لحظة يعني كانه يقول يسره لي ومع ذلك بارك لي فيه ثم كان من الذين امنوا يعني مع ذلك هو بهذه الصفة واقدر لي الخير يعني يسره لي واجعله مقدورا ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وبدلا من وعاقبة امري وعاجل امري واجله يعني بدلا من الجملة الاخيرة يحتمل على كل حال هو يقول هذا ان كان خير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث في هذه الليلة في الكلام على ما تضمنه دعاء الاستخارة من المعاني والهدايات وذلك كما جاء في حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله. فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امري واجله اصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني. قال ويسمي حاجته قد تكلمنا على صدري هذا الحديث بقي الكلام على معنى ما جاء فيه من الدعاء وذلك قوله اللهم اني استخيرك بعلمك استخيرك نحن عرفنا ان الاستخارة تدل على الطلب بمعنى ان يكتب للانسان ان العبد يطلب من ربه ان يختار له ما هو اصلح له في عاجل امره واجله في اموره الدينية والدنيوية يستخير يطلب الخير من الله ان يختار له ربه تبارك وتعالى ما فيه الصلاح والخير له. فهنا يقول اللهم اني استخيرك يعني اطلب اصلح الامرين اطلب خيرا الامرين وهذا يقتضي انه يسأل ربه تبارك وتعالى ذلك باطلاق بمعنى ان كان في تحقيقه الخير الذي يطلبه فهو طالب ان يتحقق وان كان ذلك في صرفه عنه فهو يطلب ذلك وبناء عليه فلا معنى للتسخط والجزع اذا لم يتحقق له ما يصبو اليه ويهواه. لانه قد فوض امره الى الله اللهم اني استخيرك استخيرك بعلمك يعني اسألك ان تهيئ لي خيرا الامرين بعلمك اي بسبب علمك باعتبار ان الباء سببية بعلمك والمعنى على هذا اطلب منك اسألك ان تشرح صدري وتيسر امري لخير الامرين بسبب علمك حقائق الامور وخباياها وخفاياها وعواقبها وما تؤول اليه فهو تبارك وتعالى يعلم الجزئيات والكليات فلا يحيط بخير الامرين على الحقيقة الا الله تبارك وتعالى وليس ذلك الا له. والله عز وجل يقول وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وانظروا الى هذا التعقيب. والله يعلم وانتم لا تعلمون. فقد تستشرف نفس الانسان وتتطلع الى امر من الامور. ولكن قد لا يكون له فيه الخير البتة ولو كشف له عن حجاب الغيب لعرف ان هذا الامر الذي تتوق اليه نفسه ويلح بطلبه ان هذا ليس في مصلحته بحال من الاحوال كم من اناس تطلعوا الى شيء فحصلوه وكان ذلك فيه حتفهم كم من انسان تطلع الى سيارة يقتنيها او الى سفر يسافر الى تلك البلاد او الناحية او الى نزهة او غير ذلك كان ذلك مودن به الى امور لا تحمد بحال من الاحوال. فالعبد يسأل ربه الخير في هذا كله استخيرك بعلمك بعلمك ويحتمل ان تكون هذه الباء التوسل. يتوسل الى الله تبارك وتعالى بعلمه والتوسل يصح ان يكون باسماء الله وبصفاته توسل المشروع التوسل الصحيح. اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق فهذا مضى الكلام عليه وما يحتمله من معنى التوسل. وقوله واستقدرك بقدرتك اني ايضا هذه الباء فيه تحتمل ان تكون للاستعانة استقدرك بقدرتك مثل بسم الله مجريها ومرساها وهذا يحتمله ظاهر اللفظ اي اطلب خيرك مستعينا بعلمك. هذا اذا قلنا انها للاستعانة فاني لا اعلم فيما الخير واطلب منك القدرة فانه لا حول لي ولا قوة الا بك. ويحتمل ان تكون هذه الباء ايضا للتوسل. اتوسل اليك بقدرتك. اسأل ادعو متوسلا اليك بهذه الصفة وهي القدرة العظيم يهيئ بدلا من هذه الصفقة بما هو افضل وهكذا يقول فانك تقدر ولا اقدر يعني فانك انت القادر على كل شيء وانا ضعيف عاجز لا اقدر انت صاحب القدرة الكاملة وهذا في غاية المناسبة للمعنى الذي ذكرت فيه وهو الطلب وهو يفوض الى الله تبارك وتعالى ويقول لا علم لي ولا حول ولا قوة ولا قدرة ولا طاقة الا ما اقدرتني عليه فانت صاحب العلم المحيط الشامل والقدرة الكاملة فانا اتوسل اليك او استعين قدرتك فهو حينما يقول واستقدرك بقدرتك يعني اسألك ان تجعلني قادرا على فعله هذا احتمال استقدرك بقدرتك هنا قال فانك تقدر ولا اقدر استقدرك يعني اطلب منك القدرة فكما قلنا بان الحروف الثلاثة من هذه الكلمة تدل على الطلب اصلها اصل الفعل ثلاثي القاف والدال والراء. فهذه الحروف الثلاثة التي قبلها استقدرك تدل على الطلب ان تجعلني قادرا فاني لا حول لي ولا قوة اياك اسأل ان تجعلني قادرا على خير الامرين او ان تقدر لي الخير. استقدرك بقدرتك ثم قال بعد ان سأل هذا السؤال اسألك الخير مستعينا بعلمك وقدرتك لاني لا اعلم فيما الخير واستقدرك بقدرتك لانه لا حول لي ولا طول ولا قوة قال فانك واسألك من فضلك العظيم اسألك من فضلك العظيم يعني ان تهيأ لي ما فيه الخير والصلاح والنفع ان تكشف لي عن ذلك ان تيسره ولا يلزم ان الانسان حينما يستخير يرى رؤيا كما يظن بعض الناس فان لم يرى رؤيا فانه يعيد الاستخارة ثانية وثالثة ورابعة. هذا ليس بلازم. ومن الناس من يقول استخرت ولم يستبن لي شيء ما ظهر لي شيء يقال لا يشترط ان يظهر لك شيء. فان الانسان مطالب بامرين. الامر الاول هو ان يستشير المخلوقين كما سيأتي والامر الثاني ان يستخير الله تبارك وتعالى يطلب منه ان يهيئ له من امره رشدا وان يوفقه لما فيه الخير لان الله يعلم العواقب وحقائق الامور وما تصير اليه ثم اذا استوفى ذلك واستجمع ما ينبغي ان يستجمعه حول مطلوبه يعني المعلومات كاملة بحسب طاقته عند ذلك ينظر الى المعطيات المتوفرة عنده فيقدم او يحجم فان كان فيه الخير له فالله سيهيئ له ذلك وان لم يكن له فيه الخير فانه سيصرف عنه. على سبيل المثال. هذا رجل اراد ان يتقدم لامرأة او امرأة تقدم لها خاطب. ما هو الواجب في مثل هذه الحالة الواجب في مثل هذه اللائق في مثل هذه الحال. اولا استيفاء المعلومات عن هذا الخاطب والرجل يستوفي المعلومات عن هذه المرأة. هل تصلح له او لا تصلح فاذا استفرغ الوسع في ذلك بقي عليه امران الامر الاول ان يستشير يستشير من استشير اهل العقل الراجح والبصر النافذ في مثل هذه القضية التي يريد ان يقدم عليها. قد يكون الانسان له عقل راجح لكن تستشيره في امر ليس من اختصاصه ولا المام له به فلا يحسن ان تعرض عليه مثل هذه الامور يعني انسان يريد ان يدخل في معاملة تجارية ان يدخل او لا يدخل فيستشير من لا بصر له بالتجارة