مدرجة في الحديث وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. ومثله ايضا في حديث حلية الوضوء فان الصحابي ابا هريرة رضي الله عنه رواه عن النبي صلى الله عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا استأذن احدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع فامره عمر بان يحظر من يشهد معه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك حتى الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الانبياء والمرسلين. اما بعد فان السلسلة الشرعية كتاب الله عز وجل. وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يا الله على تاريخية وعلمية واخبارية. وهكذا سنة رسوله صلى الله عليه والسلام فان سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتواتر الايات القرآنية الى امره قال الله عز وجل وقال صلى الله وعزتي وجلاله الله ورسوله. وقال سبحانه واصل نبيه صلى الله عليه وسلم. وما ينطق عن وقال جل وعلا اذكري كنتم تحبون الله فاتبعوني ينبغيكم الله. قال سبحانه لقد كان لكم في رسول الله حسنا لمن كان يرد الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. وقال وما ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في نصوص كبيرة كلها سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن هنا فان سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة الاتباع. ليس لاحد من المرضى ان يعاني في سنة النبي صلى الله الله عليه وسلم او ان يترك اتباعها. ومما يدلك على سنة النبي صلى الله ان هناك عددا من الايات القرآنية تحتاج الى بيان لا يمكن ان تعرف معناه من قال بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقال انما غاب وانه سيعود فجاء ابو بكر فتلا هذه الاية وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على الا بالرجوع الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن امثل ذلك بقول الله عز وجل الزكاة. وارادوا الحق يوما حصاده. فان هذا الواجب واجب الزكاة تفاصيله في كتاب الله عز وجل. فلم تبين ايات القرآن الاموال التي تجد الزكاة فيها. ولم يبين النصاب الذي زاد جيل زكاة الا في الجنة ولم يغير واجبي اخراجه في الايات القرآنية وانما بينته سنة النبي صلى الله عليه وسلم. مما يدلك على ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم قريب لتفسير القرآن ويدل على هذا قول الله عز وجل وانزلنا السنة هي التي ايها الناس منزل اليهم في كتاب الله عز وجل. اذا تكرر هذا ان علماء الامة لعصر النبوة الى عصرنا هذا يعرف السنة ويجعلونها قريبا لتفسير القرآن العظيم بان السنة تخصص عام الكتابة هذا الاجماع اجماع وضعي متوافر. ودلت النصوص القرآنية والنبوية على ان اجماع الامة حجة شرعية يجب العمل بها. اجمعت الامة على حجية سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى وجوب العمل بها. قد جاءت النصوص بان الامة حجة شرعية يجب العمل بها. قال الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما بين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونسله جهنم وساءت مصيرا وقال جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. يعني انه اذا حصل اتفاق من الامة ولم كن هناك نزاع كان اتفاقهم حجة ولم يحتاجوا الى الرجوع. ويقول النبي صلى الله الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق. ويقول لا تجتمعوا امتي على ظلالة في نصوص تدل على هذا المعنى. اذا تقرر هذا فان من اسباب الاختلاف التي تكون بين العلماء ان يخفى حديث من سنة النبي صلى الله عليه وسلم على احدهم فيخالف لخفاء السنة في هذا الباب. وحينئذ نعلم ان هذا الاختلاف من هذا العالم لم يكن امرني اعتباطيا وانما هو ناشئ من امر فيه عند الله عز وجل. لان العباد لا يؤاخذون الا بما يبلغهم من شرع الله عز وجل لقوله تعالى لانذركم به ومن بلغ. ولقوله جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. مما يدل على ان الاحاديث النبوية انما تلزم من بلغته هذا بالنسبة لعلماء الشرع. فاذا وجد عالم ولم يبلغه حديث من حديث لله صلى الله عليه وسلم. فحينئذ قد يخالف وهي تكون مخالفته غير خدم بها بل هو معذور عند الله