الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث الكلام على الاذكار التي تقال عند النوم ومن ذلك ما جاء عن حفصة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا اراد ان يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات هذا الحديث اخرجه ابو داوود اخرجه النسائي في السنن الكبرى وقد سكت عنه ابو داوود وعرفنا ان ما سكت عنه فهو صالح للاحتجاج عنده. وحسنه جمع من اهل العلم كالحافظ ابن حجر وسماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله والالباني رحمه الله قال في بعض المواضع صحيح لغيره وقال في بعض المواضع صحيح لكنه تراجع عن تصحيح هذه الجملة وهي ثلاث مرات يعني ان الحديث صح عنده من غير هذه الزيادة ثلاث مرار وقولها رضي الله تعالى عنها كان اذا اراد ان يرقد يعني ينام وضع يده اليمنى تحت خده ببعض رواياته كما ذكرت انفا الايمن وهي زيادة صحيحة تحت خده الايمن. واذا وضع يده كفه هذه تحت خده الايمن فهذا يعني انه قد نام على على جنبه الايمن وهذه هي السنة وقد ذكر بعض اهل العلم كالحافظ ابن القيم وغيره علة لذلك من الناحية الطبية. وقالوا ان القلب فهو في الجانب الايسر. فاذا نام الانسان على الجانب الايمن يكون القلب معلقا. ويكون ذلك ادعى لليقظة والا يستغرق في النوم استغراقا يفوت عليه الصلاة. فلا ينتبه هكذا قال والله تعالى اعلم على كل حال يبقى ان النوم على الجنب الايمن سنة ولو احتاج الى ان ينام على جنب اخر فلا بأس من الناس من قد لا يستريح لعلة الا ان ينام مستلقيا او ينام على جنبه الايسر. ولكن النوم على البطن تلك نومة يبغضها الله تعالى لكن ان كان به علة اقتضت ان ينام على بطنه فهذا يكون معذورا لكن لا يفعله اختيارا والنوم على الجنب الايمن اذا كان سنة فان ذلك يوقف عنده ايا كانت العلة. واما استقبال القبلة في النوم ان يكون وجهه الى القبلة اذا نام على جنبه الايمن فهذا لا اصل له. ليس هناك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم يصح اطلاقا في ان النائم اقبلوا به او يستقبل القبلة انما يستقبل القبلة للصلاة اما في نومه فان ذلك لا يطلب فيه استقبال القبلة وكذلك ايضا من كان في حال الاحتضار هل يوجه الى القبلة؟ الجواب لا. وانما يوجه الى القبلة اذا وضع في قبره. اذا وضع في القبر يكون وجهه الى القبلة. ويكون على جنبه الايمن اما في حال الاحتضار فهذا لا اصل له وقد انكره بعض السلف كثير من الناس يظن انه اذا كان الانسان في حال النوم من السنة ان يستقبل القبلة. على جنبه الايمن وانه اذا كان الانسان في حال النزع فانه يوجه الى قبلة وهذا ليس عليه دليل انما غاية ما هنالك ان ينام على الجنب الايمن و يقول بعد ذلك اللهم وعرفنا ان ذلك بمعنى يا الله اللهم يا الله حذفت منه يا النداء اللهم قني عذابك طلب للوقاية من العذاب يوم تبعث عبادك وفي لفظ يوم تجمع عبادك والمعنى واحد لان الجمع انما يكون في ذلك اليوم بعد البعث والنشور وذاك العذاب هو العذاب الذي لا يكون عذاب اعظم منه والا فقد يحصل في الدنيا عذاب قد عذب الله اقواما ولكن العذاب الاكبر يوم القيامة قني عذابك يوم تبعث عبادك فهنا يقول هذا كل ليلة اذا اراد ان ينام قني عذابك يوم تبعث عبادك فهذا يجعل النوم وسيلة لذكر الموت والبعث وما بعده من العذاب فهو يستحضر ذلك دائما. فنومه يقظة ويقظته كذلك وليس للغفلة اليه سبيل بحال من الاحوال. فهو اذا اراد ان ينام كما سبق قل باسمك اللهم اموت واحيا يتذكر هذا ان نفسه بيد الله عز وجل ويتذكر الموت ويقول ان امسكت نفسي فاغفر لها وارحمها ارسلتها فاحفظها وهذا الحفظ بما تحفظ به عبادك الصالحين الى اخر ما مضى ومن هذه الاذكار ايضا ما جاء عن حذيفة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اراد ان ينام قال باسمك الله اللهم اموت واحيا وهذا مخرج في الصحيحين. فقوله باسمك بعضهم يقول المراد به المسمى اي بك. يا الله اموت واحيا فالاسم تارة يطلق ويراد به المسمى. وتارة يطلق ويراد به الاسم ومعلوم ان الاسماء هي تلك الالفاظ التي تدل على المسميات في الاصل ولكن العرب تتوسع في الكلام. فتارة تريد به تسمى وتارة تريد به الاسم ولكن الجدل هل الاسم وعين المسمى او لا هذا جدل لا طائل تحته وانما يشتغل بذلك اهل الكلام باسمك اللهم اموت واحيا. اموت واحيا. بعضهم يقول اي بذكر اسمك. عند من اعتبر الاسم هو المراد به الاسم نفس الاسم. ومن قال المراد به المسمى؟ قال باسمك اللهم اي بك يا الله. اموت واحيا. يعني احيا ما حييت وعليه اموت وهذا قريب ومن اهل العلم من قال بان المقصود بالاسم هنا اسم معين وهو المميت عند من عد ذلك من الاسماء وباسمه المحيي يعني يحيا باسمه المحيي ان ذلك من مقتضيات هذه الاسماء. ومن اثارها ان الله يحيي ويميت. ولكن هذا لا يخلو من بعد والله تعالى اعلم لكن هؤلاء يقولون هذه الاشياء الواقعة في الوجود هي صادرة عن اسمائه تبارك وتعالى وما تضمنتها من الاوصاف قد افضل كلام على هذا مفصلا في الكلام على الاسماء الحسنى. ولكن تفسير ذلك في هذا الموضع والله اعلم لا يخلو من بعد. وبعضهم يقول عند من فسره بان المراد المسمى قال يعني انني اموت واحيا بارادة الله عز وجل والموت هنا من اهل العلم من فسره بالنوم فهو موته صغرى وقد ذكرنا الفرق بين الموتتين وقلنا ان الموت الكبير او الموت الاكبر ويكون بمفارقة الروح للجسد مفارقة تنتفي معها الحياة. واما في النوم فتلك مفارقة ينتفي معها الادراك قد ذكر هذا المعنى بعض اهل العلم كالزجاج فهو يقول بان النفس التي تفارق الانسان عند النوم هي التي تكون للتمييز ترتفع الادراك والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة هذي والنوم يقال له موت فبعض اهل العلم قال باسمك اللهم اموت يعني انام واحيا يعني استيقظ والواقع ان ذلك جميعا يدخل فيه. فهو انما يموت باماتة الله عز وجل له يحيى باحيائه بعض اهل العلم قال بان الحكمة من اطلاق الموت على النوم يعني كأن هؤلاء يرون ان ذلك من قبيل الاستعمال المجازي وهذا فيه نظر اذ ان الموت النوم يقال له موت. فهو من اسمائه وادعاء ان ذلك من قبيل المجاز لا يخلو من تحكم. لكن من اهل العلم من قال بان الحكمة في اطلاق الموت على النوم بان انتفاع الانسان بالحياة انما هو بتحري مرضات الله تبارك وتعالى وقصد طاعته اجتناب مساخطه وعقابه. فمن زال عنه هذا الانتفاع بالكلية فكان كالميت وهو يحمد ربه تبارك وتعالى على هذه النعمة وزوال ذلك المانع هؤلاء بمعنى انه اذا صار الى حال يرتفع معها الادراك فلا يذكر الله عز وجل فهو في عداد الاموات. وان الحياة الحقيقية هي التي تكون مع ذكر الله وطاعته والعمل الصالح. هكذا هكذا قال بعضهم كالطيب ولكن انما ذكرت هذا لما في فيه من فائدة وهو ان هؤلاء العلماء انظر اين يذهبون كيف ينظرون الى الحياة مع ذكر الله والحياة حينما تخلو من ذكر الله تبارك وتعالى. فقالوا لذلك عد النائم ميتا. طيب الذي يكون في اليقظة ولا يذكر الله عز وجل وكما ذكرنا بان دخول الخلاء حينما يقول غفرانك ان بعض اهل العلم قال بان العلة في ذلك انه انقطع من ذكر الله عز وجل. هكذا قال بعضهم. وقيل غير ذلك وقد مضى عليه لكن هذا مهم في التعرف على نظر العلماء على الحياة التي ينقطع الانسان فيها من ذكر الله عز وجل ولو لدقائق. ويخرج من الخلاء ويقول غفرانك بمعنى اني انقطعت عن ذكرك هذه المدة غير المختار وهو وان كان غير محاسب لكنه يستشعر التقصير. فكيف بالذي يمضي عليه الاوقات الطويلة ولا يذكر الله عز وجل اصلا يجلس الساعات في السيارة او في انتظار او في عزاء او في غير ذلك جالس ولا يذكر الله عز وجل ولا يتكلم ساعات تمضي تنسلخ من العمر لا يذكر ربه فيها لربما يتقلب على فراشه لا يجد النوم وتمضي الساعة والساعتان والثلاث ولربما يؤذن الفجر وهو ما نام وتجد اللسان منعقدا لا يذكر ربه وبعض اهل العلم يقولون بان الحكمة من هذا الذكر والدعاء عند النوم واليقظة ان تكون خاتمة الاعمال على الطاعة ومفتتح الافعال على العبادة هذا ما يتعلق هذين الذكرين. واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه هل عندكم سؤال نعم بيها يوجه الذبيحة الى القبلة ويذكر الله يذكر اسم الله عليها نعم. نعم حديث حسنه او صححه الشيخ ناصر الالباني واراجع يحتاج الى مراجعة ما اعرف اراجعها وتراجع وتسودني كلام ابن رجب وكلام اهل العلم عن الحديث. نعم تفضل ها يقول هل توجيه الميت الى القبلة من قال بانه يستحب؟ يوجد من الفقهاء من قال بان ذلك يستحب لكن ليس له اصل وقد انكره بعض السلف لما جه الى القبلة وقد اغمي عليه ثم افاق فوجد انهم وجهوه الى القبلة فانكر ذلك نعم ليس فقط يتوضأ وينام فهذه عبادة الوضوء لكنه ان اراد بهذا النوم ان يتقوى به على طاعة الله عز وجل نوى به قصدا حسنا نوى به امرا حسنا فهذا يكون عبادة النوم يكون عبادة لان النوم في الاصل هو من امور العادات والطبايع والجبلة فهذه لا يتعلق بها ما يتعلق بها تكليف من جهة لا لم يرد شيء وانما هذه الاية او السورة الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. والحديث وانما لكل امرئ ما نوى. انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فان قصد بنومه التقوي على الطاعة فيكون ذلك عبادة. ومن الناس من ينام من اجل انه ينتظر سهرة او ليصبح على معصية او نحو ذلك يتقوى على هذا فهذا يكون نومه معصية طيب نعم كيف نقول هل تقال عند كل نوم او يقال هذا عند النوم الذي يكون في الليل اما النوم الذي يكون في الليل فهذا موافق للفطرة فهذا لا شك انه يقال فيه لكن حينما يتحول فطر الناس كما في مثل هذه الاوقات لدى الكثيرين يسهرون الليل ما ينامون وينامون في النهار او يكون عمله يقتضي هذا او يكون غير ذلك الان هذا المعنى اسمك اللهم اموت واحيا وهكذا حينما يدعو امسكت نفسي اغفر لها وارحمها وان ارسلتها فاحفظها الى اخره كل هذه المعاني المطلوبة متحققة في هذا النوم ما الذي يرتفع معه الادراك تحصل به وفاة الذي يظهر والله اعلم ان هذا يقال اذا اراد ان ينام لا يختلف الشيخ يقول ما ذكرت من كلام شيخ الاسلام في الاستفتاحات انه يختار ما يناسبه بكون اليق بحاله الوضع هنا يختلف لانه لا يشرع بالصلاة ان يأتي باستفتاحات متنوعة في الصلاة الواحدة. ولكنه ينوع في كل صلاة ياتي باستفتاح. فلا يجمع بين هذه استفتاحات لكن هنا هو في مقام ذكر. وكما ذكرنا من كلام بعض اهل العلم انه يذكر الله حتى ينام. يعني حتى اذا انهى هذه الاذكار المعينة فان لسانه يلهج بذكر الله عز وجل الى ان ينام. فيأتي بهذه الاذكار جميعا ما استطاع ولا يقال انه يتخير منها ما هو الاليق بحاله. وما هو الاليق بحاله في مثل هذا المقام وهو يريد ان يقرأ اية الكرسي ويقرأ الايتين من اخر سورة البقرة ويقول اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ويقول باسمك اللهم اموت واحيا ونحو ذلك هذا كله اليق به نعم طيب سلام عليكم