الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب الدعاء للفرط في الصلاة عليه واورد فيه المؤلف بعض الادعية من المأثور وغيره فمن ذلك ما جاء عن سعيد ابن المسيب انه قال صليت وراء ابي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط فسمعته يقول اللهم اعذه من عذاب القبر اللهم اعذه من عذاب القبر هذا اخرجه الامام مالك في الموطأ وابن ابي شيبة والبيهقي وصحح اسناده العين وقال على شرط الشيخين كما صحح اسناده الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله يقول صليت وراء ابي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط لانه مات قبل البلوغ والصبي قال لمن هو دون البلوغ والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان القلم قد رفع عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يبلغ او حتى يحتلم وقوله هنا لم يعمل خطيئة قط هذه صفة كاشفة وعرفنا فيما مضى من المناسبات ان الصفة الكاشفة غير مقيدة لانها تكشف عن حقيقة الحال لا انها تضيف وصفا مقيدا للمذكور قبلها لان الصبي لا يجري عليه القلم ومن ثم فانه ليس عليه خطيئة كما قلنا اذا قال الانسان رأيت رجلا ذكرا فان الرجل لا يكون الا كذلك وهكذا اذا قيل ان معنى الصراط في اللغة لا يكون لا يقال ذلك الا ما كان مستقيما فاذا قيل الصراط المستقيم فالمستقيم تكون صفة كاشفة لانه لا يوجد صراط غير مستقيم في اللغة لا يقال صراط الا لما كان على استقامة صلى على صبي لم يعمل خطيئة قط الصلاة على الصبي مشروعة مثل هذا على كل حال مما امر به الشارع وشرعه لعباده وقد نقل جمع من اهل العلم الاتفاق على وجوب الصلاة عليه فالصلاة ليس بالضرورة ان تكون الصلاة على الجنازة على الميت ليست بالضرورة ان تكون سببا لغفران الذنوب او الدعاء بمغفرة الذنوب وانما هي قربة وطاعة كما انها ايضا تكون سببا للشفاعة لهذا الذي يصلى عليه كما انها تكون سببا لتكفير السيئات اضافة الى رفع منازله ودرجاته مع وقايته مما يخاف ويحاذر من عذاب القبر وفتنته ونحو ذلك فهنا قال ابو هريرة رضي الله عنه اللهم اعذه من عذاب القبر اعذه والاعادة عرفنا انها بمعنى الوقاية الاجارة من عذاب القبر عذاب القبر غير فتنة القبر فتنة القبر تكون بسؤال الملكين واما عذاب القبر فكما قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله بان ذلك يكون بما يحصل لهذا المقبور الميت من الالم ما يجده من عذاب يصل اليه في قبره ايا كان هذا العذاب وهذا الالم الذي يحصل له قد لا يكون بالضرورة مما يوقعه غيره عليه كضرب الملائكة او ما يصل اليه من منزله في النار من حر النار ونحو ذلك او يمثل له عمله بشجاع اقرع او نحو هذا مما جاء بالنصوص لكن يوجد ايضا هناك الوحشة التي تكون في القبر وكذلك ذكر الحافظ بن عبدالبر او غيره ذكروا اشياء اخرى الضغطة مثلا التي تكون في القبر الهم الغم وما الى ذلك فهذا كله يدخل في عذاب القبر فحينما يقال في حق هذا الصغير الذي لم تقع منه خطيئة او لا يكتب عليه خطيئة. اللهم اعذه من عذاب القبر يمكن ان يكون ذلك بهذا الاعتبار ليس المقصود العذاب الذي يناله من من منزله في النار او بتعذيب الملائكة له فان هذا لا تكليف عليه ولكن القبر فيه من الوحشة وفيه من الضيق وما اشبه ذلك تكون هذه الصلاة سببا للتوسعة وانارة هذا القبر تزول ظلمته ويكون ذلك سببا ايضا كوني هذا القبر فسيحا يكون سببا الانشراح ويحتمل ان ابا هريرة رضي الله تعالى عنه لربما سمع شيئا في ذلك مما يقع للصغير وقال بعض اهل العلم يحتمل انه قال ذلك على العادة في الصلاة على الكبير يعني دعا بما يدعى به في صلاة الجنازة ويحتمل انه ظن انه كبير يعني لم يعلم انه صغير انه صبي فقال ذلك فسمع منه ويحتمل ان يكون قال ذلك كما نقول اللهم صلي على محمد وقد صلى الله عليه ان الله وملائكته يصلون على النبي نقول اتي محمدا الوسيلة والفضيلة وقد كتب الله له ذلك فيكون من اسباب نيل هذه الدرجات والمراتب دعاء المؤمنين هذا تحصيل حاصل لكن لكن الله عز وجل قد تعبدنا به هذه احتمالات ذكرها جمع من اهل العلم والله تعالى اعلم وجاء ايضا عن الحسن رحمه الله انه كان يقرأ على الطفل او قرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول اللهم اجعله لنا فرطا وسلفا واجرا وجاء ما يوضح ذلك بهذه القراءة وهذا القول كان اذا صلى على الصبي يعني الحسن قال اللهم اجعله لنا فرطا وسلفا واجرا يعني انه كان يقرأ في الصلاة وليس خارج الصلاة ولا يشرع قراءة القرآن على الميت لا قبل الدفن ولا بعد الدفن وان ورد بعض ذلك عن بعض السلف لكنه لا يشرع فهنا الحسن كان يقرأ الفاتحة في الصلاة يعني بعد التكبيرة الاولى ويدعو بالدعاء للميت يعني بعد التكبيرة الثالثة هذا الاثر عن الحسن اخرجه عبد الرزاق وابن ابي شيبة والطبراني في الدعاء وعلقه البخاري في كتاب الجنائز قال باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة وهذا الاثر عن الحسن حسنه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله لكنه من كلام الحسن او من قول الحسن وليس ذلك عن النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول اللهم اجعله يعني هذا الصبي فرطا وسلفا واجرا اجعله فرطا الفرض هو الذي يتقدم غيره ليرد الماء ويهيئ المنزل يعني ان المسافرين يتقدمهم من يهيئ لهم الماء فيملأ القرد والدلاء ويهيئ لهم المنزل حتى اذا وصلوا وجدوا ذلك مهيئا هكذا كان من عادة الناس فهنا اجعله لنا فرطا يعني بالجنة يعني انه يكون سابقا لهم الجنة او الى الجنة ولهذا قال اجعله لنا فرطا وسلفا واجرا يعني بعض اهل العلم يقول والسلف من سلف المال كانه قد اسلفه وجعله ثمنا للاجر الذي يكون جزاء على الصبر واحسن من هذا ما ذكره غيره قالوا بان سلف الانسان من يموت قبله من يتقدم عليه الوفاة من ابائه وذويه وقرابته ونحو ذلك. اجعله لنا سلفا الصدر الاول يقال لهم السلف السلف الصالح رضي الله تعالى عنه يعني اجعله لنا متقدما الى الجنة يسبقنا الى الجنة واجرا اي ثوابا جزيلا كما ذكرنا اللهم لا تحرمنا اجره في الدعاء للميت لا تحرمنا اجره اجر الاحتساب اجر تغسيل الميت وتكفين الميت واتباع الجنازة مع الصلاة عليها والدفن وما الى ذلك هذا كله مع اجر الاحتساب هذه اثار منقولة فيما يقال في الدعاء لا الصبي وذكر المؤلف هنا دعاء ايضا نقله عن بعض اهل العلم يقول وان قال اللهم اجعله فرطا وذخرا لوالديه وشفيعا مجابا يعني يشفع فالذي يشفع قد تقبل شفاعته وقد لا تقبل شفاعته. فقيد هنا بالاجابة شفيعا مجابا والذخر ما يدخرونه في اخرتهم قال ثقل به موازينهما واعظم به اجورهما والحقه بصالح المؤمنين. واجعله في كفالة ابراهيم باعتبار ان الصبيان يكونون في كفالته كما صح بذلك الحديث وقه برحمتك عذاب الجحيم وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله اللهم اغفر لاسلافنا وافراطنا ومن سبقنا بالايمان يقول ان قال هذا فحسن هذا ذكره صاحب المغني وغيره. والفقهاء رحمهم الله يذكرون مثل هذا الموضع ادعية متنوعة يستحسنونها وكأن الامر عندهم على السعة وان ذلك لا يتقيد ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لا سيما انه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث مرفوع فيما نعلم فيما يتعلق الدعاء هذا الصبي بخصوصه بخصوصه فعلى كل حال كم قال شيئا من ذلك او دعا بالادعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم عموما فهذا فيه سعاه الله تعالى اعلم هذا ما يتعلق هذا الباب واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه لك الذي يكون سؤال نعم