عز وجل. ولا يعني هذا ان يكون من بعده معذورا في ذلك ممن علم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فان قال قائل هؤلاء العلماء لهم مكانة ولهم علمهم ولهم شأنهم في الامة ولهم وهم محل اتفاق بين الامة في مكانتهم وفضلهم. فيبعد ان يخفى عليهم شيء من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فنقول بان هذا ليس بالامر المستبعد بل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على علو مكانهم ورفعة شأنهم خفيت عليهم احاديث من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. واذا كان ابو بكر وعمر رضي الله عنهما على كثرة مصاحبتهما للنبي صلى الله عليه وسلم وذهابهم معه ودخولهم معه وجلوسهم معه ومع ذلك خفيت عليهم احاديثهم حديث حتى بلغهم بها عدد من الصحابة. فخفي على ابي بكر الصديق حديث ارث الجدة حتى نادى في من سمع في ارث الجدة شيئا. فقام بعضهم محمد بن مسلمة وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاها السدس. وهكذا خفي على عمر رضي الله عنه عدد من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. فكان عمر يقضي ان الاصابع ولودياتها بحسب منافعها. حتى ابلغه من ابلغه بان الدية في الاصابع متماثلة. وان في الاصبع عشرا من الابل ولما ذهب عمر الى الشام وكان في الشام الطاعون قد انتشر. وسأل اصحابه في هذه المسألة هل يدخل الشام وفيها الوباء او لا يدخل فيها. فاختلف الصحابة وتردد في ذلك حتى جاءه عبدالرحمن بن عوف وشهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم اذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخلوه. وان كنتم فيها فلا تخرجوا منها. وتوقف في اخذ الجزية من المجوس حتى شهد له عبدالرحمن بان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ الجزية من مجوس هجر وعثمان رضي الله عنه خفي عليه احاديث وعلي رضي الله فهذا المعنى وهو وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء في نصوص كثيرة انك ميت ثم وانهم ميتون. ومع ذلك نبدأ عن ذهن عمر. وعمر رضي الله عنه من حفظة كتاب الله وعن خفي عليه احاديث فخفاء الاحاديث على الائمة ليس بالامر المستبعد. فان قال قائل في الاحاديث النبوية دونت الدواوين. ووجدت الكتب التي سجلت وكتبت فيها سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فاصبحت الاحاديث النبوية لا يشذ عن لا يشذ شيء منها عن هذه الدواوين التي كتب في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فيقال اولا الائمة اصحاب المذاهب قبل تدوين هذه الكتب. وكثير من الكتب انما دون بعد هؤلاء الائمة الفضلاء رحمهم الله تعالى. وثانيا مع تدوين الكتب قد تخفى بعض احاديث هذه الكتب على بعض من تكون عنده. فكم من حديث تكون؟ فكم من حديث كونوا موجودا في كتاب عندك ثم لا تهتدي اليه. اما لخفاء موطنه او لتسجيله في باب اب ان لا يتبادروا الى الذهن ان الحديث موجود في ذلك الباب. ولذلك انكر بعض اهل العلم ممن لهم مكانة وفضل بعض الاحاديث النبوية. وظنوا عدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم مع انها قد تكون موجودة في الصحيحين او في احدهما. ومن هذا ان بعضهم نسي لم يجد قول النبي صلى الله او نهي النبي صلى الله عليه لم ان يصل الصلاة بصلاة اخرى. فهذا الحديث مع انه في صحيح مسلم الا بعض الا ان بعض الناس لم يجده وانكره وذلك لانه قد سجل في اخر كتاب الجمعة فكان في موطن خفي. وبعض الاحاديث قد تأتي في سياق قصة طويلة وحادثة كثيرة افراد هذه الحادثة. فيكون ذلك اللفظ في ظمن هذه القصة الطويلة وفي ثناياها. ومن ثم لا يهتدى اليها. حتى في عصرنا الحاضر قد تساق قل رواية بصيغة لا يعتقد الانسان ورودها به. وبالتالي لا يهتدي لها مع وجود ادوات البحث الحديثة في هذه الاجهزة الجديدة. فقد يخفى قد يرد اللفظ بصيغة لا ترد على ذهن الباحث والمفتش لذلك الحديث من امثلة هذا حديث ابن الاكوع عامر ابن الاكوع لما جاء في غزوة الخندق وارتجع اليه ذباب سيفه. فمات فقال بعض الصحابة ابطل جهاده وفي لفظ بطل عمله. فان بعض الناس قد يبحث عنه بلفظ اخر كما لو بحث عنه بلفظ بلفظ فسد عمله او بغير ذلك مما يرد الى اهنا فانه حينئذ لن يصل اليه حتى بهذه الاجهزة الجديدة. ومن امثلة ذلك ان بعض علماء العصر الذين لهم باع كبير وتخصص في سنة النبي صلى الله عليه وسلم خفيت عليهم بعض الالفاظ التي هي في الصحيحين. ومن امثلة ذلك صلاة ابن عمر خلف فالحجاج فانها قد وردت في كتاب الحج في صحيح الامام البخاري. ومع ذلك بعض الحفاظ العلماء المتخصصين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم خفيت عليه هذا الخبر ولم يهتدوا اليه في صحيح البخاري. ومثل هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم من مزادة المشركة فانه وارد بمعناه في الصحيحين ومع ذلك خفي على بعض علماء العصر ولم يهتدوا لوجوده في الصحيحين وهذا يدلك على ان المرأة مهما بلغ شأنه في العلم بسنة صلى الله عليه وسلم الا انه قد يخفى عليه احاديث من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ قد يقول بمخالفة هذا الحديث بناء على كونه لم يصل ذلك الحديث اليه. وهذا السبب عدم بلوغ الحديث هو من اكبر واكثر الاسباب التي تجعل بعظ الائمة لا يقول بمقتضى الحديث النبوي. وحينئذ قد يقدم عليه دليلا اخر من الادلة شرعية لكونه لم يبلغه الخبر. اما ان يقول بعموم اية من الايات لانه لم يبلغه الخبر واما ان يقول بمقتضى حديث اخر لانه لم يبلغه الحديث الاول او قد استدلوا بقياس فيعمل بالقياس مع مع مخالفة ذلك القياس لسنة النبي صلى الله عليه عليه وسلم لكونه لم يطلع على الحديث النبوي وقد يقدم الاستصحاب اعملوا به ويستدل به فيقول بان الاصل في الاشياء الاباحة او بان الاصل براءة الذمة وعدم وجوب الواجبات ويخفى عليه الحديث النبوي الذي ورد مغيرا لهذا الاصل. وحينئذ نقرر قاعدة وهي ان الاحاطة بجميع الاحاديث النبوية ليس لاحد من البشر ولو لاولئك الائمة الذين بلغ مكانهم في العلم مبلغا عاليا وكما تقدم اذا علمنا ان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على علو مكانهم ام واع رفعة شأنهم خفيت عليهم احاديث من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فغيرهم من باب اولى. وقد يكون الانسان حافظا للحديث عارفا به مستحضرا له. لكنه عندما ترده المسألة يخفى عليه ذلك الحديث ويغيب عن ذهنه. ومن امثلة ذلك واقعة عمر رضي الله عنه في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فانه قد اخذ السيف وتوعد وتهدد ومع ذلك خفيت عليه غابت عن ذهنه هذه الاية في ذلك الموطن. وقد يغيب الصحابي عن شهود شيء من المجالس التي يتكلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم اثم من هذه الاحاديث. وبالتالي قد يفتي بخلافه. ومن امثلة هذا ان الجليل ابا هريرة رضي الله عنه قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا ولغ الكلب في احدكم فليغسله سبعا. كما في الصحيحين ومع ذلك افتى بخلاف هذا وقال بانه يغسل ثلاثا. وذلك ان هذا الصحابي خفي او غاب عن ذهنه هذا الحديث الذي رواه. ولذلك فانه لا يمكن لاحد من الناس ان يدعي انه قد احاط بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وكما تقدم ابو بكر الصديق من اكثر الناس في مصاحبة للنبي صلى الله عليه وسلم بل كان يذهب معه في حظره وسفره ويغزو معه ويكون معه في غالب الاوقات حتى انه يسهر معه بالليل ويسمر عنده للبحث في امور المسلمين ومع ذلك خفي عليه احاديث من سنة النبي صلى الله عليه وسلم هكذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانه كان كثيرا الملازمة للنبي صلى الله الله عليه وسلم ومع ذلك خفي عليه شيء من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وكان عمر رضي الله وعنه كثيرا ما يثبت وجوده عند النبي صلى الله عليه وسلم بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع عنه كثيرا انه يقول دخلت انا وابو بكر وعمر وخرجت انا وابو بكر وعمر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بان وزيريه من اهل الدنيا هم ابو بكر وعمر ومع ذلك خفي عليهما رضي الله عنهما شيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن احاديثه ومن امثلة هذا قضية ارث الجدك كما تقدم فان الجد جاءت الى ابي بكر الصديق تسأله عن ميراثها فقال ابو بكر ليس لك في كتاب الله شيء ولا اعلم ان لك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنني ساسأل فسأل رضي الله عنه الصحابة هل عندكم شيء في ارث الجدة؟ فقام له محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة فقضى فشهد اذا عنده بان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاها السدس فقضى ابو بكر الصديق بذلك. وهكذا في مواطن عديدة خفي فيها الحكم على ابي بكر حتى استشار الصحابة وسألهم فاخبروه بشيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن امثلة ذلك ايضا ما وقع لعمر رضي الله عنه فان ابا موسى الاشعري جاء الى عمر واستأذن ثلاث مرات لم يؤذن له فرجع استدعاه عمر فسأله عن سبب رجوعه فقال له عمر فقال له فقال ابو موسى لا اقام معه جماعة من الصحابة منهم محمد بن مسلمة وغيره. وفي لفظ ان المستأذن على عمر هو ابو سعيد الخدري رضي الله عنه وهكذا ايظا لما جاءت قظية لما جاءت قظية فيها ان رجلا قتل فدفعت الدية فاختصم ورثته في ديته. طلبت الزوج زوجة نصيبها من الدية. وقال بقية الورثة لا نصيب لها. انما جاءت الدية بعد وفاته وانقطاع علقة النكاح به. فوقع اختلاف في ذلك حتى قال عمر رضي الله عنه فكتب اليه الظحاك ابن سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم رثى امرأة اشيم الضبابي من دية زوجها. فترك عمر رأيه بكونه يرى ان الزوجة لا ترث من دية الزوج لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فدلنا ذلك على ان هذا الصحابي الجليل على مكانته ومنزلته لم يبلغه هذا الخبر. و مثل هذا ايضا ما ورد في قصة في ابن عباس فان ابن عباس من الامة وممن لهم مكانتهم في العلم ومع ذلك خفي عليه بعض احاديث النبي صلى الله او عليه وسلم فافتى بشيء حتى لما بلغ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ترك ما كان يفتي به واخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فكان ابن عباس مثلا يفتي بحل ربا الفضل. ما دام يدا بيد. اذا باع الانسان سلعة ربوية بسلعة ربوية من جنسها فلا بد فيها من التساوي. ولا يجوز ان يكون فيها تفاضل لكن ابن عباس خفي عليه الحديث الوارد في النهي عن ربا الفضل. فكان يفتي لان الربا الذي يحرم انما هو ربا نسيئة. حتى اخبره بعض الصحابة باحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم ربا الفضل في قوله صلى الله عليه وسلم البر بالبر ربا الا مثلا بمثل. والشعير بالشعير ربا الا مثلا بمثل بالتمر ربا الا مثلا بمثل. قد اورد المؤلف عددا من المواطن التي خفي فيها حديث نبوي على عمر رضي الله عنه انهوا ومن امثلة ذلك قال تذاكر عمر مع ابن عباس في الذي يشك في صلاته وكان عمر لم تبلغه السنة في هذا الامر. فقال له عبدالرحمن بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا شك احدكم في صلاته فلم يدري او صلى من اثنتين فليجعلها واحدة. فاخذ عمر بما نقل اليه في هذا الامر وهكذا قد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم انا اذا عصفت به الريح قال اللهم اني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما ارسلت به واعوذ بك من شر وشر ما فيها وشر ما ارسلت به. كما ورد ذلك في صحيح مسلم. فكان عمر مرة في موطن فهاج به ريح. فجعل يقول من يحدثنا عن الريح. من يحدثنا عن وخفي عليه هذا الخبر حتى نقل اليه ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء عند هبوب الريح. وهكذا خفيت احاديث لا عمر وليس هذا قدحا في عمر رضي الله عنه. بل هذا مزية له في كونه قد ترك اجتهاده ورأيه لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقدم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان يراه وهكذا خفي على ابي بكر وعمر الاخبار الواردة في التمتع عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولتمتعت مع ذلك لم يقدح هذا في مكانة ابي بكر ولا مكانة عمر. وهكذا ايظا كان عمر رظي الله عنه يفتي بان المحرم لا يتطيب الا بعد التحلل الثاني. فان التحلل نوعان الاول التحلل الذي يكون بعد رمي الجبار والحلق او التقصير. وهذا يحل فيه كل شيء الا النساء. والثاني يكون بعد الطواف والحلق والتقصير والرمي فكان عمر رضي الله عنه يفتي ان المحرم لا يتطيب الا بعد ان يتحلل التحلل ويقول بمنعه من التطيب بعد التحلل الاول وقبل الطواف عدد من الصحابة علموا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. كما قالت عائشة رضي الله عنها طيبت رسول الله اي صلى الله عليه وسلم لاحرامه قبل ان يحرم ولحله قبل ان يطوف بالبيت. ونقل كذلك عدد من الصحابة رضوان الله عليهم. فهذه سنة نبوية خفيت على عمر. ومع ذلك نجزم بان عمر رضي الله عنه لو علم بهذه السنة لقال بها ولترك ما كان يفتي به وهكذا كان عمر يقول بان المسح على الخف لا توقيت له. ولم يبلغه الاحاديث النبوية التي ذهبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكثرت ملازمتهم له. ومع ذلك خفيت عليهم احاديث بعضهم كان يحفظها لكن ندت عن ذهنه كما تقدم. فاذا كان هذا في الصحابة فمن بعدهم من المسح على الخفين. فقد ورد من حديث جماعة من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امسحوا المسافر ثلاث ليال ثلاثة ايام بلياليهن. ويمسح المقيم يوما وليلة في وقائع عديدة وهكذا عثمان رضي الله عنه وهو من علماء الصحابة ومن فظلائهم وممن لهم مكانته في الامة ومع ذلك خفيت عليه احاديث نبوية فكان يفتي ويقول بضدها كان عثمان رضي الله عنه يقضي بان المتوفى عنها زوجها لا يلزمها البقاء في بيت الزوجي وا حتى لكن ورد في الحديث ان الفريعة بنت مالك وهي اخت ابي سعيد سعد ابن مالك لما توفي زوجها امرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تبقى في بيت الزوج حتى تنتهي عدتها. فلما سمع عمر رضي لما سمع عثمان رضي الله عنه بهذا الخبر ترك رأيه واجتهاده وحكمه وفتواه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كان عثمان رضي الله عنه في سفر لاداء النسك. وكان محرما. فاتى من اتى له بالصيد قدمه له فاراد ان يأكل منه حتى اخبره علي رضي الله عنه بان المحرم لا يجوز له ان يأكل من الصيد الذي صيد له. ولو لم يكن هو الذي صاده فترك عثمان رضي الله عنه ذلك الصيد ولم يأكل منه. وهكذا الصحابي الجليل علي رضي الله عنه خفيت عليه بعض احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواطن فلما اخبر حديث النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم. ومن امثلة ذلك ان عليا رضي الله عنه كان يفتي بان المتوفى عنها تعتد باطول الاجلين الحامل في الحامل عدتها بعد الطلاق بوظع الحمل. طالت المدة او كثرت. لقوله تعالى وولاة الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن. والمتوفى عنها زوجها عدتها اربعة اشهر وعشرة ايام لقول الله عز وجل والذين يتوفون منكم والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا ها فعدتهن اربعة اشهر فرن وعشرة فهنا اذا توفي عنها زوجها عدتها اربعة اشهر وعشرة ايام ترددنا في الحامل المتوفى عنها. هل نقول بان عدتها بوظع الحمل؟ او نقول بان ان عدتها اربعة اشهر وعشرة ايام. بعض الصحابة قال عدتها بوضع الحمل. قصر المدة او طالت. وبعض الصحابة قال بانها تعتد اطول الاجلين اعمالا بالدليلين. ولما اخبر الصحابة بي وممن كان يفتي بانها تعتد اطول اجلين علي رضي الله عنه وابن عباس وجماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ورد في الباب سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك ان سبيعة الاسلمية توفي زوجها وهي حامل. فوظعت بعد مدة قليلة. قيل بانها اربعون يوما جملت وتركت احكام الاحداد فانكر عليها قريب زوجها كونها تجملت ولم تمظ الاربعة اشهر وعشرة ايام انكر عليها قريب زوجها ابو البعكك ابن السنابل حتى خطأه النبي صلى الله عليه وسلم وافتى بان عدتها وظع حملها. فهذه سنة نبوية في هذا الباب ولم يقول بها هؤلاء الصحابة مع مكانتهم. وهكذا في المرأة الحائض بالنسبة لطواف الوداع. كان بعض الصحابة يفتي بانها تبقى حتى تطوف طواف الوداع ولو كانت قد طافت طواف الافاضة. وخفيت عليهم السنة في هذا الباب حتى قال ابن عباس اسألوا فلانة الانصارية فسالوها فاخبرت بان النبي صلى الله عليه وسلم افتاها بسقوط طواف الوداع عنها لانها حائض وكانت قد طاف الطواف الافاضة. وفي حديث سودة او صفية ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم دخل عليها فقيل لها بانها حائض. فقال احابستنا هي ظن انها لم تطوف طواف الافاضة. فقالوا يا رسول الله انها قد افاضت. اي طافت طواف الافاضة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلتنفر اذا. وهكذا افتى علي رضي الله عنه وجماعة من بان من تزوج امرأة ولم يذكر لها مهرا ثم توفي فانه ليس لها مهر لانها لم تشترط المهر. وكان فيه الباب سنة نبوية. وذلك ان بروع بنتي وبنتي واشق رضي الله عنها توفي عنها زوجها ولم يكن قد ذكر مقدار المهر فقضى النبي صلى الله عليه وسلم لها بمهر المثل. وهكذا في مواطن كثيرة نقل عن الصحابة انهم افتوا باشياء لم يبلغهم فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم تركوا اجتهادهم المخالف للحديث وعملوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان هذا في الصحابة الذين حضروا مواطن النزول ايات وشاهدوا اسباب النزول وتابعي التابعين وللائمة الاربعة وغيرهم لا يبعد ان يخفى عليهم من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. بل خفاء بعض السنة عليهم اولى من خفائه على الصحابة. وحينئذ نجزم بانه لا يوجد احد من الائمة قد بلغته جميع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. واذا بلغنا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان احد الائمة قد خالفه فاننا نقدم هذا الحديث على قول ذلك الامام بنص كلام هؤلاء الائمة ولذلك نجد انه نقل عن الائمة الاربعة من تقديم احاديث النبي صلى الله عليه وسلم على اقوالهم الشيء الكثير. قال ورد ذلك عن الائمة الاربعة وعن غيرهم. قال الامام ما لك الكل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذه الحجرة يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الامام الشافعي اذا صح الحديث فهو مذهبي. ولما نقل له حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل له اتأخذ به انكر على المتكلم بهذا قال له ارأيت تعالي يزنارا يعني ان هذا ليس من شأن اهل الاسلام ترك الاحاديث النبوية ولما قيل للامام احمد عن قول بعض علماء زمانه انكر عليهم قال عجبت الى قوم يعرفون الحديث والاسناد يذهبون الى قول سفيان وقول فلان وفلان. بل انكر هذا عدد من الصحابة انكروا على من خالف الاحاديث النبوية وعرضها باقوال بعض الصحابة قال ابن عباس رضي الله عنهما يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء قولوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وقال عمر وحينئذ نعلم ان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة على اقوال هؤلاء العلماء مهما كانت منزلتهم ونعذر هؤلاء الائمة لانهم عملوا بمقتضى ما وصله من الدليل والله جل وعلا لا يؤاخذ العبد الا بما وصل اليه. واما ما لم الى العبد فان العبد غير مؤاخذ به. وقد نظرنا في بعظ الكتب التي قد الفت وكان فيها احاديث صحيحة لكنها فقدت في زماننا الحاضر ونجد ان بعض العلماء يستدلون ببعض هذه الاخبار في كتبهم الفقهية ومن امثلة ذلك مسانيد الائمة مسند اسحاق مسند مسد مسند ابن ابي عمر و بعض معاجم او بعض اجزاء معجم الطبراني بعض الصحيح ابن خزيمة هذه كتب فقدت في لم نجدها في زماننا الحاضر. لا يعني ان ما فيها من الاخبار يخفى عن الامة جميعا لكن بعض هذه الاخبار الواردة في هذه الكتب قد يخفى على علماء وبالتالي من وجدناه قد خالف حديثا نبويا من علماء هذا الزمان اننا نعذره لكونه قد خفيت عليه هذه السنة. ولم تصل اليه ونعرف مكانته ومنزلته ولو خالف هذا الخبر لانه انما يطالب بما وصل اليه من العلم. وهو قد بعذل جهده وسعى احصي لجميع الادلة بما فيها الاحاديث النبوية. وفي مرات قد يظن الانسان ان الحديث ضعيف الاسناد لكونه لم يشاهد الا طريقا واحدا من طرقها هذا الخبر لكنه يرد من طرق اخرى صحيحة الاسناد وهو لم يعلمها من الائمة الذين خالفوا شيئا من الاحاديث النبوية نجد انهم ضعفوا احاديث تخالف اقوالهم لانهم لم يطلعوا على هذا الخبر الا من خلال اسناد واحد ضعيف لاسناد فيه راو لا يعتمد على روايته او فيه انقطاع لاسناده او لم ابلغه هذا الخبر ولم يصل اليه وقول القائل بان الكتب قد دونت نقول هذا صحيح لكن هذه الكتب قد لا يهتدي الانسان الى ما فيها بل ان الصحابة والتابعين كانوا يحفظون من الاحاديث اعظم مما ما في هذه الكتب فان الله عز وجل قد مكنهم من حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك نجد انهم قد خالفوا احاديث كانوا يروونها او احاديث يرويها غيرهم. فهذا امام الزهري امام في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. واكثر الاحاديث تروى عن طريق هذا الامام. ومع ذلك وجدناه قد افتى في مواطن عديدة ما يخالف شيئا من هذه الاحاديث اما لكون الحديث لم يبلغه واما لكون الحديث يصح عنده او لكون الحديث قد ند عن ذهنه حال الفتوى. ويدلك على هذا الامر وان الائمة قد يفتون بخلاف الحديث لكون الحديث لم يبلغهم ان كثيرا من اتباع هؤلاء الائمة قالوا باقوال تخالف اقوال ائمتهم لكونهم لم لكوني لهؤلاء الاتباع وصلت اليهم اخبار لم تصل الى من قبلهم. مثال ذلك اختلف اهل المدينة واهل العراق في مقدار الصاع. كم مقداره فكان اهل العراق يرون ان الصاع اكبر مما يراه اهل المدينة وكان ممن يفتي بذلك الامام ابو حنيفة. فكان يجعل الصاع ثمانية ارطال. فلما جاء محمد بن الحسن تلميذ الامام ابي حنيفة الى المدينة وقابل الامام مالكا رحمه الله تناقشا في هذه المسألة فاخبره الامام مالك بان الصاع لا زال اهل المدينة يتوارثونه من عهد النبوة وقال هذه صاع فلانة نقلته عن ابيها وابوها نقله عن جدها في زمن النبوة. واورد له وقائع احوالا كثيرة. فترك الامام محمد بن الحسن قول امامه وقال لو شاهد امامنا ما شاهدناه لفعل مثل فعلنا وهكذا نجد ان الائمة جميعا يخالفهم اصحابهم في عدد من بسبب انهم ظنوا بسبب انهم ظنوا ان امامهم لم يبلغه ذلك الخبر. فانظر مثلا الى الامام ابن عبدالبر والامام النووي من فقهاء المالكية والشافعية تركوا اقوالا واردة عن ائمتهم لاحاديث لاحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يظن انه من لم يعرف جميع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون مجتهدا. بل من غلب على ظنه انه احاط الادلة الواردة في مسألة المجتهد فيها كان عنده الة الاجتهاد ومعرفة بقواعد الاستنباط فانه يجب عليه ان يجتهد لو لم يصل اليه ذلك الخبر. وحينئذ نقول بان من اسباب خلاف الائمة هو عدم بلوغ الحديث النبوي لبعضهم. ومما يتعلق بهذا ان بعض الاحاديث قد تبلغ هؤلاء الائمة لكن باسانيد ضعيفة. ويكون الحديث قد صح ها من طريق اخر لم يبلغ هؤلاء الائمة. فحينئذ يكون ذلك الامام معذورا لان الحديث الضعيف لا يجوز ان تؤخذ منه الاحكام. ولا يصح ان تبنى عليه احكام شرعية انما تبنى الاحكام على الاحاديث الصحيحة او الحسنة. اما الاحاديث الظعيفة فلا يجوز بناء الاحكام الشرعية وحينئذ قد تأتي بعض الاحاديث فتروى باسانيد متعددة. بعض هذه الاسانيد ضعيف وبعضها الاخر صحيح فلا يبلغ الامام الا فلا يبلغ الامام الحديث الا بالطريق ضعيف فبالتالي يقول بخلاف ذلك الحديث لانه لم يبلغه هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بطريق صحيح. ولذلك لما نقل لبعض الائمة بعض الاحاديث التي هي بخلاف ما افتوا به. قال هؤلاء الائمة ان صح الحديث فهو مذهبي ولذلك كثير من اهل العلم ينسب الى الائمة اقوالا في المسألة لم يكونوا قالوا ها لان هذه الاقوال توافق حديثا نبويا صحيحا وامامهم قد اذا صح الحديث فهو مذهبي. الاحاديث لها اسباب في تضعيفها كثيرة قد يبلغ الخبر اسناد فيه احد هذه الاسباب من اسباب التضعيف اما لجهالة الراوي واما لضعف ذلك الراوي واما لانقطاع في السند واما لكون الراوي تردد في اللفظ اضطرب فيها ويكون غيره قد اثبت هذا اللفظ واستيقن منه ويكون غير ذلك الامام من الائمة قد بلغه الخبر باسناد صحيح. فحينئذ نقول بان هذا الامام الذي لم يقل بهذا الخبر معذور في هذه المسألة. وذلك لان الخبر لم يبلغه الا باسناد ضعيف. والاسناد الضعيف لا يجوز بناء الحكم عليه. وهكذا قد يوجد بعض من بعض الائمة مخالفة للحديث لكونه ظن صحة الحديث لم يكن الحديث كذلك. لكون الحديث معلولا في اسناده فيه علة خفيت على بعض اه على ذلك الامام فقال بضعف ذلك الحديث فقال بصحة ذلك الحديث وخفيت عليه تلك العلة. وحينئذ قال بمثل هذه المقالة ومن امثلة هذا ما ورد في حديث معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايما قبر مشرك مررتم به فبشروه بالنار. فهذا الحديث قد روي باربعة طرق ثلاث منها موقوفة على الصحابي وواحد مرفوع. وحينئذ تبين اذا قارن بين هذه روايات وجدنا ان تلك الرواية معلولة. ومثله ايضا ما ورد في رواية سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة في المحلل في المسابقة فان هذا الخبر فيه علة فان رواته كلهم ثقات لكن رواية ابن حسين عن الزهري فيها ضعف ولذلك لما قارنا هذه الرواية برواية غيره وجدنا غيره يروي هذا الخبر من قول سعيد لا مرفوعا الى ولم يروه مرفوعا النبي صلى الله عليه وسلم. فقال بعض الائمة بهذا الخبر وقد ظنوا صحة هذا الخبر مع انه معلول ومثله في حديث سقوط الفأرة في السمن انه قد ورد في هذا الحديث اذا كان اذا وقعت السمنة اذا وقعت الفأرة في سمن احدكم زلها وما حولها. ورد في بعض هذا الخبر وان كان مائعا فالقوه. وهذه وسلم انه قال يأتي المؤمنون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء. فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل. فقد اخذ الامام الشافعي من هذا الحديث استحباب الزيادة عند غسل اعضاء الوضوء حتى يستحب ان يغسل ان تغسل الساقان وان يغسل العضد عند الوضوء. لكن هذه الزيادة التي فيها اخر الخبر مدرجة من كلام ابي هريرة وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ظن الامام الشافعي ان هذه لفظة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال باستحباب ذلك. وحينئذ اعلم بان الامام قد يظن صحة الخبر فيقول به ويطلع غيره على علة في ذلك الخبر عدم جواز اخذ الحكم من هذا الخبر. فهذه من اسباب ضعف من اسباب اختلاف الائمة رحمهم الله تعالى. وتفصيل هذا الكلام الذي ذكرته لكم موجود في هذه الرسالة التي بين ايديكم رفع الملام عن الائمة الاعلام لعلنا ان شاء الله ان نتطرق لبقية الاسباب التي وقع فيها الاختلاف بين الاسباب التي وقع بسببها الخلاف بين العلماء في يوم قادم. اسأل الله جل وعلا ان يغفر لنا ولكم وان يكفينا شرور انفسنا وسيئات اعمالنا كما سله وعلا ان يجعلكم من الهدى المهتدين وان يرزقكم العلم النافع والعمل الصالح. اللهم اصلح احوال لامة واعدهم الى دينك عودا حميدا. اللهم وفق ولاة امور هذه الامة لتحكي. شرعك بسنة نبيك واجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح واجعلهم رحمة لمن تحت ايديهم هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. احسن الله اليكم معالي الشيخ وبارك فيكم وغفر لكم ولوالديكم ولجميع بمين؟ يقول السائل هل تختلف الاحكام التي ذكرناها في هذا الدرس؟ في هذا العصر حيث سرعة وصول الوصول الى الحديث والى الاحكام الفقهية. نعم كما تقدم ان الوصول الى الاحاديث في زماننا ينتابه ما ينتابه من معوقات. فان اذ قد يرد بلفظ ويظن العالم ان هذه المسألة انما ترد بلفظ اخر فيبحث عنها بذلك اللفظ فلا يجد هذا اللفظ في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. او يبحث عنها بهذا اللفظ وتكون انما وردت بهذا اللفظ باسناد ضعيف. ويكون قد ورد ما يماثلها في المعنى في اللفظ في كتب اخرى باسانيد صحيحة. فيظن ظعف الحديث فلا يقول به وهكذا ايظا قد يخفى على الانسان مراجعة بعظ الكتب الحديثية التي فيها احاديث صحيحة وقد تقدم معنا ان الفقهاء قد يستدلون باحاديث صحيحة في كتب قد لا تكون متناولة بين ايدي الناس. ومن امثلة ذلك المسانيد التي خرجت احاديثها عدد من الائمة كابن حجر في المطالب العالية والبصيري في الاتحاد وغيره فان هؤلاء قد خرجوا احاديث باسانيدها عن كتب فقدت في من ازمان وعصور. وهكذا لكننا نجزم بان كل خبر صحيح لابد ان يكون في من ان يكون في امة من يعلم به. وكذلك من الاسباب ان الخبر قد يكون معلولا فيشاهد تاني الخبر ويحكم عليه بظاهر امره بانه صحيح الاسناد وتخفى عليه تلك العلة فلا يقول بضعف الحديث بل يفتي بمقتضى هذا الخبر. نعم اثابكم الله يقول السائل كيف نفهم ما ورد عن الامام احمد انه كان يأخذ بالحديث الضعيف اذا لم يجد في مسألة شيئا. الحديث الظعيف الذي ورد عن الائمة الاخذ به. على نوعين الاول انهم كانوا يتوسعون في مسمى الضعيف. فكانوا يطلقون على الاحاديث الحسنة ضعيفة وحتى جاء الامام الترمذي فقسم الاحاديث الى هذه الاقسام الصحيح والحسن والظعيف. الاصطلاح الذي عند الامام مغادر للاصطلاح الذي عندنا والامر الثاني ان يراد به الاحاديث الضعيف الذي ورد ما يعضده من اسناد اخر او من مرسل او من قول صحابي او من دليل اخر. وفقنا الله اياكم لخيري الدنيا والاخرة ملأ الله قلوبكم تقوى وايمانا وسعادة. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين