ولا يروى عن ابي امامة الا بهذا الاسناد والدار قطني يقول غريب من حديث الالهاني و الذهبي يقول تفرد به محمد ابن حمير كذلك ايضا ضعفه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من الاذكار الواردة بعد الصلاة ما جاء من حديث ابي امامة كذلك ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ اية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت فهذا الحديث حديث ابي امامة رضي الله عنه اخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة وابن السني في عمل اليوم والليلة والعلماء رحمهم الله مختلفون بحكمهم على هذا الحديث والطبراني يقول لم يروي هذا الحديث عن محمد بن زياد الا محمد ابن حمير وفي بعض المواضع قال ضعيف جدا قال ولهذا لم يروه احد من اهل الكتب المعتمد عليها. يعني مثل الكتب الستة ومسند الامام احمد ونحو ذلك يقول فلا يمكن ان يثبت به حكم شرعي مع ان ابن القيم رحمه الله نقل عنه بزاد المعاد انه قال يعني شيخ الاسلام ما تركتها عقب كل صلاة يعني كان يعمل به ويلازم على قراءة هذه الاية بعد الصلاة. والحافظ ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد قال له اصل وقال ابن كثير عن علي والمغيرة ابن شعبة وجابر ابن عبد الله ولكن اسناد كل منها ضعيف او في اسناد كل منها ضعف او ليه اعلوا هذا الحديث صححه او حسنه اخرون وقد قال الشوكاني رحمه الله بانه باسناد النسائي الحسن بن بشر قال النسائي لا بأس به وقال في موضع اخر ثقة وقال الهيثمي روي باسانيد واحد هذه الاسانيد قال عنه بانه جيد بل قال السيوطي في بعض كتبه صحيح على شرط البخاري وهذا به مبالغة وقال في موضع اخر صحيح وممن صححه هذا الحديث الشيخ احمد شاكر والشيخ عبد العزيز ابن باز الشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع ومسألة الحكم على رواية بالصحة او الضعف هذا كما هو معلوم من المسائل التي يدخلها الاجتهاد بمعنى ان العلماء رحمهم الله قد يختلفون في بعض قواعد هذا العلم وايضا قد يختلفون في توثيق راو او تضعيفه كما يختلفون ايضا احتمال هذه الرواية او هذا الراوي للتصحيح اذا جاء ما يقويه من طريق اخر لا تخلو من ضعف فهذا الاعتظاد من اهل العلم من يعتبره في بعض المواضع ومنهم من لا يعتبر ذلك مقويا لهذا الراوي او لهذه الرواية كما هو معلوم الى غير ذلك من الاسباب التي تورث اختلافا بين اهل العلم في الحكم على الروايات فكما يختلفون في الاحكام من حيث الجواز من عدمه او المشروعية او غير ذلك او الحكم على عمل بانه سنة او بدعة كذلك ايضا يختلفون في الحكم على الرواية ومن ثم فان من اجتهد وتوصل الى تصحيح حديث وعمل بمقتضاه او توصل الى تحصينه او نحو ذلك فلا تثريب عليه اذا كان مؤهلا لذلك فيدخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بمن اجتهد فاصاب فله اجران وان اجتهد فاخطأ فله اجر واحد فهذا من جملة الاجتهاد وينبني عليه ما ينبني من الاحكام وما الى ذلك من الاعمال ومن لم يكن مؤهلا للنظر في الروايات فقلد عالما يثق به احكامه على الروايات معرفته في هذا الفن وبصره فيه فانه يكون بذلك معذورا ولكن هنا ينبغي ان يتنبه الى امر وهو ان البعض لربما يشيع وينشر كلاما لاحد طلاب العلم في الحكم على رواية وهذا الذي ينشر ذلك ليس من اهل البصر في هذا الفن فيقول فلان من طلاب العلم ضعف هذا الحديث وينشر ذلك بوسائل مختلفة ويذيعه في الناس ولربما يكون هذا الحديث قد اشتهر عند اهل العلم بالصحة والقبول وتتابع الناس على العمل به ويكون حكم طالب العلم هذا لا يخلو من نوع من الاغراب يفجأ الناس في عمل قد تلقوه بالتسليم من علمائهم وتصحيح هذا الحديث ثم يفاجئون بمن يقول بان هذا الحديث اصلا لا يصح انا اقول في مثل هذا اذا كان هؤلاء يقلدون وهذا الذي ينشر هو ممن يقلد فينبغي ان يقلد على الاقل العالم الذي افنى عمره فبقي في هذا الفن عقودا متطاولة قد تزيد على ستين او سبعين عاما في هذا الفن هذا اولى من ان يؤخذ هذا من احد طلبة العلم الذي لربما لم يتجاوز عشر سنوات في ممارسة هذا العلم او قريب من هذا او عشرين سنة او نحو ذلك. يعني لربما يكون من تلامذة تلامذة ذلك العالم الذي قضى عمره بهذا الفن. فاذا كان الانسان سيقلد فانه يقلد. الاعلم والابصر والاعرف لهذا العلم ولا يفرح بالغرائب هذا هو اللائق والله اعلم. في هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت. السور معلوم انها سميت باسماء فقد سميت بعض الايات باسماء ومن اشهر ما سمي من الايات باسم خاص هذه الاية اية الكرسي لذكر الكرسي فيه بها وسع كرسيه السماوات والارض. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بان من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت يعني لم يبقى عليه حتى يدخلها الا الموت فان الانسان لا يدخل الجنة حتى يموت ولا يمكن ان يدخلها في الدنيا وهذا الدخول الذي يكون بعد الموت انما يكون دخولا خاصا. يعني دخولا ليس بالدخول الكلي الذي يحصل به النعيم الكامل وذلك بعد البعث والنشور والحساب والصراط وما الى ذلك ثم يدخلون الجنة. لكن ارواح المؤمنين تنعم في الجنة كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويرى منزله من الجنة. فهذا يحصل بلا شك دبر الصلاة المقصود به هنا بلا شك يعني المكتوبة وليس بعد السنن والنوافل وكذلك ايضا دبر الصلاة المقصود به ما يكون بعد الانصراف منها وليس ما يكون قبل السلام فقد عرفنا ان دبر تارة يراد به هذا وتارة يراد به هذا. فالمقصود والله اعلم هنا ما يكون بعد الانصراف يعني بعد السلام افتتحت هذه الاية بهذا الاسم الذي قال كثير من اهل العلم بانه الاسم الاعظم. واستدلوا على هذا بادلة قد ذكرناها في مناسبات سابقة وقالوا هذا ايضا من جهة النظر فان جميع الاسماء الحسنى تعود اليه لفظا ومعنى فهي تعطف عليه دائما ولا يعطف على شيء منها كما انه ايضا يتضمن جميع معاني الاسماء الحسنى فان هذا الاسم الكريم يتضمن صفة الالهية وهذه الصفة اوسع الصفات لان الاله لابد ان يكون ربا وان يكون خالقا رازقا محيا مميتا سميعا بصيرا عليما قديرا الى غير ذلك فكل هذا داخل فيه والا فانه لا يكون الها الا اذا كان مستوفيا جميع اوصاف الكمال فهذا الاسم الكريم الله يعني انه المألوف وهو متضمن لصفة الالهية وهو مشتق من هذه الصفة و قال بعده لا اله الا هو عرفنا ان معنى هذه الجملة اي لا معبود فالاله هو المألوه لا معبود بحق الا هو وقلنا ان جزءها الاول لا اله هذا نفي لكل ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى ويدخل في ذلك جميع العابدين وجميع الاعمال والمزاولات التي يتقرب بها الى غير الله جل جلاله. فيدخل فيها البراءة من المشركين ومن ومن معبوداتهم. هذه ثلاثة امور. وقوله الا الله هذا فيه جانب الاثبات يعني اثبات الوحدانية لله تبارك وتعالى والعبادة له وحده دون من سواه وهي ايضا يدخل فيها محبة ما يحبه من الاعمال والاقوال والذوات يعني الولاء لاهل الايمان لاهل هذه الكلمة فلا معبود بحق سواه فهو الاله الحق ثم قال الحي القيوم فهو يذكر هذه الاسماء المتضمنة لهذه الاوصاف من غير من غير عطف يذكرها متعاقبة الحي القيوم فهذان الاسمان الكريمان الحي والقيوم يدلان على سائر الاسماء الحسنى بانواع الدلالة المطابقة والتضمن اللزوم فالحي من له الحياة الكاملة الحياة التي لم يعقبها عدم ولا التي لم يسبقها عدم ولا يعقبها عدم ولا يتخللها ويعتورها نقص وهي حياة خالية من مما ينقصها بخلاف حياة المخلوقين. فهنا اذى معنى هذا الاسم الكريم ثم ايضا من له الحياة الكاملة فذلك يستلزم جميع صفات الذات لا تكون الحياة كاملة الا بالسمع والبصر والعلم والقدرة والارادة وما الى ذلك من اوصاف الذات واما القيوم فهو القائم بنفسه القائم على خلقه باعمالهم واجالهم وارزاقهم. افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت فهو ايضا يقيم غيره فلا قيام لخلقه الا به وهو الذي يخلقهم وهو الذي يحييهم وهو الذي يرزقهم وهو الذي يعافيهم لو وكلهم الى انفسهم طرفة عين لما كان لهم بقاء بحال من الاحوال وما صاحبكم بمجنون هذا يقتضي ثبوت كمال عقله عليه الصلاة والسلام حينما يقول مثلا وحينما يقول مثلا اه وما ينطق عن الهوى اذى يقتضي ثبوت كمال ثبوت كمال ضده وهو ان قوله صلى الله عليه وسلم فالله القيوم والقيام القائم على خلقه مع قيامه تبارك وتعالى بنفسه فهذا يدل ايضا او يستلزم جميع الافعال التي اتصف بها الرب تبارك وتعالى قيوم من الكلام الخلق والاستواء والنزول والرزق والاماتة والاحياء وما الى ذلك لانه قائم على هؤلاء الخلق يدبر شؤونهم ويقوم على ارزاقهم وهدايتهم وما الى ذلك هذا كله داخل في قيوميته وهو الذي تبارك وتعالى يحصي اعمالهم وقائم على اجالهم ولهذا قال بعض اهل العلم بان هذين الاسمين الحي القيوم هما الاسم الاعظم والمشهور كما ذكرنا في بعض المناسبات ان الاسم الاعظم الذي عليه كثير من اهل العلم انه الله يليه في القوة ومن حيث الادلة الحي القيوم فهذا يأتي ثانيا ثم بعد ذلك تأتي اسماء اخرى قيل انها الحي القيوم قد تدل على بعضها بعض الادلة مثل الحنان كذلك الواحد الاحد ونحو ذلك. فلو ان الانسان جمعها في دعاء وقال يا الله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا حنان يا منان يا واحد يا احد يكون قد جمع ما جاء في الروايات الصحيحة وعلى كل حال قال بعده لا تأخذه سنة ولا نوم. وهذا من كمال حياته وقيوميته. قلنا هذه الحياة حياة كاملة لا يعتورها نقص وهو قائم على الخلائق فاذا كان كذلك فهذا يقتضي ان لا تأخذه سنة ولا نوم. فالسنة فسرت بالنعاس وفرق بعض اهل العلم بين السنة. والنعاس فبعضهم يقول السنة في الرأس والنعاس في العين وبعضهم يقول غير ذلك والمعنى متقارب السنة والنعاس هما مقدمة النوم لا تأخذه سنة ولا نوم. والنوم في القلب فيرتفع معه الادراك فلا يشعر الانسان بما حوله. وقد يقول قائل اذا نفي عنه السنا والنوم فهذا من باب اولى ينتفي عنه اذا نفي عنه السنة فمن باب اولى ان ينتفي عنه النوم واذا نفي عنه النوم فان ذلك قد يقتضي انتفاء السنة. فيقال هذا ليس بلازم لانه قد توجد السنة ولا يحصل انه فيدافعه الانسان وقد يحصل النوم للانسان مباشرة لشدة حاجته اليه وشدة تعبه ونحو ذلك قبل النعاس لا يحصل نعاس وانما ينام مباشرة بمجرد ما يلامس جنبه الارظ فهذا كله كل واحد من هذا له دلالة خاصة. لا تأخذه سنة. ومثل هذا لا تأخذه سنة كما قال كبير سيرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله ان هذا يدل على نفي الافات جميعا يعني هذه العوارض من السنا والنوم التي هي نقص في الحياة ونقص في القيومية فان من تأخذه السنة او النوم كيف يقوم على الخلق ويحصي اعمالهم واجالهم وارزاقهم وما الى ذلك فيفوته الكثير و اما الله تبارك وتعالى فلا تعتريه الافات. ولهذا بعض اهل العلم من المفسرين يعبرون بمثل هذا في هذا الموضع يقولون لا تعتريه الافات وهنا حينما يقول لا تأخذه سنة ولا نوم فان ذلك من قبيل النفي. نفي النقائص عن الله جل جلاله. وهذا النفي اذا جاء في حق الله او في حق الرسول صلى الله عليه وسلم او في حق الملائكة او في حق القرآن اربعة اشياء. فان هذا يقتضي ثبوت كمال ضده يعني بمعنى ان النفي المجرد لا يدل على المدح. فحينما نقول هذه الطاولة لا تعقل او نقول عفوا لو نقول هذه الطاولة لا تجهل هل اثبتنا لها العلم الجواب لا حينما نقول هذه السارية لا تجهل ليس معنى ذلك اثبات العلم لها لكن حينما نقول في حق الله او في حق الملائكة او في حق الرسول صلى الله عليه وسلم او في حق القرآن لما ننفي صفة فيقال في حق الله لا تأخذه سنة ولا نوم فهذا يقتضي ثبوت كمال ضده. يعني ليس بنفي مجرد فهذا يقتضي ثبوت كمال حياته. ثبوت كمال قيوميته كما ينفي الله عن نفسه الظلم وما ربك بظلام للعبيد فهذا يقتضي ثبوت كمال عدله وحينما ينفى ذلك عن القرآن. يقال مثلا ذلك الكتاب لا ريب فيه لا ريب نفي للريب فهذا يقتضي ثبوت كما ظده انه يحتوي يشتمل على كمال اليقين وان من طالعه وتدبره اورثه اليقين وليس فيه ما يوجب الشك من التناقض والتعارض وما الى ذلك وهكذا حينما يقال عن الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ايعصون هل هم مطيعون تماما يقال نعم فهذا يقتضي ثبوت كمال ضده وهو اثبات كمال الطاعة لهؤلاء الملائكة عليهم الصلاة والسلام. وهكذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يقول الله عز وجل في حق نبيه صلى الله عليه وسلم وحي يوحى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في لما قال له عبدالله بن عمرو رضي الله عنه رضي الله عنهما بان قريشا قالت له انك تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشر تكتب عنه في الرضا والغضب فاخذ النبي وسلم بلسانه وقال اكتب ثم بين له صلى الله عليه وسلم انه ما صدر من هذا او ما خرج من هذا الا حق هنا قال لا تأخذه سنة ولا نوم الوقت انتهى توقف عند هذا القدر واكمل غدا ان شاء الله تعالى واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا هذا يسأل يقول هل يجمع المعوذات والاخلاص بعد المغرب والفجر مع اذكار الصباح نعم لا اشكال في هذا. اذا كان يقول الاذكار بعد الصلاة. بعد صلاة الصبح وكذا اذا كان يقول ذلك بعد صلاة المغرب قل هو ثلاثا اما مرة واحدة فهذا بعد العصر يقول يقرأ المعوذات الاخلاص مرة واحدة بعد كل فرض الا المغرب والفجر نعم