الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. هذا باب دعاء المسافر اذا اسحر. يعني اذا دخل في السحر. قد اورد المؤلف حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا كان في سفر واسحر يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وافضل علينا عائذا بالله من النار رواه مسلم قوله كان اذا كان في سفر واسحر هذا كما ذكرنا بمناسبات كثيرة ان هذا التركيب يدل على المداومة والتكرار من عادته صلى الله عليه واله وسلم انه اذا كان في سفر واسحر يعني دخل في وقت السحر ووقت السحر يكون قبيل الفجر قبيل طلوع الصبح هو الجزء الاخير من الليل وبعض اهل العلم قدره بالسدس سدس الليل الاخر وهذا يتفاوت في طوله شتاء وصيفا والليل انما يحسب من غروب الشمس الى طلوع الفجر فلو قلنا هنا مثلا بان اذان المغرب في الخامسة وعشر دقائق هذه الايام مثلا وان اذان الفجر في خامسة وعشر دقائق فهذا يكون الليل فيه ثنتا عشرة ساعة فاذا قسمت ذلك الى ستة فمعنى ذلك ان السحر يبدأ من الساعة الثالثة وعشر دقائق في هذه الايام يعني بمقدار ساعتين في مثل هذه الايام اذا كان الليل طويلا على هذا القول على هذا القول وعامة اهل العلم يقولون هو الجزء الاخير من الليل. الجزء الاخير من الليل. اخر الليل هنا اذا كان في سفر واسحر احتمل قام في السحر او انتهى في سيره الى السحر يعني دخل في وقت السحر فيقول سمع سامع قوله سمع ضبط بوجهين. الاول وهو الذي ذهب اليه القاضي عياض وجمع من اهل العلم سمع سامع سامع بالتشديد. سمع سامع هكذا ضبطها هؤلاء والقاضي عياض يقول على هذا اكثر رواة صحيح مسلم والحديث مخرج في صحيح مسلم كيف يكون المعنى على هذا سمع سامع يقولون المعنى بلغ سامع قولي هذا لغيره وقال مثله يعني يكون ذلك من قبيل التنبيه على الذكر في السحر سمع سامع يعني سمعه لغيره بلغه لغيره. يعني بلغ هذا الذكر واوصله الى غيره مذكرا به. من اجل ان يذكر الله تبارك وتعالى في هذا الوقت الشريف وهو جزء من وقت التنزل الالهي لان الله تبارك وتعالى ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة اذا كان ثلث الليل الاخر والسحر لا شك قطعا انه من الثلث الاخر من الليل من اخره. والله تبارك وتعالى يقول والمستغفرين بالاسحار. هذا وقت الاستغفار يعني يقضون الليل بالقيام يقضون كثيرا من الليل ويختمون ليلهم وقيامهم الاستغفار ابى على التشديد وضبطه بعضهم كالخطاب واخرين بالكسر والتخفيف. سمع سامع سمع سامع معناه شهد شاهد على حمدنا لله تبارك وتعالى على نعمه وحسن بلاءه سمع السامع بحمد الله اي بحمدنا له تبارك وتعالى وحسن بلائه حسن بلاءه يعني وباعترافنا بحسن انعامه علينا وما تفضل به واكرمنا واولانا واعطانا فهو المنعم المتفضل على عباده. فيكون بهذا الاعتبار من قبيل الخبر يعني ليسمع سامع سامع يعني اللي يسمع سامع قولنا هذا وثنائنا فيكون خبرا بهذا الاعتبار فيكون المعنى سمع من كان له سمع بان نحمد الله ونحسن في ذلك وانا نشكره عليه لما تفضل به. لكن من اهل العلم من يقول ان هذا الخبر مضمن معنى الامر سمع سامع يعني ليسمع سامع. وبعضهم يقول هو خبر محض خبر محض ليس فيه معنى الامر يعني ليس بمعنى ليسمع وانما وخبر على ظاهره سمع من كان له سمع بانا نحمد الله تبارك وتعالى وهذا يحتمل على كل حال وقوله سمع سامع سامع هنا نكرة وهي في مثل هذا السياق يراد بها العموم سمع سامع يعني كل من كل من يسمع بحمد الله وحسن بلائه علينا. والبلاء يكون بمعنى النعمة والله تبارك وتعالى يبلو عباده بالشر والخير فتنة لهم. يبلوهم بالضراء ليصبروا ويبلوهم ام ليشكروا وكل ذلك امتحانا لعباده فمن الناس من قد يصبر في السراء في الضراء ولكنه لا يشكر في السراء ومن الناس من يكون حاله بعكس ذلك والله عز وجل يقول ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. وبهذا يتبين الشكر ويظهر الصبر ربنا صاحبنا صاحبنا يعني بحفظك ورعايتك وكلاءتك وافضل علينا نعمك الجزيلة واصرف عنا ما نكرهه وما نتخوفه ادم علينا هذه النعم التي تفضلت بها علينا ووفقنا للقيام بحقها عائذا بالله سبحانه وتعالى. عائذا بالله عائدا بالله من النار هذا يحتمل وانظروا الى دقة اللغة العربية كيف يتحول المعنى عائدا بالله يحتمل ان يكون اعراب عائذا انه حال فيكون ذلك ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم وانما يكون من كلام الراوي يعني يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول سمع سامع او سمع سامع الى اخره الراوي يقول عائذا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله حال كونه عائذا بالله من النار. ويكون من كلام الراوي ليس من بقية الحديث وليس من الذكر الراوي يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقوله صلى الله عليه وسلم حال كونه عائدا بالله من النار وهذا اذا كان حالا ويحتمل ان يكون مصدرا اعني قوله عائذا ان يكون مصدرا فيكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم يكون من كلامه جوزا ايضا النووي رحمه الله على الحال ان يكون من قول النبي صلى الله عليه وسلم يعني حال كوني عائذا بالله من النار حال استعاذتي من النار حال استعاذتي من النار فهذا يحتمل على كل حال. والذي يظهر والله اعلم من السياق ومن غيره كما سيتضح ان ذلك من جملة قول النبي صلى الله وسلم وليس من كلام الراوي يعني هذه الجملة الاخيرة عائذا بالله من النار. يدل على هذا ما جاء عن مجاهد رحمه الله قال عن ابن عمر رضي الله عنه انه اذا كان في سفر فطلع الفجر رفع صوته ونادى سمع او سمع سامع بحمد الله ونعمه وحسن بلائه علينا ثلاثا اللهم صاحبنا فافضل علينا عائذا بالله من النار ولا حول ولا قوة الا بالله ثلاثا هذا عن ابن عمر رضي الله عنه فكان يقول عائدا بالله من النار وهذا ابن عمر رضي الله تعالى عنه كان من اشد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا له في كل شيء حتى في الامور العادية. حتى انه كان يبرك ناقته في المكان الذي تبرك فيه ناقة النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا يكون قرينه على ان قوله عائذا بالله من النار انه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون من جملة هذا الذكر وهذا الذكر لعله من الاذكار التي نغفل عنها كثيرا. اعيده ثانية كان اذا كان في سفر واسحر. اذا هذا يقال متى؟ في السفر اذا كان في سفر سواء كان في الطريق او كان في بلد بقي فيها في سفره بات فيها او نحو ذلك فانه يقول هذا في حال السفر كان اذا كان في سفر واسحر يقول سمع او سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا. ربنا صاحبنا لاحظ هنا في سفر فيحتاج الى كلاءة الله ومعيته وتأييده وحفظه وافضل علينا عائدا بالله من النار اذا لا يكون ذلك من الاذكار التي تقال في السحر مطلقا وانما يكون ذلك من الاذكار المقيدة في السفر يقوله اذا اسحر اذا اذا دخل في السحر والله تعالى اعلم. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم ارحم واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا السلام عليكم