فالحاجة داعية الى التذكير بهذا اليوم. وكأن ذلك هو السبب والله تعالى اعلم لشرع قراءة هذه السور الثلاث في الفجر السجدة والدهر وفي يوم الجمعة وفي ليلتها قراءة سورة الكهف الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث الكلام على الاذكار التي تقال قبل النوم. ومن ذلك ما جاء عن جابر ابن عبدالله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الف لام ميم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك هذا الحديث اخرجه الترمذي واحمد والنسائي في الكبرى في سننه الكبرى وفي عمل اليوم والليلة كما اخرجه الحاكم الطبراني في الاوسط وفي الدعاء قال عنه الحاكم صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله فيه صفوان لم يخرج مسلم لصفوان ولا هو معروف يعني حينما قال الحاكم وافقه الذهبي بانه على شرط مسلم حافظ ابن حجر يستدرك يقول ان صفوان وهو احد رواته ليس من رجال مسلم وليس بمعروف. صفوان هذا هو صفوان ابن عبد الله ابن اصوان القرشي المكي. وقال عنه بعض اهل العلم بانه ثقة وانه معروف الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله صحح هذا الحديث وكذلك ايضا الشيخ شعيب الارنؤوط هنا في هذا الحديث كان لا ينام حتى يقرأ الف لام ميم السجدة وتبارك الذي بيده الملك كان لا ينام. هذا يدل على المواظبة وانه لا يدع ذلك في ليلة. وان كان قوله كان لا ينام حتى يقرأ يحتمل ان يكون المعنى انه اذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأهما. بمعنى ان ذلك يكون من الاذكار التي تكون عند النوم بهذا الاعتبار. كان لا ينام حتى يقرأ. بمعنى انه يواظب على ذلك اذا اراد اذا اراد النوم. فاللفظ يحتمل هذا ويحتمل ان يكون المراد كان لا ينام حتى يقرأهما يعني انه لا ينام مطلقا حتى يقرأهما. يعني لا يراعي وقت النوم يعني يمكن ان يقرأ بعد العشاء مثلا وينام بعد ذلك بساعة او ساعتين او اكثر. المهم انه لا ينام حتى يقرأهما فيكون ذلك من اذكار الليلة وليس من اذكار النوم بهذا الاعتبار على هذا التفسير ماذا يحتمل وهذا يحتمل؟ المهم انه ما كان يدع قراءتهما في كل ليلة. الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول مفسرا لهذه الجملة لا ينام يقول اي لا يريد النوم اذا دخل وقته يعني ليفيد ما قرره الائمة انه يسن قراءة هاتين السورتين مع سور اخرى كل ليلة قبل النوم. قال ويؤيده حديث النسائي في الثانية يعني في سورة تبارك من قرأها كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر وهذا الحديث الوارد في سورة تبارك في قراءتها كل ليلة جاء من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وحسنه الشيخ ناصر الدين الالباني فهذا على كل حال يحتمل لكن ينبغي ان يحرص المسلم على قراءة هاتين السورتين فلا ينام حتى يقرأهما سواء قلنا ان ذلك يكون عند ارادة النوم او يكون ذلك في ليلته. والله تعالى اعلم على كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله كثير من اهل العلم انهم فهموا ان المراد ان ذلك يكون عند ارادة النوم. واما الحديث الوارد في الخاص في تبارك بان من قرأها كل ليلة منعه الله من عذاب القبر فهذا لا يختص بارادة النوم. بمعنى انه ممكن يقرأها بعد العشاء. ممكن ان يجعلها في صلاته في الليل قبل ان ينام. يمكن ان يكون ذلك بعد الاستيقاظ كان يكون الانسان ينام اول الليل ثم يستيقظ في منتصف الليل فيصلي فيجعل ذلك في صلاته او خارج الصلاة اعني قراءة تبارك لكن في هذا الحديث كان لا ينام. اذا هي مما يقال قبل النوم. فلو قال لو انه اطلق قال باعتبار انه كان يقرأهما في كل ليلة لفهم منه ان ذلك لا يرتبط بالنوم فيكون من اذكار الليلة لكن حينما قيده بهذا القيد كان لا ينام فهم منه والله تعالى اعلم ان المراد ان ذلك يكون عند ارادة النوم. يقرأ هاتين السورتين لو ان لو انه جعل ذلك في صلاته قبل النوم يعني كأن يصلي ركعتين قبل ان ينام مثلا فقرأ فيهما فان هذا يصدق عليه انه قرأهما عند ارادة النوم. ولا اشكال في هذا. ولا شك ان قراءة القرآن في الصلاة افضل من قراءته خارج الصلاة لو تأملنا في السورتين سورة السجدة وسورة الملك في الجامع المشترك وكذلك سورة الدهر التي تقرأ في الركعة الثانية في صلاة الفجر من يوم الجمعة نجد ان هناك قواسم مشتركة بين هذه السور ثلاث وكذلك ايضا سورة الكهف التي تقرأ في كل جمعة. وفي ليلة الجمعة كما صح ذلك في بعض الاحاديث فان سورة الكهف يمكن ان يقرأها المسلم ليلة الجمعة او في يوم الجمعة فهذه السور نجد الحديث فيها عن اليوم الاخر بصورة واضحة سورة الكهف تجد فيها من دلائل القدرة على البعث اصحاب الكهف من اظهر الادلة على قدرة الله عز وجل على احياء الموتى. بعد ما بقوا في هذه المدة وان الله تبارك وتعالى قد خلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عملا في سورة الملك وفيها من دلائل القدرة خلق السماوات وما الى ذلك وفيها ايضا الحديث عن اليوم الاخر وكذلك ايضا سورة الدهر. فيها حديث عن دلائل القدرة وفيها حديث ايضا عن اليوم الاخر ومعلوم ان القيامة تقوم في يوم الجمعة حديث عن الاخرة وقدرة الله عز وجل على احياء الموتى على البعث وفيما يتعلق هنا بقراءة الملك والسجدة كذلك يحتاج المؤمن ان يذكر نفسه بهذه المعاني ان هناك اخرة والله تبارك وتعالى سيعيد الخلق من جديد بعد ان يتوفاهم اجمعين ويصيرون اليه ويجازيه على اعمالهم فعندئذ يصير اهل السعادة الى الجنة واهل الشقاء الى النار. حينما يتذكر المؤمن كل ليلة هذا المعنى فلا شك ان ذلك يدعوه الى الاستقامة على صراط الله المستقيم. فلا يعوج ولا يحصل له غفلة عما خلق ومن اجله فان الله تبارك وتعالى خلقه من اجل عبادته فلا يغفل وينغمس في الشهوات واللذات وينسى ما وجد او ما اوجده الله عز وجل من اجله هذا كله تذكره به هذه السور الكريمة فاذا المؤمن كان يستحضر هذا ويواظب عليه وله قلب حي وقاد فان الغفلة لا سبيل لها الى قلبه لا سبيل للغفلة الى قلبه بحال من الاحوال فهو حي القلب دائما يقظ ليس ممن قال الله عز وجل ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. اكتفي بهذا فالحديث الذي بعده فيه طول واذا ابتدأته احتاج الى قسمه الى ليلتين فاجعل ذلك في ليلة واحدة واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا هداة مهتدين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. اذا كان لديكم سؤال نعم