الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. نواصل الحديث ايها الاحبة على الاحاديث والاذكار الواردة. مما يقال عند النوم ومن حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا اوى الى فراشه قال الحمد لله الذي الذي اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا. فكم ممن لا كافي له ولا مأوي. هذا الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه يقول كان اذا اوى الى فراشه اذا اوى الى فراشه يعني اذا اتى فراشه يريد النوم ومثل هذا التركيب هذه الصيغة كان اذا اوى الى فراشه قال يدل على التكرار والمداومة يقول الحمد لله عرفنا معنى هذه الكلمة وان ال للاستغراق يعني جميع المحامد مضافة الى الله ومستحقة له وان الحمد واضافة الاوصاف الكاملة والى الله عز وجل. اضافة المحامد اليه لانه يستحق ذلك من كل وجه فهو الكامل من كل وجه. وانه لا يحمد المطلق الا من كان كاملا لا يتطرق اليه نقص. الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا انا واوان اطعمنا وسقانا وكفانا. يعني يحتمل ان يكون المراد كفانا يعني ما نتأذى به. كفانا ما اهمنا. ويحتمل ان يكون المراد يعني باعتبار انه وقضى الحاجات وحقق لنا ما به قوام العيش فهذا انما يكون من الله تبارك وتعالى. وهنا المقتضى محذوف كفانا ويحتمل المعنيين انه كفانا ما يؤذينا كفانا ما نتخوفه وكذلك ايضا من الكفاية بحيث ان الله تبارك وتعالى تكفل لنا بارزاقنا ومعايشنا واقواتنا وما الى ذلك الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا فيكون ذلك من قبيل التعميم بعد التخصيص. يكون الكفاية منها الاطعام وايضا انه سقانا فمن كفايته تبارك وتعالى ان اطعمنا وسقانا. ولكن المعنى اوسع من ذلك لكنه خص الطعام والشراب لان قوام العيش انما يكون بهما. بل ان بعض اهل العلم قال في تفسير قوله تبارك وتعالى والله خلق كل دابة من ماء بعضهم فسره بهذا انه لا قوام لها الا بالماء. تقوم حياتها بالماء هذا احد المعاني التي قيلت في تفسير الاية اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا. اوانا رزقنا ما نأوي اليه من المساكن وما في ضمن ذلك من الفرش التي نأوي اليها فهيأ لنا المأوى والحافظ بن حجر رحمه الله ذكر ما يسر من الخدم وتوفر المؤن في السلامة خالية من الامراض والمحن الى اخره قد اعترض عليه بعضهم بان ذلك ليس بظاهر اللفظ. وان ذلك لا تعلق له به. ولكن كانه نظر الى ان الايواء اوان فهو يأوي الى ماذا يأوي الى بيته وما في ضمنه من الفرش والاثاث وما الى ذلك مما يرتفق به وكذلك الخدم وتوفر المؤن ونحو ذلك. فهذا مما يدخل في ضمنه. فالحاصل ان المقصود اوان جعل لنا مأوى نأوي اليه اي ننضم اليه ونسكن فيه فردنا الى ذلك. ولم يجعلنا هائبين على وجوهنا كالبهائم. فانها تهيم في الصحراء في العراء لا مأوى لها وانما جعل الله تبارك وتعالى للانسان دارا يأوي اليها وما في ضمن ذلك من فرش ونحو هذا فتسكن نفسه ويستريح من العناء بعد انتشاره في مصالحه واعماله واشغاله فهذا كله من فضل الله عز وجل على العبد فالمأوى هنا يصدق على المنزل والدار فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي. كم من الناس كم من شخص لم تحصل لهم هذه الكفاية مما يتخوفون فيتخطفهم شياطين الانس والجن لا يأمنون على انفسهم ولا يهتدي الواحد منهم الى ناحية يأمن على نفسه وحريمه فيها وانما يواجهون المخاوف في كل اتجاه وها نحن نشاهد احوال بعض اخواننا المسلمين ممن صاروا في حال من الضياع والتشرد والتشرذم من خوف الى خوف اصبح البعض كما نشاهد في بعض المقاطع يؤون الى كهوف لعلهم يأمنون على انفسهم من المستمر بهذه الالات المدمرة. ومع ذلك فالموت يلاحقهم في كل مكان. ولربما ذهبوا الى بعض النواحي فلاحقهم هؤلاء من اهل الاجرام وقتلوهم ومزقوا اشلاعهم وغير ذلك مما نعلمه او لا نعلمه. فهناك من هو مضيع لا يهتدي الى مأوى ولا مأمن وانما يهيم يتأذى بالبرد الشديد في الشتاء ويتأذى بالحر الشديد في الصيف فضلا عن فقد الامن ولربما فقد العائل وما يغني عنه العائل في مكان لا يجد فيه ما يغنيه او يكفيه او يسد جوعته من الطعام او الشراب ولا يجد عملا يزاوله حتى يكتسب. هذه للاسف لا ليس هناك اي اشراقة في المستقبل بالنسبة لهؤلاء لا في تعليم ولا في عمل ولا في طموح ولا غير ذلك انما هي حياة بائسة نسأل الله عز وجل ان يرفع عنهم وان يكبت عدوهم وان يرينا فيهم عجائب قدرته. فهنا العبد يتذكر هذا المعنى يتذكر نعمة الله عز عز وجل عليه دائما حينما نتذكر ايها الاحبة مثل هذا عند النوم كل يوم. اتذكر نعمة الله عز وجل علينا وما اعطانا وما كفانا وما اونا فهذا يكون قائدا الى شكر هذه النعم وان لا يتسخطها العبد او يغفل عنها. يذكر نفسه بها عند نومه كل يوم ليكون شاكرا ذاكرا عابدا لله عز وجل وهنا لاحظ فكم ممن لا كافي له ولا مؤي. الانسان لما ينظر الى من هو اعلى. منه لو قارنت نفسك بالخليفة في عهد الدولة الاموية او العباسية او العثمانية اذا اراد ان يذهب من الشام او من العراق الى الحج يذهب على ماذا؟ يذهب على جمل على بعير ولربما بقي في الطريق لمدة شهر او اكثر وهذه المياه التي يشربها انما تبرد له بالقرب مما تتنزه انت عن ركوبه في المركوب وعن شربه في المشروب وما هذه الاطعمة التي يعطاها الخليل؟ وما هذه الالات التي تتهيأ له لصنع هذا الطعام يوقد عليه بالحطب وما الى ذلك فهو تعب وارهاق ولا يعرفون المكيفات ولا يعرفون الثلاجات ولا يعرفون الالات الحديثة فاذا قرنت نفسك بالخليفة وجدت ان عندك من وسائل الترفيه ما لا يخطر له على بال. ولربما كان غاية الواحد من هؤلاء اذا نظر الى السماء فرأى طائرا وهو في السفر تمنى لو انه يطير فيصل الى مقصوده وانت الان تطير ولربما ما تتم قراءة صحيفة حتى تصل الى بلد لا يوصل اليها الا بعد الشهر او اكثر. من كان يتصور مثل هذا فنحتاج الى ان نستحضر مثل هذه النعم ونحمد الله عز وجل على ذلك طعام الشراب كفاية المهمات في وقت الاضطجاع. لا سيما ان هذا النوم هو فرع الشبع والري كما ذكر اهل العلم وهنا يحصل فراغ البدن وفراغ الخاطر ايضا عن المهمات والامن من الشرور. يكون الانسان اسكن ما يكون بفكره وبدنه يكون مسترخيا مستريحا يتهيأ للنوم. فهنا الاكل والشرب والنوم وانما يعرف ذلك من اقض مضجعه الخوف فهذا لا يستطيع ان ينام بحال من الاحوال سواء كان هذا الخوف حقيقي يعني انه يخاف من شيء من عدو يلاحقه تربص به او كان هذا الخوف مما يتوهمه نحن نسمع نسأل الله العافية للجميع بعض من يبتلى يعيش في فزع دائم لانه يتوقع المكروه في اي لحظة. هو لا يستطيع ان ينام ويكون في حالة من الارهاق والمشكلة ان مثل هذه القضايا تتداعى يعني بمعنى انه اذا تتابع عليه السهر وبقي اياما لا ينام فهذا يؤدي الى مشكلات اخرى وعلل فهذه تقود هذه فيمرظ ويتعب وليس به بأس. اما الخوف من الاشياء الحقيقية فهذا امر امر شائع يعرفه من اولئك الذين فقدوا الامن يتوقعون في اي لحظة من الليل او ساعات الفجر او نحو ذلك ان يدهمهم عدوهم وان يتخطفهم وان راحتهم الى عناء والى خوف المرأة تتخوف والرجل يتخوف كما تتخوف المرأة بل لربما اشد لانه يتوقع انه هو والمستهدف والطفل يتخوف الجميع يخافون في اي لحظة اذا سمعوا ادنى صوت في الخارج ظنوا ان عدوهم قد حضر واليوم اقرأ في بعض النواحي توضع علامة على بيوت اهل السنة من اجل ان هؤلاء عرضة وانهم اهدافون فهم يتوقعون القتل الضرب بالمليان كما يقال. دون محاكمة ولا جرم اصلا اجرموه. هكذا هؤلاء كيف ينامون اذا فقد الامن اصبح الانسان لا يهنأ بالطعام ولا بالشراب. لا يستطيع ان يأكل ولا يستطيع ان يستريح قلق فهنا تذكر المؤمن مثل هذه الكفاية كفانا الله عز وجل قل لئن شكرتم لازيدنكم فهذه من الامور التي يغفل عنها الناس كثيرا نأكل ونشرب ونغفل ننام ونغفل الذين يصيبهم الارق لربما لم تجد شيئا تلك الادوية والعقاقير التي تعطى. سمعت من كثيرين يأكل هذه الادوية ولربما يبقى الايام المتواصلة ولم يذق طعما بعضهم ليس من خوف ولكن من الارق من الارق وبعضهم من الالم. ومثل هذا احيانا تخيل له اشياء وهكذا بعض المرضى احيانا لا يستطيع ان ينام لانه يرى اشياء يتخيل اشياء يقول انظر الى هذا الذي ينظر الينا من النافذة ما في احد؟ قل بلى انظر ما ينام. يبقى طول الليل وهو جالس في حال من الخوف والفزع. فيحمد العبد رب ربه تبارك وتعالى على هذه النعم المتتابعة. يحمده على ما افاض عليه ورزقه. والله تبارك وتعالى قال يقول افرأيتم ما تحرثون؟ اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون؟ لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم يهون انا لمغرمون بل نحن محرومون. تفكهون يعني تطردون التفكه عنكم اذا طردوا التفكه عنهم صاروا بحال من الحسرة والحزن هذا معناه. فضلتم تفكرون. والانسان فاكه فكه بمعنى انه مسرور منبسط فاذا طرد ذلك عنه معنى ذلك انه تحول الى حال من الهم والكآبة والحزن. فضلتم تفكهون صرتم الى هذه الحال يقول افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون لو نشاء جعلناه اجاجا فلولا تشكرون هذه اشياء لا يعرفها الا من فقدها الذين يتيهون في الصحراء ويعطشون اول ما يبدأ به تلفت يمه يسرة يشرب الماء اللي فلديه ترى السيارة يشرب الماء اللي في قربة المساحات يشرب يشرب ثم يجدونه هنا او هناك على وجهي قد سقط افارق الحياة. يعرف قدر الماء الذي يشربه لا سيما اذا كان هذا الماء مثل ما نشرب الان في غاية النقاء والصفاء. في السابق لم يكن الامر كذلك الذي ادركه اباؤنا ان الواحد منهم يضع ثوبا او نحو ذلك حينما يشرب لكثرة ما في الماء من القذى والحشرات حينما يستقون من الابار او نحو هذا مليء بالحشرات. الان لو الكأس هذا فيه ذرة لنفضه الانسان من يده ونفر منه واشمئز المياه التي كانوا يشربونها ارأيت في بعض البلاد في أفريقيا طلبت ماء من اجل ان اغسل يدي فجاءوا بماء كان قاعة الحناء هذا ماء؟ قالوا نعم هذا ماء فلما ذهبت بعد العصر الى بعض المعاهد والنواحي القريبة واذا بنهر يستقي منها الناس التنك ويعلقونه على رقابهم والجيد منهم الذي يجد حمارا يضع ذلك عليه واذا هذا النهر ماء ضحل ذاك الماء الذي رأيته هذا يشربون منه ويصنعوا منه الطعام ويغسلون منه الثياب ويصبغها باللون البني الداكن اما انا فلم اغسل يدي منه ولا يمكن ان اشرب من هذا لان هذا ليس بما هذا يلوث فهذه كل ما كانت النعمة اتم كان الشكر اعظم واوجب لذلك الحساب لا يكون سواء من انعم الله عز وجل عليه بهذا النعم؟ من منا اليوم يشرب الماء الملوث في ابناء نظيفة ومياهنا نظيفة واطعمتنا نظيفة واماكننا نظيفة لو قورنت بما كان عليه الناس قبل قرن من الزمان او قبل قرنين او ثلاثة او هكذا عبر التاريخ ستجد الفرق لا يقاس انظر في الاثار التي يجدونها في اعظم القصور التي عرفها الناس اليوم من حال الاقدمين لا يوجد فيها اماكن لتكييف ولا يوجد فيها اماكن الحديث الذي بعده هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان ابا بكر الصديق قال يا رسول الله علمني ما اقول اذا اصبحت واذا امسيت فقال يا ابا بكر قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة لا اله الا انت رب كل شيء ومليكه. اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم. هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي واحمد. هذا اذ قد مضى الكلام عليه برقم خمس وثمانين في اذكار الصباح والمساء. لاحظوا هنا انه قال علمني ما اقوله اذا اصبحت واذا امسيت فقال قل اللهم فاطر السماوات والارض. طيب لماذا وضع هنا باذكار النوم؟ لانه جاء في بعض الفاظه انه قال له قل اذا اصبحت او اذا امسيت واذا اخذت مضجعك. فذكر هذه الزيادة فمن هنا صار هذا من اذكار الصباح والمساء وعند النوم ايضا ولما كان الكلام على هذا قد مضى لا حاجة لي اعادته يرجع الى شرحه هناك كان لديكم سؤال نعم طيب السلام عليكم ورحمة الله