ومن ثم فان البحث الروح ما هي ما كن هو؟ ما حقيقتها؟ لا طائل تحته وقد تكلم فيها كثيرون من الفلاسفة وغيرهم حتى ذكر فيها بعضهم اكثر من مائة قول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فهذا باب الدعاء عند اغماض الميت وذكر فيه المؤلف حديثا واحدا قد الملت قد الممت بشيء من الكلام عليه عند الكلام على الحديث قبله في باب دعاء من اصيب بمصيبة وما جاء عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها فهذا ايضا من حديث ام سلمة رضي الله تعالى عنها وارضاها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وقد شق بصره فاغمضه ثم قال ان الروح اذا قبض تبعه البصر فضج ناس من اهله فقال لا تدعوا على انفسكم الا بخير فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه هذا الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه قولها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وهو زوجها قد ذكرت طرفا من خبره وسيرته رضي الله تعالى عنه وانه هاجر الهجرتين الى الحبشة والى المدينة مع امرأته ام سلمة رضي الله عنها وانه قد كان اول من هاجر الى المدينة مع اهله تقول دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وقد شق بصره. يعني بعد ان خرجت روحه شق بصره يعني شق بصر الانسان اذا نظر الى شيء نظرا مستمرا لا يرتد اليه طرفه يعني يشخص البصر يشخص البصر فاغمضه النبي صلى الله عليه وسلم. اغمض عينيه وذكرت في المرة الماضية علة هذا والمشهور عند الفقهاء فيما يذكرونه من الادب عند حضور الميت ان ذلك لئلا يقبح منظره لئلا يكون في صورة غير مستحسنة وقد شخص بصره فاغمضه النبي صلى الله عليه واله وسلم وكذلك ذكرت قول بعض اهل العلم من ان هذا الاغماض انما هو لكوني البصر يتبع الروح ومن ثم فلا حاجة اليه بهذه الصفة يعني ان يبقى هكذا مفتوحا بهذه الطريقة فاغمضه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان الروح اذا قبض هنا يعلل النبي صلى الله عليه واله وسلم سبب يبين السبب بكون البصر يكون بهذه الصفة يشخص يقول ان الروح اذا قبض فان هنا تفيد التعليل يعلل مثل هذا لماذا يشخص البصر الروح اذا قبض تبعه البصر يتبع البصر. هذه قضايا غيبية كيف يرى الروح هل الروح ترى هناك في تلك اللحظات يكون الانسان قد عاين الحقائق التي لا يراها في هذه الحياة الدنيا يرى امورا غيبية لا يراها الان فالامر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا خرج اذا قبض تبعه البصر وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الم تروا ان الانسان اذا مات شخص بصره؟ قالوا بلى قال فكذلك حين يتبع بصره نفسه الاحظ هنا انه عبر بالنفس وفي حديث الباب حديث ام سلمة عبر بالروح فهذا يفهم ان الروح والنفس انهما شيء واحد الروح والنفس فهذه الروح التي تعمر الجسد وتكون بها الحياة اذا خرجت فان البصر يتبعها فيتحول هذا الجسد الى جثة الانسان هو مجموع الروح والجسد ولا يقال له ذلك الا باجتماعهما فاذا فارقت الروح الجسد لا يقال للروح بمجردها انسان ولا يقال للجسد بمجرده انسى وهذه الروح كما قال الله عز وجل ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي فذلك مما اختص الله عز وجل به فهو من امور الغيب لم يطلع عليها احدا ما هي الروح وما كثرة هذه الاقوال وهذه المتاهة الا لانها امر غيبي لا يوصل اليه واثارها ظاهرة موجودة في الانسان وان خفي عليه حقيقتها والله تبارك وتعالى على كل شيء قدير قد يكون هذا الانسان في تلك اللحظات يرى الروح كما هو ظاهر هذه هذا الحديث تصور له الله اعلم لكن بصره يتبعها يتبع هذه الروح التي كانت تعمر جسده والله تبارك وتعالى يقول عن الانسان في الاخرة وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وفي غاية الابصار يبصر ما لا ما لم يكن يبصره في الحياة الدنيا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حرك المشاعر وعرف اهل الدار ان ابا سلمة رضي الله عنه قد قبض فارقت روحه جسده فالناس لربما يعتقدون ان في الميت غشية يؤملون ان روحه لم تفارق جسده لا زالت عندهم بقية امال فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم انقطعت تلك الامال ضج هؤلاء من اهل الدار البكاء. ضج ناس من اهله يبكون والضجيج لا يكون الا برفع الصوت بالبكاء صاح ناس من اهله بصوت مرتفع صار لهم ضجة وهذا امر منهي عنه وهو من النياحة رفع الصوت بالبكاء على الميت لكن العين تدمع قلبي يحزن هذا لا اشكال فيه وانسان لا يستطيع ان يسيطر على مشاعره لا سيما في تلك اللحظات ولكن رفع الصوت هذا منهي عن وهو ضعف بالانسان فعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات والناس احوج ما يكونون الى التوجيه فيها قال لا تدعوا على انفسكم الا الا بخير لا تدعوا على انفسكم يعني لا تقولوا شرا كان يدعو بعض الناس على نفسه بالويل ويا ويلاه وثبوراه الثبور او يدعو على نفسه بالهلاك وان الله عز وجل يقبض روحه ونحو هذا فهذا كله لا يجوز او يدعو على اولاده ان يجعلهم الله عز وجل فدا له او تبعا له او الا يبقي منهم احدا او نحو ذلك من العبارات التي تقال عندما تطيش الاذهان والافهام والعقول نسأل الله العافية النبي صلى الله عليه وسلم علل لهم هذا النهي لا تدعوا على انفسكم الا بخير يدعى لهذا الميت ويدعى ليدعو الانسان لنفسه ولاهل هذا الميت لا تدعو النبي صلى الله عليه وسلم يوجه اهل الميت فيقولون اللهم الهمنا الصبر اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم طيب نزله اللهم ثبته اللهم اربط على قلوبنا اللهم عوضنا خيرا اللهم اؤجرنا في مصيبتنا كما سبق في الحديث الماضي واخلف علينا خيرا او واخلف لنا خيرا منها فيكون هذا الدعاء وبمثل ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم ايضا لابي سلمة علمهم كيف يقولون ودعا له عليه الصلاة والسلام قال ان الملائكة يؤمنون على ما تقولون. اذا هذه من لحظات الاجابة اجابة الدعاء لحظات الموت يستجاب فيها الدعاء من خير وشر ولهذا قال لا تدعوا على انفسكم الا بخير فان الملائكة يؤمنون وانا هنا والفاء تدل على التعليل فذلك علة لهذا التوجيه ثم قال صلى الله عليه وسلم يدعو لابي سلمة رضي الله عنه قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته بالمهديين ونحن عرفنا ان الغفر يعني الستر بالاضافة الى الوقاية اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين. يعني في جملة المهديين الذين هداهم الله عز وجل للاسلام يكون في جملتهم ارفع درجته في المهديين فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ارفع درجته في المهديين في جملة المهديين. الحقه بهم قال واخلفه في عقبه في الغابرين هو يرفع درجته هذا دعاء له. طيب وهؤلاء العقب الانسان اذا مات او اذا كان في مرض الموت المخوف او انتابه من العوارض ما ينتابه اول من يفكر بما جبل عليه بهؤلاء الذي سيتركهم هل سيظيعون من سيتولى توجيهه من سيوقظهم للصلاة من سيرعاهم من سينفق عليهم كما هو معروف من مشاعر الابوة والامومة بالنسبة للام فهذا الذي يقلق الابوين ما حال هؤلاء الاولاد كيف سيكون هؤلاء الاولاد من بعدي وهنا قال واخلفوا في عقبه في الغابرين يعني كن خلفا او خليفة له شف هذا الدعاء اخلفه في عقبه عقبة يعني في اولاده في الغابرين يعني الباقين في الاحياء من الناس يعني اوقع خلافتك في عقبه كائنين في جملة الباقين من الناس يعني كن خير خلف على هؤلاء الاولاد من بقي من وجد منهم فكن خليفة عليهم يا رب هذا والله تعالى اعلم فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا له ولهم بهذا الدعاء العظيم ثم دعا لنفسه صلى الله عليه وسلم ومن معه من اصحابه واغفر لنا وله ايضا واغفر لنا وله يا رب العالمين والدعاء باسم الرب كثير هو الاكثر في دعاء الانبياء وقد اشرت الى هذا فيما سبق وذكره الشاطبي رحمه الله في الموافقات اكثر دعاء الانبياء الرب لانه من معاني الربوبية العطاء اجابة سؤال سئل السائلين و المنع وما الى ذلك قال وافسح يعني وسع له في قبره وافسح له في قبره يعني وسع له في القبر فالقبر ضيق كما نشاهد وفيه ايضا ضغطة فهذا فهم منه بعض اهل العلم ان ذلك يشمل ذلك جميعا توسعة القبر وايضا ان يسلم من ضغطة القبر بين القبر يضيق على بعض اهل القبور حتى تختلف اضلاعه نسأل الله العافية ويفسح لاخرين حتى يكون بمد البصر فالقبور ليست كما نراها وان ما فيها من الاحوال الغيبية ما لا يقادر قدره وانما عمارتها وسعتها بما يكون من مزاولات الانسان هنا في هذه الحياة الدنيا لا يمكن هناك ان يوضع سرج ولا كهربا ولا مكيفات ولا غرف يوضع فيها الميت فلو وضع في اوسع الاماكن فان ذلك لا ينفعه فيكون ذلك اضيق عليه من الضيق نفسه نسأل الله العافية انما الذي يحصل به التوسعة الاعمال والايمان والتقوى فينبغي على العبد ان يعد لذلك المستقبل الحقيقي بالاعمال التي يجدها اذا وسد هناك ويكون له رصيد حقيقي واذا مات الميت كما نشاهد ايها الاحبة يقال ما شاء الله عليه كان سباقا الى المسجد كان اول من يأتي الى المسجد. كان كثير البذل والاحسان كان سليم القلب على اخوانه المسلمين كان يحب الخير كان لسانه كثير الذكر هذه الاشياء التي تذكر ولا نسمع قط يقال ما شاء الله كان فلان عنيف كان فلان او كثير المال او يقال عنه بانه كان كثير العقار او كثير الاولاد او كثير الزوجات او غير ذلك ليست هذه هي التي تذكر بعد ما يموت الانسان يبحثون له عن اي شيء. كان كان يذكر الله كثيرا كان يتصدق كان يحب الناس كان يحب اهل الخير كان يحب الطيبين كان هذي التي تقال والا الباقي كله يتبخر لا قيمة له كل هذا يذهب ولو كان يملك اموال قارون ثم ماذا ذهبت بين ورثته وانتهى كل شيء انتهى كل شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ونور له فيه. يعني في القبر فالقبر مظلم فهذه القبور مليئة بالظلمة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم على اهلها. وتنور باسباب منها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لاهلها ومن هنا استحب العلماء ان يحضر الميت اهل الفضل والصلاح من اجل ان يقوموا بما يلزم من جهة وان يدعوا لهذا الميت وان يدعو لاهله وان يوجهوهم الوجهة الصحيحة لانهم في تلك اللحظات تضطرب النفوس هو يحصل عند الانسان ذهول وينسى كل المعلومات التي تعلمها وما ينبغي ان يكون في تلك اللحظات الا من رحم الله تبارك وتعالى فيحتاج الى من يذكر. يحتاج الى من يبصر. ماذا ينبغي ان يقال؟ ما هو الدعاء اللائق بدلا من العويل والصياح والصراخ والدعاء على النفس والاهل والولد وما الى ذلك والحسرات التي لا تنفع ولا ترد بائتا اذا ترك هؤلاء لانفسهم فقد لا يوفقون الى القول الصحيح والفعل الصحيح هنا يحضره اهل الفضل واهل الخير والصلاح ويذكرون من حضر من اهله وغيرهم ويدعون للجميع فيجتمع دعاؤهم وتأمين الملائكة عليهم الصلاة والسلام فينتفع بذلك الميت وينتفع اهله وينتفع من حضر والميت احوج ما يكون الى الدعاء او يعذب ببكاء اهله عليه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اذا هو لا يحتاج الى ان يبكي هؤلاء ويرفعون الصوت بالبكاء انما هو بحاجة الى دعاء الى دعاء ان يدعى له لان هذا الدعاء ينفعه بالاجماع في هذا الحديث ايضا استحباب تغميض عيني الميت واستحباب الدعاء له وصية اهل الميت بالصبر يدعى لهم بخير وما الى ذلك هذه بعض المعاني التي تضمنها هذا الحديث واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه كان عندكم سؤال رفع الصوت من النياحة كلام ولا بكاء رفع الصوت بالبكاء من النياحة ان لم يكن بكاء يتحدثون؟ يقول ساعدني نزل هذا معي الى اخره فهذا لا اشكال يكون رفع الصوت بقدر الحاجة والا فهذا مقام يطلب فيه السكينة اما رفع الاصوات خلف الجنازة من يحملونها ومن لا يحملونها بالتكبير وحدوه ونحو ذلك فهذا لا يشرع كله من البدع اي نعم وانما يمشون مع الجنازة معتبرين متعظين عليهم السكينة متخشعين يذكرون الموت والبلا هذا اللائق من غير جلبة ولا لا هو بعد خروج الروح يعني النبي صلى الله عليه وسلم اغمض عينيه فلما قال ان الروح اذا خرجت معه البصر ضج اهله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اذا هي عند هذه الصدمة عند اللحظات القريبة من الوفاة فتكون الملائكة قد حضرت هذا الميت والميت يرى الملائكة يرى ملائكة الرحمة ويرى ملائكة العذاب كما يدل عليه حديث البراء الطويل وكذلك في جملة من الايات في القرآن ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون فهنا الملائكة تقول لهم هذا اخرجوا انفسكم ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت في لحظات النزع والملائكة باسطوا ايديهم يعني لقبض الروح اخرجوا انفسكم يخاطبونهم بهذا ويتوعدونهم بالعذاب فهذا مما يراه هؤلاء ولذلك جاء عن جماعة من السلف انهم تكلموا عند النزع بكلام لا يفسر الا بهذا بعضهم يقول مرحبا برسل ربي اخر يقول لمثل هذا فليعمل العاملون رأى منزلته عبارات لو نظرتم في تراجم بعض السلف تجدون مثل هذا في احوالهم عند الاحتضار والسلام عليكم