الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ولا زال الحديث متصلا بشرح التشهد وما يقال فيه قد مضى الكلام على قوله التحيات لله والصلوات والطيبات وفي هذه الليلة ان شاء الله نتكلم على قوله السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وفي الكلام على دعاء دخول المسجد او الذكر الذي يقال عند دخول المسجد ذكرنا هناك ان السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثابت من قوله فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. وان الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الدخول الى المسجد ان ذلك ثابت من فعله فيجمع بينهما وذكرت هناك ان الكلام على السلام يأتي مفصلا ان شاء الله بالكلام على التشهد وكان اللائق في هذا الموضع ان ابين المراد بذلك بصورة غير مجملة لا كما ذكرته هناك فهذا السلام حينما نقول السلام عليك ايها النبي وحتى حينما يسلم المسلم على اخيه قل السلام عليكم فهذا ما المراد به هذا يحتمل معنيين كما سيأتي لكن قبل ذلك اصل هذه المادة في كل تصرفاتها تدل على السلامة الخلاص والبراءة والنجاة من الشرور والعيوب والافات والنقائص كل الاستعمالات هذه المادة السين واللام والميم في كل استعمالاتها وهذا باب يطول شرحه لكن يكفي ان نعرف هذا المقدار ومهما اتيت به من لفظ السلم والسلام والسلامة والمسالمة وما الى ذلك فهو يرجع الى هذا المعنى بوجه او باخر ومن شاء ان ينظر في تفاصيل كثيرة وامثلة طويلة فلينظر فيما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله في بدايع الفوائد على سبيل المثال والا فقد تكلم على هذا ايضا بكتابه الاخر احكام اهل الذمة فاذا ادركنا هذا المعنى الذي ترجع اليه فان ذلك يقال حينما ننظر الى هذا الاسم الكريم من اسماء الله تبارك وتعالى السلام فهو احق ب هذه المعاني الله تبارك وتعالى سالم من كل عيب ونقص في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله كل ذلك حق ثابت فهو كامل من كل وجه وهو احق بهذا اليسا يعني السلام. سأل من الصاحبة والولد سالم من الشريك سالم من ظلم العباد سالم من الكفؤ والنظير والمثيل وقل ما شئت من هذه الامور التي تكون عيبا ونقصا فان الله تبارك وتعالى سالم منها جميعا فاذا قال المسلم السلام عليكم فهذا يحتمل ان يكون المعنى او المراد يعني هذا الاسم الكريم من اسماء الله تبارك وتعالى يعني السلام عليكم انك تلقي هذا الاسم على المسلم عليه يعني نزلت بركة اسمه عليكم حلت عليكم ونحو هذا واختير هذا الاسم من بين سائر الاسماء لكونه يدل على السلامة لكونه يدل على السلامة والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا السلام على الله فان الله هو السلام ولكن قولوا السلام عليك ايها النبي الى اخره السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فهذا حينما يقال السلام هو الله هذا يؤيد ان هذا الاسم الكريم انه هو المقصود بهذه التحية فكيف تقول السلام على الله. فالله هو السلام فهذا نظر صحيح ولكن ايضا هناك نظر اخر صحيح يأتي بيانه في المعنى الاخر الذي تحتمله هذه التحية فالله تبارك وتعالى هو السلام هو السلام حينما يسلم عليه فهو السلام. فاذا هذا لا يصح وكذلك لو قصد به الدعاء اين هو الذي يسلم غيره وتطلب السلامة منه ولا تتحقق الا من عنده فكيف يطلب له السلامة ويدعى ويدعى بذلك والله تبارك وتعالى هو المطلوب منه لا المطلوب له هو المدعو لا المدعو له ومن ثم فلا يصح ان يسلم عليه بل هو المسلم على عباده وسلام على المرسلين سلام من الله تبارك وتعالى. وكما قال سلام على ابراهيم. سلام على نوح. سلام على سلام عليه وقيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك ويسلم عليهم ايضا يوم القيامة تحيتهم يوم يلقونه سلام من المعاني الداخلة تحته او يحتملها ان الله تبارك وتعالى يحييهم بذلك يوم يلقونه يحييهم السلام سلام قولا من رب رحيم وعلى هذا المعنى اذا قال المسلم السلام عليكم يعني كان المعنى اسم السلام عليكم عند هؤلاء. اسم السلام عليكم هذا الاسم فيه دلالة على السلامة فكان هو المناسب في هذا المقام القول الاخر ان السلام مصدر بمعنى السلامة وانه هو المقصود عند التحية انك تطلب للمسلم عليه السلامة تدعو له بها وهؤلاء حينما يحتجون لهذا المعنى يقولون يدل عليه انك تقول سلام عليكم واما الاسم الكريم لله تبارك وتعالى فهو بقل السلام. ولاحظوا في هذه الايات السابقة وسلام على المرسلين سلام على ابراهيم سلام على نوح سلام فدل على ان المقصود المصدر يعني التسليم فيكون ذلك طلبا للسلامة له ولو كان المقصود الاسم الكريم لدخلت عليه قلب ثم يدل على ذلك ايضا ان المقصود السلامة انه عطفت عليه رحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله بركاته فهذا عطف عليه هذه المصادر الرحمة والبركات مصدران فدل على ان ما قبلهما مصدر فهي ثلاثة مصادر السلام بمعنى السلامة والرحمة البركات هذه قرينة تدل على ذلك وكذلك ايضا لو كان هذا لو كان المراد الاسم الكريم لاحتاج ذلك الى تقدير حينما يقال السلام يعني بركة هذا الاسم ونحو ذلك مما يقدرونه والاصل عدم التقدير يعني من المرجحات ان الكلام اذا احتمل التقدير او احتاج الى التقدير على وجه واستغنى عنه على وجه اخر يصح فعدم التقدير اولى فحينما نقول ان ذلك بمعنى السلامة هذا لا يحتاج الى تقدير وايضا حينما نقول السلام عليكم ماذا نريد بالقاء السلام على الاخرين المقصود بذلك الايذان بالسلامة والاخبار بها. يعني انت تقول لهذا الذي تلقاه في اول اللقاء عرفنا ان التحية ما يقال في اول اللقاء تقول له السلام عليكم تلقي عليه السلام فانت من جهة تؤمنه انه لا يصل اليه منك مكروه وتدعو له بالسلامة من الشرور والافات وما الى ذلك فهذا كله مقصود ومراد بخلاف ما لو قال السلام عليكم يعني هذا الاسم الكريم فهذا بعض ما يحتج به اصحاب هذا القول وكذلك ايضا يمكن ان يقال بان هذا السلام حينما يلقيه على غيره ويرد الاخر وعليكم السلام ورحمة الله فهذا امان من الجهتين يؤمنه والاخر ايضا يرد عليه بالمثل فهو مصدر بمعنى السلامة وحذفت تاؤه السلامة لان المطلوب هذا الجنس لا المرة الواحدة ليست سلامة واحدة وانما سلام دائم ثابت على هذا المسلم عليه لكن الحافظ ابن القيم رحمه الله كما اشرت في بعض المناسبات جمع بين القولين قال كلا القولين حق وانه يلتئم منهما معنى صحيح فيجمع بينهما وان الصواب في مجموعهما وذلك ان من دعا الله تعالى باسمائه الحسنى فان الادب اللائق في هذا المقام ان يسأل في كل مطلوب بما يناسبه من الاسماء. ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فاذا كنت تريد الرزق تقول يا رزاق كنت تريد المغفرة يا غفور الرحمة يا رحيم واذا كان يريد السلامة المناسب ان يذكر هذا الاسم الكريم في هذا المقام وهذا مقام دعاء بالسلامة الذي يناسب معه اسم الله تبارك وتعالى السلام فيتوسل اليه في هذا المطلوب بهذا الاسم الكريم ويكون ذلك لائقا ومناسبا المقام. هذا مقام طلب السلامة وهذه السلامة هي اهم ما عند الانسان فجاءت بهذه الصيغة صيغة اسم من اسماء الله تبارك وتعالى وهو السلام الذي يطلب منه السلامة. فتضمن لفظ السلام معنيين. الاول انه ذكر لله تبارك وتعالى ذكر هذا الاسم ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم عده من الذكر يعني السلام وكره ان يذكر الله الا على طهر و المعنى الثاني وهو طلب السلامة وهو مقصود المسلم فصار صارت هذه التحية متضمنة ل الامرين معا هذا فيما يتعلق المعنى حينما نقول السلام عليكم وهذا حاصل ما ذكره الحافظ ابن القيم في كلام طويل وتفصيل يرجع اليه في موضعه وهو احسن ما وقفت عليه في هذا الباب كلام الشراح انما وشيء يسير مما ذكره وقرره رحمه الله لشرح هذا المعنى واورد فيه اكثر من عشرين سؤالا اكتر من عشرين سؤال اكثر من عشرين مسألة تتعلق بالسلام في بحث طويل ومن ذلك الحكمة في تسليم الله تبارك وتعالى على انبيائه ورسله والسلام هو طلب ودعاء فكيف يتصور من الله الله تبارك وتعالى نقول اللهم صل وسلم فاذا سلم الله على عبده على رسوله سلم اذا قلنا هو دعاء بالسلامة طلب السلامة. فالله هو السلام وهو الذي يسلم عباده. فما وجه الطلب هنا الله هو الغني وكل ما سواه فهو فقير فهذا الطلب كيف يوجه فاجاب عن هذا الحافظ ابن القيم رحمه الله بان الطلب يتضمن ثلاثة اشياء تظمن الطالب والمطلوب والمطلوب منه وان حقيقة الطلب لا تتم الا بهذا فاذا قلنا اللهم سلم على صلي وسلم على نبينا محمد فالعبد طالب والله مطلوب والنبي صلى الله عليه وسلم مطلوب الله مطلوب منه والسلامة او التسليم هو المطلوب طيب حينما يصدر ذلك عن الله تبارك وتعالى. يسلم على عبده هنا طلب السلامة ففي هذه الحال ماذا يقال في المطلوب منه المطلوب منه هو نفسه سبحانه وتعالى فان الله تبارك وتعالى يوجب على نفسه ما شاء ويكتب على نفسه ما شاء كتب ربكم على نفسه الرحمة اني حرمت الظلم على نفسي لا معقب لحكمه ولا رادا لقضائه تبارك وتعالى من ثم فان السلامة تطلب من الله تبارك وتعالى وهو يسلم على عباده بمعنى انه ان ذلك يصدر عنه لمن شاءه من هؤلاء العباد وتحصل لهم السلامة من ثم فالحافظ ابن القيم رحمه الله يقول فكما يعقل ان يكون المريد يريد من نفسه فكذلك يطلب من نفسه والمقصود ان طلب الحي من نفسه امر معقول يعلمه كل احد من نفسه وايضا فمن المعلوم ان الانسان يكون امرا لنفسه ناهيا لنفسه اما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ينهى نفسه ان النفس لامارة بالسوء فهي تأمر صاحبه الانسان يأمر نفسه وينهى نفسه هذا بالنسبة المخلوق. ابدأ بنفسك فانهها عن غيها. فاذا انتهت عنه فانت حكيم يقول فاذا كان معقولا ان الانسان يأمر نفسه وينهاها والامر والنهي طلب مع ان فوقه امرا وناهيا وهو الله سبحانه وتعالى فكيف يستحيل ممن لا امر فوقه ولا ناه ان يطلب من نفسه فعل ما يحبه ما يحب وترك ما يبغضه يقول اذا عرف هذا عرف السر سلامه تبارك وتعالى على انبيائه ورسله وانه طلب من نفسه لهم السلامة ايضا من المسائل ما يتعلق بالحكمة في اقتران الرحمة والبركة للسلام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فاذا جمعنا هذه الاشياء الثلاثة في التحية فانها تكون مستوفاة فالانسان لا سبيل له الى انتفاعه بالحياة الا بهذه الا بثلاث اشياء الاول السلامة من الشرور والافات يعني كل ما يضاد الحياة الامراض التي تنتابه وما يعرض له مما يكون نقصا في حياته وعارضا يعرض لها فيكدر عليه عيشه فيحتاج الى سلامة من هذا والا تكدر عليه العيش وتنغص ثم يحتاج الى امر اخر وهو حصول الخير له ثم يحتاج الى امر ثالث وهو دوام هذا الخير ثباته بهذه الثلاثة يحصل له كمال الانتفاع بالحياة فجاءت هذه التحية متضمنة للثلاثة. فاذا قلت سلام عليكم هذا تضمن السلامة من الشرور والنقائص والافات. واذا قلت رحمة الله تضمن حصول الخير له الرحمة واذا قلت وبركاته فالبركات تدل على الدوام و الثبوت ثبوت هذه الرحمة والخير والبركة له فان البركة هي كثرة الخير واستمراره ودوامه فهنا لما كانت هذه الثلاثة مطلوبة لكل احد بل هي متضمنة لكل مطالبنا وكل المطالب فهي دونها ووسائل اليها واسباب لتحصيلها كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله جاء لفظ التحية دالا عليها جميعا هذه المطالب الثلاثة بالمطابقة هذا اذا قلناها جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذي دلالة بالمطابقة على هذه المطالب الثلاث فاذا اقتصرنا على بعضها فان ذلك يكون دالا عليها اما بالتضمن او اللزوم فدلالة اللفظ عليها بالمطابقة اذا ذكرت بلفظها جميعا ودلالته بالتضمن اذا ذكر السلام والرحمة فانهما يتضمنان الثالث وهو البركة لان ذلك لا يكمن له الا بالدوام والاستمرار والثبات واما الدلالة باللزوم فلو اقتصرنا على السلام قلنا له السلام عليكم ولم نقل ورحمة الله وبركاته فيكون دالا على الاثنين الاخرين بدلالة اللزوم فان السلام يكون سلامة بالمطابقة دل بالمطابقة على السلامة من العيوب والافات والنقائص ولكن هذا ايضا تلزم حصول الخير وثباته لانه لا تكتمل له مطالبه الا بهذا. السلامة وحدها لا تكون وافية بذلك الا اذا كانت مطلقة السلامة المطلقة فالسلامة مستلزمة لحصول الرحمة ولبقاء هذه المطالب ودوامها والا فان ذلك يكون ناقصا ابى ما يتعلق بالسلام ابن القيم رحمه الله عقب تعقيبا بغاية الفائدة اذكر طرفا منه يقول بهذا يعرف فضل هذه التحية وكمالها على سائر تحيات الامم ولهذا اختارها الله لعباده وجعلها تحيتهم فيما بينهم في الدنيا وفي دار السلام. وقد بان لك انها من محاسن الاسلام وكماله فاذا كان هذا في فرع من فروع الاسلام وهو التحية التي يعرفها الخاص والعام. فما ظنك بسائر محاسن الاسلام وجلالته وعظمته وبهجته التي شهدت بها العقول والفطر حتى انها من اكبر الشواهد واظهر البراهين الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكمال دينه وفضله وشرفه على جميع الاديان الى اخر ما ذكر. ذكر كلاما في غاية النفاسة لما بين ما اشتملت عليه هذه التحية قال هذا فرع واحد بجزئية يعرفها الجميع فكيف بقية شرائع الاسلام ثم ذكر ان هذه الشريعة هي جنة وبهجة وسعادة ولذة وما فيها من التكاليف والمشقات انما ذلك عارض لا يمكن ان يقاس بما فيها من الخيرات والمنافع وذكر كلاما كثيرا يحسن مراجعته لا يفي به او لا يفي بالمقصود منه ما يذكر من مضامينه او معناه ثم بعد ذلك جاء ما يتصل بالمصلي واخوانه المؤمنين. السلام علينا علينا من معاشر المصلين قال بعض اهل العلم معشر الذين معشر الحاضرين في المسجد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. لماذا حصوه بالذين صلوا؟ بالذين في المصلى السلام علينا قال وعلى عباد الله الصالحين يعني هذا اعم لئلا يكون في تكرار فابتدأ بالسلام اولا على من معه وهو في ضمنهم السلام علينا ولو كان يريد نفسه لقال السلام علي وهذا ليس مقام تعظيم النفس فيقال جاء ما يدل على الجمع صيغة الجمع نون الجمع للتعظيم؟ لا السلام علينا معشر من حضر وعلى عباد الله الصالحين هذا يشمل كل صالح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال ذلك اصاب كل عبد صالح في السماء والارظ يعني انا الصالح فسره بعضهم بالقائم بحقوق الله وحقوق العباد. وبعضهم فسره بالمسلم عموما ماذا يخرج الكفار والمنافقين؟ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فالذين فسروه بهذا التفسير الاخص اللي هو من قام بحقوق الله وحقوق الخلق هؤلاء هم اهل التقوى وليس مجرد المسلم وان كان مقصرا وعلى عباد الله الصالحين. لماذا خصوه بهذا قالوا لانه قيده بقوله بهذا الوصف الصالحين مع ما في قوله على عباد الله فهذا يشعر باهل العبودية الخاصة وعلى عباد الله الصالحين. وقول النبي صلى الله عليه وسلم كل عبد صالح اصاب كل عبد صالح كانه يشعر نوع من الاختصاص فهذا يشمل الملائكة والانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ويشمل غيرهم من اهل الايمان اشهد ان لا اله الا الله فهو يقر بذلك بقلبه وينطق لسانه به فقلبه مقر منقاد ولسانه ناطق شاهد بذلك اشهد اشهد ان لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اشهد ان محمدا عبده ورسوله قدم هنا العبودية يمكن ان يقال دفعا للغلو الا يحصل به الغلو كما غلت النصارى بعيسى عليه الصلاة والسلام فهو كما قال صلى الله عليه وسلم انما انا عبد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو عبد ورسول قال ثم ليتخير يعني يختار من الدعاء اعجبه اليه يعني احب الدعاء وارضاه اعجبه اليه بعض اهل العلم قال الذي يكون اعجب هو الذي يكون مأثورا من جوامع الكلم فهذا هو الاكمل والاعجب فيدعو به ولو قال قائل بان ذلك اعم من هذا لانه قال اعجبه اليه يعني مما يعجبه من الدعاء يتخير من ذلك ولم يقيد ذلك بالمأثور وهو يتخير من الدعوات ما يحتاج اليه وما هو اعلق بحاله واليق ب مطلوبه ولذلك فان الراجح من اقوال اهل العلم ان الدعاء الذي يكون سواء في السجود او في السجود يعني مما يدعو به الانسان لنفسه او بعد التشهد انه لا يشترط ان يكون من المأثور وانما له ان يختار من الادعية مما ينشئه لكن لا شك ان الدعاء بجوامع الكلم اكمل مما ورد في القرآن او ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوله فيدعوه يحتمل ان يكون المعنى فيقرأ الدعاء الاعجب يدعوه يعني الضمير يرجع الى الدعاء ويحتمل ان يكون فيدعوه اي الله به يدعو ربه به هذا لا يؤثر من حيث الحكم يعني عود الضمير. هذا ما يتعلق بهذا الموضع او بهذا الحديث. واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين. والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه