان يقف بهم من السماء موقفا يسبحون الله الى يوم القيامة وهناك خبر اخر من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شيء دعامة ودعامة الاسلام الفقه في الدين. ومن خبره ايضا ما عبد الله بشيء افضل من فقه في الدين. قال وقال ابو هريرة لان افقه ساعة احب اليمن ان احيي ليلة اصليها حتى اصبح. والفقيه تدوا على الشيطان من الف عابد ثم اورد ما ذكر عن ابن عباس انه قال ان الشياطين قالوا لابليس يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا افرحوا بموت العابد والعالم لا تصيب منه والعابد تصيب منه. قال انطلقوا فانطلقوا قيل عابد فاتوه لعبادته فقالوا انا نريد ان نسألك فانصرف يعني ترك عبادته فقال له ابليس هل يقدر ربك ان يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال لا ادري فقال ترونه كفر في ساعة ثم جاء الى عالم في حلقته يضاحك اصحابه ويحدثهم فقال له وانا نريد ان نسألك. فقال سل. فقال هل يقدر ربك ان يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ قال نعم. قال كيف؟ قال يقول كن فيكون. فقال الا ترون ذلك؟ لا يعدو يعني العابد لا يعدو نفسه هذا يفسد علي عالما كثيرا. وفي بعض روايات هذا الخبر انه جاء الى العابد فقال له له جنة عرضها السماوات والارض. لا مكان للنار. فكانه تهاون في عبادته. وجاء الى فقال جنة عرضها السماوات والارض. فلا مكان للنار. فقال العالم لو شاء الله ان في عينك لجعلها ثم عقد المؤلف بابا في تفسير قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وذكر ان المراد بهم الفقهاء. فروى من كلام ابن عباس في قوله تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول بالامر منكم. قال طاعة الله اتباع كتابه. وطاعة الرسول اتباع سنته. واولي الامر منكم. قال العلماء حيث كانوا واين كانوا؟ ثم اورد من حديث جابر واولي الامر منكم قال اولوا الفقه و اورد عن ابي هريرة وعن كهل عن كعب مثله ثم اورد عن مجاهد في قوله واولي الامر منكم قال الفقهاء ومثله قال ومثله قال عدد من التابعين وقال مجاهد هم اولو الفهم والعلم يعني اولي الامر منكم. قال عبد الملك بن ابي سليمان وكان عطاء يقول هم اولو الفقه والعلم. وقال طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة والعلماء في تفسير هذه الاية لهم ثلاثة اقوال القول الاول انهم هم الفقهاء كما ورد في هذه الاخبار وورد عن الحسن انه قال هم العلماء والفقهاء وقطائفة قال قالوا هم اصحاب الولاية طائفة قالوا هم هم او يدخل في تفسير هذه الاية الفقهاء واصحاب الولاية ثم فسر المؤلف قوله تعالى ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ان المراد بالحكمة الفقه روى عن مجاهد في قوله تعالى ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا قال ليست بالنبوة ولكن الفقه العلم كذلك روى عن الزهري قال عن عبدالرحمن الزهري قال سئل ابو العباس احمد ابن يحيى عن قوله تعالى واتيناه الكتاب والحكمة قال الحكمة فقه شيء قيل له الكتاب غير الحكمة. فقال لا يكون حكيما حتى يعلم القرآن والفقه. فان علم لا يقال له حكيم حتى يجمعهما. معناه يعلمهم الكتاب ويعلمهم معانيه. ثم ثم عقد المؤلف فصلا في ذكر الرواية ان الله يبعث يوم القيامة كل عبد على مرتبته التي مات عليها يشير بهذا الى ان مرتبة الفقهاء عالية. لقول الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة ولقوله سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. فاذا كان كذلك فان مرتبتهم في الاخرة