الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء المتزوج وشراء الدابة واورد فيه المؤلف حديثا واحدا وهو حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا تزوج احدكم امرأة او اشترى خادما فليقل اللهم اني اسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه واعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه واذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك. اخرجه ابو داوود وابن ماجه وهذا الحديث سكت عنه ابو داوود وصحح اسناده الامام النووي كما صححه ايضا الشيخ ناصر الدين الالباني في بعض كتبه وحسنه في في بعضها قوله صلى الله عليه وسلم اذا تزوج احدكم امرأة او اذا اشترى خادما فليقل اذا تزوج هذا معلق على شرط فيقوله اذا وقع له ذلك اذا تزوج يعني اذا تزوج امرأة اولى او ثانية وثالثة او رابعة فانه يقول ذلك او اشترى خادما او اشترى دابة يقول ذلك في هذه المناسبات يقول اللهم اني اسألك خيرها. يعني يا الله اللهم اني اسألك خيرها. الخير كله بيد الله تبارك وتعالى. ومن ثم فانه ينبغي ان لجأوا اليه بسؤال الخير والبركة والتوفيق والسداد وما الى ذلك فاوائل مثل هذه الامور لها ما بعدها. فان الرجل اذا تزوج امرأة فهذه تكون ام ولده واعظم العشرة ما يكون بين الزوجين فيحصل له بمعاشرتها من انواع المنافع والمسار والمحاب وقد يحصل له خلاف ذلك ومن ثم فهو بحاجة الى اللجاء الى الله تبارك وتعالى ولذلك من الخطأ الفاحش الكبير ان يفتتح الناس مبدأ ذلك ان يجعلوه بمعصية الله تبارك وتعالى. هذا غلط انسان يرجي الطاف الله تبارك وتعالى وان يوفقه وان يسدده وان يرزقه قرة عين ثم بعد ذلك في ليلة الزواج انواع المنكرات يؤتى بالمغنيين او المغنيات وكذلك انواع المنكرات في تلك الليلة وتضييع الاموال والتبذير والاسراف والتصوير بانواعه اصبح هذه ثقافة للاسف ومن ينكرها يكون ذلك محل الاستغراب وهذا للاسف حينما يسكت الناس عن انكار المنكر تأتي للزواج ثم تفاجأ ان من هؤلاء من يطلب ان يصور معك يريد ان يضع ذلك في بعض وسائل التواصل وهذا امر يتكرر يتكرر ولربما في الاسبوع الواحد اكثر من مرة يأتيك بكل جرأة يقول ممكن تقف معي نصور مع بعض اريد ضعها في وسائل التواصل المقصود ايها الاحبة ان الانسان يبدأ بداية صحيحة بداية صحيحة وصحة المقدمات مؤذن بصحة النتائج والعواقب باذن الله تبارك وتعالى فان المبادئ اذا كانت معوجة جاءت النتائج معوجة وكذلك ايضا ما يفعله بعضهم من السفر الى بلاد يظهر فيها المنكر ويعلن باي اسم كانت يعني حتى لو قيل بلاد اسلامية اذا كانت لا تطبق شرع الله تبارك وتعالى وتظهر فيها انواع المنكرات وتعلن ولا يستطيع ان ينكر ويذهب اليها برجله ويسافر الاف الاميال حتى يصل اليها ويرى ما لا يحل رؤيته في المطارات وفي كل مكان وفي اماكن النزه يرى انواع المنكرات التي لا قبل له بها. ولا يستطيع ان يغير شيئا ولا ان ينكره هو الذي سافر اليه وجاء اليه والانسان لا يجوز له ان يقصد مواضع المنكر لكن المنكر وهي لو كانت بكرمية حجر بالنسبة اليه قريبة جدا. يجب عليه ان يبتعد عنها فكيف يسافر ويقصد الاماكن التي تظهر فيها انواع المنكرات وكيف يكون لهذا الانسان كيف يكون له بال وسعى في الخلق والصدر وهو يشاهد المعاصي تظهر والمنكرات تعلن هذا المكان لا يستطيع المؤمن ان يعيش فيه اطلاقا يضيق صدره وينقبض ويريد الفرار منه باقرب لحظة فكيف هذا يظحك بملئ فيه ويأكل ويأنس يمرح ويأخذ هذه المرأة التي لربما ما رأت شيئا من ذلك في حياتها نشأت على الستر والصيانة ثم بعد ذلك ترى ما لا قبل لها به وهو يرى ايضا ما لا قبل له بها ولربما رأى ما يزهده فيها وفي عشر من امثالها من حيث الهيئة والصورة والقوام والشكل. ولكنهم لا يعقلون. لو كانوا يعقلون هذا المعنى ما ذهبت معه وما طاوعته لانه يرى شيئا وترى شيئا لا يمكن ان تدركه لان هؤلاء كانما خلقوا للدنيا اعني اولئك كأنما خلقوا للدنيا فهي مبتغاهم وغايتهم بينما المؤمن ليس كذلك المؤمن يعيش لغاية كبرى من عبادة الله وطاعته اما هؤلاء فلا يقفون عند كل عند شيء وعمليات التجميل بتعمل في كل جزء من اجزائهم وفي غاية اظهار المفاتن الزينة والتبرج ونحو هذا فيرى ما لا يمكن لامرأته ان تجاريه وان تتصنع له بعشر معشاره هذا هذا لو كان من ناحية العقل المعيشي بصرف النظر عن الشرع وحكم الشرع. العقل المعيشي هذا الرجل قد انبهر يتلفت يمنه ويسره ويرى اشياء فيرثي لحاله وحظه وما مني به مقارنة بهؤلاء الذين يشاهد ويرى فهذا غير غير صحيح. كيف الانسان يؤمل؟ وكيف المرأة تؤمل ان يؤدم بينهما وان يكون هناك وفاق والتئام وهم يبدأون بالمعصية. ومعصية من اي نوع من النوع الذي يزهده فيها يزهده فيها يرجع وقد تغير عليها ورأى محاسنها مساوئ وغاب عنه انها نشأت في عفاف وستر وصيانة وان هذه امرأة طيبة مؤمنة صالحة تقية خير له من ملء الارض من اولئك المتبرجات ولكن نسأل الله الهداية للجميع. المقصود انه يقول منذ البداية يلجأ الى الله اللهم اني اسألك خيرها. خير هذه المرأة مما يتصل باخلاقها وحسن معاشرتها وحفظها لزوجها وصيانتها لبيتها ولولدها ونجابة الولد وما يكون ناشئا عن هذه المرأة مما يتصل بحقوقه وما يصل الى من يحتف به من اهل ونحو ذلك هذه المرأة قد تكون مصدر لكل خير قد تكون سببا لحفظ ماله وقد تكون سببا لاتلاف ماله امرأة متلافة لا يقع في يدها شيء الا اتلفته وكذلك قد تكون هذه المرأة سببا صلة رحم وحسن بر واحسان الى والديه وقد تكون سببا للقطيعة فتحول بينه وبين اهله وقرابته فيقطعهم ويصرم حبل الود معهم من اجل ارظائها والبحث عما هنا اللهم اني اسألك خيرها خيرها غير هذه المرأة ان تكون حافظة لفرجها حافظة تصون فراشه ونحو ذلك وخير ما جبلتها عليه. الجبلة يعني الخلقة ثم بعد ذلك يدعو بمثل هذا الدعاء. اللهم اني اسألك ان كانت ناقة قال خيرها وخير ما جبلتها عليه واعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه واذا كان جملا اللهم اني اسألك يعني ما فطرتها عليه وطبعتها عليه. الانسان يطبع على الصلاح يطبع على الخير يطبع على اخلاق فاضلة فاشد عبد القيس حينما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والاناة. سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا شيء جبله الله عليه او انه تخلق به هو لان الاخلاق منه ما هو مكتسب ومنه ما هو مجبول فقال بل شيء جبلك الله عليه فقال الحمد لله الذي جبلني على ما يحب فهذه المرأة يوجد فيها اخلاق حسنة جبلت عليها صفات حميدة فطرة طيبة ويوجد فيها ايضا نفس امارة ويوجد فيها هوى ويوجد فيها قد تكون جبلت على انواع من من الناس من يجبل على العلم هكذا كانه خلق لهذا لا يكاد يرى شيء الا اعطبه وبعضهم يحكي عن نفسه هذا وقد سمعت هذا من بعظ الرجال ومن بعظ النساء يقولون ماذا نصنع بانفسنا لا تكاد تقع عينه على شيء الا اتى عليه. نسأل الله العافية. هذا من من الشر شرها شر ما جبلتها عليه فيسأل خيرها قد تكون هذه المرأة من النوع الذي يحمل الاحقاد في قلبه والضغائن وتتحامل عليه ولربما اورثته الهموم والامراض والكآبة والضيق والضغط والسكر ويتصرم العمر ويمضي وهو على حسرات تصبحه بها وتمسيه. اعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه اسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه فيسأل ربه هذا يستعيذ من الشرور ويسأل ربه الخير فيكون بذلك مسلما من الافات محصلا لما يؤمله ويطلبه فان الانسان ايها الاحبة انما تزوج ليسعد تزوج ليسعد تزوج من اجل انه يحصل حياة افضل مما كان عليه كان عند ابيه وعند امه منعما فهو يطلب حياة افضل واكمل ثم بعد ذلك تتحول الحال الى اضداد ذلك هذا امر غير مطلوب اطلاقا ولا مرغوب لاحد وهكذا المرأة انما تتزوج لتسعد هي بين ابوين يدفعان عنها الاذى ويفتيانها بالانفس والمهج ثم بعد ذلك تذهب الى زوج فقد تكون مع هذا الزوج في حال من الضيق والالم كالحسرة ولذلك اقول القاعدة ايها الاحبة لمن تزوج او سيتزوج ان لم تستطع ان تنقل هذه المرأة الى حال افضل واكمل واسعد مما كانت عند اهلها فقد كانت تؤمل ذلك فاحسنت الظن بك وقبلت فان لم تستطع فلا اقل من ان تبقيها في حال كما كانت عند اهلها اما العكس ان تكون الى انحدار وهبوط وتراجع فهذا غير مقبول ولا من المرء تتزوج المرأة لهذا ونقول للنساء كذلك هذا الرجل اختارك على نساء العالمين احسان الظن بك انك تحققين مطالبه تحققين له السعادة فان لم تستطيعي ان تجعليه اسعد مما كان عند ابويه فلا اقل من ان تجعليه بنفس المستوى من السعادة. اقل شيء اما ان تتحول حياته الى نكد وكبد ثم ينصح غير المتزوجين دائما اياكم ان تتورطوا بالزواج. بناء على ماذا يقول هذا بناء على ان هذا النكد الذي يلقاه من هذه المرأة بخلاف بعضهم من طرائف بعضهم بعض الظرفاء سألته حينما تزوج ودعوت له فقلت له منذ متى تتمنى ان قد يعني تزوجت. قال قبل ان اولد طبعا هذا لا يعقل لكن هذا يعبر عن غبطته بهذه المرأة وسعادته قال قبل ان اولد بينما نسمع اخرين يوصي العزاب وغير المتزوجين اياك ان تتورط تتزوج هو هو يعبر عن حالا يعيشها يكابدها يصبحها ويمسيها اطوف ما اطوف ثم اتي الى بيت قعيدته ركع كما يقول الشاعر. فعلى كل حال فهو يسأل ربه هذا ويستعيذ. اذا نبدأ الحياة ايها الاحبة الصحيح ان تبدأ بطاعة الله والتضرع اليه وصدق اللجأ اليه لا ان تبدأ بالمعصية ثم ذلك ننتظر التوفيق وننتظر حسن الصلة والعشرة والحياة الكريمة المسددة الطيبة تطلب من الله التوفيق وتبدأ بمعصيته وتقول يا رب وفقني الامر غير معقول انسان يستحي من مثل هذا فهذا الحديث يدل على مشروعية التعوذ بالله والالتجاء اليه بمثل هذا المقام وكذلك اذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه يعني اعلى السلام البعير. البعير هنا عبر بالبعير لان البعير يشمل الذكر والانثى. فالناقة يقال لها بعير والجمل يقال له بعير فالبعير مثل الانسان الانسان رجل وامرأة البعير الناقة والجمل لكن لو قال الجمل اكان ذلك يتوجه الى الذكر خاصة فهنا اذا اشترى بعيرا يعني يشمل النوعين فليأخذ يعني حينما يريد ان يدعو بذروة سنامة باعلى السنام يضع يده قال بعض اهل العلم يضع اليد اليمنى لانها في مثل هذه المقامات تقدم غيره وخير ما جبلته عليه وهكذا يقول وكذلك اذا ملك خادما فانه يقول ذلك ولاحظوا هنا انه ذكر البعير اذا اشترى بعيرا هنا يمكن ان يقال ان ذلك يشمل البعير وسائر الدواب يعني لو اشترى فرسا وكذلك لو اشترى حمارا او بغلا لو اشترى سيارة فان المقصود متحقق بهذا والله تعالى اعلم وهذا باعتبار ان المقصود الملائمة وتحقيق ما كان يؤمله من هذه الدابة مثلا ويندفع عنه الشر الذي يحاذره واما ما ذكره بعض اهل العلم باعتبار ان ذلك يقوله في البعير خاصة باعتبار ان الابل جاء انها خلقت من الجن وكذلك ان الجن تتبعها وكذلك هي في معاطنها فلا يصلى في معاطن الابل وامرنا بالوضوء من اكل لحمها. قال شيخ الاسلام بان العلة في ذلك لما فيها من هذه الطبيعة حيث خلقت من الجن فهي فيها هذه الحرارة والجن خلقوا من النار من مارج من نار فادمان اكل لحوم الابل يورث شيئا من طباعها من الجفاء والشدة والغلظة ونحو ذلك والنار يناسبها الماء فامرنا بالوضوء بعد اكل لحم الابل يخفف ذلك اثرها. هكذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وبعض اهل العلم يذكر غير غير هذا لكن هذه تسمى علة مستنبطة يعني ليست علة نصية لم ينص عليها النبي صلى الله عليه وسلم ان الوضوء من اجل كذا لكن العلماء يستنبطون فقد تكون هذه العلة صحيحة او غير صحيحة. وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر رحمه الله ان ذلك لا يختص بالابل كما ذكرت وانما يقال في عموم الحيوان الذي يشتريه لانه يطلب البركة وهذا من الخير المرغوب فيه وذكر هذا الاحتمال الاخر مما يتعلق الشياطين وانها ما تعلق بالابل وانها خلقت من الجن لكنه حمل خلقها انها خلقت من الجن اعني ابن عبد البر رحمه الله حافظ المغرب حمل ذلك على معنى التشبيه بحدة الجن وصولتهم. يعني لا لا في اصل خلقها لا في اصل خلقها. يعني بمعنى ان الجن فيهم صولة وفيهم حدة وفيهم اه طيش وخفة الابل فيها مثل هذا فهي تثور ولربما يحصل لها هيجان وتؤذي من في معاطنها ونحو ذلك. وملابستها يحصل بسببها من طباع واخلاقها من الجفاء والرعونات غلظه والفظاظة كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بان الغلظة بالفدادين من ربيعة ومضر ذكر الذين يتبعون اذناب الابل هذه الابل لها صولة اذا هاجت فابن عبدالبر يقول هذا معنى كونها خلقت من الجن يعني هناك نوع من المشابهة. والله تعالى اعلم هذا ما يتعلق بهذا الحديث ويقال ايضا ذلك في من اشترى سيارة لكن هل يضع يده بالنسبة للسيارة على مقدمها كالمرأة يضع يده على ناصيتها والناصية هي مقدم الشيء لكن بالنسبة للمرأة يلاحظ ان هذا اعلى جزء فيها لكن بالنسبة للابل هل ناصية البعير مثلا هي اعلى شيء فيه او السنم الاصل انه السلام الاصل انه السلام هو اعلى جزء فيه فيضع ذلك ففي السيارة هل يضع يده على مقدمها؟ او يضع يده على اعلاها فاذا قسته على الدابة باعتبار انها دابة تقول يضع يده على اعلاها واذا قسته على المرأة تقول يضع يده على على ناصيتها والحاقه بالدابة اقرب واولى والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه