الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء الركوب طعن علي ابن ربيعة قال شهدت عليا رضي الله تعالى عنه واتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله اكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ثم ضحك فقيل يا امير المؤمنين من اي شيء ضحكت قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله من اي شيء ضحكت قال ان ربك يعجب من عبده اذا قال اغفر لي ذنوبي. يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي وسكت عنه ابو داوود وقال الترمذي حسن صحيح وصحح اسناده الامام النووي والحافظ جلال الدين السيوطي والشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع يقول علي بن ربيعة شهدت علي رضي الله عنه يعني علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه واتي بدابة ليركبها والدابة عرفنا انها في اصل اللغة كل ما يدب على كل ما يدب على الارض يقال له دابة وخصت بالعرف بذوات الاربع وخصت ايضا في عرف اخص بنوع من ذوات الاربع كالتي تركب جمل والفرس والبغل والحمار قال له دابة وفي بعض الاعراف قد تخص ببعض ذلك فتقال للحمار وفي بعض الاعراف قد تقال للحية هذه اعراف خاصة اوتي بدابته يعني بمركوبه فلما وضع رجله في الركاب. قال بسم الله. الركاب هو ما يعلق بالسرج ما يربط ويعلق بالسرج ليضع عليه الراكب اذا هم بالركوب رجله يقال له ركاب اذا كان من الجلد يقال له الغرز. ان كان من الجلد فهذا هو الركاب الذي يضع عليه من يريد الركوب يضع رجله ثم يثب على ظهر الدابة موضع الرجل عند الركوب يقال له الركاب هذا يقابله الان في السيارة اذا وضع رجله على ماء توضع عليه الرجل عند الركوب ان كانت السيارة من السيارات المرتفعة فقد يكون لها ما يوضع عليه الرجل فاذا اراد ان يركب قال بسم الله يعني اول ما يضع الرجل في السيارة ايا كان حالها فانه بوضع رجله يقول بسم الله. قبل الركوب ثم بعد ذلك فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله وفي المراكب الحديثة الان اذا جلس في هذه السيارة سواء كان يقودها او سواء كان راكبا فيها فانه اذا استقر جلوسه عليها فانه يقول الحمد لله ثم يقرأ هذه الاية من سورة الزخرف. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وانا الى ربنا لمنقلبون يقول ذلك بعد ان يحمد الله تبارك وتعالى والدابة لم تنطلق بعد هذا حينما يستوي على ظهرها كما قال الله تبارك وتعالى لتستووا على ظهوره والاستواء هنا بمعنى العلو والارتفاع فاذا استقر استوى من معانيه الاستقرار استقر وعلى وارتفع فاذا استقر على ظهر دابته عند ذلك يقول الحمد لله ثم يقول يقرأ هذه الاية فهو يحمد ربه تبارك وتعالى على هذه النعمة يحمده تبارك وتعالى ان سخر له هذا لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه. وذكر هذه النعمة يكون باللسان بان يقول الانسان الحمد لله قول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين مع مواطئة القلب باستحضار النعمة واستحضار المنعم الذي تفضل بذلك عليه وسخرها له فان الكثيرين عادمون لمثل هذه النعم لا يقدرون عليها ولا يطيقونها. سبحان الذي سخر لنا هذا يعني انت تنزه الله تبارك وتعالى على هذا التسخير لان الله تبارك وتعالى ذللها وهيأها وجعلها موطأة للركوب صالحة للانتقال والحركة فهذه نعم لا يقادر قدرها. ولو ان الناس عدموا مثل هذه الاشياء وصاروا يتنقلون في الحضر فضلا عن السفر على اقدامهم لعرفوا قدر هذه النعمة والانسان حينما يفقد مركبه يفقد سيارته يفقد دابته لربما ليوم واحد يشعر انه يتيم وانه غريب وانه لا يستطيع التصرف انتفاع والانتقال وانه نقصه شيء كثير وانه صار في حال من لربما التعطل من اشغاله ومصالحه وما الى ذلك في يوم واحد فكيف لو كان الناس عاجبين لمثل هذه المراكب فهذا كله يحتاج من العبد ان يستحضر نعمة الله تبارك وتعالى عليه. سبحان الذي سخر لنا هذا تنزيها لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. ما كنا له مطيقين قبل ذلك. او لولا هذا التسخير ما كنا مقتدرين على ركوبها والانتفاع بها وان تكون مهيئة لنا من اقرن له اذا اذا اطاقه وقوي عليه والله تبارك وتعالى ذكر هذا المعنى في مواضع من كتابه مما يشمل هذه الدواب التي كانت منذ القدم او كان ذلك في المراكب البحرية ويشمل ذلك ايضا المراكب الحديثة. فالله تبارك وتعالى يقول وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون و كذلك في قوله تبارك وتعالى وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره وسخر لكم الانهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار ويقول تبارك وتعالى الم تر ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره يعني سخرها لكم تمشي في البحر على البحر من غير ان تغرق وتنغمس في هذه المياه في لجته. ويقول الله تبارك وتعالى والذي خلق الازواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره فهذه اللام للتعليل من اجل ان تستووا على ظهوره او للعاقبة ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. ويقول الله تبارك وتعالى الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون اي من اجل ان تشكر وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون فهذا كله يدل على هذا المعنى وهذه المراكب بانواعها المراكب الجوية والمراكب البحرية والمراكب البرية كلها من نعم الله تبارك وتعالى. وهي من اياته من الذي كان يتصور ايها الاحبة ان الانسان يقطع هذه المسافة من هذه الناحية الى الناحية الاخرى عند البحر الاحمر الى مكة الى جدة في ساعة ونصف يطير فوق السحاب وينظر الى السحاب تحته وهو يحتسي كوبا من القهوة او نحو ذلك او اطالع في جريدة ثم بعد ذلك ما يلبث حتى يسمع ما يشير الى وصوله وبلوغه الى غايته. هذه نعم عظيمة جدا ما كان احد يتصور ان الناس يصلون الى هذا. كان الانسان يتمنى اذا كان في ناحية بعيدة او نحو ذلك ان لو كان له جناح فيطير حتى يصل الى بغيته ومطلوبه واصبح الناس اليوم يخرجون من هنا من بيوتهم بالاحرام من كان يتصور هذا؟ لو حدث الناس بهذا قبل نحو خمسين او ستين سنة ما يتصورون هذا اطلاقا ولكنه تسخير الله عز وجل ونعمه التي تترى على الناس بعد ما كان الناس في نواحي الارظ باقاصي المغرب او المشرق لربما قضوا العام والعامين حتى يصلون الى مكة اصبحوا الان يصلونها في ثلث يوم في ثلث يوم في هذه المراكب الجوية فهذا كله ايها الاحبة من النعم العظيمة فلا يصح بحال من الاحوال ان تقابل بالجحود والكفران واذا رأى الانسان حال الكثيرين وهم على هذه المراكب يتقلبون في نعم الله وتعالى مع عظيم التقصير والمعصية واستغلال ذلك احيانا في السفر المحرم وكذلك ايضا ما يلابسونه في حال سفرهم من اصوات المعازف وكذلك في هذه المراكب الخاصة في سياراتهم ونحو ذلك تجد هذه الاصوات تتعالى منها فمثل هذا ليس هو شكر النعمة اطلاقا لا يمكن ان تقابل النعمة بمثل هذا وانا الى ربنا لمنقلبون. انظروا ايها الاحبة الى هذا الارتباط والتذكير الدائم الذي اشرت اليه في مناسبات سابقة كثيرة الانتقال في الدنيا يذكر بالانتقال الاخر في الاخرة سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون هذا الانتقال ليس هو نهاية المطاف. هناك انتقال اخر يجب ان يذكرك هذا الانتقال ذاك الانتقال ان كنت في سفر كما سيأتي في الباب الذي بعده فان هذا السفر في الدنيا الذي قد يكون مداه قصيرا يذكرك بالسفر الاخر الذي في الاخرة وكما ذكرنا في الكلام على ايات الحج واذكار الحج لقوله تبارك وتعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه يوم النفر الاول ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. فهم حينما يتفرقون يذكرهم بانه سيجمعهم في يوم في صعيد واحد ويحاسبهم ويجازيهم على اعمالهم. فكل شيء يذكر بالاخرة. وكما ذكرنا في اذكار الاستيقاظ من النوم فان ذلك يذكره بايظا اخرته وكذلك حينما يريد الانسان النوم فان ذلك ايضا يذكره بالوفاة ولقاء الله تبارك وتعالى. كل شيء يذكرنا بهذا. واذا كان الامر كذلك فهل يصح ايها الاحبة ان الغفلة ان تكون الغفلة هي الغالبة وان تكون هذه الوسائل التي ينبغي ان تكون سببا لتذكر نعم الله عز وجل علينا. وان تكون سببا لمزيد من الاخبات والخضوع والشكر لله عز وجل ان تكون سببا لكثير من الغفلة او تكون سببا لكثير من الاسراف والتبذير والتضييع المباهاة والمفاخرة او تكون سببا للترفع على الناس والكبر والتعاظم وما الى ذلك. هذه هذه السيارة ما كانت جودتها ومهما بلغت قيمتها فان الذي امتن عليك بها هو الله تبارك وتعالى فينبغي ان يشكر ويذكر هذا بالاضافة الى ملحظ اخر وهو ان هذه السيارات لم نصنعها ولم تصنعها الايدي المسلمة وانما للاسف الشديد الذي يصنعها هم اعداؤنا فنحن مراكبنا منهم وطعامنا نستورده منهم وثيابنا نستوردها منهم وحواسيبنا نستوردها منهم سائر الاشياء من ما يكون فيه الانشاء والتعمير وما الى ذلك من الالات اللباس وغير ذلك كل هذا انما يستورد من اعدائنا فلا فخر. فلا فخر لا يحق لاحد ان يرفع رأسه وان يفتخر عندما يركب سيارة لربما تصل قيمة هذه السيارة الى نصف مليون او اكثر فان هذه السيارة لم تصنعها ايدي قومه ولم يصنعها المسلمون وانما ما عليه الا ان يدفع هذا الثمن ثم بعد ذلك يركب هذه السيارة منتشيا بها. الذي ينبغي على العبد ان يخضع ويتواضع وان يخبت الله عز وجل وان يتواضع لاخوانه المسلمين. وان يعرف قدر نعمة الله عز وجل عليه وان يستعمل هذه السيارة فيما يقربه الى الله تبارك وتعالى وان تكون وسيلة الى تحقيق مطالبه المباحة او المشروعة وان يكون كثير ذو الشكران لله عز وجل وكلما ركب هذه السيارة تذكر مجددا انعام الله وافضاله عليه فردد سبحان الذي سخر لنا هذا وحمد الله تبارك وتعالى على ذلك ونزهه عن كل عيب ونقص فيقول الحمد لله ثلاثا بعد ما يقول هذه الاية يردد ذلك ثلاث مرات ثم يكبر ربه تبارك وتعالى ثلاث مرات وقد عرفنا معنى الحمد اضافة اوصاف الكمال لله تبارك وتعالى مع المحبة والتعظيم الذي يكون في القلب وكذلك التكبير يقول الله اكبر ثلاث مرات الله اكبر من كل شيء. الله اكبر من هذه النفس التي قد تترفع الله اكبر من هذا المال الذي قد يطغى بسببه الله اكبر من هذه الصنائع وممن صنعها فلا يغفل ولا ينسى ولا يطغى. والله اكبر من كل كبير فيقول ذلك ثلاث مرات الانسان الذي يكون بهذه المثابة هل يمكن ان يتصور انه يعدو بسيارته هذه او بمركبته يؤذي الاخرين ويزعجه هم ويكون ذلك سببا لكثير من الطيش والتصرفات غير اللائقة التي يستحي منها العاقل من ابناء المسلمين للاسف لا سيما من اهل الجدة والغنى والسعة لربما يعطون الاولاد هذه المراكب وقد يستغلها بعضهم في غير ما وضعت له. هذه المظاهر من العبث الذي نشاهده هنا وهناك جموع من الشباب تجمعوا تتصرف في تصرفات غير لائقة هذا لا نعلمه يوجد في عامة البلاد في ارجاء المعمورة فهي ظاهرة تدل على بطر النعمة وان هذه النعم لم تستغل بالوجه الصحيح وانما وقع بعضها في يد بعض من لم يقدرها حقا قدرها فصاروا يتصرفون بمثل هذه التصرفات او يقفون بطرق معينة في اماكن يضيقون الناس ويؤذونهم ويتجمعون في بعض النواحي والطرقات يتباهون بمراكبهم وكل واحد لسان حاله او مقاله انا ما عندي افضل مما عند الاخرين او ما عندك او نحو ذلك الى غير ذلك من تصرفات قد تودي بارواحهم ونفوسهم من غير عمل يحمدون عليه ولا وصف يرفعهم للاسف الشديد للاسف الشديد يظن ان انه يترفع بمثل هذه الامور. الانسان ايها الاحبة لا ترفعه السيارة التي يركبها ولا يرفعه الثوب الذي يلبسه وانما العبرة فيما تحت الثياب. العبرة بما يحمله من نفس كريمة تقية مؤمنة طائعة لله تبارك وتعالى مخبتة تقية العبرة بهذا العبرة بما تحت الثياب وليس بالثياب كثير من الناس يظن ان قيمته عند الاخرين هي السيارة التي يركبها. وان الاخرين انما ينظرون الى الساعة ذات الماركة الغالية هي شدة التي تزيد على مئة الف ريال والسيارة التي يركبها وانهم يقيمونه ويقدرونه بمثل هذا والواقع ان هذا ضعفهم في العقل وقصور في النظر وكما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله والناس اكثرهم فاهل مظاهر تبدو لهم ليسوا باهل معاني فهم القشور وبالقشور قوامهم واللب حظ خلاصة الانسان فلا تقيم الذوات لا يقيم الناس بالمراكب التي يركبونها. يا اخي هذا هذه المركبة قد لربما يدرب عليها قرد او نحو ذلك ويوضع على رأسه غترة او يوضع عليه ثوب او نحو ذلك ثم بعد ذلك. امرأة في احدى الدول الغربية خلفت مليارات الدولارات. وقصرا وفيه مسبح ضخم وفيه اشياء واشياء تدرون لمن كتبت هذه التركة جميعا لكلبها. هل ارتفع الكلب وصار له شأن وله قيمة؟ الكلب الكلب فهو لا يرتفع بالمال ولا يرتفع بالقصر ولا يرتفع باللباس ولا يرتفع المرافق التي يتمتع بها العبرة بما نحمله من المبادئ فيما نحمله من الاخلاق بما نحمله من الدين بما نحمله من المروءات كرم الصفات الكاملة الصدق الامانة هذي قيمة الانسان الحقيقية. وليس ان اكرمكم عند الله اتقاكم وليس المظاهر التي فتن بها كثير من الناس من الخطأ ان يقيم الناس ايها الاحبة بمثل هذه الامور فيقول سبحانك يعني انزهك يا رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي. ظلمت نفسي بماذا؟ لم اؤدي شكر هذه النعمة انا غير مستحق لها. ظلمت نفسي بتقصيري في طاعتك. ظلمت نفسي بذنوبي. فهو يعترف لاحظ هذا الاعتراف عند ركوب هذه الدابة. اذا الدابة لا يمكن ان تكون سببا لهذا البطر والطغيان واذية الخلق والتعالي على الناس والتعاظم بمثل هذا. حينما تتحول القضية الى نوع مباهاة كل واحد يقول انا عندي افضل مما عند الاخرين اني ظلمت نفسي فاغفر لي استرني فان الانسان ان لم يستره ربه تبارك وتعالى فانه يهتك ويفتضح في الدنيا وفي الاخرة. وايضا هو يسأل ربه ان يكفيه وان يقيه تبعات الذنوب والجرائر والمعاصي. ومن منا لا يذنب؟ فانه لا يغفر الذنوب الا انت. عرف ان ربه وتعالى هو الذي يغفر الذنب فهو يعترف له بالتقصير بعدم القيام بحقه يستحضر هذا لغفلته لقلة طاعاته لكثرة ذنوبه فيطلب المغفرة والستر والتجاوز فانه لا يغفر الذنوب الا انت فهذا مثل التعليل لطلب الغفران وفيه اشارة بالاعتراف التقصير ومع انعام الله تبارك وتعالى الكثير. فهنا حينما قال ذلك ضحك رضي الله تعالى عنه فلما سئل عن سبب هذا الضحك اخبر انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وضحك. فلما سأله اخبره النبي صلى الله الله عليه وسلم قال ان ربك يعجب من عبده اذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري. يعني العبد يعلم يعني الله يقول عبدي علم انه لا يغفر الذنوب غيري وهذا من سعة رحمته تبارك وتعالى. المخلوق قد تسيء في حقه قد تقصر قد تجفو قد تتأخر في الاتصال او لربما قد تتأخر بما يجب في مناسبة من المناسبات او نحو ذلك ثم لا يقبل منك صرفا ولا عدلا. اما الله تبارك وتعالى فانظروا فانه يقول علم انه لا يغفر الذنوب غيري هذا التكرار ايها الاحبة كما ترون للحمد ثلاث مرات هذا اشعار بعظم جلال الله تبارك وتعالى وان العبد لا يقدر على توفية حقه وقدره وهو مأمور بالدأب في طاعته بحسب الامكان والاستطاعة. وبعض اهل العلم يقول ان هذا التكرار الاول لحصول النعمة الحمد لله على هذه النعمة والثاني لدفع النقمة والثالث لعموم المنحة. فعلى كل حال العبد يحتاج ان يحمد الله تبارك وتعالى كثيرا يحمده قائما وقاعدا وعلى جنبه وان يكثر التنزيه والاستغفار فهذا الحديث قد اشتمل على هذه الامور جميعا. فاسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا واياكم من الذاكرين الشاكرين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه