وهذا على كل حال الا في المواضع التي لا يرفع الصوت فيها ولا يجهر كالذي يصلي خلف الامام المأموم فانه لا يرفع صوته لئلا يشوش على الامام ولا يشوش على المصلين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث في هذه الليلة ايها الاحبة بما يتصل بالذكر فمن المسائل مسألة الجهر بالذكر هل يجهر بالذكر هل هذا مأذون فيه او انه مشروع طلبه الشارع واحبه او انه ممنوع منع تحريم او منع كراهة الجهر بالذكر ايها الاحبة اولا هو مسألة نسبية يعني ان الجهر هو خلاف السر فهذا الجهر يتفاوت على مراتب ونستطيع ان نقول ابتداء بانه على ثلاث درجات فهناك جهر يسير يسمع من بالحجرة يسمع من بجواره فقط وهناك جهر متوسط فوق هذا كأن يسمع من في المسجد كجهر الامام في الصلاة والاول كجهر الذي يصلي الليل يقوم الليل في بيته او نحو ذلك فيسمعه من في الحجرة لكن بقية اهل الدار لا يسمعونه الثالث هو رفع الصوت جدا كرفع الصوت بالاذان كرفع الصوت بالتلبية افضل الحج العج والثج والعج هو رفع الصوت بالتلبية والصحابة رضي الله عنهم كانوا يرفعون اصواتهم بالتلبية حتى تبح اصواتهم فهذه المرتبة الثالثة من هنا ايها الاحبة يقال هل يشرع الجهر بصرف النظر عن مرتبة الجهر او لا من اهل العلم من يطلق القول بالجواز يطلقون القول بالجواز وعلى كل حال من اهل العلم من يقولون بانه لا يجهر بالذكر فوق ما يسمع نفسه الا ما ورد فيه الجهر بهذا قال جمع من اهل العلم كبعض الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يقولون يجوز لكن الرفع الذي يسمع نفسه يعني القدر المجزئ في الاذكار كما ذكرنا سابقا يتحرك اللسان والشفتان ويجري ذلك في الهواء دون ان يسمع صوته بالذكر فيكون قد جاء بالذكر على الوجه المشروع. هناك مرتبة اعلى من هذا ان يكون هناك صوت بان يسمع نفسه هذا القدر يعتبر جهر بالذكر لكنه جهر يسير فمثل هذا الجمهور يقولون هذا لا بأس به بهذا القدر الا ما جاء فيه مشروعية الجهر بالذكر فوق ذلك يستدلون بادلة الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وان ذكرني في ملإ ذكرته في ملأ خير من الذين ذكرني فيه الحديث فهنا دل على ان الذي يذكر ربه في ملأ ان الله يذكره في ملأ افضل وهم الملأ الاعلى اذا هذا الذي يجهر صار افضل من ذاك الذي يذكر في نفسه فتفاضلا بهذا الاعتبار وكذلك الحديث الاخر ان لله ملائكة قد ذكرناه في الليلة الماضية ان لله ملائكة يطوفون بالطرق يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا الموا الى حاجتكم قال فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا انا ظاهر انهم كانوا يقولون ذكرا بصوت مسموع كذلك الحديث الاخر الذي ذكرناه في الليلة الماضية ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من اصحابه فقال ما اجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا فقال اتاني جبريل فاخبرني ان الله عز وجل يباهي بكم الملائكة. لاحظ هلأ كانوا يذكرون سرا في نفوسهم لا كانوا يذكرون ذلك بصوت يسمع بعضهم بعضا اذا مسألة الجهر بالذكر يمكن ان يقال بان لها احوالا لها حالات فهنا هذا الذكر هؤلاء الذين يجلسون في مجلس ذكر لن يكون هذا المجلس سرا يذكرون في انفسهم. اذا مثل هذا يشرع فيه رفع الصوت لكن لا يكون ذاك الرفع الذي يكون ب صوت في غاية الارتفاع كهذا الذي ينادي البعيد او كالمؤذن او نحو ذلك انما بالقدر الذي يسمع بعضهم بعضا فهذا يجهر فيه كذلك المواضع التي يشرع فيها الرفع على خلاف في بعضها من ذلك الجهر بالذكر بعد الصلاة. مشروع على الارجح وليس ذلك محل اتفاق يدل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله او على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الصوت بالذكر ويقصد به الاذكار المعروفة التي تقال بعد الصلوات شيخ الاسلام رحمه الله لم يدخل في هذا الرفع قراءة السور والايات يعني كالمعوذتين وسورة الاخلاص واية الكرسي انه لا يجهر بذلك انما يجهر بقوله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر اللهم انت السلام ومنك السلام كانوا يجهرون وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول كنا نعرف انقضاء الصلاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بي التكبير يعني كانوا يسمعونهم فذكر التكبير كأنه اشارة الى بقية الذكر فكان الناس يرفعون اصواتهم بذلك بعض اهل العلم كالامام الشافعي رحمه الله يقول كان ذلك من اجل التعليم فقط والا فالاصل انه لا يشرع بما فيه من التشويش على الذاكرين والمصلين يعني ممن يتنفل او ممن يقضي والاقرب والله تعالى اعلم ان هذا مشروع ولكن ما هو القدر؟ القدر هو الذي يحصل به الاسماع. يجهرون بالذكر ومسألة التعليم محتاج اليها في كل زمان. لا زال بعض الناس اذا سمعته يذكر الله عز وجل بعد الصلاة ترفي رحاله واضح انه لا يعرف الاذكار. يحاول ان يقول شيئا لكنه يردد عبارات قليلة لم ترد ينشئها من عندي نفسه اذا الجهر بالذكر بعد الصلاة هذا مشروع كذلك ما يقصد به الاسماع الاذان الاقامة تكبيرات الانتقال هذه يجهر بها يجهر بها الامام والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا انس الا شهد له يوم القيامة كذلك ايضا القراءة في الجهرية قول سمع الله لمن حمده السلام في الانصراف السلام على الناس هذا يقصد به الاسماع ان يسمع هؤلاء الناس هذا الذكر وكذلك التكبير في العيدين ليلة عيد الفطر الى ان يخرج الامام صبيحة يوم العيد وكذلك ايضا التكبير في ايام وليالي العشر من ذي الحجة وايام التشريق فهذا يجهر به. والله عز وجل يقول ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. هذا في تكبيرات الفطر ذكر هنا التكبير وكذلك ايضا واذكروا الله في ايام معدودات هذه ايام التشريق الايام المعدودات والايام المعلومات هي ايام عشر العشر من ذي الحجة كان عبدالله ابن عمر وابو هريرة رضي الله عنهما يخرجان الى السوق في ايام العشر يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما فهذا ذكر يشرع فيه الجهر وكذلك ايضا الاهلال بالنسك لبيك عمرة لبيك حجة ونحو ذلك مما يقوله المهل مع التلبية يقول النبي صلى الله عليه وسلم اتاني جبريل عليه السلام فامرني ان امر اصحابي ان يرفعوا اصواتهم بالاهلال وكذلك ايضا العاطس يقول الحمد لله يجهر لانه لا يجاب ان لم يسمع له حمد ولهذا لو انه عرف من عادة الانسان انه يحمد اذا عطس لكنه لم يسمع لسبب او لاخر هل لك ان تقول يرحمك الله؟ الجواب لا وانما يقال ذلك اذا سمعته يحمد الله عز وجل فهنا اذا التحميد يجهر به بقدر ما يسمع من حوله وكذلك القول يرحمك الله ثم جوابه هو يهديكم الله ويصلح بالكم كل هذا مما يجهر به. فالناس لا يقولون ذلك سرا لا ابتداء ولا جوابا وكذلك ايضا سائر المواضع التي يشرع فيها الجهر بالذكر فهذا لا اشكال فيه لكن يراعى في هذا ان يكون بالقدر الذي لا يشوش على الاخرين ولهذا فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما رفعوا اصواتهم اذا علوا شرفا اذا صعدوا ثنية في السفر كانوا يرفعون اصواتهم رفعا شديدا بالتكبير النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس كما في حديث ابي موسى رضي الله عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فارتفعت اصواتنا بالتكبير فقال يا ايها الناس انكم لا تدعون اصم ولا غائبا انه سميع قريب فالله تبارك وتعالى يسمعهم فلا يحتاج الى مثل هذا الرفع الشديد والله تبارك وتعالى يقول مخاطبا عباده او مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم وهو اسوة لهذه الامة وقدوة واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال فهذه سيأتي الكلام عليها ان شاء الله تعالى في بعض المناسبات في شرح الاذكار اذ ان من اهل العلم من قال هذه احوال متنوعة اذكر ربك في نفسك تضرعا قالوا التضرع يكون بصوت مرفوع من الضراعة والضراعة لا تكون الا برفع الضارع الذليل يرفع صوته يتضرع قالوا هذا الجهر قال وخيفة يعني يكون مستصحب الخوف من الله تبارك وتعالى قال ودون الجهر من القول بالغدو والاصال. فذكر السر واذكر ربك في نفسك. قال تضرعا وقال ودون الجهر فذكر ثلاث حالات كما يقول بعض اهل العلم وبعضهم يقول ان ذلك في مجمله يعني يتوسط دون الجهر من القول فيكون حالا من التوسط على كل حال الذكر تارة يشرع فيه الرفع وتارة لا يطلب فيه ذلك ولكنه لا يكره. فاذا رفع الانسان صوته بحيث لا يشوش على الاخرين ولا يكون رفعا شديدا الا فيما طلب فيه الرفع الشديد كالاذان والتلبية ونحو ذلك فان هذا لا اشكال فيه. يعني لو جلس انسان في بيته بعد صلاة الصبح او المرأة او بعد صلاة العصر لوحده وجلس يقول اذكار المساء واذكار الصباح بصوت لو كان عنده احد في الحجرة سمعه هل هذا فيه اشكال الجواب لا هذا يعتبر رفع لكنه في ادنى درجات الرفع ولا حاجة لان يرفع رفعا زائدا فوق ذلك لان هذا لا يقصد به الاسماع اما الذكر بعد الصلاة فان ظاهر حديث ابن عباس في روايته اللتين سمعتم ان الرفع يكون اكثر من هذا يعرف انقضاء الصلاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير وعلى كل حال يكون ذلك مع مراعاة ما سبق والله تعالى اعلم هذه مسألة تتعلق بالجهر بالذكر وسيأتي الكلام على قوله تبارك وتعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين. الفرق بين الذكر والدعاء الدعاء قال وخفية والذكر خيفة يأتي ان شاء الله تعالى في بعض المناسبات واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه