الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته مما اورده المؤلف هنا في باب دعاء قنوت الوتر حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقول باخر الوتر اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك واعوذ بمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك هذا الحديث اخرجه اصحاب السنن الاربع والامام احمد في المسند واخرون قال عنه الترمذي حسن غريب وقال العراقي فيه انقطاع ولكن صححه الحافظ ابن حجر والشيخ احمد شاكر والشيخ ناصر الدين الالباني وحسنه الشيخ عبد العزيز ابن باز رحم الله الجميع قوله هنا بان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في اخر الوتر اخر الوتر ما المراد بهذه الجملة؟ كان يقول في اخر الوتر باخر الوتر تحتمل كي يكون المقصود في اخر دعاء الوتر وهذا الذي فهمه المؤلف فاورده هنا في جملة الادعية التي تقال في قنوت الوتر ويحتمل معنى اخر في اخر الوتر ان المقصود به يعني بعد الفراغ من صلاة الوتر ان ذلك مما يقال مما يقال بعدها اي بعد السلام كما سيأتي بقول سبحان الملك القدوس ثلاثا هذا يقال بعد الوتر هنا هل هذا منه مما يقال بعد الوتر هكذا فهم بعض اهل العلم ومشى عليه بعض الشراح يحتج هؤلاء برواية عند النسائي في السنن الكبرى وهي ايضا عنده في عمل اليوم والليلة وبوب لها بباب متحد في الكتابين بالسنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة يقول باب ما يقول اذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه اذا انتهى من صلاة اي صلاة اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا ما يقول اذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه هكذا بوب له النسائي رحمه الله في الكتابين لكن هذا الحديث بهذه الرواية بهذه الرواية في الكتابين وفي غيرهما من الكتب التي ذكرت هذه الزيادة جاء عن علي رضي الله عنه من رواية ابراهيم ابن عبد الله ابن عبد القاري فهذا لم يسمع من علي رضي الله عنه وهذا غير الاسناد الذي جاء به هذا الحديث وصححه اهل العلم. حكموا عليه بالصحة من غير هذا الطريق وانما من طريق عبدالرحمن ابن الحارث ابن هشام عن علي رضي الله عنه وهذا الاسناد صحيح وبعضهم يقول حسن لاحظوا هذه الرواية انه يقول اذا يقول ذلك متى اذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه وفي لفظ لهذا الحديث عند الترمذي وابي يعلى في مسنده كان يقول في وتره كان يقول في وتره هذه اللفظة بوتره تدل على ماذا انه يقول ذلك في نفس الوتر في نفس الدعاء دعاء القنوت فصار الالفاظ عندنا ثلاث لفظة تدل على انه بدعاء القنوت في الوتر في نفس الوتر فان في للظرفية هذا لفظ الترمذي وابي يعلى نفس الحديث وفي لفظ اخر يحتمل وهو اللفظ الذي عند النسائي الكبرى السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة انه كان يقول نعم يعني في اخر وتره في اخر وترة فهذا يحتمل اللفظة الثالثة صريحة ان ذلك بعد الفراغ. لكنها لا تصح فاذا اذا بقي عندنا لفظان الاول يحتمل في اخر وترة والثاني انه يقول في وتره فيمكن ان تكون احدى الروايتين مفسرة للاخرى ويقال ان ذلك مما يقال بعد الدعاء يعني يقوله باخر وتره في اخر الدعاء ويذكر هذا يقول اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك هنا يستعيذ الصفة صفة الرضا من الغضب فهذه اوصاف لله تبارك وتعالى كذلك يستعيذ بالمعافاة وعرفنا ان المعافاة معنى واسع تشمل الدين والدنيا والاخرة فهذه المعافاة يستعيذ بها من العقوبة فمعافاته وعقوبته كل ذلك من افعاله تبارك وتعالى وعرفنا ان الصفة يصح الاستعاذة بها قل اعوذ بوجهك صفة الذات غير المعنوية وكذلك ايضا الصفات المعنوية قل اعوذ بوجه الكريم هذه صفة ذاتية غير معنوية ويقول سلطانك القديم هذه من الصفات المعنوية كذلك حينما يقول اعوذ بعظمتك اعوذ بعزتك اعوذ عزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر اعوذ بكلمات الله التامات فان الكلمات سواء قيل انها الكلمات الكونية قدرية او قيل الكلمات الشرعية كما مضى كل ذلك يرجع الى الصفة وهي كلامه تبارك وتعالى وكلامه صفة من صفاته فيصح الاستعاذة بالصفة ذكرنا في بعض المناسبات ان هذا بخلاف الاسم بخلاف الدعاء فانه لا يدعو الصفة يقول يا عزة الله يا رحمة الله ادركيني ارحميني يا عظمة الله يا قوة الله انصريني وانما يدعو ربه تبارك وتعالى اسمائه التي تكون مناسبة للحال ومقتضى هذا الدعاء فيقول يا عزيز يا قوي انصرني يا نصير وهنا يقول اعوذ بكلمة يقول اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك اعوذ بك منك اعوذ بك يعني التجئ اليك يا رب فلا يملك مع الله احد شيئا اعوذ بك منك فلا يعيذ من الله تبارك وتعالى الا وفي بعض الروايات بدأ بالمعافاة ثم الرضا يعني يكون هكذا اعوذ بمعافاتك من عقوبتك واعوذ برضاك من سخطك لكن هذه هي الرواية المشهورة التي اوردها المؤلف هنا اعوذ بك منك هنا كما قال الله عز وجل ويحذركم الله نفسه ففروا الى الله فالله تبارك وتعالى اذا خافه العبد فر ولجأ اليه فلا ملجأ منه الا اليه فالمخلوق اذا خفته فررت منه والله تبارك وتعالى اذا خفته انطرحت بين يديه ولجأت اليه لا احصي ثناء عليك عرفنا ان الثناء هو اعادة الحمد ثانيا اضافة الكمالات لله تبارك وتعالى هذا هو الحمد اعادته ثانيا هذا هو الثناء كما يدل عليه الحديث المشهور اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال قال الله حمدني عبدي. فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى من التثنية اثنى علي عبدي فاذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي فالمجد هو الكثرة يدل على الكثرة في اوصاف الكمال كثرة الكمالات يقال له المجد لاحصي ثناء عليك اي لا اطيقه ولا ابلغه حصرا وعددا فنفي الاحصاء هنا بمعنى العد واصله كما يقول بعضهم كان العد بالحصى لا احصي ثناء عليك يعني ان ذلك يفوت العبد واذا كان كذلك فمعنى ذلك ان العبد لا يطيقه لا يطيق الثناء على الله تبارك وتعالى وجاء في رواية عند النسائي في الكبرى وكذلك ايضا بعمل اليوم والليلة وعند الطبراني في الاوسط وعند البيهقي في السنن الكبرى انه قال لا احصي ثناء عليك ولو حرصت لكن هذه الرواية جاءت بنفس الطريق السابق وهي طريق لا تصح لا تصح فهنا اذا بمعنى لا احصي ثناء عليك اي لا اطيقه لا استطيع ان اؤدي الثناء عليك على الوجه اللائق لا اطيق ان اعد واحصر فردا من افراد الثناء عليك يا رب ذلك ان نعم الله عز وجل متتابعة وان الاء كثيرة جدا وكذلك ايضا فالعبد يعجز عن شكرها وكذلك ايضا اوصافه واسماؤه الحسنى التي تتضمن اوصاف الكمال لا يحصيها العبد ولهذا اسألك بكل اسم هو ذاك سميت به نفسك او ذكرته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك فاذا كان هناك اسماء استأثر بها في علم الغيب عنده فمعنى ذلك ان العباد لا يحصون الثناء عليه فهذه الاسماء متضمنة لاوصاف وكما ذكرنا في الكلام على الاسماء الحسنى ان الراجح ان جميع الاسماء الحسنى انها مشتقة وقلنا ان المشتق ابلغ من الجامد. لان المشتق يتضمن صفة وان الراجح في لفظ الجلالة الله انه مشتق يتضمن صفة الالهية كل ذلك المقصود اذا كان هناك اسماء استأثر بها بعلم الغيب عنده اذا كيف يستطيع العبد ايضا ان يحصي الثناء عليه في امر قد غيب عنه مع كثرة كمالاته وتتابع الائه العبد لا يستطيع ان يحصي شكر نعمة واحدة انعم الله تبارك وتعالى بها عليه الانسان لكنه يغفل وينسى كثيرا واذا اصابه شيء من الضر او الاذى او نحو ذلك نسي فيوض النعم التي هو مغمور بها وعافية الله عز وجل المتتابعة عليه لو توقف في عرق نتحول ذلك اليوم الى حال اخرى لهذا الانسان ولاهل بيته واشتغل الناس بحاله والسؤال عنه عرق واحد توقف في قطرة دم او توقف شيء من هذه الاعضاء في الكلى كبد الرئة لو وجد ثقب في الرئة لرأيت الانسان كيف يحاول ان يفر في كل اتجاه يريد ان يتنفس ما يستطيع ثقب فالرئة احيانا لا يدرى ما سببه لكن هو جالس بينما هو يضحك ويمرح واذا به يتحول الى شيء اخر يريد ان يتنفس لا يستطيع. يجري والناس يجرون خلفه ويحاولون ادراكه ولا يدرون ما به يعرف تلك الساعة ان الدنيا لا تساوي شيئا ازاء نعمة واحدة. لو قيل تدفع الدنيا الان قال ادفع كل شيء في سبيل ان يتراد اليه النفس ومن رأى مشهدا مثل هذا ورأى حال هذا الانسان عرف عرف هذه النعم الكثيرة التي لا لا يحصي الانسان قدها وقل مثل ذلك باشياء كثيرة جدا قد نعرف بعضها اذا ذهبنا الى المستشفيات ورأينا حال الناس وحال المرضى وانواع الامراض الكثيرة الفاشية والامراض النادرة التي قد لا تصيب الا واحد من ملايين في العالم احمد الانسان ربه على هذا ويعلم انه لا يحصي لا يحصي اذا عليه ان يجد ويجتهد ويستغفر من التقصير والله عز وجل يقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ثم الله تبارك وتعالى وصف هذا الانسان ان الانسان لظلوم كفار من ثم فانه يعلن عجزه انت كما اثنيت على نفسك تمل ان ما هذه موصولة؟ يعني انت كما اثنيت يعني كالذي اثنيت على نفسك او موصوفة انت كما اثنيت على نفسك والكاف في معنى مثل يعني مثل ما اثنيت على نفسك هكذا يحتمل اللفظ والله تعالى اعلم يعني انت تقدر على احصاء ثنائك او انت انما كمالك بحسب ثناءك على نفسك ولكن الخلق يتقاصرون دونه فلا يبلغون ذلك ولا يقربون منه وهذا فيه اثبات صفة النفس انت كما اثنيت على نفسك عند من جعل النفس صفة من صفات الله تبارك وتعالى الجمهور يقولون بان النفس هنا بمعنى الذات. انت كما اثنيت على نفسك اي على اي على ذاتك تقول جاء زيد نفسه يعني بالذات ذات زيد وهذا على كل حال الله تبارك وتعالى يقول ويحذركم الله نفسه تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك كتب ربكم على نفسه الرحمة يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما وهكذا في الحديث المشهور فان ذكرني في نفسه ذكرته بنفسي شيخ الاسلام رحمه الله يقول بان نفسه تبارك وتعالى هي ذاته المتصفة بصفاته وليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات ولا المراد بها صفة للذات هكذا قال شيخ الاسلام رحمه الله واورد جملة من النصوص منها ما بعض ما اوردته وانا يقول بان ذلك قول عامة اهل العلم الجمهور بان النفس هي الذات المتصفة بصفات الكمال مع ان بعض اهل السنة عدوا النفس من جملة الصفات من جملة الصفات علوها صفة كابن خزيمة رحمه الله في كتابه التوحيد قال في اوله فاول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا جل وعلا في كتابه هذا ذكر نفسه جل ربنا عن ان تكون نفسه كنفس خلقه وعسى ان يكون عدما لا نفسا له فجعلها من جملة الصفات كذلك عبد الغني المقدسي رحمه الله قالوا مما نطق به القرآن وصح به النقل من الصفات النفس من الصفات النفس كذلك البغوي من المعاصرين او من المتأخرين الشيخ صديق حسن خان رحمه الله فانه ذكر ذلك بجملة الصفات من جملة الصفات في كتابه قطف الثمر لكن في كتابه الاخر الذي هو فتح البيان ذكر بان النفس هي الذات ولكن مثل هذا قد يكون مما نقله عن الشوكاني لانه تابع الشوكاني بعامة ما ذكره في كتابه فتح القدير ونقل العبارات حتى ما وقع فيه شيء من التأويل للشوكاني تابعه عليه الشيخ صديق حسن خان البعض الصفات هكذا حال الكتاب الا انه فرق الاثار التي نقلها الشوكاني من الدر المنثور يجعلها مفردة في اخر تفسير كل مقطع فرقها في مواضعها عند تفسير الاية وزاد بعض الزيادة اليسيرة من بعض كتب المتأخرين. والا الكتاب هو الكتاب يعني من عنده كتاب فتح القدير للشوكاني لا يحتاج الى فتح البيان للصديق حسن ونسخة منه تقريبا تقريبا لكنه اذا جاء عن ذكر الشوكاني الشوكاني يقول وقد حققنا هذه المسألة في السيل الجرار او في نيل الاوتار يقول وقد حققها العلامة الشوكاني في السير الجرار او في نيل الاوطار عقد زيادات يسيرة لا تكاد تذكر من بعض كتب المتأخرين فمثل هذه المتابعات يعني لا يقال ان ذلك يتبناه تماما لكنه نقل ما في الكتاب الاخر وعلى كل حال هذا في اخر هذا الذكر لاحظوا انه قال فيه انت كما اثنيت على نفسك فهذا كانه يعني هو اعتراف بالتقصير اعتراف بالعجز وذلك انه كانه مستغفر من تقصيره هذا فيعلن عجزه وان الله تبارك وتعالى هو الذي يثني على نفسه بما يليق بجلاله وعظمته وهو الذي يحصي ذلك دون من سواه والعبد مقصر في بلوغ الواجب بحق ربه تبارك وتعالى والثناء عليه والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه غدا ان شاء الله لا يكون عندنا تعليق اربعاء ليلة الخميس ولا الخميس ليلة الجمعة واما الجمعة لعله لعله ان شاء الله طيب عندكم سؤال سلامة الله