ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عن تنوع الذكر باعتبار مضمونه هذا الذكر الذي يكون باللسان وينبغي ان يواطئه القلب ما المقول فيه ما انواعه باعتبار مضمونه باعتبار ما يقوله الذاكر هذا الذكر ينقسم الى قسمين بهذا الاعتبار كما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله الاول وذلك ما يكون بذكر اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته والثناء عليه بذلك وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق فهذا لون من الذكر ويكون هذا اما بانشاء الثناء من قبل الذاكر كأن يقول سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله فهو يثني على الله تبارك وتعالى ويذكره ويحمده باوصاف الكمال فهذا ظاهر لا يخفى واجمعه وافضله ما كان اعم في الثناء والحمد والتمجيد الصيغ التي تكون اشمل واوسع سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته فهذا اكمل كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جويرية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها لقد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن وذكر الحديث وهو مخرج في صحيح مسلم اذا نحن حينما نذكره تبارك وتعالى بكمالاته اما ان يكون ذلك بالثناء عليه بهذه الامور سبحان الله والحمد لله وما الى ذلك او ان يكون ذلك بالاخبار عنه تبارك وتعالى كأن نقول احكام هذه الاسماء والصفات نقول الله تبارك وتعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وانه تبارك وتعالى قد احاط بكل شيء علما وانه على كل شيء قدير وهو افرح بتوبة عبده من ذاك الذي اضل راحلته وعليها طعامه وشرابه ثم بعد ذلك يأس منها فاستسلم للموت ونام تحت شجرة واذا هي عند رأسه فقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فهذا كله اخبار عنه جل جلاله وتقدست اسماؤه وافضل هذا النوع ان نثني عليه بما اثنى به على نفسه او اثنى به عليه رسوله صلى الله عليه وسلم اذا هذا الذكر الذي يقال باللسان تارة يكون بانشاء الثناء سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وتارة بالاخبار الله على كل شيء قدير نواصي الخلق بيده قلوب العباد بين اصبعين من اصابعه نخبر عنه تبارك وتعالى فهذا كله من ذكر اللسان هذا الذكر الذي نقوله وننشأه كقولنا سبحان الله والحمد لله الى اخره او ان نذكره بصفات الكمال هذا يكون حمدا ويكون ايضا ثناء ويكون تمجيدا ثلاثة اشياء فالحمد هو ان نخبر عنه بصفات الكمال اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي والثناء هو فريضة الا جعل لها حدا معلوما ثم عذر اهلها في حال العذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر احدا في تركه الا مغلوبا على تركه. فقال فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ان يكون ذلك مكررا يعني ان يكرر المحامد مرة بعد مرة ولهذا قال فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي وهذا هو الفرق بين الحمد والثناء وكثيرون يفسرون الحمد اذا قيل ما هو الحمد؟ الحمد لله رب العالمين. قال يعني الثناء وهذا فيه نوع من التجوز والترخص والتوسع في العبارة والا فالحمد غير الثناء. واما التمجيد فهنا ان نمدحه تبارك وتعالى بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك الصفات التي لها دلالات واسعة ولهذا قال اذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي اضاف اليه صفات المجد التي منها الملك فهذا الذي نقوله اما ان يكون من قبيل الحمد او الثناء او المجد وبهذا نعرف الفرق بين هذه الانواع الثلاثة هناك نوع اخر من الذكر وهو ذكر امره ونهيه واحكامه وذلك اما بالاخبار عنه تبارك وتعالى انه امر بكذا ونهى عن كذا احب كذا سخط كذا رضي كذا نقول الله امر بالصلاة امر بالزكاة امر بكذا فلاحظ هذا من الذكر واما ان يكون ذلك بذكره عند امره تبارك وتعالى. فنبادر اليه ولنغفل ولا نتشاغل عنه بغيره من الشواغل وانما يكون قلب العبد حاضرا في هذه المقامات ويكون مبادرا بالامتثال