هذا كمال عفته وذاك بكمال بره والاخر بكمال امانته. فهذا كله من العمل الصالح فلو قال الانسان اللهم اني اتوسل اليك بمحبتي لنبيك صلى الله عليه وسلم فهذا لا اشكال فيه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة اشرع في الحديث على دعاء جديد مما يقال باخر الصلاة وذلك ما جاء عن بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم سمع رجلا يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فهذا واحد من الاحاديث التي ورد فيها ذكر الاسم الاعظم هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي وابن ماجه واحمد قال عنه الترمذي حسن غريب وصححه ابن حبان وصححه ايضا من المعاصرين الشيخ ناصر الدين الالباني والشيخ عبد العزيز ابن باز رحم الله الجميع بريدة رضي الله عنه هو ابن الحصيب الاسلمي ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا ذكر بعضهم ان المبهم هنا هو ابو موسى الاشعري يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله هنا يتوسل اسألك باني اشهد فهو يتوسل بايمانه بعمله الصالح وعرفنا ان التوسل بالعمل الصالح وبالايمان ان هذا من التوسل المشروع. التوسل في الدعاء ان يتوسل الى الله باسمائه وصفاته يا الله يا رب يا رحمن اتوسل اليك برحمتك بمغفرتك وكذلك ايضا ان يتوسل الى ربه تبارك وتعالى بعمله الصالح اتوسل اليك باني اشهد ان لا اله الا انت اتوسل اليك بعملي الفلاني مثل ما توسل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة لكن ليس له ان يقول اللهم اني اتوسل اليك بنبيك صلى الله عليه وسلم لانه يدعى الله تبارك وتعالى مباشرة ولا يجعل وسائط بين الله باحد من المخلوقين لكن لك ان تتوسل بعملك بايمانك بطاعتك توسل اليك بمحبتي لنبيك صلى الله عليه وسلم باتباع لنبيك صلى الله عليه وسلم وهكذا فهذا يتوسل الى الله بايمانه بانه يشهد ان ربه تبارك وتعالى لا اله الا هو باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت وقد مضى الكلام على هذه الجملة كما مضى الكلام على قوله الواحد الاحد وعرفنا الفرق بينهما قريبا وكذلك ايضا الصمد كل ذلك مضى الكلام عليه وان الواحد والاحد يرجعان في الاصل الى معنى واحد والله واحد في الهيته وربوبيته واسمائه وصفاته. له الوحدانية المطلقة وكذلك هو الصمد الذي تصمد اليه الخلائق بفقرها وحاجاتها وسؤلها ما الى ذلك من المعاني التي ذكرها اهل العلم الذي لم يلد ولم يولد قد مضى الكلام ايضا على هذا قريبا في حديث مضى قبل ليلتين او ثلاث الذي لم يلد ولم يولد لم يلد رد على النصارى الذين زعموا ان المسيح عليه الصلاة والسلام هو ابن الله وهو رد على اليهود الذين زعموا ان عزيرا ابن الله ورد على طوائف من المشركين الذين زعموا ان الملائكة بنات الله. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ولم يكن له كفوا احد اي ليس له نظير فهنا جاءت هذه النكرة لم يكن له كفوا احد في سياق النفي وهذا للعموم ليس ثمة من يكافئه او يكون نظيرا له في شيء من صفاته او في ذاته او في افعاله وكمالاته. الله تبارك وتعالى هو المنفرد بالكمال من كل وجه واما المخلوق فهو ضعيف مرغوب فقد يشترك في اصل صفة مع الخالق تبارك وتعالى مثل الحياة فالله حي والمخلوق حي لكن شتان ما بين الحياتين. فحياة المخلوق ان انما وهبه اياها ربه وخالقه ثمان هذه الحياة مسبوقة بعدم ويلحقها الفناء والعدم الموت كذلك ايضا هذه الحياة يحصل لها انواع المنقصات فاول ذلك النوم لانه موتة فهو نقص في الواقع في الحياة ولهذا فان الله تبارك وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم فنفى عنه ذلك هذا بالاضافة الى نقص الحياة بالامراض والالام وما يعتري الانسان ونفسه وروحه من الغم والهم والكدر وكل هذا نقص في حياته والله لم يكن له كفوا احد فهذا كله مضى الكلام عليه قريبا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى سألت الله باسمه الاعظم الاعظم هنا هذه الصيغة تدل على التفضيل تدل على التفضيل تقول هذا كبير وهذا اكبر فافعل التفضيل تكون لاثنين اشتركا في صفة فزاد احدهما على الاخر فيها. تقول هذا كبير وهذا اكبر تقول هذا عليم وهذا اعلم اشترك في علم لكن ما تقول لمن كان عادما لاصل الصفة تقول مثلا زيد اعلم من هذه السارية لان السارية لا تعلم زيد اعلم من هذه السيارة لان السيارة لا تعلم فانما يكون ذلك لاثنين اشتركا في صفة فزاد احدهما على الاخر. تقول فلان اغنى من فلان فلان اغنى من فلان. فلان اقوى من فلان والا لو قلت ان السيف امضى واقطع من العصا اذا كان هذا ازراء بالسيف الم تر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصا لكن تقول هذا السيف امضى من هذا يعني اقطع لكن ما تقول امضى من العصى لان العصا لا تقطع وهكذا فهذا كله يدل على ان الاعظم ان الاسم الاعظم ان ذلك افعل تفضيل يعني ان اسماء الله جميعا حسنى بالغة فهي بالغة في الحسن غايته وهي كلها عظيمة لكنها متفاوتة فمنها ما يقال له الاسم الاعظم باعتبار انه اسم واحد هذا هو المشهور الذي عليه عامة اهل العلم ولهذا اختلفوا في تحديده. ما هذا الاسم الاعظم؟ وقد اخفاه الشارع كما اخفيت ليلة القدر واخفيت ساعة الاجابة في الجمعة كل هذا والله تعالى اعلم من اجل الجد والاجتهاد في طلب ذلك وتحريه ليقع العبد عليه ويحصله. فهنا اختلفت اقوالهم باعتبار انه اسم واحد هو الاعظم ومن اهل العلم من قال ان اعظم هنا يراد بها مطلق الاتصاف لان افعل التفضيل تارة تقال لمجرد الوصف وهو احد القولين في قوله وسيجنبها الاتقى يعني التقي وان الاية لا تختص بابي بكر رضي الله عنه فليس المقصود بها افعل التفضيل. فهنا بعض اهل العلم قال ان الاسم الاعظم المقصود بذلك مطلق الاتصاف يعني العظيم وليس المراد افعل التفظيل او معنى افعل التفظيل. ومن ثم فكل اسماء الله تبارك وتعالى كذلك عظيمة فاذا دعا العبد بشيء منها مع التحري وحضور القلب فان ذلك يكون سببا لاجابة دعائه لكن هذا خلاف المشهور لا شك ان اسماء الله تبارك وتعالى تتفاوت فلفظ الجلالة الله اوسع في المعنى واكمل في الدلالة من الخالق فالله هو المألوه فهو مشتق من الالهية وهي اوسع الصفات فيدخل فيها الربوبية التي من معانيها الخلق لان الاله لابد ان يكون ربا ولابد ان يكون خالقا رازقا محيا مميتا الى اخره فمن ثم فان هذا الاسم قال جمع من اهل العلم انه هو الاسم الاعظم وذكرنا بعض ما يحتجون به اضافة الى هذه الدلائل من المنقول احاديث. كل الاحاديث الواردة في الاسم الاعظم الاسم الوحيد الذي تكرر فيها جميعا هو لفظ الجلالة الله هذا بالاضافة الى ما في ضمن ذلك الاسم من الصفة وهي الالهية اوسع الصفات وهي اعظمها اضافة الى كون الاسماء الحسنى تعود اليه لفظا ومعنى وعرفنا معنى ذلك تعطف عليه ولا يعطف على شيء منها بالاضافة الى ان معانيها جميعا ترجع الى معنى الالهية على كل حال اسماء الله تتفاوت بلا شك ليست على وزان واحد ومن ثم فان اهل العلم منهم من نظر الى هذه الاحاديث فقال بان الاسم الاعظم والله لانه ليتكرر فيها جميعا وبعضهم نظر الى بعض الالفاظ قول النبي صلى الله عليه وسلم بان الاسم الاعظم في هاتين الايتين والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. والله لا اله الا هو الحي القيوم كذلك ايضا ما جاء من انه في ثلاث سور في البقرة وال عمران وكذلك في الانبياء وعنت الوجوه عفوا طه وعنت الوجوه للحي القيوم ثلاث سور فالحي القيوم هو المتكرر فيها في هذه الثلاث سور لذلك بعضهم قال ان الاسم الاعظم هو الحي القيوم الحي القيوم وبعضهم يقول هو الاحد الصمد باعتبار ما ذكرنا سابقا من ان الاحدية والصمدية ان ذلك يرجع اليه جميع صفات الكمال الذاتية والفعلية صفات الذات وصفات الفعل على كل حال الذي لربما يكون اسعد بالادلة هو انه لفظ الجلالة خلافا لمن قال بان الاسم الاعظم اسم جنس وان ذلك جاء في احاديث متعددة بذكر اسماء متنوعة كما يقول الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله لكن لو ان العبد جمع ما جاء في هذه الاحاديث فيدعو يقول اللهم اني اسألك بانك انت الله اسألك يا الله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. يا واحد يا احد ويا صمد ويا حنان ويا منان فاذا قال ذلك يكون قد جمع اشهر الاقوال واقوى الاقوال تجاه الادلة او جاءت هذه الاسماء في الاحاديث التي يحتج بها كل فريق. فيكون قد دعا الله باسمه الاعظم ان شاء الله. لكن هذا يحتاج ايضا الى حضور قلب ولا يكون قلبه غافلا لاهيا والله تعالى اعلم وقوله الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب السؤال والدعاء سئل اعطى والعطاء والاجابة سئل اعطى دعي اجاب ما الفرق بينهما؟ المعنى متقارب فبعض اهل العلم يقول اذا سئل به اعطى بان السؤال عم من الدعاء تعم للدعاء كما ان العطاء اعم من الاجابة الاجابة قالوا تدل على مكانة تدل على وجاهة لمن اجيب. اما العطاء فقد يعطى من له هذه المنزلة ومن ليست له فهنا فرق ذكره بعض اهل العلم وذكر اخرون بان الفرق ان قوله اذا سئل به اعطى ان السؤال ان يقول العبد اعطني الشيء الفلاني. فيعطى. واما الدعاء ان ينادي ويقول يا رب فيجاب في مقابل السؤال الاعطاء في مقابل الدعاء الاجابة هكذا قال بعض اهل العلم والمعنى متقارب على كل حال. المعنى متقارب. الله يعطيه سؤله ويجيب دعاءه فاسأل الله تبارك وتعالى ان يجيب ان يستجيب ما ندعو وان يلهمنا رشدنا وان يغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه السلام عليكم