شر فيغرق او تغرق زروعه او دوابه او تغرق دورهم او نحو هذا فهو بالنسبة اليهم شر فهذا شر نسبي شر في المفعولات وليس شر في فعل في فعل الله تبارك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث بالكلام على دعاء قمة الوتر الذي جاء عن الحسن ابن علي رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذا الدعاء ان يقوله بوتره اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت وقد وقفنا عند قوله وقني شر ما قضيت يعني احفظني واصرف عني شر ما قضيته وهذا يدل على ان الشر بقضاء الله تبارك وتعالى فهو الذي يقي منه والله مالك النافع والضر وان كان الشر لا ينسب اليه تبارك وتعالى تأدبا معه وهو الله خالق كل شيء ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك فهو ليس في صفاته ولا في افعاله لان اوصافه وافعاله خير ولكن الشر يكون في مفعولاته والا فان الله تبارك وتعالى لا يكون في صفاته ولا في افعاله شر وانما يكون ذلك بالنسبة للمفعول للمفعول حينما خلق الشيطان فهو بالنسبة للبشر شر فهذا فيه مفعولاته لكن في فعله وهو خلقه تبارك وتعالى الخلق الذي هو فعله هذا ليس بشر لان الله عليم حكيم خلقه لحكمة ويحصل بسبب ذلك التمايز بين الخلائق طريق الى الجنة وفريق في السعير ويحصل الابتلاء الذي يترتب عليه الجزاء وتظهر معاني الاسماء الحسنى الغفور الرحيم وما الى ذلك كالتواب ونحوه وهكذا من يقع له مثلا هذه الامطار التي تنزل بقضاء الله وقدره وخلقه ايجاده فافعله خير لكنه قد يحصل بسببها لبعض الناس وتعالى ليس بشر في فعله جل جلاله على كل حال قني شر ما قضيت. العبد يتوجه الى الله تبارك وتعالى يتضرع اليه ويسأل ربه كلما اهمه وكل حاجة فيكون فقره الى الله لا لا يكون فقره الى احد من المخلوقين فاذا خاف لجأ الى الله واذا رجا لجأ الى الله تبارك وتعالى. فانك تقضي ولا يقضى عليك فهذه تشعر بالتعليل قني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك الله هو الذي يقضي يقدر ويحكم وبما اراد وشاء ولا يقضى عليك لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يقضي عليه احد بشيء ولا يوجب احد عليه شيئا انما يوجب على نفسه تبارك وتعالى ما شاء كما اوجب محبته ورحمته للمتحابين فيه قال الله تبارك وتعالى للرحم اما ترضين ان اصل من اصل من وصلك وان اقطع من قطعك فالله يوجب على نفسه ما شاء لكن لا يوجب عليه احد من خلقه شيئا فهو اجل واعظم من ذلك ثم قال انه لا يذل من واليت لا يذل الذل تقل ذل فلان صار ذليلا من الذل يعني ما يكون ما يكون ما يكون بالظعف او الاستكانة ونحو ذلك والانقياد وما اشبه هذا فيقال دابة ذلول فهي بينة الذل الذل بالكسر منقادة سهلة مذللة لكن الذل بالضم هو الذي يكون بمعنى المهانة يكون بمعنى المذلة هكذا فرق بعض اهل العلم والله تبارك وتعالى يقول في الوالدين واخفض لهما جناح الذل فان هذا بمعنى التواضع اي اغفر لهما جناحك الذليل وبعض اهل العلم يقول هما سواء او ما سواه على كل حال انه لا يذل المقصود هنا لا يذل يعني لا يصير ذليلا حقيقة ولا عبرة بما يقع على الانسان من الاذى فان ذلك لا يسلم منه احد انه لا يذل من واليت من تولاه الله تبارك وتعالى فانه لا يكون ذليلا مهينا بحال من الاحوال يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله اي لا يذل من واليت من من عبادك بالاخرة او مطلقا وهذا هو الصحيح الذين قالوا في الاخرة قالوا ذلك كأنهم باعتبار انهم يرون ان المؤمن يقع عليه الاذى ونحو ذلك قالوا هذا في الاخرة والواقع ان العزة لاهل الايمان فهو وان وقع عليه شيء من الاذى الا ان ذلك لا يصيره الى حال من الذل فان المؤمن لا يكون ذليلا واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقع لهم ما وقع في يوم احد من القتل والجراح والهزيمة ومع ذلك قال الله تبارك وتعالى معزيا ومسليا ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين في حال الهزيمة والاذى والجراح يقول لهم ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون فالهوان لا يكون لاهل الايمان وان كان الاذى يقع عليهم فالحافظ ابن حجر رحمه الله يقول او مطلقا يعني في الدنيا والاخرة. وان ابتلي بما ابتلي به وسلط عليه من اهانه واذله باعتبار الظاهر ان يقع عليه الاذى باعتبار المشاهد الظاهر لان ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله وعند اوليائه ولا عبرة الا بهم ومن ثم وقع للانبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور كقطع زكريا بالمنشار وذبح ولده يحيى ونحن نشاهد الى يومنا هذا ان اهل الايمان لربما يوجه اليهم انواع الاذى ثم يخرجون من منه بعد ذلك بحال من التألق والرفعة والعزة ولا يكون الواحد منهم ذليلا ولا يحصل مطلوب هؤلاء الاعداء الذين يوجهون اليهم سهامهم هذا امر صحيح مدرك لا اشكال به وتأمل فيما تراه وما تشاهده مما وقع للاخيار والصالحين والدعاة الى الله تبارك وتعالى من اذى المنافقين وغيرهم تجد ان الواحد منهم يخرج بعد هذه بعد هذا الاذى الكثير بحال من الرفعة والعزة و يكون ذلك سببا لمزيد من الكمال والحافظ ابن القيم رحمه الله يقول في هذا الموضع انه لا يذل من واليت قل فانه منصور عزيز غالب بسبب توليك له ثم يذكر ما في هذا من التنبيه على ان من حصل له ذل في الناس انتبهوا وهو بنقصان ما فاته من تولي الله ليس الذي يقع عليه الاذى لا الذل بسبب ما فاته من تولي الله والا فمع الولاية الكاملة ينتفي الذل كله ولو سلط عليه بالاذى من في اقطارها فهو العزيز غير الذليل. هكذا قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل. ففرق بين الاذى الواقع على البدن و الذل الذي توصف به النفس في زيادة عند البيهقي والطبراني من طرق ولا يعز من عاديت يعني كما انه لا يذل من والاه الله تبارك وتعالى فمن عاداه الله فهو ذليل ولو كان في الظاهر ولو كان منتصرا غالبا فانه فان الذل يفارقه وان اعطي من نعيم الدنيا ما اعطي فالمعصية ذل لا شك انها تقع على اصحابها وتورثهم مهانة ولو طأطأت بهم المراكب والبراذين وهملجت ولو كانوا في حال من النعيم بظهر الامر وجاء ايضا عند ابن عند ابن ابي عاصم نستغفرك ونتوب اليك هذه الزيادة ايضا الحاصل ان قوله تباركت كما عرفنا اي تكاثر خيرك البركة هي الكثرة في الخير. ربنا يعني يا ربنا ولهذا جاء منصوبا وتعاليت فالله تبارك وتعالى له العلو بانواعه علو الذات وهو فوق العرش فوق السماوات وعلو القدر والمنزلة وعلو القهر كل ذلك مما يوصف به تبارك وتعالى هذا ما يقال بقنوت الوتر وسيأتي ايضا غير هذا هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه كان لديكم سؤال ولا يذل لا اعلم احدا ضبطه ولا يذل وانما ولا يذل يذل ضيف هكذا لكن الكلام يقال دابة ذلول وهي بينة الذل يعني منقادة سهلة ويقال فلان ذليل اي بين الذل وهو المهانة الذل هذا عند من فرق بينهما سلامة الله