الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فهذا باب الدعاء قبل الطعام واورد فيه المؤلف حديثين الاول ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اكل احدكم طعاما فليقل بسم الله. فان نسي في اوله فليقل بسم الله في اوله واخره اخرجه ابو داوود والترمذي وابن ماجة وسكت عنه ابو داوود وقال الترمذي حسن صحيح وصححه الحافظ ابن القيم والشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع وقال البوصيري اسناده رجاله ثقات على شرط مسلم الا انه منقطع. وقال الحافظ ابن حجر له شاهد قولها رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اكل احدكم طعاما فليقل بسم الله فليقل بسم الله المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم اذا اكل احدكم طعاما يعني شرع في الاكل وليس المقصود الفراغ منه وانما تكون التسمية في مبدأه في اوله فهذا المراد بقوله اذا اكل احدكم طعاما يعني شرع بالاكل فليقل بسم الله يعني قبل ان يرفع شيئا من هذا الطعام الى فيه فليقل بسم الله الباء هذه حملها بعض اهل العلم على معنى الاستعانة يعني اكل مستعينا بسم الله او بمعنى المصاحبة اكل مستصحبا اسم الله وهي اما ان يكون المقدر قبلها اكل او بان يكون فعلا اكل او ان يكون اسما اكلي بسم الله اكلي بسم الله في قدر في كل موضع بحسبه واذا اراد الانسان ان يقرأ فقال بسم الله قراءتي بسم الله او اقرأ بسم الله ويمكن ان يكون مؤخرا يعني المقدر باسم الله اكلي. بسم الله قراءتي. بسم الله اقرأ واستحسن بعض اهل العلم يعني التأخير المقدر قالوا لئلا يقدم على اسم الله شيء. فتكون البداءة به بسم الله اقرأ بسم الله اكلي بسم الله اكل سواء قدر على انه اسم او قدر على انه فعل وهنا النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من شرع في الاكل من اراد ان يأكل ان يقول بسم الله اذا اكل احدكم طعاما اذا اكل هذا صريح بالاكل اكل والا فان الطعام يقال للشراب والاكل والدليل على ان الشراب يقال له طعام وما جاء في قوله تبارك وتعالى فمن شرب منه يعني النهر فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده يطعمه فعبر عن المشروب بذلك فيؤخذ منه ان الشراب يقال له طعام لانه يطعم تقول فلان لم يطعم شيئا يعني لم يأكل ولم يشرب لكنه هنا ذكر الاكل اذا اكل احدكم طعاما فصار ذلك صريحا في الاكل والشرب ما شأنه الشرب يكون داخلا فيه لان العلة متحققة في الشرب وذلك انه يذكر اسم الله تبارك وتعالى على شربه لتحصل البركة فيه وليندفع عنه المكروه اندفع عنها المكروه من ضرر هذا الشرب ومن مشاركة الشيطان له لانه ان لم يشرب ان لم يسمي فان الشيطان يأكل معه ويشرب ويحتاج الى التسمية. ثمان قوله صلى الله عليه وسلم اذا اكل احدكم طعاما فليقل بسم الله فليقل بسم الله اذا اكل احدكم طعاما الذي حمله عليه عامة اهل العلم ان ذلك انما يكون في اول الاكل لا في كل رفعة من الطعام يعني لا في كل جزء من اجزائه حينما يرفع ذلك بيده الى فيه هذا الذي قاله الجمهور انه في ابتداء الاكل لكن من اهل العلم من فهم من ذلك انه اذا اكل طعاما فكل جزء يقال له طعام والكل يقال له طعام قالوا ولتتحقق البركة في ذلك اكبر واوفى على كل جزء من اجزائه هكذا فهم بعض اهل العلم رده بعضهم كالحافظ ابن حجر رحمه الله وكان سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله اذا اكل في كل مرة يرفع طعاما يسمي الله عليه كأنه فهم ذلك مما ذكر والله تعالى اعلم فليقل بسم الله هذا امر والامر للوجوب فدل ذلك على وجوب التسمية على وجوبها فيقول في اوله بسم الله فتكون هذه هي الصيغة بسم الله دون زيادة خلافا لما ذكره بعض اهل العلم من ان الزيادة تكون اكمل بان يقول بسم الله الرحمن الرحيم او ان يقول في المرة الاولى يعني في بناء على انه يسمي في كل مرة يرفع فيها الطعام كما يقوله صاحب الاحياء يقول في الاولى يقول بسم الله وفي الثانية يقول بسم الله الرحمن وفي الثالثة يقول بسم الله الرحمن الرحيم وهذا لا دليل عليه لا دليل عليه ولا يصح ان يكون هذا من قبيل الاستحسان بالرأي وقد رده الحافظ ابن حجر رحمه الله لهذه العلة التي ذكرت لا دليل على ذلك وهنا ذكر اسم الله تبارك وتعالى على الطعام يحصل به البركة ويدفع به السوء ومشاركة الشيطان ويحصل بسبب ذلك من النفع والتغذي الغذاء للبدن تغذية للبدن ويحصل بذلك ايضا لقائله اذا احضر قلبه من استحضار نعمة الله تبارك وتعالى عليه حال هذا الطعام وعن خروجه من حوله وطوله وقوته وما الى ذلك من المعاني الامام النووي رحمه الله كان يرى ان يزاد فيقال بسم الله الرحمن الرحيم في اول الطعام وانه يكفي ان يقول يجزئه ان يقول بسم الله ويحصل بذلك الى امتثال لكن هذا ايضا لا دليل عليه. انما يكفي ان يقول بسم الله كما قال كما امر النبي صلى الله عليه وسلم. ما قال النبي صلى الله عليه وسلم فليقل بسم الله الرحمن وانما يقول بسم الله فليقل بسم الله فجاء بالصيغة لكن حينما علم الغلام قال سم الله يا غلام يحتمل هنا ان يذكر الصيغة كاملة او ان يذكر بعضها لكن هنا قال فليقل بسم الله فعلمه كيف يقول فيلتزم هذه الصيغة. ولا يزيد على ذلك ووجه بعضهم يعني من قال بانه يسمي مع كل مرة يرفع فيها. بعضهم وجه ذلك قالوا لان لا يشغله الاكل عن ذكر الله عز وجل فتحصل له غفلة في هذا الوقت انظر الى اي حد يفكرون وينظرون لئلا ينشغل عن ذكر الله وقت الاكل. مثل ما قلنا في الكلام على الخروج من الخلاء انه يقول غفرانك. وان بعض العلماء علله انه يستغفر من ترك ذكر الله في هذه المدة التي بقيها في الخلاء ولو كانت بظع دقائق. غفرانك يستغفر مع انه لا يشرع له ان يذكر الله في الخلاء لكن هو يستشعر النقص الذي حصل له والانقطاع عن ذكر الله عز وجل فيقول غفرانك. فكيف بالساعات الطويلة؟ انا اقول بصرف النظر هل هذه هي العلة او لا؟ لكن انظر كيف يفكر هؤلاء العلماء كيف يفهمون؟ اين تذهب افهامهم ينظرون الى ان الانقطاع اليسير عن الذكر ان هذا امر يحصل به شيء من الغفلة فلا يشغله دخول الخلاء ولا الاشتغال بالطعام عن ذكر الله عز وجل فكيف بالذي اكثر ساعات اليوم والليلة وهو في حال من الغفلة لا يذكر الله الا قليلا. وهذه صفة من صفات المنافقين. لكن مهما يقال من تعليل فان المشروع ان يقتصر على قوله بسم الله ويبقى النظر هل يشرع له في كل مرة يرفع فيها الطعام ان يقول بسم الله او لا؟ الذي لعامة اهل العلم انه يقول ذلك في البداية قال فان نسي في اوله فليقل بسم الله في اوله واخره يعني على جميع اجزائه يعني اكل اول الطعام واخر الطعام مستعينا بسم الله يعني متبركا باسمه في اوله واخره او مستعينا او مستصحبا اسمه لتحصل البركة ويندفع السوء والضرر ذهب بعض اهل العلم الى ان التسمية في اوله مستحبة وليست بواجبة كما يستحب التسمية في اول الشراب كما ذكر ذلك النووي رحمه الله وقالوا يستحب ان يجهر بالتسمية ليسمع غيره فيقتدون به ويتذكرون ان حصل لهم نسيان او ذهول او غفلة وهذا لا شك انه احسن من قول بعضهم قولوا بسم الله اللي ما سمى يسمي النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفعل هذا الا لمن علم انه لم يسمي قل له سمي سمي الله يا غلام. اما ان يتخذ الانسان هذا عادة ويقول اللي ما سمى يسمي قولوا بسم الله هكذا واذا ركب قال لهم قولوا دعاء الركوب واذا نزل لا قل دعاء الركوب بصوت يسمعونه فيتذكرون. قل بسم الله عند الشروع في الطعام ايسمعون ارفع صوتك بالذكر بعد الصلاة فيتعلمون ويتذكرون ويسمعون وهكذا في كل شأن يشرع فيه ذكر او دعاء يمكن ان يسمع الاخرين ليتذكروا يقول النووي رحمه الله لو ترك التسمية في اول الطعام عامدا او ناسيا او جاهلا او مكرها او عاجزا لعارض اخر ثم تمكن في اثناء اكله منها يستحب ان يسمي ويقول بسم الله يعني في اوله واخره لهذا الحديث لكن ما ذكره رحمه الله من ان التسمية مستحبة وليست بواجبة هذا خلاف ظاهر الحديث فانه امر والاصل ان الامر للوجوب ولهذا ذهب الحافظ ابن القيم رحمه الله الى وجوبها عند الاكل قال وهو احد الوجهين لاصحاب الامام احمد رحمه الله وذكر ان احاديث الامر بها صحيحة وصريحة ولا معارض لها ولا يوجد اجماع يسوغ مخالفة هذه القاعدة ان الامر للوجوب في هذا الموضع فيبقى على ظاهره لا سيما ان الشيطان يشترك معه في طعامه وشرابه ان لم يسمي فتكون التسمية واجبة فان حصل له نسيان او ذهول عنها فانه يقول بسم الله في اوله واخره يعني ان ذلك يدرك به اوله وكذلك اخر الطعام يعني ما تبقى منه ولو لقمة واحدة لكن هل يقول هذا لو انه فرغ من الطعام ان نسي في اوله النبي صلى الله عليه وسلم يقول هنا فليقل بسم الله في اوله واخره قد يفهم منه ان ذلك يقوله اذا كان قد بقي بقية من الطعام تذكر في اثناء الاكل لا بعد الفراغ منه فيكون اسم الله تبارك وتعالى واقعا على بعض اجزاء هذا الطعام وعلى بعض مزاولته وفعله وهو الاكل فعل هذا المسمي هكذا يبدو والله اعلم ولذلك من من نسي التسمية حتى فرغ فانه يمكن ان يأخذ لقمة ويقول بسم الله في اوله واخره كن قد اوقعها في اثناء الطعام يأخذ لقمة ولو يسيرة ويقول بسم الله في اوله واخره ثم يأكل والله اعلم هذا ما يتعلق بهذا الحديث لعل هذا القدر يكفي ان شاء الله واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم صلي على محمد لا اله الا الله. السلام عليكم