ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة كم نحن بحاجة الى المراجعة لنتعرف على حالنا بمجالسنا مع ذكر الله جل جلاله وتقدست اسماؤه بهذه المجالس بماذا يلهج هذا اللسان حينما نختلط ونجتمع بالاخرين بماذا نتكلم خوضنا يكون في اي شيء النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن حال المجالس التي تخلو من ذكر الله تبارك وتعالى فقد صح عنه انه قال ما من قوم جلسوا مجلسا وتفرقوا منه لم يذكروا الله فيه الا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار وكان عليهم يعني هذا المجلس حسرة يوم القيامة حسرة هذا اخرجه احمد وابو داوود وصححه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله تفرقوا عن جيفة حمار وكان عليهم حسرة ولاحظ هذا المجلس لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم انهم اشتغلوا فيه بكلام محرم لو انهم اشتغلوا بكلام مباح ولم يذكروا الله تبارك وتعالى في هذا المجلس وحالهم تكون كما وصف فكيف اذا كان الاشتغال بما حرم الله عز وجل من قالة السوء والوقيعة في الاعراض والنميمة وما الى ذلك مما حرمه الله تبارك وتعالى من الاقوال والافعال عن اي شيء سيتفرقون وكيف سيكون ذلك المجلس عليهم يوم القيامة فهل مجالسنا ايها الاحبة عامرة بذكر الله عز وجل ينبغي على الانسان منا ان يلتفت الى نفسه التفاتة صادقة ويصلحها ويقومها ويحملها على طاعة ربها ومليكها جل جلاله. فيجعل هذا اللسان يلهج بذكره اذا رأيت من يشتغل بالناس ويلهج بذكرهم في المجالس فارشده الى ان يذكر الله عز وجل وان يشتغل بالتسبيح والتهليل والتكبير فان هذا هو الذي ينفعه ويرفعه ثم اذا نظرنا الى احب الاعمال الى الله تبارك وتعالى والمؤمن يبحث عن احب الاعمال الى ربه والاعمار قصيرة اعمارنا محدودة فينبغي في سيرنا وسلوكنا الى ربنا تبارك وتعالى ونحن في تجارة معه ان نبحث عن الشريف من الاعمال والجليل فنشتغل به ونملأ به هذه اللحظات والانفاس من اجل ان يقدم العبد على ربه بتجارة رابحة والاخرة ايها الاحبة دار لا تصلح للمفاليس والله عز وجل يقول بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره قد يجادل الانسان عن نفسه ويبرر تفريطه ولكن الله عز وجل يخفى عليه خافية من احوالنا واعمالنا واشتغالنا والموفق من وفقه الله تبارك وتعالى معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه وارضاه يقول ان اخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قلت اي الاعمال احب الى الله؟ الصحابة يسألون عن مثل هذا ما هي احب الاعمال الى الله من اجل ان يتقرب بها فبماذا اجابه النبي صلى الله عليه وسلم قال ان تموت ولسانك رطب من ذكر الله ان تموت ولسانك رطب من ذكر الله. اذا ترطيب الالسن بالذكر لا يكون اللسان رطبا بذكر الله عز وجل ايها الاحبة الا بالاكثار من الذكر الا يفطر الانسان عنه وفي رواية اخبرني بافضل الاعمال واقربها الى الله ولما كانت هذه العبادة لا تتطلب كلفة ومشقة وهيئة وحالا معينة بحيث يكون الانسان لابد ان يستقبل القبلة او ان يكون قائما او ان يكون متوضئا هذا كله ليس بلازم ولا مشترط للذكر لهذا جاء الامر بالاكثار من ذكر الله عز وجل في جميع الاحوال ايها الاحبة لم يأت في عبادة امرنا الله عز وجل بها لم يأتي هذا الامر مقترنا بالكثرة الا في الذكر فقط حينما نؤمر بان نفعل كذا يقول اقيموا الصلاة اتوا الزكاة لكن في الذكر يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا لان هذه هي الحياة الحقيقية لا يستطيع القلب ان يحيا حياة صحيحة مستقيمة وبعيد جاف لا يذكر ربه ان القلب بهذه الحال تصيبه من الافات والادواء ما لا يقادر قدره اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا كانوا في موسم الحج اذا جاءوا من عرفة ورجعوا الى منى يشتغلون بذكر الاباء ومفاخر الاجداد فامرهم الله تبارك وتعالى بعد هذه العبادة الشريفة العظيمة التي تكون سببا لحط الاوزار رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه امرهم بكثرة الذكر اذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا العبد في الطريق ايها الاحبة لا يستغني ابدا عن الذكر بحال من الاحوال حتى بعد هذه العبادة العظيمة التي اقيمت من اجل ذكر الله عز وجل حج العمرة المناسك طواف السعي كل ذلك من اجل اقامة ذكر الله ومع ذلك فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرى وهكذا في مقام الثناء لاهل الايمان الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حينما يعرظ الانسان نفسه على هذه الايات يخشى على نفسه من النفاق قياما قعودا وعلى جنوبهم هؤلاء الذين اثنى الله عليهم والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما نكتفي بهذا القدر واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا