الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لم يزل الكلام لم يزل الحديث متصلا ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد وذلك قوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد توقفنا هنا بشرح هذا الحديث ثم بعد ذلك قال كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم بعض الفاظه كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وفي بعضها كما صليت على ال ابراهيم اما الاول فواضح واما الثاني فيكون ال ابراهيم يدخل فيهم ابراهيم صلى الله عليه وسلم فان الال كما سبق اذا اطلق فانه يدخل فيه يدخل فيه المعني رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت. ابراهيم عليه الصلاة والسلام داخل في هذا كما صليت على ال ابراهيم داخل في هذا وهكذا في قوله تعالى ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فرعون داخل في هذا قطعا هذا كله مضى الكلام عليه. لكن قوله كما صليت على ابراهيم بالرواية الاخرى عند مسلم كما صليت على ابراهيم كما هو لفظ الكتاب كما صليت على ابراهيم حديث مخرج في الصحيحين ورواية مسلم لم يذكر فيها ابراهيم صلى الله عليه وسلم هنا قد يرد سؤال فيقول قائل لماذا خص ابراهيم صلى الله عليه وسلم بالذكر لماذا لم يقل مثلا كما صليت على موسى عليه الصلاة والسلام. كما صليت على عيسى صلى الله عليه وسلم كما صليت على نوح عليه الصلاة والسلام فهنا العلماء ذكروا وجوها لتخصيص إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالذكر كما صليت على ابراهيم منها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو جد النبي صلى الله عليه وسلم وقد امرنا بمتابعته ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وهو امام الحنفاء وهذه الملة حنيفية والله تبارك وتعالى يقول ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وكذلك قال عن ابراهيم صلى الله عليه وسلم وعن من هم اولى به ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا فهذه صلة وشيجة بابراهيم عليه الصلاة والسلام نسبا وعقيدة ودينا ابراهيم صلى الله عليه وسلم هو ابو الانبياء اذ ان كل الانبياء الذين جاؤوا بعده فهم من ذريته جميع الانبياء من ولد اسحاق عليه السلام انبياء بني اسرائيل الى عيسى صلى الله عليه وسلم وهم كثر وكذلك ايضا اسماعيل صلى الله عليه وسلم و نبينا عليه الصلاة والسلام ال ابراهيم صل على ابراهيم كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم من هم اله اسماعيل اسحاق وذرية هؤلاء ومن ذريتي اسحاق انبياء بني اسرائيل فيدخل في ذلك جميع هؤلاء الانبياء الذين لا يحصيهم الا الله يدل على كثرتهم في بني اسرائيل ان بني اسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا يوم واحد وكان الانبياء هم الذين يسوسونهم كما تسوس العلماء هذه الامة لانه لا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وانما تسوسهم العلماء اما بنو اسرائيل فكان يسوسهم الانبياء يوم واحد قتلوا سبعين نبيا قد يرد سؤال اخر اذا عرفنا لماذا ذكر ابراهيم صلى الله عليه وسلم وال ابراهيم فقد يقول قائل عرفنا لماذا خص ابراهيم صلى الله عليه وسلم وان الوشيجة قوية وظاهرة لكن هنا سؤال وهو ان الكاف للتشبيه اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم معلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء باطلاق افضل من ابراهيم صلى الله عليه وسلم فكيف يطلب ان يصلى عليه على نبينا صلى الله عليه وسلم كما صلى الله على ابراهيم يعني لماذا لم يطلب ان يصلى عليه اعظم مما صلى على ابراهيم عليه الصلاة والسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم افضل هذا هو السؤال وايضا من ناحية اخرى فان المقرر ان المشبه دون المشبه به يعني الان المشبه النبي صلى الله عليه وسلم واله كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. فابراهيم صلى الله عليه وسلم هو المشبه به فالمشبه دون المشبه به واضح تقول زيد كالقمر نشبهه بالقمر والقمر افضل واجمل لكنك اردت ان تبين فظله فذكرت ذلك فالحقته بهذا الكامل هنا قد يقال كيف شبه ذلك كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم والواقع ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المشبه اكمل من المشبه به فان رسولنا صلى الله عليه وسلم اكمل شرفا ومنزلة وارفع من ابراهيم وال ابراهيم عليهم الصلاة والسلام وهذا اجاب هذا السؤال اجاب عنه اهل العلم باجوبة متعددة فمن قائل ان ذلك قاله قبل ان يعلم قبل ان يعلمه الله بانه افضل واكمل من جميع الانبياء وانه سيد ولد ادم وانه حامل لواء الحمد وانه صاحب الشفاعة العظمى وانه صاحب المقام المحمود فهذا ذكره بعض اهل العلم وليس بقوي وذلك ان هذا استمر يقال الى يومنا هذا لم يعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا اخر يقولونه بدلا من هذا اللفظ وبعضهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك تواضعا وهذا ايضا لا يخلو من اشكال لان هذه اذكار شرعية. والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وبعضهم يقول ان التشبيح ان التشبيه في الاصل لا في القدر يعني ان الله صلى على ابراهيم وعلى ال ابراهيم فالمطلوب هو ان تحصل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واله وليس بالقدر الذي صلي به على ابراهيم وعلى ال ابراهيم كقوله تعالى في الصيام وقد مضى الكلام على ايات الصيام في رمضان قبل الماضي تفصيلا تكلمنا على الكاف في قوله كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. هل التشبيه باصل الفرضية فرض عليكم كما فرض عليهم مع اختلاف في الصفة والمقدار ما الذي كتب عليهم؟ تفاصيل الصوم المشروع بالنسبة اليهم. او ان التشبيه في كل شيء حتى في الصفة وعدد الايام فهذا فيه كلام لاهل العلم والمقصود ان هؤلاء يقولون ان التشبيه في اصلي الصلاة لا في قدرها وكيفيتها وكثرتها ونحو ذلك الله صلى على ابراهيم صلى الله عليه وسلم المطلوب ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما انه صلى على ابراهيم لكن المقدار لم يتعرض له هذا جواب له وجه انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده الذي اوحي لنا يعني هنا التشبيه كما اوحينا الى نوح في اصل الايحاء لكن في مقداره في شرفه يتفاوت يختلف وهكذا في امثلة كثيرة لا تخفى من اوضح ذلك ما قال الله تبارك وتعالى واحسن كما احسن الله اليك الانسان اذا احسن هنا على اساس ان الكاف ليست للتعليل وانما للتشبيه هل احسان الانسان يكون كاحسان الله اليه ابدا ولا في نعمة واحدة على هذا المعنى وانما المقصود في اصل الاحسان وبعضهم يقول ان الكاف للتعليل ان الكاف للتعليم لتكبروا الله على ما هداكم يعني على هدايتكم لانه هداكم كبروا الله كما هداكم وهنا كما صليت على ابراهيم تقول افعل لي كذا تقول لصاحبك افعل لي كذا كما انك فعلت لزيد كذا يعني للتعليل يعني لانك فعلت كما انك فعلت كذا افعل كذا تكون الكاف للتعليم وهو احد المعاني في قوله واحسن كما احسن الله اليك. من الكاف للتعليل يعني لكون الله احسن اليك لان الله احسن اليك وبعضهم يقول ان التشبيه كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. بعضهم يقول هذا متعلق بقوله وعلى ال ابراهيم وظاهر الرواية بذكر ابراهيم صلى الله عليه وسلم يرده يرده يعني يقولون ان التشبيه متعلق بقوله وعلى ال محمد عفوا وعلى ال محمد ان صلاة الرب تبارك وتعالى المطلوبة كما صليت على ابراهيم. مطلوبة على ال محمد كما صليت على ابراهيم فابراهيم صلى الله عليه وسلم افضل من ال محمد يعني من غير رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن هذا ظاهر اللفظ يرده وبعضهم يقول ان التشبيه هنا باعتبار المجموع الذي يقابل المجموع ما هو المجموع ابراهيم ال ابراهيم انبياء لا يحصيهم الا الله فبهذا الاعتبار هذه الكثرة الكبيرة ال ابراهيم انبياء خلق كثير محمد وال محمد يعني ليس إبراهيم ومحمد وانما مجموع ال إبراهيم عليه الصلاة والسلام وال محمد عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس من نسله نبي وليس بعده نبي ابراهيم جاء من نسله انبياء كثير من كبارهم موسى صلى الله عليه وسلم هذا فضلا عن اسحاق ويعقوب واسماعيل وغير هؤلاء عليهم الصلاة والسلام. فبعضهم يقول هذا باعتبار الان وهذا ايضا فيه نظر والله تعالى اعلم وبعضهم يقول ان قوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم من ال ابراهيم محمد صلى الله عليه وسلم فهو من نسله ومن ذريته فهو من اله اذا فيكون ذلك مجموعة الى صلاته على ابراهيم وعلى اله الذين منهم نبينا صلى الله عليه وسلم فيكون ذلك مضاعفا في الكثرة يعني مما طلب للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا له وجه واضح هذا المعنى انه طلب ان يصلى ان يصلي الله على نبيه صلى الله عليه وسلم واله كما صلى على ابراهيم واله. ومن ال ابراهيم محمد صلى الله عليه وسلم. فيكون المطلوب اضافة صلاة على محمد صلى الله عليه وسلم واله زيادة على الصلاة على ابراهيم واله التي هي واقعة ولاحقة للنبي صلى الله عليه وسلم لانه من ال ابراهيم هو داخل في ال إبراهيم لانه من ذرية اسماعيل فجده ابراهيم عليهم الصلاة والسلام. فطلب له قدرا زائدا على ما يكون لابراهيم. ويكون ذلك مضاعفا يكون مضاعفا بعضهم يقول غير ذلك بان التشبيه يكون بما هو اكمل ويكون بما هو مساو ويكون بما هو اقل الله عز وجل قال مثل نوره الله نور السماوات والارض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ولا شك ان نوره الذي هو هداه في قلب المؤمن اعظم من المشكاة التي فيها مصباح لكن الامثال تضرب للتقريب فشبهه بمشكاة فيها مصباح. والمشبه اعظم من المشبه به فقالوا لا يلزم اذا قال كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم ان يكون ابراهيم افضل لوجود التشبيه وان المشبه به افضل قالوا احنا ما نسلم باصل هذه المقدمة لا يلزم ان يكون المشبه به افضل واكمل من المشبه والذي لعله يكون اقرب والله اعلم ان الله تبارك وتعالى صلى على ابراهيم وعلى ال ابراهيم ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم فهو من اله فطلب للنبي صلى الله عليه وسلم صلاة تنضاف الى تلك الصلاة التي هي لاحقة له لانه من ال ابراهيم فيكون ما حل بابراهيم وحصل له من هذه الصلاة ما لحق ابراهيم صلى الله عليه وسلم من تلك الصلاة وعلى ال ابراهيم يكون حاصلا للنبي صلى الله عليه وسلم وزيادة. يعني طلب له مثل الصلاة على ابراهيم واله وزيادة صلاة فيكون قد حصل ذلك وزاد وزاد عليه وزاد عليه انك حميد مجيد الحميد هنا عامة اهل العلم ان الحميد هنا بمعنى محمود محمود لان فعيل يأتي بمعنى فاعل يعني حامد ويأتي بمعنى مفعول يعني محمود فالعلماء هنا في هذا الموضع يكادون ان يطبقوا على ان حميدا بمعنى محمود انك حميد يعني محمود مد في ذاته وصفاته وافعاله بالسنة خلقه لكن لو فسر بمعنى انه حامد انه يحمد ذاته واولياءه روى حميد وحامد هذا من حيث اصل اللفظ الاحتمال الذي يحتمله ولكن العلماء مع ان منهم من ذكر هذا احتمالا الا انهم كادوا ان يجمعوا على ان حميدا هنا الذي هو من اسماء الله عز وجل الحميد انه بمعنى المحمود وليس الحامد وقد مضى الكلام على المجيد في اسماء الله تبارك وتعالى وان من اهل العلم من فسره بالكريم ومن فسره بالعظيم الى غير ذلك وذكرنا ان المجد يدل على سعة وكثرة اوصاف الكمال وكل ذلك متحقق للرب تبارك وتعالى. ويقول ابو جعفر ابن جرير رحمه الله بتفسير انه حميد مجيد يقول ان الله محمود في تفضله عليكم بما تفضل به من النعم عليكم وعلى سائر خلقه مجيد يقول ذو مجد ومدح وثناء كريم فهذا كذلك الحافظ بن كثير رحمه الله قال حميد في جميع افعاله واقواله محمود ممجد في صفاته وذاته والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله يقول المجيد الكبير العظيم الجليل والموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة جلال وذكرنا هناك ان ذلك يدل على السعة و بالكثرة ولهذا الحافظ ابن القيم رحمه الله حينما تكلم على هذين الاسمين توسع في ذلك ذكر كلاما في غاية الاهمية لكن الوقت الان انتهى فاتوقف ان شاء الله تعالى واكمل ذلك في الليلة الاتية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه