الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب الدعاء لمن اقرض عند القضاء يعني الدعاء للمقرض اذا اراد المقترض ان يقضي هذا الدين ذكر حديث عبد الله بن ابي ربيعة قال استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم اربعين الفا فجاءه مال فدفعه الي وقال بارك الله لك في اهلك ومالك انما جزاء السلف الحمد والاداء هذا الحديث اخرجه النسائي وابن ماجه قد قال ابن القطان لا يصح فيه ابراهيم ابن عبدالرحمن ابن عبد الله لا تعرف حاله واسماعيل ابن ابراهيم ايضا لم تثبت عدالته ولكن الحديث حسنه العراقي الشيخ ناصر الدين الالباني في بعض المواضع وفي بعض المواضع صححه يقول استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم اربعين الفا. استقرض يعني اخذ قرضا واستدان والقرض معروف وهو عقد ارفاق يعني ان المقصود به هو الاحسان لي المقرض الاحسان للمدين هذا هو المقصود دون ان يكون ذلك في مقابل مال يزيده على هذا المال الذي اقرضه او عرض غير المال او سلعة او لربما يكون ذلك بامر اخر كالخدمة ونحوها والقاعدة معروفة ان كل قرض جر نفعا فهو ربا كل قرض جر نفعا فهو ربا واذا كان الامر كذلك كتوصيف التعامل مع البنوك ان الناس الذين يودعون في البنوك هم في هذا الصنيع يكون الواحد منهم مقرظا للبنك واذا كان الامر كذلك فلا يجوز له ان يحصل على يبات وهدايا والحوافز وجوائز وتسهيلات وما الى ذلك في ما يتعلق فنادق والمتاجر اسواق وغير ذلك من العروض التي تقدمها البنوك لعملائها. مثل هذا لا يصح لان هذا المقرض للبنك يعني المودع صار يستجر نفعا ولكن لو كان الشيء لا قيمة له كالتقويم الذي يعطى للجميع من منسوبي البنك ومن المودعين ومن غيرهم فهذا لا اشكال فيه اما الاشياء التي لها قيمة ولها ثمن مثل هذا لا يصح ولو كان من قبيل المنافع التي لا تكون مالا مباشرة ولكنها خدمات تقدم له غير ما جرت به العادة مما يكون من المزاولات المعروفة التي تسهل عملية التعامل مع البنك فمثل هذا لا اشكال فيه واعني بذلك الامور التي تكون من قبيل التسهيلات الادارية ونحوها في التعامل حينما يكون هذا الانسان مثلا يوضع هؤلاء مثلا مرافق او نحو ذلك اماكن يجلسون فيها واماكن مريحة او مكاتب للاستقبال مريحة او وغير ذلك من الاشياء التي او مثل هذه البطاقات التي يستطيعون السحب من خلالها او نحو ذلك هذا لا اشكال فيه واما ايضا ما يفعله كثيرون ولربما بطرق ووسائل يتوصلون بها الى الزيادة ويسمون ذلك قرضا او غير ذلك من الوسائل والطرق باي اسم كان فان هذا احتيال على الربا. القرض المقصود به الارفاق اعطاه مئة الف يعيدها مئة الف الى توابع باي صيغة كانت تلك التوابع فان هذا لا يجوز والحيل في هذا الباب اكثر من ان تحصى ولا زالت الاذهان والقرائح في كل يوم تفرز الوانا جديدة من الحيل التي شابهت بها هذه الامة من قبلها هي البني اسرائيل لتتبعن سنن من كان قبلكم. على كل حال استقرض النبي صلى الله عليه وسلم اربعين الفا يحتمل ان تكون هذه الاربعين من قبيل الدراهم كما رجحه بعض الشراح وذكر بعض اهل العلم ان هذا كان في غزوة حنين فجاءه مال كثير فدفعه اليه وقال بارك الله لك في اهلك ومالك دفع اليه هذا المال الكثير يحتمل دفع اليه يحتمل انه دفع اليه المال الذي اقترضه منه. يعني بقدر ما اقترض ويحتمل انه جاءه مال كثير فدفعه اليه يعني اعطاه اكثر مما اخذ وهذا لا اشكال فيه ان لم يكن ثمة مشارطة فاذا كان ذلك من قبيل الاحسان والتكرم احسان الرد من قبل المقترض فلا شك ان الافضل قضاء ان ذلك يكون ارفع واكمل في مرتبته وقد جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله فهذا لا اشكال فيه الا اذا كان باشتراط فهذا من قبيل الربا والشاهد هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له حينما قضاه فقال بارك الله لك في اهلك ومالك بارك الله لك في اهلك ومالك دعا له في المال لانه اقترض منه مالا وزاده على ذلك بالدعاء لاهله وهذا من المكافأة لمن احسن كما مضى بالدعاء له قال انما جزاء السلف الحمد والاداء جزاء السلف يعني القرض الحمد يعني الشكر والثناء على هذا المقرض ويكون ذلك ردا لجميله واحسانه وحسن صنيعه ان يتكلم معه بما يدل على امتنان وما يدل على اغتباط بهذا الصنيع فيشكر هذا الانسان وقد عرفنا ما جاء في ذلك انه لا يشكر الله تبارك وتعالى من لا يشكر الناس من صنع اليكم معروفا فكافئوه. ثم اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم اننا ان لم نجد ما نكافئه فاننا ندعو له اما ان يأخذ الانسان ثم بعد ذلك يرد القرض دون ان يتكلم بكلمة فمثل هذا لا يجمل ولا يليق فهذه الشريعة جاءت بالكمالات حمل الناس على مكارم الاخلاق ومحاسن العادات. وهذا هو القسم الثالث مما جاءت به هذه الشريعة مما يسمى بالتحسينيات في مقاصدها حمل الناس على الكمالات والمروءات مكارم الاخلاق وما يحسن وما يجمل هذا هو اللائق فالنبي صلى الله عليه واله وسلم يقول انما جزاء السلف الحمد والاداء يعني القضاء بحسن الوفاء فيثني عليه وايضا يؤدي له ذلك من غير مطل ولا اظجار او اساءة او نحو ذلك فهذا كما قال الله تبارك وتعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ هل جزاء الاحسان الا الاحسان لا يليق بحال من الاحوال ايها الاحبة ان الانسان يقترض من غيره ثم يجد بغيته ويجد حاجته قلت او كثرت ثم يتحول هذا المقرض بعد ذلك الى مستجدي يطلبه ويتصل عليه ولا يجد ردا قبل ذلك كان يراه صباح مساء واذا اتصل عليه وجده مباشرة وبعد ان اقترض اصبح لا يستجيب ولا يرد على الاتصالات واذا ذهب اليه لم يجده ومن غير اعتذار وقد يحدد له مدة قريبة او بعيدة يقول اقضيك نهاية الشهر بعد يومين بعد اسبوع بعد سنة بعد خمس سنوات ثم تمضي هذه المدة واضعاف هذه المدة ولا يعتذر ما يقول انا جاء هذا الاجل اذا جاء اليوم الذي فيه الاجل يأتي اليه ويقول له هذا هو الموعد الذي اقضي دينك فيه لكني لا اجد فاعتذر اليك من هذا الموعد احدد موعدا اخر ابدا ولا كأن شيئا كان واذا كان هذا الانسان المقرض لربما يستحي او نحو ذلك او لا يحب ان يطالب الناس او نحو هذا قد يذهب ماله بالكلية ولربما لو ذكره بعد حين لربما يفاجأ بجواب بارد كأن يقول له هذا منذ زمن بعيد واظن اني قضيتك اظن اني قضيتك هذا الدين ما كتبناه ما كتبناه حينما طلبته لم تطلب كتابه ولو طلبت بالكتابة لعددت ذلك عيبا كثير من الناس يعد هذا من قلة الثقة او نحو ذلك فاذا جاء الاداء سمعت مثل هذا الرد احيانا ما كتبناه واذا ما كتبناه فالله عز وجل قد كتبه لا اتذكر كم كان لعله لعلي قضيتك انا اتذكر انك لم تقضي تماما واتذكر قدر هذا الدين ان شاء الله تعالى بعد اسبوع يكون المال عندك ويمضي الاسبوع والعشر سنوات ولا شيء هذا امر مزعج ومؤلم ان يتحول هؤلاء الناس الذين يحسنون الى مستجدين مستجدين استجدي يتصل ويتابع حتى يمل اذا كان يتابع. واما اذا كان لاول وهلة يبتعد عن مثل هذه المطالبات فذلك في الغالب للاسف في الغالب يعني ان حقه قد ذهب وضاع. يعني يعتبر ان هذا القرض الذي دفعه من اول مرة ينوي به الصدقة ينوي به الصدقة لوجه الله عز وجل تعب هذا ما يليق الحافظ ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد يذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وانه كان احسن الناس معاملة وكان اذا استسلف سلفا قضى خيرا منه كما انه يقضيه ويدعو ويدعو له عليه الصلاة والسلام هذا واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين سلام عليكم