فهنا هذا غير صحيح اذا اراد ان يشتري دارا يسأل اهل الخبرة من يعرفون العقار في مواقعه واوصافه وكذلك ايضا في عمرانه كل ذلك يسأل عنه اهل المعرفة والخبرة ما يسأل عنه من لا بصر له بذلك فالشاهد اذا استجمع هذه الامور واستشار ثم يستخير بعد ذلك حسب المعطيات التي توفرت عنده فان ترجح في نظره القاصر ان هذا يمكن ان يقدم عليه تترجح له مصلحته فاستخار فان لم يكن فيه خير سيصرف عنه وان كان له وان كان فيه خير فحتى لو انصرف عنه فان الله سيهيئ له من الاسباب ما يسوقه الى ذلك سيطوف ما يطوف ثم بعد ذلك يرجع اليه. واحيانا لا يتيسر يتعسر فيذهب ثم بعد ذلك يفاجأ ان هذا العقار قد بيع ويندم ويتحسر لكن لا معنى لهذا التحسر هذه المرأة قد بدا لها امر اخر بعد ان وافقت هذه الطائرة قد اقلعت جاء حتى وصل الى باب الطائرة فقالوا اقفل الباب ولا يمكن ان تركب في هذه الرحلة. فيتحسر لكن هو استخار. فهذا مقتضى استخارة فهو يقول واسألك من فضلك العظيم هذا لا شك ان من فضل الله تبارك وتعالى على العبد ان يهدي قلبه وان يكون مسددا راشدا موفقا فيما يأتي ويذر فيهيئ له من البدائل ان لم يكن له مصلحة وخير في هذا الامر الذي تطلعت اليه نفسه فيعوض عن هذه المرأة بما هو افضل هذه المرأة تعوض عن هذا الخاطب بما هو افضل اسألك من فضلك ولا اقدر على شيء الا باقدارك فلا حول لي ولا قوة الا بك وتعلم ولا اعلم انت صاحب العلم الشامل المحيط بالظواهر والبواطن بالخير والشر الجزئيات والكليات ولا اعلم شيئا منها الا باعلامك والهامك. تصور عبد بهذه الطريقة يفوض امره الى الله. ما يقول انا صاحب خبرة. انا صاحب معرفة انا استاذ في هذه القضايا ومرجع لا احتاج الى شيء من هذا هذا يخذل فكم من انسان ذهبت تجارته وكم من انسان ادرك انه مغمور بالفشل بزواجه واولاده ولم يستطع ان يستدرك ذلك بعد رحيل الشباب والقوة فذهبت امكاناته وذهبت قواه وبقي بين اولاد عققة وزوجة سيئة فلم يخرج بشيء فبقي حال شيبته في حسرة انسان لا حول له ولا قوة يحتاج الى توفيق الله عز وجل وهدايته. فيفوض هذا التفويض مهما كانت امكاناته وذكاؤه وعقله وقدراته مهما كان له من البصر في الامور قل انا لا اقدر ولا اعلم انا ضعيف فنفى عن نفسه الامرين القدرة التي يحصل بها الفعل والعلم الذي يحصل به الاقدام او الاحجام يتحقق من المصلحة او من عدمها فان الذي يقود الانسان ويسوقه الى الفعل او الترك هذان الامران القدرة والعلم. فالقدرة سائقها العلم فقد يكون بصر هذا الانسان قصيرا لا يتجاوز انفه فيقدم على اشياء قد تكون عين الضرر بالنسبة اليه. فالله تبارك وتعالى يعلم ونحن لا نعلم يعلم عواقب الامور يعلم مآلات الاشياء يعلم ما ينفع وما يضر واما نحن ولا شيء عندنا وانت علام الغيوب علام صيغة مبالغة يعني كثير العلم لا يخرج عن علمك شيء منها. فبصرك بكل شيء نافذ. تعلم السر واخفى فضلا عن الاشياء الحاضرة والظاهرة يعلم امور الدنيا واحوال الاخرة لا يخفى عليه من ذلك خافية فيتوجه الى الله تبارك وتعالى يقول يا الله اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري هذا اللهم ان كنت تعلم المقصود به ان كان في علمك ولا لا شك ان الله يعلم ولكنه خرج هذا المخرج على طريقة العرب في مخاطباتها يعني المقصود ان كان في علمك ان هذا الامر خير لي الامر الذي يريده كما جاء في بعض رواياته يسمي حاجته الامر الفلاني بشراء هذه الدار في شراء هذه السيارة في نكاح هذه المرأة في دراسة هذا التخصص في السفر الى المكان الفلاني يسمي حاجته وبعض اهل العلم قال بان ذلك يكفي فيه ايضا الاضمار. يعني ما في نفسه ان كنت تعلم ان ما ان هذا الامر يعني الذي اتوجه اليه واطلب الخيرة فيه فيكون ذلك مضمرا لان هؤلاء قالوا ان قوله يسمي حاجته انه ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم. فمن نظروا الى هذا قالوا لا يلزم ان يصرح باسم الحاجة. ومشى اخرون على ظاهر ما جاء في الحديث من اللفظ قالوا يقول ان شراء هذه الدار تزوج هذه المرأة دراسة هذا التخصص الالتحاق بهذا العمل وهكذا فعلى كل حال جاء بهذه الصيغة. ان كنت تعلم اوقع الكلام موقع الشك على معنى التفويض الكامل يقول فوضت امري اليك كان في هذا خير لي في ديني يعني ما يتعلق بالدين اولا واخرا وبدأ فيه لانه هو الاساس فقد يتزوج الرجل امرأة يكون ذلك على حساب دينه فالناس الذين يتزوجون يكونون على احوال ثلاث منهم من يكون هذا التزوج بهذه المرأة زيادة له في دينه وصلاحه تعينه على طاعة الله فيحصل له من العفاف والاقبال على الخير وصلاح القلب والحال والنشاط والجد في الطاعة والعبادة ومن الناس من يحصل له تراجع ويضعف وتبدأ اثار الضعف عليه وهذه مشكلة وقليل من يكون على نفس الحال قليل فالغالب اما ان يزيد او ينقص. وهكذا في سفر الانسان وفي مزاولاته وتجارته واعماله اله وذهابه ومجيئه كل ذلك قد يضر دينه فهو يقول ان كنت تعلم ان في هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي المعاش يعني العيش يعني بمعنى الحياة وعاقبة امري او قال في عاجل امري واجله يحتمل هنا عاقبة امري عن المآل قوله او قال في عاجل امري واجله انه قال ذلك بدلا من قوله كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري. يعني يكون قال ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في عاجل امري واجله يعني في الدنيا والاخرة هذا يحتمل ويحتمل انه قال ان كان خيرا ليه في ديني معاشي وعاجلي امري واجله يعني لي فيه نفع بالعاجل والآجل. ان الانسان ما ينظر الى يوم وسنة وسنتين ينظر الى ابعد من ذلك وينظر ايضا الى الاخرة فهناك ما يكون من الامور ما هو خير للانسان في دينه دون دنياها وقد يكون الشيء خيرا له في دنياه فقط لا في دينه وهذا لا شك انه حظ تافه وقد يكون ذلك خيرا له في العاجل دون الاجل. وقد يكون خيرا له في الاجل دون العاجل. فذكر هذه الامور جميعا وعاجل الامر يشمل الديني والدنيوي والاجل يشمل ذلك كله ايضا والعاقبة فاقدره لي يعني اجعله مقدورا لي او هيئه ونجزه لي والتقدير الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير لكن الذي يتغير ما هو؟ الصحف التي بايدي الملائكة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. فهذا دعاء والدعاء لا شك انه ينفع والله قال ادعوني استجب لكم واثار الدعاء معروفة مشهودة لكن هل يتغير بسبب الدعاء الذي في اللوح المحفوظ؟ الجواب لا وانما الذي يتغير ما في الصحف الملائكة فالتقدير انواع قال ويسره لي يسره لي يعني هو يطلب يطلب تيسيره وتسهيله وليس ذلك فقط ثم بارك لي فيه. وعرفنا ان البركة كثرة الخير ونماء الخير فما اعطيتني بارك لي فيه ان كان زوجه ان كان دابة ان كان تجارة مال دار ونحو ذلك وثم هذه ثم بارك لي فيه هي هي الترتيب الرتبي كما يقال يعني ليست في الزمان يعني مهو يسره لي ثم بعد ذلك اجعل لي فيه بركة. لا البركة من اول حيث كان يعني في اي مكان وجد يسر لي الخير ثم ارضني به. يعني بهذا الخير ويحتمل ان يكون ارضني بقضائك كما يدل عليه رواية النسائي قال بقضائك وهما متلازمان فانه الخير هذا الذي حصل له او ما قدر له هو بقضاء الله عز وجل. فان رضي بما قدر له فهو راض قضاء الله تبارك وتعالى. فالمعنيان متلازمان وهذا في غاية الاهمية في غاية الاهمية. لماذا؟ ثم ارضني به لان الانسان قد يستخير ولا يرضى فما الفائدة من هذه الاستخارة؟ التي لا يعقبها الرضا. اذا لماذا انت تستخير فهو متناقض في هذا وهذا يقع فيه الكثيرون يستخير يطلب من الله ان يكتب له ما فيه الخير ويفوض هذا التفويض العظيم ثم اذا لم تتحقق له مطالبه صار في غاية التسخط والجزع والضيق والحزن. وهذا غلط بل هي هكذا اذا استوفيت ما يطلب بالتعرف على المراد ثم بعد ذلك استشرت المخلوقين واستخرت الله تبارك وتعالى فلا تقلق ولا تتمنى بعد ذلك شيئا الا ان يكتب الله لك ما فيه الخير. لا تدري. هل هو في تيسيره او في عدمه؟ ليكن قلبك تريحا بعد ذلك. هذه المرأة ما تهيأت هذه الدراسة ما حصلت هذه الوظيفة ما تحققت انا لا لا يدعو الى القلق والضيق لانك طلبت من الله ان يكتب لك ما فيه الخير. ولا يلزم ان يكون هناك رؤية ولا ان يكون هناك انشراح كما يقول بعض الناس ما ما شعرت بانشراح موب لازم تشعر بانشراح اقدم او احجم بحسب المعطيات التي توفرت عندك ثم بعد ذلك الله ييسر لك ما فيه الخير والصلاح لانك سألت الله ذلك. والله لا يخيب من سأله ورجاه لا شك ان هذا الحديث يدل على استحباب الاستخارة في الامور كلها وقد قيل ما ندم من استخار استخار الله تعالى وشاور المخلوقين. وفي كلام الحكماء الناس ثلاثة رجل ونصف رجل ولا رجل يعني ما هو بشيء فالرجل من هو يقولون الرجل من كان له رأي ويستشير فيضيف الى عقله ورأيه اراء الاخرين فهذا يحصل له الكمال. ونصف الرجل من له رأي لكن لا يستشير لا يضيف عقول الاخرين الى عقله مستبد برأيه معجب برأيه هذا نصف رجل ولا رجل هذا اللي نسأل الله العافية. لا رأي ولا يستفيد من اصحاب العقول الراجحات. ولا يستشير ولا يرجع اليهم. يعني هو عقله ضعيف وتفكيره محدود انسان ضعيف النظر ضعيف الرأي ضعيف التفكير ومع ذلك لا يستشير احد. وفي كل مرة يقع في حفرة فهذا لا شيء. هذا لا شيء ومثل هذا لا رأي له ولا يستشير ثم ليقل قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل متى يقول ذلك؟ هل يقوله قبل السلام؟ او يقوله بعد السلام. يحتمل. شيخ الاسلام على قاعدة في ان الدعاء يكون قبل السلام وان ذلك ادعى للقبول والاجابة وانما يكون بعد التشهد والصلاة على النبي وسلم موضع للدعاء وان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ليتخير من الدعاء اعجبه وكذلك ايضا تكلم من جهة النظر بان هذا مثل من دخل على ملك ثم بعد ذلك كان بحضرته ثم خرج وانصرف منه فارسل بحاجته بعد ان خرج. يقول الادعى في الاجابة وتحقيق المطلوب ان يذكر حاجته وهو بحضرته فيقول لا يحسن وكذلك الحافظ ابن القيم لا يحسن بالانسان انه اذا انصرف من الصلاة رفع يديه وجلس يدعو بل الدعاء اقرب الى الاجابة في حال كونه في الصلاة فيقولون دعاء الاستخارة يكون قبل السلام ومن اهل العلم من قال ثم ليسمي حاجته ثم ثم ليقل عفوا صلي ركعتين غير الفريضة ثم ليقل قالوا هذا ثم للتراخي يعني بعد هذه الصلاة فيكون بعد السلام وهذا الذي يفتي به سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله انه بعد السلام ويقول ايضا الافضل ان يرفع يديه في هذا الدعاء بعد السلام لان رفعهما من اسباب استجابة الدعاء فهذا الدعاء ايها الاحبة كما ترون عظيم تضمن على تضمن هذه الهدايات والمعاني العظيمة وهو عوض لهذه الامة المرحومة التي اكرمها الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم وبهذه الشريعة الكاملة عوض عما كان عليه اهل الجاهلية هؤلاء مساكين جهلا كانوا اذا اراد الواحد منهم ان يتزوج او ان يسافر او ان يعقد صفقة او نحو ذلك يبدأ يزجر الطير او يستقسم بالازلام. يضع مثل الكيس وفيه ثلاثة اقداح في احدها افعل والثاني لا تفعل والثالث ما هو مكتوب عليه شيء فيدخل يده فاذا خرج له افعل. اذا خرج لا تفعل لم يفعل اذا خرج له الذي لم يكتب فيه شيء اعاد ما قيمة هذه الاقداح واخراج واحد منها؟ او يزجر الطير او نحو ذلك؟ ان ذهب شمالا رجع من السفر ان ذهب يمينا تفاءل ومشى وكذلك ينظرون الى الظبا والحيوانات ونحو ذلك. فانت يامنت تفاءلوا واستمروا في سفرهم وان تياسرت تشاءموا ورجعوا. ما شأن هذه؟ وكذلك الاصوات اصوات الطيور كالغراب والبوم ونحو هذا كما قال الشاعرهم يبشرني الغراب ببين اهلي فقلت له ثكلتك من بشيري. يعني حينما يسمع صوت الغراب او البوم خاصة في اول الصباح يتشائم او يرى انسانا فيه عاهة او نحو ذلك فكل هذا من افعال الجاهلية لا قيمة له. بعض الناس يغلق الدكان اذا جاه اول مشتري او اول زبون اعمى او اعور او اعرج او ابرص او نحو ذلك وجلس يسبه ويدعو عليه ونحو هذا بل بعضهم يتشبث بك اذا اتيت لتشتري ولو اعطاك بخسارة لا تذهب لماذا؟ لانه يعتقد ان هذا هو الفأل ان يبيع في اول لاول من جاء وطرق هذا المحل فيصر على البيع ولو كان بخسارة يعطيك بالسعر الذي تطلب من اجل ان يفتح له في باقي اليوم. هذا كله من عمل الجاهلية. فهذا لا قيمة له وتجد بعظ العبارات التي يقولونها ويرددونها تدل على مثل هذا وانه مغروس في نفوس الكثيرين. فهؤلاء كانوا يستقسمون بالازلام وكانوا يزجرون الطير نحو ذلك اما هذه الامة فقد هداهم الله عز وجل الى هذا الرشاد والى هذه الهدايات وهذا الدعاء العظيم وتضمن هذا الدعاء الاقرار بوجود الله عز وجل والاقرار بصفات كماله. كمال العلم وكمال القدرة والارادة والاقرار بربويته تفويض الامور الاستعانة به التوكل عليه الخروج من عهدة النفس والتبري من الحول والقوة الا به اعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصالح نفسه قدرته عليها ارادته لها وان ذلك جميعا بيد الله عز وجل وكذلك هذه الاستخارة مقصودها التوكل على الله تفويض الامور اليه الاستقسام بقدرته تبارك وتعالى وحسن اختياره لعبده وذلك من لوازم الرضا به تبارك وتعالى ربا. رضيت بالله ربا. ربه المدبر. لامورك وشؤونك الذي يربك ويسوسك لا يذوق طعم الايمان من لم يكن كذلك يعني من لم يرضى بالله ربا من سعادة العبد ان يستخير وان يرضى بما قسم الله له والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه هل لديكم سؤال هذا ذكرناه في الليلة الماضية قلنا قال النبي صلى الله عليه وسلم من غير الفريضة فله ان يصلي ركعتين مستقلتين للاستخارة وله ان يصلي في السنة الراتبة وله ان يصلي ضمن قيام الليل لا في الوتر لانه قال ركعتين وله ان يصليها في سنة الضحى وهكذا تحية المسجد وغير ذلك سنة الوضوء يمكن ان يجمع بين الامرين لان المقصود انه يقول ذلك حينما يصلي ركعتين من غير الفريضة. هذا هو القيد فقط واياكم تفضل نعم نعم يقول الاخ اذا كان الانسان في مكان لا بد ان يقرر ولا يوجد ما يستطيع معه ان يصلي. ما هو مكان يستطيع ان يصلي فيه. ماذا يفعل نقول يدعو بهذا الدعاء. انا ذكرنا في الليلة الماضية ان المرأة اذا كان عليها العذر ولابد ان تقرر وامر لا يؤجل حتى تطهر ثم تصلي نقول تدعو بهذا الدعاء فما لم يمكن من العبادة المركبة من اجزاء فانه يمكن ان يأتي ببعضها ببعض اجزائها مما يقدر عليه نعم نعم الاخ يسأل يقول يعني ما هو الضابط؟ هل لقضية الانشراح اصل في الشرع نقول قد يوجد للانسان انشراح فيكون هذا امارة ولكنه ليس بلازم فقد لا يوجد انشراح لكن بحسب المعطيات ترجح عنده الفعل. فان لم يكن له فيه خير سيصرف عنه قضية تعسر الامر لا يعني انه يحجم عنه فطالما ان المعطيات تقول ان الاقدام في نظر العبد القاصر افضل فيعيد المحاولة مرة ثانية ان لم يكن له فيه خير سيصرف مهما حاول ومهما كرر لكنه يرضى بما قسمه الله. يكون القلب راضي تماما لكن هي افعال جوارح مجرد اسباب اما القلب فهو مرتبط بالله عز وجل هذا هو المهم في موضوع الاستخارة. ولذلك الناس اللي يحصل لهم ضيق انما قبل في مجال معين ما قبل في كذا ما حصل له عمل معين ما حصل انت استخب لا تقلق فيبقى قلب من لا يقين له كأنه ريشة في مهب الريح المخاوف والتردد والضيق والتوقعات وما الى ذلك استخرت الله عز وجل توكل على الله انتهى خلاص حصل ما حصل لا تنزعج نعم لا لا اعلم لا اعلمه. طبعا العلماء ذكروا اشياء في موضوع الاستخارة ذكر بعضهم قراءة سور معينة في الركعة الاولى والثانية وبعضهم ذكر رأت ايات معينة في الاولى والثانية كل هذا لا اصل له ولا يصح فيه شيء قراءة معينة في الركعة الاولى والركعة الثانية كذلك زيادات في الدعاء يذكر بعض العلماء اشياء لكن لا اصل لها لا اصل لها انما ما دلت عليه السنة والله تعالى اعلم بحسب ما اعلم ذكرته لكم. وما عداه مما يذكر في كلام اهل العلم يذكروه بعض الفقهاء او يذكره بعض الشراح لكتب الحديث ونحو ذلك لا اصل له يكفي هذا اذا هنا لا يدل على ان هاتين الركعتين مقصودتان لذاتهما. صلي ركعتين من غير الفريضة من غير الفريظة فهذا هو المقصود هو المقصود. فهنا قد لا يقال ان الافضل ان تكون خاصة مع ان من اهل العلم من قال بان هاتين الركعتين اذا خصت بذلك فهو توطئة مقصودة للدعاء كانه يتقرب بين يدي الدعاء بصلاة ركعتين لاجل هذا الامر. فيكون ابلغ من هذه الحيثية. تقرب الى الله. توسل اليه بطاعة. يعني كأنهم نظروا الى ان هذه القضية من باب التوسل الى الله بالعبادة بين يدي هذا الدعاء فيكون كانه قدم عملا صالحا صلى ركعتين ليهيأ له هذا المعنى لا يبعد فبعض اهل العلم هكذا فهم منه والمسائل تداخل العبادات في غير هذه الصورة قد يقال نعم الافضل ان يصلي لذلك صلاة خاصة على سبيل المثال مثلا فيما تتداخل فيه العبادات على خلاف بين اهل العلم في بعض الصور لا شك ان تحية المسجد ليست مقصودة لذاتها ومن ثم فانه اذا صلى آآ السنة الراتبة كفاه فهو لكن صلى هذا الانسان طاف بالبيت صلى ركعتين هما السنة الراتبة بعد المغرب ايضا. فجمع بين النيتين يجزئه يجزئه ذلك اذا جمع بين النيتين. جمع بين ركعة نية الركعتين بعد الطواف والسنة الراتبة بعد المغرب مثلا او بعد العشاء. جعل ذلك في ركعتين. هذا مما تتداخل فيه العبادات وكذلك ايضا مثل لكن لو افرد كل واحدة فهذا افضل كذلك لو انه مثلا كبر تكبيرة الاحرام وتكبيرة الركوع فجعلها تكبيرة واحدة وركع يجزئه لكن لو جعل للاحرام مستقلة وللركوع مستقلة فهذا اكمل هذا اكمل وكذلك ايضا فيما يتعلق بسنة الضحى سنة الضحى. اذا كان هذا الانسان قد توضأ ومن عادته ان يصلي ركعتين. فجعلها هي سنة الضحى مثلا يجزئه لكن لو صلى لهذه ولهذه فهذا اكمل. وهكذا في صور وامثلة ببعضها يكون الامر واضحا وفي بعضها متردد اذا وفي بعضها يصعب القول به. ومن اراد ان ينظر امثلة في هذا كثير في القاعدة الفقهية في تداخل العبادات تجد من اوسع من تكلم عليها وذكروا الفروع اخذ تحتها والانواع لانها منها ما لا يدخل اصلا منها ما لا يدخل يعني مثلا الاضحية والعقيقة هل تتداخل جاءه ولد وفي وقت الاضاحي قال له ان تكون العقيقة هي الاضحية. الامام احمد جعل عقيقة ابنه عبد الله هي نفس الاضحية يعني جمع بين النيتين هذا يجزى لكن ليس محل اتفاق بين اهل العلم لكن لا شك انه اذا جعل عقيقة مستقلة واظحية مستقلة ان هذا اكمل وافضل وهكذا فبعض الفروع هناك اشياء ما تتداخل يعني طاف اكثر من مرة وراء بعض متتابعا هل يجزيه ان يصلي ركعتين مع انها ليست بواجبة او يصلي لكل طواف ركعتين يصلي لكل طواف ركعتين يصلي لكل طواف ركعتين جمع بين الصلاتين هل يجزيه اذكار واحدة؟ قولها بعد الصلاتين او يقول اذكار المغرب مثلا واذا انتهى منها قال اذكار العشاء. من اهل العلم ان يقول انه يقول الاذكار مرة تين منهم من يقول يكفيه مرة انظروا مثلا كتاب ابن رجب القواعد الفقهية اسهم في الكلام على هذه القاعدة وذكر انواع ما يدخل وما لا يدخل الواقع ان كثير من صور القاعدة فيه خلاف كثير طيب لعل هذا يكفي السلام عليكم