الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدثنا في الليلة الماضية عن قول المصلي في التشهد التحيات لله وفي هذه الليلة نتحدث ان شاء الله اما بعده من قوله والصلوات والطيبات الصلوات الصلاة الصلوات جمع صلاة والصلاة في اصل معناها اللغوي الدعاء فهي كما يقولون حقيقة لغوية في الدعاء ومن ثم فان من اهل العلم من فسر ذلك بالمعنى اللغوي والصلوات يعني الادعية فيكون عاما بكل الادعية والصلوات يعني لله بمعنى انه هو الذي يتوجه اليه بالدعاء فيدعوه الداعون ويسأله السائلون ويتوجهون اليه برغبتهم وحاجتهم وفقرهم ونحن عرفنا في الكلام على اول هذه المجالس في المقدمات ان الدعاء يشمل دعاء المسألة ويشمل الثناء والحمد والتسبيح والتهليل وما الى ذلك من الوان الذكر الذي يقال باللسان فهذا الثناء الحسن على الله تبارك وتعالى هذا الحمد هذا التسبيح داخل فيه بهذا الاعتبار ولهذا فان من اهل العلم من قال ان الصلوات تشمل الادعية بمعنى السؤال يا رب يتوجه اليه بالدعاء كما يشمل ايضا الدعاء بالنوع الاخر الذي هو الذكر يعني من تهليل وتسبيح وتحميد وتقديس فان الذي يقول ذلك يعني يذكر ربه هو داع في حقيقة الامر وذلك حينما يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فهو يسأل الثواب على هذا العمل يسأل الثواب هو يرتجي الاجر فهو سائل بهذا هو طالب فيكون داعيا حينما يكون ذاكرا لربه لانه انما ذكر لطلب الاجر فهذا طالب وهذا طالب لكن هذا يطلب مباشرة يا رب اعطني وهذا يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر يطلب بذلك الثواب فكل هذا دعاء بهذا الاعتبار يعني الحاصل ان من اهل العلم من فسر الصلوات بالعبادات القولية من نوعي الدعاء او الذكر بالسؤال او الثناء والحمد ومنهم من فسره بالعبادات البدنية لانهم فسروا التحيات هؤلاء العبادات القولية وفسروا الصلوات بالعبادات البدنية وكما ذكرنا انهم فسروا الطيبات بالعبادات المالية وقلنا هذا لا دليل عليه اما الفريق الاخر الذين حملوا الصلاة على الصلاة الشرعية صلاة المعنى الشرعي الصلاة المعروفة وهؤلاء انما ذهبوا الى ذلك والله تعالى اعلم باعتبار ان الفاظ الشارع محمولة على المعنى الشرعي وليست بمحمولة على المعنى اللغوي الا لدليل لقرينة لان عرف الشارع في الشرعيات فاذا الشارع خاطبنا بمثل هذا فجاء بالامر بالصلاة او بذكر الصلاة بل متبادر الى الذهن انها الصلاة المعروفة لان هذا هو معناها الشرعي ولا حاجة لان نفسرها بالمعنى اللغوي لان هذا انما يفسر به كلام اهل اللغة اما كلام الشارع فهو يقرر الشرعيات وكل متكلم يحمل كلامه على معهوده يعني على عرفه ومن ثم فان من اهل العلم من قال ان الصلوات هذه عهدية الصلوات المعهودة. ما هي الصلوات المعهودة؟ الخمس يعني ان هذه الصلوات لله عز وجل توجه اليه يتعبد ويتقرب بها اليه سبحانه وتعالى هذه الصلوات التي نصليها. الصلوات الخمس وبعضهم فسر هذه بانها للجنس جنس الصلوات يعني الصلاة التي تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم الصلاة الشرعية كل هؤلاء فسروا الصلاة بالمعنى الشرعي لكن فريقا منهم قال بانها الصلاة المعهودة وهي الصلوات الخمس الصلوات هذه التي نصليها والفريق الاخر قالوا لا دليل على تخصيص الخمس كل الصلوات التي نصليها من فرد ونفل كله لله تبارك وتعالى ولا تصلى لغيره هذا قال به طائفة هذا الذين حملوها على المعنى الشرعي جمع من اهل العلم كالقرافي وغيره الذين جعلوا العهدية انها الصلوات الخمس ايضا طائفة من هؤلاء ابن المنذر وبعد الشافعية قالوا هذه الصلوات الخمس لا تصلى لغير الله عز وجل بعضهم فسر الصلوات بالرحمة التحيات لله والصلوات يعني الرحمة قالوا لان صلاة الله تبارك وتعالى على عباده بمعنى الرحمة هكذا فسروها مع ان الاقرب ان صلاة الله على العبد تفسر بذكره في الملأ الاعلى كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله ان يذكره في الماء في الملأ الاعلى. اذا قلنا اللهم صلي على محمد وبعض اهل العلم فسره الرحمة فهؤلاء الذين فسروه بالرحمة قالوا والصلوات تحيات لله والصلوات بمعنى الرحمة هي لله تبارك وتعالى يرحم بها من شاء من عباده وذهبت طائفة الزهري الى حمله على معنى اعم من هذا كله قالوا والصلوات يعني العبادات بجميع انواعها العبادات القولية والعبادات البدنية كل هذا يقال له صلوات كل ذلك يقال له صلوات على كل حال لو ان ذلك حمل على المعنى اللغوي والشرعي من باب حمل المشترك على معنييه او عند القائلين بالمجاز حمل اللفظ على حقيقته ومجازه لكان ذلك له وجه وهو قريب من النظر وجمع من اهل العلم من الاصوليين كالشافعي وغيره يصححون حمل المشترك على معنييه وعند القائلين بالمجاز ايضا على حقيقته ومجازه في ان واحد. انظروا الى قوله تبارك وتعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. يصلي عليكم وملائكته يعني يصلون لفظ واحد يصلي صلاته على عبده صلاته علينا بمعنى ان يذكر عبده في الملأ الاعلى. صلاة الملائكة الاستغفار ويستغفرون لمن في الارض. لفظ الصلاة جاء واحدا واستعمل في المعنيين فهذا من باب حمل المشترك على معنيه وهذا مثال واضح لهذه القاعدة فلو قيل بان الصلوات يدخل فيها الادعية وتشمل ايضا النوع الاخر من الدعاء بالذكر وتشمل ايضا الصلوات من فرض ونفل فهذا وجيه ولو ان المعنى وسع باعتبار ان الصلوات اذا كانت تقال للدعاء فالدعاء يشمل الدعاء يشمل الدعاء بالسؤال ويشمل الدعاء بالذكر ويشمل الدعاء ايضا بالجوارح العمل يعني هذا الانسان الذي يعمل بجوارحه يتعبد بجوارحه او يصوم او هو ماذا يريد هو سائل بفعله ويطلب ما عند الله ويطلب الاجر فهذا لا اشكال فيه ان شاء الله تعال لكن هناك معان قريبة وهناك معان تدخل فيه بنوع من انواع الدلالة الصحيحة كاللزوم او التضمن هذا ما يتعلق بهذه الصلوات. الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله فسر ذلك بمعنى شامل لكل ما يطلق عليه صلاة شرعا او لغة قال فالصلوات كلها حقا واستحقاقا لا احد يستحقها وليست حقا لاحد سوى الله عز وجل لانه لا يرتفع اليه الا العمل الصالح وبعضهم يقول والعمل الصالح يرفعه الهاء الضمير يرجع الى الكلم الطيب العمل الصالح يرفع الكلم الطيب لانه لا ينفع ادفع كلام بلا عمل والدعاء ايضا حق المعنى اللغوي كما قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فلاحظ هنا ادعوني فسر اسألوني وفسر ايضا اعبدوني لانه قال بعده ان الذين يستكبرون عن عبادتي. فالدعاء يأتي بمعنى العبادة وكلا المعنيين صحيح في اية كما ذكرناه في مناسبات شتى في غير هذه المجالس. في التفسير وفي غيره فكل الصلوات فرضها ونفلها وكل الادعية لله عز وجل باعتبار ان الصلاة تقال في هذا وهذا وهذا الكلام قريب والله تعالى اعلم بعد ذلك يأتي الطيبات والصلوات والطيبات يعني لله عز وجل. ما معنى الطيبات بسرت الطيبات هذه التي نقولها في التشهد بالكلمات الطيبات ما هي الكلمات الطيبات هي ذكر الله وما والاه ذكر الله جميع انواع الذكر. والله عز وجل يقول اليه يصعد الكلم الطيب افضل الكلام الطيب واعلى الكلمة الطيب واجل الكلام الطيب لا اله الا الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل الكلام الكلمات الاربع وهي هذه الكلمة كلمة التوحيد بالاضافة الى سبحان الله والحمد لله والله اكبر وفسر بذلك ايضا الباقيات الصالحات والباقيات الصالحات خير عند ربك. فهذا فسر به الكلمات الطيبات وعلى هذا اكثر اهل العلم التحيات لله والصلوات والطيبات يعني الكلمات الطيبات. الطيبات من الكلام مصروفات الى الله تبارك وتعالى ولهذا قال الليث احسن الكلام وافضله لله يعني الذي يحمد ويثنى عليه ويقال في حقه ما يليق بجلاله وعظمته فهو المنعم المتفضل وما بكم من نعمة فمن الله كنا نتكلم في يوم السبت الماضي في اسماء الله الحسنى عن اسمه الكريم وذكرنا اشياء مما يدخل في كرمه وفضله واحسانه وبره وجوده واليوم كنت احاول ان احصي مجموعة من الاسماء الحسنى التي تتصل بالعطاء والكرم قلت لعل ذلك يكون في مجلس واحد ان شاء الله تعالى فاجتمعت اسماء كثيرة اكثر من خمسة عشر أسماء تدل على العطاء والاحسان والبذل للعباد فبذله تبارك وتعالى واحسانه وعطاؤه متجدد متنوع لا يحصيه المحصون ولا يعده العادون وبعض اهل العلم قال الطيبات كما ذكرنا سابقا هي العبادات المالية هؤلاء هم الذين فسروا التحيات الصلوات بما سبق وبعضهم قال الطيبات هي الاعمال الصالحة لانها تطيب العباد. الطيبات للطيبين الطيبات مع ان الطيبات هنا لا تختص بالاعمال الصالحة فيدخل في ذلك النساء الطيبات للطيبين من الناس لان السياق في هذا في عائشة رضي الله تعالى عنها قصة الافك فالنساء الطيبات الاوصاف الطيبات للطيبين من الناس. الكلمات الطيبات وهذا قول اكثر المفسرين منهم ابو جعفر ابن رحمه الله طيبات من الكلام للطيبين من الناس ان قالوها وصدرت عنهم فهم مظنتها وان قيلت فيهم فهم اهلها بخلاف نسأل الله العافية الخبيثات للخبيثين وبذات من النساء من الاوصاف من الافعال من الاقوال فهؤلاء اذا صدرت عنهم فهم مظنتها وهم اهلها ما ينتظر منه الا اسوأ القول واسوأ الفعل هم معدن لهذا. نسأل الله العافية. اذا تكلم ماذا تتوقع منه؟ واذا كتب ماذا تتوقع منه ويدخل في ذلك ايضا كون هؤلاء اذا قيلت فيهم ضرتهم وهم وهم حققون بذلك فعلى كل حال الطيبات عامة اهل العلم فسروها بذكر الله عز وجل طيبات من الكلام كل ذلك يتوجه به الى الله تبارك وتعالى و يقال فيه الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله هنا فسرها بتفسير شامل ايضا قال الطيبات لها معنيان. المعنى الاول ما يتعلق بالله والثاني ما يتعلق بافعال العباد الذي يتعلق بالله قصد بذلك الاوصاف التي يوصف بها طيبات يعني من الاوصاف والافعال فله من ذلك اطيبه وله من الاقوال اطيبها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله طيب لا يقبل الا طيبا. فالله طيب طيب في ذاته طيب في افعاله طيب في صفاته وهو لا يكون منه الا الطيب فافعلها افعله كلها خير واوصافه كلها طيبة واما افعال العباد التي تصدر عنهم من اعمال واقوال له منها الطيب الا يليق به الا ذلك ولهذا قال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. الصالحون الطيب ايضا يرفعه قيل الضمير يرجع الى الله اي ان الله يرفع العمل الصالح وبعضهم يقول الكلم الطيب يرفع العمل الصالح يعني ان الضمير يرجع الى العمل الصالح. الكلم الطيب اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه الكلام الطيب لانه لا يرتفع عمل بلا بغير لا اله الا الله بهذا الاعتبار وهذه المعاني كلها صحيحة والقرآن يعبر به بالالفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة. فهنا يكون ما يتعلق بافعال العباد باقوالهم ما يصدر عنهم من ذكر وتهليل وتسبيح وما الى ذلك ومن اعمال في تعبداتهم وكذلك الصدقات والزكوات ان الله طيب لا يقبل الا طيبا فيقبل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم الى ان قال بعده في الاية التي بعد الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات كل ذلك يرتفع اليه ويتوجه به اليه. قابل الطيب الخبائث ما ليس وهناك شيء ليس بطيب ولا وليس خبيث الله تبارك وتعالى له المثل الاعلى لا يمكن ان يكون شيء من صفاته وافعاله الا على وجه الكمال والطيب اما ما يصدر من العباد فمنه ومنه كل ذلك يتأتى منهم هذا ما يتعلق قولنا في التشهد والصلوات والطيبات هل نحن نستحضر هذه المعاني كلها حينما نقول التحيات لله والصلوات والطيبات لو كنا نستحضر هذه المعاني ونقول كل ما يصدر عنا من هذه لاوجب ذلك احضار النية في كل شيء خلاص لله عز وجل وتصحيح العبادة ان يأتي الانسان بهذه الصلاة على الوجه المطلوب لان الله طيب لا يقبل الا طيبا فلا ينقروها ويأتي بها في حال مشوهة والمعازف تضرب في جيبه في هذه الهواتف النقالة وهو يصلي ويناجي ربه ويقول التحيات لله والصلوات والطيبات وهذا يشهد عليه باصوات منكرة يسمعها اهل المسجد وهو في حال الصلاة يناجي ربه ثم يواجهه بهذه القبائح فهذا الذي يجعلنا ايها الاحبة لا ننتفع كثيرا بصلاتنا فلم تعد تنهانا عن كثير من الفحشاء والمنكر والسبب اننا نؤديها اداء صوريا يخلو من الروح والاستحضار والعقل لما تضمنته من هذه المعاني الكبار انا استبعد الاشياء البعيدة والاقوال الشاذة والكلام الذي لربما لا حاجة اليه لكني احرص ان اتي اشياء مفيدة لطالب العلم ولغيره فمن لم يفقه بعضها فانه يدرك ان تحت هذه الاقوال والاعمال اشياء قد لا يستوعب جملا منها لكنها اشياء عظيمة جدا. ان تحت هذه الالفاظ الشرعية هدايات كبيرة ومعاني كبيرة قد عنها. انا اريد ان تصل هذه الرسالة ولو لم يفهم بعضنا بعض ما يقال في شرح هذه الاذكار مما يكون زائدا عن الحد الذي يحتاج اليه عامة الناس فينتفع به طالب العلم ليدرك هذا المعنى. هنا هدايات كبيرة اذا علينا ان نحضر القلب علينا ان نصحح هذه العبادات ونسأل الله عز وجل ان تكون هذه المجالس سببا لصلاح الاحوال اصلاح القلوب والاعمال تصلح هذه الصلوات وتكون كافة لنا ناهية عن الفحشاء والمنكر. وان تكون قرة عين لنا. والنبي صلى الله عليه وسلم جعلت قرة عينه بالصلاة. فمتى نصل الى هذه الحال حينما نرى اننا لربما نستثقل هذه الصلاة ونتحرى ان نأتي هذه الصلاة بعد ما تقام ونحاول ان نوقت هذا ان لا نأتي الى المسجد الا بعد ما تقام الصلاة ولربما فاتتنا في اليوم والليلة ركعات او صلوات وفي الليلة الماضية الناس يسألون وائمة المساجد يسألون لانهم سيتوقعون احراجات من الناس عن الجمع في الغبار. فكنت اقول لهم هؤلاء لم يكفهم الغبار عن الانطلاق في مصالحهم وشؤونهم نحن حينما نسير في ناحية او في اخرى نجد المحلات مفتوحة والاسواق مفتوحة والمكاتب العقارية وغير العقارية كل ذلك مفتوح لم يتوقف احد هذا الذي يعاني من ربو او نحو ذلك نسأل الله ان يعافيه كل مسلم يصلي في بيته له رخصة لكن بقية الناس ما بقوا في بيوتهم لانهم تأذوا بسبب الغبار. فلماذا وقفت عن الصلاة؟ والنبي صلى الله عليه وسلم ما نقل عنه قط انه جمع في غبار. والغبار موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن هي قضية استثقال استثقال اختصرها هات لادنى سبب وهذا غير صحيح وهذا يعني انها لم تعد قرة عين من صارت الصلاة له قرة عين اذا جاء وقتها هو مشتاق ينتظرها ينتظرها هو اليها بالاشواق اما الاخر اذا جاء وقت الصلاة وقد صلاها جمعا جمع تقديم وهو يشعر انه في استرواح انه لا يوجد الان صلاة يرجع الى بيته مسرورا منشرح الصدر لانه قد القى عبئا يثقل كاهله. اليس هذا واقع الكثيرين؟ ونسأل الله ان يعفو عنا وان يرحمنا والله اعلم. وصلى الله على نبينا