الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدثنا في الليلة الماضية بي باب الدعاء للمريض بعيادته عن الحديث الاول الذي اورده المؤلف وهو قول لا بأس طهور ان شاء الله وفي هذه الليلة ان شاء الله نتحدث عن الحديث الثاني او الدعاء الثاني الذي يقال للمريض فقد ذكر المؤلف دعائين اثنين والثاني ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من عاد مريضا لم يحضر اجله فقال عنده سبع مرار اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك الا عافاه الله من ذلك المرض وفي رواية ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر اجله فيقول سبع مرات اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك الا عوفي هذا اخرجه الترمذي وابو داود وقال الترمذي حسن غريب وحسنه ايضا البزار والحافظ ابن حجر والالباني في بعض كتبه وقد قال عنه المنذر اسناده صحيح او حسن او ما قاربهما وكذلك ايضا قال جمع من اهل العلم يعني حكموا بصحته كالسيوط الشيخ احمد شاكر والالباني في بعض مؤلفاته صححه في بعضها وحسنه في بعضها وقال ابن كثير بانه جاء من حديث ابي خالد الدالاني يزيد ابن عبد الرحمن وفيه ضعف لكن رواه النسائي من طرق اخرى وكذلك ايضا قال الشوكاني في اسناده يزيد ابن عبد الرحمن قال وقد وثقه ابو حاتم وتكلم فيه غير واحد الحاصل ان هذا الحديث حديث الصحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم من عاد مريضا لم يحضر اجله فقال عنده سبع مرارا من عاد مريضا ظاهره ان هذا الداعي او القائل او الذي يعود المريض انه ولو كان كافرا يعني الزائر العائد للمريض ولكن الرواية الاخرى قال ما من عبد مسلم يعود مريضا فهذه تقيد الرواية الاخرى فيكون ذلك للمسلم يعني ان يكون صادرا من مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا وفي الرواية الاخرى ما من عبد مسلم يعود مريضا هذا يشمل الرجل والمرأة فان المرأة اذا قالت ذلك فلا اشكال فان النساء شقائق الرجال وقوله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا فان من يدخل فيها النساء واما قوله ما من عبد مسلم فانما ذكر العبد المسلم من باب ذكر الاشرف من الجنسين ولكن المرأة داخلة في ذلك بلا مريح وقوله هنا من عاد مريضا لم يحضر اجله فقال عنده سبع مرار لم يحضر اجله هذا المرض من عاد مريضا لم يحدد هذا المرض بنوع خاص فيدل على ان ذلك يكون من سائر العلل والامراض لا يختص بمرض دون مرض سواء كان مما يعرف الاطباء علاجه او مما لم يعرفوه او سواء كان ذلك مما وقف الاطباء على علته او كانت علته خفية لم تعرف لان الاطباء احيانا يتوقفون يقولون نحن لا ندري ما هذه الحالة او ما هذه العلة او ما هذا المرض او ما هذا الداء حالة جديدة بالنسبة الى هذا الطبيب فذلك جميعا وظاهره انه ان هذا المرض سواء كان من الامراض العضوية او كان من الامراض الاخرى الروحانية كما يقال به علة مريضا فهذا مريض لان المرض هو اختلال اعتلال مزاج البدن اعتلال مزاج البدن هذا هو الذي يقال له المرض فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا اطلق من عاد مريضا وقيده بهذا القيد لم يحضر اجله ام يحضر اجله مفهوم المخالفة انه ان كان قد حضر اجله فان مثل هذا القول لا يكون منتجا لهذا الذي قاله النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو العافية ان يكون سببا العافية فهذا القيد معتبر يدل على ان المريض الذي قد حضر اجله يعني ان هذا مرض الموت لا يفيده ذلك بتأخير الاجل ولكن هل تنعدم الفائدة من مثل هذا الدعاء الجواب ان ذلك لا ينعدم لا بالنسبة للمقول له ولا بالنسبة لقائله فان الدعاء لا يضيع عند الله تبارك وتعالى. وقد وعد بالاجابة وقال الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي قيل بالدعاء وقيل ب التوحيد والعبادة والامتثال وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فالمقصود ان الدعاء لا يضيع عند الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الداعي يكون له احدى ثلاث خصال ولابد فاما ان يعجل له ما سأل واما ان يدخر له ذلك في الاخرة واما ان يكون ذلك سببا في دفع مكروه مثل ما دعا ان يدفع عنه من المكروه مثله وهذا المكروه قد لا يشعر الانسان به قد يكون هذا الانسان قدر عليه في الصحف التي بايدي الملائكة ان مصيبة تقع له ولكن يدفع عنه بسبب دعاء اخر دعا به لنفسه او لغيره لكن الدعاء الذي يكون لغيره لا يحرم منه هذا المدعو له فيكون ذلك يعوضه الله منه ما شاء من الاجر ورفع الدرجات وما الى ذلك فلم يعجل مقتضاه بالبرء ولكنه يحصل له اما بدفع مكاره وعلل اخرى وامراض قد تتفاقم ومعلوم ان المريض اذا ضعفت عافيته وتراجعت صحته فان ذلك يكون مدعاة لكثير من الامراض تتتابع فيدخل المستشفى بسبب علة معينة ثم بعد ذلك ينجر الحال الى علة اخرى وثالثة ورابعة وهكذا ولربما اصابه شيء من العلل بسبب البيئة التي هو فيها فان المستشفى لا يخلو من امور بسبب اجتماع المرضى ويكون هذا قد قلت مناعته لربما فينتابه من الامراض ما لا يكون بحسبانه اذا يدفع عنه من البلاء يدفع عن المريض وقد يخفف عنه المرض قد يكون هذا المرض متفاقما لكن بمثل هذا الدعاء والرقى يخفف عنه مثل هذا المرض وقد يكون ذلك ايضا مسهلا له الاحوال التي يلابسها من هذه العلاجات ولربما تكون في غاية الصعوبة والمشقة والالم فيخفف عنه ذلك ولذلك تجد بعض المرضى لا يجدوا كبير عناء مع هذه الانواع من الادوية والعلاجات القوية لبعض الامراض الشديدة وتجد اخر يعاني غاية المعاناة اوهنته هذه الامراض واوهنته هذه ايضا الطرق بعلاجه فالمقصود ان هذا قد يخفف عنه وقد يكون ايضا يخفف عنه الموت وسكرات الموت ويسهل عليه المرض ويسهل عليه ايضا الموت ومن هنا فانه ينبغي التفطن الى هذا المعنى كثير من الناس قد يبذلون كل مستطاع اذا كان لهم مريظ من الرقية وانواع العلاج والدعاء والصدقة يبذلون الاموال الطائلة في كل سبيل من سبل الخير ثم يموت هذا المريض مع كثرة الدعاء والالحاح في الدعاء فهل خيب الله رجاء هؤلاء؟ هل خاب سعيهم؟ كلا ولكنه قد حضر اجله ولابد من الاجل ولابد من الموت فهل هذا يعني ان الصدقة لا تنفع وان الدعاء لا ينفع وان الرقية لا تنفع؟ الجواب ان ذلك ينفع باذن الله عز وجل ولهذا شرع لنا التداوي وشرع لنا الدعاء وشرعت لنا الصدقة والتداوي بالصدقة ولكن ان لم يتحقق مقتضى ذلك بالنسبة لهذا المريض فان هؤلاء جميعا يحصل لهم من الاجور ورفع الدرجات وتكفير السيئات بهذه المصيبة من اولها بوقوع المرض وما يقع له من الهم والحزن والتألم بحاله وما يقع له هو ايضا من رفعة الدرجات وحطوا السيئات وقد ذكرنا في الليلة الماضية ان الامراض على الراجح والمصائب انها تكفر السيئات وتكون سببا لرفعة الدرجات وسببا للاجور ايضا فمثل هذا ينبغي التفطن له وان الله لا يخيب سعي الساعين والباذلين والمحسنين والداعين ولكنه قد يدخر لهم ذلك في الاخرة فلا يقال خاب رجاؤهم ما الفائدة من دعائهم؟ لكنه قد لا يكون حضر الاجل. وفي الصحف التي بايدي الملائكة ان هذا الانسان يموت اذا بلغ السن المعين فيكون الدعاء والصدقة وصلة الرحم وما الى ذلك من الاسباب سببا لشفائه. فيطول العمر لكن الذي في علم الله عز وجل وفي اللوح المحفوظ لا يتغير انما كما قال الله عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت يعني يمحو ما يشاء ويثبت يعني مما في ايدي الملائكة من الصحف فان التقدير انواع فهناك التقدير الازلي قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء هذا لا يتبدل ولا يتغير ولا يتحول بحال من الاحوال فالذي في علم الله لا يحصل به التغيير الذي في اللوح المحفوظ لا يحصل به التغيير هو كما قضاه الله عز وجل وهناك تقدير اخر في صحف الملائكة فهذا يحصل به المحو والاثبات هناك تقدير يسمى بالتقدير العمري وهو الذي جاء في حديث الصادق المصدوق حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما ذكر مراحل الجنين ثم بعد ذلك اذا بلغ اربعة اشهر يبعث اليه الملك فيؤمر باربع كلمات برزقه واجله وعمله شقي ام سعيد فهذا يقال له التقدير العمري يعني عمر هذا الانسان ما الذي يقضى له؟ ما الذي يكون في تقدير الله تبارك وتعالى له مما يطلع عليه الملك وهناك تقدير يقال له التقدير الحولي قال الله عز وجل عن ليلة القدر فيها يفرق كل امر حكيم هذا تقدير السنة الارزاق والاجال وما الى ذلك هذا في السنة فهذا التقدير الذي يطلع عليه الملائكة الذي بايدي الملائكة الصحف التي بايدي الملائكة يحصل بها التغيير فيكون عمر هذا الانسان في الصحف التي بايدي الملائكة يبلغ الخمسين ويكون في علم الله عز وجل ان هذا الانسان يدعو او يصل الرحم او نحو ذلك فيمد له في العمر الى الستين ونحن مأمورون بتعاطي الاسباب كما ان الانسان يدفع قدر الله بقدر الله بالاكل اذا جاع فالجوع قدر فيدفعه بالاكل واذا اصابه العطش يدفعه بقدر الله في شرب فيندفع عنه العطش وهذا الانسان يعمل الاسباب في ذهابه ومجيئه وركوبه وانتقاله وسفره كل هذا من الاسباب ما يتكل على القدر فالمقصود ان هؤلاء الذين يبذلون في سبيل علاج هذا المريض من دعاء وصدقات ونحو ذلك لا يضيع وسعيهم لا يخيب فينبغي على العبد ان يحسن الظن بالله تبارك وتعالى ولا يقول عملنا ودعونا وتصدقنا ثم لم نرجع من ذلك بشيء. كلا هذا سوء ظن بالله جل جلاله وتقدست اسماؤه فالشاهد ان هذا الذي يعود المريض ويقول سبع مرات وهذا العدد غير مدرك يعني التعليل لان هذا في علم الغيب لكن العدد هذا في السبع جاء في اشياء كثيرة في الرقى والعلاج وغيرها التصبح بسبع تمرات نعم وكذلك ايضا النبي صلى الله عليه وسلم قال صبوا علي من سبع قرب من سبعة ابار من ابار المدينة بمرض موته صلى الله عليه واله وسلم كذلك ايضا فيما يتعلق بالرقى في قراءة بعض هذه الرقى سبع مرات ومثل هذا الدعاء ايضا سبع مرات والله تبارك وتعالى انزل القرآن على سبعة احرف وكذلك خلق سبع سماوات وسبع اراضين فهذا العدد له والصغير المولود يعق عنه في يوم سابعه ويسمى في يوم سابعه نعم. ويختن في في سابعه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعليلا لهذا فيما يتعلق بالمولود ان السبعة اذا دارت فان هذه تعتبر ما بعدها انتقال جديد فاذا جاوز هذه الايام السبعة يكون جاوز مرحلة ثم بعد ذلك ينتقل الى غيرها فيرجى له السلامة ثم فيختتن ويسمى اليوم السابع الى غير الى غير ذلك وان كان في موضوع الختان ذكر اشياء اخرى فذلك انه اقل في الايلام اذا كان في اليوم السابع واذا كان في فيما بعده فانه يكون اعظم الى من الشاهد يقول سبع مرات اسأل الله العظيم بعضهم قال سبع مرات نظرا للاعضاء السبعة التي يسجد عليها الانسان ولكن هذا يحتاج الى دليل يقول اسأل الله العظيم العظيم في ذاته وصفاته الله هو العلي العظيم رب العرش العظيم والعرش هو اعظم المخلوقات كما هو معلوم وبعضهم ضبطه بنصب العظيم رب العرش العظيمة يعود الى الله عز وجل يعني الله هو العظيم او رب رب العرش العظيم يعني العرش العظيم العظيم صفة للعرش والعرش لا شك انه موصوف بالعظمة والله تبارك وتعالى موصوف العظمة فكل ذلك لا اشكال فيه والعرش في كلام العرب هو يقال لسرير الملك وهذا العرش يحمله ملائكة الرحمن وهو كالسقف للعالم كما ذكر ذلك اهل العلم كشيخ الاسلام غيره. فيقول اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك يقول النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا قال ذلك سبع مرات لمن لم يحضر اجله؟ قال الا عافاه الله من ذلك المرض وفي الرواية الاخرى الا عوفي الاحظ هنا يعود مريضا ولم يقيد ذلك بالمسلم فلو عاد مريضا من غير المسلمين وقال هذا فظاهره ان ذلك يتحقق فيه يتحقق فيه الشاهد انه يدعو بهذا الدعاء سبع مرات فيكون مقتضاه والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى قال الا عافاه الله عز وجل عافاه الا ان يكون قد حضر اجله فتحصل له تلك الامور الاخرى من تهوين المرظ ادافع على الاخرى واجور ورفع درجات وما الى ذلك من ايضا معافاة الباطن من الوساوس والخواطر والحزن والغم الذي يعتري المريض عادة ولذلك تجد بعظ الامراظ نسأل الله العافية للجميع لربما يعطى كثير من المرضى من الادوية النفسية القوية التي تجعل هؤلاء في حال اشبه ما يكون في غيبة الوعي ان تجد هذا الانسان في حال من اشبه ما يكون بالتخدير بحيث لا يشعر اكتئاب حزن بسبب المرض بينما تجد اخر عنده من التسلي والراحة والروح والطمأنينة ما لا يقادر قدره على كل حال هذا الحديث به استحباب الدعاء للمريض بهذا الدعاء وتكرير ذلك سبع مرات والا اذا جاء الاجل فانه لا يرد واذا المنية انشبت اظفارها الفيت كل تميمة لا تنفعوا هنا على كل حال مثل هذا ينبغي ان يتحراها المؤمن ويدعو به من يعودهم من المرظى اذا دخلت على مريظ فقل له ذلك فلعل الله عز وجل ان يجعل ذلك سببا لبرؤه هذا واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا اجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اذا كان عندكم سؤال نعم يقول الدعاء مع الرقية لا بأس لان الاخ يقول هل يقول هذا الدعاء مع الرقية هو يقوله يدعو به ولا بأس ان يضمنه في الرقية ايضا ان يضمنه في الرقية فان الرقى تكون بالقرآن وتكون بالاذكار الصحيحة والادعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو انه رقى بكلام صحيح لا اشكال فيه لا منكر فيه ولا محذور ولا شرك ولا مبهم مبهمات كلام غير مفهوم ومن غير معاطاة لامر يورث ريبة كان ينظر الى النجوم وهو يرقي او نحو ذلك فان هذا ان سلم من هذه الامور فلا اشكال فيه ولكن الابلغ في الرقية ان تكون بكلام الله او بالاذكار والادعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال علميها رقية النملة رقية النملة ما تلقوها من النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال اعرضوا علي رقاكم الرقى التي كانوا يرقون بها في الجاهلية واخبرهم انه لا بأس بالرقى ما لم يكن شركا نعم طيب سلام عليكم