فهذا يكون من ذكره جل جلاله وتقدست اسماؤه وهناك نوع اخر من الذكر وهو ان نذكر الاء ونعمه ان نذكر احسانه وافضاله علينا الظاهرة والباطنة واذا عرفنا هذه الانواع فاننا ايضا نعرف ما يدخل تحتها من المعاني الواسعة فحينما نذكره تبارك وتعالى ان ننشئ الثناء عليه وان نحمده كأن نقول سبحان الله والحمد لله الى اخره فهذه هي الاذكار التي نتشاغل بشرحها وسيأتي الكلام عليها ان شاء الله وهذا هو المتبادر حينما يقال الذكر والاذكار والمحافظة على الاذكار ونحو هذا واما الاخبار عنه تبارك وتعالى باسمائه وصفاته فيدخل في هذا الكلام على معاني الاسماء الحسنى فهذه من مجالس الذكر دروس التوحيد بيان وحدانية الرب تبارك وتعالى انه الاله المعبود وحده الرب وحده انه واحد بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته هذا هو التوحيد فهذه الدروس في التوحيد كلها من الذكر وهكذا ايضا حينما نتحدث عن امره ونهيه يدخل في هذا الفقه بنوعيه الفقه الاكبر الذي هو الاعتقاد لان الله امر بتوحيده وعبادته وتنزيهه عما لا يليق ويدخل فيه الفقه الاصغر الحلال والحرام هذه الاحكام فدروس الفقه داخلة في مجالس الذكر وهكذا حينما يتحدث الناس عن الائه ونعمه وما الى ذلك واما بنعمة ربك فحدث فالتحديث بهذه النعم هذا ايضا من مجالس الذكر ويدخل في ذلك قراءة القرآن وتفسيره وفي الحديث كما هو معلوم واجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم فهذا التدارس بينهم يشمل تدارس الالفاظ ويشمل تدارس المعاني فيدخل في ذلك دروس التلاوة والحفظ ويدخل في ذلك دروس التجويد ويدخل في ذلك ايضا دروس التفسير فصارت مجالس الذكر اذا قيل مجالس الذكر التي تحفها الملائكة الذين تغشاهم الرحمة وتنزل عليهم السكينة يشمل جميع هذه الانواع فكلها من مجالس الذكر وسيأتي الكلام على قوله تبارك وتعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ونوضح هناك ان من هذا الذكر الكثير هذه المجالس والتشاغل بها فان ذلك من ذكر الله عز وجل كما يدخل فيه ايضا عمل الجوارح بطاعته ويدخل فيه ذكر القلب ويدخل فيه ايضا يدخل فيه الذكر الذي يكون باللسان بانواعه من قراءة القرآن من الاخبار عنه بكمالاته من انشاء الثناء عليه الذكر كأن نقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ونحو هذا هذا كله ايها الاحبة من الذكر. ننتقل بعد ذلك الى نوع اخر من انواع الذكر حيث انه يتنوع باعتبار الاطلاق والتقييد فهناك ذكر مطلق بمعنى انه لم يقيد بوقت معين ولا بمناسبة معينة ولا بمكان معين ولا بحال خاصة وهذا كثير فالله تبارك وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا فهذا الذكر الكثير يكون في كل الاوقات وفي كل الاحوال وفي كل الامكنة الا ما استثني ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول في هذه الاية ان الله تعالى لم يفرض على عباده بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في الغنى والفقر في السقم والصحة والسر والعلانية وعلى كل حال وهكذا كما قال الله تبارك وتعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة في كل الاحوال والاوقات فنحن نذكر الله تبارك وتعالى الذكر المطلق هكذا باطلاق من غير تقييد الله يقول فسبح باسم ربك العظيم. سبح اسم ربك الاعلى فنحن نقول سبحان ربي العظيم نقول سبحان ربي الاعلى في كل وقت كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هذا مطلق نقوله في كل وقت ونحن في السيارة ونحن اه نجلس في المسجد ونحن نزاول اعمالنا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وهكذا في قوله صلى الله عليه وسلم لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس فنحن نلهج بهذا بشتى الاوقات والاحوال والامكنة هكذا نقول لا حول ولا قوة الا بالله فكما جاء في حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا عبد الله ابن قيس الا اعلمك كلمة هي من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة الا بالله فنرددها ونكثر منها وهكذا ايضا ايها الاحبة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فنسلم ونصلي عليه صلى الله عليه وسلم في كل الاوقات والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا اذا هذا الذكر المطلق الذي لم يقيد النوع الثاني وهو الذكر المقيد الذي جاء تقييده بوقت معين او بحال او مكان او بمناسبة خاصة وكثير من هذه الاذكار المطلقة جاءت مقيدة ايضا في بعض الاحوال او الاوقات او المناسبات فالتهليل مثلا جاء مقيدا حينما يصبح الانسان ويمسي يقول امسينا وامسى الملك لله والحمد لله ولا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وهكذا ايضا نقوله بعد الاذكار التي تكون بعد الصلوات وكذلك ايضا التسبيح نسبح الركوع ونسبح في السجود التحميد جاء ايضا مقيدا اذا عطس الانسان قال الحمد لله فهذا في حال معين وهكذا اذا رفعنا من الركوع ربنا ولك الحمد كذلك ايضا التكبير فاننا نكبر في ليلة عيد الفطر وفي صبيحة عيد الفطر ونحن خارجون الى المصلى حتى يخرج الامام للخطبة وكذلك ايضا نحن نكبر في الليالي العشر من ذي الحجة ونكبر في ايام التشريق وكذلك ايضا نكبر اذا صعدنا ونسبح اذا نسبح اذا هبطنا وقل مثل ذلك في الحوقلة لا حول ولا قوة الا بالله. اذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح فان الذي يردد خلفه يقول لا حول ولا قوة الا بالله. طيب الان هذا الذكر الذي جاء مطلقا والذي جاء مقيدا. هل يشرع فيما جاء مطلقا ولم يرد تقييده في حال او زمان او مكان او مناسبة معينة هل يشرع ان يقيد بهذه المناسبة الجواب ان ذلك لا يشرع بمعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امرنا بها فنحن نصلي عليه بعد التشهد نصلي عليه في ليلة الجمعة وفي يوم الجمعة نكثر من ذلك نصلي عليه في كل الاوقات ولكن لو ان احدا من الناس خص ذلك في موضع لم يرد فاذا جاء مثلا يتبخر يتطيب؟ قال اللهم صلي على محمد يواظب على ذلك. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة ولكن ذلك لم يرد مقيدا بهذه الحال او المناسبة فما الحكم الحكم ان هذا النوع يدخل فيما يسميه الشاطبي رحمه الله بالبدع الاضافية يعني اصل العمل مشروع وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه حينما قيد بمناسبة لم يرد تقييده فيها او قيد بوقت لم يرد فيه كان من قبيل البدع الاضافية مثلا حينما يتثاءب الانسان يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الاستعاذة وردت اذا اراد الانسان ان يقرأ القرآن اذا غضب فانه يستعيذ هذا ورد في حال معينة حال الغضب عند القراءة لكن عند التثاؤب هل يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟ هذا لم يرد تقيده. اصل العمل مشروع اللي هو الاستعاذة لكن التقييد بهذا اذا تثائب قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون من قبيل البدع الاضافية. البدع الاضافية يعني ليست بدعة اصلية. البدعة الاصلية هي البدعة المبتكرة التي لا اصل لها لو ان احدا اخترع صلاة سادسة لم يقف عند خمسة قروض وانما زاد فرضا سادسا هذه بدعة اصلية لكن البدع الاضافية يكون اصل العمل مشروع ولكنه قيده بما لم يرد تقييده به من قبل الشارع فهذا اذا قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب فان ذلك يكون من قبيل البدع الاضافية وكذلك ايضا لو انه اذا اراد ان يأكل قال اللهم صلي على محمد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة لكن لم يرد تقييدها بذلك فهذا يكون من قبيل البدع الاضافية لو انه اذا فرغ من الطعام قال لا حول ولا قوة الا بالله فهذا ايضا لم يرد فان ذلك يكون من قبيل البدع الاضافية. اذا المطلق يبقى على اطلاقه ما ورد مقيدا يكون بحسب ما قيد به فلا نقيد ما جاء اطلاقه بما لم يقيده به الشارع هذا ايضاح الحكم في هذه المسألة والا فاننا ندخل في حيز ما يسمى بالبدع الاضافية. نكون قد تعبدنا الله عز وجل بما لم نتعبد به وبما لم يشرع والله لا يعبد الا بما الا بما شرع يكفي هذا القدر والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين