الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة عن الاذكار التي تقال في الصباح والمساء فمن ذلك ما جاء عن عبدالرحمن ابن ابي بكرة انه قال لابيه رضي الله عنه ايا ابه اني اسمعك تدعو كل غداة اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري. لا اله الا انت ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي. وتقول اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر. اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي قال نعم يا بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فانا احب ان استن بسنته هذا الحديث اخرجه ابو داوود في سننه والنسائي في الكبرى وفي عمل اليوم والليلة اخرجه احمد في مسنده والبخاري في الادب المفرد هذا الحديث سكت عنه ابو داوود وذلك يعني انه صالح للاحتجاج عندهم وقال فيه النسائي في سننه الكبرى فيه جعفر ابن ميمون ليس بالقوي وقد حسن هذا الحديث جماعه صححه اخرون حسنه الحافظ ابن حجر ومن المعاصرين سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله الشيخ الالباني في صحيح سنن ابي داوود قال اسناده حسن وكذا قال في تمام المنة وضعفه في ضعيف الجامع وقال في تخريج المشكاة فيه جعفر ابن ميمون واما السيوطي فقال صحيح هنا عبدالرحمن يسأل ابا بكرة رضي الله عنه يقول سمعتك تدعو كل غداة وعرفنا ان الغداة هي اول اليوم فيما يكون بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس تدعو كل غداة. اللهم عافني في بدني عافني في بدني اي معافاة تامة من الاسقام والعلل والامراض وذلك من اجل ان يقوم الانسان بطاعة الله عز وجل والتقرب اليه والعافية علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نسألها ولا يشرع للانسان ان يدعو على نفسه بالمرض او البلاء او نحو ذلك وانما يسأل ربه العافية اللهم عافني في بدني ثم خص بعد ذلك السمع والبصر. اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري فهذا خاص بعد العام وذكر بعض افراد العام بعده يدل على اهمية هذا المذكور هذا الذي خص بالذكر فهاتان الحاستان هما اعظم الحواس اثرا وهما بابان الى القلب من طريقهما يتلقى العلوم والمعارف وما الى ذلك مما يحصل به صلاح القلب او فساده فهو يرى في البصر الايات المشهودة ويسمع الايات المتلوة الى غير ذلك فهي من اعظم المنافع وهذا امر معلوم ولذلك يرد ذكر هاتين الحاستين كثيرا بالكتاب والسنة ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا تقديم السمع على البصر يمكن ان يؤخذ منه ب ان السمع اشرف وافضل من البصر وهكذا ما جاء في قوله اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا الحديث فذكر السمع والبصر قال واجعلها الوارث منا بحيث انها تبقى سالمة صحيحة الى ان يلقى الانسان ربه فاذا تعطل سمعه وبصره تعطلت كثير من مصالح العبد كما هو مشاهد اذا تعطل سمعه فاته كثير من العلم والخير واوقعه ذلك في كثير من الحرج نحن نجد ان من فقد السمع لربما يتحرز ويتحرج ويتحاشى المجالس لانهم يتحدثون ويضحكون ولربما خاطبه بعضهم ممن لا يشعر بحاله فلا يجيب وكذلك اذا فقد الانسان البصر فانه يحتاج الى غيره في كل شأن من شؤونه والسمع كما مضى في بعض المناسبات انفع واهم من البصر فالانسان اذا فقد عينه الباصرة فان ذلك ينعكس على القلب فيقوى ويكون ذلك ادعى للضبط والحفظ فيكون القلب اوعى للعلم ولما يسمع وذلك ان البصر يفرقه لكثرة المشاهدات. فاذا ذهب بصره اجتمعت القوى المدركة في القلب وصار عنده من قوة الادراك والحفظ والحذق ما لا يكون عند المبصرين. فتتوفر فيه هذه القوى ويتوفر فيه غيرها وذلك انك تشاهد ممن او من بعض من فقدوا البصر من القدرة على ضبط العلوم بل ضبط المهن والمزاولات الدنيوية بما لا يوجد عند كثير من المبصرين والعمل الحقيقي هو عمى البصيرة ان يأخذ الله من عيني نورهما ففي فؤادي وقلبي منهما نور عقلي ذكي وقلبي غير ذي دغل وفي فمي صارم كالسيف مشهور اذا رزق الله المروءة والتقى فان عمى العينين ليس يضير وانظر الى العلماء قديما وحديثا تجد ان كثيرا من حذاقهم كانوا من العمي. لكن اذا فقد الانسان السمع فان كان ذلك من اول خروجه على هذه الدنيا فان ذلك يعني انه لا يستطيع الكلام لانه انما يتلقاه عن طريق السمع وهو لا يسمع الكلام ومن ثم ايضا فانه يكون في جهل مطبق اذا فقد سمعه ثمان البصر لا يشاهد فيه الا في احوال معينة. شاهد الاشياء التي يصل اليها البصر ويرى امامه ولا يرى خلفه ولا من الجهات الاخرى كما انه لا يرى الا المتشخصات اما السمع فيسمع الاصوات للاشياء البعيدة التي لا يصل اليها البصر ويسمع من جميع النواحي ويسمع ما لا يرى اصلا الرياح ونحو ذلك فهذا اكمل من البصر ثم يقول لا اله الا انت تقر لله تبارك وتعالى بالتوحيد ومن ثم يستعيذ بالله تبارك وتعالى ويلتجئ اليه قل انت الاله الواحد المعبود دون من سواك فالجأ اليك اعوذ اللهم اني اعوذ بك من الكفر اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر. اللهم اني اعوذ بك من عذاب من عذاب القبر هذه الاشياء يستعيذ بها بعد ان ذكر التوحيد وكأنه يتوسل بذلك ويجعل بين يدي هذا السؤال او هذه الاستعاذة يقدم بين يديه التوحيد هنا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر وقرنه بالكفر وذلك كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين بان الخير نوعان الاول هو خير الاخرة ويقابل ذلك الكفر فان من كان كافرا فانه لا خير له في الاخرة ولا حظ له عند الله تبارك وتعالى واما خير الدنيا الذي يقابله الفقر. الخير هو المال يقابله الفقر فذكر الكفر استعاذ من الكفر واستعاذ من الفقر فالفقر سبب لعذاب الدنيا والشقاء فيها والكفر سبب لعذاب الاخرة وللشقاء فيها. وقد يقول قائل انه ذكر هنا عذاب القبر ولم يذكر عذاب النار فيمكن ان يقال والله تعالى اعلم لما كان عذاب القبر هو المقدمة بين يدي عذاب النار فان الانسان يعرف حاله وهو في قبره يعرف مصيره ومآله فاستعاذ من عذاب القبر الذي هو اول منازل الاخرة هذا واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اذا كان لديكم سؤال نعم لا اله الا الله لا حول ولا قوة لا هو يمكن ان يوسع المعنى فيقال عافني في سمعي من كل بلاء مما يتعلق بالافات الحسية من الامراض والعلل ونحو ذلك. وكذلك المعنوية من المعاصي والذنوب ونحو هذا. وما رأيت احدا من الشراح ذكر هذه هذا المعنى او حمله عليه واذا نظرت الى مجموع النصوص التي جاء فيها الدعاء بقاء السمع وحفظ السمع والبصر وما الى ذلك فانه يدل على حفظه حقيقة واجعلها الوارث من واضح ان المقصود بقاء هذه الحواس متعنا باسماعنا وابصارنا فهذا بمعنى هذي يشرح بعضها بعضا وحينما قال قبله اللهم عافني في بدني هذه قرينة تدل على ان المقصود الاشياء الحسية اي نعم طيب السلام عليكم