ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة في هذه الليلة واصلوا الحديث عن بعض المسائل المتعلقة بالذكر. ومن هذه المسائل ما اذا تنوعت الصيغ في الذكر المعين فما هو الافظل الافضل ان يأتي تارة بهذا وتارة بهذا ويكون قد حقق السنة وجاء بالمشروع فاذا اراد ان يتخير من هذه الصيغ فانه يختار الاكمل والاتم من جهة المعنى فكلما كان الذكر اكمل بصيغته وفي مضامينه كان ذلك افضل واكمل صيغ الاذان متنوعة وهي صحيحة وثابتة صيغ الاقامة صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في مواضعه صيغ الاستعاذة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه فاذا كانت الصيغة اتم كان هذا هو الافظل ومن المسائل ما يتعلق بالنية فكثير من الناس يسأل يقول نحن نقول دعاء نزول المنزل نقول اذكار الصباح والمساء نقرأ اية الكرسي عند النوم نقرأ الايتين الاخيرتين من سورة البقرة من اجل ان يتحقق ما رتب على ذلك من الامر المعجل ان الانسان مثلا لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح اذا قرأ اية الكرسي قبل ان ينام من قرأ الايتين الاخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه وسيأتي في شرحه ان شاء الله انها تكفيهم كل شيء من المخاوف بانواعها وقد تكفيه ايضا عن سائر الذكر كما يقوله بعض اهل العلم وسيأتي الكلام على هذه الجزئية وكذلك ايضا اذا نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من هذا المنزل فهنا اذا قال الانسان هذه الاذكار وهو يرجي هذه الاثار بمعنى انه لا يستحضر التعبد وارادة ما عند الله عز وجل من الاجر والثواب والدار الاخرة فهل يصح ذلك او لا؟ هل يؤثر في الاخلاص او لا يؤثر؟ يقال في هذا والله تعالى اعلم بان هذا ينبغي ان يكون على سبيل التبع. يعني هذه المطالب العاجلة من المصالح الدنيوية والحظوظ النفسانية حظوظ النفس القريبة العاجلة ان يكون ذلك على سبيل التبع بمعنى الا يكون قصد الانسان في هذه التعبدات من الاوراد والاذكار الا يكون له طلب ولا طمع الا في امور عاجلة نعم الشارع رتب على هذا هذه الاثار لكن نحن نتعبد بهذه الاذكار لله عز وجل ونتقرب اليه فهذا من اعظم القربات الذكر فاذكروني اذكركم. من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه كما عرفنا هذا كله من الذكر هذه الاذكار يتجه اليها مثل هذه النصوص عند الاطلاق اتجاها مباشرا اوليا يعني انها داخلة في ذلك في هذه النصوص دخولا اوليا كما يدخل سائر التعبدات كما قلنا في المفهوم الواسع للذكر. فاذا كان الانسان يقول مثل هذه الاذكار ليحصل ما رتب عليها في العاجل فقط فليس هذا كذاك الذي يفعل ذلك تعبدا وتقربا الى الله ثم بعد ذلك على سبيل التبع ان يحصل له الاثر ولذلك فان الانسان الذي تكون مطالبه من اولها الى اخرها الاثار العاجلة يعني يزكي من اجل ان ينمو المال يحج من اجل التجارة يصلي مع الجماعة لتثبت عدالته وتقبل شهادته كما يذكر اهل العلم كالشاطبي وغيره وهكذا يصل الرحم لينسأ له في اثره وما الى ذلك من الاثار المعجلة فان كانت جميع اعمال العبد لا يريد بها الا عرضا من الدنيا الا مطالب دنيوية فهذا قد يدخل في قوله تبارك وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطن ما كانوا يعملون من الصور الداخلة تحته ان يكون العبادات التي يزاولها يفعلها لاجل امر الدنيوي لا يريد الاخرة ولا يريد الاجر ولا يستحضر التقرب الى الله تبارك وتعالى وللاسف هناك لون من التربية يطرح الان وتؤلف فيه مؤلفات وتلقى فيه لربما ندوات او محاضرات او دورات او نحو ذلك الفوائد الصحية للصلاة ويذكرون اشياء قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة او ان بعضها صحيح والبعض الاخر غير صحيح اذا سجدوا الشحنات الكهربائية وكيف تفرغ في الارض واذا ركعوا ما هي المفاصل التي تتحرك وان هذا لابد واذا خرج لصلاة الفجر يجد غاز الاوزون وان هذا مفيد لكذا وانه فتجعل الصلاة من اولها الى اخرها من اجل هذا الجسد هذا غير صحيح ولا يجعل الناس بهذه المثابة يعبدون لاجسادهم. الصيام تذكر فيه اشياء وتفاصيل كثيرة جدا كلها يدور حول هذا الجسد. والله عز وجل قال لعلكم تتقون نعم يجوز للانسان ان يقصد امرا تابعا كما ذكرنا في مناسبات شتى في الكلام على الاعمال القلبية في الاخلاص وغير ذلك ان يكون ذلك على سبيل القصد التابع القصد الثاني. يعني قلنا ان مراتب الاعمال كالاتي. اعلاها الا يريد الا تقرب الى الله هذا اعلى المراتب يليه ان يلتفت معه الى امر يجوز التشريك فيه كأن يقول الاذكار يتقرب الى الله ويتعبد ويريد الاثر المرتب عليها العاجل ان يحفظ ان يوقى الى غير ذلك فهذا لا اشكال فيه ولا يخل بالنية والقصد يقال له التشريك في النية المرتبة الثالثة ان يقصد ان يلتفت الى امر لا يجوز الالتفات اليه. يشرك في امر من قبيل الشرك الرياء والسمعة فهذا يبطل العمل على تفصيل اذا دخل في اوله بطل اذا دخل في اثنائه فان كان عارضا من قبيل الخاطر فدفعه صح العمل فان استرسل معه بطلا عمله النوع الثالث الا يريد الا الدنيا بهذا العمل يحج فقط للتجارة او الفرجة او النزهة يصلي لتحصيل هذه المصالح الجسدية يصوم ليصح جسده فقط هذا ليس له اجر المرتبة التي تليها وهي احط المراتب ان يتمحض قصده للرياء والسمعة مثلا وحديث اول من تسعر بهم النار يوم القيامة يدل على هذا تعلم العلم وهذا جاهد وهذا منفق فليقال ومعاوية رضي الله عنه حديث ابي هريرة لما قرأ هذه الاية ومعاوية لما بكى كل ذلك فعلى كل حال هذا مسألة الالتفات والتشريك في النيات. اذا كيف نصنع ان نقول الاذكار نتعبد لله عز وجل بهذا الذكر نتقرب اليه فهذا من اجل القربات ذكر الله تبارك وتعالى من اجل القربات ولا بأس ان نلتفت الى الاثر المرتب العاجل في الدنيا لكن يكون بالقصد التابع لا بالقصد الاول. لا يكون هم الانسان الا الامور العاجلة الدنيوية او الجسدية او نحو ذلك وان كان بعض هذه الاثار يوقى فيها العبد من الشيطان وهذا لا شك انه من المقاصد الشرعية فانه اذا وقي وكفي من الشيطان سلم من اضلاله وفتنته حيث يصرفه عن طاعة ربه تبارك وتعالى فهذا يقصد بلا شك لكن في امور اخرى مما يحصل للانسان من الاثار العاجلة نحن نقول يتقرب الى الله و يكون ذلك على سبيل اتبع من المسائل ايضا ما يتعلق بافراد الذكر المطلق في حال او زمان معين. هذه اشرت اليها من قبل ولكن كانت اشارة حيث ذكرت نوعي الذكر وقلنا انه مطلق ومقيد فالمطلق لا يتقيد بوقت ولا زمان ولا حال ولا مكان هذا المطلق والمقيد قيد بشيء من ذلك من قبل الشارع فالذكر المطلق يقال في كل حين وفي كل مكان وفي كل حال الا ما ورد استثناؤه. ما ورد استثناؤه مثل ماذا؟ مثل كون الانسان حال قظاء الحاجة فانه لا يذكر ربه تبارك وتعالى هكذا اذا كان الانسان يستمع لخطبة الجمعة فهو مأمور بالانصات ما يقول الاذكار والخطيب يخطب او يسبح ويهلل والخطيب يخطب لكن فيما عدا ذلك ممن لم يكن من الامور المستثناة فانه يقوله اناء الليل او النهار سواء في اوقات النهي قائما او مضطجعا او ماشيا في السوق في الطريق لا اشكال في هذا لكن هذه الاذكار التي جاءت مطلقة هل له ان يقيدها بوقت معين او زمان او مكان او حال لم يقيدها به الشارع ذكرت هناك ان هذا يحولها الى نوع من البدعة يقال له البدعة الاضافية. بمعنى ان اصل العمل المشروع العمل صحيح هذا الذكر من قول عن الشارع لكن لما قيده بامر لم يرد تقييده به من قبل الشارع فهنا يصير من قبيل البدعة الاضافية فهو يذكر ذكرا معينا اذا جاء الى المقبرة لم يرد عن الشارع. اذا دخل المقبرة قاله هنا دخلنا في البدعة الاظافية يعني مثلا انسان كل ما دخل المقبرة قال سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ثلاث مرات هذا ليس من الاذكار اللي تقال في المقبرة ان يتقيد بهذا كل ما دخل قال هذا ليس من ادعية زيارة القبور او ان يقول اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام يتقيد بهذا اذا دخل المقبرة او اذا اراد ان يدخل الخلاء او اذا اراد ان ينام او كون هذا الانسان مثلا يقرأ سورة قل هو الله احد بعد الوتر ثلاث مرات او مرة واحدة بعد ما يوتر هذا ليس له اصل وان كانت قراءة سورة قل هو الله احد تعدل ثلث سورة قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن. لكن بعد الوتر ليس في صلاة الوتر لا بعد ما يسلم ينتهي كانه ورد بعد الوتر لا هو بعد الوتر يقول سبحان الملك القدوس ثلاثا فهنا يدخل هذا الفعل صاحبه في نوع من البدعة اسمه البدعة الاضافية اصل العمل مشروع لكن لما قيده دخل في حيز من البدع يقال لها ذلك فهذا لا يشرع وشيخ الاسلام رحمه الله يقول في قصد البقاع مثلا يقول من قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ولم يستحب ذلك في الشريعة فهو من المنكرات وبعضه اشد من بعض سواء كانت البقعة شجرة او عين ماء او جبلا او مغارة سواء قصدها ليصلي عندها او ليدعو عندها او ليقرأ عندها او ليذكر الله عندها بحيث يخص تلك بقعة بنوع من العبادة التي لن يشرع تخصيص تلك البقعة به لا عينا ولا نوعا يزور المقبرة ليقرأ القرآن يزور المقبرة ليقول اورادا معينة لم تشرع في المقابر يزور المقبرة ليدعو لنفسه هو يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لنفسه اليس موضعا يدعو فيه الانسان لنفسه ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلا يتحرى الدعاء عند القبور لكن يمكن ان يدعوا لصاحب القبر وهكذا في الازمنة فهناك ازمنة فاضلة كرمضان الصيام النبي صلى الله عز وجل يقول لما ذكر ايات الصيام ذكر في اثنائها واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. هذي جاءت في اثناء ايات الصيام يدل على ان الصيام وشهر رمضان الدعاء له مزية فيهما. صيام رمضان فهنا في مثل هذه يوم عرفة الساعة التي في الجمعة اول النهار اخر النهار في اوقات للاذكار اقيم الصلوات المفروضة هذا وقت للذكر لكن اشياء يرتبها كما يفعل بعض اهل البدع والصوفية وغير ذلك واذا نظرتم في بعض الكتب في بدع الاذكار والاوراد والصلوات تجد انه لا يوجد يوم في السنة الا وفيها بدع مما يقال ويفعل والله المستعان. فهذه ليس عليها دليل ولا يتعبد العبد بذلك وانما يقيد بما جاء عن الشارع تقيده به فقط. في فتاوى اللجنة الدائمة جاء في بعض الاجابات بان تخصيص قراءة سورة الفاتحة مثلا بالليل بعد الوتر مرات ولم يحدد العدد او اتخاذ قراءة سورة الفاتحة من قبل الطلاب او الطالبات بالمدارس في طابور الصباح عادة دائمة يعني ممكن مرة عشان يحفظون لا بأس لكن كل يوم في طابور الصباح قراءة سورة الفاتحة هذه ستكون بدعة او يقولون لهم مثلا كل يوم في طابور الصباح قولوا لا اله الا الله ماذا سيكون؟ لا اله الا الله كلمة التوحيد. اشرف كلمة لكن كل يوم في الصباح تقال في الطابور وبصيغة هذه الصيغة الجماعية ايضا فان هذا يحولها الى البدعة وهكذا في نفس الفتوى قراءة القرآن جماعة يوم الجمعة قبل دخول الامام فهذه جميعها بدع محدثة لان ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذه بعض المسائل وبقي مسائل اخر. اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم مما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه