الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لم يزل الحديث متصلا ايها الاحبة بالكلام على حديث عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه في تلك الدعوات التي تقال في الصلاة وذلك قوله اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احييني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني اذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم اسألك واسألك خشيتك في الغيب والشهادة اذى القدر مضى الكلام عليه وفي هذه الليلة نواصل الحديث عما تضمنه هذا الدعاء من الهدايات والمعاني وقوله واسألك كلمة الحق بالرضا والغضب اي في حال رضا الخلق وفي حال غضبهم على احد الاحتمالين يعني رضي الناس ام غضبوا وهذا المعنى ان حمل الحديث عليه فلا شك انه يدل على كمال الاخلاص من جهة انه لا يبالي برضا الناس من سخطهم اذا كان يقول الحق والا فان من كان ناقص الاخلاص فانه يراعي الناس ولربما لم يتكلم في الاحكام او في غيرها حتى الاحكام الشرعية بشيء لربما يجعل الكثيرين من اصحاب الاهواء ينقبضون منه فهو يحسب حسابات قبل ان يتكلم لتلك الجماهير لاولئك من المشاهدين من المتابعين بهذا الحساب او غيره فهو لا يريد ان يقول هذا حرام بامر يزعجهم فيه بان الكثير من هؤلاء لا يريد ان يسمع كلمة حرام. فتجد الاجابة هلامية كما يقال لا يتضح لا تأخذ منه حقا من باطل فضلا عن ان يقول هذا بدعة هذا كفر فانه يجيب باجابات ترضي هؤلاء المستمعين او المشاهدين او المتابعين فلا يسمعون ما يزعج مشاعرهم ويخالف اهواءهم فلو سئل مثلا ما حكم المعازف تكلم ان هذه مسألة على كل حال فيها خلاف معروف بين اهل العلم ومنهم من يرى المنع ومنهم من يرى الجواز ولكل وجهة ويتكلم بهذه الطريقة سئل مثلا عن الصوفية او عن غيرهم من الطوائف المنحرفة يتكلم بكلام لا تأخذ منه حقا ولا باطلا فهذا لا شك انه خلل وخطأ وخلاف منهج الانبياء عليهم الصلاة والسلام في الدعوة والتعليم يبينون الحق لتبيننه للناس ولا تكتمونه لابد من بيان الحق واضحا بصرف النظر عن زيد وعمرو يعني لا يشترط ان يكون الكلام على الاشخاص الذين اخطأوا باسمائهم النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ما بال اقوام لكن لابد ان يعرف الناس الحق فلا يظيع ولا يبقى ملتبسا على الناس ثم بعد ذلك يركب الناس الضلالة ويعتقدون ان ذلك هو الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك اذا سكت من يعلم اذا سكت من يعلم فمتى يتعلم الجاهل؟ فهذا معنى اسألك كلمة الحق في الرضا والغضب يعني رضي الناس ام غضبوا ويحتمل معنى اخر اسألك كلمة الحق في الرضا والغضب اي في حال غضب او رضاي فان النفس في احوال ترد عليها نجد ان الكثيرين لا يستطيعون ان يضبطوا ما يصدر عنهم من الاقوال والافعال الفرح الشديد في حال الغضب وذلك ان العقل يكون عليه مثل الغشاوة يكون عليه ما يغشيه ونحن لا نتحدث عن الغضب المفرط الذي لا يعقل معه الانسان ما قال ولكن الغضب عموما يشوش الفكر ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان ان يحكم بين اثنين وهو غضبان. لماذا؟ لان فكره مشوش والحافظ ابن القيم رحمه الله ذكر ان الفرح الشديد كذلك ايضا يعني كل ما يشوش الفكر فهنا اذا كان الانسان في حال الغضب او في حال الفرح الشديد او نحو ذلك قد لا يتزن ومن الناس من تكون هذه حاله ولو لم يكن في حال غضب او فرح ما هو قرة العين الولد اذا كان صالحا من قرة العين لكن ليس من قرة العين التي لا تنقطع الزوجة هي من قرة العين اذا كانت صالحة تسره اذا نظر اليها لكنه اذا رضي عن احد اذا رضي عن احد اعطاه من الاوصاف والالقاب والكمالات فوق ما يستحقه يعني جعله مكملا من كل وجه. واضاف اليه اوصافا لا يتصف بها ولا يدعيها لنفسه. يعني يضيف اليه اوصافا من التحصيل العلمي والحفظ فيقول هذا يحفظ كذا ويحفظ كذا وذاك لا يدعي هذا اصلا وما قاله ولا يحفظه لكن عين الرضا ويعطيه من الالقاب في العلم والمراتب العالية منه ومن التحقيق واذا سخط عليه قلب الحال فاضاف اليه اوصافا ليست فيه واتهمه بامور ليست ثابتة ولا تصح بحالة من الاحوال لكن لانه سخط فبعد ان كان عالما اماما من فحول العلماء صار جاهلا صاحب هوى ضالا وصار لا يفقه في دين الله شيئا واجهل من كذا وكذا الا يحصل احيانا من الانسان نفسه الذي كان يمدح هذا المعين صار يذمه ولذلك اقول الغالب الغالب ان الذي يمدحك بما ليس فيك ويبالغ في مدحك والاطراء والثناء عليك انه ان سخط يوما من الدهر سيتحول وسيضيف اليك من المدام والمعايب والنقص ما ليس فيك يعني يبالغ ان تستحق ان تكون مثلا طالب علم فيجعلك علامة اذا رضي فاذا سخط جعلك اجهل الجاهلين ان جهلك مركب وانك لا لست من العلم في شيء لا في قليل ولا كثير ما الذي تغير فمن الناس من الرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم قال ان مدحي زين وذمي شين الرجل الذي تكلم باقبح ما باحسن ما يعرف من الاوصاف في المدح ثم قلب الحال وتكلم باقبح الاوصاف وعلل ذلك بانه لما رضي قال احسن ما يعلم ولما سخط قال اسوأ ما يعلم وهذا من الامور الداخلة في قوله تبارك وتعالى في حق اولئك الشعراء الم ترى انهم في كل وادي يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون الا من استثنى الله تبارك وتعالى فهؤلاء الشعراء في الاغلب وليس الكل ان الواحد منهم اذا رضي اعطى من الاوصاف اكثر مما يقتضيه المقام ويستحقه هذا الممدوح واذا سخط جعله لا يساوي شيئا نسأل الله العافية فهذا ايضا من جملة الفجور في الخصومة. ولكن الذي ذكره العقلاء والحكماء والعلماء ويدل عليه الاستقراء ان الذين يبالغون في المدح قد يتحولون في يوم من الايام فيبالغون في الذنب ولذلك لا تفرح بمبالغ وكون الانسان يبالغ في هذا الطرف او في هذا الطرف هذا يدل على اختلال في العقل انها وزن الامور عنده والنظر العقلي انه فيه اشكال فيأتي دائما في هذا الطرف او في هذا الطرف ولا يعتدل في الامور. فهذا معنى صحيح يعني ان الزم كلمة الحق اذا غضبت واذا رضيت حينما يقع الانسان بينه وبين اخر خصومة ثم بعد ذلك يسأل عنه تطلب شهادته ما تقول في فلان مثل ما قالت ام المؤمنين زينب رضي الله عنها ويقع بين الضرائر اشياء لما رميت عائشة رضي الله عنها بالافك فلما سألها النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قالت معها هي انها كانت اكثر من ينافس عائشة رضي الله عنها قالت احفظ سمعي وبصري لاحظ كلمة الحق احفظ سمعي وبصري ما قالت هذه فرصة للانتقام كما يحصل احيانا بين الضرائر هنا نأت بنفسها ونزهت عائشة رضي الله تعالى عنها اما اتهمت به فهذان المعنيان صحيح ان والله تعالى اعلم. كلمة الحق في بالغضب والرضا او في الرضا والغضب يعني بصرف الناس بصرف النظر عن حال الناس اكانوا يرضون ذلك ام يسخطون وكذلك ايضا هو في حكمه على الاشياء وفي قوله وبيانه للحق سواء كان في حال من الغضب او الرضا فهو على حد من الاعتدال فيلزم الحق وكلمة الحق ولا يصدر منه الا حق ومن اراد ان يسير على هذا فلا بد له من مراعاة بعض الامور التي من اهمها الا يتكلم في حال الغضب اذا غضب الانسان وان فعل فينبغي الا يتكلم لا بلسانه ولا بقلمه لا تكتب ولا ترد حينما تستفز ولا تتكلم كذلك اذا كان الانسان في حال من الغضب. لانه غالبا ستكون ردود الافعال هذه في حال الغضب غير موزونة والعاقل قد يندم بعد ذلك فاذا اراد ان تكون احكامه موزونة وصحيحة وعلى الوجه اللائق ينبغي دائما ان يحمل نفسه على هذا المسلك الا تصدر منه تصرفات في حال غضب او في حال فرح شديد ثم بعد ذلك ينتقد ويعاب ويندم ويلام بل هو يلوم نفسه وتصدر منه تصرفات لا تليق بمثله مثله كان ينبغي ان يترفع عنها ويتنزه اما لسنه او لمكانته الاجتماعية او لعلمه او غير ذلك استكثر عليه مثل هذه التصرفات التي لا تصدر الا من سفهاء من لربما ينزل ينحط الى مرتبة دونه بكثير واسألك القصد في الفقر والغنى. لاحظ الاعتدال في الامور. الغضب والرضا يلزم كلمة الحق بالغيب والشهادة يكون ملازما لمراقبة الله تبارك وتعالى القصد يعني الاعتدال في الحالين بين الحالين بين الفقر والغنى يعني يكون على حال من الاعتدال بعض اهل العلم فهم منه ان المراد انه يكون على حال من الكفاف ليس بغني وليس بفقير لان الغنى في الغالب يلهي ويطغي والفقر لربما يقعده عن كثير من الامور التي يهم بها او يتطلع اليها من النفقات الواجبة والصدقة والاحسان وما الى ذلك لذوي القرابات ونحو هذا بل يبقى قلبه مشوشا مشغولا بلقمة العيش حيث ينشغل من اول يومه الى اخره في التفكير فيها وكيف يوفرها وكيف يكفي هؤلاء الاولاد ما اهمهم من الجوع والحاجة فهذا الفقر يشغل قلب صاحبه فهنا هذا المعنى الذي ذهب اليه الاكثر من اهل العلم ان المقصود انه يسأل ان يكون على حال من الاعتدال. ليس صاحب مال كثير غني وليس ايظا بفقير وانما متوسط الحال عنده ما يكفيه ولا يحتاج الى الناس ولا يمد يده ولا يذل نفسه فهذا معنى المعنى الاخر ان يكون على حال من الاعتدال ان كان في ان كان قد اصابه الفقر او وقع له الغنى فاذا اصابه الفقر لا يذل نفسه ولا يضيع مروءته ولا يذهب دينه فيتحيل على تحصيل المال بوسائل وطرق ومعاذير غير صحيحة واذا كان في حال الغنى فانه لا يكون ايضا في حال من الطغيان والترفع عن الناس والتعالي فان الغنى كثيرا ما يوقع في هذا ولذلك تجد الناس حينما يثنون على الغني يمدحونه يمدحونه بالتواضع وبالمحافظة على الصلاة في المسجد ويقولون خلف الامام لكن هذا لا يقال في الفقير ما يقال في الفقير ما شاء الله متواضع واذا اذن جاء الى المسجد يعني ما عنده الا ان يذهب ويتواضع يتكبر على ماذا؟ فاذا تكبر فهذا افحش من تكبر الغني لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن اولئك الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم منهم العائل المستكبر فقير ومتكبر لانه اذا ضعف الداعي الى المعصية فوقعت فذلك يكون اعظم جرما مما لو وقعت مع قوة الداعي وعلى كل حال قال واسألك نعيما لا ينفد يعني لا يفنى ولا ينقص ما هذا النعيم الذي لا ينفد لا شك انه نعيم الجنة والا فان كل نعيم دونه فهو نافذ النعيم الذي لا ينقضي ولا يزول والنعيم الاخروي اما الدنيا فهي زائلة مهما تنعم الانسان ومهما متع ومهما اعطي فان ذلك يتحول عما قريب واسألك قرة عين لا تنقطع ما هذه ما المقصود بقرة العين قرة العين يعني ما تقر به العين. والقر هو البرد يعني كما يقولون بان دموع الفرح باردة ودموع الحزن ساخنة واذا دعوا لاحد من الناس قالوا اقر الله عينك يعني اقر عينك يعني بما تحب تكون عينه قريرة وذلك لكونه قد حصل ما يطلب ووقع له ما يحب واما اذا دعوا عليه فقالوا للبعيد اسخن الله عينه فهذا يدل على الحزن والمصيبة فتكون دموعه ساخنة هذا اصله فقرة العين انما تحصل مع حصول المطلوب تحقيق المرغوب والالتذاذ والفرح والسرور والحبور بما لقي من النعيم. اسألك قرة عين لا تنقطع فما يتلذذ به الانسان بالكامل هو مما تقر به عينه. فبعض اهل العلم فسر ذلك باحتمال كونه مما يطلب من النسل قرة عين لا تنقطع. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين يعني ما تقر به اعيننا قالوا قرة عين لا تنقطع يكون له نسل من بعده يستمر نسل طيب فيستمر بعده وبعضهم يقول قرة عين لا تنقطع المداومة على الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال وجعلت قرة عيني في الصلاة الذي يظهر والله تعالى اعلم ان قرة العين التي لا تنقطع لا شك انها تكون في الاخرة بنعيم الجنة لكنه ذكر قبله قوله اسألك نعيما لا ينفد فهذا نعيم الجنة وقرة العين التي لا تنقطع من اجل ان لا يكون ذلك تكرارا مع ما قبله والتأسيس اولى من التوكيد يعني كنا نقول الجملة الجديدة قرة عين لا تنقطع جاءت بمعنى جديد ليس بمؤكد للسابق الذي هو النعيم الذي لا ينفد فقرة العين التي لا تنقطع اذا هي شيء اخر وتطيعه اذا دعاها وامرها وتحفظه اذا غاب عنها فهذا قرة عين ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين لكن هنا قيدت قرة العين بعدم الانقطاع. فما الذي لا ينقطع؟ ولا يكون تكرارا مع النعيم الذي لا ينفد النبي صلى الله عليه وسلم قال وجعلت قرة عيني في الصلاة لذلك نجد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الحافظ ابن القيم يذكرون مثل هذه الجملة في الحديث في موضع الكلام على مناجاة الله وذكره والالتذاذ بطاعته وعبادته ان هذه هي قرة العين. تقر العين المؤمن بالايمان والعمل الصالح ويدخل في ذلك الذكر والصلاة وما الى ذلك من انواع التعبدات كما قال شيخ الاسلام رحمه الله ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة ولهذا كان بعض السلف يقول نحن يعني في جنة لو علم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها في السيوف رجالدون عليها بالسيوف ماذا يقصد يقصد هذا المعنى لكن هذا انما يوصل اليه بالمجاهدات والصبر على الطاعات حتى ترتاض النفس عليها فيجد لذته وانسه وراحته اذا قام يناجي الله عز وجل ولهذا كان محمد ابن المنكدر من التابعين رحمه الله يقول اني لادخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه اربي الليل الطويل عنده كأنه لحظات ما شبع من مناجاة الله عز وجل وقيام الليل وهو محمد بن المنكدر رحمه الله هو الذي يقول كبدت الصلاة عشرين سنة وتلذذت بها عشرين سنة ويصير ذلك قرة عين له. يحتاج الى مجاهدة حتى يصل الى هذه المراتب العالية الكاملة اما الذي لم يزل يتبرم بالصلاة وب طولها او نحو ذلك فهذا لم يزل المراتب المتدنية بعض السلف كان يقول اني لافرح بالظلام ماذا يقصد؟ يعني اذا جاء الليل لمناجاة الله عز وجل في القيام يفرح بهذا ما هو من اجل السهر والاستراحات وما الى ذلك لا من اجل الخلوة بربه تبارك وتعالى يصلي ويدعو ويناجي ويذكر كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم منهم فهذه قرة العين التي لا تنقطع قرة العين تكون في امور متقضية كالزوجة والولد ونحو ذلك. وتكون ايضا في امور لا تنقضي في الدنيا بذكر الله ومناجاته وعبادته والايمان وطاعة الرحمن وتكون في الاخرة الجنة والنعيم المقيم. نسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم والدينا واخوانا المسلمين. منهم. هذا ما يتعلق هذه الجمل من هذا الحديث وبقي فيه بقية توقف عند هذا واسأل الله عز وجل لي ولكم علما نافعا تفضل الان العلانية امام الناس نعم طيب في شيء السلام عليكم