الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء من اصيب بمصيبة وذكر فيه المؤلف حديثا واحدا وهو ما جاء عن ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها قالت فلما توفي ابو سلمة قلت كما امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه وقوله ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول ما من عبد عبد هنا نكرة في سياق النفي ما من عبد وهي تفيد العموم وقد سبقت بمن ومن هذه تنقلها من الظهور في العموم الى التنصيص الصريح في العموم بمعنى ان ذلك يكون نصا صريحا في العموم ما من عبد والعبد هنا يشمل الرجل والمرأة بحكم التبع وان كانت الصيغة صيغة المذكر سواء كان هذا الذي قاله قد اصيب بمصيبة في ما يتعلق بالمال او الاهل والولد وغير ذلك لان لان المصيبة هنا جاءت منكراتا ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون المصيبة في اصل الوضع اللغوي كل ما اصاب الانسان مما يسوؤه قل ذلك او كثر جل ذلك او دق سواء كان ذلك دقيقا يسيرا او كان ذلك كبيرا عظيما ولكنه والله اعلم خص في عرف الاستعمال بما يشتد وقعه على الانسان هذا الذي في العرف يقال له مصيبة بما يكون وقعه عليه شديدا واما الامور اليسيرة التي لا قيمة لها ولا يقف العبد عندها ولا يحزن من اجلها ولا يكترث ان هذه في عرف الاستعمال لا يقال لها مصيبة وقد جاء في حديث كل شيء ساء المؤمن فهو مصيبة لكنه لا يصح وقد بنى عليه بعض اهل العلم حكما وهو ان كل ما يسوء ولو كان يسيرا فانه مصيبة ومن ثم يقال فيه انا لله وانا اليه راجعوا على كل حال فيقول كما امره الله كما امره الله اين الامر هنا الحديث ليس فيه صيغة امر وانما فيه ذكر الجزاء المرتب على هذا القول واما في قوله تبارك وتعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون فهذا فيه البشارة وليس فيه الامر الصريح ومن هنا وقف عدد من الشراح امام هذه الجملة يتساءلون عن الامر وليس ثمة صيغة امر والذي يظهر والله اعلم ان الله تبارك وتعالى علم عباده كيف يقولون عند المصائب بذكر ما يكون لهم من الثواب والبشرى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم. فهذا التعليم من الله تبارك وتعالى انما هو من اجل ان يفعل فالشارع يكون بذلك امرا عباده معلما لهم بهذه الطريقة وان لم تكن من صيغ الامر الصريحة وانما ذكر من اجل ان يمتثل هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم واما ما ذكره بعض اهل العلم في الجواب عن هذا الاشكال قالوا لعله جاء الامر في غير القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ربه تبارك وتعالى كما امره الله وان لم نعلم هذا الامر المعين هكذا قال بعض اهل العلم كابي الوليد الباجي وهو من فقهاء المالكية ومن الاصوليين ايضا وله شرح على الموطأ على كل حال وايضا ذكر غيره بان ذلك يمكن ان يكون باعتبار ان الله امر بالدعاء وقال ربكم ادعوني استجب لكم فهذا عام وفي الواقعة المعينة مما يكرهه الانسان ويسوءه فهو يقول اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها فهذا دعاء فهو مأمور بالدعاء عموما صراحة في هذه الاية ادعوني استجب لكم وغير ذلك من الايات التي جاء الامر فيها الدعاء وهذا ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله استظهر ايضا ان يكون المراد باعتبار ان الله تبارك وتعالى اعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلم امته انه امرهم ان يقولوا ذلك ومن ثم لا حاجة لتكلف الجواب عنده انهم مأمورون. النبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم انهم ان الله امرهم بذلك فاذا قال العبد ما امره الله جل جلاله فيكون بذلك موعودا بهذا المذكور بعده. فيقول العبد الذي اصيب بهذه المصيبة انا لله انا لله ملكا فهو مالكنا وخلقا فهو خالقنا وكذلك ايضا نحن عبيده عبيد لله تبارك وتعالى فنحن ملكه يأخذ من شاء ويمهل من شاء يطول الاجل لمن شاء وتغترم المنايا من شاء في مقتبل الاعمار او في اوساطها او كان ذلك بعد ان يعمر العبد فهذا ملكه يأخذ ما يشاء لا معقب لحكمه ولا رادا لقضائه. استيقن العبد هذا يقول انا لله كلنا لله فهو يأخذ من مماليكه ما شاء ليس لاحد ان يعترض على هذا ولا يتوقف فيه ولا يوجد عنده ادنى تسخط لان الله اخذ من ملكي اخذ من خلقه من عبيده والامر كله لله تبارك وتعالى ثم ايضا كما اننا ملك له تبارك وتعالى فنحن ايضا وانا اليه راجعون نصير اليه فهذا غاية التسليم والاقرار بان العبد وما يملك وما ينسب اليه انه عارية مستردة فالله تبارك وتعالى هو الاول وهو الاخر فهذه الاشياء التي بايدينا وما اعطانا من الولد والمال ونحو ذلك فهو مبتدأ منه لانه هو الاول وهو الاخر الكل سيمضي الكل سيموت والله تبارك وتعالى هو الباقي وحده فكل ذلك عارية ولابد ان تسترد يستردها مالكها واذا وطن العبد نفسه على هذا المعنى فان ذلك ادعى للصبر وثبات القلب وذلك مما يهون عليه المصيبة وليس الشأن ايها الاحبة ان الانسان يتكلم بمثل هذا يقول انا لله وانا اليه راجعون وهو في غاية التسخط والجزاء وقد يصدر منه ما لا يليق من الاعتراظ على اقدار الله تبارك وتعالى فلان ما يستاهل فلان طيب المصايب تتجه الى الطيبين هذا سوء ظن بالله جل جلاله وتقدست اسمعه انا لله وانا اليه راجعون. نرجع اليه في الاخرة فيجازينا يتوفى الانفس ثم بعد ذلك ينقل العبد من حال الى حال ومن طور الى طور ومن مرحلة الى مرحلة ثم يقول بعد ذلك اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الظاهر ان هذا من جملة ما يقال يقول انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي كل ذلك يقوله وكما هو الظاهر اجرني في مصيبتي ويقال ايضا اجرني في مصيبتي لك ان تنطقه هكذا اؤجرني او اجرني في مصيبتي والمعنى يعني اؤجرني يعني اعطني الاجر والجزاء جزاء الصبر وجزاء المصيبة وتعويض الفقد اؤجرني اؤجرني وكذلك اجرني اعطني اجرا فكل ذلك يرجع في الاصل الى معنى واحد اجرني في مصيبتي في مصيبة الظاهر ان في هذه بمعنى باء السببية اجرني في مصيبتي يعني بسببي مصيبتي هذه بسبب ما وقع ليه وليست بمعنى مع وان كان قد ذكره بعض اهل العلم انها بمعنى مع يعني اؤجرني مع مصيبتي لكن اجرني في مصيبتي يعني بسبب هذه المصيبة اعطني اجري لا تحرمني اجرها يا رب واخلف لي خيرا منها يعني اجعل لي خلفا مما فات عني في هذه المصيبة يسأل العوظ قال الا اخلف الله له خيرا منها الا اخلف الله ولاحظ بصيغة الحصر النفي والاستثناء. ما من عبد يقول قال الا اخلف الله له خيرا منها هذا وعد جاء باقوى الصيغ واسرحها وقد ذكر بعض اهل العلم كالامام النووي ان قوله واخلف لي كما هو ظاهر انه بقطع الهمزة وكسر اللام اخلف لي لكنه قال ان ذلك يقال لمن ذهب ما لا يتوقع فصول مثله ما لا يتوقع حصول مثله بصيغة مقاربة يعني يقال له ذلك بصيغة غير التي وردت في الحديث يقال مثلا لمن فقد اباه الاب هل عنه عوظ ليس عن عوظ من فقد زوجته يمكن انه يجد افضل منها المرأة التي تفقد زوجها قد تجد افضل منه الوالد اذا فقد ولده قد يعوض بولد ابر واتقى وافضل واحسن واعظم نفعا وارفع مقاما بالعاقبة والاولى الدنيا والاخرة لكن الوالد فقد الانسان اباه فقد امه ما هو العوظ؟ اخلفني اخلف لي خيرا منها. النووي رحمه الله يقول في مثل هذا الذي لا يتوقع العوظ عنه انه يقال خلف الله عليك منه خلف الله عليك منه يعني كان الله خليفة منه عليك ويقال لمن ذهب له مال او ولد او ما يتوقع حصول مثله اخلف الله عليك يعني رد الله عليك مثله لكن هذا قد لا يكون دقيقا والله اعلم والسبب ان قائله كأنه نظر والله اعلم الى الخلف والعوض المماثل ما كان من قبيل النظير لهذا الفائت زوجة مكان زوجة زوج مكان زوج ولد مكان ولد طيب ووالد لا يوجد مكان للوالد احد الوالدة لا يوجد مكان للوالدة احد. اذا فلما نظر الى هذا قال العبارة تقال هكذا ولكن هذا لا يخلو من اشكال لان العوض ليس بالنظير فقط العوظ يكون بصور لا تخطر على البال لا تخطر على البال. انظر الى قوله تبارك وتعالى اولئك عليهم صلوات من ربهم هذا اعظم مما مات هو وذهب عليه ورحمة واولئك هم المهتدون فما يعوض من الاجر ووجوه البر والاحسان والالطاف الربانية في الدنيا وما يكون له بعد ذلك في الاخرة مما لا يقادر قدره. مما لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى على هذه المصيبة التي رضي وسلم معها هذا لا لا يمكن ان ان يقاس بفقد احد من اهل الدنيا الكل سيمضي والكل سيموت والناس يذهبون بآجالهم لكن ما الذي يصدر من هذا العبد فاذا قال ذلك اعطاه الله واخلف عليه خيرا منها من هذا الذي اصابه او فاته بهذه المصيبة. فيكون الانسان في رفعة ومنازل عظيمة ولذلك كان بعض السلف يحب ان يحتسب من يحب ولهم في ذلك اخبار سفيان الثوري رحمه الله عمر بن عبد العزيز قبله وقد لا تحتمل كثير من العقول ذكر بعض ذلك ويراجع في مظانه لكن اذكر مثالا واحدا وما جاء عن عمر بن عبد العزيز كان يقول لولده عبدالملك كان يقول والله اني احب ان تموت قبلي من اجل ان احتسبك وكان ولده يقول والله يا ابتي ما بي كراهة لما تحب ومات قبله مات وهو شاب اظنه لم يبلغ العشرين وكان في غاية الصلاح ويحث اباه حثا على رد المظالم والا ينام في القيلولة ولا يستريح عبد الملك ابن عمر ابن عبد العزيز هذا مثال واحد يقول في ولده يقول احب ان احتسبك جاء مثل هذا واكثر من هذا عن جماعة جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه لما دخلوا عليه ورأوا عنده صبية كالدنانير مثل الذهب قد قال كلاما على كل حال يراجع في مظانه وكما قلت سفيان الثوري وغير هؤلاء هذي مراتب عالية قد لا تصلح لامثالنا لكن نحن نقول من اصيب بمصيبة فعليه ان يصبر ويحتسب ويتجلد ويقول مثل هذا الكلام ولا يتسخط الشاهد ان هذه وجوه ينبغي النظر فيها لا النظر في العوظ المماثل في الدنيا الطاف الله رحماته والعوض الذي يكون للعبد لا يقتصر على انه يعطى ولد مكان ولد نعم لكن قد يحصل له شيء من ذلك يعجل له ايضا في الدنيا الاجر على المصيبة الدرجات التي تحصل المنازل التي في الجنة كل ذلك لا يقادر قدره في رواية لمسلم الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها ربما يقال هذه اللفظة ذكر فيها الاجر وذكر فيها الخلف فيبقى ان الخلف المتوقع ان يكون في الدنيا ولكن ليس هذا بالضرورة فان الاجر يبينه الجملة التي بعده اخلف له خيرا منها اخلف له خيرا منها بما يسوقه الله له في الدنيا او في الاخرة المهم انه خير المهم انه خير منها تقول ام سلمة رضي الله عنها فلما مات ابو سلمة تعني زوجها عبدالله ابن عبد الاسد المخزومي هذا توفي على المشهور في السنة الرابعة للهجرة اصيب بجراحة في غزوة احد ثم بعد ذلك حصل نقض لهذه الجراحة ومات رضي الله عنه في السنة الرابعة هذا كان من السابقين الاولين اسلم بعد عشرة انفس دخلوا بي الاسلام يعني هو الحادي عشر هذا الرجل الذي بهذه المثابة وذكروا انه اول من هاجر الى المدينة وذكروا ايضا انه هاجر الى الحبشة قبل ان يهاجر الى المدينة وهاجر ايضا معه امرأته يقولون اول من هاجر بالظعينة الى ارض الحبشة ثم الى المدينة وكان اخا للنبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع وابن عمته هذي زوجته كانت تتساءل تقول من ما سمعت الا اخلف الله عليه خيرا منها. تقول من مثل ابي سلمة انفسنا من سأعاود اول من هاجر؟ انظر الى المعايير عند هؤلاء الاصحاب رضي الله عنهم ما قالت انه جميل الصورة او انه يملك مالا كثيرا او انه كان يغدق علي الاموال والمصوغات والمجوهرات ونحو ذلك من سيعطيني لهذا الزوج لا لا كانت تتساءل ان هذا الرجل تقول اي المسلمين خير من ابي سلمة اول بيت هاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعيار الافضلية اذا كان هو اول بيت هاجر يعني هو مع زوجته هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم فمن سيكون افضل منه من الذي يأتي بعده ويكون متقدما عليه في نظرها هو اول من هاجر والهجرة لها شأن هي من اعظم الاعمال بعد الدخول في الاسلام فتقول فقلت ذلك هي طبعا كانت فيما يظهر كانت تقول هذا في نفسها يعني من اي المسلمين خير من ابي سلامة تقول ثماني قلتها قالت انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف علي او اخلفني اخلف علي خيرا منها فدعت بذلك تقول فاخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخطبها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها وكان خير عوض وخير خلف افضل من ابي سلمة هذا لربما لم يخطر في بالها حينما قالته لكن قالت ذلك انقيادا وتسليما لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه الكلمة على قصرها انظر ما لها من الاثار العجيبة ما لها من العواقب المحمودة ما يحصل للانسان من العوض اذا قال ذلك قال ولم يكن للعبد الا ما جاء في هذه الاية اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون فهذا كم فيه من الخيرات للعبد لكن العبد يحتاج ان حينما يقول هذا يقوله برضا وتسليم وان يدرك ما تحت هذه الكلمة وهذا لا شك انه مع ما يحصل له من العوض والاجر فان ذلك ايضا يكون من اعظم الاسباب لتسليته في حال المصيبة فينبغي لكل من اصيب بمصيبة ليس فقط فقد موت مصايب انواع ان يقول مثل ذلك وان يفزع اليه يقول ابن جريج رحمه الله ما يمنعه ان يستوجب على الله ثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها كل خصلة خير من الدنيا وفيها. لاحظ الاشياء المذكورة في الاية صلوات الله ورحمته والهدى كل خصلة خير من الدنيا وما فيها فهذا اذا نظرنا اليه وهو من اعظم العوظ. وجاء عن سعيد بن جبير رحمه الله قال لقد اعطيت هذه الامة عند المصيبة ما لم يعطى الانبياء انا لله وانا اليه راجعون. يقول لو اعطيه الانبياء لاعطيه يعقوب صلى الله عليه وسلم اذ قال يا اسفا على يوسف على كل حال الاسترجاع عند المصيبة امر مشروع وفي هذا الحديث بيان فضل الصبر والتسليم لقضاء الله وقدره وان من فعل ذلك رجي له الخلف بالدنيا والاجر في الاخرة وكذلك ايضا الذي يظهر ان مثل هذا يكفي ان يقوله العبد مرة واحدة عند المصيبة ولو قاله اكثر من ذلك فلا اشكال يثبت به نفسه ويظهر الرضا لكن لو قاله مرة واحدة كفى لكن متى مثل هذا يقال هل يقال بعد ما تبرد المصيبة بعد الصدمة الاولى بعد ما تسلوا النفس وقبل ذلك الجزع والانهيار والسقوط النياحة شق الجيوب وما الى ذلك ثم بعدين بعد ما يفيق من الصدمة يقول انا لله وانا اليه راجعون. الذي يظهر والله اعلم انه يقول ذلك عند الصدمة الاولى عند المصيبة. هذا هو المعول. هذا هو المحك. هذا الذي يظهر فيه الثبات والصبر الحقيقي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لتلك المرأة التي امرها بما امرها به من الصبر وقالت اليك عني فانك لم تصب بمثل مصيبتي ما عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما عرفت جاءت فذكر لها ان الصبر عند الصدمة عند الصدمة الاولى النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على ابي سلمة وكان قد فاضت نفسه رضي الله عنه وارضاه اغمض صلى الله عليه وسلم عينيه وكان قد شخص بصره فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان البصر يتبع الروح يتبع الروح وقد تكلمت في بعض المناسبات في شرح رياض الصالحين على هذا المعنى وكلام العلماء فيه وقول من قال منهم بان اخر من يموت في الانسان اخر ما يموت هو البصر وما ذكره بعضهم من الاحتمالات ان الروح حينما تفيض فان الموت يسري من اسافل الجسد ثم بعد ذلك يبقى شيء في اعاليه فيتبعه البصر يتبع الروح وهي وهي تخرج يعني حينما تخرج الروح هل يكون البصر في هذه الحال يراها؟ الله اعلم هذه قضايا غيبية يحتمل فبعض الاطباء يقولون ان البصر يبقى مدة بعد الوفاة يبصر هكذا يزعمون الاطباء من الاطباء المعاصرين بعيدا عن الحديث هم لا يتحدثون عن الحديث وشرح الحديث هم يتكلمون عن الناحية الطبية فان كان كذلك فهذا قد يكون معنى يوجه به وان لم يكن فقد يكون ذلك حينما خرجت الروح فبقي البصر شاخصا ثم تعطلت منافعه فلم يكن لي بقائه هكذا شاخصا معنى فكان اغماظ العينين هو المشروع وكثير من الفقهاء يذكرون ذلك في جملة الاداب عند حضور الميت يقولون لان صورته وهيئته وقد شخص بصره تكون غير مستحسنة مخيفة فاذا اغمضت العينان كان ذلك احسن في المرأة وهذا كانه قريب في مسألة الاغماض لكن في مسألة تعليل شخوص البصر فكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم بالتفاصيل التي وراء ذلك هذه امور من الغيب لكن بالنسبة لغير الانسان بعض الدواب بعض الحيوانات تبقى العين تنظر ويتحرك الجفن ولربما يصدر منه بعض التصرفات الرأس وهو مقطوع الحية اذا قطع رأسها فلو ان الانسان اراد ان يعبث بهذا الرأس فقد يلدغ من قبل هذه الحية فلا زال في رأسها نوع حياة ونحن نشاهد بعض الحيوانات الضب اذا ذبح وقطع رأسه تبقى جفونه تفتح وتغمض وينظر نعم ولربما يعض ما وضع عند فمه وهو قد قطع رأسه واعضاؤه تتحرك في القدر اعضاءه مقطعة قطع ويوضع في القدر وهذه الاعضاء تتقافز حينما تجد مس النار هذا الشيء نشاهده ونعرفه امر لا ينكر فهذه امور غيبية الله اعلم بها المقصود ان الانسان يتأدب بمثل هذه الاداب وفيه دليل على انه يدعى للميت عند موته ولاهله ايضا وعقبه بامور الاخرة والدنيا لان الملائكة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث انهم يؤمنون يؤمنون فيقول الانسان عندئذ خيرا ولا يدعو على نفسه ولا على اهله ولا نعم بعض الناس يدعو على نفسه ان الله ياخذه وان الله يعني كذا وان كلام لا حاجة اليه ولا يرد سليبا فالملائكة تحظر وتؤمن عند ذلك فلا يقول المؤمن الا خيرا لا يقول الا خيرا والله تعالى اعلم هذا ما يتعلق ما اشتمل عليه هذا الحديث والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اذا كان لديكم سؤال نعم انا لا اتحدث عن قول انا لله وانا اليه راجعوه الانسان يقول مثل هذا لسبب او لغير سبب يعني هو ذكر مشروع يمكن للانسان ان يقوله قلنا لله وانا اليه راجعون يذكر نفسه بهذا لا اشكال فيها لكن الكلام هنا يقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها فيترتب عليه ما ذكر الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها هل يقول هذا في الامور الدقيقة الاشياء التي لا قيمة لها فقد ريالا يقول مثل هذا بل يقول مثل هذا اصاب ماء طرف ثوبه اقال انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي هكذا هذي الامور اليسيرة هذه لا شأن لها لا قيمة لها والله اعلم كلام العلماء في هذا طيب اللهم صل على محمد لا اله الا الله. السلام عليكم ورحمة