في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك للبراء فقال ورسولك الذي ارسلت. فالنبي صلى الله عليه وسلم رد عليه ذلك وقال نبيك الذي ارسلت. لاحظوا مع تبارك وتعالى وهنا اسلمت نفسي اليك اي مائلة اليك او موجهة ومعبدة ومذللة اليك وهنا على كل حال هذا يشير اذا فسر بمعنى الاسلام الاستسلام الى انقياد الجوارح لامره ونهيه استقامة على طاعته والجأت ظهري اليك الجأت ظهري بمعنى اسندته او قال وجهت وجهي وجهت وجهي اليك هذا بمعنى انه وجهت وجهي اليك هنا هذا اقرب ان يفسر بالاخلاص. كن الاول بمعنى الاستسلام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة في الكلام على الاذكار التي تقال قبل النوم فمن ذلك ما جاء عن البراء ابن عازب رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه نام على الايمن ثم قال اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت ونبيك الذي ارسلت. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالهن ثم مات تحت مات على الفطرة. وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يا فلان اذا اويت الى فراشك فتوضأ وضوءك قال الصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ثم قل اللهم اسلمت نفسي اليك الى قوله ارسلت وقال فان مت من ليلتك مت على الفطرة وان اصبحت اصبت خيرا. هذا الحديث مخرج في الصحيحين. وقوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه. احنا عرفنا من هذه الصيغة انها تدل على المداومة والاستمرار. كان من عادته صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه وعرفنا المراد بقوله اوى الى فراشه في مناسبات واحاديث سابقة اوى الى فراشه بمعنى انه قصده للنوم اوى اليه نام على شقه الايمن مضى في احاديث اخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع كفه اليمنى تحت خده الايمن. وقلنا ان هذا يدل على انه كان ينام على الشق الايمن وجاء ذلك مصرحا به في عدد من الاحاديث منها هذا الحديث نام على شقه الايمن وذكرنا من قبل بان قصد استقبال القبلة حال النوم ان هذا لا اصل له وليس بمشروع ولا مسنون. كذلك توجيه الميت عند الاحتضار الى القبلة ان هذا لا اصل لا اصل له ولكن السنة ان ينام على شقه الايمن وان يضع كفه اليمنى تحت خده الايمن. هذا هو المسنون ثم قال اللهم عرفنا ان هذه اللفظة بمعنى يا الله فحذف يا النداء فعوض عنه بالميم يا الله اللهم اسلمت نفسي اليك اسلمت نفسي اليك اسلام النفس فسر بالاخلاص اسلم نفسه ومن يسلم وجهه لله وهو محسن بمعنى الاخلاص. توحيد الوجهة والقصد. فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان فسر في هذا الموضع على قول طائفة من اهل العلم. وبعضهم يقول انه بمعنى الاستسلام اسلمت نفسي اليك يعني استسلمت وانقدت وهذا هو الاصل في استعمال هذه اللفظة انها تدل على الاستسلام وهنا يعلن انه قد اسلم نفسه وقلبه وجوارحه لربه ومالكه ومعبوده جل جلاله اذا لا يحصل منه خروج عن طاعته ولا انفلات عن اسلام وجهه لربه تبارك وتعالى. ومن ثم فانه لا يصح بحال من الاحوال ان يقول هذا وهو ينام على مشاهد او مسامع محرمة. من الناس من يشاهد قنوات سيئة او غير ذلك او يسمع ينام على سماع محرم. كيف يقول اسلمت نفسي اليك؟ وهو في هذا الحال من الخروج عن طاعة الله وهنا وجهت وجهي اليك يعني قصدي فيتوجه بقلبه تبارك وتعالى وجهت وجهتي او وجهت قصدي او وجهت قلبي اليك وفوضت امري اليك. فهنا في توجيه في اسلام النفس اذى بمعنى الاستسلام وتوجيه الوجه هذا بمعنى الاخلاص لله تبارك وتعالى وفوضت امري اليك هذا بمعنى التوكل على الله عز وجل فهو يركن اليه بعد ان اخلص له واستسلم وانقاد. فكل شأن من شؤونه فالله تبارك وتعالى يدبره ويصرفه كيف شاء فهو مفوض لله عز وجل مسلم مستسلم لامره الشرع والقدري فهو اذا يعلن توكله على الله ليكفيه ما اهمه. ومن ثم فلا يصح بحال من الاحوال ان يقول الانسان وجهت وجهي اليك فوضت امري اليك وهو يرائي باعماله ويتزين بها للناس او انه قد اشتغل قلبه بزيد وعمر من اجل ان ينفعوه فهو ينتظر الصباح من اجل ان يذهب الى فلان او فلان من المخلوقين علهم ان يعينوه وقد وتعلق قلبه بهم واشتغل سواء كان هذا ممن يشفع له او كان ممن يعتقد انه يملك قرارا في امر يخصه او وكان ذلك فيما يتعلق بالتطبب الطبيب قد علق قلبه بالطبيب فهذا كله خلاف التوكل. بذل الاسباب مطلوب ولكن القلب يبقى متعلقا بالله تبارك وتعالى لان الخلق لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضر فهذا الاعلان ايها الاحبة ينبغي ان يكون حقيقة واقعة في القلب وظاهرة على مزاولات الانسان وتصرفاته والجأت ظهري اليك. الجأته بمعنى اسندته يعني اعتمدت في اموري فبعد هذا التفويض والتوكل على الله عز وجل فيما يفتقر اليه من اموره فهو هنا يلتجئ اليه ايضا فيما يحاذره ويخافه او يتأذى به فيسند ظهره الى الله تبارك وتعالى بمعنى انه يركن اليه ويتقوى به ويستعين بربه وخالقه جل جلاله. خص ذلك بالظهر باعتبار ان العادة الجارية ان الانسان يعتمد ظهره الى ما يستند اليه. ولهذا يقولون فلان له ظهر. بمعنى له سند ولوط صلى الله عليه وسلم قال للملائكة لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد. والنبي صلى الله عليه وسلم قال تعليقا على ذلك رحم الله اخي لوطا عليه السلام لقد كان يأوي الى ركن شديد وهو الله تبارك وتعالى فهنا الجأت ظهري اليك هذا في كل ما يخصه مما يتعلق بمعايشه او في مزاولاته واحواله كلها كل ذلك رغبة ورهبة اليك. هذا كانه علة لما سبق. تعليل لما مضى. يعني هذا التفويض وهذا الالتجاء وهذا الاسلام اسلام الوجه لله تبارك وتعالى كل ذلك طمعا في رفقك وثوابك وخوفا من غضبك وعقابك فيكون راهبا راهبا. ويحتمل ان يكون ذلك على سبيل او من قبيل الحال يعني بمعنى اني فوضت ووجهت واسندت الجأت ظهري اليك حال كوني راغبا بثوابك راهبا من عقابك وهذا يشبه ما يسمى باللف والنشر يعني اللف والنشر ان يذكر قضايا يجملها ثم بعد ذلك يذكر بعد امورا ترجع الى المذكورات جملة قبله. فهنا فوضت اموري رغبة طمعا في ثوابك رغبة هذا يرجع للرغبة. الجأت ظهري عند من فسره ما يكون من محاذرة المكروه فيكون من قبيل العوث واللجوء الى الله عز وجل مما يخافه ويكرهه فيكون ذلك فيكون ذلك متعلقا بقوله رهبة. فيكون ذكر جملة من الامور منها ما يتصل بالرغبة ومنها ما يتصل بالرهبة ثم عقب ذلك بقوله رغبة ورهبة اليك. لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك. لا ملجأ لا مهرب ولا ملاذ ولا مخلص من الله تبارك وتعالى من عقوبته الا بالفرار اليه. فان من خافه لجأ اليه وفر اليه. وهذا يشبه قوله في الحديث الاخر اعوذ بك منك فان العبد اذا خاف ربه تبارك وتعالى فانه يلجأ اليه ويركن اليه امنت بكتابك الذي انزلت امنت معنى الاقرار والانقياد والتصديق بكتابك كتاب هنا مفرد مضاف يحتمل ان يكون المراد به العموم يعني بكتبك التي انزلت. ويحتمل ان يكون الكتاب المقصود به ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وكأن هذا هو الاقرب بقرينة ما بعده من قوله ونبيك الذي ارسلت هنا الكتاب يحتمل ان يكون القرآن ويحتمل ان يكون جنس الكتب فيشمل كل كتاب نزل على نبي من الانبياء ونبيك الذي ارسلت ان الرسول نبي وزيادة فلما عبر بدلا من اللفظة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بلفظة اخرى ابلغ تؤدي معناها وزيادة ونبيك الذي ارسلت قال ورسولك الذي بارصاد فاعادها عليها النبي صلى الله عليه وسلم ونبيك الذي ارسلت. هذا يؤخذ منه كما ذكرنا في المقدمات ان الاذكار توقيفية بمعنى ليس له ان يبدل لفظا مكان لفظ. النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول من قالهن ثم مات تحت ليلته قال هذه الكلمات ثم مات تحت ليلته ما معنى مات تحت ليلته؟ يحتمل معنيين يحتمل انه بمعنى لم يتجاوز يعني عن هذا الليل الى النهار لان الليل يسلخ منه النهار فهو تحته يسلخ منه النهار مثل الجلد فهو تحته تحت ليلته يعني انه يقع ذلك قبل ان ينسلخ النهار من الليل وهو تحته او يكون بمعنى مات تحت نازلة عليه في ليلته يعني تحت حادثة تحصل له في ليلته يحصل له شيء سكتة او او غير ذلك فيموت في تلك الليلة فيكون تحت ليلته اي تحت واقعة او حادثة او يكون تحت ليلته باعتبار ما ذكر من سلخ الليل من النهار. او ينسلخ النهار من الليل والحافظ ابن حجر رحمه الله يذكر ان سبب التعبير بالتحت ان الله تعالى جعل الليل لباسا فالناس مغمورون ومستورون تحته كالمسطور تحت ثيابه ولباسه. وهذا اوضح تحت ليلته فانه الليل كانه يظله. فهو تحت ظلامه ومن ثم ما معنى ذلك انه اذا مات في ليلته فانه يكون قد مات على الفطرة والفطرة هي الاسلام على الدين القويم الصحيح ملة ابراهيم عليه الصلاة وهذا بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. فمثل هذا التسليم والالتجاء الى الله تبارك وتعالى. كل هذا يرجع الى التوحيد من اخلاص للمعبود واستسلام من قبل جوارحه وكذلك ايضا التفويض الذي يقتضي التوكل والرضا بما يقدره من الاقدار وما يحكم به من التشريعات فانه لا يكون له اختيار مع ربه تبارك وتعالى. فيكون هذا الانسان راضيا بما يقدره الله عز وجل عليه لا يوجد عنده ادنى اعتراض وانما حاله التسليم فهذا من كان بهذه المثابة حقا ويعتقد ما يقول ويستحضر مثل هذه المعاني فلا شك انه قد مات انه مات خالصا مخلصا على الفطرة هذه كلمات يسيرة اذا مات الانسان حينما يقولها يكون بهذه المثابة. امثل هذا مما ينبغي ان يحافظ عليه ومن ثم فان العبد يكون بهذه الحال قد ختم له بخير. ختم له بخاتمة حسنة وهذا الذي ينبغي ان يشتغل به وان يعول عليه. يعني كثير من الناس ينظرون الى اشياء اخرى ينظرون الى خفة جنازة او ينظرون الى هيئة الميت او ينظرون الى اصبعه او نحو ذلك يقولون مات وهو يتشهد لكن مثل هذا لا شك انه كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام وهو اولى بان نتمسك به وان نحرص ومثل هذا لا يعجز عنه احد. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. كان لديكم سؤال نعم لا اله الا الله نعم الاخ يسأل يقول ما هو اللف والنشر؟ اللف والنشر ان تذكر قضايا مجملة ثم بعد ذلك يأتي بعدها ما يتصل بها من احكام ترجع اليها او اوصاف او نتائج وما الى ذلك. وهذا يكون على نوعين لف ونشر مرتب ولف ونشر مشوش. انظر في قوله تبارك وتعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ذكر قضيتين ذكر النوعين تبيظ وجوه تسود وجوه بدأ بماذا؟ تبيظ وجوه وتسود وجوه. لما ذكر احكام هذه الوجوه بعد ماذا قال؟ فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. واما الذين ابيضت وجوههم في رحمة الله هم فيها خالدون. فلاحظ لما ذكرها مجملة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. بدأ بمن تبيض وجوه ثم ذكر بعدها اسوداد الوجوه. لما ذكر الاحكام بالعكس. اما الذين اسودت وجوههم. هذا يعني ذكر لكل واحدة حكم بعد ما اجمل قضيتين. يعني ما ذكرت حكم كل واحدة بعدها ما قال يوم تبيض وجوه فهؤلاء في رحمة الله هم فيها خالدون ويوم تسود وجوه فهؤلاء قال لهم اكفرتم بعد ايمانكم؟ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. لا وانما ذكر ذلك مجملا ثم ذكر احكامه بعده. لكنه لم يذكرها على الترتيب بالسابق فهذا يسمونه لف ونشر مشوش يعني غير مرتب لكن المرتب مثل ماذا مثل ماذا؟ كيف؟ هذا الحديث يعتبر لف ونشر مرتب لكن من القرآن لأ نعم فمنهم شقي وسعيد يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه. فمنهم شقي وسعيد. فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك غير مجدود. فلاحظ هنا ذكر قضيتين مرتبتين وذكر احكام كل واحدة ذكر لها حكما بنفس الترتيب. هذا يسمى لف ونشر مرتب طيب باقي شي سلامة الله