والله تبارك وتعالى ذكر اهل الايمان في موقفين الاول في بدر وهم قلة واذكروا اذ كنتم واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فهذا باب جديد باب دعاء لقاء العدو وذي السلطان وذكر فيه ثلاثة احاديث اولها حديث ابي موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اذا خاف قوما قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اخرجه ابو داوود وسكت عنه وعرفنا ان ما سكت عنه فهو صالح للاحتجاج عنده قال عنه النووي اسناده صحيح وقال المناوي صالح والحافظ بن حجر قال حسن غريب وقال في موضع اخر غريب ورجاله رجال الصحيح لكن قتادة مدلس وقال في موضع ثالث مرسل وصححه السيوطي والشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع قوله كان اذا خاف قوما هذا عام فلا يختص بما ذكره المؤلف في ترجمة هذا الباب دعاء لقاء العدو وللسلطان كان اذا خاف قوما فيحمل على هذا العموم كان اذا خاف قوما اي شرا قوم قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم نجعلك في نحورهم بمعنى تدفعهم عنا وتمنعنا منهم والنحر معروف وهو اعلى الصدر يقال جعلت فلانا في نحر العدو اي قبالته وحذاءه وخص النحر بان العدو انما يستقبل بنحره عند القتال وبعضهم قال يحتمل ان يكون ذلك للتفاؤل بنحرهم نحر الاعداء ولكن الاول اقرب لانه المتبادر يجعلك في نحورهم وانما خص النحر والله تعالى اعلم لانه اسرع واقوى في الدفع والتمكن من المدفوع ونعوذ بك من شرورهم يعني انت تسأل الله تبارك وتعالى ان يكفيك وان يعصمك من شرورهم نسألك ان تصد صدورهم وتدفع شرورهم. نقول نجعلك في نحورهم فاذا كان كذلك فانت تدفع صدورهم وشرورهم وبهذا تكفى ما تخاف وما تحاذر في حال بينك وبين هذا العدو الذي تخافه قريب من هذا ما ذكره بعض اهل العلم في تفسيره قالوا المعنى نجعلك في ازاء اعدائنا حتى تدفعهم عنا فانه لا حول ولا قوة لنا يعني يا رب نستعين بك في دفع هؤلاء الاعداء فهذا فيه التحصن والاعتصام بالله تبارك وتعالى والعوذ واللجأ اليه مما يخافه الانسان ويحاذره وفي هذا الحديث ان من اعتصم بالله تبارك وتعالى ولجأ اليه كفاه ما يخاف من الاعداء والله عز وجل يقول فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم الحافظ ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب من الكلم الطيب جعل ترجمة جعل هذا الحديث تحت ترجمة تحت ترجمة قال فيها بالذكر عند لقاء العدو ومن يخاف سلطانا وغيره كأن المؤلف اخذه من الحافظ ابن القيم رحمه الله الحديث الثاني وهو حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا غزا قال اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول وبك اقاتل هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حسن غريب وصححه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله اللهم انت عضدي هذا يقوله اذا غزا انت عضدي يعني معتمدي فلا اعتمد على غيرك العضد كما ذكر اهل العلم كناية عما يعتمد عليه عما يثق به المرء ويركن اليه من القوة واصل العضد هو العضو المعروف الذي يكون بين المنكب والمرفق او ما بين الكتف والمرفق فيستعار يستعمل ذلك للقوة لان هذا موضع قوة ولذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم امر اصحابه في عمرة القضية عمرة القضاء ان يتبعوا بمعنى انه يخرج الرداء من تحت من تحت الابط الايمن ليظهر العضد فيكون ذلك اظهارا للقوة لان المشركين قالوا اتاكم قوم قد انهكتهم حمى يثرب. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يظهر لهم خلاف ذلك والناس يقولون فلان عاضدي لهذا المعنى ولهذا قال الخليل ابن احمد رحمه الله العضد المعونة قال عضدت فلانا اي اعنته قال الله تعالى وما كنت متخذا المضلين عضدا فصار يستعمل في هذا المعنى في القوة انت عضدي ويقول ابن الاعرابي رحمه الله عضد الرجل هم قومه وعشيرته لماذا؟ لانه يتقوى يتقوى بهم تقول هؤلاء عضد فلان واعضاد فلان ناصروه ومؤيدوه انت عضدي ونصيري. يعني معيني ومغيثي بك احول بك يعني بحولك وقوتك وعونك ونصرك وتأييدك احول يعني اصرف كيد العدو او احتال لدفع مكرهم وبعض اهل العلم جمع بين المعنيين اتصرف اصرف كيد العدو واحتال لدفع مكرهم واصل الحول والحركة قل حال الشخص اذا تحرك فهو من التحول تحول عن حاله الانتقال من حال الى حال نقول لا حول ولا قوة الا بالله لا حركة ولا استطاعة ولا تحول ولا انتقال من حال الى حال الا اعانة الله تبارك وتعالى ويقال الحول ايضا للحيلة وبهذا فسره بعض اهل العلم الا الا ان الاول اشهر بك احول يعني اتصرف واتحرك في دفع ما اخافه واحاذره من هؤلاء الاعداء وكيدهم يعني ادفع وامنع حال بين الشيئين اذا منع احدهما من الاخر وبك اصول. اصول يعني احمل على العدو حتى اغلبه واستأصله منه الصولة بمعنى الحملة تقول فلان له صولة على القلوب او تقول صال على العدو او يقال العدو الصائل يعني الذي يحمل قال دفع الصائل هو الذي يكون منه عدوان على الاخرين من انسان او حيوان او غير ذلك بك اصول وبك اقاتل يعني اقاتل اعدائك في هذا الحديث الخروج خروج العبد من حوله وطوله وقوته الاعتماد على الله تبارك وتعالى وحده ولذلك لاحظوا انه قدم الجار والمجرور اللهم انت عضدي وانت نصيري بك احول. ما قال احول بك وبك اصول ما قال اصول بك وبك اقاتل ما قال اقاتل فتقديم ما حقه التأخير يدل على الحصر او يشعر بالحصر او الاختصاص يعني لا احول الا بك ولا اصول الا بك ولا اقاتل الا بك فيكون قد خرج عن الالتفات الى نفسه ولا ينظر الى قوته وامكاناته وما اوتي من القدر ونحو ذلك وهكذا ينبغي ان يكون المؤمن في كل احواله بدفع شياطين الانس وشياطين الجن ومن يكون بازاء العدو يقاتلهم فهو احوج ما يكون الى هذا ان يخرج من حوله وقوته لا يغتر بقوته وامكاناته خططه العسكرية وما الى ذلك مما يملكه من قوى واجناد وسلاح ونحو ذلك وانما ينخلع من ذلك جميعا ويظهر الافتقار الى الله تبارك وتعالى لان الكثرة وحدها لا تكفي وكثرة السلاح وقوة السلاح وحدها لا تكفي ورزقكم من الطيبات وهنا هؤلاء فئة قليلة وكذلك ما وقع لبني اسرائيل في القصة التي ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة اذ قالوا لنبي الله وابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله الى ان قال الله عز وجل في ذكر قول اهل الايمان منهم او اهل الصبر والاستعانة كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين فهزموهم باذن الله هذا اما الكثرة فكما وقع في يوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم من الله شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين الكثرة ليست هي المعول في النصر ولا العتاد والعدة وانما يكون ذلك بتأييد الله تبارك وتعالى ونصره وهكذا المؤمن في كل احواله يكون عظيم الافتقار الى الله كثير التضرع اليه مظهر المسكنة لربه وخالقه جل جلاله فهذا الذي يؤيده الله وينصره ولا يغتر بما عنده والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اذا كان عندكم سؤال نعم تفضل نعم يمكن ان يقول هذا بكل ما يخافه نعم لا هذا ما هو من اذكار الصباح انتهينا من زمان من اذكار الصباح هذه ليست من اذكار الصلاة هذا يقوله في حالة خاصة اذا كان في حال من الخوف من عدو ونحوه فقط نعم اللهم صلي على محمد اتفضل نعم حتى لو كان ايش حتى لو كان هذا في الخوف عموما او فقوما وقد يخاف من من يظلمه يعتدي عليه يعتدي على ماله يعتدي على نفسه على دمه فاذا كان من يحاذره ويخافه فانه يقول مثلا هنا طيب والسلام عليكم